01 - 01 - 2013, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 2251 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاص الثمين أول أمر يهبنا السلام هو أن المشكلة الرئيسية التي تتعلق بمصيرنا قد ُحلّت، أي قضية السقوط والعداوة (العداوة القديمة هدمتها – القداس الغريغوري) فإن كل نجاح وكافة الأموال وعظم الوظائف وبلوغ الشهرة، لا نفع لها ما لم يكن المستقبل السمائي قد ُوهب لنا، " فإن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس (1كو 15 : 19) ولكن رجاؤنا ليس هنا.. فنحن نحيا هنا لكن كما في سفينة وسط الماء، ولكن ثقتنا وراحتنا في أن "هلب" السفينة قد ُثبّت في اليابسة.. حيث دخل المسيح إلي الأقداس كسابق لأجلنا (عب 6: 20) وجلس في يمين العظمة وأعد لنا مكاناً وسوف يأتي ليأخذنا إليه.. وحيث يكون هو نكون نحن أيضا... إن هذا يشبه طالباً يعرف أنه نجح بالفعل، والكل حوله قلقون، هو مطمئن.. يعرف أن يستريح وينام ملء جفونه، يري الآخرين قلقين فيرثي لحزنهم.. ويسمع عن أخبار سيئة وانتحار فيتعجب.. ويذكرنا في ذلك بالقديس بولس الذي قال "قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر (2تيمو 4: 7 ،8) هذا يشرح لنا كيف كان القديس بطرس نائماً في السجن، وهو يعرف أنه سيقتل في الغد لدرجة أن الملاك أضطر أن يلكزه لكي يوقظه ليخرجه من السجن... (أعمال 12: 6- 19) فالذي له هذا الايمان لا يقلق ولا يشك ولا يفقد سلامه، يقول القديس بطرس "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم" (ابط 4،3:1) |
||||
01 - 01 - 2013, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 2252 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكال من التدين 1-المتدين السطحي (الشكلي) : هو الشخص الذي له شكل المسيحي أو إطاره، شكل الإيمان ولكن دون ثمار، له شكل الاتضاع ولكن دون روح وديع هادئ ومتضع، شكل المحبة ولكن باللسان فقط "لنحب لا باللسان بل بالعمل"بسطحية ودون وعي، ويصلي كما لقوم عادة ويتناول دون أن يعرف لماذا... الصلاة تلاوات مجردة .. هذا النوع جاهز للتشكيك!!، القشرة الخارجية يمكن أن تسقط مع أي صدام خفيف، جاهز لبيع القضية. ربما كان قد تربي بالفطرة علي بعض العادات دون دراسة أو وعي.. ولكن لماذا يميل البعض إلي الشكلية أو بالأحري يقع فيها؟ هل للتضليل؟ فيستخدم المسبحة، ويحرق البخور ويطلق القداسات والترانيم فيوهم الآخرين بقداسته، أم ليرضي ضميره، بينما يترك عنه اثقل الناموس (الرحمة والعدل) أم مثلما يميل العجائز والذين طعنوا في السن إلي التدين المتأخر. هذا ويقول فرويد أن الإنسان هو الممثل الوحيد (فالحيوان مثلاً لا يعرف التمثيل) هكذا يمكن أن يتخذ صغر النفس وضعف الشخصية شكل الاتضاع، والعصبية الشديدة شكل الغيرة وحب الظهور أشكالاً مثل الشموسية والكورالات، وحب التسلط والزعامة شكل الخدمة في الكنيسة، كما يري البعض مهرباً لفشله في الكنيسة، فتكبر فيها ضعفاته... ولذلك قال فولتير "أن الكنيسة يمكن أن تزيد الناس عزلة... ويقول بعض الآباء "الكنيسة ليست متحفاً للمواهب وليست مؤسسة ولكنها تيار .. حركة ... انها مستشفي للخطاه" ... ولذلك يجب ألا تصبح ظاهرة اجتماعية فقط.. هذا هو السبب في قول الرب "فحين تبسطون ايديكم استر عيني عنكم وأن اكثرتم الصلاة لا أسمع. ايديكم ملآنه دماً" (اش15:1) كما فضح السيد المسيح رياء الفريسيين عندما اهتموا بالمظهر الخارجي للتدين الخارجي مثل التمسك بالأهداب والعصابة، وهكذا الأمر بالنسبة للحجاب والايشارب مقابل الخطايا المستترة. هذا ومن بين علامات التدين السطحي كثرة الكلام والفتاوي الدينية. 2-الأجير: وهو الشخص الذي يتعامل مع الله بطريقة الثواب والعقاب، يطلب الأجرة ويخشي الحجيم، مثل العبيد، مع أن الله قد ارتقي بنا من العبيد إلي الأبناء إلى الأصدقاء إلى الأحباء إلي الأخوة ... يقول السائح الروسي: (الخوف من العقاب طريقة العبيد، والطمع في الثواب طريقة، الأجير ولكن الله يريدنا كأبناء له) ولعل ذلك قد جاء من التربية الخاطئة: مثل "ربنا هيزعل منك" ربنا هينجحك إذا عملت كذا .. ربنا عاقبك علشان كذا وإذا صليت سوف تنجح ... وهكذا. ولذلك تتكدس الكنائس أيام الامتحانات بالشباب، ويزيد الطلب علي الشهداء والقديسين ويظهر الورع علي الوجوه، وتكثر النذور وترتفع ملايين الأدعية من أولياء الأمور!! وفي المقابل يدخل البعض في خصومة مع الله إذا ما حدث ما لم يكن يتوقعونه أو عكس ما طلبوا، ويحاجج الأهل الله: لماذا فعل هكذا رغم انهم صلوا ودفعوا العشور... ومن هنا جاءت فكرة الفريسيون الحسابون الذي يدونون كم احسنوا وكم اساءوا... ولكن المسيحية تقوم علي الحب والشركة مع الله الآب بالمسيح يسوع الابن في الروح القدس (القديس كيرلس). لذلك الذين يقولون يوم الدينونة باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين ... سيقال لهم اذهبوا عني يا فاعلي الاثم إني لا اعرفكم قط .. ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات ...." 3-المتشدد (التعصب): هو ذاك الذي يظن أنه رسول الله لحماية الدين، ويدافع عن الله. ولكن هناك فرق بين الأمانة المتعصبة المهذبة، والتشدد المعثر، التعصب افرز الارهاب والارهابيين والجماعات المتطرفة والذين يظنون انهم هم الفاهمين وحدهم، مشكلة هؤلاء أنهم يغلقون ملكوت السموات أمام الناس فلا هم دخلوا ولا تركو الداخلين يدخلون... "متي 23" بعض أولئك يسببون المشاكل في الكنائس... يعملون ابطالاً علي حساب الآخرين يظنون أنهم حماة العقيدة.. ولا ننسى أن ديفيد كورش اهلك عشرة آلاف في أمريكا معه موهما اياهم انهم سيلتقون بالمسيح، وكذلك فعل جونز الهولندي الذي مات هو واتباعه بالسم بنفس الادعاء. هذا النوع غالباً ليس له مخدع وليست له علاقة شخصية مع المسيح والا لكان لطيفاً وديعا... خطيته أمامه في كل حين، وعندما يدافع عن الإيمان، يميل إلي الاقناع الموضوعي دون تجريح. فالمحبة لا تحقد .. ولا تتفاخر ولا تطلب ما لنفسها. 4-العقلاني: هذا النوع قد يدرس الكتاب المقدس، ينقده. يقارنه. يبحث في خلفياته. يبحث عن حلول لمشاكله. يترجمه. يعلق عليه. ولكن بدون تأمل.. يقرأ لا يسمع صوت الله من خلاله، أو ليشبع بكلمة الله. لذلك فقد يكون استاذا في جامعة الكتاب المقدس، وهو ملحد أو استاذا في اللاهوت وسكيرا. يبدو أنه استاذا للعهد الجديد، وليس تلميذا للعهد الجديد!! نحن لا نلغي العقل، كلا فالقديس بولس يقول اصلي بالروح واصلي بالذهن، والقديس اغسطينوس يقول انه يؤمن حتي يتعقل ويتعقل لكي يؤمن. وبالتالي لا نهمل دراسة اللاهوت والفلسفة المسيحية، لقد كان أكثر الآباء الأوائل دارسين للفلسفة اليونانية ولذلك استطاعوا محاجة الفلاسفة واقناعهم بالمسيحية... ولا مانع من المعاهد اللاهوتية، ولكن من أجل أن تكون القواعد سليمة.. والإيمان نقي. غير أن المسيحية كرزت بالسلوك والفضيلة والاستشهاد والقديسين والرهبنة.. الكنيسة تعرف القديس لا البطل... فهي كنيسة قديسين لا أبطال.. ولعل هذه هي مشكلة الهراطقة.. المسيحية شركة.."اختبار داخلي" .. تصوروا شخصاً خارجاً من امتحان الكلية اللاهوتية أو من التخرج منها، ثم يتشاجر بالخارج مع سائق تاكسي أو زميل .. او استخدم الفاظا غير لائقة!! انه يحطم ايمانه وعقيدته من خلال سلوكه هذا !!. الواجب أن نشهد للمسيح باللطف والبشاشة والتسامح والبذل لأجل الآخرين، اكثر من العبادة الشكلية والتعصب والعقلانية أو الوسوسة، كما أن الناس يمكن أن يعثروا فينا وفي المسيحية إذا قدمنا نماذجاً سيئة. المسيحية إيمان سليم. عبادة مفرحة. قلب محب. ملامح وديعة. كلمات هادئة. |
||||
01 - 01 - 2013, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 2253 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحب الله.. لم يسمع الناس في العهد القديم أن الله أحب أو محب، ولكن عادل ... منتقم ... مفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، وحتي الفكرة الباهته التى كانت عن حب الله، سنجدها مغلفّة بالعظمة والبهاء والخوف، لم يكونوا يقتربون إلي الله ولكن يتقربون إليه (يخشونه ويتوددون إليه) "لان الرب عال ومخوف... هذا متعال جداً" (مز47: 6،2) "حقا انك إله محتجب يا إله اسرائيل المخلص" (اش15:45). واقصي ما تمناه الشعب من الله هو أن يترأف ويطيل أناته" (مز113: 13،8). ولكنه هنا يعلن حبه بالصليب. |
||||
01 - 01 - 2013, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 2254 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ابن الإنسان استخدم السيد المسيح كثيراً هذا اللقب فى الحديث عن نفسه لكى يؤكّد حقيقة تجسده وتأنسه. فكما أنه هو ابن الله المولود من الآب قبل كل الدهور، هكذا فإنه هو هو نفسه ابن الإنسان الذى ولد من العذراء مريم فى ملء الزمان، إذ اتخذ منها ناسوتاً كاملاً بفعل الروح القدس فابن الله الكلمة له ميلادان: الميلاد الأول من الآب بحسب لاهوته، والميلاد الثانى من العذراء القديسة مريم بحسب ناسوته، ولكنه هو هو نفسه وليس آخر لهذا قال معلمنا بولس الرسول "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). أى أنه هو نفسه الذى ولد من الآب، وهو نفسه الذى جاء إلى العالم وصنع الفداء، وهو نفسه الذى سوف يأتى ليدين الأحياء والأموات ويملك إلى الأبد وقد استخدم السيد المسيح تعبير "ابن الإنسان" فى أمور تخص طبيعته الإلهية، كما أنه استخدم تعبير "ابن الله" فى أمور تخص طبيعته الإنسانية. وذلك لكى يؤكد أنه هو هو نفسه ابن الله وابن الإنسان فى آنٍ واحد، حينما تجسد وتأنس من أجل خلاصنا فمثلاً قال عن نفسه أن "ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (لو6: 5). وكذلك "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو3: 13). وقال أيضاً "متى جاء ابن الإنسان فى مجده" (مت 25: 31). وكذلك "لكى تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا" (مر2: 10). وذلك حينما قال اليهود فى أنفسهم "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 7)0 ومن الجهة الأخرى قال "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). وهو فى هذه الحالة استخدم لقب "ابن الله الوحيد" عن نفسه فى أمر يخص صلبه بحسب الجسد، لأنه بحسب لاهوته لم يكن ممكناً أن يُصلب دون أن يتجسد ويصير ابناً للإنسان. وقد صُلب جسدياً وأسلم الروح الإنسانية فى يدى الآب، دون أن ينفصل لاهوته لا عن جسده، ولا عن روحه الإنسانية لحظة واحدة ولا طرفة عين ما أجمل هذه العبارة أن "ابن الإنسان قد جاء لكى يخلّص ما قد هلك" (مت18: 11) إن الذى جاء ليطلب ويخلّص ما قد هلك هو ابن الله الوحيد، ولكنه كان يحلو له أن يستخدم لقب "ابن الإنسان" لكى نفهم أنه هو نفسه الإله المتجسد كما قال معلمنا بولس الرسول "وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى3: 16). وتتغنى الكنيسة بهذه المعانى الجميلة فى تسبحة نصف الليل عن السيد المسيح فتقول مثلاً فى التذاكيات {لم يزل إلهاً أتى وصار ابن بشر لكنه هو الإله الحقيقى أتى وخلّصنا} (من تذاكية يوم الخميس)0 أى أن ابن الله الكلمة حينما أتى وصار ابن بشر أى ابناً للإنسان، فإنه استمر كما هو لم يتغير من جهة كونه الإله الحقيقى الواحد مع أبيه والروح القدس والذى تجسد وتأنس من أجل خلاصنا كما تقول التسبحة أيضاً {أشرق جسدياً من العذراء بغير زرع بشر أتى وخلصنا} (من ثيئوطوكية يوم الإثنين) إن الذى أشرق هو الله الكلمة ولكنه حينما "ظهر فى الجسد" (1تى 3: 16) فأنه قد أشرق جسدياً. وفى ميلاده البتولى العجيب قد تجسد بغير زرع بشر وبلا خطية، بل هو قدوس بلا شر ولا دنس وبغير الميل الطبيعى نحو الخطية وضعفاتها ونقائصها، بل بكمال لا يوصف حتى أنه قال "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9). وقيل عنه "الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً" (أش9: 2) وأيضاً قيل "كان النور الحقيقى الذى ينير لكل إنسان آتياً إلى العالم" (يو1: 9). "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ فى الظلمة، والظلمة لم تدركه" (يو1: 4، 5) إن عبارة أو لقب "ابن الإنسان" التى قيلت عن السيد المسيح لا تنتقص من مكانته شيئاً، بالعكس ما كانت الحاجة إليها لولا أنه أراد أن يؤكد تجسده وتأنسه. فالمعروف طبعاً أن أى إنسان هو ابن إنسان، ومن البديهى أن أى إنسان لا يحتاج إلى مثل هذا اللقب. ولكن السيد المسيح لقب نفسه وقيل عنه إنه هو "ابن الإنسان" مراراً كثيرة فى الإنجيل المقدس لكى ندرك معنى ظهوره فى الجسد، وأنه ليس ظهوراً مثل ظهوراته فى العهد القديم التى اتخذ فيها شكل إنسان بل هو ظهور مصحوب بتجسد حقيقى من نفس طبيعتنا البشرية بلا خطية وقد قيل عن أب الآباء يعقوب "صارعه إنسان حتى طلوع الفجر" (تك 32: 24). وكان هذا مجرد ظهور للسيد المسيح بغير تجسد فى العهد القديم وهكذا ظهر أيضاً لأبينا إبراهيم مع ملاكين فى هيئة ثلاثة رجال وظهر لمنوح أبى شمشون فى هيئة إنسان وظهر للآباء قديماً بأنواع وطرق شتى، ولكن لم تكن هذه الظهورات تجسداً حقيقياً، بل ظهور مؤقتاً لهدف معين أما ميلاد السيد المسيح من العذراء القديسة مريم فإنه كان ظهوراً وتجسداً وتأنساً حقيقياً كاملاً أى بطبيعة بشرية كاملة وباتحاد تام طبيعى مع لاهوته. وهذا هو الاتحاد الأقنومى الذى تكلم عنه آباء الكنيسة ودافعوا عنه ويصلى به الكاهن أثناء دورة البخور { يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد بأقنوم واحد نسجد له ونمجده }0 |
||||
01 - 01 - 2013, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 2255 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأنى منه جميل جداً أن يقول الابن عن نفسه أنه من الآب. أى أن له نفس طبيعة الآب وجوهره وكما شرح قداسة البابا شنودة الثالث كمثال فإن العقل الذكى يلد فكراً ذكياً، والعقل القوى يلد فكراً قوياً، والعقل الحكيم يلد فكراً حكيماً، والعقل المقدس يلد فكراً مقدساً. أى أن العقل يلد فكراً له نفس جوهر العقل، أى أن جوهرهما واحد. والعقل يلد الفكر فى داخله دون أن ينفصل منه، وإن خرج الفكر منطوقاً به ككلمة فإنه أيضاً لا ينفصل من العقل بل هو كائن فيه على الدوام. وفى حوار السيد المسيح مع اليهود الذين قالوا إنهم يعرفون من أين هو، استنكر هو ذلك لأن مصدره هو الآب، ولم يكن اليهود يفهمون ذلك. ورد السيد على كلامهم بقوله إنهم لا يعرفون الآب، أما هو فيعرفه بالتأكيد لأنه منه "ولستم تعرفونه وأما أنا فاعرفه" (يو8: 55)0 ونفس الشئ قاله معلمنا بولس الرسول عن الروح القدس "لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله" (1كو2: 10)0 فالابن لأنه من الآب بالولادة، فهو يعرف الآب معرفة كاملة مطلقة غير محدودة. وكذلك الروح القدس لأنه من الآب بالانبثاق، فهو يعرف الآب معرفة كاملة مطلقة غير محددة واقتران كلام السيد المسيح عن معرفته للآب مع قوله عن ولادته من الآب "لأنى منه" يؤكد أنه كان يتحدث فى هذا الشطر من العبارة عن العلاقة الفائقة التى تربط الابن بالآب فى الجوهر الإلهى الواحد، أى عن أن الابن مولود من الآب بنفس جوهره وطبيعته |
||||
01 - 01 - 2013, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 2256 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهو أرسلنى يقول معلمنا بولس الرسول "لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس" (غلا4: 4، 5)0 فعبارة السيد المسيح "وهو أرسلنى" تشير إلى إرسال الابن الوحيد إلى العالم مولوداً من امرأة، ليفتدى العالم من لعنة الخطية وقد كرر السيد المسيح كثيراً فى الأناجيل، وبخاصة ما سجله القديس يوحنا فى إنجيله، أن الآب قد أرسله إلى العالم. وتكرر ذكر هذه الحقيقة عشرات المرات وكمثال لذلك نرى السيد المسيح يذكر إرسال الآب له عدة مرات فى الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا كما يلى: "أنا والآب الذى أرسلنى" (يو8: 16)، "ويشهد لى الآب الذى أرسلنى" (يو8: 18)، "لكن الذى أرسلنى هو حق" (يو8: 26)، "والذى أرسلنى هو معى" (يو8: 29)، "لأنى لم آتِ من نفسى، بل ذاك أرسلنى" (يو8: 42)0 إن تأكيد السيد المسيح على إرسال الآب له يحمل من جانب تمجيداً للآب السماوى. بمعنى أن كل ما يفعله الابن من أجل خلاص العالم هو بتدبير من الآب والابن والروح القدس. مثلاً نقول فى التسبحة {لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلصنا}. لذلك كان السيد المسيح دائماً يؤكد أنه لا يعمل وحده بل يعمل هو والآب الذى أرسله. فعمل الثالوث هو واحد بالرغم من تمايز دور كل أقنوم فى العمل الواحد وتأكيد السيد المسيح على إرسال الآب له، يحمل من الجانب الآخر إبرازاً لحقيقة صدق إرساليته وارتباطها بالآب السماوى وذلك بشهادة الآب له وحينما تكلّم السيد المسيح مع نيقوديموس عن صلبه من أجل خلاص العالم قال له "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16)0 إن الصليب ليس فقط تعبيراً عن محبة المسيح لنا باعتباره ابن الله الوحيد، بل هو أيضاً تأكيداً على محبة الآب لنا إن المحبة الصادرة من الثالوث هى محبة واحدة، وكما وصفها الآباء القديسون هى [من الآب بالابن فى الروح القدس]. فالأقانيم الثلاثة يحبوننا بنفس المقدار وبنفس القوة وقد ذكر القديس أشعياء النبى اشتراك الروح القدس فى إرسالية الابن الوحيد إذ سجل ذلك على لسان السيد المسيح "منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (أش48: 16). فالروح القدس ورد فى هذا النص فى صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم ما أعظم هذه الإرسالية التى جعلتنا نتمتع بظهور الله الكلمة فى الجسد. وما أروع هذا التدبير الإلهى الذى جعلنا ننعم بحضور الله معنا تحقيقاً لنبوة أشعياء النبى "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23)0 لم تعد عبارة "الله معنا" هى على سبيل التمنى أو الإحساس فقط بمعونة الله، ولكنها تحولت إلى حقيقة تلامست معها البشرية فأمسكت بالحياة الأبدية. وهذا ما عبّر عنه القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى "الذى كان من البدء، الذى سمعناه، الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا" (1يو1: 1، 2) |
||||
01 - 01 - 2013, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 2257 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا الصليب ؟ صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. وبقدر ما ينكر الملحدون وغير المؤمنين صفته الكفارية ، فإن المؤمنين المسيحيين يجدون فيه سر النعمة التى يقيمون فيها ، بل ومفتاح أسرار ملكوت السموات .. والمعروف عن الصليب أنه عار ، لكن للصليب مجا .. ومجد الصليب كعاره تماما . فالتأمل فى عار الصليب ، هو رؤية مجده .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول : " إن كلمة الصليب عند العالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ) . إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح . وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب . كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) .. وعلى نحو ما كان المذبح والذبيحة هما حجر الزاوية فى عبادة العهد القديم ، كذلك الصليب وموت المسيح الكفارى ، هما حجر زاوية الإيمان فى العهد الجديد .. من أجل هذا فإن كل أسفار العهد الجديد تناولت قصة الصليب باستثناء ثلاث رسائل قصيرة هى الرسالة إلى فليمون ، ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة . إنه أمر يدعو للدهشة فى زماننا أن توجد بشارة مفرحة فى صلب إنسان ، تماما كما حدث حينما بدأ المسيحيون الأوائل يكرزون بالمسيح مصلوبا .. كيف يكون عملا وحشيا بربريا ، وضع نهاية مخزية وحزينة لحياة الرب يسوع ، يصبح قوة ونصرة وإعلانا عن محبة الله الفائقة للبشر ؟! .. وكيف صار الصليب – وهو رمز قديم لوحشية الإنسان – ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. . |
||||
01 - 01 - 2013, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 2258 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب قديما فى بعض الشعوب هل كان الصليب آلة تعذيب انفرد بها المسيح وخصصت له . أم أنه عرف فى بعض الشعوب ؟ عرف الصليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام بين بعض الشعوب – غالبا الشرقية ... فلقد عرف عند الفينيقيين . وذكر عن الأسكندر الأكبر أنه حكم على ألف شخص من أهالى صور بالصلب .. وعرف عند الفرس . ( عزرا 6 : 11 ) ، وأيضا ( استير 5 : 14 ، 8 : 7 ) .. ويبدو أن هذه العقوبة عرفت عند المصريين أيضا ، ووردت فى قصة رئيس الخبازين الذى فسر له يوسف حلمه ( تك 40 : 19 ) . كما عرفت عقوبة الأعدام صلبا لدى الرومان ، وكانت غالبا قاصرة على العبيد والغرباء . أما المواطنون الأحرار فكانوا لا يعاقبون بها . كانت هذه العقوبة تنفذ فى حالة الجرائم الخطيرة كخيانة الدولة وسرقة المعابد والهرب من الجندية .. ويشهد التاريخ أن الرومان خلال ثورات العبيد صلبوا أعدادا كبيرة منهم .. ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لخراب أورشليم وهيكلها ، أن تيطس القائد الرومانى كان يصلب خمسمائة يهودى كل يوم !! ويبدو أن قصد الرومان من استخدام هذه العقوبة بالذات كان هو تثبيت سلطانهم فى الدولة ، ويفسر ذلك أن تنفيذ هذه العقوبة كان يتم فى مكان مكشوف ، ليكون ردعا للآخرين .. وقد ألغى الملك قسطنطين الكبير عقوبة الأعدام صلبا لأسباب دينية . ويبدو أن بنى إسرائيل عرفوا هذه العقوبة ، فقد أشير إليها فى سفر التثنية .. وعلى أن المعلق ملعون من الله ( تث 21 : 22 ) . |
||||
01 - 01 - 2013, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 2259 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة الصليب فى أسفار العهد الجديد لم يرد لفظ الصليب فى أسفار العهد القديم ، لكنه ورد بأكثر من معنى فى كتاب العهد الجديد . وأكتسبت معنى خاصا لأرتباطها بموت المسيح ، هناك كلمتان مستعملتان للتعبير عن آلة التعذيب التى نفذ بها حكم الموت على الرب يسوع : اكسيلون XYLON وتعنى خشبة أو شجرة ، استاوروس STAUROS وتعنى صليب بمفهومه الحالى ... الكلمة الأولى وردت للتعبير عن الخشب كمادة . راجع : [ تث 21 : 23 ، أع 5 : 30 ، 10 : 39 ، 1 بط 2 : 24 ، غلا 3 : 13 ) . وقد وردت كلمة استاروس ومشتقاتها فى قصة آلام المسيح . راجع [ مر 15 : 1 – 47 ، متى 27 : 1 ، لوقا 23 : 1 – 56 ، يو 18 : 19 : 24 ، رؤيا 11 : 8 ) .. كما وردت فى رسائل بولس الرسول .. إن كلمة " اكسيلون " تعنى شجرة .. وهذا يقودنا للتفكير فى شجرة الحياة التى كانت فى وسط الجنة ( تك 2 : 9 ) .. تلك التى بعد أن طرد الإنسان الأول من الجنة ، أقيم كاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة الطريق إليها . وهى التى قال الله عنها : " لعله ( الإنسان ) يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد " ( تك 3 : 24 ) .. وتعود هذه الشجرة – شجرة الحياة – للظهور ثانية فى سفر الرؤيا " من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله " ( رؤ 2 : 7 ) . ونقرأ عن أورشليم الجديدة فى سفر الرؤيا ، أنه على جانبى نهر الحياة فيها تنمو " شجرة حياة تصنع أثنتى عشرة ثمرة وتعطى كل شهر ثمرها .. وورق الشجرة لشفاء الأمم " ( رؤ 22 : 2 ) .. ونقرأ أن الأبرار وحدهم لهم سلطان على هذه الشجرة ( رؤ 22 : 14 ) . وهكذا نرى أن ما كان ممنوعا ومحرما على الإنسان الأول صار مباحا للخليقة الجديدة .. إن شجرة الحياة ترمز للحياة ، وتقدم الحياة عكس ما يقدمه الصليب ( الخشبة ) ألا وهو الموت ... + + + |
||||
01 - 01 - 2013, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 2260 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا الصليب عثرة ؟ يقول بولس الرسول " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة " ( 1 كو 22 – 24 ) . فماذا الذى أعثر اليهود فى الصليب ؟ هناك فرق كبير جدا بين تقديم المسيح لإنسان يهودى ، وتقديمه لإنسان وثنى ، أو تبشير يهودى بالمسيح ، وتبشير وثنى بالمسيح .. بالنسبة لليهود توجد أرضية مشتركة بين المسيحيين وبينهم ، هى كتاب العهد القديم .. وهذا بلا شك يسهل مهمة تبشير اليهودى وإيمانه .. أما بالنسبة للوثنيين فالأمر يختلف ، إذ لا يوجد شىء مشترك بيننا وبينهم . ويقدم لنا سفر أعمال الرسل مثلين على ذلك . عظة بولس الرسول الكرازية فى المجمع اليهودى فى مدينة أنطاكية بيسيدية ( أعمال الرسل 13 : 16 – 41 ) ، وخطابه الكرازى الذى وجهه فى مدينة أثينا فى الأريوس باغوس إلى جماعة من الفلاسفة الوثنيين ( أع 17 : 22 – 31 ) .. وعلى الرغم من وجود هذه الأرضية المشتركة مع اليهود ، فقد كان الصليب عثرة بالنسبة لهم .. والسؤال لماذا ؟ يورد القديس لوقا فى الإصحاح الأخير من بشارته قصة تلميذين للمسيح ، كانا يسيران من أورشليم فى الطريق إلى قريتهما عمواس التى تبعد عنها مسافة ستين غلوة تقطع سيرا فى ساعتين ، كان ذلك مساء يوم أحد القيامة .. كانا يسيران عابسين ، وقد ملأت خيبة الأمل قلبيهما .. كانا يتحدثان فى الطريق عن أحداث صلب الرب يسوع ، وفيما هما فى الطريق ظهر لهما الرب يسوع وسار معهما ، ولكن أمسكت اعينهما عن معرفته ولما سألهما عما يتحدثان فيه ، ولماذا يسيران عابسين ، أجابه أحدهما .. " هل أنت متغرب وحدك فى أورشليم ، ولم تعلم الأمور التى حدثت فيها فى هذه الأيام .. المختصة بيسوع الناصرى الذى كان إنسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه . ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى إسرائيل . ولكن مع هذا كله ، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك ، بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ، ولما لم يجدن جسده ، أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حى . ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء . وأما هو فلم يروه " ... وهنا قال لهما الرب " أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء ، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده . ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب " ( لو 24 : 13 – 27 ) نحن هنا أمام أثنين من تلاميذ المسيح نفسه ، عاينا معجزاته ولازماه فى كرازته نحو ثلاث سنوات ، ومع ذلك نراهما ، وقد خابت آمالهما إزاء أحداث الصلب ، لولا أن الرب يسوع فى محبته – وهو العالم بكل شىء – ظهر لهما ، وهدأ من روعيهما ، وبدأ يشرح لهما سر الصليب والقيامة مؤكدا لهما – وهما اليهوديان – النبوات والإشارات والرموز التى وردت عنه فى أسفار العهد القديم . وإذا كان الأمر كذلك مع تلميذين رأيا الرب يسوع وعاينا معجزاته ولازماه ، فكم وكم يكون أثر كرازة الرسل والكارزين الأوائل ، وهم يكرزون بإنجيل المصلوب بين أقوام لا يعرفونهم .. أى بشارة مفرحة تلك التى تكون فى صلب إنسان مات بهذه الطريقة الوحشية البربرية ؟! . كان اليهود – لقرون عديدة – ينتظرون المسيا .. الممسوح والمعين من الله لخلاصهم .. لكن فكرتهم عن الخلاص كانت فكرة عالمية ، ولذا فقد كانوا ينتظرون هذا المسيح المخلص ، إنسانا من طراز شمشون الجبار الذى قتل ألفا من الفلسطينيين بفك حمار !! كانت بلاد فلسطين فى ذلك الوقت خاضعة للأستعمار الرومانى . لذا كانت كل آمالهم أن يحررهم هذا المسيا من ربقة الأستعمار الرومانى ، ويقيم ثانية دولة داود الدينية .. إنهم لم يفطنوا إلى حقيقة رسالة المسيح . لقد جاء محررا لهم وللبشر جميعا من أشر أنواع العبودية ، وهى العبودية للخطية والشر .. لم يفهموا المسيح وبالتالى لم يقبلوه .. لقد حسبوه ضعيفا لأنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفىء ( متى 12 : 19 ، 20 ) ... لم يرقهم تعليم المسيح عن الوداعة والإتضاع ... " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن .. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ، .... " ( متى 5 : 38 – 44 ) .. وقد انطبع ذلك الإحساس فى استهزائهم به وهو معلق على الصليب ، إذ قالوا عنه " خلص آخرين ، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله " ( لو 23 : 35 ) .. هكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا عثرة لليهود لأنهم لم يفهموا أن " ضعف الله أقوى من الناس " ( 1 كو 1 : 25 ) . |
||||