منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 03 - 2019, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 22631 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة دوروثيا من قيصرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء الشهيدة
St.Dorothea of Caesarea
(عيدها 6 فبراير)

...

إسمها "دوروثيا" وهو تأنيث الإسم اليوناني "دوروثيوس" ومعناه "هدية الإله" [بالإيطالية "دوروتيا" ، وأيضاً "دورا" – بالإنجليزية "دوروثي"].
ذُكرت قصة هذه القديسة ضمن سجل القديسين (السنكسار) الذي أعده المؤرخ القديس ï*¼ـيروم، وقد تحدد فيها بوضوح تاريخ ومكان الإستشهاد.

هي من مواليد قيصرية بكـپادوكيا (حالياً تابعة لدولة لتركيا)، كانت عذراء صغيرة عندما بدأت فترة إضطهاد الإمبراطور دكلديانوس، غير مذكور الكثير عن نشأتها ولا عن والديها، لكن المعروف هو أنها اعتنقت الإيمان المسيحي، وقرَّرت التخلّي عن كل ما في حياتها والتكريس للعبادة والبشارة بإسم المسيح، فأصبحت هدفاً للتعذيب والتنكيل عن يد الوالي "سابريتيوس"، إلى أن أمر بإعدامها في 6 فبراير 311م.
في طريقها لمكان تنفيذ حكم الإعدام، وكعادة الوثنيين، تم تشيعها لمكان الإعدام بالإهانة والسخرية من غباءها (إيمانها) الذي دفعها نحو الموت، وقد كان أشدّ الساخرين هو محامي وثني يُدعى "ثيوفيلوس"، فجُعِل يسخر منها قائلاً: ((يا عروس المسيح! أرسلي لي بعض الفواكه من حديقة عريسك)).
وقبيل إعدامها بلحظات .. أتى طفل بعمر الخامسة إلى ثيوفيلوس يحمل منديل رأس دوروثيا وبه ورود ذات عبير لم يعرفه من قبل وأيضاُ فاكهة، أعطاها له الصبي قائلاً: ((إنها من دوروثيا)) ، ثم توارى عنه وظل ثيوفيلوس يبحث عن الصبي ولم يجده.
يُذكَر أن ثيوفيلوس آمن فيما بعد بالمسيح وتم القبض عليه وتعذيبه ثم إعدامه.

إعتبرتها السويد، القديسة الخامسة عشر المُكملة لمجموعة "القديسين المساعدين الأربعة عشر The Fourteen Holy Helpers " وهي مجموعة من القديسين الذين لهم شفاعات ملموسة في الأوبئة والأمراض المختلفة، التي كانت تعانيها أوروبا في العصور القديمة. ومجموعة القديسين الأربعة عشر يُحتفل بهم سنوياً يوم 8 أغسطس.
وهي تُشكِّل مع القديسة باربرا الرومانية، والقديسة كاترين السكندرية، والقديسة مارجريت الأنطاكية (مارينا) رباعي العذارى الشهيدات الرئيسيات.

هي شفيعة عمال البساتين، والقابلات، والعرائس (المتزوجات حديثاً)، وشفيعة الحب، و مدينة "پيشا" الإيطالية.
يوجد دير بإسمها للراهبات يُعتبر إهتمامه الأول تعليم فتاياته فنون الزراعة وتنسيق الزهور.
تُرسَم في اللوحات والأيقونات، حاملةً منديل أو سبت ملئ بالزهور والفاكهة، وأحياناً تُرسَم راكعة أمام الجلاّد وعلى رأسها تاج من الورود وحولها الملائكة.

شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا، آمين.
 
قديم 01 - 03 - 2019, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 22632 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة دوروثيا من قيصرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء الشهيدة
St.Dorothea of Caesarea
(عيدها 6 فبراير)

...

إسمها "دوروثيا" وهو تأنيث الإسم اليوناني "دوروثيوس" ومعناه "هدية الإله" [بالإيطالية "دوروتيا" ، وأيضاً "دورا" – بالإنجليزية "دوروثي"].
ذُكرت قصة هذه القديسة ضمن سجل القديسين (السنكسار) الذي أعده المؤرخ القديس ï*¼ـيروم، وقد تحدد فيها بوضوح تاريخ ومكان الإستشهاد.

هي من مواليد قيصرية بكـپادوكيا (حالياً تابعة لدولة لتركيا)، كانت عذراء صغيرة عندما بدأت فترة إضطهاد الإمبراطور دكلديانوس، غير مذكور الكثير عن نشأتها ولا عن والديها، لكن المعروف هو أنها اعتنقت الإيمان المسيحي، وقرَّرت التخلّي عن كل ما في حياتها والتكريس للعبادة والبشارة بإسم المسيح، فأصبحت هدفاً للتعذيب والتنكيل عن يد الوالي "سابريتيوس"، إلى أن أمر بإعدامها في 6 فبراير 311م.
في طريقها لمكان تنفيذ حكم الإعدام، وكعادة الوثنيين، تم تشيعها لمكان الإعدام بالإهانة والسخرية من غباءها (إيمانها) الذي دفعها نحو الموت، وقد كان أشدّ الساخرين هو محامي وثني يُدعى "ثيوفيلوس"، فجُعِل يسخر منها قائلاً: ((يا عروس المسيح! أرسلي لي بعض الفواكه من حديقة عريسك)).
وقبيل إعدامها بلحظات .. أتى طفل بعمر الخامسة إلى ثيوفيلوس يحمل منديل رأس دوروثيا وبه ورود ذات عبير لم يعرفه من قبل وأيضاُ فاكهة، أعطاها له الصبي قائلاً: ((إنها من دوروثيا)) ، ثم توارى عنه وظل ثيوفيلوس يبحث عن الصبي ولم يجده.
يُذكَر أن ثيوفيلوس آمن فيما بعد بالمسيح وتم القبض عليه وتعذيبه ثم إعدامه.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إعتبرتها السويد، القديسة الخامسة عشر المُكملة لمجموعة "القديسين المساعدين الأربعة عشر The Fourteen Holy Helpers " وهي مجموعة من القديسين الذين لهم شفاعات ملموسة في الأوبئة والأمراض المختلفة، التي كانت تعانيها أوروبا في العصور القديمة. ومجموعة القديسين الأربعة عشر يُحتفل بهم سنوياً يوم 8 أغسطس.
وهي تُشكِّل مع القديسة باربرا الرومانية، والقديسة كاترين السكندرية، والقديسة مارجريت الأنطاكية (مارينا) رباعي العذارى الشهيدات الرئيسيات.

هي شفيعة عمال البساتين، والقابلات، والعرائس (المتزوجات حديثاً)، وشفيعة الحب، و مدينة "پيشا" الإيطالية.
يوجد دير بإسمها للراهبات يُعتبر إهتمامه الأول تعليم فتاياته فنون الزراعة وتنسيق الزهور.
تُرسَم في اللوحات والأيقونات، حاملةً منديل أو سبت ملئ بالزهور والفاكهة، وأحياناً تُرسَم راكعة أمام الجلاّد وعلى رأسها تاج من الورود وحولها الملائكة.

شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا، آمين.
 
قديم 01 - 03 - 2019, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 22633 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف كانت الحياة في زمن المسيح؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إذا زرت متحف الآباء الفرنسيسكان في مدينة القدس، ستجد جناحاً جديداً مخصصاً للآثار، يمتد عبره رواقٌ يقودك للمرور بجوار صهريج مياهٍ عميق، وهو الرواق الذي يتحول فيما بعد إلى جسرٍ عند مروره فوق صهريجٍ آخر أكثر عمقاً وقدماً كذلك، إذ شُيّد قبل نحو ألف سنة.
وبعيداً عن أهمية ما يحتويه المتحف، فإن موقعه ذاته يشكل رحلةً عبر ماضي القدس ونظام الرهبنة الذي أٌنشيء وكُرِسَ للحفاظ عليها وصيانتها، لا سيما وأن مبناه يقع في طيات ديرٍ للفرنسيسكان الكاثوليك قابعٍ بدوره داخل أسوار البلدة القديمة في القدس.
وهناك يمكن أن تلتقي مدير المتحف، الراهب الفرنسيسكاني أوجينيو ألياتا، واقفاً على الجسر المعدني ويطل على الصهريج الحجري الضخم أدناه. ويقول الرجل عن ذلك: "لقد كان هذا المكان مليئاً بالأتربة، ولم نكن حتى على ثقة من طبيعة ما كان موجوداً هنا".
بعدها نظر إلى أعلى وواصل المسير، لاتبعه إلى داخل حجرةٍ حجريةٍ تعود إلى القرن الثالث عشر، كانت على الأرجح ورشةً استخدمها الصليبيون الذين حكموا المدينة المقدسة في ذلك الوقت، حسبما شرح لي ألياتا.
وقد كانت هذه الغرفة حتى وقتٍ قريب مليئةً بالأتربة هي الأخرى. أما الآن فهي تحتوي على حجرٍ منحوتٍ بإتقان، كان يقبع ذات يومٍ على قمة أحد أعمدة قصور الملك هيرودس الفخمة، الواقعة فوق التلال المتاخمة لمشارف القدس.
لكن مشروعاً لإعادة ترميم هذا الموقع استغرق سنواتٍ عديدةٍ، جعل من هذه المتاهة الواقعة تحت الأرض - والتي شُيدت وأُعيد تشييدها على مستوياتٍ وارتفاعاتٍ متعددة منذ عصر الملك هيرودس في القرن الأول الميلادي وصولاً إلى عهد السلاطين المماليك في العصور الوسطى - متحفاً لا يروي لزواره تفاصيل عن تاريخ القدس فحسب، وإنما يخبرهم كذلك بقصة الاكتشافات الأثرية التي تمت على يد الرهبان الفرنسيسكان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر والأردن على مدى القرن الماضي.
فعلى مدار أكثر من مئة عام، نفذ هؤلاء الرهبان عشرات الحفريات في بعضٍ من أكثر المناطق المسيحية شهرةً في هذه البقعة من العالم، وهو ما يشمل مواقع في مدينتيْ الناصرة وبيت لحم، وكذلك هنا في ذاك الدير مترامي الأطراف المعروف باسم دير حبس المسيح، الذي شكل مقصداً للحجيج المسيحيين منذ القرن الرابع على الأقل.
ويقول ألياتا - وهو كذلك عالم آثارٍ شارك في استخراج بعض القطع الموجودة هنا بنفسه - إن "علم الآثار مهمٌ لأنه يُرينا كيف عاش الناس، ونحن بحاجة لفهم الماضي، ولتفهم تقاليدنا. ويحتاج الزوار والحجيج لرؤية هذه الأشياء".
لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل حتى وقتٍ قريب. فعشرات الآلاف من القطع الأثرية التي جمعها الرهبان الفرنسيسكان على مدار السنوات الماضية، كانت مُخزنةً في مقر جمعية أكاديمية فرنسيسكانية تقع في القدس. وتمثل هذه الجمعية قسماً تابعاً للجامعة البابوية في روما، متخصصاً في الدراسات والأبحاث الخاصة بالآثار والكتاب المقدس. وطيلة هذه السنوات، لم تكن هذه القطع الأثرية متاحةً للعامة سوى بعد ترتيباتٍ وأخذ مواعيد محددة، وكان غالبية من يهتمون بها من الباحثين.
وهنا يمكننا التعرف على رأي ماشا هاليفي، التي زارت مركز الأبحاث هذا كثيراً، خلال إعدادها عام 2010 لرسالة الدكتوراه الخاصة بها في الجغرافيا في الجامعة العبرية بالقدس، كما ترددت عليه لاحقاً لإعداد الكثير من المقالات الأكاديمية بشأن الآثار ونظم الرهبنة والتعاليم الدينية.
وتتذكر هاليفي تلك الفترة بالقول: "لم يكن الوصول إلى هذه القطع شديد السهولة".
أعود إلى رحلتي مع ألياتا، الذي قادني عبر المتحف، لنمر بعمودٍ حُفِرَت عليه بشكلٍ معقدٍ أشكال طيور حمام، وأُخِذَ من ديرٍ يعود إلى القرن الرابع الميلادي، ويقع في ما بات حالياً يُعرف بالأردن.
كما صادفنا أجزاءً كبيرةً من أرضياتٍ من الفسيفساء الملونةٍ أُخِذَتْ من معابد تقع في الصحراء المصرية، بجانب توابيت دفنٍ حجريةٍ ضخمةٍ يعلوها الكثير من الصلبان.
ورأيت أيضاً في المتحف دواليب عرضٍ مليئةً بعملاتٍ قديمة، من بينها عملات النصف شيكل التي أشير إليها في الكتاب المقدس، بالإضافة إلى بذور عنبٍ وحبوب زيتونٍ تعود جميعها إلى ألفيْ عام، فضلاً عن أوانٍ تُستخدم في الحياة اليومية، مثل الصحون والأكواب.
ويشكل فتح الباب لعرض هذه القطع الأثرية العتيقة أمام الجمهور - في الجناح الجديد المخصص للآثار بمتحف الآباء الفرنسيسكان والذي افتُتِحَ عام 2018 وسيتم توسيعه قريباً - جزءاً من توجهٍ أوسع نطاقاً لتفعيل التواصل بين العامة وهؤلاء الرهبان، الذين فتحوا كذلك أمام الجماهير مؤخراً مكتبتهم الضخمة الموجودة في ديرٍ بالقدس، وأعدوا أيضاً دليلاً خاصاً بها على شبكة الإنترنت، في إطار جهودهم المستمرة لتجديد مواقع مقدسةٍ متنوعةٍ في مختلف أنحاء المنطقة.
وتأتي هذه التغيرات في وقتٍ تشهد فيه إسرائيل طفرةً سياحيةً، في ظل وصول عدد زوارها خلال عام 2018 إلى أربعة ملايين سائح، وهو رقمٌ قياسي، بحسب وزارة السياحة هناك.
وتُذّكِر هذه الطفرة بمثيلتها التي حدثت في القرن التاسع عشر، عندما زاد الاهتمام بالأراضي المقدسة وتزايد عدد الزائرين إليها كذلك. ففي تلك الفترة، بدأ الرهبان الفرنسيسكان الاهتمام بعلم الآثار والانخراط في عالم الاكتشافات الأثرية.
وفي منطقة الشرق الأوسط بوجهٍ عام، بدأ هذا الفرع الناشئ والمستجد من فروع المعرفة في اكتساب مزيدٍ من القوة ولفت الانتباه بشكلٍ أكبر إلى النقاشات الخاصة بالوقائع التاريخية المذكورة في الكتاب المقدس، في أواخر القرن التاسع عشر.
وفي نهاية المطاف، قرر الرهبان الفرنسيسكان - الذين كلفهم الفاتيكان منذ القرن الثالث عشر بحراسة ممتلكات الكنيسة ومساعدة الحجيج المسيحيين في الأرض المقدسة - الاهتمام بعلم الآثار والانضمام إلى النقاشات العلمية الجارية على الساحة العامة، والمتنامية في ذلك الوقت، بشأنه.
ولعله يجدر بنا هنا إلقاء نظرة على ما كتبه الأب الفرنسيسكاني بروسبير فيو، وهو واحدٌ من أوائل الآباء الذين شاركوا في الحفريات، وقام عام 1889 بالتنقيب أسفل المبنى الحالي لكنيسة البشارة في مدينة الناصرة.
فقد كتب هذا الرجل قائلاً: "يشكل علم الآثار مصدر الدعم الأكثر أماناً بالنسبة للتاريخ". وقد كشفت عمليات التنقيب التي اضطلع بها فيو في الناصرة مبنى أقدم تحت المبنى الحالي للكنيسة، وهو ما يُظهر أن ذلك الموقع كان مُكرساً للتعبد والطقوس الدينية منذ أمدٍ طويل.
وفي كتاباته يقول فيو إنه شرع في السير على درب الاهتمام بعلم الآثار، ليس لأنه استسلم "لفكرةٍ علميةٍ خاويةٍ، ولكن انطلاقاً من إرادةٍ حقيقيةٍ، للتجاوب مع إخلاص الحجيج وتفانيهم، وجعلهم يعرفون كنيسة الناصرة بشكلٍ أفضل".
وفي أوائل القرن العشرين، بدأ الرهبان الفرنسيسكان القيام بحفريات أسفل العديد من كنائسهم وأديرتهم وفي المناطق المحيطة بها كذلك، وشرعوا في نشر الكتب التي تتضمن النتائج التي توصلوا إليها في هذا الصدد، وجمعوا مجموعةً ضخمةً من القطع الأثرية قاموا بتخزينها في القدس.
وفي عام 1901 أسسوا الجمعية المجاورة للمتحف والتي كانوا يخزنون فيها مكتشفاتهم الأثرية حتى وقتٍ قريب. ومنذ عام 1924 تواصل هذه الجمعية أنشطتها دون انقطاع، كأحد المعاهد المتخصصة في الأبحاث الأثرية في القدس، تلك التي يتزايد عددها شيئاً فشيئاً، ومن بينها مؤسساتٌ أمريكيةٌ وبريطانيةٌ، وأخرى أقامها الرهبان الدومنيكان الكاثوليك.
وشملت حفريات الرهبان الفرنسيسكان مواقع مثل جبل نيبو الواقع في الأردن، والذي يحظى بالإجلال والتوقير باعتباره المكان الذي رأى منه النبي موسى أرض الميعاد التي ذُكِرَت في الكتاب المقدس للمرة الأولى، وكذلك بلدة كفرناحوم الواقعة على بحر الجليل، وتضم معبداً يهودياً قديماً وكنائس عتيقة.
وقدمت هذه الحفريات إسهاماتٍ مهمةً لعلم الآثار في المنطقة، وهم ما يجعل العديد من علماء الآثار هناك في الوقت الحاضر يشعرون بأنهم مدينون للفرنسيسكان.
وفي هذا الشأن، تقول دينا أفشالوم-غورني، وهي باحثةٌ أثريةٌ في هيئة الآثار الإسرائيلية تعاونت مع الرهبان الفرنسيسكان في العديد من الحفريات، إن أبحاثهم ودراساتهم تشكل "جزءاً مهماً من الأحجية الضخمة لعلم الآثار في إسرائيل. وبغض النظر عن معتقداتهم الدينية، فإن ما يقدمونه من أبحاث يصطبغ بطابعٍ علميٍ أثريٍ بحت. هم يمنحوننا حقائق وبوسعي الثقة فيها".
أما بالنسبة للرهبان الفرنسيسكان أنفسهم، فقد ظل علم الآثار والتنقيب عنها أداةً مفيدةً للتواصل مع الآخرين من خارج الكنيسة، ولمساعدة الرهبان أنفسهم على فهم السياق الذي جرت فيه القصص التي ذُكِرَت في الكتاب المقدس.
ويقول ألياتا في هذا السياق: "عليك أن تعلم تفاصيل بشأن الحياة اليومية (حينذاك) لكي تفهم المسيح بحق ولكي تفهم الأمثال الخاصة به كذلك"، وهي جزءٌ أساسيٌ من تعاليمه.
وبعيداً عن هذا الحديث النظري، اصطحبني الرجل إلى إحدى غرف المتحف، حيث أشار لي إلى واجهة عرضٍ زجاجيةٍ تحتوي على مزهريات مصنوعةٍ من المرمر الهش، كانت تعتبر بمثابة مقتنياتٍ فاخرة في العصور القديمة، ويُندر العثور عليها سليمة بلا خدوشٍ أو كسور.
وربط الأب الفرنسيسكاني ذلك بالقصة التي وردت في العهد الجديد حول امرأةٍ فقيرةٍ كسرت مزهريةً مصنوعةً من المادة نفسها، كانت تُستعمل كقنينةٍ للعطر، فوق رأس السيد المسيح. وهكذا، فمن شأن رؤية الإتقان والجمال والرقة التي صُنِعَتْ بها أي مزهرية من هذا النوع، إبراز مدى الكرم والتضحية المالية التي تكبدتها هذه المرأة من أجل المسيح.
بعد ذلك، وخلال خروجنا من هذا الجناح المعتم الواقع تحت الأرض، مضى ألياتا متمهلاً عبر فناءٍ حجريٍ تغمره أشعة الشمس، كانت تقف فيه مجموعةٌ من السائحين للاستماع إلى شرحٍ مرشدٍ يقول لهم إن هذا هو المكان الذي أُدين فيه المسيح وسُلِمَ لكي يُصلب.
وتشكل هذه البقعة حالياً المحطة الثانية من 14 محطةً، يتألف منها طريق الآلام أو ما يُعرف بـ "درب الصليب" الذي يقود في نهاية المطاف إلى كنيسة القبر المقدس، التي يُجلّها الكثير من المسيحيين، باعتبارها البقعة التي صُلِبَ فيها السيد المسيح ودُفِنَ.
ومن غير المستغرب أن تثير حفريات الرهبان الفرنسيسكان في غالبية الأحيان أسئلةً بشأن الوقائع التاريخية الوارد ذكرها في الكتاب المقدس وحياة المسيحيين واليهود في الأراضي المقدسة قديماً، أكثر مما تقدم من إجاباتٍ.
لكن ألياتا يقول إن غالبية الرهبان الفرنسيسكان ينشدون التعلم من وراء حفرياتهم، أكثر مما يسعون لإثبات صحة قصصٍ بعينها وردت في الكتاب المقدس أو تأكيد حدوثها. ولذا لا تُهجر المواقع المقدسة لمجرد أن الحفريات التي أُجريت بها لم تكشف عن أي شيء. فعلى سبيل المثال، تعود أقدم القطع الأثرية التي عُثِرَ عليها في موقع كنيسة المهد ببيت لحم - تلك الكنيسة التي يبجلها المسيحيون باعتبارها مكان ميلاد المسيح - إلى القرن الثالث الميلادي، أي بعد نحو مئتي عام من مولد المسيح.
ويعلق ألياتا على ذلك بالقول "إننا لا نتخلى عن نواميسنا أبداً. يمكن أن تُثبت صحة هذه القصص أو لا، لكن الدين يستند إلى التراث والنواميس".
 
قديم 01 - 03 - 2019, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 22634 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ابسخيرون الجندى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السنكسار
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل ابسخيرون الجندى الذى من قلين. وكان من جند أريانا والي أنصنا. ولما صدرت أوامر دقلديانوس بعبادة الأوثان برز هذا القديس في وسط الجمع الحاضر، مبينا ضلال الملك، لاعنا أوثانه. فقبضوا عليه وأودعوه السجن الذى كان في قصر الوالي بأسيوط. فاتفق معه خمسه من الجنود( ألفيوس وأمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون) علي أن يسفكوا دمهم علي اسم المسيح. فلما مثلوا أمام الوالي، أمر بتقطيع مناطقهم وتعذيبهم وصلب بعضهم وقطع رؤوس الآخرين. وأما القديس ابسخيرون فقد عذبه بمختلف العذابات، ولكن الرب كان يقويه ويصبره ويشفيه من جراحاته، فاستحضر ساحرا يسمى اسكندر، قدم للقديس شيئا من السم القاتل قائلا: "يا رئيس الشياطين اظهر في هذا المسيحي قوتك." فتناول القديس السم ورسم عليه علامة الصليب وشربه، فلم ينله أي أذى. فتعجب الساحر وآمن بإله القديس ابسخيرون. فقطع الوالي رأس الساحر ونال إكليل الشهادة. أما القديس فقد ازداد الوالي غضبا عليه وبعد أن عذبه كثيرا أمر بقطع رأسه أيضا. فنال لإكليل الشهادة.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.

سيرة القديس الشهيد ابسخيرون الجندى الشهير بالقلينى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن كتاب: سيرة القديس آبا سخيرون الجندى الشهير بالقلينى إصدار مكتبة كنيسة العذراء محرم بك. فى مقدمة الكتاب يذكر أن السيرة أخذها من مخطوط 250ميامر ومخطوط 267 ميامر بدير السريان ومراجع أخرى
فى أثناء حكم دقلديانوس أصدر منشوراً وأرسله إلى المسكونة كلها ومضمونه هكذا: "أنا دقلديانوس آمر كل سكان العالم وأقطار الأرض، الكبار والصغار، والذكور والإناث وجميع الشعوب والأجراء العبيد والسلاطين ومن دونهم أن يرفعوا البخور للآلهة أبولون وأردميس وأبيان وأبنورس، ومن خالف أوامرنا يعذب بكل العذاب وأنواع العقاب إلى أن يسجد للآلهة وإلا تؤخذ رأسه، وعلى ولاة الكور تنفيذ هذا المنشور. ثم أرسل الملك هذا المنشور مع رسله إلى يوليانوس والي الإسكندرية وأرمانيوس المقدم، فقرأ بمدينة الإسكندرية، وأرسل إلى الكور القبلية والبحرية.
وهكذا قرأت الرسالة بكل مكان وسمع من المسكونة حتى انتهت إلى مدينة أتريب، فأخبروا واليها بأمر الملك بقراءة هذا المنشور علي مسامع الجميع لكي يسارعوا إلى عبادة الآلهة، وعليه أن يجمع جنوده من كبيرهم إلى صغيرهم ليرفعوا البخور للآلهة، وأخبروه أن الملك شدد فى تنفيذ هذا الأمر علي المسيحيين، فإنه يبغضهم، وهو يطلبهم ليعبدوا الآلهة ومن خالف أوامره تؤخذ رأسه. فلما كان بالغداة قام مناد ليجمع كل أحد ويسمعوا منشور الملك وأن يمتثل الجميع لأوامر الملك. وعندئذ لم يبق أحد حتى بادر بالحضور. وبعد أن قرأ المنشور هتف الجنود في المجتمعين أن يطيعوا أوامر الملك لأن من خالف أمره يكون مضاد للملك، وهذا لا يربح شيئا بل يموت وتباد ذكراه، وتقدم الجنود أولا ورفعوا بخورا وهم ساجدين أمام الأصنام هاتفين أن يحيا الملك وتبقى آلهته.
ومر الجنود واحد بعد الآخر وجاء دور الجندي الشاب الشجاع ابسخيرون ليرفع البخور للآلهة ويقدم الولاء والطاعة لأوامر الملك ولكنه قام في شجاعة، ورفض أن يسجد للأوثان وقال لهم: "من هم الآلهة التى أسجد أمامها وأرفع البخور أمامها." فالتفت إليه الجنود وقالوا له: "ألم تسمع أوامر الملك أن يرفع كل أحد البخور لأبلون وأردميس وبقية آلهة الملك كما رفعنا نحن. فأجابهم القديس: "من هو دقلديانوس ومن هم آلهته النجسة." وكان هذا من القديس بحضرة رسل الملك، فغضب الوالي ولكي يؤكد ولاءه للملك قام وسط الحاضرين ولطم القديس علي فمه لطمة قوية وهو يصرخ في وجهه: "لا يجب أن تزدرى بأوامر الملوك." وللوقت تقدم القديس في شجاعة وخلع منطقته الجندية التى كان متمنطقا بها وألقاها أمام الوالي، مما أثار غضب الوالي أكثر فصاح في وجه القديس: "ما هذا الفعل القبيح الذى تجاسرت علي فعله، إذ خلعت منطقتك ورفضت جنديتك وأهنت عظمة الملك." أما القديس فلم يرهب غضب الوالى أو صياحه وأجابه في هدوء: "أنا لا أحب من الآن أن أكون جنديا لهذه المملكة، ولا أعبد هذه الآلهة النجسة." فانتفض الوالي من مكانة وأمر أن يحتفظوا بالقديس في سجن القصر.
مكث القديس في سجن القصر وهو قوى وشجاع وفرح، وكان للقديس اثنين من الأخوة جاءوا إليه في السجن، وكانا يبكيان أمامه عسى أن يتأثر من دموعهما، ويخاطبونه مظهرين شفقتهم به وتخوفهم عليه ووقف القديس أمامهم ولم يجبهم بكلمة فظلوا يسألونه عن سبب اعتقاله وأخذوا يستعطفونه حتى أقلقوه جدا، أما هو إذ رآهم هكذا أخذ يقول لهم: "يا أخوتي انهم طلبوا منى أن أجحد الله وأنكره وأعبد آلهة لست اعرفها ولم اسمع بها، فأبيت أن أقدم علي هذا الفعل القبيح." فقالوا له: "يا أخانا إن كان جميعهم قد رفعوا البخور، فلم لا ترفع أنت وتمتثل لأوامرهم لئلا يبلغوا مخالفتك للمقدم." فأجابهم القديس: "لا تحيدوا عن معرفة الله لئلا تموتوا، واعترفوا باسم يسوع المسيح ولا تجحدوه ما دمتم في الجسد، واياكم من عبادة الأوثان صنعة الأيدي، فقد تنبأ داود عليهم قائلاً آلهة الأمم ذهب وفضة، أعمال أيدي البشر لها أفواه ولا تتكلم وأعين لا تنظر وآذان ولا تسمع وأيدي ولا تلمس وأرجل ولا تمشى، مثلها يكون صانعوها ومن يعبدوها." ولما فشل أخوته في اقناعة باللين حاولوا أن يثنوا عزمه بالقسوة معلنين أنهم أبرياء منه، ولا يحسب أخاهم ولن يعرفوه إذا استمر في إصراره، وإذ فشلوا بهذه الطريقة أيضا اتهموه بالسحر وصاحوا في وجهه: "إننا نعلم ضلالتك وقد سمعنا بأعمالك التى كنت فيها وقد تحقق وانكشف اليوم ما سمعناه بالأمس وظهر اليوم سحرك."
وإذ رأوا ثبات القديس وقوة إيمانه عادوا محاولين إقناعه وإثارة عاطفته ببكائهم فقالوا له: "يا أخانا إننا لم نسمع قط عن إله اسمه يسوع وليس إله إلا أبولون وأردميس وأبيروس الذين نعرفهم والواجب بالأكثر أن تعبدهم." وظل القديس يظهر لحم الإيمان الحقيقي ولما لم يجد وسيلة لإقناعهم نهض وأدار وجهه نحو الشرق وهو في السجن ورفع عينية إلى السماء وأخذ يصلىقائلاً:
"أسمعني أيها الرب إلهي واستجب دعائي وأسرع لمعونتي وخلاصي واسترني بظل رعايتك، فإن لك المجد أيها الثالوث القدوس القائم أمامه الشاروبيم والمسبح من الطغمات السمائية، اطلب إليك أيها الإله المتحنن أن ترسل إلى ملاكك ليحرسني في كل موضع أكون فيه فيكون معي في شدائدى، وارحم أخوتي فانهم لم يعرفوك ولم يسمعوا باسمك ولم يفهموا طرقك."
ولما فرغ القديس من صلاته، أضاء السجن بنور شديد وظهر له ملاك الرب وخاطبه قائلا: "لا تخف وتقو فإنى أما معك ولا أدعك وحدك، لأن الرب اختارك ولك إكليل في السماء فأصبر إلى المنتهى وستظهر قوات عظيمة منك عند استشهادك، أنا هو ملاك الرب المنقذ لك منذ صغرك وكائن معك. أيها الطوباوي ابسخيرون كن متيقظا ولا تجعل العالم يخدعك فقد أضل كثيرين ولا تخف أنا معك وأخلصك من سائر شدائدك بقوة إلهي وملكي يسوع المسيح الذى أرسلني إليك لأقويك." وبعد ما حدثه الملاك بهذا مضى عنه إلى السماء والقديس شاخص إلى فوق يشاهده.
وفي صباح اليوم التالي أمر النائب والعظماء أن يقدموا القديس ابسخيرون لينظروا قضيته. فأحضروه من السجن وأقاموه أمامهم وسأله الوالي أن يرفع البخور للآلهة، وأجابه القديس أنه لن يرفع البخور للأوثان وأنه جندي ليسوع المسيح الملك والإله الحقيقي وصاح الوالي أنه لا يوجد إله غير الآلهة الكرام وليس ملك إلا دقلديانوس من هو يسوع هذا، فصرخ القديس ابسخيرون في وجهه قائلا: "لا تجدف علي اسم إلهي الذى روحك بيده." فغضب الوالى ووثب عليه ولكمه في فمه. عندئذ قام أهل المدينة ومنعوه من ضربه قائلين له: "لا تضربه بدون أمر من المقدم بل يجب أولا أن يحكم عليه." فنهض النائب ثائرا وقال للعظماء: "ألم تسمعوا كيف يتعدى علي الملك ويشتم ويجدف على الآلهة، وحق عظمة الملك أنا لن أتخلى عنه حتى يرفع البخور للآلهة وإلا أكتب إلى المقدم بأن تؤخذ رأسه." وأمام ثبات القديس وعناد النائب تشاور العظماء وطلبوا من النائب أن يتمهل عليهم قليلا إن كانوا يقدرون أن يطيبوا قلب ابسخيرون لعله يرفع البخور. وقام العظماء وأظهروا عطفهم علي القديس وصرفوه في هذا اليوم من المحاكمة وفي الغد ذهبوا إليه وأظهروا ترفقا به أكثر من الأمس وأخذوا يلاطفونه محاولين إرضاءه وقالوا له في رفق: "يا سيدنا ابسخيرون حاشاك أن تضل كما ضل أناس كثيرون وجهلوا، وأنت تعلم محبتنا لك وتعظيمنا لشأنك، والآن فارجع عن هذا الرأي الذى لا يليق بجنديتك، ولا تتبع هؤلاء القوم السحرة لئلا تموت موتا رديئا. وقد أوصيناك مرات كثيرة أن لا تذكر هذا الاسم الذى هو يسوع في فمك لأننا سمعنا أن الشياطين جاءوا إليه ليجربوه وقوم جعلوه إلها وسمعنا أيضا أنهم صلبوه، فاسمع لنا لأن الأفضل لك أن ترفع البخور للآلهة الكرام لا سيما أبولون الذى لا توصف كرامته."
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأجابهم القديس: "أنا غير محتاج إليكم لكي تعرفوني، أنتم بكلامكم هذا تجدفون علي الله، وأن كل الخطايا تغفر لبنى البشر إلا من جدف علي روح الله القدوس، ولما لم ينجحوا في إقناعه عادوا إلى منطق الضغط والوعيد قائلين له: "إذا لم ترفع البخور نحن ندعهم يقتلونك قبل أن تغيب الشمس لأنك تجرأت أن تتكلم هكذا، وقد ثبت أنك ساحر ومثلك يجب أن يموت." أما القديس فأجابهم في هدوء وسلام قائلاً: "اعلموا أني لا أخاف ممن يقل الجسد، لأنه يجب أن أخاف فقط ممن يقدر أن يهلك الجسد والنفس في جهنم."
أما العظماء فعندما سمعوا منه ذلك ورأوا ثبات قلبه وصلابة إيمانه لم يجدوا وسيلة في إقناعه فاتفقوا أن يذهبوا إلى النائب، فقاموا وذهبوا إليه وأخبروه انه لم تجد مع القديس أية وسيلة فيجب أن ينفذ فيه إرادته. وكان الوالي في هذا الوقت متحير من هذا السجين ويفكر في الحيلة التى يرجع بها القديس عن إيمانه، فذهب إليه وقال له: "أيها البائس أشفق على نفسك وقدم البخور للآلهة لئلا تضطرني أن أرسلك إلى المقدم فيحكم عليك وتموت، لذلك أنا أكلمك هذه المرة، واعلم أننا لا نريد لك شرا، وإن كنت أخذت في قلبك من أجل أني لطمتك فقم ورد لي اللطمة أربعة اضعاف، اسمع لي وارفع البخور للآلهة، وعند ذلك نكتب للملك ونعرفه شجاعتك في الجندية، وأنت ذو جنس كريم، وتصير من الآن أخانا وحبيبنا."
ولكن القديس لم يسمع له معلنا أنه لا يقدم البخور للأوثان، أما الوالي فعندما رأى أن هذه الطريقة لم تجد معه عاد إلى مخاطبته متوعداً قائلاً: "أترك شجاعتك وتجلدك فإننا بعد مخالفتك نرسلك إلى المقدم فتنال عقابك وتصير مرفوضا." وفى قلب هادئ أجابه القديس: "أفعل ما بدا لك ولا تؤخر، أنا لا أعبد غير إلهى وملكي يسوع المسيح الذي له السجود وحده." فامتلأ النائب والعظماء غيظاً وحنقاً علي القديس وانصرفوا غاضبين بعد ما كتبوا رسالة مضمونها هكذا:
" أنه لما وردت أوامر سادتنا الملوك بعبادة الآلهة الكرام وأنه إن وجد أحد يسمى مسيحيا ولا يسجد للآلهة الكرام يعذب بأنواع العذاب، وحيث أننا وجدنا ابسخيرون هذا مخالفا لأوامر الملوك وغير طائع ولا راض بعبادة الآلهة لذلك نرسله مربوطا مع أربعة جنود وهذه أسماؤهم: فالوظى وديونياس ودياسيوس وكيرس."
بعدما تقرر محاكمة الجندي ابسخيرون لخروجه عن طاعة مليكه وعدم امتثاله لأوامر الوالي والعظماء ورفضه السجود للأوثان استلم لحراس الأربعة أوراق قضيته تمهيدا لترحيلة إلى مدينة انصنا حيث كان يحاكم فيها المسيحيون الذين لم تجد معهم كافة الطرق لإجبارهم علي السجود للأوثان والتجديف علي اسم الرب يسوع.
وكان حاكم انصنا اكثر ولاة الإمبراطورية الرومانية قسوة وكان يتفنن في تعذيب آلاف المسيحيين بكافة الطرق الوحشية وقام بعدة جولات في مدن الصعيد ليشرف بنفسه على تعذيب المسيحيين وهو الذى صنع مذابح إسنا وأخميم حيث أراق دماء أعداد كبيرة من المسيحيين المؤمنين بالرب يسوع والذين رفضوا أوامر الملك بالتبخير والسجود للأوثان.
ترحل القديس في حراسة الأربعة جنود ومعهم أوراق قضيته وهو مقيد بالسلاسل في عنقه ويديه ورجليه. وحول وسطه شريط (طوق)، وحملوه في إحدى السفن الشراعية متجهين إلى الوجه القبلي. وطوال الرحلة كان القديس مربوطا داخل "خن" المركب وحوله بالسفينة الجنود يأكلون ويشربون ووسط الوحدة والظلام والآلام رفع القديس قلبه وعينيه إلى السماء وصلي قائلا: "يا الله الآب ضابط الكل وابنك الحبيب يسوع المسيح وروح قدسك، أنا أسألك أيها الثالوث الأقدس ليتمجد اسمك لا تتركني ولا تتخلى عنى." عندأأااااكاكلون ا ذلك توقفت السفينة في وسط النيل وبطلت قوة الريح وانحلت وثاقات القديس وانفتح باب سجنه، فخرج القديس ابسخيرون ووقف وسط السفينة أما الجنود فقد سمعوا صوتا قائلا له: "لا تخف يا حبيبي ابسخيرون أنا يسوع الذى آمنت به، أنا كائن معك في كل مكان تذهب إليه وأخلصك من شدائدك." فسجد للرب وصلي قائلا: "يا سيدي أنت رجائي وقوتي فإنه ليس لى رجاء سواك." عندئذ صعد الجنود فنظروا القديس ابسخيرون وهو واقف وسط السفينة وقد حلت كل قيوده فخافوا خوفا شديدا وخاطبوه: "يا أخانا ما الذى فعلناه بك حتى تقوم بالسحر علينا بهذا الاسم وتريد قتلنا؟ هل نحن الذين كتبنا من أجلك أو نحن نريد قتلك؟"ولم يلتفت إليهم القديس فقد كان ساجداً يشكر الله الذى أتى يعزيه ويقويه في ضيقته، أما الجنود فاقتربوا من القديس وهم في خوف منه وأخذوا يقيدونه بالأغلال والقيود في يديه ورجليه وأعادوه إلى مكانه وصاروا يتحدثون فيما بينهم وهم في دهشة وخوف وأثناء ذلك عادت السفينة إلى سيرها وسط النيل.
اشتدت الريح وأسرعت السفينة في سيرها حتى وصلت إلى مدينة أنصنا فنزل الجنود ومعهم القديس مقيداً وتوجهوا إلى مقر الوالي ولكنهم لم يجدوه في المدينة فتقصوا أخباره من دار الولاية فعلموا أن له ثلاثة أيام بمدينة أسيوط فعادوا إلى السفينة واقلعوا متجهين إلى أسيوط، ولما وصلوا المدينة أخذوا القديس وكان له عدة أيام لم يأكل أو يشرب، وكان موثق اليدين والرجلين بالقيود والأغلال وحوله أربعة جنود وما إن بلغوا الباب الكبير الذى للمدينة حتى جلس القديس ليستريح على الأرض من شده التعب. وكان هناك جنودا من أسوان ومن اسنا، وهؤلاء عبيد المسيح فتقابلوا جميعا عند باب المدينة وتعارفوا مع بعضهم وتبادلوا وكانوا جميعهم جنودا وواحد منهم فقط كان شماسا. وبعد أن تعارفوا قال لهم القديس ابسخيرون: "أيها الأخوة أن الرب قد جمع بيننا في يوم صالح." فأجابوه قائلين: "يا أخانا إننا أرسلنا إلى هنا لأجل اسم يسوع المسيح." فقال لهم القديس: "ياأخوة لقد تمتعت برؤية الرب يسوع المسيح وأنا فى السفينة قادما إلى هنا فتشجعوا واصبروا لأن الأكاليل هى كل يوم وليس التعب والجهاد في كل وقت. انظروا الذين تقدموا وماتوا على اسم المسيح ولا تصيروا ذوى قلبين ولا تخافوا من هذا المخالف."
وأجاب القديس اركياس انه رأى أيضا هذه الرؤيا ومضى القديس ابسخيرون يشدد قلوبهم ويثبت إيمانهم أما الجند فقد ذهبوا إلى الوالي وكان يدعى مكسيماس.
ولما ذهب الجند ومعهم القديس إلى قصر الوالي كان الوالي في هذا اليوم ذاهبا إلى الحمام واحضروا إليه الكتب (الرسالة) وأعادوا قراءتها عليه وعرضوا عليه القديسين واحداً بعد الآخر فلما قدموا إليه القديس ابسخيرون وفى عنقه الأغلال وهو مكبل بالحديد قال له: "أنت ابسخيرون الذى كنت جنديا بأتريب." أجابه القديس: "نعم أنا هو." فقال له الوالي: "هذه كتب النائب بأتريب وردت إلينا بسببك ويذكر فيها انك قد رفضت جنديتك وأنك في بادئ أمرك بلا ناموس ولما عرضوا عليك السجود لآلهة الملك لم تفعل وجدفت عليهم وشتمت عظمة الملك." فلم يجبه القديس بشيء عن هذا الكلام فقال له الوالي: "لم لا تتكلم أيها البائس الشقى؟" فأجاب القديس: "أنا لا أرفع البخور للأوثان ولو كنت تعبدت لآلهتك لم يحضروني إليك؟ والآن ها أنا أمامك أفعل ما شئت." فأجاب أحد المشيرين للوالي قائلاً: "يا سيدي بلغني أن ابسخيرون هذا ساحر عظيم وهو يعبد رئيسا عظيما للشياطين يسمى يسوع، فقال له القديس: "لأنك جدفت علي يسوع فهو يأمر واحداً من الشياطين أن يدخل فيك." وقبل أن يفرغ القديس من كلامه وثب روح رديء علي الرجل مشير الوالي وأخذ يعذبه وصرعه فجرد سيفه وأراد قتل مكسيماس الوالي فهرب من أمامه وهو يتبعه يريد قتله وكان يزبد ويشتم الملك والوالي والجنود ولما حدث ذلك وقع علي الجميع خوف عظيم ودهشة ففزعوا وهربوا. أما القديس فعندما رأى المشير يتعذب قال له: "إن اعترفت باسم يسوع المسيح فهو يخلصك." وللوقت صرخ بأعلى صوته قائلاً: "أيها القديس أنا أؤمن واعترف باسمه." وللوقت صرخ الشيطان وخرج منه فوثب الوالي علي القديس بحنق عظيم وأمر أن يربطوا القديس ابسخيرون ويضرب بالسياط. فأخذه الجند وجلدوه بالسياط ثم قال له الوالي: "قد تحققنا عظيم سحرك ورأيناه." وأمر أن يعذبوه ويسلخوا أجزاء من جلده. ثم ذهب الوالي إلى القديس ابسخيرون وهو غاضب وقال له: "أرفع البخور للآلهة فإن أعمال السحر لا تخلصك من يدي، لأن قوما كثيرين خالفوني فأحرقت أجسادهم بالنار وضربت رقابهم بالسيف ولم تقدر آلهتهم أن تخلصهم من يدي، فالآن اسمع قولي وأرفع البخور لئلا تهلك مع من خالف أوامر سادتنا الملوك." أما القديس فلم يلتفت إلى تهديدات الوالي ولم يرفع البخور للأوثان فأمر الوالي أن يضاعفوا عذابه بأن يكشط جلد رأسه إلى أسفه ورقبته وأن يثقب جنباه واكتافه ويعملوا فيها سلاسل ويربطوه في فرس ويطوفوا به في شوارع المدينة، ونفذت الأوامر وانطلق الفرس والقديس مربوط به وطافوا به في شوارع المدينة سبع دفعات وهم يصيحون أمامه وخلفه ويصرخون: "هذا جزاء من لا يخضع لأوامر الملوك ويرفع البخور للآلهة." وخرجت المدينة كلها لتشاهد هذا المشهد الحزين، أما القديس فكان يحتمل الآلام ودمه يسكب على الأرض في صمت وهدوء عظيمين.
جلس الوالي وقدموا إليه بقية المسيحيين، فقدموا أولا القديس ارسيفيوس وابتدره الوالي قائلا: "ياارسيفيوس ارفع البخور فقد رأيت العقاب الذى عاقبت به ابسخيرون واسجد للآلهة." فأجاب قائلاً: "إنني لا أرفع بخورا للأصنام ولن اترك إلهي الذي روحي بيده. وإني يا سيدي لن اطيعك في ذلك." فغضب الوالي وأمر أن يضرب بسياط من جلد الثيران، أما القديس ارسيفيوس فكان قوى القلب شديد العزم، فأمر الوالي أن يصلب منكسا علي عمود حتى يهرق دمه علي الأرض ووسط هذه الآلام اقترب منه الوالي محدثا أياه أن يرحم نفسه ويستريح من هذا العذاب بأن يطيع أوامره فيعفوا عنه وإلا سوف يتركه هكذا حتى يموت، فالتفت إليه القديس ارسيفيوس وأجابه في هدوء: "إننا لم نأت إلى هذا الموضع ونحن ذوو قلبين، بل متفقين بقلب واحد ونية مستقيمة ولا نهاب عذابك."
فامتلأ الوالي حقدا وأمر أن يخرج ارسيفيوس واركياس أخوه وأن تربط أيديهما إلى خلف ويجلدا بالسياط ثم يمضوا بهما إلى الجهة البحرية من المدينة ويدقوا لهما أوتادا في الأرض ويربطوهما فيها بقوة ويظلا على هذا العذاب حتى يطيعا ويرفعا البخور للآلهة، وذهب الجنود بأمر من الوالي وأخذوا أولا يلاطفون قلوبهما قائلين لهما: "اسمعا منا أيها الأخوة وارفعا البخور لئلا تفنى حياتكما بيد هذا الوالي الجبار." أما القديسان فصرخا بصوت واحد انهما لن يرفعا للشياطين بخورا. فمضى الجنود بالقديسين وهم يعذبوهما عذابا شديدا في قسوة وعنف أما هما فكانا يصليان فرحين متهللين، وأرسل الوالي إلى مكانهما رسلا، ولكنهم عادوا إليه واخبروه برفض القديسين السجود للأوثان فأمر أن يحملا في مستوقد حمام، وقام الجنود لإحضار القديسين وعندما بلغوا مكانهما وجدوهما قد اسلما روحيهما وفارقا الحياة فنالا إكليل الشهادة.
وقام الجنود واحضروا شهيدين آخرين أمام الوالي فأمر أن يسمرا علي خشبه وأيديهما مربوطة إلى خلف ولا يعطوهما خبزا أو ماء ونفذت أوامر الوالي فيهما وظل الشهيدان علي هذه الحالة حتى أكملا سعيهما بشجاعة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمر الوالي أن يأتوا بالقديس ابسخيرون، وعندما أحضروه قال له الوالي: "أيها البائس هل نظرت إلى بدء العذاب أنه رديء فاشفق الآن علي نفسك وارفع البخور لئلا تموت موتا رديئا، انظر أن العالم بأسره قد رفع البخور للآلهة وتركوا عنهم عبادة المسيحيين الذين اظلمهم الشيطان حتى عبدوا واحداً اسمه يسوع المسيح." فصرخ القديس في وجهه مقاطعا كلامة: "أيها المنافق أنت تملأ فمك بالتجديف علي إلهي." فحنق الوالي عليه وقام غاضبا، وأمر أن ينزلوه في خابية رصاص ويغلق عليه، ورفع القديس قلبه بالصلاة قائلا: "يا سيدي يسوع المسيح أعني في هذه الساعة التي يتمجد فيها اسمك القدوس، أنا أسألك يا ابن الله الوحيد أن تعضدني وتقويني ليعرف هؤلاء انك لا تتخلي عن محبي اسمك القدوس." أما الجند فإنهم اخذوا القديس وألقوه في الخابية الرصاص حسب أمر الوالي، ولكن حدث عندما ألقوا القديس فيها أنها سقطت للوقت من قاعها ولم يلمس جسد القديس منها شئ. ولما رأي الوالي هذا المنظر وأنه لم يقو علي القديس غضب جدا وأمر أن يحملوه على المعصار، ويجر عموده ستة من الجنود الأقوياء، فحملوا القديس ابسخيرون وشدوه علي المعصار، أما القديس فرشم علي المعصار علامة الصليب باسم الآب والابن والروح القدس، وعند ذلك انكسر المعصار جزئين، وكان الوالي جالسا ينظر، فانقلب كرسي الوالي ووقع إلى الأمام وحدثت زلزلة عظيمة في المكان، فتملك خوف عظيم على الوالي والجنود فوقفوا في دهشة وهم مبهوتون وقتا طويلا. وغضب الوالي وتملكه الفزع، وأمر أن يشدوا القديس في معصار آخر ويلفوا على جوانبه ناراً في سفافيد من حديد وكان منظرها مرعبا، وتقدم القديس في هدوء وإيمان ورشم عليها علامة الصليب، فرجع ساعد المعصار إلى الخلف من أيدي الجنود وخرجت منه نار وأحرقتهم، فثار الوالي صارخا في وجه القديس: "أيها المرذول القوى في السحر لابد أن أقتلك الآن." وأمر الجنود أن ينزلوا القديس من فوق المعاصر ويصعدوا به على سرير حديد ويوقدوا تحته ناراً، أما القديس فصلي قائلاً: "يا سيدي يسوع المسيح أعني وخلصني." وقام الجنود وقيدوه ووضعوه فوق السرير وأشعلوا النار تحته، أما القديس فلم يشعر بألم فقد كانت قوة الله تحرسه، فهب الوالي عند رؤية ذلك المنظر وصرخ مجدفا علي اسم المسيح، فقال له القديس: "من أجل أنك تجرأت وجدفت على اسم المسيح الذى لم تعرفه ولم تؤمن بقوته، فسوف تلهب النار أحشاءك حتى تعلم أنه الإله." وفى تلك اللحظة إذا غلام قد أتي وهو يلهث وكان قلقا ويصرخ يا سيدي الوالي إن ابنك كان في هذه الساعة في الحمام وعندما سكبوا عليه قليلا من الماء وقع ميتا." فاضطرب الوالي ونهض مسرعا وأمر أن يطرحوا القديس انتقاما منه في مستوقد النار الذي بالحمام ويغلقوا عليه الباب محروساً بستة جنود. أما الوالي فذهب إلى بيته وصنع مناحة عظيمة على ابنه الذى مات.
بعد ستة أيام كان الوالي جالسا مع مرافقيه، أثناء الليل وهم يتنفسون الصعداء ظانين انهم تخلصوا من القديس الذى أزعجهم، بوضعه في الآتون المتقد بالنار، وتشاوروا أن يذهبوا إلى مكان عذاب القديس ولكنهم عندما اقتربوا ناحية الآتون، سمعوا صوتا خارجا من مستوقد الحمام ورأوا أعجوبة عظيمة فقد كان القديس واقفا وسط الآتون يسبح ويمجد الله وكان يصلي قائلا: "أسبحك أيها الآب والابن والروح القدس، أسبحك يا فخر جميع الشهداء وإكليل كافة الرسل الأنبياء، وجهاد القديسين، تاج النساك وحلة الصديقين والقديسين وواضع الأكاليل علي المجاهدين، يسوع المسيح الاسم الحلو، يا قدوس يا من أرسلت ملاكك ليخلصني وينقذني كما أنقذ الثلاثة فتية من اللهيب." وإذ بميخائيل رئيس الملائكة قد نزل من السماء وجعل الأتون مملوء بريح ونسيم بارد وجعل جناحيه علي القديس وقال له: "ياابسخيرون تقو ولا تخف فانك تنال الإكليل والغلبة مع القديسين والشهداء وبعد أربعة أيام تنال شهادتك، وأنا ئيس الملائكة ميخائيل أرسلت إليك لكي احفظ جسدك المقدس." ولما فرغ من كلامه صعد الملاك إلى السماء، وكان الجنود الموكلون بالآتون يشاهدون هذا المنظر ويسمعوا هذا الكلام وعند ذلك ذهبوا مندهشين يحدثون أريانوس الوالي بما شاهدوه وسمعوه، أما أريانوس فلما سمع حديثهم ازداد قسوة وأظلم قلبه وابتدأ يفكر وهو متحير وفي دهشة عظيمة وهو يحدثهم قائلا: "إنني قطعت رؤوس ستة عشر ألفا من المسيحيين وأحرقت بالنار ونفيت كثيرين ولم انظر فيهم أقوى من سحر ابسخيرون هذا!! وبعد تفكير كثير استدعى الوالي أريانوس رجلا ساحرا اسمه الكسندروس، وهذا الساحر كان يدعي أن له تعاويذ عن الشمس والقمر والفلك وأنه يتحدث معها والشياطين تسمع له. فلما أتي أمام الوالي قال له: "أيها الساحر العظيم أنك تعرف إنني قد غلبت هذا الجنس الرديء الذي هو جنس النصارى، وقد قتلت كثيرين منهم ولم يغلبني سوى هذا الساحر ابسخيرون ولم أقدر عليه بأى نوع من أنواع العذاب أو العقاب وقد مات ولدى الحبيب بسحره ولا أعلم ماذا أفعل به." فقال له الساحر: "يا سيدي إن أطعتني فيما اعمله وسمعت مني فنحن نغلبه." فأمر الوالي أن كل ما يطلبه الكسندروس ينفذ فورا. فطلب الساحر أن يحضروا القديس ابسخيرون أمامه فجاءوا به وهو مكبل بالأغلال ، حينئذ أحضر الساحر تنينا عظيما وشقة اثنين وأخذ منه السم ووضعه في كأس، والتفت إلى القديس وقال له: "قد سمعت أنك ساحر عظيم ولا بأس في أن نجرب بعضنا بعضا." فأجاب القديس: "أنا لست ساحرا ولا خادما للشياطين بل أنا أعبد سيدي يسوع المسيح ملك الملوك ورب الأرباب." فقال له الساحر ساخرا: "خذ هذه الكأس وتناول ما فيه حتى أعلم إن كان لإلهك استطاعة أكثر من إلهي." فأجاب القديس: "أيها البائس هل تتجرأ أن تذكر اسم إلهي بفمك المملوء أثما وتجدف عليه بأعمالك الباطلة، ولكن إن كانت هذه أرادتك فتممها فسوف تعلم أنه ليس إلها إلا يسوع المسيح." وتناول القديس ابسخيرون من يده الكأس ورشم عليها علامة الصليب المقدس وشرب منها باسم الرب يسوع. فصرخ الساحر قائلاً: "يا عظيم الرؤساء الذي للجن أرني اليوم قوتك." ولم يتأثر القديس بالسم.
أما الوالي أريانوس فازداد غضبه وكثر حنقه علي القديس ابسخيرون وأمر أن يسلخوا جلده وأن يطرحوه فوق المعصرة، ورفع القديس يده ورشم علامة الصليب عليها فلم يستطع الجنود أن يديروا اللولب. وقام الوالي بأكثر حقد علي القديس ابسخيرون وأعاد محاولة إلقائه في أتون النار بعد أن ملئوه بالزفت، ولكن الله الذي أنقذه في المرة الأولي جعل النار لا تمس جسده، وخرج منها معافى ولم تصبه بأذي، فثار الوالي وأمر أن يؤتي إليه بقضبان حديد محماة بالنار ويضعوها في عينيه وأذنيه ووسط هذه الآلام صاح القديس: "أيها الوالي إن كنت أعميت عيني الظاهرتين فإن لي عينين روحيتين أبصر بهما ولا تصل أنت إليهما، وليس مجد هذا العالم عندي بشئ." وفي تلك الساعة نزل رئيس الملائكة ميخائيل وبسط أجنحته علي عيني القديس، فابصر للوقت وانكشف وجهه وازداد الوالي حقدا ظانا أن هذا كله بقوة السحر. فقام أريانوس بعد فشل محاولاته فعاد إلى ملاطفة القديس أن يسجد لآلهة الملك وقدم له الصنم أبولون، أما القديس ابسخيرون فركل الصنم برجله فوقع وتحطم علي الأرض فاغتاظ الوالي وصرخ في وجه القديس قائلا: "ملعونة الساعة التى أتيت فيها." وازداد أسفه علي أبولون عظيم الآلهة واشتد غضبه وقال :"من الآن لا أعود أشفق عليك." فقام الوالي في غضب وأمر أن يقطع يد القديس ورجلاه لأنه ركل الصنم أبولون أما القديس ابسخيرون فتباعد عنه قليلا ووجهه نحو الشرق وسجد الرب ورفع صوته بالصلاة والجميع ينظرون إليه.
صلي القديس ابسخيرون قائلا: "أنا أسبحك وأشكرك يا سيدي يسوع المسيح يامن ادركتني نعمتك وأمجدك لأنك حسبتني مع عبيدك. يا من وهبت لي الإكليل غير المضمحل. يا سيدي أنا اتبعك بكل قلبي وأنت لا تنساني من رحمتك. لقد حملت صليبك وتبعتك فأسألك يا سيدي أن لا تحسبني غريبا عن مدينتك المقدسة. احفظني وأعني ولا تتركني."
وأثناء صلاة القديس ابسخيرون نزل رئيس الملائكة من السماء فحدثت زلزلة وسقط الجميع علي وجوههم، وخاطب الملاك القديس قائلا: "طوباك يا ابسخيرون يا شهيد الرب يسوع المسيح. لأنك صبرت علي اسمه إلى حد الموت، واليوم أرسلت إليك لأحفظ جسدك وأمضي به إلى البيعة التى أمرني الرب أن أمضي به إليها واحفظه إلى يوم يشاء الرب بقيامته، وسوف تظهر من جسدك آيات وعجائب كثيرة، والموضع الذي تقف فيه الآن سوف تبني فيه بيعة، والآن أيها المجاهد، التفت لتكمل جهادك وتصل إلى السماء، لأن جمعا كثيرا من الشهداء والقديسين وصفوف الملائكة ينتظرونك ويفرحون بلقائك."
ولما فرغ الملاك من مخاطبته إذ بوجه القديس صار يلمع بضياء كثير. فقام القديس والتفت إلى الجنود الذين صاروا مسيحيين ورفضوا عبادة الأصنام وقال لهم: "يا أخوة لا تتوانوا عن خلاص نفوسكم مادام الجهاد ميسورا." أما الوالي أريانوس فبعد أن فشل في كل وسيلة لكي يخضع القديس ابسخيرون لأرادته أمر أن يقتل بالسيف. حينئذ وضعوا اللجام في فمه والعصابة علي عينية، وضربه السياف ضربة واحدة فقطعت رأسه المقدسة. وهكذا اكمل القديس ابسخيرون جهاده وشهادته في اليوم السابع من شهر بؤونه مع الأخوة الخمسة الجنود الذين نالوا الشهادة ونالوا الإكليل الغير المضمحلة.
صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.


ابسخيرون أو أبا سخيرون كلمة مكونة من مقطعين (أبا) ومعناها أب، (سخيرون) وتقال أسشيروس أو أسكاروس ومعناها القوى. وتعيد الكنيسة باستشهاده في اليوم السابع من شهر بؤونه، ويذكر اسم القديس في مجمع التسبحة. والقديس من بلدة (قلين) محافظة كفر الشيخ، وكان جنديا شجاعا محبوبا وله شهرة واسعة ومكانة كبيرة بين رفقائه ورؤسائه،وكان من جنود الفرقة الموجودة بأتريب ( بنها حاليا)، وذلك في زمان حكم الملك دقلديانوس.

يبدو أنه نائب الوالى ولعدم وجود الوالى يأخذ لقبه.
انصنا وتسمى أيضاً انتينوى كانت مدينة كبيرة وقد اندثرت الآن ومكانها قرية الشيخ عبادة تجاه ملوى شرق النيل.
معروف أن هذا الوالي هو أريانوس وأنه آمن بالمسيح ونال إكليل الشهادة.
مكان ضيق ومظلم
يذكر السنكسار أن القديس ابسخيرون حوكم أمام الوالي المدعو أريانوس والي انصنا وقد سبق الذكر أن أريانوس كان يذهب فى جولات بالصعيد ليشرف بنفسه على تنفيذ الأوامر علي المسيحيين بالسجود للآلهة وحيث أنه كان موجودا في هذا الوقت بأسيوط فيكون القديس حوكم أمام مكسيماس وأريانوس بأسيوط
كيس
آلة تعذيب كان يعصر فيها القديسون
يذكر سنكسار 7 بؤونه أن الساحر عندما رأي أن القديس لم ينله أي أذى من السم آمن بإله القديس ابسخيرون فقطع الوالي أريانوس رأسه ونال إكليل الشهادة.
ويذكر سنكسار 7 بؤونة أن هؤلاء الجنود الخمسة هم ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون


كلمات تمجيد الشهيد أبا سخيرون القليني *


فى كنيسة الغالبين مع الرائى الامين
فى وسط القديسين بى اسؤواب اباسخيرون
فى موضع السلام بمنتهى الاكرام
بعد اشد الالام بى اسؤواب اباسخيرون
فى مسكن التهليل اعطاك الله اكليل
ليس له مثيل بى اسؤواب اباسخيرون
ولدت فى قلين تذكار اسمك ثمين
فى قلوبنا فى كل حين بى اسؤواب اباسخيرون
فى زمان دقلديانوس اعترفت بالقدوس
مؤمن بالرب ايسوس بى اسؤواب اباسخيرون
لم تسجد للاوثان وهى وكر الشيطان
لم تنكر الايمان بى اسؤواب اباسخيرون
بكلامك النفيس انتصرت على ابليس
طوباك يا قديس بى اسؤواب اباسخيرون
قوى فى ثباتك غظيم فى شجاعتك
اذكرنا فى طلباتك بى اسؤواب اباسخيرون
صليت لالههك فاؤسل لك ملاك
شجعك وقواك بى اسؤواب اباسخيرون
فى محاكمتك و عدوك بمباهج الملوك
لانصنا ارسلوك بى اسؤواب اباسخيرون
انحلت القيود فى السفينة امام الجنود
فكانوا هم شهود بى اسؤواب اباسخيرون
عذبك الوالى باضطهاد خيالى
سال دمك الغالى بى اسؤواب اباسخيرون
احتملت اشد الالام طرحوك فى نار الحمام
امضيت سته ايام بى اسؤواب اباسخيرون
كنت تسبح الله الممجد فى علاه
خلصت من الولاة بى اسؤواب اباسخيرون
عظيم فى اعمالك حتى فى اهوالك
الله قد شهد لك بى اسؤواب اباسخيرون
احضروا لك ساحر فى دهائه ماهر
اعطاك سما نادر بى اسؤواب اباسخيرون
صليت و رشمت الصليب واتكلت على الحبيب
وشربت بثبات عجيب بى اسؤواب اباسخيرون
اعترف الساحر امام الملك الكافر
و اخذ اكليل باهر بى اسؤواب اباسخيرون
فى بؤونة يوم سبعة شهادتك لها شمعة
والكنيسة مجتمعة بى اسؤواب اباسخيرون
فى كنيستك بقلين كان الناس مجتمعين
بسر الزيجة فرحين بى اسؤواب اباسخيرون
طلبوك باصرار وقت هجوم الاشرار
نجيتهم من الاخطار بى اسؤواب اباسخيرون
بنقلك البيعة الى البلدة البيهو
فهللوا و فرحوا بى اسؤواب اباسخيرون
هذه احدى الايات تشهد بعظم القوات
اذكرنا فى الصلوات بى اسؤواب اباسخيرون
اطلب من اجلنا يا شفيعنا كلنا
من الشر نجنا بى اسؤواب اباسخيرون
تفسير اسمك فى افواة كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله اباسخيرون اعنا اجمعين

كلمات الترنيمة

فى كنيسة الغالبين مع الرائى الامين
فى وسط القديسين بى اسؤواب اباسخيرون
فى موضع السلام بمنتهى الاكرام
بعد اشد الالام بى اسؤواب اباسخيرون
فى مسكن التهليل اعطاك الله اكليل
ليس له مثيل بى اسؤواب اباسخيرون
ولدت فى قلين تذكار اسمك ثمين
فى قلوبنا فى كل حين بى اسؤواب اباسخيرون
فى زمان دقلديانوس اعترفت بالقدوس
مؤمن بالرب ايسوس بى اسؤواب اباسخيرون
لم تسجد للاوثان وهى وكر الشيطان
لم تنكر الايمان بى اسؤواب اباسخيرون
بكلامك النفيس انتصرت على ابليس
طوباك يا قديس بى اسؤواب اباسخيرون
قوى فى ثباتك غظيم فى شجاعتك
اذكرنا فى طلباتك بى اسؤواب اباسخيرون
صليت لالههك فاؤسل لك ملاك
شجعك وقواك بى اسؤواب اباسخيرون
فى محاكمتك و عدوك بمباهج الملوك
لانصنا ارسلوك بى اسؤواب اباسخيرون
انحلت القيود فى السفينة امام الجنود
فكانوا هم شهود بى اسؤواب اباسخيرون
عذبك الوالى باضطهاد خيالى
سال دمك الغالى بى اسؤواب اباسخيرون
احتملت اشد الالام طرحوك فى نار الحمام
امضيت سته ايام بى اسؤواب اباسخيرون
كنت تسبح الله الممجد فى علاه
خلصت من الولاة بى اسؤواب اباسخيرون
عظيم فى اعمالك حتى فى اهوالك
الله قد شهد لك بى اسؤواب اباسخيرون
احضروا لك ساحر فى دهائه ماهر
اعطاك سما نادر بى اسؤواب اباسخيرون
صليت و رشمت الصليب واتكلت على الحبيب
وشربت بثبات عجيب بى اسؤواب اباسخيرون
اعترف الساحر امام الملك الكافر
و اخذ اكليل باهر بى اسؤواب اباسخيرون
فى بؤونة يوم سبعة شهادتك لها شمعة
والكنيسة مجتمعة بى اسؤواب اباسخيرون
فى كنيستك بقلين كان الناس مجتمعين
بسر الزيجة فرحين بى اسؤواب اباسخيرون
طلبوك باصرار وقت هجوم الاشرار
نجيتهم من الاخطار بى اسؤواب اباسخيرون
بنقلك البيعة الى البلدة البيهو
فهللوا و فرحوا بى اسؤواب اباسخيرون
هذه احدى الايات تشهد بعظم القوات
اذكرنا فى الصلوات بى اسؤواب اباسخيرون
اطلب من اجلنا يا شفيعنا كلنا
من الشر نجنا بى اسؤواب اباسخيرون
تفسير اسمك فى افواة كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله اباسخيرون اعنا اجمعين

 
قديم 01 - 03 - 2019, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 22635 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبا شورة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه
اعلموا يا أخوة أنه كان فى هذا اليوم استشهاد القديس أبا شورة. وهذا كان من أهل شنشيف من أعمال مدينة أخميم، وهذا كان راعى غنم، وكان لما نزل أريانوس الوالى إلى مدينة أخميم أمر أن يحضروا إليه جميع المسيحيين. وكان خمسة من الأجناد خرجوا فوجدوا هذا الفتى يرعى غنمه. فسألوه أيش أنت؟
فقال لهم أنا نصرانى. وأنهم ركضوا خلفه ليقبضوا عليه فلم يلحقوه، فأخذوا خروفين وحملوهم على خيولهم أما هو فرجع إليهم بعصاته، وضربهم، وأخذ غنمه منهم، فرجعوا إلى المدينة وعرفوا الوالى بما كان. وان الوالى أرسل وأحضر والى شنشيف وقال له أنا أقسم بحياة سيدى الملك إذا لم تحضر لى هذا الفتى الراعى فأنا أأخذ رأسك بحد السيف، وللوقت خرج الوالى وجمع مشايخ البلد وعرفهم بالذى جرى له أمامهم، فخافوا لئلا يخرب الوالى بلدهم. ثم أنهم قبضوا على القديس أبا شورة وودوه إلى مدينة أخميم. فأمر الوالى باعتقاله فى السجن إلى باكر.
ولما دخل إلى السجن وجد جماعة من المسيحيين فى السجن فقووا قلبه على الشهادة، أما الصبى فثبت بإيمان الرب. ولما كان الغد جلس الوالى، فقدموا له الصبى. فقال له من أين أنت؟ وما هو اسمك؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقال إنى راعى مسيحى من أهل طناى، ساكن بشنشيف واسمى شورة. فقال الوالى لأى سبب أحضروك إلى دهق العذاب؟ فقال .. لا أعلم بل أنا مستعد أن أعلم. وإن الوالى تعجب من حسن شبابه وأن عمره ثمانية وعشرين سنة.
فقال له الوالى يا شورة هوذا قد بلغنى عنك أمور كثيرة والآن ضحى للآلهة وأنا أصفح لك بجميع ما صنعت، وإن خالفتنى فأنا أعذبك عذاب عظيم لأجل جسارتك على غلمانى، ولكونك لم تسجد لآلهة الملك. فقال له البار إنى لم أسمع منك والذى تريد فاصنعه بى عاجلاً. ولما أبصر الوالى جسارته، أمر أن يركبوه الهنبازين ويعصروه حتى اقتربوا أجنابه أن ينثقبوا، ثم أمر أن يوقدوا النار تحت قدميه ومشاعل فى أجنابه، وصبوا النار على رأسه واحتمل هذه الأتعاب جميعها وهو شاكر للرب.
وكان الوالى يظن أنه قد مات، ولما وجدوه حياً أمر أن يحضروا خل ويذيبوا فيه الملح ويحموه، أما هو فكان يحتمل هذه الأتعاب. ولما طرحوه فى السجن وقف وبسط يديه وطلب من الرب، وإذا ملاك الرب قد وقف به، وقال له تقوى يا صفيي الرب شورة. قوي قلبك وتشجع، وهوذا أنا أتوجك بالغداة بإكليل المجد.
فلما سمع أبا شورة هذا الكلام قوى قلبه وبدأ يرتل، حتى تعجب المعتقلين. ولما كان الغد جلس الوالى وأمر أن يقدموا له القديس أبا شورة فكان فرحاً وكأنه لم يعذب. وأرسل وأحضر ساحر حاوى عزائم وقال له حل لى سحر هذا المسيحى.
فقال الساحر أنا أحل سحره وأفضحه. وللوقت عمل له كأس سم وناوله للقديس ليشرب، وللوقت انفلت من يده واتقلب، فخرجت أفاعي من ذلك الكأس وسعت نحو شورة. فحمل رجليه عليهم وداسهم. فتعجب الساحر، وقال للوالى ما لى فى هذا الرجل تدبير هذا قوى بإلهه. وللوقت كلمه الوالى باللين والخداع ولم يقدر أن يغير عقله.
وكان القديس قد لطم واحد من الأجناد فراحت عينيه، وأنه غمس أصبعه من دمه الذى يجرى منه ورشم الجندى على عينيه المخسوفة وللوقت برئت عينيه، وللوقت قضى الوالى عليه قائلاً إن شورة هوذا أنا آمر أن يذبحوه كخروف ويعلقوه على سور قريته ليأكل لحمه الطيور فأخذوه الأجناد وصنعوا كما رسم الوالى، وأكمل جهاده وشهادته وظهر من جسده آيات وعجائب.


الرب يرحمنا بصلاته أمين.
 
قديم 01 - 03 - 2019, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 22636 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بينوكيو يعطينا درساً في الصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وما هو هذا الصوم الكبير الذي يبدأ يوم اثنين الرماد؟ فلنحاول أن نفسره مع بينوكيو، الذي يعرف الكثير الكثير عن هذا الموضوع.
يعرف الجميع أن الدمية وجدت نفسها في بطن كلب البحر (لا الحوت في بطن سمكة كلب البحر). وفي داخله ظلام دامس. فبدأ بينوكيو بالصراخ:

– النجدة! النجدة! كم أنا مسكين! ما من أحد يأتي لإنقاذي؟
ويستجيب أحدهم لهذه الصرخة بالقول:

– “من تريد أن ينقذك، أيها البائس …؟” فكان صوت خشن، مثل الغيتار خارج السرب.
صاحب الصوت هو سمكة التُنَّة، التي تطلب من القادم الجديد التعريف عن نفسه على انه سمكة. وعندما أجاب بينوكيو أنه ليس بسمكة، سألته سمكة التُنَّة لماذا سمح لكلب البحر بابتلاعه. فالجواب كان على طريقة بينوكيو:
– لم أسمح له بابتلاعي: إنه ابتلعت نفسي بنفسي! والآن ما العمل هنا في الظلام؟ …
بينوكيو على صواب: لا أهمة للماضي: فالحاضر يحتاج منا الى حل. ويتردد صدى سؤاله مع عنوان كتاب شهير للينين في بداية الثورة بعنوان: “ما العمل؟: مشاكل حركتنا الساخنة”. والظلام داخل كلب البحر هو أيضا قضية ساخنة: “فما العمل؟” ما العمل الآن؟ والجواب جوابٌ يُغضب:

– الاستسلام والانتظار لكي يهضمنا كلب البحر.
يمثل الحوار التالي المسافة الأيديولوجية بين الشخصيتين اللتين ابتلعهما كلب البحر. الأول، بطل الكتاب، لا يمكنه أن يتقبل فكرة نهاية أيامه بهذه الطريقة المعيبة. لا يستطيع العيش في الظلام. أما الثاني، فهو شخصية ترمز الى السخرية والاستسلام لليأس الذي تمت معالجته بطريقة مؤقتة، وهي شخصية كان قد وصفاه أحدهم -كنموذج للمجتمع البرجوازي في أواخر القرن التاسع عشر.
– ولكنني لا أريده أن يهضمني! – صاح بينوكيو، وبدأ يبكي من جديد.
– لا أريد أن يتم هضمي أنا أيضا، -قالت سمكة التُنَّة -ولكنني فيلسوفة بما فيه الكفاية لتعزية نفسي بالقول إنه عندما تولد كسمكة تُنَّة، فالموت تحت الماء أكثر كرامة من الموت بالزيت … !!

-حماقة! صرخ بينوكيو.
– انا أعبر عن رأي –أجابت سمكة التُنَّة -والآراء، كما يقول أسماك التُنَّة السياسيين، ينبغي احترامها.
– حسنا … أريد أن أخرج من هنا … أريد الهروب “.
– اهرب إذا كنت تستطيع.
وهنا تكمن المعضلة: أيوجد أو لا يوجد أي بديل عن ظلام الوجود، عن إرادة المصير العمياء التي تلتهم كل شيء؟ ويأتي الصوم الكبير في صلب هذه المعضلة: من ناحية الرغبة والأمل في العثور من جديد على النور، ومن ناحية القناعة “الفلسفية” بأن لا بديل عن الموت سوى الوهم.

وفي هذه المرحلة من القصة، يفسر لنا كولودي ما الذي ينتظرنا في الأيام التي تلي الرماد. في الواقع، قرر بينوكيو ترك سمكة التُنَّة في تشاؤمها وتحرك، وهو يتلمس طريقه داخل جسم كلب البحر ، ماشيا ومتجها خطوة بعد الأخرى نحو الضوء الخافت الذي رأى بريقه في البعيد البعيد. شعر وهو يمشي بأن قدميه تتمرغ في بركة من المياه الدهنية والزلقة، ورائحتها القوية كرائحة السمك المقلي، وكأنه في منتصف الصوم الكبير.
رائحة منتصف الصوم الكبير! رائحة السمك المقلي، لم تعد تعنينا. لقد ذهبت مع رائحة الخبز الطازج في البلدات، والتي كانت تشير الى ليلة السبت. قبل اختفائها، كان الصوم فترة ينقطع فيها المرء عن تناول الأسماك لا اللحوم، ويصوم يوم الجمعة. ان قول “منتصف الصوم الكبير” واقعي جدا اذ أن الرائحة لم تكن تنتشر بسرعة في الشوارع:
كان يستغرق الأمر أسبوعين تقريبا لكي يعبق الهواء بذاك الرائحة. وعندما يبلغ المرء هذه النقطة، يبدأ بالشعور باقتراب عيد الفصح،فتتضح أمامه الصورة: نور خافت في أعماق الظلام. انتصار النور النهائي. وتابع بالفعل المشي نحو الضوء الذي أصبح أكثر فأكثر وضوحا، فوجد الدمية!

طاولة صغيرة، وعليها شمعة مضاءة موضوعة في زجاجة من الكريستال الأخضر! يجلس على الطاولة رجل صغير القامة كبير السن كله أبيض كما لو كان من الثلج أو من القشطة. وكان يبلع بعض السمك الصغير الحي، حي لدرجة، أنه في بعض الأحيان كانوا يهربون من فمه وهو يهم بتناولهم.


وجد بينوكيو، في نهاية الظلام، والده. تشبه تلك المائدة المذبح لدرجة أنه لا يمكن للناظر اليها سوى التفكير بعيد الفصح، والإعلان عن قيامة ممكنة -وربما أكيدة. أثار هذا المشهد في الواقع في البائس بينوكيو سعادة كبيرة جدا وغير متوقعة، لدرجة أنه كاد يقع أرضاً من شدة الهذيان. أراد أن يضحك، أراد أن يبكي، أراد أن يقول ألف شيء. إلا انه اشتكى وبرر يشتكي بارتباك من خلال كلمات مبتورة ومن دون معنى. وأخيراً، نجح في الصراخ فرحاً، وفتح ذراعيه ورمى بنفسه على عنق الرجل العجوز وراح يصيح:


ان الصوم الكبير هو الوقت الذي يعطى لكل واحد منا لإعداد جسده -بما في ذلك قلبه وعقله-للاستمتاع بفرح لا يمكن أن يكون “كبيرا جدا وغير متوقع لهذه الدرجة لو لم نشهد أبدا، في ظلمة الحياة، اقتراب الموت الرهيب. فحال بينوكيو شبيه بحال الإبن الذي طلب حصته من الميراث وترك منزل والده، وقرر العودة فقط بعد أن عاش مأساة الوحدة وغياب الأب! وهكذا بالنسبة لبينوكيو، فقد هرب من المنزل بحثا عن الحرية!
يتحول بطن الحياة الأسود الذي يبتلعنا المكان من حيث يأتينا الخلاص الأكبر والغير متوقع:
– أوه، يا أبي العزيز! لقد وجدتك أخيرا! لن أتركك بعد الآن، أبدا، أبدا!
أجاب الرجل العجوز، وهو يفرك عينيه – هل أصدق ما أرى؟ هل تقول لي عيناي الحقيقة؟ هل أنت فعلا عزيزي بينوكيو؟
– نعم، نعم، انا هو، فعلا! وأنت غفرت لي، أليس كذلك؟ أوه! والدي العزيز، كم أنت طيب!

أبي، أبي، لقد غفرت، أليس كذلك؟ ان الصوم الكبير هو وقت تجربة الصيام والظلام.
تروي أول قصة من قصص الزن الـ 101 –علماً ان لا صوم كبير في البوذية – عن أستاذ جاء الى راهب بوذي وطلب منه أن يعلمه الزن. قدم له الراهب نان-ان الشاي، واستمر في صبه حتى لاحظ الأستاذ أن السائل تجاوز الكوب، فأومأ إليه بأن يتوقف: “لقد طفح الكوب. ولم يعد يستوعب أكثر! ”
فقال له نان-ان “أنت مثل هذا الكوب تطفح بآرائك وتخميناتك. فكيف لي أن أشرح لك الزن إن لم تفرغ كوبك أولا؟ “.

ان الأستاذ، مع وجهات نظره وتخميناته، هو النسخة البوذية عن سمكة التنة. لطالما ادرك المعلمون الكبار أن امتلاء كوبنا بضماناتنا اليائسة قد يؤدي بنا -في أحسن الأحوال – الى الاعتقاد أن النهاية تحت الماء أفضل من النهاية بالزيت.

يبقى الأجدى بنا تكرار تجربة الفراغ التي من شأنها أن تسمح لنا بالصراخ مرة أخرى، من أعماق الظلام: “النجدة! النجدة! كم أنا مسكين! ما من أحد يأتي لإنقاذي. ”
لهذه الغاية نحن بحاجة الى الصوم الكبير: لكي يحثنا على اتخاذ القرار بالتخلي عن سمكة التنة التي في داخلنا لنجد حلا في الظلام. لكي نتوق الى النور الموجود هناك في الأعماق ونصرخ من كل قلبنا، أكثر من أي وقت مضى، “خلصني يا ربي، تعال بسرعة يا ربي الى معونتي “.
 
قديم 01 - 03 - 2019, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 22637 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل القدّيس لوقا ظ،ظ¢ / ظ£ظ£ – ظ¤ظ*
قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وظ±جْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.
لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وظ±عْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ظ±بْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

التأمل: “حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم…”
ليس المقصود أن يبيع كل مؤمن أملاكه بالمعنى الحرفي، وإلا سنكون أمام كارثة اقتصادية لا مثيل لها، ارتفاع في العرض يقابله انخفاض في الطلب، الامر الذي يؤدي الى تدهور الأسعار حتى تصبح الخيور المادية في مستوى السلع الحرة، كرمل البحر ومياه المحيطات..
المقصود هنا هو تحرير الانسان من التبعية العمياء للمادة، للسلع، للخدمات، للاستهلاك اليومي الذي يشغل بال الانسان تالفاً أعصابه، حارماً إياه طعم الهناء ولذة السعادة البَسيطة المشبعة من القناعة والمغلفة بلحظات تدوم الى الأبد.


رمزية البيع تتوضح في قول يسوع المأثور :”حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم…” إذاً يسوع يتكلم عن شيء آخر، يتكلم عن كيان الانسان وجوهره الذي يتوق الى اللامحدود، الى المطلق، الى اللانهاية، الى ضمانة الحب في الحب والقلب في القلب والكنز في الكنز، دون خطر، دون حدٍ، دون نهاية..

يريد الرب ان تكون خيرات الدنيا في تصرفنا، نصنعها، نشتريها أو نبيعها ساعة نشاء، أما خيرات السماء يريدها ان تكون في قلبنا، هي تملك فينا وعلينا..
ربي، “لك كل ما في السماء والأرض” (ظ،اخبار ظ¢ظ© / ظ،ظ،)، أريد ان اقدم إليك نفسي ” تقدمة طوعية” ( تث ظ،ظ¦ / ظ،ظ*) وان أكون لك على الدوام. ربي اني ” باستقامة قلبي” ( ا اخبار ظ¢ظ© / ظ¢ظ§) أقرب لك ذاتي اليوم لأكون خادمك الى الأبد. (الاقتداء بالمسيح)
 
قديم 02 - 03 - 2019, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 22638 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة الحماية من الشياطين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آمُـركِ أيـّتهـا الأرواح الشـريـرة:
أخـرجـي مـن أيّ شـخص حاضر في هـذا المكان…،
واترك هـذا المكان، باسـم يسـوع المسـيح ودمـه،
هو الذي تجسّـد لأجـلنا، أقيّدكِ أيّتها الأرواح الشـّريرة
وأطردك إلى الأماكن القـفـرة إلى الأبـد.
والآن، هـا نحـن تحـت حـماية دم المسـيح وأمّـه العـذراء مريـم،
هي التي ترتعد منها الأرواح النـّجسـة كما من جيش حُشد للقتال (نشيد 6: 10).
يا سـلطانة السـماء الممجّدة، يا سـلطانة الملائكة المقـتدرة،
أنـت يا مـن أولاك الله مـنـذ الـبـدء رســالـة،
وأعـطاك قـوّة لتسـحـقي رأس التنين الجهـنـّمي، نسـألك بانسـحاق،
أرسـلي لنا قوّاتـك المباركة لكي تلاحـق، بإمرتـك وبواسـطة قوّتـك،
الشـّياطين وتدمّـرهـم مع كل قـوّاتهـم، وتزجّهـم في هـوّة الجحـيم.
أيهـا الملائكة ورؤسـاء الملائكة دافعـوا عـنـّا واحـرسـونـا.
اسـتجـب لنا أيهـا الآب القـدوس القـادر على كل شـيء والأزليّ،
وأرسـل إلينا من سـمائك ملاكك القدّيـس،
وليحرس ويحمي ويذدْ ويدافع عـن الذين يسـكنون هـذا البيـت ويحـلـّون فيـه.
المجـد للآب والابـن والـرّوح القـدس: الله القـدوس، الله القـويّ، الله المنتصر،
من الآن وكل أوان وإلى الأبـد ـ آمـين.
 
قديم 02 - 03 - 2019, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 22639 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيد القديس أباديون أسقف أنصنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى هذا اليوم استشهد القديس أباديون العظيم المكرم، وهذا اختاره الآب لأجل كثرة طهره ونسكه وصلواته التى كان يصنعها بلا ملل وسهره الدائم لأنه تكريز أنبا بطرس خاتم الشهداء.
وهذا لما أتى إلى كرسيه قبلوه بفرح عظيم وكان يعظهم ويعلمهم السنن والشرائع الإنجيلية والقوانين الرسولية. وفى تلك الأيام جاء أريانوس مختفى ونزل عند الأسقف وكان لهذا الأسقف ولد حسن اسمه فيلبس فاجتهد عليه وعلمه الحكمة والفلسفة ومعرفة الطب وكان فى المدينة أمير اسمه هيركلامون ولدوا له ابناً اسماه كلتوس، قد انتشا بالعلم ومخافة الرب وأنه وجد فيلبس ابن الأسقف فتعلم منه صناعة الطب.
وكانوا الاثنين يطوفوا على المرضى ويعالجوهم بغير أجرة وكل مريض يزوره تدركه العافية، ولما نظر أريانوس إلى حسن صورتهم وأنه أحبهم وطلب امرأة من جنسهم وطلب أخت القديس أبو كلتوس والأب الأسقف أنبا أباديون هو الذى كلل عليه ولما أبصر القديس أبو كلتوس كثرة عبادة الأسقف فترك منزله وسكن عنده فى القلاية وأما الأسقف فلما أبصر حسن اجتهاد الصبى أبو كلتوس فكرزه قسيساً وتنبأ عليه قائلاً لـه يا ولدى لابد لك أن تستشهد على يد أريانوس هذا الذى تزوج عندكم، ولما كان بعد زمان كفر ديقلاديانوس وطلب أريانوس ولم يجده فأرسل رسل بالبحث عليه فى كل مكان ويقول من يحضر لى أريانوس أوهبه كرامات متسعة وعشرة أرطال ذهب.
ولما نظر أريانوس أن الملك يطلبه فسافر إلى عنده فوجده يعبد الأوثان فكلفه فسجد هو أيضاً موافقة للملك فأمره وولاه جميع الديار المصرية ودفع لـه الأصنام وكتب له المراسيم أن لا يشفق على شيخ لأجل سنه ولا على شاب لأجل شبابه وكل من لا يسجد لآلهة الملك تؤخذ رأسه بحد السيف ولما وصل إلى أرض مصر ارتجت المدينة وكل أرض مصر من هذا الخبر الشنيع وبدأ يطوف بالأصنام فى كل المدن والقرى إلى أن وصل مدينة أنصنا فخافوا منه كل سكان المدينة ولما سمعت زوجته اختفت عنه فطلبها فلم يجدها ولم يخرج أحداً للقاه وأنه أرسل وأحضر الأسقف أنبا أباديون وقال احضر لى النصارى يسمعوا كتب الملك ويسجدوا لمعبوداته فقال لـه الأسقف عرفنى ما الفائدة التى ربحتها عند الملك مضيت إلى عندنا وأنت صديق فجئت وأنت عدو، مضيت وأنت إنسان فجئت وأنت وحش كاسر.
فقال أريانوس أهل الصعيد قساة القلوب غليظى الرقائب فلأجل هذا قدمونى حتى أأدبهم وأدعهم يسجدون للأوثان فقال له الأسقف احترز على هذه الأوثان لئلا يسرقوهم منك ويبيعوهم. وبعد هذا مضى أنبا أباديون إلى البيعة وجمع الشعب وعرفهم بكل ما جرى ثم أنه وعظهم بمخافة ويقول لهم يا أولادى الأحباء هذا هو آخر اجتماعنا فبكوا قائلين أنت الذى علمتنا وعلمت أولادنا فنطلب من الرب أن لا يفرق بيننا فى ملكوت السموات، والموت الذى تموت به نحن كلنا مستعدين أن نموت به.
ولما أبصر ثبات إيمانهم وفرحهم لسفك دماهم على اسم المسيح فأخذهم وانطلق إلى أريانوس فصرخوا قائلين نحن كلنا معترفين بالسيد المسيح ملك السماء والأرض فغضب عليهم وأمر بأخذ رؤوسهم كلهم حتى بقى الدم يخرج فى شوارع المدينة مثل الماء فاصعدوا الملائكة أرواحهم إلى ملكوت السموات وتوجوهم بالأكاليل بركتهم معنا أمين. وبعد هذه الخطوب تقدم الأسقف وقال للوالى أنت تسمع من اكرابيدا راعى المعزى وتخرب الأرض وتهلك الناس، لأن أخى أنبا بسادة عرفنى أن هذا الإنسان مخبوط مختل من حيث عندما كان يرعى المعزى عندنا.
فقال لـه الوالى أنت صادق فيما تقوله بل تجئ معى إلى أنبا إبسادة ونستخبر عن بسادة الأسقف أن كان الأمر كما قلت وانهم اقلعوا إلى مدينة أسيوط فاعترف كل من فى المدينة باسم المسيح خلائق كثير وأخذت رؤوسهم ونالوا الأكاليل فى ملكوت السموات.
وكان مقلع فى البحر ويزور المدن والقرى ووصلوا إلى أخميم ولما سمعوا أهل المدينة اجتمعوا بالأسقف فعرفهم بما جرى فى البلاد ثم أنه مضى معهم إلى مدينة ابصودار فقربهم اليوم الثامن والعشرين من كيهك غروب الشمس وبدأ يوعظهم ليلة عيد الميلاد إلى حين حضور القربان، فقدس وبدأ يقرب الشعب مجتمعين فى البيعة فأرسل الأجناد وأمرهم بقتل جميع الشعب ولم يزل القتل فيهم إلى أن جرى الدم مثل السيل فى شوارع المدينة وأرسل الوالى خلف الأسقف وقال لـه كأنك تعلم الناس يخالفونى وأرسل وأحضر ابسادة وقال له عن هذا الكلام الذى قاله أبَّا أباديون عن ديقلاديانوس فقال لـه كل ما قاله عنه حق هو لأنه تربى عندنا وأنا أعرفه مختل مجنون، فغضب أريانوس لما سمع. وسير إلى ديقلاديانوس وعرفه بما قاله ابساده الأسقف عنه.
وأن الملك أرسل مشد ومعه أجناد وهو يقول لأريانوس إنى قد أعطيتك السلطان على النصارى الذين لا يرفعون البخور وتؤخذ رؤوسهم وأما ابساده وكلينيكوا وبقية الأساقفة إن رفعوا الضحايا فزيدهم كرامة وإذ لم يفعلوا فتؤخذ رؤوسهم بحد السيف. وأن أريانوس صنع ما أمره الملك وأخذ راس أنبا ابساده وكلينيكوا وأخذ القديس أبَّا أباديون معه ورده إلى أنصنا وأنه عاقبه بعد هذا رماه فى خزانة مظلمة وختم عليه الباب خمسة أيام وأخرجه فوجده كمن خرج من مجلس شراب وأمر أن يعمل لـه صليب ويصلب عليه ويسمروه بخمسة عشر مسمار وكان أريانوس يقول إنى أصنع بك كسيدك وفى تلك الساعة حضروا حمامتين بيض ووقفوا على الصليب وكان القديس على الصليب يسبح الله فظهر المخلص وأما المسامير الحديد الذين كانوا فيه لمّا كلَّمه السيد انحلوا وتساقطوا من جسده كمثل شجرة التين إذا مارمت أوراقها وأوعده بكرامات عظيمة وكل من يكون فى ضيقة ويذكر اسمك أنا أفرج عنه كربته والذى يرفع القربان يوم شهادتك ويصنع صدقة مع المساكين باسمك فأنا أعوضهم فى ملكوتى ولما أكمل الرب مواعيده للقديس أعطاه الرب السلام وصعد إلى السموات بمجد عظيم.
فلما سمع أريانوس بما كان أرسل سياف وأكمل جهاده الحسن فأما أهل المدينة فحملوا جسده الطاهر وكفنوه بكرامة عظيمة كما يليق وأخفوه عندهم إلى أن بطل الاضطهاد وبنوا له بيعة حسنة
الرب يرحمنا بصلاته. أمين.
 
قديم 02 - 03 - 2019, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 22640 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبامون
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو من أهل ترنوط. واتفق أنه ذهب إلى الصعيد ورأى ما يعمله الأشرار بالقديسين، فتقدم إلى أريانوس والي أنصنا، واعترف أمامه بالسيد المسيح.
فعذبه بالضرب وتمشيط لحمه وتسمير جسده بمسامير طويلة. وكان السيد المسيح يقويه ويشفيه.
ثم أرسله إلى الإسكندرية فظهر له ملاك الرب وشجعه وقواه. وهناك عذبوه كثيرا واستشهد كثيرون بسببه.
منهم عذراء اسمها تاؤفيلا أتت إلى الوالي واعترفت بالسيد المسيح ووبخته علي عبادته الأصنام. فطرحها في النار ولكن الرب أنقذها منها. وأخيرا قطعوا رأسها كما قطعوا رأس القديس أبامون.
صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025