منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 03 - 2019, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 22731 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم والغذاء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في مجتمع استهلاكي حيث يكثر الغذاء يصعب على الإنسان حرمان ذاته بحريّة من الطعام وفي عالم فقير حيث لا يتمكن الإنسان من أن يسدّ جوعه، لعدم وجود الطعام، يسهل عليه ممارسة صوم مفروض. هناك علماء في التحليل النفسي يوردون أن الإنسان يأكل الآخر بالطعام رمزياً. إن آدم وحواء، في سفر التكوين، بأكلهما الثمرة المحرّمة، لم يريدا فقط التذوّق لإرضاء حشريتهما إنما أرادا أيضاً كل ما تمثّل هذه الثمرة من رموز ومعان أي الله ومشيئته.
فليس الصوم في المسيحية فقط رفضاً لإدخال كمية أطعمة إلى بطوننا، إنما هو أيضاً التخلي عن كل ما يمنع الآخر الذي يدخل إلى حياتنا مع علمه وثقافته وغيريّته من أن يكون كما هو، إنه يزيل فعل الإتهام وذوبان الآخر لكي ينمِّي علاقة الاتحاد به والحوار معه.
بالصوم يرجع الإنسان إلى مكانه. يمتنع عن احتكار كل شيء ينتقل إلى الخليقة ويضع ذاته في خدمتها فلا يعود هو مركز الوجود بل يسعى إلى الوجود بذاته أي الله. حين يأكل الإنسان نراه يشكر الله على نعمه. فيبدو الله من هذا المنظار، المرضع والمغذي، هو الذي يفيض علينا بعطاياه لنحيا. هو الغذاء بذاته والحياة هي ذاته.
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 22732 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم والجسد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ممارسة الصوم في المسيحية تتعلّق مباشرة بالجسد، فليس الصوم رفضاً لحاجات الجسد بل مساهمة في إيجاد رغباته الأصلية الحقّة التي تحجبها سماكة الخطيئة وقوة الشرّ ليصبح جسدنا بالتالي، شفافاً أمام النور الإلهي الذي يخترقه، فلا يمكن أن يشكّل الجسد حاجزاً أمام الخلاص بل يعبّر بفعل الصوم عن كائن بشري يتوق إلى قيامة الأجساد منتظراً مجيء العروس.
فلا يمكننا أن نُسيء معاملة ذواتنا كجسد سيعود إلى التراب، بل علينا أن نتحوّل بفعل الروح القدس إلى اكتشاف ذواتنا كجسد سيعود إلى الله بقيامة المسيح. بالخلق ظهر الإنسان على صورة الله وبالتجسّد صار ابن الله إنساناً. أنما بالصوم فجسد المؤمن يصبح صورة جسد المسيح الممجّد. كما أن الصوم هو التوبة: هو زمن الصفح والتكفير عن الخطايا والجهاد في سبيل تنقية النفس وإنعاش المحبة المجروحة بالمعاصي.

هو الصفح عن جميع المساوئ والإهانات والزلاّت: “إن غفرتم للناس زلاّتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاّتكم”، فلا معنى للصوم إذا كنا نحقد ولا نغفر. هذا ما نردده في الصلاة الربية:”…اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أساء إلينا”، هو زمن توبة وتقرّب من الله بصلاة خاشعة كلها ندامة وانسحاق كلها ثقة وأمل.
فالصوم هو أول مثال أعطانا إياه يسوع المسيح في بدء حياته الرسولية؛ فقبل أن يعظ أو يعلّم، انعزل عن العالم. فالصيام هو الامتناع عن الأكل، إما طاعة لأمر من الرب، وإما للحصول على نعمة خاصة، وإما لإتمام وصيّة في المحبة، وهي أكثر إلحاحاً من تناول الطعام. وهذا ما نلاحظه في تصرّف ربنا يسوع المسيح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 22733 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

منافع الصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
– بالصوم والصلاة تتطهّر النفوس وتتعفف الأجساد. بالصوم والصلاة يفيض النور العظيم، نور المسيح على الصائمين والمصلّين. بالصوم تعلو الروح وتُقهر الأهواء وتفيض الرحمة من العلاء، بالصوم والصلاة تطرد الأرواح ويحل الروح القدس في النفس التي خُلِقت لتكون مسكن الله (راجع صلاة المؤمن ص23).
– صم أمام ربك بالبر والقداسة ولا تبخل على المحتاج. زد كنوزك كنوزاً لا تبلى، ولا تمل نفسك إلى شراهة المأكل في هذا الصيام. بل أعمل الإحسان والصدقات من اجل ملكوت الله.
– بالصوم والصلاة تستمد رحمة الله ونعمته. الصوم والصلاة تقدّس الأقدمون وعادوا إلى ربهم وأرجعوا الخاطئين إلى الصواب. بالصوم أمات الآباء أهوائهم البشرية.
لتكن أفواهنا لتسبيحك فقط وآذاننا لسماع كلامك وتعاليمك المحيية ولتكن أجسادنا هياكل نقية تتغذى بجسد ودم المسيح المقدسين، ونفوسنا مرآة تعكس بهاءك وجمالك.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالصوم والصلاة تأهّب موسى لمواجهة العلي وقبول الوصايا. وتمكن ايليا من إظهار غيرته شهادة للإله الحق. واستطاع دانيال أن يسد أفواه الأسود. بالصوم والصلاة تاب اهل نينوى وعادوا من ضلالهم. بالصوم والصلاة تقدس النسّاك وتبرّر الزهاد وتعففت العذارى وتقدّست الراهبات. بالصوم والصلاة عاش المسيحيون الحقيقيون وحافظوا على إيمانهم. بالصوم والصلاة يحيا أبناء البيعة المؤمنة من أقاصي الأرض إلى أقاصيها.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اجعل يا رب صيامنا نقياً مقدساً فنستحق أن نشاهد وجهك كموسى ونغار على اسمك كإيليا ونسد أفواه الشر متغلّبين على الشهوات العالمية مثل دانيال. فلننق الفكر لنستطيع أن نتأمل التقي الذي قهر بالصوم الشرير المدّنِس الجميع. فلتكن الكتب المقدسة مرآة نرى فيها صومنا. فالكتب قد ميّزت بين صوم وصوم وبين صلاة وصلاة. فريضة الصوم والصلاة تقودنا إلى الخلاص إذا كان صومنا بعيداً عن الحسد والمنازعات، نقياً مقدساً، مغموراً بالمحبة المسيحية الصافية.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالصوم والصلاة تعود الخليقة إلى خالقها ومكونها. ويعرف الإنسان نفسه وتخمد شهواته. بالصوم والصلاة يطرد الله الأراواح النجسة من بين البشر فتزول الخصومات ويسود السلام بين الأفراد والعيل والشعوب. الصوم هو سلاح المجاهدين وترس المؤمنين. الصلاة هي قوة المسيحيين وغذاء نفوسهم.
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 22734 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم رفض وقبول
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
– الصوم المسيحي هو اعتراف بعظمة الله وقدرته ورفض عظمة البشر وتكابرهم.
– هو قبول الجوهر والتعلق به ورفض الإنسياق الأعمى وراء متطلبات العصر والجسد.

– قبول الحياة الإلهية ورفض الشر الكامن في داخل الإنسان ونشر الخير وتعميم السعادة.
– رفض الغرور والكسل والخمول. وهذا يعني التعقل فلا نثق بالإنسان خالقاً بل خلاّقاً.

– نخلق جواً من المحبة والعدالة ونعمل على بناء عالم أفضل. كل واحد منا يعيش هذه الصفات ويزرعها في بيئته وفي محيطه يساعد على التحرّر من كل ما يعيق تقدمنا وذلك بالإقتداء بالمسيح فنصبح قلباً محباً لا يتعبه الحب ولا يضجره، ويداً تصافح وتعمل. وهكذا نقبل كل أفكار المسيح ونحققها.
– القبول الصادق هو أساس لكل حوار وفي أساس اتخاذ كل قرار لأن الصدق سوف يحمي ويحامي عن كل إتصالات البشر وعلاقات بعضهم ببعض.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرفضية والقبول يمليه الرجوع إلى الداخل (موت وقيامة).
– الصوم في المسيحية هو قبول التجدد هو اتجاه نحو الله. بقبولنا المسيح نقبل الإيمان، فننطق بالصدق ونسمع كلام الله ونتطلع إلى الذات لا إلى الآخرين فنغرم بالله لأن اللسان لا يتعب من الكلام والأذن لا تمل من السماع والعين لا تسأم التطلع والقلب لا يشبع. بالصوم نتنقى فكرياً وروحياً وجسدياً.
طوبى لأنقاء القلوب فانهم يعاينون الله.
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 22735 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم عند آباء الكنيسة
شدّد آباء الكنيسة، وخصوصاً آباء الكنيسة الشرقية، على البُعد الخلاصي للصوم، فراحوا يمجدونه في كتاباتهم، ويدعون المؤمنين على الالتزام به، وذلك تهيئة للقاء المسيح الفادي والمنتصر على الموت والخطيئة بعد الآلام التي تحمّلها لخلاصنا. فالصوم هو الانتقال مع المسيح من صخب العالم وضجيجه، إلى خلوة الجبل المقدّسة. (جبل الزيتون حيث صلّى يسوع).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أفرم السرياني
يعتبر الصوم في المسيحية هو هروبٌ من الوليمة الأرضية إلى الوليمة السماوية. إنه استنارةٌ وصلاة وانتصار. صعود إلى الجبل بلونٍ أرضي ونزول إلى الأرض ببهاء سماوي. إنه البهجة والغفران، والعطش إلى الماء الحي والتلذذ على مائدة الملكوت السماوي. فالصوم يفتح خِزانَةَ الروح القدس ليأخذ الصائمُ الوحي الحقيقي ويمجّد الله على معرفة كمال الحقيقة التي لا يصل إليها إلاّ الصائمون البعيدون عن التلذذ بشرَه الأطعمة الأرضية.
ويجعلنا الصوم نشترك في وليمة المسيح السماوية، ونفرح بالغذاء العقلي الذي يفيضه علينا، ويزيّن جسدنا ونفسنا بالبهاء، فنصبح آنية مختارة يحلّ فيها الروح القدس. وهو الطريق الأكيدة التي توصلنا إلى المجد بعد أن نتجرّد عن حطام هذه الدنيا الزائلة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أفراهاط الحكيم الفارسي
(من بلاد فارس تنصّر وترهّب درس الكتب المقدّسة): يقول: ”أن الصوم في المسيحية هو أنقى شيء في عيني الرب، وهو كنزٌ في السماء، وسلاح ماضٍ بوجه الشرّ، ودرعٌ ضدّ سهام العدو”، وهو يعدد أنواع الصوم:”… لا يقوم الصوم على الامتناع عن تناول الخبز والماء، بل له مقومات وافرة: منهم من يصوم عن الخبز والماء حتى يجوع ويعطش، ومنهم من يصوم بغية الحفاظ على البتولية. إن جاع فلا يأكل، وإن عطش فلا يشرب.
هذا الصوم هو في غاية الجودة. ومنهم يصوم بالقداسة، وهذا صوم سليم، بعضهم يصوم عن اللحم والخمر وأنواع المأكل، وبعضهم يصوم إذ يضع لفمه حاجزاً فلا يتفوّه بكلام سيء. منهم من يصوم عن الغضب ضابطاً نفسه لئلا تقوى عليه، ومنهم من يصوم عن أنواع المتطلّبات ليظل يقظاً في الصلاة، وهناك من يصوم عن رغبات العالم لئلا ينتصر عليه الشرير…إلخ.”
لكنه رُغم إشادته بأنواع الصوم يؤكد على أمر واحد أساسي ليكون الصوم مقبولاً، وهو نقاوة القلب، ومنع اليدين من فعل الإثم. فإذا صمت عن الخبز والماء فلا ينبغي أن تمزج بالصوم التجاديف واللعنات، واحدٌ هو باب بيتك، وبيتك هو هيكل الله، فعندما يصوم الإنسان عن السيئات ويأخذ جسد المسيح ودمه، عليه أن يحافظ بكل عناية على فمه الذي به يدخل ابن الملك. (جسد ودم الرب).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم
يؤكد على أن الامتناع عن الطعام وقتاً محدوداً لا يكفي، إذ إن الصائم عن الطعام وحَسب مَثَلُهُ كمثل التائه في البحر، يتوهم أنه قاصد إلى المدينة غير أنه متجهٌ إلى مكان آخر، وذلك لأنه لا يصوم عن الرذائل ويتمسّك بالفضائل مع صومه عن الطعام. فالصوم الحقيقي هو منع النفس عن اللذات البدنية، ومساعدة الآخرين، ورفع الظلم عن البشر وإعطاء الخبز للجائع، وإنصاف الأيتام والأرامل وتجنُّب المكر والغش والتسليم لإرادة الله كلياً.
وفي العظة 31 يختصر جميع الفضائل التي تنتج عن الصوم والصلاة والعفة بفضيلة المحبة التي هي من خصائص تلامذة المسيح. بدون المحبة لا قيمة لصيامنا ولصلاتنا ولصدقتنا. إنها الفضيلة التي تميّز المسيحي الحقيقي في كل ما يقوم به. وباختصار، فإن الصوم، وجميع الفضائل المسيحية، في نظره لا قيمة لها إن لم تكلّل بالمحبة. فالمحبة هي التي تبرهن للعالم أننا تلاميذ المسيح الحقيقيين، وليس صيامنا سوى فعل محبة لأننا من خلاله نريد أن نكون فعلاً تلامذة المسيح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسحق السرياني
كان يشدّد على الصوم في المسيحية المقدّس الذي اعتبره أحلى من عطر المسك وأذكى من أريج الزهر وأثمن من كل كنزٍ في هذه الدنيا. فالصوم هو شفاء الانسان من كل مرض، وهو القيامة من الموت، والاتكاء على مائدة الله، والقداسة التي يجملّ بها الله كل مَن يمارسه. هو قوة النفس، وتهذيب الحواس، والطريق إلى معرفة الله الحقيقية، والبُعد عن الخطيئة، الصوم بَدءُ طريق الله المقدّس.

الصوم مقدمةٌ لكل الفضائل، بَدَاءَةُ المعركة، جمال البتولية، حفظ العفة، أبو الصلاة، نبع الهدوء، معلم السكوت. وبمجرّد أن يبدأ الإنسان بالصوم، يتشوّق العقل لعِشرة الله. فالصوم في نظره، هو التمثّل بصوم الرب المخلص بعد عماده، تهيئةً للألم والموت في سبيل الإنسان الذي أُبعد من الفردوس بسبب عدم إطاعته لإرادة الله. إنه التوق إلى الشهادة الحقيقية التي تجعلنا فديةَ ذاتنا وفديةَ الآخرين كما المسيح على الصليب.

يقول القديس يوحنا السلمي
في كتابه “السلم الى السماء” الصوم في المسيحية هو كبح رغبات الجسد وابتعاد عن الأفكار الشريرة وتحرر من التخيلات المذنبة، هو طهارة الصلاة، نور للنفس ويقظة العقل والقلب معاً. فهو انتظار الرب، هو فتح القلب وتحرره من كل شيء يمكن أن يعرقل هبة فصح المسيح فينا.

يقول القديس باسيليوس
“الصوم في المسيحية يهدئ النفس، ينقي الفكر، يبعد الشياطين ويطردهم بعيداً ويقرّب الإنسان إلى الله”. احذر أن تصوم فقط عن اللحم وتعتقد أن هذا هو كل ما يُطلب منك، إن الصوم الحقيقي هو الامتناع عن كل رذيلة:” ابعدوا عن كل إثم”(أشعيا 58: 4).
هو مغفرة كل إساءة للقريب؛ هو ترك الديون للمحتاجين. إنك ربما لا تأكل لحماً ولكنك تنهش أخاك، إنك تمتنع عن شرب الخمر ولكنك لا تلجم الشهوات التي تلتهب في نفسك، إنك تنتظر حتى المساء لتأكل بعد الصيام، ولكنك لا تلبث كل النهار في المحاكم لأجل المخاصمة. إن الغضب هو سكر حقيقي في النفس لأنه يبلبلها.
ويتابع:” لست أعني بالصوم ترك الطعام الضروري لأن هذا يؤدي إلى الموت، ولكن أعني ترك المأكل الذي يجلب لنا اللذة ويسبب تمرد الجسد. إن الصوم الحقيقي هو سجن الرذائل وأعني ضبط اللسان وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة. كما اتبع هذه الطريق القديسون، ونذكر منهم القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس) شفيع الكهنة، الذي اعتمد على الصوم والصلاة لطرد الشيطان:” سأقهرك، أيها الشيطان الخطّاف، بنعمته تعالى”.
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 22736 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أفرم السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعتبر الصوم في المسيحية هو هروبٌ من الوليمة الأرضية إلى الوليمة السماوية. إنه استنارةٌ وصلاة وانتصار. صعود إلى الجبل بلونٍ أرضي ونزول إلى الأرض ببهاء سماوي.
إنه البهجة والغفران، والعطش إلى الماء الحي والتلذذ على مائدة الملكوت السماوي. فالصوم يفتح خِزانَةَ الروح القدس ليأخذ الصائمُ الوحي الحقيقي ويمجّد الله على معرفة كمال الحقيقة التي لا يصل إليها إلاّ الصائمون البعيدون عن التلذذ بشرَه الأطعمة الأرضية.
ويجعلنا الصوم نشترك في وليمة المسيح السماوية، ونفرح بالغذاء العقلي الذي يفيضه علينا، ويزيّن جسدنا ونفسنا بالبهاء، فنصبح آنية مختارة يحلّ فيها الروح القدس. وهو الطريق الأكيدة التي توصلنا إلى المجد بعد أن نتجرّد عن حطام هذه الدنيا الزائلة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 22737 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفراهاط الحكيم الفارسي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(من بلاد فارس تنصّر وترهّب درس الكتب المقدّسة): يقول: ”أن الصوم في المسيحية هو أنقى شيء في عيني الرب، وهو كنزٌ في السماء، وسلاح ماضٍ بوجه الشرّ، ودرعٌ ضدّ سهام العدو”، وهو يعدد أنواع الصوم:”…
لا يقوم الصوم على الامتناع عن تناول الخبز والماء، بل له مقومات وافرة: منهم من يصوم عن الخبز والماء حتى يجوع ويعطش، ومنهم من يصوم بغية الحفاظ على البتولية. إن جاع فلا يأكل، وإن عطش فلا يشرب.
هذا الصوم هو في غاية الجودة. ومنهم يصوم بالقداسة، وهذا صوم سليم، بعضهم يصوم عن اللحم والخمر وأنواع المأكل، وبعضهم يصوم إذ يضع لفمه حاجزاً فلا يتفوّه بكلام سيء. منهم من يصوم عن الغضب ضابطاً نفسه لئلا تقوى عليه، ومنهم من يصوم عن أنواع المتطلّبات ليظل يقظاً في الصلاة، وهناك من يصوم عن رغبات العالم لئلا ينتصر عليه الشرير…إلخ.”
لكنه رُغم إشادته بأنواع الصوم يؤكد على أمر واحد أساسي ليكون الصوم مقبولاً، وهو نقاوة القلب، ومنع اليدين من فعل الإثم. فإذا صمت عن الخبز والماء فلا ينبغي أن تمزج بالصوم التجاديف واللعنات، واحدٌ هو باب بيتك، وبيتك هو هيكل الله، فعندما يصوم الإنسان عن السيئات ويأخذ جسد المسيح ودمه، عليه أن يحافظ بكل عناية على فمه الذي به يدخل ابن الملك. (جسد ودم الرب).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 22738 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يوحنا الذهبي الفم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يؤكد على أن الامتناع عن الطعام وقتاً محدوداً لا يكفي، إذ إن الصائم عن الطعام وحَسب مَثَلُهُ كمثل التائه في البحر، يتوهم أنه قاصد إلى المدينة غير أنه متجهٌ إلى مكان آخر، وذلك لأنه لا يصوم عن الرذائل ويتمسّك بالفضائل مع صومه عن الطعام.
فالصوم الحقيقي هو منع النفس عن اللذات البدنية، ومساعدة الآخرين، ورفع الظلم عن البشر وإعطاء الخبز للجائع، وإنصاف الأيتام والأرامل وتجنُّب المكر والغش والتسليم لإرادة الله كلياً.
وفي العظة 31 يختصر جميع الفضائل التي تنتج عن الصوم والصلاة والعفة بفضيلة المحبة التي هي من خصائص تلامذة المسيح. بدون المحبة لا قيمة لصيامنا ولصلاتنا ولصدقتنا. إنها الفضيلة التي تميّز المسيحي الحقيقي في كل ما يقوم به. وباختصار، فإن الصوم، وجميع الفضائل المسيحية، في نظره لا قيمة لها إن لم تكلّل بالمحبة. فالمحبة هي التي تبرهن للعالم أننا تلاميذ المسيح الحقيقيين، وليس صيامنا سوى فعل محبة لأننا من خلاله نريد أن نكون فعلاً تلامذة المسيح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 22739 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اسحق السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان يشدّد على الصوم في المسيحية المقدّس الذي اعتبره أحلى من عطر المسك وأذكى من أريج الزهر وأثمن من كل كنزٍ في هذه الدنيا. فالصوم هو شفاء الانسان من كل مرض، وهو القيامة من الموت، والاتكاء على مائدة الله، والقداسة التي يجملّ بها الله كل مَن يمارسه.
هو قوة النفس، وتهذيب الحواس، والطريق إلى معرفة الله الحقيقية، والبُعد عن الخطيئة، الصوم بَدءُ طريق الله المقدّس.

الصوم مقدمةٌ لكل الفضائل، بَدَاءَةُ المعركة، جمال البتولية، حفظ العفة، أبو الصلاة، نبع الهدوء، معلم السكوت. وبمجرّد أن يبدأ الإنسان بالصوم، يتشوّق العقل لعِشرة الله.
فالصوم في نظره، هو التمثّل بصوم الرب المخلص بعد عماده، تهيئةً للألم والموت في سبيل الإنسان الذي أُبعد من الفردوس بسبب عدم إطاعته لإرادة الله. إنه التوق إلى الشهادة الحقيقية التي تجعلنا فديةَ ذاتنا وفديةَ الآخرين كما المسيح على الصليب.
 
قديم 13 - 03 - 2019, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 22740 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول القديس يوحنا السلمي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في كتابه “السلم الى السماء” الصوم في المسيحية هو كبح رغبات الجسد وابتعاد عن الأفكار الشريرة
وتحرر من التخيلات المذنبة، هو طهارة الصلاة، نور للنفس ويقظة العقل والقلب معاً.
فهو انتظار الرب، هو فتح القلب وتحرره من كل شيء يمكن أن يعرقل هبة فصح المسيح فينا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025