09 - 05 - 2014, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
سمات الكنيسة 1- تحدث آباء الإسكندرية عن ديمقراطية الكنيسة، فمن حق الشعب أن يختار راعيه، هذا ومن واجب الراعي أن يقدم أبوة حب لا أن يمارس سلطة.. لكل عضو في الكنيسة عمله: رجلا كان أم امرأة أم طفلا.. الأمر الذي نتحدث عنه في كتاب: "كنيسة شعبية". 2-تتسم الكنيسة القبطية بالروحانية كعنصر أساسي وحي في كل تصرفاتها وحياتها. 4- يري أباء الإسكندرية -مثل القديس كيرلس الكبير- أن سمة الكنيسة هي الوحدة القائمة علي الإيمان الواحد بلا انحراف. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
السمائيون
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة القبطية واللاهوت الغربي عندما تحدث "كالفن" عن الملائكة قال بأنه من واجبنا أن نبقي في جهل فيما لا تفيدنا معرفته، وبدأ بارث مناقشته أيضًا عن الملائكة في شيء من التردد (1). هذا ويميل اللاهوتيون الغربيون إلي تجنب الحديث عن السمائيين إلي حد كبير، حجتهم في هذا أن عقلية الإنسان المعاصر وإن كانت لا تعترض علي وجود الملائكة لاهوتيا أو منطقيا لكنها لا تتقبل الحديث عنهم سيكلوجيا. يتطلع البعض إلي الحديث عنهم كأساطير أو كخيال. أما بالنسبة للكنيسة القبطية فقد ترك السمائيون بصماتهم واضحة وقوية في كتابات أباء مدرسة الإسكندرية خاصة العلامة أوريجانوس، كما في التسابيح والأعياد والأيقنة والمباني الخ.. فمن جهة الكتابات احتلت فكرا واضحا في الكنيسة الأولي، خاصة مدرسة الإسكندرية، وذلك علي نهج الكتاب المقدس الذي تحدث عن السمائيين في سفر التكوين حتى سفر الرؤيا، ولم يكن هذا الحديث الطويل عبر العهدين بلا معني ولا هدف. أما في التسابيح، فالكنيسة وهي تتقبل عربون الحياة السمائية مترقبة التشبه بملائكة الله تسبح معهم، وتطوبهم، وتطلب صلواتهم، وتقيم أعيادا لبعضهم، خاصة رؤساء الملائكة ميخائيل وروفائيل والأربعة مخلوقات الحية والأربعة عشرين قسيسا غير المتجسدين الخ.. اهتمت الكنيسة بأيقونات السمائيين إما بتصويرهم وحدهم أو الأحداث الخاصة بالسيد المسيح أو في أيقونات القديسين حيث يصورون حاملين الأكاليل علي هامات القديسين، إشارة إلي انفتاح السماء للمؤمنين وتشبه المؤمنين بالسمائيين. وفي المباني الكنيسة تحتل الملائكة مكانًا هامًا لتأكيد أن الكنيسة ما هي إلا أيقونة السماء. في ذكصولجية (تمجيد) باكر نرنم: "السلام للكنيسة بيت الملائكة". وفي إحدى العظات القبطية القديمة تعرف الكنيسة: [هي موضوع التعزية؛ هي اجتماع الملائكة، وموضع الشاروبيم والسيرافيم] (3). |
||||
09 - 05 - 2014, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة وخدمة الملائكة يتحدث القديس بولس الرسول عن الملائكة كخدام للعتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 14).. هذا لا يعني أنهم أقل من المؤمنين رتبة أو مجدا، وإنما يعني حبهم للبشر الذي يجعلهم خداما لخلاصهم.. أية خدمة يقدمها السمائيون؟ 1- الشعور بمعية الملائكة يطفئ علي الكنيسة المتألمة نوعا من الفرح السماوي، إذ يسحب قلبها نحو المجد الأبدي وشركة السمائيين.. لهذا يقول العلامة أوريجانوس: [لا تضطرب بسبب قفر البرية، ففي رحلتك بالخيام تتقبل المن من السماء وتأكل خبز الملائكة] (3). 2- تحدث الشماس اسطفانوس (أع 7: 53) والرسول بولس (غلا 3: 19؛ عب 2: 2-3) عن الدور الايجابي للملائكة في استلام الناموس، ويري العلامة أوريجين أن الملائكة كأصدقاء للعريس يهيئون الكنيسة -شعب الله- في فترة خطبتها حتى تلتقي بالعريس شخصيا، إذ يقول: [إذ كنت أعد نفسي للزواج بابن الملك، بكر كل خليقة، رافقتني الملائكة وخدمتني وقدمت لي الناموس كهدية عرس] (4). [هؤلاء هم الملائكة حراس الأطفال الذين يرون وجه الآب في السماء] (5). اعتمادًا علي ما ورد في دانيال (10؛ 13ـ 21) يقول القديس إكليمندس الإسكندري: [وزعت قوات الملائكة الحاكمة علي الأمم والمدن] (6)، 3- مجيء العريس -ربنا يسوع المسيح- لم يوقف عمل الملائكة ولا أنهي محبتهم العاملة لحساب ملكوته فينا.. إذ كشف العهد الجديد عن ظهورا ت الملائكة في حياة السيد المسيح علي الأرض منذ لحظة البشارة حتى صعوده، وسيأتي أيضا مع ملائكته. ما أجمل عبارات العلامة أوريجانوس: [عندما رأت الملائكة ملك الطغمات السمائية يسير في أماكن الأرض، دخلوا الطريق الذي افتتحه، وتبعوا ربهم، وأطاعوا إرادته، ذاك الذي وزع المؤمنين به عليهم لحراستهم. الملائكة في خدمة خلاصك.. إنهم يقولون فيما بينهم: "إن كان قد أخذ (المسيح) جسدًا قابلًا للموت، فكيف نقف نحن مكتوفي الأيدي؟ تعالوا أيها الملائكة، لننزل جميعنا من السماء". هذا هو السبب الذي لأجله جموع الطغمات السمائية كانت تمجد الله وتسبحه عند ميلاد المسيح. لقد امتلأ كل موضع بالملائكة] (7). يري القديس أثناسيوس أن الملائكة التي نزلت من السماء تبشر بمجيء السيد المسيح أيضا انطلقت إلي السماء عند صعوده تبشر السمائيين ليفتحوا أبوابهم لملك المجد (8). 4- يوضح العلامة أوريجانوس شركة السمائيين مع الكنيسة، قائلًا: [إن كان ملاك الرب يعسكر حول خائفيه وينجيهم (مز 33: 8)، فيبدو أنه متى اجتمع عدد من الناس لمجد المسيح يكون لكل منهم ملاكه يعسكر حوله إذ هم خائفوا الرب. كل ملاك يرافق إنسانا يحرسه ويرشده، وبهذا متى اجتمع القديسون معا تقوم كنيستان كنيسة من البشر، وأخري من الملائكة] (9). يري القديس إكليمندس الإسكندري أن للملائكة دور إيجابي في مساندة الكهنة لخدمة أولاد الله (10)، ويتحدث العلامة أوريجانوس عن دورهم في خدمة الأسرار الكنسية وتوبة النفوس (11) ومعاونة المؤمنين على الصلاة. يحدثنا القديس إكليمندس عن مساندة النفس علي نموها الروحي (12) كما يحدثنا أوريجانوس عن حزن ملاك النفس عند سقوط الإنسان في الخطية (13)، 5- يربط العلامة أوريجانوس الملائكة انطلاقنا إلى الفردوس، خاصة بالنسبة للشهداء. يفسر كلمات الرسول بولس إذا صرنا منظرا للناس والملائكة (1 كو 4: 9) قائلًا بأن الملائكة تتطلع إلي الشهداء بإعجاب، وتفرح في السماء معنا (14). |
||||
09 - 05 - 2014, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسون
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسون ورباط الحب تتطلع إلي القديسين كأخوة أحباء لنا، جاهدوا ورحلوا إلي الفردوس. إنهم ليسوا أمواتا بل هم نيام كما قال الرب (يو11:11) وراقدون (1 تس 3: 13). تحدث آباؤنا الأولون في وضوح وبتفصيل عن علاقتنا بالقديسين. فالقديسون في الفردوس هم أعضاء منتصرون ينتمون لذات الكنيسة الواحدة التي نحن أعضاء فيها. جميعنا "منتصرون ومجاهدون" أعضاء في الكنيسة التي هي جسد يسوع المسيح الواحد. بالنسبة لنا صاروا هم أعضاء غير منظورين بسبب موت الجسد، ونحن أعضاء منظورون، أما بالنسبة لله فالكل منظورون، أعضاء عائلة مقدسة واحدة. رحل المنتصرون عن الأرض، لكنهم لم يرحلوا عن الكنيسة. محبتهم لأخوتهم لن تبطل برحيلهم وسكناهم في الفردوس. موتهم بالجسد لن يحطم رباط الحب المشترك بينهم وبيننا، بل بالحري يزداد عمقا وقوة. صلواتهم من أجل خلاص العالم لا تتوقف؛ هم يصلون عنا ونحن نكرمهم كأصدقاء قديسين، أحباء لنا. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أيقونات القديسين نكرم أيقونات القديسين، فنضعها علي حامل الأيقونات، وعلي حوائط الكنيسة وأبوابها، وفي منازلنا الخ.. كعلامة للتلاقي معًا في المسيح يسوع ربنا. للأيقونات القبطية طابعها المميز كما سبق فرأينا. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
شفاعة القديسين أو صلواتهم عنا ما دمنا جميعا -الأعضاء المنتصرة المجاهدة- جسد احد، نحمل المحبة التي لا تسقط أبدًا (1كو 13: 8)، فتفاعلنا معا لا يتوقف. الذين سبقونا يطلبون عنا، ونحن بالحب نطلب عن الراقدين، والله في أبوته يسر بهذه المحبة المتبادلة. إيمان الكنيسة بالشفاعة كتابي، كما يظهر من النقاط التالية: 2- القديسون الراقدون هم أحياء كما قيل: "الرب هو إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، وهو ليس إله أموات، وإنما هو إله أحياء. لأن الجميع عنده أحياء" (لو 20: 28؛ مت 22: 32؛ مر 12: 26). لهذا ظهر موسي وإيليا عند التجلي (لو9: 28-33)، وقام كثير من أجساد القديسين عند قيامة الرب (مت 27: 52، 53). 2- إن كان الله قد كشف لرجاله في العهدين أمورا خفية ومستقبلة (أع 20: 22، 23، 29 30؛ 2 بط 1: 14)، فلا عجب إن كشف القديسين في الفردوس عن أحوالنا.. معرفتهم ليست معرفة ذاتية لكنه هبه من الله.. علامة معرفتهم هذه علم إبراهيم بمجيء موسي والأنبياء بعده (لو 16: 29ـ 31). وفرح السماء بتوبة الخاطئ (لو 15: 7، 10). 3- للراقدين المؤمنين دالة لدي الله؛ لذا بارك الرب إسحق من أجل أبيه إبراهيم (تك 26: 5)، ورثي الرب لبني إسرائيل من أجل إبراهيم وإسحق ويعقوب (2 مل 13: 23)، ولم يسمح بتمزيق المملكة في عهد سليمان إكراما لداود أبيه (1 مل 11: 13811)، وأقام الرب ميتا إكراما لإليشع عندما مس جثمانه عظام إليشع النبي (2 مل 13: 20، 21). 4- نسمع المجاهدين يستغيثون بشفاعة القديسين، فيستشفع يعقوب بجده إبراهيم وأبيه إسحق (تك 22:9)، وموسي بإبراهيم وإسحق ويعقوب (خر22: 13).. إذ بكرم الرب الذين يكرمونه (1 صم 2: 30)، فينسب نفسه إليهم (تك 26: 24؛ 28: 3) ويسمع إلي طلبتهم.. لذا نجد الغني في الجحيم يستغيث بإبراهيم (لو 16: 27، 28). لهذا نجد العلامة أوريجانوس الإسكندري يقول: [إنه أمر لا يضاد الصواب أن نسأل القديسين، وأن نستشفع بهم.. حتى يساعدونا]، ويقول البابا أثناسيوس [أيتها السيدة والملكة، والدة الله، اشفعي فينا]. ___________ 1- قداسة البابا شنودة: مذكرات في اللاهوت العقيدي نيافة الأنبا غريغوريوس (القمص باخوم المحرقي): شفاعة المنتقلين في الأحياء، مجلة الكرازة عاميّ 1965، 1966. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الحياة السرائرية
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأسرار والحياة الكنسية ما أعذب أن أكتب عن الأسرار الكنسية، لأنها في الحقيقة هي تذوق لحب الله الفائق ونعمته الإلهية المجانية. الأسرار ليست إلا ممارسة للإنجيل في الواقع الكنسي الحي، فيها يتكشف المؤمن سر الإنجيل ويتعرف علي الحياة الكنسية الخ.. في اختصار يمكنني أن أقول بأن الأسرار تمنحنا الآتي: 1- التمتع بالنعمة الإلهية عمليا: فإن كان التعليم عن "النعمة الإلهية" هو قلب الإنجيل ومركزه، هذه النعمة نتمتع بها خلال الأسرار كما يؤكد لنا الكتاب المقدس: سر المعمودية: فيه ننال لا عن استحقاق ذاتي ولا بذراع بشري بل بالروح القدس الميلاد الجديد (يو 3: 3-5؛ تي 3: 5)، التبني لله (غلا 3: 26). سر الميرون: فيه ننال عطية الروح القدس الذي يعلمنا ويرشدنا ويقدسنا، لننمو حتى نبلغ معا إلي قياس قامة ملء المسيح (أع 8: 17؛ 19: 5، 6). سر التوبة والاعتراف: فيه يقدم لنا الروح القدس الحل من الخطايا (مت 16: 19). سر الأفخارستيا: فيه ترتفع الكنيسة كما إلي السماء لتلتقي بالمخلص السماوي، تشارك السمائيين تسابيحهم، وتتناول جسد الرب ودمه لتتحد به وتثبت فيه، فتحيا إلي الأبد (يو 6: 35، 55؛ مت 26: 27، 28؛ 1كو 10: 17). سر مسحة المرضى: فيه يتقبل المريض الآلام كشركة مع السيد المسيح المتألم، كما ينال المريض غفران خطاياه (بالتوبة والاعتراف) وشفاء جسده (يع 4؛ مر 6: 13). سر الزواج: ينال العروسان الاتحاد معا ويقيم الروح القدس من بيتهما كنيسة مقدسة للرب. سر الكهنوت: فيه يعمل السيد المسيح الكاهن الأعظم والفريد في من وهبهم الروح نعمة الكهنوت (مت 28: 19-20؛ أف 4: 11، أع 20: 28، 1 تي 4: 14، 2 تي 1: 6). هذه الأعمال الإلهية الفائقة هي نعمة الله المجانية التي تقدم للمؤمنين خلال كنيسته. 2- التحام العمل الإلهي المجاني مع الجانب الإنساني: لقد دعيت هذه الأعمال "أسرارًا"، لأنها أعمال إلهية فائقة للعقل، يجد فيها المؤمن الثالوث القدوس عاملا لحسابه، مهتما به ليقيمه ابنًا لله مقدسًا مغسولًا بالدم الثمين، يشارك السمائيين حياتهم العلوية؛ يعمل الله في حياته الروحية، ويهتم به في مرضه الخ.. غير أن هذه الأسرار تحمل روحًا إنجيليًا، أقصد عدم تجاهل الجانب الإنساني. في أكثر توضيح أقول أن الله في حبه للإنسان أعطاه كرامة خاصة، فيعمل به ومن خلاله دون تجاهل له، ففي سر العماد مثلا لا يمكن لخليقة ما سماوية أو أرضية أن تقيم إنسانًا بشريًا ابنًا لله، هذا من صميم عمل روح الله القدوس، وفي استحقاقات الصليب.. لكنه يتحقق خلال الكاهن.. الله يسر أن يعطي للإنسان هذه الكرامة، لكن يبقي عمل السر من فعل الله ذاته لا الكاهن. ربما يستصعب البعض هذا الفكر، متسائلًا: لماذا لا يهب الله عطاياه للمؤمن مباشرة دون وساطة الكاهن؟ نجيب بأن الله الكلمة الذي لم يستنكف من أن يصير إنسانا يكرم البشرية كلها بالعمل خلال بشر يدعوهم ويقدسهم واهبا إياهم نعمة الكهنوت. مع الفارق حينما تجسد الكلمة الإلهي لتحقيق خلاصنا استخدم القديسة مريم، وأخذ جسدا حقيقيا منها، وكان لها دورها الايجابي.. وحسبنا هذا تكريما لجنس البشر. ويبقي الله يطلب من الإنسان عمله الايجابي ليعلن الله ذاته من خلاله. 3- الكشف عن طبيعة الكنيسة: إذ يسيء البعض استخدام هذه الأسرار، فيستغلها للسلطة عوض الخدمة يثورون ضد هذه الأسرار بقصد الثورة علي سلطة الكنيسة، لكن في الكنيسة القبطية يشعر المؤمنون بأمومة الكنيسة وحنوها خلال تمتعهم بالأسرار. فإن كان الثالوث القدوس يعطي بفيض للمؤمنين وبلا حساب إنما يعطي خلال كنيسته الحاملة لصورة السيد المسيح والمتسمة بصفاته. نذكر علي سبيل المثال، إذ يشعر المؤمن أنه في مياه المعمودية نال الميلاد الجديد، يتطلع إلي الكنيسة كأم أنجبته بالروح القدس ابنًا لله، فتصير بنوته مجالًا لوحدته مع بقية الأعضاء روحيا لا لعزلته واتسامه بالانفرادية. حتى في حياة الزوجية يشعر أنه قبل زوجته واحدا معا خلال الكنيسة المحبة، فيري في علاقته معها صورة لعلاقته بالجماعة المقدسة. ممارسة الأسرار بالروح والحق، دون استغلال لسلطة ما، يكشف أمومة الكنيسة ووحدتها بل وكيانها الروحي وغايتها نحو خلاص كل نفس بعيدًا عن روح الإداريات والتنظيمات البشرية. 4- الكشف عن فهمنا للخليقة كلها: الله الكلمة الذي يسمو فوق كل مادة صار إنسانًا حقًا، أكل وشرب وعمل.. مقدسًا نظرتنا ليس فقط للجسد الذي أخذه وإنما حتى للحياة اليومية وللمادة التي استخدمها، فلا نري في الأكل نجاسة ولا في الخليقة الجامدة عنصر ظلمة وعداوة. استخدم الأسرار للخليقة الجامدة كالماء في المعمودية، والزيت في سر مسحة المرضى، والخبز والخمر في سر الأفخارستيا، ووضع أكاليل معدنية في المعمودية والزواج، والملابس الكهنوتية الخ.. إنما يرفع نظرتنا تجاه المادة لنري يد الله التي تقدس كل شيء لحساب خلاصنا! |
||||
|