منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 03 - 2019, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 22781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثق بان الرب سيحميك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في الطريق قل في قلبك
يا رب حافظ عليّ
يا رب يسوع

استرني بظل جناحيك
يا ربي يسوع

خلصني من العثرات
وثق بان الرب سيحميك

ويحفظك من كل شر.
 
قديم 23 - 03 - 2019, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 22782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فيتجدد مثل النسر شبابك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تؤمن بان الرب يجدد مثل النسر شبابك....
ام تتأثر بتقلبات الزمن والحياة .....
وتستسلم لفكرة خريف العمر
وتدهور الحالة الصحية......وخطورة المرض؟؟
(مزمور 103 :5)
(الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك)
 
قديم 23 - 03 - 2019, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 22783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا رب نقنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرب يريد ان جميع الناس يخلصون
والى معرفة الحق يقبلون.
غاية الرب ومحبته الفائقة لبني البشر
هي خلاص كل البشر لذا قدم نفسه بالمسيح يسوع فداءً
عن كل من يقبله لكي تكون له الحياة الابدية.
الرب لا يريدنا فقط ان نصوم عن الاكل والشرب ،
الرب يريدنا ان نصوم عن الشر وعن البغض والكراهية،
يريدنا اولاد الخير مفعمين بالمحبة
وان نعمل وصاياه بمحبة وبكل تواضع
ليس فقط ايام الصيام، إنما كل ايام حياتنا
الى حين ان يعود جسدنا الى التراب وروحنا الى المخلص للدينونة.
يا رب نقنا جميعاً من كل امر لا يرضيك
في حياتنا واجعلنا ان نصوم عن الشر
وعن كل امر مخالفاً لوصاياك في حياتنا
صوماً ابدياً ذاكرين اننا تراب والى التراب نعود.
لك المجد والكرامة الى الابد.
آمين
 
قديم 23 - 03 - 2019, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 22784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصوم عن الشر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يا رب نقنا جميعاً من كل امر لا يرضيك
في حياتنا واجعلنا ان نصوم عن الشر
وعن كل امر مخالفاً لوصاياك في حياتنا
صوماً ابدياً ذاكرين اننا تراب والى التراب نعود.
لك المجد والكرامة الى الابد.
آمين
 
قديم 23 - 03 - 2019, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 22785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا يستخدم الكاثوليك الصليب وعليه المصلوب؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في حين يُعتبر الصليب الفارغ رمزاً مسيحياً شائعاً تستخدمه كلّ الكنائس المسيحيّة، يتميّز الكاثوليك في استخدام المصلوب وهو صليب يُظهر جسد المسيح المُعذب.

لماذا؟

كرّمت الكنيسة الكاثوليكيّة تضحيّة يسوع المسيح الكبرى على الصليب منذ بداية المسيحيّة. في البداية، كان الصليب يُغطى بحجاب رمزياً. وكانت الأحرف اليونانيّة tau و rho تُكتب عادةً فوق الصليب لخلق صورة مجردة وكأن هناك شخص معلق على الصليب.




بعد أن أصبحت المسيحيّة دين الامبراطورية، تمكن الفنانون من العمل بواقعيّة وانفتاح أكبر ورسموا المسيح بحريّة على الصليب مستلهمين بما جاء في رسالة القديس بولس الى أهل كورنثوس: “فإننا نبشر بمسيح مصلوب، عثار لليهود وحماقة للوثنيين” (الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ١: ٢٣).

ولطالما كان هدف المصلوب إظهار محبة يسوع الكبيرة للبشريّة وتذكيرنا برجاء القيامة الناتج عن انتصار آلام يسوع.

وقدم القديس أغسطينوس في القرن الرابع ملخصاً رائعاً لما يستخدم الكاثوليك المصلوب.

“لا يجب أن يكون موت ربنا سبب عار لنا بل يجب أن يكون رجاءنا الأكبر وأكبر انتصاراتنا. عندما أخذ على نفسه موتنا، وعد بإيمان أن يعطينا الحياة فيه.”

“أحبنا لدرجة انه، هو الذي دون خطيئة، تألم من أجلنا نحن الخطأة وتكبد العقاب الذي نستحقه نحن. فلنعترف دون خوف ونعلن حتى ان المسيح صُلب من أجلنا ولنعترف بذلك دون خوف بل بفرح ولا بخجل بل بمجد.”

وفي نهاية المطاف، يذكرنا المصلوب ان ما من قيامة دون صليب وبأننا مدعويين الى حمل صليبنا واقتفاء آثار يسوع. فهو أظهر لنا مثال المسيحي الحقيقي ونحن مدعوون الى القيام مثله والى المحبة كما أحب كلّ البشريّة مهما كلف الثمن وحتى ولو تطلب ذلك بذل حياتنا في سبيل شخص آخر.


 
قديم 23 - 03 - 2019, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 22786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من المخوّل أن يُمارس أعمال التقسيم في الكنيسة الكاثوليكية؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ازدادت الحاجة الى الكهنة المقسمين بشكل كبير خلال العقد الماضي واعتبرت الكنيسة انه من الضروري تدريب عدد أكبر من الكهنة على هذه المهمة الخاصة.

فمن هم هؤلاء المتدربين؟



لا تسمح الكنيسة الكاثوليكيّة لكائن من كان بأن يصبح مقسماً. وفي الواقع، من الواجب ان تتوافر لدي المتدرب سلسلة من المؤهلات قبل قبوله إتمام هذه المهمة.


إن الشرط الأساسي الأوّل هو الكهنوت لكن حتى في هذه الحالة، لا يمكن اعتبار أن باستطاعة كلّ كاهن أن يصبح مقسماً.
عندما يرغب الكاهن بإجراء رتبة تقسيم مع أفراد مسهّم الشيطان، يكون كاهنا تميّز بفعل تقواه وحكمته ونزاهته. وعليه ان يتمم مهامه باتساق وتواضع وان يكون محصناً بالكامل من التكبر البشري ويستند لا الى قوته الخاصة بل الى قوة اللّه. بالإضافة الى ذلك، يجب أن يكون في سنوات متقدمة من النضوج ومحترم لا فقط لمنصبه بل لمزاياه الأخلاقيّة أيضاً.
بالإضافة الى ذلك، وللقيام بمهامه كما ينبغي، عليه بالتعمق في الموضوع والإستناد الى خبرة كتّاب في المجال مُعترف بهم.
ويتوجب على المقسم ان لا يجزم سريعاً بأن الشخص المعني يسكنه الشيطان بل عليه ان يميّز العلامات التي تُفرق بين الشخص المصاب بمرض خاصةً مرض نفسي وبين الشخص الذي يسكنه الشيطان.
بكلمات أخرى، إن الكهنة الذين يصبحون مقسمين هم رجال قديسين لا يقومون بهذه المهام بحثاً عن القوة أو الربح الشخصي بل يدعوهم اللّه لهذه المهمة. ويحتاج الكاهن الى سنوات من التحضير المكثف لهذه الغاية ولا يمكنه أبداً الاستخفاف بهذه المهام.
ولا يستطيع العلماني، مهما كانت الظروف، ان يصبح مقسماً علماً ان باستطاعة العلماني “مساعدة” المقسم في بعض الحالات الخاصة. وتنطبق الشروط نفسها على العلماني فعليه ان يكون شخصا يحترم ويعيش الأسرار ويصلي وعليه أن يتحضر بشكل جيد لهذه التجربة إذ أن شخص متمسك بالخطيئة قد يعيق بشكل كبير مسار التقسيم.
سيحاول الشيطان التأثير على المسار بكل قوته وبالتالي فإن كلّ شخص منخرط في عمليّة طرد الشيطان عليه بالاعتماد تماماً وكلياً على قوة اللّه الحاميّة.
 
قديم 23 - 03 - 2019, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 22787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا خلقنا الله؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول الله على لسان نبييه داود المرنم "أيها الرب، كنت لنا ملجأ جيلاً فجيلاً. من قبل أن ولدت الجبال، وكونت الأرض والدنيا من الأزل وللأبد أنت الرب" [1].
ويقول ولده سليمان الحكيم في كتاب الأمثال "قبل أن غرست الجبال وقبل التلال ولدت، إذ لم يكن قد صنع الأرض والحقول وأول عناصر العالم"[2].
يظهر من الآيتين الآنفتي الذكر أن الخطة الأبدية لخلق الكون (الحالي والمستقبل)، والإنسان والتاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، كانت موجودة في فكر الله. بالرغم من وجود بداية زمنية لخلق آدم والمخلوقات الأخرى، إلا أن خلقها في فكر الله ليس له بداية. لكي لا نعتقد بأن هناك أي تغيير يطرأ لفكر الله عندما بدأ بخلق الكون، بل أن كل شيء خلق ويخلق في المستقبل والسماء والأرض الجديدة، موجود في فكر الله غير المتغيير. كما أن الوليد المحبول به في رحم أمه، لا يعرف الأم التي تحمله ولا يشعر بوالده الذي كان سبب الحبل به، هكذا أيضاً آدم عندما كان في فكر الله الخالق كان لا يدركه، إلى أن ولد فعرف نفسه أنه مخلوق ولم يبقى عند هذه المعرفة إلا ست ساعات وطرأ عليه تغيير، حيث تغير من المعرفة إلى عدم المعرفة، ومن الخير إلى الشر. لذلك كانت صورة آدم في فكر الله قبل أن يخلق الكون كما يقول المزمور أعلاه. لذلك فأن آدم أقدم من الجبال والمخلوقات الأخرى من حيث وجوده في فكر الله، لكن الجبال والمخلوقات الأخرى قبله من حيث الولادة [3].
لا يهتم العهد القديم بالخلق بغية إرضاء حب إستطلاع الإنسان لحل مشكلة أصل العالم، فهو يرى فيه قبل كل شيء نقطة إنطلاق لقصد الله ولتاريخ الخلاص، وأول أعمال الله العظيمة التي تمتد سلسلتها في تاريخ إسرائيل. وهناك علاقة بين القوة الخالقة والهيمنة على التاريخ فبصفته خالق العالم وسيده، يستطيع الله أن يختار نبوخذنصر (إرميا 27 : 4 – 7) أو كورش (إشعيا 45 : 12 – 13) لتحقيق مقاصده في هذا العالم.
لا تتم الأحداث إلا بأمره تعالى، فهو، بكل معنى الكلمة، يخلقها (إشعيا 48 : 6 – 7). وهذا ينطبق بصورة خاصة على الأحداث البارزة التي حددت مجرى مصير إسرائيل، مثل إختيار شعب الله الذي خلقه الرب وهديه (إشعيا 43 : 1 – 7 )، والخلاص الذي قدمه له في الخروج من أرض مصر (راجع 43: 16 – 19). ولهذا يضم أصحاب المزامير هذه الأحداث، في تأملاتهم في التاريخ المقدس، إلى عجائب الخلق، ليرسموا بها صورة كاملة لمعجزات الله (مزمور 135: 5 – 12 ، 136 : 4 – 26). وإذ يدخل فعل الخلق في مثل هذا الإطار، فهو ينتقى تماماً من التنصورات الآسطورية التي كانت تشوهه في الشرق القديم. ومنذئذ، يستطيع المؤلفون الملهمون، لكي يكسوه ثوباً شعرياً، أن يستعينوا بدون خزف، بصور الأساطير القديمة التي قد فقدت قدرتها على الأذى.


فيصبح الخالق بطلاً في معركة رهيبة ضد الوحوش التي تمثل الخواء: "رهب أو لاوياثان" فقد سحق الله (مزمور 89 : 11) هذه الوحوش، وطعنها (إشعيا 51 : 9 ، أيوب 26 : 13) وهمشها (مزمور 74 : 13) لم يدمرها نهائياً بل تركها غافية (أيوب 3 : 8) ، مقيدة (أيوب 7 : 12 ، 9 : 13). مبعدة في البحار (مزمور 104 : 26)، وكان الخلق لله بمثابة النصر الأول. وفي التاريخ، تمتد سلسلة المعارك التي قد تصفها الصور نفسها: ألا يتضمن الخروج نصراً جديداً على وحش الغمر العظيم (إشعيا 51 : 10)؟ وهكذا نجد دائماً، عن طريق الرموز، تمثل الأحداث التاريخية العجيبة ذاتها لعمل الله الأصلي الأعظم.
قد يكون معنى "الخلق" كل المخلوقات (رومية 8 : 19)، أو فعل الخلق ذاته (مرقس 10 : 6) ومعنى الخلق هو إبداع الأشياء التي لم يكن لها وجود. والفاعل في الفعل "خلق" هو الله دائماً. فالله خلق السموات والأرض. (تك 1 : 1) والحياة المائية والهوائية (عدد 21) والإنسان (عدد 27)، والكواكب (إشعيا 40 : 26). والريح (عاموس 4 : 13) وهو الذي خلق القلب النقي الطاهر (مزمور 51 : 10). والرب أمر فخلقت السموات بكل أجنادها وملائكتها، والشمس والقمر والنجوم والمياه التي فوق السموات (مزمور 148 : 5) لقد تكلم فصنع كل شيء، وهو القدير العزيز الحكيم. عليه تتوقف حياة كل المخلوقات، وبيده يرعاها ويصونها، وإختفاء وجهه عنها يهلكها، ونسمته المبدعة تجدد الحياة على الأرض (مزمور 104 : 27 – 30). وقد خلق الله العالمين "بالكلمة" الذي هو "الأبن" (يوحنا 1 : 3 وأفسس 3 : 9 وكولوسي 1 : 16 وعبرانيين 1 : 2). وتنقسم قصة الخليقة إلى جزئين، يكمل أحدهم الآخر. ففي الجزء الأول (تك 1 : 1 – 2 :3) يستعمل اسم الجلالة "الله". وفي الثاني (تك 2 : 4 – 25) "الرب الإله" يشير الجزء الأول إلى خليقة كل الكون، أما الثاني فإلى خليقة الإنسان، وهو فاتحة قصة سقوط الإنسان وفدائه. وفي سائر الأحوال، الله هو المسيطر على شؤون العالم والبشر، وكل الأشياء مرتبة بحكمة، وتهدف إلى قصد حكيم في الكون ونحو الإنسان.
أما الأيام الستة فتشير إلى ستة أعمال في مدد إلهية تنتهي بالراحة الإلهية (تك 2 : 2 - 3) وكان العمل الأول خلق النور المنتشر، والعمل الثاني تنظيم للسموات، وفصلها عن سطح الأرض بواسطة الجلد. والعمل الثالث فصل المياه عن اليابسة وخلق النبات. والعمل الرابع إظهار نور الشمس والكواكب عن طريق تكسير الأبخرة. والعمل الخامس خلق الحياة الحيوانية الدنيا في الماء والهواء. والعمل السادس خلق الحيوانات البرية والإنسان الذي خلق على صورة الله. وفي اليوم السابع استراح الله من عمله وبدأ يمارس وظيفة "الحارس" المدبر فبارك ما خلقه، وعين للإنسان يوم راحة في الاسبوع لخير النفس والجسد.
ويعتقد بعض المفسرين أن لفظة "يوم" لا تعتبر بالضرورة مدة أربع وعشرين ساعة، ويقولون أنها بالأرجح تشير إلى مدة جيولوجية طويلة الأمد. ولتأييد رأيهم يقولون أنه كثيراً ما استعملت لفظة "يوم" في الكتاب المقدس للدلالة على مدة أكثر من يوم شمسي، كيوم الأشرار، ويوم النقمة، ويوم الدينونة، ويوم الخلاص وألف سنة في عيني الرب كيوم واحد (مزمور 90 : 4 و 2 بطرس 3 : 8).
ومما هو جدير بالذكر في فهم قصة الخلق كما وردت في سفر التكوين هو أن الله خلق الكون ولم يتركه لذاته ولشأنه كما يزعم بعض الفلاسفة. أن قوته لا زالت عاملة في الكون خالقة مسيرة وحافظة. ثم أن الكتاب المقدس يعلمنا شيئاً آخر من عمل الله في الخلق، فمكانة الله في الخلق وفق تعليم الكتاب المقدس تختلف عن فكرة أرسطوطاليس الذي يتحدث عن العلة الأولى، وكأن لا اتصال بين الله وبين الخليقة سوى عن طريق سلسلة من العلل والمعلولات. فإن الكون وما فيه من صنع الباري اليوم كما كان يوم أبدعه أولاً. فهو الكل وفي الكل كما يناقض تعليم أرسطوطاليس عن أزلية المادة إذ أن الكتاب المقدس يعلمنا بأن للمادة بداية. ثم أن الكتاب المقدس في تعليمه عن الخلق يناقض الحلوليين الذين لا يفرقون بين الخالق وخليقته بل يمزجون بينهما فالله ليس الخليقة وليست الخليقة الله. وقد خلق العالم بمحض حريته لا كما يقول الغنوسيون بأن الخلق عبارة عن إنبثاق من الله يشبه التوالد الذاتي، فصدر عنه كضرورة لا محيص منها. أنه مبدع الكائنات وهي في وجودها وسيرها وبقائها وانتظامها تعتمد عليه بما أنه الخالق والمسير والحافظ والمدبر لها ولكل ما يتصل بها.
ومع أن مهمة الكنيسة هي أن تعلمنا عن مكانة الله في الخلق والخليقة إلا أن ما تعلمنا إياه لا يتناقض مع العلم الصحيح الذي ثبتت صحته من غير شك.
ويظهر لنا الله في سفر التكوين "شخصاً" لا مجرد قوة كما يزعم البعض، ويتمثل لنا عاملاً في خلق العالم وكل ما فيه من لا شيء. واسمى أعمال الله في الخلق هو الإنسان ذروة الخليقة، والذي خلقه من فرط محبته له، وهو يعمل في الكون وفق نواميس وشرائع ثابتة، وإيماننا بالله يتسامى فوق كل الفروض والنظريات العلمية. وتؤيد لنا القصة أن الخليقة لم تكن وليدة الصدفة، بل من تدبير إله حكيم، مدبر عاقل، قادر على كل شيء يتكلم فيطيعه الخلق. وقد ثبت لدى العلماء أن بعض قصة الخليقة كما جاءت في سفر التكوين وردت أيضاً في الآثار الآشورية في لوحات من فخار. ولكن القصة الآشورية مضطربة ومفككة، حافلة بأساطير الأقدمين يصعب فهم معانيها في كثير من المواضع. أما قصة سفر التكوين فمسلسلة ومرتبة ترتيباً محكماً. فضلاً عن هذا فإن القصة الآشورية تذكر عديداً من الآلهة، أما قصة التكوين فتحدثنا عن إله واحد، هو خالق السموات والأرض، ورب العالمين.
[1] مزمور 90 .
[2] أمثال 8 : 25
[3] كتاب النحلة لمار شليمون أسقف البصرة وفرات ميشان
 
قديم 23 - 03 - 2019, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 22788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الإنجيل معصوم من الأخطاء؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإنجيل هو كالسيد المسيح، أي بصورته الالهيه والانسانية. وهذا يعني انه مكتوب بلغة الانسان، مأخوذ من واقع التاريخ الانساني وله تأثيره على البشرية. فكانت مبادرة الله لبيان عن نفسه وحبه للانسان من خلال ممارسة ومزاولة قوة كلمته الالهية والسماوية التي تساعد الانسان لقبول الله في حياته.
الإنجيل خالي من أي خطاء او عيب وانه يقوم بدور الوسيط لمساعدة الانسان لفهم حقيقة الله التي تجلت فقط للخلاص البشري.
 
قديم 24 - 03 - 2019, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 22789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَثَلُ ظ±لِظ±بْنِ ظ±لضَّالِّ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَيِ ظ±لْخَرُوفِ ظ±لضَّائِعِ وَظ±لدِّرْهَمِ ظ±لْمَفْقُودِ وَهُوَ بَعْدُ عَلَى ظ±لْأَغْلَبِ فِي بِيرْيَا شَرْقَ نَهْرِ ظ±لْأُرْدُنِّ.‏ وَظ±لْعِبْرَةُ ظ±لَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنَ ظ±لْمَثَلَيْنِ عَلَى ظ±لسَّوَاءِ أَنْ نَفْرَحَ بِظ±لْخُطَاةِ ظ±لَّذِينَ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ إِلَى ظ±للهِ.‏ لظ°كِنَّ ظ±لْفَرِّيسِيِّينَ وَظ±لْكَتَبَةَ يَنْتَقِدُونَ يَسُوعَ لِأَنَّهُ يُرَحِّبُ بِمِثْلِ هظ°ؤُلَاءِ.‏ فَهَلْ يَتَّعِظُونَ بِهظ°ذَيْنِ ظ±لْمَثَلَيْنِ؟‏ وَهَلْ يَسْتَوْعِبُونَ كَيْفَ يَشْعُرُ أَبُونَا ظ±لسَّمَاوِيُّ تِجَاهَ ظ±لْخُطَاةِ ظ±لتَّائِبِينَ؟‏ يَرْوِي يَسُوعُ ظ±لْآنَ مَثَلًا يَمَسُّ ظ±لْقَلْبَ وَيَضْرِبُ عَلَى ظ±لْوَتَرِ ظ±لْحَسَّاسِ عَيْنِهِ.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تَدُورُ أَحْدَاثُ ظ±لْمَثَلِ حَوْلَ أَبٍ لَهُ ظ±بْنَانِ،‏ وَأَصْغَرُهُمَا هُوَ ظ±لشَّخْصِيَّةُ ظ±لْمِحْوَرِيَّةُ.‏ وَمَا يَحْدُثُ مَعَهُ يُفْتَرَضُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي ظ±لْفَرِّيسِيِّينَ وَظ±لْكَتَبَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ سَامِعِي يَسُوعَ.‏ وَلظ°كِنْ لَا يَعْنِي ذظ°لِكَ أَنَّ ظ±لْأَبَ وَظ±لِظ±بْنَ ظ±لْأَكْبَرَ يُؤَدِّيَانِ دَوْرًا هَامِشِيًّا.‏ فَظ±لْمَوَاقِفُ ظ±لَّتِي يَتَّخِذَانِهَا تَحْمِلُ أَيْضًا فِي طَيَّاتِهَا دُرُوسًا مُهِمَّةً.‏ فَلْنُبْقِ ظ±لشَّخْصِيَّاتِ ظ±لثَّلَاثَ فِي بَالِنَا فِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي ظ±لْمَثَلِ.‏
يَرْوِي يَسُوعُ:‏ «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ظ±بْنَانِ.‏ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لِأَبِيهِ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ ظ±لْأَمْلَاكِ›.‏ فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ»،‏ أَيْ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏ (‏لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ،ظ،،‏ ظ،ظ¢‏)‏ جَدِيرٌ بِظ±لْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ظ±لِظ±بْنَ ظ±لْأَصْغَرَ طَالَبَ بِحِصَّتِهِ فِي ظ±لْمِيرَاثِ وَأَبُوهُ لَا يَزَالُ عَلَى قَيْدِ ظ±لْحَيَاةِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَقِلَّ بِذَاتِهِ وَيَصْرِفَ ظ±لثَّرْوَةَ عَلَى كَيْفِهِ.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُخْبِرُ يَسُوعُ:‏ «بَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ كَثِيرَةً،‏ جَمَعَ ظ±لِظ±بْنُ ظ±لْأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ،‏ وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَا يَمْلِكُ عَائِشًا حَيَاةً خَلِيعَةً».‏ (‏لوقا ظ،ظ¥:‏ظ،ظ£‏)‏ فَعِوَضَ أَنْ يَبْقَى فِي كَنَفِ بَيْتِهِ مَعَ أَبِيهِ ظ±لَّذِي يُعْنَى بِعَائِلَتِهِ وَيُؤَمِّنُ لَهُمْ عِيشَةً كَرِيمَةً،‏ غَادَرَ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ.‏ وَهُنَاكَ بَذَّرَ كُلَّ مِيرَاثِهِ مُتَمَرِّغًا فِي ظ±لْمَلَذَّاتِ وَظ±لْفُجُورِ.‏ ثُمَّ وَقَعَ فِي ظَرْفٍ عَصِيبٍ،‏ حَسْبَمَا يُتَابِعُ يَسُوعُ:‏
‏«لَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ،‏ حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي ذظ°لِكَ ظ±لْبَلَدِ،‏ فَظ±بْتَدَأَ يَحْتَاجُ.‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ وَظ±لْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذظ°لِكَ ظ±لْبَلَدِ،‏ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.‏ وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنْ قُرُونِ ظ±لْخَرُّوبِ ظ±لَّتِي كَانَتِ ظ±لْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهَا،‏ فَلَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ شَيْئًا».‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ،ظ¤-‏ظ،ظ¦‏.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَقَدْ رَضِيَ هظ°ذَا ظ±لِظ±بْنُ أَنْ يَعْمَلَ رَاعِيَ خَنَازِيرَ مَعَ أَنَّهَا حَيَوَانَاتٌ نَجِسَةٌ بِحَسَبِ شَرِيعَةِ ظ±للهِ.‏ وَتَضَوَّرَ جُوعًا لِدَرَجَةِ أَنَّ لُعَابَهُ كَانَ يَسِيلُ عَلَى طَعَامِ ظ±لْخَنَازِيرِ ظ±لَّتِي يَرْعَاهَا.‏ وَلظ°كِنْ فِي خِضَمِّ بُؤْسِهِ وَإِحْبَاطِهِ،‏ «عَادَ إِلَى رُشْدِهِ».‏ فَمَاذَا قَرَّرَ أَنْ يَفْعَلَ؟‏ اِفْتَكَرَ فِي نَفْسِهِ:‏ «كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَكْثُرُ عِنْدَهُ ظ±لْخُبْزُ،‏ وَأَنَا أَهْلِكُ هُنَا مِنَ ظ±لْجُوعِ!‏ أَقُومُ وَأُسَافِرُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ظ±لسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ظ±بْنَكَ.‏ اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ›».‏ وَبِظ±لْفِعْلِ،‏ قَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ.‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ،ظ§-‏ظ¢ظ*‏.‏
فَكَيْفَ تَصَرَّفَ وَالِدُهُ يَا تُرَى؟‏ هَلْ صَبَّ عَلَيْهِ جَامَ غَضَبِهِ وَعَنَّفَهُ عَلَى حَمَاقَتِهِ حِينَ تَرَكَ ظ±لْبَيْتَ؟‏ هَلِ ظ±سْتَقْبَلَهُ بِفُتُورٍ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِرُجُوعِهِ؟‏ مَاذَا تَفْعَلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ مَحَلَّهُ وَظ±لْوَلَدُ هُوَ ظ±بْنُكَ أَوْ بِنْتُكَ؟‏

كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ

يُخْبِرُنَا يَسُوعُ عَنْ مَشَاعِرِ ظ±لْأَبِ وَرَدِّ فِعْلِهِ قَائِلًا:‏ «إِذْ كَانَ [ظ±لِظ±بْنُ] لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا،‏ أَبْصَرَهُ أَبُوهُ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ».‏ (‏لوقا ظ،ظ¥:‏ظ¢ظ*‏)‏ فَقَدْ فَتَحَ ظ±لْأَبُ ذِرَاعَيْهِ لِظ±بْنِهِ مَعَ أَنَّهُ رُبَّمَا سَمِعَ بِحَيَاتِهِ ظ±لْخَلِيعَةِ.‏ فَهَلْ يَسْتَشِفُّ ظ±لْقَادَةُ ظ±لْيَهُودُ،‏ ظ±لَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ يَهْوَهَ وَيَعْبُدُونَهُ،‏ كَيْفَ يَشْعُرُ أَبُونَا ظ±لسَّمَاوِيُّ حِيَالَ ظ±لْخُطَاةِ ظ±لتَّائِبِينَ؟‏ وَهَلْ يُدْرِكُونَ أَنَّ يَسُوعَ يَتَحَلَّى بِظ±لْمَوْقِفِ نَفْسِهِ؟‏
يُرَجَّحُ أَنَّ ظ±لْأَبَ رَأَى ظ±لتَّوْبَةَ وَظ±لنَّدَمَ فِي مَلَامِحِ ظ±بْنِهِ ظ±لْحَزِينَةِ.‏ فَبَادَرَ إِلَى ظ±سْتِقْبَالِهِ بِمَحَبَّةٍ سَهَّلَتْ عَلَيْهِ ظ±لْإِقْرَارَ بِخَطَايَاهُ.‏ يَرْوِي يَسُوعُ:‏ «عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ ظ±لِظ±بْنُ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ظ±لسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ظ±بْنَكَ›».‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏ظ¢ظ،‏.‏
لظ°كِنَّ ظ±لْأَبَ أَمَرَ عَبِيدَهُ:‏ «أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا أَفْضَلَ حُلَّةٍ وَأَلْبِسُوهُ،‏ وَظ±جْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَنَعْلَيْنِ فِي قَدَمَيْهِ.‏ وَأْتُوا بِظ±لْعِجْلِ ظ±لْمُسَمَّنِ وَظ±ذْبَحُوهُ،‏ وَلْنَأْكُلْ وَنَسْتَمْتِعْ،‏ لِأَنَّ ظ±بْنِي هظ°ذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ظ±لْحَيَاةِ،‏ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».‏ ثُمَّ «ظ±بْتَدَأُوا يَسْتَمْتِعُونَ».‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ¢ظ¢-‏ظ¢ظ¤‏.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فِي هظ°ذِهِ ظ±لْأَثْنَاءِ،‏ كَانَ ظ±لِظ±بْنُ ظ±لْأَكْبَرُ فِي ظ±لْحَقْلِ.‏ يُخْبِرُ يَسُوعُ عَنْهُ:‏ «لَمَّا جَاءَ وَظ±قْتَرَبَ مِنَ ظ±لْبَيْتِ،‏ سَمِعَ عَزْفَ آلَاتٍ وَرَقْصًا.‏ فَدَعَا أَحَدَ ظ±لْخَدَمِ وَظ±سْتَعْلَمَهُ عَمَّا يَكُونُ هظ°ذَا.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹قَدْ أَتَى أَخُوكَ،‏ فَذَبَحَ أَبُوكَ ظ±لْعِجْلَ ظ±لْمُسَمَّنَ،‏ لِأَنَّهُ ظ±سْتَعَادَهُ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ›.‏ وَلظ°كِنَّهُ سَخِطَ وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَدْخُلَ.‏ فَخَرَجَ أَبُوهُ وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ.‏ فَأَجَابَ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏ ‹هَا أَنَا أَخْدُمُكَ كَعَبْدٍ سِنِينَ كَثِيرَةً جِدًّا وَلَمْ أَتَعَدَّ وَصِيَّتَكَ قَطُّ،‏ وَمَعَ ذظ°لِكَ لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ جَدْيًا لِأَسْتَمْتِعَ مَعَ أَصْدِقَائِي.‏ وَلظ°كِنْ مَا إِنْ جَاءَ ظ±بْنُكَ هظ°ذَا ظ±لَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ [أَيْ بَدَّدَ مُمْتَلَكَاتِكَ] مَعَ ظ±لْعَاهِرَاتِ،‏ حَتَّى ذَبَحْتَ لَهُ ظ±لْعِجْلَ ظ±لْمُسَمَّنَ›».‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ¢ظ¥-‏ظ£ظ*‏.
فَمَنْ عَلَى غِرَارِ ظ±لِظ±بْنِ ظ±لْأَكْبَرِ يَعِيبُونَ رَحْمَةَ يَسُوعَ وَظ±هْتِمَامَهُ بِعَامَّةِ ظ±لنَّاسِ وَظ±لْخُطَاةِ؟‏ أَلَيْسُوا ظ±لْكَتَبَةَ وَظ±لْفَرِّيسِيِّينَ؟‏!‏ فَظ±نْتِقَادُهُمْ يَسُوعَ عَلَى تَرْحِيبِهِ بِظ±لْخُطَاةِ هُوَ مَا دَفَعَهُ إِلَى سَرْدِ هظ°ذَا ظ±لْمَثَلِ.‏ وَظ±لدَّرْسُ ظ±لْمُسْتَمَدُّ مِنْهُ مُوَجَّهٌ أَيْضًا إِلَى كُلِّ مَنْ يَنْتَقِدُ رَحْمَةَ ظ±للهِ.‏
يَخْتَتِمُ يَسُوعُ مَثَلَهُ بِمُنَاشَدَةِ ظ±لْأَبِ ظ±بْنَهُ ظ±لْأَكْبَرَ:‏ «يَا وَلَدِي،‏ أَنْتَ مَعِي كُلَّ حِينٍ،‏ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ.‏ وَلظ°كِنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَفْرَحَ،‏ لِأَنَّ أَخَاكَ هظ°ذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ظ±لْحَيَاةِ،‏ وَكَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».‏ —‏ لوقا ظ،ظ¥:‏​ظ£ظ،،‏ ظ£ظ¢‏.
يَتْرُكُ يَسُوعُ قَرَارَ ظ±لِظ±بْنِ ظ±لْأَكْبَرِ مُعَلَّقًا.‏ وَلظ°كِنْ تَجْدُرُ ظ±لْإِشَارَةُ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ،‏ «أَخَذَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ظ±لْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ ظ±لْإِيمَانَ».‏ (‏اعمال ظ¦:‏ظ§‏)‏ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ بَيْنَهُمْ كَهَنَةً سَمِعُوا مِنْ فَمِهِ هظ°ذَا ظ±لْمَثَلَ ظ±لْمُحَرِّكَ لِلْمَشَاعِرِ.‏ فَقَدْ كَانَ ظ±لْبَابُ مَفْتُوحًا حَتَّى لِهظ°ؤُلَاءِ أَنْ يَعُودُوا إِلَى رُشْدِهِمْ،‏ وَيَتُوبُوا،‏ وَيَرْجِعُوا إِلَى ظ±للهِ.‏
وَهظ°كَذَا يَتَعَلَّمُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَجْمَعُونَ دُرُوسًا جَوْهَرِيَّةً مِنْ هظ°ذَا ظ±لْمَثَلِ ظ±لرَّائِعِ.‏ أَوَّلًا،‏ مِنَ ظ±لْحِكْمَةِ أَنْ نَبْقَى فِي كَنَفِ شَعْبِ ظ±للهِ تَحْتَ جَنَاحِ أَبِينَا ظ±لسَّمَاوِيِّ ظ±لَّذِي يُحِبُّنَا وَيُعِيلُنَا،‏ بَدَلَ أَنْ نَنْجَرَّ وَرَاءَ ظ±لْمَلَذَّاتِ ظ±لْمُغْرِيَةِ فِي «بَلَدٍ بَعِيدٍ».
ثَانِيًا،‏ إِنْ حَدَثَ وَحِدْنَا عَنْ طَرِيقِ ظ±للهِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَرْجِعَ إِلَيْهِ بِتَوَاضُعٍ كَيْ نَحْظَى مُجَدَّدًا بِرِضَاهُ.‏
وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا،‏ نَسْتَقِي عِبْرَةً مِنَ ظ±لتَّبَايُنِ ظ±لصَّارِخِ بَيْنَ غُفْرَانِ ظ±لْأَبِ ظ±لرَّحْبِ ظ±لصَّدْرِ وَمَوْقِفِ ظ±بْنِهِ ظ±لْأَكْبَرِ ظ±لْحَاقِدِ وَظ±لْبَارِدِ ظ±لْإِحْسَاسِ.‏ فَعَلَيْنَا نَحْنُ خُدَّامَ ظ±للهِ أَنْ نُسَامِحَ وَنَأْخُذَ بِظ±لْأَحْضَانِ أَيَّ أَخٍ ضَلَّ ثُمَّ تَابَ تَوْبَةً أَصِيلَةً وَرَجَعَ إِلَى ‹بَيْتِ أَبِيهِ›.‏ وَلْنُهَلِّلْ لِأَنَّهُ «كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ظ±لْحَيَاةِ .‏ .‏ .‏ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 03 - 2019, 12:58 PM   رقم المشاركة : ( 22790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موضوع متكامل عن احد الابن الضال


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غادر الابن الضال المنزل الأبوي رغبة منه للتغيير حياته، ولكنه سرعان ما عاد إليه موضحاً الفشل الذي حققه خارج هذا المنزل، كان يطالب بتغيير حياته بأن ينتقل من منزل كله أمان وحماية يرعاه الأب إلى مكان آخر كله مخاطر حيث ينتشر الفساد والشهوة والسقوط، وكان حراً في المغادرة لكن حريته حولته إلى عبد إذ اختار المكان الذي فيه عبودية الأهواء والخطيئة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أراد الابن الضال أن يذوق طعم الحياة بدون رقيب أو موجّه فيذهب حيث يريد و يتصرّف بما يملك من الإرث الأبوي كما يشاء، لكن الشيطان لم يدعه يتمتع بنعيم هذه الورثة الأبوية طويلاً. عندما غادر البيت الأبوي لم يكن يشعر وقتها أنه بحاجة لأملاك أبيه ورعايته، فكان يظن أنه يمكنه الاكتفاء بأصدقائه الذين كانوا يرافقونه يومياً في الحفلات والملاهي، أصبحوا الآن معارفه من البشر وكان يشاركهم بما يملك من مال و أسرار و يستشيرهم ويتبع آرائهم. ترك البيت الأبوي، وسافر بعيداً لكي يكون معهم فاختارهم عن أهله “وسافر إلى كورة بعيدة” (لو13:15). و هذا يعني بأنه كي يلتحق بهم عليه أن يبتعد عن البيت الأبوي، عن الله. وهذا هو الشرط الذي يطلبه الشيطان مقابل ما يقدمه من ملذات الخطيئة.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحزن الابن، بمغادرته، الله الآب لأنه ترك الحضن فارغاً ورمى المحبة أرضاً، جمع حصته من الميراث الأبوي وخرج بسرعة كمن يلاحقه أحد، كانت تستعجله رفقة الضلال. هذه الرفقة أصمّت أذنيه بكلامها الجميل المعسول، وأغلقت عينيه كي لا يرى النهاية التي سيؤول إليها، رغم أنها لم تتأخر فانتهى الضحك والحفلات والأصدقاء عندما انتهت أموال الإرث الأبوي، واختفى الأصدقاء الذين شاركوه سابقاً الفرح والسهر، فلم يعد لديهم سبب للبقاء مع شخص قد أفلس، فتركوه وحيداً فقيراً وجائعاً. هكذا نجد أنه حيث لا يزرع خوف الله يكون هناك الجوع والفقر، لا الجوع عن خبز الطعام بل عن الفضيلة الإلهية، فحيث يوجد الشر هناك يكون الفقر في الفضيلة
.



تحوّل الابن من ابن غني إلى عبد لأنه فضلّ كل شيء عن البيت الأبوي، وبتحوله أهان الطبيعة البشرية و تخلّى عن المحبة الأبوية وخلع الرداء البهي. لكنه وسط الهاوية والخطيئة وجد التوبة لتكون الرجاء والأمل المنقذ، هو لم يقم بالخطيئة من أعماق قلبه فلذلك عودته إلى ذاته كانت سهلة فأخذ يسأل من يكون؟ وإلى أين يذهب؟ “فرجع إلى نفسه” (لو17:15). وببحثه عن الجواب لتساؤلاته يستيقظ ويقرر العودة إلى أبيه. يرى نفسه أنه فشل عندما غادر البيت الأبوي والآن يأمل أن ينجح في العودة، فالخروج كان سهلاً إنما العودة كانت صعبة في بدايتها ولكنها أصبحت حدث فرح وعودة عن الضلال.

كانت عودة الابن مؤثّرة جداً للأب لأنه كان ينتظرها، فسامحه وكرّمه، فعل ذلك لأنه كان يعتبر أن ابنه كان مائتاً فعاش وكان ضالً فوجد، وأنه عندما كان يعيش في الخطيئة كان يعيش الموت يومياً، فالخطيئة تقتل كل محاولة لتقدّم الحياة الروحية، ولا يريد أن يعاقبه أكثر من ذلك. عودته أعادة صداقة الإنسان مع الله الآب. والذي قرّب البشرية الخاطئة مع الله هي تلك الصلاة: “يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك” (لو21:15). وهي صلاة اعتذار الإنسان لعدم تقديره محبة الله وتوبته عن اختياره الخاطئ.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا إخوة، لم تنجح خطة الابن الضال في العيش وحيداً، فطلبه للحرية العالمية أودى به أن يصبح عبداً، لكن يقينه بأن محبة أبيه لن تزول دفعته ليفكر بالعودة، لأنه في أحضان أبيه المحب كان يشعر بالأمان والمحبة. واللحظة التي رفض فيه هذه المحبة صار بدون الرعاية والحماية الأبوية ووقع فريسة سهلة للشيطان.

أليس من المفيد لنا أن نتعلم من خبرة الابن الضال، وأن لا نختار عيشته في الفساد والخطيئة بل توبته وعودته للأحضان الأبوية. وتكفينا محبة الله التي يجب أن نتشبّث فيها لأنها تملئنا يقينناً بأن توبتنا الصادقة ستُقبل حتماً.



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مثل الابن الضال


يُدعى "مثل الابن الناصح" أو "مثل الأب المحب"، لأنه بقدر ما يكشف عن جفاف قلب الابن الهارب من وجه أبيه المحب يشتاق الأب إلى عودته،

ليستقبله بالقبلات، دون عتاب أو جرح لمشاعره، بينما وقف أخوه خارجًا في تذمر من أجل محبَّة الأب له.


"وقال: إنسان كان له ابنان.

فقال أصغرهما لأبيه:

يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال،

فقسم لهما معيشته.

وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء

وسافر إلى كورة بعيدة،

وهناك بذر ماله بعيش مسرف" [11- 13].



في المثلين السابقين [ من الإصحاح ]


لم يكتفِ السيِّد المسيح بالكشف عن علاقة الله بالإنسان، إذ يبحث الله عنه كالراعي نحو خروفه الضال أو كالمرأة التي تضيء السراج وتنقب البيت وتفتشه من أجل الدرهم المفقود،

وإنما كشف أيضًا عن علاقة السمائيين بنا. ففي المثل الأول ظهروا كتسعة وتسعين خروفًا لا يكمل عددهم إلا بعودتنا حيث تفرح السماء بخاطئ واحد يتوب، وكتسعة دراهم تكمل

بنا نحن الدرهم المفقود. أما في المثل الذي بين أيدينا فيقدَّم صورة مُرّة لعلاقة الإنسان بأخيه، فيظهر الأخ الأكبر بالرغم مما يبدو عليه من تعقل وأمانة في العمل، لكنه لا يستطيع

بسهولة أن يتقبل أخاه الراجع إلى بيت الآب، بل يقف موقف الناقد لأبيه على اتساع قلبه للابن الراجع إليه.

على أي الأحوال ظهور ابنين في المثل يكشف عن أمور كثيرة نذكر منها:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أولاً:


لا يمكن الحكم على أحد مادام لا يزال في طريق الجهاد. فقد ظهر الأصغر في بدء حياته إنسانًا محبًا للملذّات، عنيفًا في معاملاته، إذ يطالب أباه بالميراث وهو بعد حيّ، مبددًا للوزنات غير أمين فيما بين يديه...

لكنه يرجع بالتوبة إلى الأحضان الأبويَّة ليظهر لابسًا الثوب الجديد وخاتم البنوة وحذاء في قدَّميه ومتمتعًا بالوليمة في بيت أبيه. أما الآخر فقد بدأ حياته إنسانًا لطيفًا في معاملاته، يخدم والده، ولا يطلب أجرة

يبقى في بيت أبيه، لكنه يختم حياته بالوقوف خارجًا ينتقد أباه على حبه، ويغلق قلبه نحو أخيه، فيفقد سلامه الداخلي وفرحه ليعيش بقلب مناقض لقلب أبيه.




ثانيًا:


يبدو أن البعض ظن أن الابنين يشيران إلى الطغمات الملائكيَّة والجنس البشري فالابن الأكبر يشير إلى الملائكة القدِّيسين الذين يعيشون بتعقل والأصغر يشير إلى الجنس البشري الذي ترك بيت أبيه بالعصيان

وقد عاد مرة أخرى خلال التوبة. وقد رفض القدِّيس يوحنا الذهبي الفم هذا الرأي، قائلاً: [إن الابن الأكبر قد ثار عند عودة أخيه وسلامه بينما يقول الرب: يكون فرح في السماء بخاطىء واحد يتوب.]


ويقول القدِّيس كيرلس الكبير:


[إن أشرنا للابن المستقيم بكونه الملائكة القدِّيسين لا نجد الحديث مناسبًا، ولا يحمل مشاعرهم نحو الخطاة التائبين، الذين يتحولون من الحياة الدنسة إلى السلوك المستحق للإعجاب،

إذ يقول الرب مخلِّص الجميع: "يكون فرح في السماء أمام الملائكة القدِّيسين بخاطىء واحد يتوب" (راجع لو 15: 7). وأما الابن (الأكبر) المذكور في المثل الذي أمامنا، وإن كان مقبولاً لدى أبيه، ويسلك في حياة بلا لوم

لكنه يعود فيظهر غاضبًا ومتماديًا في عدم محبَّته والظهور بلا إحساس، حاسبًا أن أباه مخطئًا لإظهار مشاعر الحب الطبيعيَّة نحو ذاك الذي خلص... هذا مغاير لمشاعر الملائكة القدِّيسين، الذين يفرحون ويمجدون الله

عندما يرون سكان الأرض يخلصون. فعندما خضع الابن لكي يولد من امرأة حسب الجسد في بيت لحم حملوا الأخبار المفرحة للرعاة، قائلين: "لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب،

أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب" (2: 11). وإذ توجوا بالمديح والحمد لذاك الذي ولد، قالوا: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبين الناس الإرادة الصالحة"]


أما التفسير الذي قبله غالبية الآباء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فهو أن الابنين يشيران إلى البشريَّة من جهة علاقتها بالله، فقد انقسمت إلى فريقين: اليهود والأمم. الابن الأكبر يمثل الشعب اليهودي الذي يُحسب بكرًا في معرفة الله، إذ قبل المواعيد الإلهيَّة والناموس

والنبوات قبل سائر الأمم، والابن الأصغر يمثل الأمم التي لم تكن لها علاقة صادقة مع الله بل بددوا عطايا الله (الناموس الطبيعي) كما في عيش مسرف خلال الانغماس في عبادة الأصنام والرجاسات الوثنية،

لكن عادت الأمم إلى الله ليصير الآخرون أولين، بينما تأخر اليهود خلال حسدهم للأمم ووقفوا خارج بيت الإيمان جاحدين الله وناقدين محبَّته للأمم.


يرى القدِّيس كيرلس الكبير


أن الابن الأكبر لا ينطبق على اليهود، لأن اليهود لم يسلكوا حياة مستقيمة، بل كثيرًا ما انحرفوا إلى العبادة الوثنية وانغمسوا في رجاساتها، وقد جاء في إرميا: "ماذا وجد فيّ آباؤكم من جور حتى ابتعدوا عني،

وساروا وراء الباطل، وصاروا باطلاً؟!" (أر 2: 5)، وفي إشعياء: "هذا الشعب قد اقترب إليّ بفمه، وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عني، باطلاً يخافونني، وصيَّة الناس مُعلمة" (إش 29: 13).

لهذا يرى القدِّيس كيرلس الكبير


أن الابن الأكبر ينطبق بالأكثر على جماعة الفرِّيسيِّين الذين يفتخرون أنهم يسلكون بالبرّ حسب الناموس، لكنهم في كبرياء يرفضون حب المخلِّص للخطاة والعشارين، عوض الفرح والبهجة بخلاصهم.



ثالثًا:


كان الابن الأصغر متجاسرًا، إذ طلب نصيبه من الميراث ووالده لا يزال حيًا، أراد أن يتمتع بنصيبه بخروجه خارج بيت أبيه، حاسبًا الارتباط ببيت أبيه هو مذلة وعبوديَّة وقيد،

يجب التحرَّر منه، ليعيش حسب إرادته الذاتيَّة وهواه، فإذا به ينفق ماله في عيش مسرف.

يا للعجب فإن الإنسان الذي وهبه الله، أبوه السماوي، عطيَّة الإرادة الحرة، كأعظم هبة يستخدمها ضد الله نفسه، فيحسب هذه الحريَّة لن تتحقَّق إلا بالعصيان والخروج عن دائرة طاعة الله ومحبَّته والتمثل بإرادته!

النصيب الذي بدده الأممي في عيش مسرف هو الناموس الطبيعي الذي أساء استخدامه، إذ يقول الرسول بولس عن الأمم: "لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم،

وأظلم قلبهم الغبي، وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء" (رو 1: 21-22). أما اليهودي فنال نصيبًا أعظم ليبدده، إذ لم يسئ استخدام الناموس الطبيعي فحسب، وإنما أيضًا الناموس الموسوي،

فعوض أن يقوده للتوبة والاشتياق نحو المخلِّص للتمتع بالخلاص الأبدي سقط في الكبرياء وحسب نفسه أفضل من غيره فلم يدخل الملكوت ولا ترك الآخرين يدخلون. وأما المسيحي الساقط في البر الذاتي

فهو أبشع من الاثنين لأنه إذ يتمتع ببركات جديدة وعطايا إلهيَّة فائقة يستغلها للشر. وكما يقول القدِّيس أمبروسيوس: [قد بددنا ميراث كرامتنا الروحيَّة التي نلناها في الملذّات الأرضية.] على أي الأحوال،

يفتح ربَّنا يسوع خلال هذا المثل أبواب الرجاء للجميع، فإن كنا قد بددنا العطايا الطبيعيَّة أو أخطأنا في حق الوصيَّة أو النعمة المجانية، لا يزال الله ينتظرنا فاتحًا ذراعيه ليتقبلنا كأولاد له نعود إلى بيت أبينا.

في شيء من التوضيح نقول إن كان الإنسان قبل الناموس تمتع أيضًا ببعض الدوافع والغرائز الطبيعيَّة كالحب والخوف والغضب والأبوة أو الأمومة، إنما لتعمل لبنيان الإنسان في الرب، فيكون قادرًا على محبَّة الله

والخوف من الشر والغضب ضد الإثم وممارسة الوالديَّة لبنيان أبنائنا روحياُ واجتماعيًا ونفسانيًا. فإذ ينحرف الإنسان، عوض حب الله يحب ملذّاته الجسديَّة، ويتحول الحب إلى شهوة جسديَّة. حتى في محبَّته للغير

يتقوقع حول "الأنا"، فيطلب ما لجسده أو لذاته تحت ستار الحب، كما فعلت امرأة فوطيفار التي ظنت أنها أحبت يوسف جدّا. فأسلمته للسجن حين رفض تقديم الملذّات لجسدها. وأيضًا ما فعله أمنون بأخته التي

مرض جدّا بسبب حبه لها، وإذ سقط معها، أذلها وطردها، إذ أبغضها للغاية. وما نقول عن الحب ينطبق على كل الدوافع الطبيعيَّة، كأن يتحول خوفنا من الشر إلى خوف من الناس وجبن من أحداث المستقبل وقلق وارتباك الخ.

ونحن إذ قبلنا الإيمان وصارت لنا عطايا إلهيَّة فائقة، صارت إمكانياتنا أعظم. لكن أن أهملناها يكون السقوط أبشع! لذا فسقوط المؤمن في الخطيَّة غالبًا ما يكون أكثر خطرًا من سقوط غير المؤمن،


لأنه يسيء استخدام العطايا التي للبنيان، محولاً إيَّاها للهدم.

نعود إلى هذا الابن لنراه هاربًا من بيت أبيه، حاسبًا في هذا تمتعًا بالحريَّة، وكما يقول القدِّيس أمبروسيوس: [من يبتعد عن الكنيسة يبدد ميراثه.]


ويقول الشهيد كبريانوس:



[من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح.] [من ليس له الكنيسة أمًا، لا يقدر أن يكون الله أباه!]


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رابعًا:


يقول: "وسافر إلى كورة بعيدة" [13]. ما هي هذه الكورة البعيدة التي يمكن للإنسان أن يهرب إليها إلا "الأنا"؟ فينطلق الإنسان في كمال حريته بغباوة من الحياة السماويَّة، التي هي "الحب"،

إلى الأنانية حيث يتقوقع حول ذاته، فيصير كمن هو في كورة بعيدة، لا عن الله فحسب، بل وعن الناس، وعن محبَّته لخلاص نفسه. خلال "الأنا" يفقد الإنسان التصاقه الداخلي بالكل، حتى

وإن ظهر في أعين الآخرين اجتماعيًا ولطيفًا وسخيًا في العطاء! "الأنا" هي انغلاق داخلي محكم، يحبس فيه الإنسان نفسه وحيويته، ليفقد إنسانيته، ويعيش في عزلة داخليَّة حتى عن أولاده وأهل بيته!



يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم:

[لم يسافر الابن الأصغر إلى كورة بعيدًا، فيرحل عن الله مكانيًا، لأن الله حاضر في كل موضع، وإنما يرحل عنه بقلبه؛ إذ يهرب الخاطئ من الله ليبتعد عنه بعيدًا.] يقول القدِّيس أغسطينوس بأن هذا الرحيل

هو اتكال الإنسان على ذاته وقوَّته الخاصة فيفقد عمل الله فيه، وعلى العكس الاقتراب من الله يعني الاتكال عليه، ليعمل فينا، فنصير على مثاله.


يُعلِّق القدِّيس أمبروسيوس

على السفر إلى كورة بعيدة، قائلاً: [الابتعاد الأعظم هو أن ينفصل الإنسان لا خلال المسافات المكانية وإنما خلال العادات، فلا يذهب إلى بلاد مختلفة بل يحمل اتجاهات مختلفة...

من ينفصل عن المسيح يتغرب عن الوطن، ويصير وطنه هذا العالم، أما نحن فلسنا بعد غرباء ونزلاء بل رعيَّة مع القدِّيسين وأهل بيت الله (أف 2: 19)، لأنه "أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين

صرتم قريبين بدم المسيح" (أف 2: 13). ليتنا لا نكن قساة على القادمين من كورة بعيدة، لأننا نحن أيضًا كنا بعيدين في كورة بعيدة... هي ظلال الموت... وقد صرنا أحياء في ظل المسيح،

لذا تقول الكنيسة: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" (نش 2: 3).]



خامسًا:


حدوث مجاعة "فلما أنفق كل شيء، حدث جوع شديد في تلك الكورة، فابتدأ يحتاج" [14]. إذ تهرب النفس من الله مصدر الشبع وكنز الحكمة تجد نفسها قد دخلت إلى حالة فراغ داخلي، فتكون كمن في "مجاعة".

خُلقت النفس البشريَّة على صورة الله ومثاله، لن تشبع إلا به بكونه الأصل. العالم كله بإغراءاته، والجسد بشهواته، والحياة الزمنيَّة بكل أحداثها، لن تملأ فراغ النفس التي تتطلب ذاك اللانهائي لكي يملأها.


يقول القدِّيس أمبروسيوس:


[المجاعة التي اجتاحت تلك الكورة لم تكن مجاعة طعام، بل مجاعة للأعمال الصالحة والفضائل. هل يوجد أمر يحتاج إلى رثاء أكثر من هذا؟! فإن من يبتعد عن كلمة الله يصير جائعًا، لأنه "ليس بالخبز

وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (لو 4: 4). بالابتعاد عن الينبوع نعطش، وبالابتعاد عن الكنز نفتقر، وبالابتعاد عن الحكمة نصير جهلاء، وبالابتعاد عن الفضيلة نموت. إذن كان طبيعيًا (لهذا الابن)

أن يحتاج، لأنه ترك الله الذي فيه كنوز الحكمة والعلم (كو 2: 3)، وترك أعماق الخيرات السمائية، فشعر بالجوع إذ لا يوجد ما يُشبع الإنسان الضال. الإنسان يصير في جوعٍ دائمٍ عندما لا يدرك أن الطعام الأبدي هو مصدر الشبع.]



سادسًا:


رعايته للخنازير "فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورةk فأرسله إلى حقوله، ليرعى خنازير، وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يُعطه أحد" [15-16].


يقول القدِّيس أمبروسيوس:


[يبدو أن هذا الرجل يشير إلى رئيس هذا العالم، وقد أرسل (هذا الابن) إلى حقوله، التي بها يعتذر الشاري عن وليمة الملكوت (لو 14: 18)، وفيها يرعى الخنازير التي طلبت الشياطين

أن تدخل فيها فاندفعت إلى جرف هذا العالم (مت 8: 32). هذه الخنازير تعيش على النفايات والنتانة.

كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يعطه أحد. الخاطئ لا همّ له سوى أن يملأ بطنه، إذ قيل "آلهتهم بطنهم" (في 3: 19). الطعام المناسب

لهم هو الخرنوب الفارغ في الداخل ولين في الخارج، الذي يملأ البطن بلا فائدة غذائية، وزنه أكثر من نفعه.

يرى البعض في الخرنوب إشارة للأجناد الشرِّيرة، أو ضعف الفضيلة البشريَّة، كمن لهم رونق في العظات دون فائدة، تجتذبهم الفلسفة الباطلة. لهم المظهر الخارجي البراّق دون نفع. هذه الزينة الخارجيَّة لا يُكتب لها الدوام...

"لم يعطه أحد"، إذ لا يمكن لأحد غير الله أن يهب الحياة.]

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقدَّم لنا القدِّيس أغسطينوس

ذات التفسير، إذ يرى هذا الإنسان هو "رئيس الهواء" الذي يدخل بالنفس المبتعدة عن الله إلى حقوله، أي يجعله تحت سلطانه، يخدم الأرواح الدنسة (الخنازير)، إذ يعمل لحساب الخطايا المتنوعة.

أما الطعام الذي يقدَّمه فهو الخرنوب، أي التعاليم البشريَّة الجوفاء التي تبهج الشياطين وتملأ ذهن الخطاة لكنها لا تشبع النفس، فيعيش الخاطئ في حياة بلا سعادة، ويشعر كأنه لا يجد من يعطه شيئاُ مشبعًا!



سابعًا:


رجوعه إلى نفسه، "فرجع إلى نفسه، وقال: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا؟! أقوم وأذهب إلى أبي..." [17-18.]


هذا هو بداية طريق التوبة:


"رجع إلى نفسه"، ماذا يعني هذا؟ قلنا أن الابن الضال حين ترك أباه وسافر إلى كورة بعيدة، إنما ترك طريق الحب وتقوقع حول "الأنا" أو "الذات البشريَّة " ليعيش في أنانيته مؤلهًا ذاته،

متمركزًا حول كرامته أو شبعه الجسدي أو ملذّاته. بهذا يكون بالحق قد انطلق حتى من "نفسه". فإنه إذ يتقوقع حول "الذات" إنما يحطم نفسه ويهلك حياته.

بمعنى آخر ليتنا نميز بين "الذات ego" وحب الإنسان لنفسه بمعنى حبه لخلاصها، هذا ما أكده السيِّد المسيح حين أعلن من يهلك نفسه يخلصها، بمعنى من يحطم "الأنا"

فيه إنما يعيش في طريق الحب لا لله والناس والملائكة فحسب، وإنما يحب نفسه أيضًا خارج دائرة الأنانية. وهذا ما أعلنه الناموس حين طالبنا أن نحب قريبنا كأنفسنا،


إذ يقول القدِّيس أغسطينوس


من لا يحب نفسه، أي خلاصها الأبدي،
كيف يقدر أن يحب قريبه؟!

إن كانت الخطيَّة هي تحطيم للنفس بدخول الإنسان إلى "كورة بعيدة" أي الأنا، فإن التوبة هي عودة الإنسان ورجوعه إلى نفسه ليعلن حبه لخلاصها، فيرجع بهذا إلى أبيه السماوي القادر على

تجديد النفس وإشباعها الداخلي. بهذا إذ يرجع الإنسان إلى نفسه إنما يعود إلى كورة أبيه، ليمارس الحب كعطيَّة إلهيَّة، ويوجد بالحق كعضو حيّ في بيت الله يفتح قلبه لله وملائكته وكل خليقته حتى للمقاومين له.

+ إن كان قد رجع إلى نفسه، فلأنه كان قد ترك نفسه، إذ سقط عن نفسه وتركها، لذلك يرجع أولاً إلى نفسه، لكي يرجع إلى حالته الأولى التي سقط منها.

+ إذ سقط عن نفسه سقط عن أبيه.

إذ سقط عن نفسه انطلق إلى الأمور الخارجيَّة.

الآن يعود إلى نفسه فيعود إلى أبيه حيث تكون نفسه في آمان تام.


القدِّيس أغسطينوس


+ رجع إلى نفسه بعد أن ابتعد عنها، لأن الرجوع إلى الرب هو رجوع إلى النفس. فمن يبتعد عن المسيح يقاوم نفسه.

القدِّيس أمبروسيوس


رجوع الإنسان إلى نفسه يحتاج إلى عمل إلهي ينير بصيرة الإنسان الداخليَّة ليكتشف فقره التام بل وموته، وفي نفس الوقت يدرك عمل الله الخلاصي ومحبَّته له، فيمتلئ رجاءً.

فالقدِّيس بطرس رجع إلى نفسه عندما تطلع الرب إليه، فخرج سمعان بطرس خارجًا يبكي بمرارة، لكن ليس بدون رجاء، أما يهوذا فندم مدركًا شره، لكنه إذ لم ينظر إلى مخلِّص العالم مضى وشنق نفسه.

ما أحوجنا أن نجلس مع نفوسنا الداخليَّة تحت رعاية ربَّنا يسوع المسيح نفسه الذي يشرق علينا بروحه القدُّوس فيبكتنا على خطيَّة، وفي نفس الوقت يعزينا بنعمته المجانية، يهبنا تنهدات القلب

مع سلامه الفائق، يدفق فينا ينبوع الدموع لتختلط مشاعر التوبة ببهجة عمله الإلهي. فنرجع إلى نفوسنا بالحق، متكئين في حضن الآب الباسط يديه بالحب ليحتضننا.

إذ رجع الابن الشارد إلى نفسه أدرك الحقيقة، أنه وهو ابن يشتهي أن يأكل الخرنوب مع الخنازير، بينما يأكل الأجراء في بيت أبيه خبزًا لا خرنوبًا! يعيش بعيدًا عن بيت أبيه في جوعٍ شديدٍ بينما يقترب الأجراء من أبيه ويشبعون!

+ بعد أن عانى في كورة غريبة ما يستحقه الأشرار، فسقط تحت المصائب التي حلت به، أي الجوع والعوز، أحسّ بهلاكه، مدركًا أنه بإرادته ألقى بنفسه في أيدي الغرباء بعيدًا عن أبيه،

فصار في منفى عوض بيته، وفي عوز عوض الغنى، وفي مجاعة عوض الخيرات والترف؛ هذا هو ما عناه بقوله: "وأنا أهلك جوعًا" [17].

كأنه يقول: إني لست غريبًا بل ابن لأب صالح وأخ لأخ مطيع. أنا هو الحُر النبيل قد صرت أبأس من العبيد الأجراء، سقطت من الرتبة العاليَّة السامية إلى أحط درجة!




القدِّيس يوحنا ذهبي الفم



+ آه أيها الرب يسوع، ليتك ترفع عنا الخرنوب، وتهبنا البركات، لأنك أنت المسئول في بيت أبيك!

ليتك تقبلنا عبيدًا، وإن كنا قد جئنا متأخرين، لأنك تقبل الذين يأتون في الساعة الحاديَّة عشر وتدفع لهم ذات الأجرة؛ تهبهم ذات الحياة لكن ليس نفس المجد، فإكليل البرّ لا يحفظ للجميع،

بل للذي يستطيع أن يقول "جاهدت الجهاد الحسن" (2 تي 4: 7)!

يرى البعض أن يؤجلوا عمادهم أو توبتهم لحين قرب الموت، لكنك كيف تعرف أنه لا تُطلب نفسك في هذه الليلة (12: 20) ؟



القدِّيس أمبروسيوس


هكذا يحثُّنا القدِّيس أمبروسيوس على الرجوع السريع إلى بيت أبينا حتى لا نُحرم نحن الأبناء من التمتع بما يناله ولو الأجراء، الذين يخدمون أبانا السماوي من أجل الأجرة. لنجر سريعًا إليه،

يدفعنا في ذلك عوامل كثيرة، أولها أننا لا نعرف متى تُطلب نفوسنا فقد تكون "الآن". وثانيًا لكي نجاهد بالحق، فإن كانت عطيَّة الله لكل داخلٍ ملكوته هي "الحياة الأبديَّة"، لكن "نجمًا يمتاز

عن نجم في المجد" (1 كو 15: 41)، وكما يقول رب المجد نفسه: "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2).

لنقم الآن وننطلق نحو بيت أبينا السماوي مجاهدين كل لحظات غربتنا، لنقول بحق: "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان،

وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البرّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل" (2 تي 4: 7-وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة .



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025