19 - 05 - 2012, 09:20 PM | رقم المشاركة : ( 221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ» (كورنثوس الثانية9:1). لقد نجا بولس من موت محتَّم في مقاطعة آسيا. لا نعرف ما حدث بالضبط، لكن الأمر كان خطيراً جداًّ لدرجة أنه لو سألناه «هل ستكون النهاية حياة أم موت؟» فكان سيقول «موت». إن معظم الذين استخدمهم الله كان لهم تجربة مماثلة في وقت ما في حياتهم. إن سِيَر حياة رجال الله العظام تُسجّل حالات نجاة عجيبة من مرض أو حوادث أو من هجوم شخصي. يستخدم الله أحياناً هذا النوع من التجربة ليُلفت إنتباه الإنسان، فربّما يكون معتلياً موجة الإزدهار المادي حيث كل شيء يسير بحسب رغبته، ولكن فجأة يسقط طريح الفراش، يزيل الجرّاح أمتاراً من أمعائه المصابة بالسرطان مما يضطره إلى إعادة تقييم حياته والتفكير بأولوياته إدراكاً منه أن الحياة قصيرة وغير مضمونة، فيقرّر أن يكرِّس ما بقي منها للرَّب، فيقيمه الرَّب ويمنحه سنين إضافيّة في خدمة مُثمرة. إلا أن الأمر كان مختلفاً بالنسبة لحالة بولس. فقد سلّم حياته بالفعل للرَّب من أجل الخدمة، لكن كان هناك إحتمال خطير أن يخدم بقوته وذكائه الخاص، لهذا أتى به الرَّب إلى شفير الموت لكي لا يثق بنفسه بل في إله القيامة. سوف يكون هناك أوقات كثيرة في حياته الصاخبة عندما يواجه مآزق يفوق حلّها القدرة البشريّة، الآن وقد ثبتت بالفعل كفاية إله المستحيلات، فإنه لن يدركه الخوف فيما بعد. هذه المواجهات القريبة من الموت هي عبارة عن بركات مختفية، إنها تُظهر لنا كم نحن ضعفاء، وتذكّرنا بحماقة قِيَم هذا العالم، وتعلّمنا بأن الحياة هي قصة قصيرة قد تنتهي بدون توقُّع، وعندما نواجه الموت، ندرك أننّا «يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ» (يوحنا9:4) بطريقة ما «لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ» إن هذا مذكّرٌ قوي لنا لكي نضع مصلحة المسيح أوّلاً ونعتمد على قدرته وحكمته. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:21 PM | رقم المشاركة : ( 222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«عَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْ عَلَيْنَا» (مزمور17:90). تعني هذه الجملة «إجعل عمل أيدينا يدوم». إنها فكرة تستحق التأمل ومطلبٌ جدير بالصلاة! وينبغي أن نجعله طموحنا بحيث نقضي حياتنا في عمل الأمور التي تدوم. هذا المطلب يجد صداه في العهد الجديد عندما قال الرَّب يسوع: «إخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ» (يوحنا 16:15). قال ف.وو. بورهام بأنه ينبغي على كل منّا أن يُشغِل نفسه بعملٍ شريف يقوم به بينما جسده ممددٌ في القبر، على أنه علينا أن ننقل هذه الفكرة إلى ما هو أبعد من القبر ونقول أن كلاً منّا ينبغي أن يبني للأبديّة. إن كثيراً من الأعمال المعاصرة لها أهمية عابرة وقيمة زائلة. سمعت ذات يوم عن رجل كان يكرّس حياته في تحليل كيماوي لخمسين مادّة كيماوية سريعة التبخّر موجودة في قشرة نوع من الإجاص. من هنا نرى أنه حتى المؤمنين يمكن أن يسقطوا في فخ بناء قصور في الرمال أو يلاحقون فقاعات فارغة ويصبحون خبراء في أمور تافهة، وكما قال أحدهم: يمكننا أن نصبح مذنبين بقضاء حياتنا في محاولة لجعل الصور مستقيمة في بيت يحترق. هنالك أنواع عديدة من الأعمال التي لها أهمية أبدية يتعيَّن علينا أن نركّز عليها. أولها، تطوير الشخصية المسيحية، فإن شخصيّتنا هي واحدة من الأشياء القليلة التي سوف نأخذها معنا إلى السماء، وهي تحتاج إلى العناية بها الآن. ثم إن النفوس التي تم ربحها للمسيح لها أهمية دائمة أيضاً، وستكون من الساجدة لحمل الله إلى أبد الآبدين، وجميع أولئك الذين يعلّمون كلمة الحق، والذين يُتلمِذون مؤمنين جدداً، والذين يطعمون خراف المسيح، هؤلاء يستثمِرون وقتهم في حياة تدوم أبداً. والآباء الذين يربّون أولادهم لأجل خدمة الملكوت يُؤكَّد لهم الله أن عملهم سيدوم. ثم إن الوكلاء الأمناء الذين يستثمرون أموالهم لأجل المسيح وقضيته، ينشغلون بخدمة لا يمكن أن تفشل، والذين يكرّسون أنفسهم في ممارسة الصلاة سوف يرون يوماً ما كيف أن كل صلاة قد استجيبت من الله نفسه في وقته وبطريقته. إن كل من يخدم شعب الله يشارك في عمل يدوم إلى الأبد. إن أكثر خدّام المسيح تواضعاً يفوق برؤياه أعظم حكماء العالم، إذ يدوم عمله بينما يتصاعد عملهم كالبخار. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ …الذي يَحْلِفُ لِلضَّرَرِ وَلاَ يُغَيِّرُ» (مزمور4،1:15). في المزمور15 يصف داود الشخص المؤهّل ليكون رفيقاً لِلّه العظيم، تتمثَّل إحدى جوانب صفات هذا الرجل في أنه يلتزم بكلامه، حتى لو كلّفه الأمر تكلفة شخصية كبيرة، فإذا وَعدَ أو التزم بشيء، يبقى أميناً له. ها هنا، على سبيل المثال، مؤمنٌ يبيع بيته، يأتي مشترٍ ويتَّفقا على دفع السعر المطلوب، يوافق البائع على الصفقة، وقبل توقيع أية أوراق، يأتي آخر ويعرض 5،000$ إضافية على ثمن البيت. من ناحية قانونية ربما يستطيع البائع أن يرفض العرض الأول وبهذا يكسب 5،000$ إضافية على الصفقة، لكن من ناحية أخلاقية هو ملزمٌ أن يلتزم بكلمته التي نطق بها مع المشتري الأول. إنَّ شهادته كمؤمن يمكن الإعتماد عليه، أصبحت في خطر. وها هنا، أحد المؤمنين يعاني من إلتهاب في ضرس العقل، يحيله طبيب الأسنان إلى جرّاح الفم والأسنان الذي بدوره يعالجه بالمضادات الحيوية ومن ثم يعيّن له موعداً لاقتلاع الضِرس، وبعد أن شهِد للجرّاح يغادر المؤمن العيادة، وفي الطريق يلتقي بصديق يرشده إلى طبيب آخر يقتلع ضرسه بنصف السعر. لا شك في أنه يمكن أن يدفع للجرّاح مقابل العمل الذي تم بالفعل، ثم يذهب إلى طبيب أسنان آخر، فهل يفعل هذا؟ قبلت سوزان لتوها دعوة للعشاء مع زوجين متقدّمين في السنّ. دقَّ جرس الهاتف وتلقّت دعوة للعشاء مع مجموعة من الشباب من جيلها، فأضحت ما بين المطرقة والسندان، فهي لا تريد أن تخيِّب أمل الزوجين المسنَّين، ومع ذلك فهي متلهفة لتكون في صحبة مجموعة الشباب. يصعب إتخاذ القرار عادة عندما يتعلَّق الأمر بمبلغ كبير من المال، لكن يجب ألاّ يجعلنا أي مبلغ من المال نتراجع عن وعدنا. إن التراجع عن أي إلتزام يشوِّه شهادتنا المسيحية ويجلب العار لإسم الرَّب. لا يهم كم يكون الثمن، فلا بد لنا من دحض تصريح فولتير الساخر بأنه «عندما يتعلّق الأمر بالمال فجميع الناس من نفس الديانة». إن إنسان الله «يفعل دائماً ما وعد به، مهما كانت التكلفة» وهو «يفي بوعده حتى ولو دمّره ذلك». |
||||
19 - 05 - 2012, 09:23 PM | رقم المشاركة : ( 224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَتَعْلَمُونَ خَطِيَّتَكُمُ الَّتِي تُصِيبُكُمْ» (عدد23:32). لقد أرسى الله بعض المبادئ غير القابلة للتغيير في عالمنا هذا، ولا تستطيع كل إبداعات الإنسان أن تأتي بأفضل منها. إحدى هذه المبادئ أنك لا تستطيع أن تُخطئ دون أن تتحمل النتائج. لقد تعلَّم معظمنا هذا المبدأ في مرحلة مبكرة من الحياة عندما كنا نَلعقَ بعض المُربّى أو سواه من الأطعمة التي تركت علاماتها المنبِّهة مما جعل أمهّاتنا يكتشفن ذلك بسهولة. ولكن الحقيقة تنطبق على كل أشكال الحياة والتي تشهد عليها كل الصحف. إن قصيدة «حلم يوجين آرام» هي توضيح لافت لجوهر القضية، فقد اعتقد يوجين أنه يستطيع أن يقترف جريمة كاملة. فقتل رجلاً وألقى بجثته في النهر الذي كانت مياهه راكدة وسوداء كالحبر وكان عميقاً للغاية. في الصباح التالي ذهب إلى ضفة النهر حيث موقع الجريمة. «نظرتُ إلى البركة السوداء اللعينة؛ وبعين الريبة العنيفة؛ رأيت الميت على أرضية النهر؛ لأن النهر الكافر كان جافاًّ». عندها حاول تغطية الجثة بكومة ضخمة من أوراق الشجر، لكن في تلك الليلة هبت ريح قوية في المنطقة فكشفت عن الجثة، فقال: «ثم سقطت على وجهي وشرعت في البكاء؛ لأني عرفت أن الأرض قد رفضت أن تحفظ سرّي لا على اليابسة ولا في البحر العميق فحسب، بينما ينبغي أن يكون على عمق عشرة آلاف قامة». أخيراً دفن الضحيّة في كهف بعيد، لكن بعد سنوات إكتُشف الهيكل العظمي فحوكم بجريمة القتل وأُعدِم. لقد كشفته خطيئته. لكن هناك طريقة أخرى لا تلبث الخطيئة أن تلاحقنا بها، يذكّرنا ستانلي جونز بأنها «تتسجّل في أعماقنا المتدهورة، في الهاوية الداخلية حيث تفقدك القدرة على إحترام ذاتك. وتُلزمك بالعيش متخفياً في متاهات مظلمة». إنه حتى لو أمكن عدم إكتشاف خطيئة الإنسان في هذه الحياة، فمن المؤكد أنها ستلاحقه في الحياة الآتية، فإذا لم يتم تطهير تلك الخطيئة بدم يسوع، فستظهر في النور يوم الدينونة، سواء كانت أعمالاً، أفكاراً، دوافع أو نوايا، وستُحسَب ضده ويُنطَق ضده بالعقاب، ذلك العقاب الذي هو بالطبع موت أبدي. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:23 PM | رقم المشاركة : ( 225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«الْمَسِيحُ الْكُلُّ» (كولوسي11:3). ثمة مَيلٌ عندنا نحن المؤمنين لقضاء الكثير من الوقت في البحث عن إختبارات روحية جديدة من شأنها أن تضمن لنا نصراً دائماً أو تحرراً من الصعود والهبوط في الحياة اليومية. نهرع إلى المؤتمرات والندوات وورشات العمل بحثاً عن صيغة سحرية من شأنها صقل الجوانب البغيضة في حياتنا. وتؤكّد لنا بعض النُّبَذ اللامعة أن الدكتور فُلان سيشارك في الحديث عن إنفراجة جديدة هامة من شأنها أن تجعلنا مُشرقين بالروح، أو أن أحد الجيران المتحمسين يصِرُّ على إصطحابنا معه إلى قاعة الإجتماعات البلدي لنستمع عن اكتشاف جديد يختصر طريق الحصول على الحياة الفيّاضة. إن الإغواءات كثيرة. ها هو أحد الوعّاظ يقدِّم طريقاً مَلكياً للحصول على الإمتلاء، وآخر يُعلن عن السِّر ذي الأوجه الثلاثة للإنتصار، أما الآن فنذهب إلى ندوة تدور حول المفتاح لحياة أعمق، ثم في الأسبوع التالي يُعقد مؤتمر عن خطوات خمسة سهلة نحو القداسة، فنتقدَّم إلى الأمام عند إطلاق دعوة من المنبر كي نحصل على إختبار الإمتلاء بالروح القدس، أو نصبح مهووسين لفكرة شفاء الجسد وكأن هذا هو أهم شيء في الحياة. ففي إحدى اللحظات نطلب إنطلاقة نفسية مسيحية وفي لحظة لاحقة نطلب شفاء الذكريات، نركب البحر والبرّ باحثين عن فيضان روحي جديد. ليس هناك شك في أن العديد من هؤلاء المتكلّمين صادقين وأن هناك قيمة لبعض الأمور التي يطرحونها، لكن حين نعود إلى التفاصيل الدقيقة للحياة نجد أن ليس هناك طرق مختصرة للقداسة وأن المشكلة لا زالت قائمة وأننا يجب أن نعيش يوماً بعد يوم في الإعتماد على الرَّب. في النهاية يجب أن نتعلم أنه من الأفضل أن نكون منشغلين مع الرَّب يسوع ممّا في الإختبارات، فلا خيبة للأمل فيه وعنده نجد كل إحتياجنا وهو كفايتنا التامة. قضى أ.ب. سمبسون حداثته باحثاً عن الإختبارات، لكنه اكتشف أنها لا تكفي، عندها كتب ترنيمة جميلة بعنوان «نفسه» يقول العدد الأول منها: ذات مرة كان البركة، والآن هو الرَّب؛ ذات مرة كان الشعور، والآن هو الكلمته؛ ذات مرة أردت عطاياه، والآن المُعطي نفسه؛ ذات مرة سعيت وراء الشفاء، والآن ورائه وحده. الكلّ في الكل إلى الأبد سوف أرنّم ليسوع، الكل في يسوع ويسوع في الكلّ. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:24 PM | رقم المشاركة : ( 226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ» (تيموثاوس الأولى16:4). إن إحدى ميزات كلمة الله الكثيرة والتي تستحق الإنتباه هي أنها لا تعزل العقيدة عن المسؤولية، فعلى سبيل المثال، إن فيلبي1:2-13 هي فقرة كلاسيكية من العهد الجديد تتكلّم عن العقيدة المتعلقة بالمسيح، ومنها نتعلّم عن مساواته بإذاً الآب وعن إخلاء نفسه وتجسّده وعن كونه خادماً، ثم عن موته ومجده اللّاحق، لكن لم يتم تقديم هذا كله كبحث عقائدي، بل كنداءٍ لأهل فيلبي ولنا كي يكون لدينا فكر المسيح، إن كنا نحيا لأجل الآخرين كما فعل هو، فإنه بعملنا هذا سيزول النزاع والعُجْب، إذا كنا نتخذ صورة المتواضع كما فعل هو، وعندها سيُرفِّعنا الله في الوقت المناسب. إن الفقرة الآنفة الذكر عملية جداً. عادة ما أفكِّر بهذا عندما أقرأ كُتباً في اللاهوت المنهجي (النظامي)، ففي هذه الكتب يجمع المؤلّفون كل ما يعلِّمُه الكتاب المقدس عن عقائد الإيمان، فيما إذا كان عن الله أو عن المسيح أو الروح القدس أو الملائكة، أو الإنسان، أو الخطيئة أو عن الفداء الخ. وبالرغم من أن لهذه كلها قيمة محددة إلا أنها يمكن أن تكون غير وديّة أبداً عند عزلها عن عيشة التقوى. يمكن للشخص أن يكون محترفاً فكرياً في العقائد العظيمة ومع هذا يكون وللأسف، ناقصاً في صفاته المسيحية. فإذا درسنا الكتاب المقدس كما أعطاه الله لنا فلن يكون فصلٌ بين العقيدة والمسؤولية، وسيكون الإثنان متوازنين ومنسجمين معاً دائماً. لعلّ أكثر المواضيع العقائدية التي يتم عزلها عن مسؤوليتنا الشخصية هي النبوَّة، وعادة ما يتم عرضها بطريقة ما لإشباع فضولنا. إن التوقعات المثيرة حول هوية ضدّ المسيح قد تجذب الجماهير لكنها لا تُنمِّي القداسة، فلم يكن القصد من النبوَّة أن تدغدغ الأشخاص المستحكّة آذانهم بل لتشكِّل الشخصية المسيحية. لقد وضع جورج بيترز قائمة بِ 65 طريقة يمكن بواسطتها إحتساب المجيء الثاني من أجل التأثير على عقيدتنا ومسؤوليتنا وصفاتنا، ولا أشك في أنه يوجد أكثر من ذلك بكثير. إن الدرس المتوخّى بالنسبة لنا هو أننا ينبغي ألّا نعزِلَ العقائد عن التقوى العملية، إن كان في دراستنا الشخصية أو في تعليم الكلمة للآخرين، كما ويجب علينا أن نؤكِّد على نصائح بولس لتيموثاوس، «لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ». |
||||
19 - 05 - 2012, 09:25 PM | رقم المشاركة : ( 227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَكِنْ مَا كَانَ لي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ» (فيلبي8،7:3). إنه أمر حسن وبارز دوماً عندما يقوم المؤمن بتنازلات عظيمة من أجل المسيح. ها هنا شخص قد جلبت له مواهبه غنىً وشهرة، ولكن في طاعةٍ لدعوة إلهية يتركها عند أقدام المُخلِّص، أو إمرأة قد فتحت بصوتها أبواب قاعات الموسيقى الشهيرة، لكنها الآن تشعر بأنها يجب أن تحيا لأجل عالم آخر، فتتخلى عن مهنتها لتتبع المسيح، علاوة على ذلك ما قيمة الشهرة أو الغنى أو التميُّز إذا ما قورِنت بمكاسب لا تضاهى بالفوز بالمسيح!؟ يسأل يان ماكفيرسون، «هل يوجد في أي مكان مشهدٌ أعمق تأثيراً من شخصٍ متعدد المواهب يطرحها بلا إحساس وبعبادة عند أقدام الفادي؟ ها هنا على أية حال المكان الذي يجب أن تكون عنده، وبكلمات حكمة ويلزية إلهية قديمة، إن العبرية واليونانية واللاتينية كلها جيدة في مكانها، لكن مكانها ليس أين وضعها بيلاطس، فوق رأس يسوع، بل بالحرِّي عند قدميه». لقد شجب الرسول بولس الغِنى والثقافة والمراكز الكنسية وحسبها خسارة من أجل المسيح. يعلّق جويت على هذا ويقول: «عندما حسِب الرسول بولس ممتلكاته الأرستقراطية كربح عظيم، لم يكن قد رأى الرَّب أبداً، لكن عندما توهَّج مجد الرَّب في عينيه المُستغرِبتين تلاشت هذه الأشياء واختفت كالظلال وانخسفت، وليس فقط أن مكاسب الرسول السابقة تلاشت في تألّق الرَّب وظهرت كأشياء لا قيمة لها بين يديه، بل إنه توقّف عن التفكير بها توقفاً تاماً. لقد اختفت من ذهنه تماماً حيث كانت تُعامل على أنها إستثمارات مقدسة سامية». من الغريب إذاً أنه عندما يتخلّى الإنسان عن كل شيء ويتبع المسيح يعتقد البعض أنه قد فقد عقله، يُصدم البعض ولا يستوعب ما حدث، بينما يبكي البعض الآخر ويقترحون طرقاً بديلة ويناقش آخرون على أسس منطقية والحس السليم. على أن القلائل يصادقون بتأثرٍ عميق، لكن عندما يسلك الشخص بالإيمان يكون قادراً على تقييم آراء الآخرين تقييماً صحيحاً. لقد تخلّى س. ستاد عن ثروة خاصة وإمكانيات ممتازة في موطنه ليكرّس حياته لخدمة البشارة، وأدار جون نلسون داربي ظهره لمهنة رائعة ليصبح كارزاً ممسوحاً ومعلماً ونبياً للّه، كما وتخلّى شهداء الإكوادور الخمسة عن رفاهية ومادية الولايات المتحدة ليأتوا بالمسيح لقبيلة الأوكا. إن الناس يسمونها تضحية كبيرة، لكنها ليست تضحية في الواقع. عندما أراد أحدهم أن يمتدح هدسون تيلر لأجل التضحيات التي قدّمها للمسيح، قال: «يا رجل، أنا لم أقم بأية تضحية في حياتي». وقال داربي، «ليس تضحية كبيرة أن تتخلى عن النفاية». |
||||
19 - 05 - 2012, 11:21 PM | رقم المشاركة : ( 228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ وَتُنَادُونَ بالْعِتْقِ فِي الأرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً وَتَرْجِعُونَ كُلٌّ إلَى مُلْكِه وَتَعُودُونَ كُلٌّ إلَى عَشِيرَتِهِ» (لاويين10:25). كانت كل سنة «خمسون» في تقويم إسرائيل تُعرف بسنة اليوبيل، فكان من المفروض أن تُترَك التربة لتستريح وترجع الأرض إلى مالكها الأصلي ويُحرَّر العبيد، فكان وقت تحرُّر ونعمة وفداء وراحة بهيج. عندما كان يريد شخصٌ ما أن يشتري أرضاً كان عليه أن يأخذ بالحسبان قرب سنة اليوبيل، فعلى سبيل المثال، ترتفع قيمة الأرض عندما يكون ما تبقّى لسنة اليوبيل خمس وأربعون سنة، ولكن إذا لم يتبقَّ سوى عام واحد لليوبيل، فإن الأرض لا تستحق أن تُشترى، ولا يكون المشتري قادراً على زراعة أكثر من موسمٍ واحدٍ فقط. هناك شعور بأن مجيء الرَّب سيكون سنة يوبيل المؤمنين في هذه الأيام، فيه يدخلون إلى الراحة الأبدية في بيت الآب ويتم تحريرهم من قيود الموت ويأخذون أجساداً ممجّدة، وكل الأمور المادية التي كانوا وكلاء عليها ستعود إلى مالكها الأصلي. ينبغي أن نأخذ ذلك بعين الإعتبار عند تقييم ما لدينا من ممتلكات مادية، فقد يكون لدينا آلاف الجنيهات من العقارات والإستثمارات والودائع المصرفية، ولكن إذا أتى الرَّب اليوم فإن قيمتها تكون كأنها لا شيء بالنسبة لنا، وكلّما اقترب يوم مجيئه، كلما انخفضت القيمة الحقيقية لما نمتلك، وهذا يعني، بطبيعة الحال، بأننا ينبغي أن نستثمرها في تقدّم عمل المسيح والتخفيف من وطأة الحاجة الإنسانية. ومثلما كان يُبَشَّر ببدء سنة اليوبيل بالنفخ بالبوق، كذلك أيضاً سيُعلَن مجيء الرَّب بصوت «البوق الأخير»، «وهذا كلّه يعلّمنا درساً مفيداً، فإذا كانت قلوبنا ثابتة على رجاء عودة المسيح، فعلينا أن نتخلى عن كل الأشياء الأرضية، لأنه من المستحيل أخلاقياً أن نكون في موقف المنتظرين لمجيء الإبن من السماء ولا ننفصل عن العالم الحاضر. إن الشخص الذي يحيا في التوقُّع المعتاد لظهور المسيح، عليه الإنفصال عن كل ما سيُخضَع لدينونة ويتفكك عند مجيئه. يا ليت قلوبنا تكون متأثّرة وسلوكنا كذلك بهذا الحق الثمين المقدس (من أقوال س. ماكنتوش). |
||||
19 - 05 - 2012, 11:29 PM | رقم المشاركة : ( 229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَا سَيِّدُ أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي» (لوقا57:9). أعتقد أحياناً أننا نتكلم ونرنّم عن ربوبيّة المسيح وعن الإلتزام وعن التسليم الكامل من غير تكلُّف. نُردِّد كلمات ومصطلحات مثل «إذا لم يكن رباًّ على كل شيء فهو ليس رباًّ على أي شيء»، ونرنّم أيضاً «أُسلِّم كل شيء ليسوع، أعطي كل شيء مُلكاً له»، نتصرَّف وكأن الإلتزام الكامل يتضمن أكثر قليلاً من الحضور إلى الكنيسة كل يوم أحد. هذا ليس لأننا غير صادقين، إنما فقط لأننا لا ندرك كل ما يعنيه الإلتزام، فإذا كنا نعترف بربوبية المسيح فهذا يعني أننا مستعدون لنتبعه في الفقر والرفض والمعاناة حتى الموت. يفقد البعض وعيهم عند مشاهدة الدم. لقد أتى إلى الرَّب ذات يوم شابٌ متحمسٌ مدفوعٌ بقلب صادق تماماً وقال: «يا معلِّم، أتبعك أينما تمضي»، لا شيء يمكن أن يكون أكثر صدقاً من هذا، لكن يسوع لم يهتز لمطلبه لأنه علم بأن هذا الشاب لم يكن يدرك كل ما يتضمّنه هذا المطلب، لذلك قال له أنّه هو نفسه كان بلا مأوى وكانت الثعالب أفضل منه، وأنه قد يبيت بلا عشاء في العراء، أراه صليباً عليه بعض من لون الدَّم، وما كان من هذا المتلهِّف إلا أن أُغميَ عليه وأضحى كالأموات، في حين أنه كان يرمي إلى شيء صالح، لكن الثمن كان أكثر مما كان على إستعداد لأن يدفعه. هذا هو الحال على الأغلب، بعضكم لا يشارك في الحرب، ليس لأن دعوة المسيح لا تجذبكم بل لأنكم تخافون إراقة القليل من الدم. لذلك تقولون مع شيء من التذمُّر: «لولا هذه البنادق التافهة لكنت الآن جندياً» (شابيل). ومع أن يسوع لم يهتز عندما جاء الشاب المذكور في لوقا 9 ليتطوَّع بالذهاب معه في كل الطريق، لكنني متأكد من أنه اهتزَّ عندما كتب جيم إليوت في مذكّراته «إذا كنت أحتفظ بدم حياتي وأمتنع عن سكبه ذبيحة، مقارنة بمثال ربّي، فإنني بالتأكيد سأشعر بوجه الله المتجهِّم مُوجهاً ضدَّ غرضي. أيّها الآب، خذ حياتي، نعم ودمي إن كانت مشيئتك، والتهمها بنارك، لن أحتفظ بها لأنها ليست لي لأحفظها، خذها كلها يا ربّ، واسكُب روحي قرباناً لأجل العالم، لأن للدم قيمة فقط عندما يجري على مذبحك». عندما نقرأ كلمات كهذه ونتذكَّر أن جيم سكب دمه شهيداً في الإكوادور، نُدرك قلّة معرفتنا بمعنى التسليم المطلق. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:30 PM | رقم المشاركة : ( 230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ» (رومية15:5). يقارن بولس في رومية12:5-21، بين رأسين أساسيين للجنس البشري، هما آدم والمسيح، لقد كان آدم رأس الخليقة الأولى، أمّا المسيح فهو رأس الخليقة الجديدة. كان الأول طبيعياً أما الثاني فروحياً. يستعمل بولس عبارة «كَثِيرًا» ثلاث مرات للتأكيد على أن البركات التي تتدفّق من عمل المسيح تفوق الخسائر الناتجة عن خطيئة آدم. فهو يقول أنه «في المسيح يتباهى نسل آدم ببركات أكثر ممّا أضاع أبيهم الأول» فإن المؤمنين في المسيح أفضل حالاً من أي وقت مضى مما كانوا في آدم لو لم يسقط. دعونا نفترض للحظة أن آدم لم يخطئ، وأنه بدلاً من أن يأكل من الثمرة المحرَّمة قرّر هو وزوجته أن يطيعا الله، ماذا كان يمكن أن تكون النتيجة في حياتهما؟ بقدر ما نعرف قد يستمرَّا في العيش إلى الأبد في جنة عدن، وقد تكون مكافأتهما حياة طويلة على الأرض الأمر الذي ينطبق أيضاً على نسلهما. وطالما هم أيضاً لم يخطئوا فقد يستمروا في العيش في جنة عدن إلى الأبد، وقد لا يموتوا. لكن في تلك الحالة من البراءة، لن يكون لهم إحتمال الذهاب إلى السماء أبداً. لن يكون هناك وعد بأن يُسكَنوا ويُختَموا بالروح القدس، ولن يُصبحوا ورثة الله ووارثين مع يسوع المسيح، وأنه لن يكون لهم رجاءً ليصبحوا على صورة إبن الله، وسيكون هناك دائماً الإحتمال الرهيب من أنهم قد يخطئوا ويفقدوا البركات الأرضية التي تمتّعوا بها في عدن. فكّر، على النقيض من ذلك، بالمركز اللّامتناهي والسامي الذي حصَّله المسيح لنا بعمله الكفّاري، فإننا قد تباركنا بكل بركة روحية في السّماويات في المسيح، فقد أصبحنا مقبولين بالحبيب وكاملين بالمسيح، مّفديّين ومصالَحين ومغفور لنا ومبرَّرين ومقدَّسين ومُمجَّدين، وقد جُعلنا أعضاء في جسد المسيح، ثم سُكِنَّا وخُتِمنا بالروح الذي هو عربون ميراثنا، فنحن آمنون في المسيح إلى الأبد، وأولاد الله وأبناء الله وورثة الله وورثة الله بيسوع المسيح، إننا قريبون من الله وأعزّاء على الله مثل إبنه الحبيب، وهناك الكثير الكثير، لكن هذا يكفي لنُبيِّن أن المؤمنين هم بحالٍ أفضل اليوم في الرّب يسوع المسيح ممّا كانوا سيحصلون عليه في أي وقت مضى في آدم لو بقيَ بريئاً. |
||||
|