منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 01:05 PM   رقم المشاركة : ( 224581 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* هل الابن أقل لأنه قال أنه مُرسل؟ إنني أسمع عن الإرسال لا الانفصال...
بين البشر الراسل أعظم من المُرسل. ليكن، لكن الشئون البشرية تخدع الإنسان، الإلهيات تطهره، لا تتطلع إلى الأمور البشرية التي فيها الراسل يظهر أعظم من المُرسل... ومع ذلك توجد حالات كثيرة فيها يُختار الأعظم لكي يرسله من هو أقل...
ترسل الشمس شعاعًا ولكنه لا ينفصل عنها...
والسراج يفيض نورًا ولا ينفصل عنه. إنني أرى إرسالًا دون انفصال...
الإنسان الذي يرسل آخر يبقى خلفه بينما يتقدم المُرسل. هل يذهب الراسل مع الذي أرسله؟ أما الآب الذي أَرْسَل الابن لا ينفصل عن الابن... الآب الراسل لا ينفصل عن الابن المُرسل، لأن المُرْسِل والراسل هما واحد.
القديس أغسطينوس
* ألا ترون كيف ترتبط كرامة الابن بكرامة الآب؛ قد يقول أحد: ما هذا؟ فإننا نرى نفس الشيء في حالة الرسل إذ يقول المسيح: "من يقبلكم يقبلني" (مت 10: 40). في ذلك يتحدث هكذا، لأنه مهتم بخدامه الذين هم له، أما هنا فالسبب هو أن الجوهر واحد والمجد واحد مع الآب. لذلك لم يقل عن الرسل "لكي يكرمونهم"، أما هنا فبحق يقول: "من لا يكرم الابن لا يكرم الآب"[23]. فإنه متى وجد ملكان، من يسب الواحد يكون قد سب الآخر، خاصة إن كان ابنه وأيضًا من يسيء إلى جنوده يحسب كمن أساء إليه، لكن بطريقة مختلفة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 01:06 PM   رقم المشاركة : ( 224582 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلمتي ويؤمن بالذي أرسلني،
فله حياة أبدية،
ولا يأتي إلى دينونة،
بل قد انتقل من الموت إلى الحياة". [24]
تعاليمه، أي إنجيل خلاصه، هي بذار الحياة الأبدية الغالبة للموت أبديًا، متى زُرعت في القلب ترفع المؤمن فوق الموت الأبدي والدينونة في يوم الرب العظيم. لن يدخل مدينة الموت التي تحبس النفوس التي حرمت نفسها من مصدر الحياة. إنما تعبر النفس إلى إمبراطورية الحياة، ينال المؤمن مواطنة جديدة، عوض بلدة الموت يتمتع بالمواطنة السماوية ليحيا فيها أبديًا في مجدٍ سماويٍ وينطق بلغةٍ سماويةٍ.
إن كانت الحياة الأبدية لا ترتبط بالزمن، فإن عربون هذه العطية يُقدم في الحياة الحاضرة، لننمو فيها حتى تتمتع بكمالها في الحياة العتيدة.
* إنه لم يقل: "إن من يسمع كلمتي ويؤمن بي" (بدلًا من يؤمن بالذي أرسلني)... لأنه إن كان بعد صنع ربوات المعجزات لفترة طويلة تشككوا فيه عندما تكلم في فترة لاحقة بهذه الطريقة "إن كان أحد يحفظ كلمتي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو 8: 51)، وقالوا له: "قد مات إبراهيم والأنبياء، وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلمتي فلن يذوق الموت إلى الأبد؟" (يو 8: 52)، فلكي لا يصيروا هنا في غضب شديد، انظروا ماذا يقول؟ "إن من يسمع كلمتي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياةأبدية" [24]. لهذا القول أثره غير القليل في قبول مقاله، عندما يتعلمون أن من يسمعونه يؤمنون أيضًا بالآب، فإنهم إذ يقبلون هذا بسهولة، يمكنهم أن يقبلوا بقية المقال بسهولة. حديثه بطريقة متواضعة ساهمت وقدمتهم إلى الأمور العلوية. فإنه بعد قوله "له حياة أبدية" أضاف: "ولا يأتي إلى دينونة، بل يكون قد انتقل من الموت إلى الحياة " [24].
* بهذين الأمرين جعل مقاله يُقبل بسهولة. أولًا لأن الآب هو الذي نؤمن به، وبعد ذلك الذي يؤمن يتمتع ببركاتٍ كثيرة. عدم الآتيان إلى دينونة يعني عدم العقوبة، إذ لا يتحدث هنا عن الموت، بل الموت الأبدي، وأيضًا عن الحياة بلا موت.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إذ يحب البشر أن يعيشوا على هذه الأرض وُعدت لهم الحياة، وإذ يخشون الموت جدًا وُعدوا بالحياة الأبدية.
ماذا تحبون؟ أن تعيشوا. ستنالون هذا.
ماذا تخشون؟ أن تموتوا. ستكون لكم حياة أبدية...
لنحب الحياة الأبدية، بهذا نعرف كيف يلزمنا أن نجاهد كثيرًا من أجل الحياة الأبدية
القديس أغسطينوس
* ليس سلطان الابن يزيد، بل معرفتنا عن هذا السلطان هي التي تزيد. وليس ما نتعلمه يضيف إلى كيانه شيئًا، وإنما يضيف إلى نفعنا حتى أننا بمعرفتنا للابن ننال حياة أبدية. هكذا في معرفتنا لابن الله ليست كرامة له، بل فائدتنا هي المعنية.
القديس أمبروسيوس
* إن الروح رغم اتحادها مع اللّه فهي لا تشعر بملء السعادة بطريقةٍ مطلقة. إنما كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه.
إن كلمات العريس روح وحياة (يو 24:5)، وكل من التصق بالروح يصير روحًا. كل من التصق بالحياة ينتقل من الموت إلى الحياة كما قال الرب.
هكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. إنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز 131:119).
لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب" (يو 37:7)؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهي إن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة ويقول: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 2:1).
من يهب الجميع الحياة، ويريد إن الجميع يخلصون، يشتهي أن يتمتع كل واحد بنصيب من هذه القبلات، لأنها تطهر من كل دنس.
القديس غريغوريوس النيسي
"الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن،
حين يسمع الأموات صوت ابن الله،
والسامعون يحيون". [25]
يميز البعض بين "كلمة" السيد المسيح [24] وصوته [25]، فكلمته هي إنجيل خلاصه حيث يجد المؤمن خلال الصليب الحياة الجديدة عوض الموت، ويتمتع بالحرية عوض العبودية، إذ يقول السيد "كلمتي روح وحياة" أما صوته فهو كائن في كلمته، حيث تستعذب العروس صوت عريسها، فيمتلئ قلبها بنشوة الحب وتتحسس حنانه الإلهي ولن تقبل عنه بديلًا: "خرافي تسمع صوتي" (يو 10: 27).
يشير الكتاب المقدس إلى ثلاثة أنواع من الموت: الموت الطبيعي أو الجسدي، والموت الروحي، والموت الأبدي. الأول يتحقق بانفصال النفس عن الجسد، والثاني بانفصال النفس عن الله، والثالث بانفصال النفس والجسد معًا عن الله في العالم الآخر. مقابل هذا توجد ثلاثة أنواع من الحياة: الحياة الطبيعية التي في هذا العالم، حيث يعمل الجسد مع النفس في وحدة، والحياة الروحية حيث تتمتع النفس بالوحدة مع الله الذي يقودها بروحه القدوس، والحياة الأبدية حيث يشترك الجسد مع النفس في المجد السماوي في حضن الآب.
بمجيء السيد المسيح حلت الساعة لتقوم النفس من موتها، أو انفصالها عن الله مصدر حياتها، فتتمتع بالحياة الجديدة هنا. هذه الحياة الجديدة تهيئ المؤمن لمجيء السيد المسيح الثاني حيث يقوم الأموات لتشترك الأجساد مع النفوس في الحياة الأبدية المجيدة. هذا يتحقق بأمر السيد المسيح، حيث يسمع الأموات صوته.
في مجيئه الأول يتكلم في النفس فيقيمها من الموت، وفي مجيئه الأخير يأمر فيقوم الأموات. ليتنا نسمع دومًا صوته الموجه شخصيًا إلينا: "لعازر هلم خارجًا". ففي كل عبادتنا، بل مع كل نسمة من نسمات حياتنا يلزمنا أن نميل بآذاننا إليه لنسمع صوته العذب المحيي لنفوسنا.
* تتحقق القيامة الآن، ويعبر الناس من الموت إلى الحياة، من الموت بعدم الإيمان إلى الحياة بالإيمان، من الموت بالبطلان إلى الحياة بالحق، من الموت بالشر إلى الحياة بالبرّ. لذلك توجد قيامة للأموات.
* الذين يؤمنون ويطيعون يحيون. قبل أن يؤمنوا ويطيعوا كانوا راقدين أمواتا. كانوا يسيرون وهم أموات. ماذا ينتفعون بسيرهم وهم أموات؟ ومع ذلك إن مات أحدهم الموت الجسدي، فيجرون يهيئون القبر ويكفنوه ويحملوه ويدفنوه؛ الموتى يدفنون الميت. وقد قيل عنهم: "دع الموتى يدفنون موتاهم" (مت 8: 22).
مثل هؤلاء الموتى أقيموا بكلمة الله ليعيشوا في الإيمان. الذين كانوا موتى في عدم إيمان أقيموا بالكلمة. عن هذه الساعة يقول الرب: "ستأتي الساعة وقد جاءت الآن". بكلمته يقيم هؤلاء الذين كانوا موتى في عدم الإيمان. عنهم يقول الرسول: "قم أيها النائم، وارتفع عن الموتى، فالمسيح يعطيه النور" (أف 5: 14). هذه هي قيامة القلوب. هذه هي قيامة الإنسان الداخلي، هذه هي قيامة النفس.
لكن ليست هذه هي القيامة الوحيدة، إذ تبقى قيامة الجسد أيضًا. من قام ثانية في النفس سيقوم أيضًا في الجسد لتطويبه في الجسد. وأما من لم يقم أولًا في النفس فسيقوم في الجسد للعنته... إذ نتطلع إلى الرب أنه ختم علينا بهذه القيامة للنفوس التي يجب علينا جميعًا أن نسرع إليها، وأن نجاهد لنعيش فيها، وأن نثابر حتى النهاية. بقي له أن يختم علينا بقيامة الأجساد أيضًا التي ستكون في نهاية العالم. الآن فلتسمع كيف ختم بهذه أيضًا.
عندما قال: "الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات"، أي غير المؤمنين، "صوت ابن الله"، أي الإنجيل، "والسامعون"، أي المطيعون "يحيون"[25]، أي يتبررون، ولا يعودوا بعد غير مؤمنين. عندما أقول أنه قال هذا بقدر ما يرانا أننا محتاجون إلى التعلم عن قيامة الجسد أيضًا، ولا نُترك هكذا لذلك أكمل قوله: "لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته". هذه تشير إلى قيامة النفوس، إلى إحياء النفوس. عندئذ أضاف: "وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا لأنه ابن الإنسان"[27].
* من أي مصدر يحيون؟ من الحياة. من أية حياة؟ من المسيح... يقول: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).
أتريد أن تسير؟ أنا هو الطريق.
أتود ألا تُخدع؟ "أنا هو الحق".
أتريد ألا تموت؟ "أنا هو الحياة".
هذا ما يقوله مخلصك لك... البشر الذين ماتوا يقومون؛ إنهم يعبرون إلى الحياة، إذ يسمعون صوت ابن اللَّه يحيون. فيه يحيون، إذ يثابرون في الإيمان به. لأن الابن له الحياة؛ حيث له الحياة حتى أن الذين يؤمنون به يحيون.
القديس أغسطينوس
* أعرفت هنا سيادة المسيح وسلطانه المطلق غير المنطوق به؟ فكما سيكون في القيامة هكذا يقول "الآن". لذلك عندما نسمع صوته يأمرنا أن نقوم، إذ يقول الرسول: "عندما يأمر الله يقوم الأموات" (راجع 1 تس 4: 16).
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 224583 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* إنه لم يقل: "إن من يسمع كلمتي ويؤمن بي" (بدلًا من يؤمن بالذي أرسلني)... لأنه إن كان بعد صنع ربوات المعجزات لفترة طويلة تشككوا فيه عندما تكلم في فترة لاحقة بهذه الطريقة "إن كان أحد يحفظ كلمتي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو 8: 51)، وقالوا له: "قد مات إبراهيم والأنبياء، وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلمتي فلن يذوق الموت إلى الأبد؟" (يو 8: 52)، فلكي لا يصيروا هنا في غضب شديد، انظروا ماذا يقول؟ "إن من يسمع كلمتي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياةأبدية" [24]. لهذا القول أثره غير القليل في قبول مقاله، عندما يتعلمون أن من يسمعونه يؤمنون أيضًا بالآب، فإنهم إذ يقبلون هذا بسهولة، يمكنهم أن يقبلوا بقية المقال بسهولة. حديثه بطريقة متواضعة ساهمت وقدمتهم إلى الأمور العلوية. فإنه بعد قوله "له حياة أبدية" أضاف: "ولا يأتي إلى دينونة، بل يكون قد انتقل من الموت إلى الحياة " [24].
* بهذين الأمرين جعل مقاله يُقبل بسهولة. أولًا لأن الآب هو الذي نؤمن به، وبعد ذلك الذي يؤمن يتمتع ببركاتٍ كثيرة. عدم الآتيان إلى دينونة يعني عدم العقوبة، إذ لا يتحدث هنا عن الموت، بل الموت الأبدي، وأيضًا عن الحياة بلا موت.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إذ يحب البشر أن يعيشوا على هذه الأرض وُعدت لهم الحياة، وإذ يخشون الموت جدًا وُعدوا بالحياة الأبدية.
ماذا تحبون؟ أن تعيشوا. ستنالون هذا.
ماذا تخشون؟ أن تموتوا. ستكون لكم حياة أبدية...
لنحب الحياة الأبدية، بهذا نعرف كيف يلزمنا أن نجاهد كثيرًا من أجل الحياة الأبدية
القديس أغسطينوس
* ليس سلطان الابن يزيد، بل معرفتنا عن هذا السلطان هي التي تزيد. وليس ما نتعلمه يضيف إلى كيانه شيئًا، وإنما يضيف إلى نفعنا حتى أننا بمعرفتنا للابن ننال حياة أبدية. هكذا في معرفتنا لابن الله ليست كرامة له، بل فائدتنا هي المعنية.
القديس أمبروسيوس
* إن الروح رغم اتحادها مع اللّه فهي لا تشعر بملء السعادة بطريقةٍ مطلقة. إنما كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه.
إن كلمات العريس روح وحياة (يو 24:5)، وكل من التصق بالروح يصير روحًا. كل من التصق بالحياة ينتقل من الموت إلى الحياة كما قال الرب.
هكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. إنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز 131:119).
لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب" (يو 37:7)؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهي إن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة ويقول: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 2:1).
من يهب الجميع الحياة، ويريد إن الجميع يخلصون، يشتهي أن يتمتع كل واحد بنصيب من هذه القبلات، لأنها تطهر من كل دنس.
القديس غريغوريوس النيسي
 
قديم اليوم, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 224584 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* تتحقق القيامة الآن، ويعبر الناس من الموت إلى الحياة، من الموت بعدم الإيمان إلى الحياة بالإيمان، من الموت بالبطلان إلى الحياة بالحق، من الموت بالشر إلى الحياة بالبرّ. لذلك توجد قيامة للأموات.
* الذين يؤمنون ويطيعون يحيون. قبل أن يؤمنوا ويطيعوا كانوا راقدين أمواتا. كانوا يسيرون وهم أموات. ماذا ينتفعون بسيرهم وهم أموات؟ ومع ذلك إن مات أحدهم الموت الجسدي، فيجرون يهيئون القبر ويكفنوه ويحملوه ويدفنوه؛ الموتى يدفنون الميت. وقد قيل عنهم: "دع الموتى يدفنون موتاهم" (مت 8: 22).
مثل هؤلاء الموتى أقيموا بكلمة الله ليعيشوا في الإيمان. الذين كانوا موتى في عدم إيمان أقيموا بالكلمة. عن هذه الساعة يقول الرب: "ستأتي الساعة وقد جاءت الآن". بكلمته يقيم هؤلاء الذين كانوا موتى في عدم الإيمان. عنهم يقول الرسول: "قم أيها النائم، وارتفع عن الموتى، فالمسيح يعطيه النور" (أف 5: 14). هذه هي قيامة القلوب. هذه هي قيامة الإنسان الداخلي، هذه هي قيامة النفس.
لكن ليست هذه هي القيامة الوحيدة، إذ تبقى قيامة الجسد أيضًا. من قام ثانية في النفس سيقوم أيضًا في الجسد لتطويبه في الجسد. وأما من لم يقم أولًا في النفس فسيقوم في الجسد للعنته... إذ نتطلع إلى الرب أنه ختم علينا بهذه القيامة للنفوس التي يجب علينا جميعًا أن نسرع إليها، وأن نجاهد لنعيش فيها، وأن نثابر حتى النهاية. بقي له أن يختم علينا بقيامة الأجساد أيضًا التي ستكون في نهاية العالم. الآن فلتسمع كيف ختم بهذه أيضًا.
عندما قال: "الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات"، أي غير المؤمنين، "صوت ابن الله"، أي الإنجيل، "والسامعون"، أي المطيعون "يحيون"[25]، أي يتبررون، ولا يعودوا بعد غير مؤمنين. عندما أقول أنه قال هذا بقدر ما يرانا أننا محتاجون إلى التعلم عن قيامة الجسد أيضًا، ولا نُترك هكذا لذلك أكمل قوله: "لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته". هذه تشير إلى قيامة النفوس، إلى إحياء النفوس. عندئذ أضاف: "وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا لأنه ابن الإنسان"[27].
* من أي مصدر يحيون؟ من الحياة. من أية حياة؟ من المسيح... يقول: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).
أتريد أن تسير؟ أنا هو الطريق.
أتود ألا تُخدع؟ "أنا هو الحق".
أتريد ألا تموت؟ "أنا هو الحياة".
هذا ما يقوله مخلصك لك... البشر الذين ماتوا يقومون؛ إنهم يعبرون إلى الحياة، إذ يسمعون صوت ابن اللَّه يحيون. فيه يحيون، إذ يثابرون في الإيمان به. لأن الابن له الحياة؛ حيث له الحياة حتى أن الذين يؤمنون به يحيون.
القديس أغسطينوس
* أعرفت هنا سيادة المسيح وسلطانه المطلق غير المنطوق به؟ فكما سيكون في القيامة هكذا يقول "الآن". لذلك عندما نسمع صوته يأمرنا أن نقوم، إذ يقول الرسول: "عندما يأمر الله يقوم الأموات" (راجع 1 تس 4: 16).
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 01:10 PM   رقم المشاركة : ( 224585 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته،
كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته". [26]
يتحدث ربنا يسوع هنا بكونه المسيا الذي يخلص العالم ويهبه الحياة.
* "أُعطي" بسبب الوحدة معه. أُعطي لا لكي تؤخذ منه، بل لكي يتمجد في الابن. لقد أُعطى لا لكي يقوم الآب بحراستها، بل لكي تكون ملكًا للابن.
* لا تظن أنها هبة مجانية للنعمة، إذ هي سرّ ميلاده. إذ لا يوجد أي اختلاف في الحياة بين الآب والابن، كيف يمكنك أن تظن أن الآب وحده له الخلود وليس للابن؟
القديس أمبروسيوس
* أنظر، أنت تقول وتعترف أن الآب يعطي الحياة للابن لكي تكون له الحياة في ذاته، وذلك كما أن الآب له الحياة في ذاته، فلا يكون الآب في حاجة والابن أيضًا ليس في حاجة. كما أن الآب هو الحياة هكذا الابن هو الحياة، وكلاهما يتحدان في حياة واحدة وليس حياتين، لماذا يُقال أن الآب يعطي الحياة للابن؟ ليس كما لو كان الابن بدون حياة ونال الحياة، لأنه لو كان الأمر هكذا لما كانت له الحياة في ذاته.
* ماذا إذن قوله "أعطي الابن أن تكون له حياة في ذاته"؟ أقول باختصار أنه ولد الابن... كأنه يقول: "الآب الذي هو الحياة في ذاته قد ولد الابن الذي هو الحياة في ذاته. يمكن فهم كلمة "أعطي" dedit بمعنى "ولد"genuit.
* ماذا يعني له الحياة في ذاته؟ لا يحتاج إلى الحياة من آخر، بل هو نفسه فيض من الحياة، منه ينال الغير -الذين يؤمنون به- الحياة... لقد أُعطي أن تكون له الحياة في ذاته، لمن أعطي؟ لكلمته، لذاك الذي هو "في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند اللَّه".
القديس أغسطينوس
* ألا ترون أن هذا يعلن عن الشبه الكامل إلا في نقطة واحدة، هي أن الواحد هو أب والآخر هو ابن؟ فإن تعبير "أعطي" لمجرد إبراز هذا التمايز أما البقية كلها فمتساوية ومتشابهة تمامًا. واضح إن الابن يفعل كل شيء بسلطان وقوة مثل الآب، وأنه لا يستمد القوة من مصدر آخر، إذ له الحياة في ذاته مثلما للآب.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا، لأنه ابن الإنسان". [27]
يرى القديس أمبروسيوس أن السيد المسيح قَبِلَ أن ينال السلطان أن يدين "لأنه ابن الإنسان" أما بكونه ابن الله فهو الديان، إذ هو واحد مع الآب.
يقول القديس أغسطينوسأنه هو "ابن الله في ذاته" [25] كان يلزم (بحبه) أن يصير ابن الإنسان حين أخذنا فيه، أو أخذ طبيعتنا.
إنه إذ يقيم الموتى نراه ابن الله واهب الحياة والقيامة، وإذ يدين يتجلى أمامنا عمله الخلاصي الذي بدونه لن نتبرر، فنراه وقد حمل طبيعتنا وصار ابن الإنسان الذي مات وقام ووهبنا برَّه. يراه الأشرار أيضًا ابن الإنسان الذي صلبوه ورذلوه وطعنوه.
بقوله: "وأعطاه أن يدين أيضًا لأنه ابن الإنسان" يوجه أنظارهم نحو نبوة دانيال النبي عنه: "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه، فأعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 13-14).
* سيكون الديان هنا ابن الإنسان، سيكون ذلك الشكل هو الذي يدين، وقد كان تحت الحكم.
اسمعوا وافهموا ما قاله النبي بالفعل: "سينظرون إلى من طعنوه" (زك 12: 10؛ يو 19: 37) . سينظرون ذات الشكل عينه الذي طعنوه بحربة. يجلس كديان ذاك الذي وقف أمام كرسي القضاء. سيحكم على المجرمين الحقيقيين، ذاك الذي جعلوه مجرمًا باطلًا. سيأتي بنفسه بذات الشكل.
هذا تراه أيضًا في الإنجيل عندما ذهب إلى السماء أمام أعين تلاميذه، وقفوا ونظروا وتكلم الصوت الملائكي: "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين... إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء" (أع 1:11)...
انظروا الآن على أي أساس كان هذا ينبغي أن يحدث وبحق إن الذين يلزم أن يدانوا يروا الديان. فإن الذين يدانون هم صالحون وأشرار معًا. "ولكن طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). بقي أنه في الدينونة يعلن شكل العبد للصالحين والأشرار، ويحفظ شكل الله للصالحين وحدهم.
* أي شيء سيناله الصالحون...؟ لقد قلت أننا هناك سنكون بصحة سليمة، في أمان أحياء بلا بلايا، بلا جوع ولا عطش، بلا عيب، دون فقدان لأعيننا. هذا ما قلته ولكن ما سيكون لنا أعظم لم أقله: إننا سنرى الله الآب، فإن هذا الأمر عظيم هكذا إذا ما قورنت به كل بقية الأمور تحسب أمامه كلا شيء...
هل سيرى الشرير الله أيضًا هذا الذي قال عنه إشعياء: "ليطرد الشرير فلا يرى مجد الله" (إش 56: 10) LXX...؟ لذلك فإنه سيعلن نفسه للكل، للصالحين والأشرار، ولكن يحتفظ بنفسه للذين يحبونه... بعد قيامة الجسد عندما يُطرد الشرير فلا يرى مجد الله؛ فإنه "إذ أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1 يو 3: 2)، هذه هي الحياة الأبدية
* كيف إذن لا يأتي الآب نفسه؟ ذلك بكونه لا يكون منظورًا في الدينونة، "سينظرون إلى الذي طعنوه". الشكل الذي ظهر أمام القاضي، سيكون هو الديان. ذاك الشكل الذين حوكم سيدين. لقد حُوكم ظلمًا، سيدين بالعدل. سيأتي في شكل العبد، وهكذا سيظهر. لأنه كيف يظهر شكل اللَّه للأبرار والظالمين؟ لو أن الدينونة ستكون بين الأبرار وحدهم يظهر لهم شكل اللَّه. ولكن لأن الدينونة هي للأبرار والظالمين، ولا يُسمح للظالمين أن يروا اللَّه، لأنه "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعينون اللَّه" (مت 5: 8).
* هناك سيكون فصل (بين الأبرار والأشرار) ولكن ليس كما هو الآن. الآن نحن منفصلون ليس من جهة المكان، بل حسب السمات والرغبات والإيمان والرجاء والمحبة. الآن نعيش معًا، نعيش مع الأشرار، وإن كانت حياة الكل ليست واحدة. في السرّ نحن متمايزون، سرّا نحن مفصولون، كالقمح في البيدر، وليس كالقمح في المخزن. في الحقل القمح مفصول ومختلط، مفصول لأنه مختلف عن التبن، ومختلط لأنه لم يُغربل بعد. بعد ذلك سيحدث فصل عام... فالذين صنعوا الصالحات سيعيشون مع ملائكة اللَّه، والذين صنعوا السيئات يتعذّبون مع إبليس وجنوده...
بعد الدينونة سيعبر شكل العبد... وسيقود الجسد بكونه الرأس، ويسلم المُلك للَّه (1 كو 15: 24). عندئذ يظهر شكل اللَّه علانية، هذا الذي لم يكن ممكنًا للأشرار أن يروه، وإنما يرون شكل العبد...
سيعلن نفسه، كما وعد للذين يحبونه. إذ يقول: "من يحبني يحفظ وصاياي؛ والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه، وأُظهر له ذاتي" (يو 14: 21).
القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 01:11 PM   رقم المشاركة : ( 224586 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لا تتعجبوا من هذا،
فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته". [28]
عند قيامة السيد المسيح لم يُسمع صوت ما، لأنه قام بقوته وسلطانه. أما عند إقامتنا في اليوم الأخير فيُسمع صوت المسيح الذي له سلطان أن يقيم الموتى. كما تُسمع أصوات أبواق الملائكة التي تعلن مجيء صاحب السلطان.
* كل الذين يسمعون يحيون، لأن كل الذين يطيعون يحيون...
ها نحن ننظر قيامة الفكر، ليتنا لا نترك إيماننا بقيامة الجسد...
فإنه حقًا كل الفرق التي تتعهد ببث أية عقيدة دينية في الناس يسمحون بالاعتقاد بقيامة الأذهان، وإلا يُقال لهم: إن كانت النفس لا تقوم، فلماذا تتحدثون معي...؟ لكن يوجد كثيرون ينكرون قيامة الجسد، ويؤكدون أن القيامة قد تمت فعلًا بالإيمان. مثل هؤلاء الذين يقاوموهم الرسول قائلًا: "من بينهم هيمينايس وفيليتس اللذين زاغا عن الحق، قائلين أن القيامة قد صارت، فيقلبان إيمان قوم" (2 تي 2: 17-18). يقولون أن القيامة قد تمت فعلًا بطريقة لا نتوقع بها قيامة أخرى، ويلومون الذين يترجون قيامة الجسد، كما لو أن القيامة الموعود بها قد تحققت في عمل الإيمان، أي في الذهن.
القديس أغسطينوس
"فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة،
والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة". [29]
"أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئًا،
كماأسمع أدين،
ودينونتي عادلة،
لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني". [30]
* كأن المسيح يقول هنا: "إنكم لم تبصروا فيَّ فعلًا غريبًا مخالفًا، ولا عملًا لا يريده أبي".
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 01:13 PM   رقم المشاركة : ( 224587 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقًا". [31]
لو أنه شهد لنفسه دون شهادة الآب خلال الأنبياء ودون قيامه بأعمال عجيبة إلهية، لكان لهم عذرهم إن حسبوها شهادة باطلة. لقد رفض شهادته لنفسه لأنهم حسبوا هذا نوعًا من طلب مجد الناس. فهو لا يود أن يقدم شهادة حسب معاييرهم ليست حقًا. بهذا يقطع خط الرجعة عليهم، فلا يعطيهم فرصة للاعتراض على شهادته، ولا يسمح لهم أن يتشككوا في نيته، فيظنوه أنه يطلب المجد الزمني.
* عندما قال: "شهادتي ليست حقا"[31] كان يوبخهم على رأيهم فيه، واعتراضهم عليه، وعندما قال: "وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق" (يو 8: 14) يعلن طبيعة الشيء نفسه، وهي أنه بكونه الله يلزمهم أن يحسبوه موضع ثقة حتى عندما يتحدث عن نفسه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يقدم نفسه مرة في شخص إنسان، وأخرى في جلال اللَّه... مرة يشير أن شهادته ليست حقًا (يو31:5) وأخرى أنها حق (يو14:8).
القديس أمبروسيوس
* إنه قد عرف حسنًا أن شهادته عن نفسه كانت حقًا، ولكن من أجل الضعفاء، الذين بلا فهم فإن الشمس تتطلع إلى المصابيح. من أجل ضعف بصيرتهم لم يحتملوا بهاء الشمس المتألق.
* ألم يشهد الشهداء للمسيح؟ ألم يشهدوا للحق؟ لكن إن تطلعنا بشيء من الاهتمام الأكثر عندما شهد الشهداء، شهد هو لنفسه. لأنه يسكن في الشهداء، وهم يشهدون للحق. لنسمع أحد الشهداء، بولس الرسول: "أتقبلون برهان المسيح الذي يتكلم فيّ؟" (2 كو 13: 3 Vulgate). إذن عندما يشهد يوحنا فالمسيح الساكن في يوحنا يشهد لنفسه. ليشهد بطرس، وليشهد بولس وبقية الرسل، ليشهد اسطفانوس، فإن ذاك الذي يسكن فيهم جميعًا هو يشهد لنفسه
القديس أغسطينوس
* إن كان الرب نفسه الذي سيأتي فيما بعد ليحكم في كل شيء لم يرد أن يصدقوه بناء على شهادته هو، مفضلًا أن يتزكى بحكم الله الآب وشهادته، كم بالأكثر يلزمنا نحن عبيده الذين ليس فقط نتزكى بشهادة الله وحكمه بل ونتمجد بها يلزمنا أن نحافظ على ذلك.
الشهيد كبريانوس
"الذي يشهد لي هو آخر،
وأنا أعلم أن شهادته التي يشهدها لي هي حق". [32]
جاءت كلمة "يشهد" هنا في صيغة المضارع المستمر، فإن شهادة الآب للابن شهادة سرمدية، شهادة الحب لذاك الذي واحد معه في ذات الجوهر.
هم يؤمنون بالكتاب المقدس، فهو يحمل شهادة الآب عنه خلال النبوات الكثيرة، وهي شهادة صادقة.
* كأنه يقول: "لعلكم تقولون لي إننا لا نصدقك، لأنه على نحو ما يُقال في أناس إن من يشهد بتسرع لنفسه ليس هو مؤهلًا لتصديقه.
فقول المسيح:"إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا"لا ينبغي أن يُقرأ على بسيط ذات قراءته، لكن ينبغي أن يُقرأ إذا أضفنا إليه ظن أولئك اليهود في المسيح أن قوله ليس حقًا...
أورد الأقوال التي قالها بثلاثة شهود: أولهم الأعمال التي صنعها، وثانيهم شهادة أبيه، وثالثهم إنذار يوحنا المعمدان به، وقد وضع آخرها أولها وهي شهادة يوحنا المعمدان إذ قال: "الذي يشهد لي هو آخر،وأناأعلم أن شهادته التي يشهدها لي هي حق" [32].
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 01:15 PM   رقم المشاركة : ( 224588 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"أنتم أرسلتم إلى يوحنا فشهد للحق". [33]
مع أن السيد المسيح لا يقبل شهادة من أي إنسان، لكن من أجلهم يقدم شهادة يوحنا المعمدان عنه أو "للحق"، إذ كانوا يحترمونه كسراج حمل النور لساعة. كان يوحنا في ذلك الوقت في السجن. يكرمه السيد المسيح بكونه السراج الذي يعلن عن مجيء المسيح وسط ظلمة هذا العالم.
من جهة سأله الأعداء أنفسهم وطلبوا رأيه، ومن جهة أخرى عُرف القديس يوحنا أنه لا يعطي وزنًا للكرامة الزمنية، ولم يطلب لنفسه مجدًا. إنه مخلص في رسالته، لم يستطع هيرودس أن يثنيه عن الحق، وعندما شهد يوحنا عن السيد المسيح لم يكن قد رآه.
* قال أولًا "أنتم أرسلتم إليّ يوحنا" فما كانوا يرسلون إليه لولا أنهم احتسبوه مؤهلًا للتصديق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* انظروا كيف كان يلزمه أن يقول: "لتضئ يا رب سراجي". أخيرًا إذ استنار قدم شهادته... إنه السراج، الذي استنار، استنار لكي يضيء. وما يمكن أن يُنار يمكن أيضًا أن يُطفأ. فلكي لا يُطفأ ليته لا يعرض نفسه لريح الكبرياء.
القديس أغسطينوس
"وأنا لا أقبل شهادة من إنسان،
ولكني أقول هذا لتخلصوا أنتم". [34]
يقول السيد أنه ليس بمحتاج إلى شهادة يوحنا، فإن أعماله فيها كل الكفاية، وهي أعظم من شهادة يوحنا.
أنتم تؤمنون أن يوحنا نبي، لا ينطق بالكذب بل بالحق. وقد شهد أني حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو 1: 29)، فإن آمنتم بي تخلصون من خطاياكم.
* شهادة يوحنا لم تكن شهادة إنسان، لأنه قال: "وأنا لم كن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاُ ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو ا: 33) فمن هذه الجهة استبان أن شهادة يوحنا المعمدان كانت شهادة الله، لأنه من الله عرفها، وقال له ما قاله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "أكثر من جميع الذين يعلمونني فهمت، لأن شهاداتك هي درسي"...
من هو هذا الذي له فهم أكثر من كل معلميه؟
إنني أسأل: من هو هذا الذي يتجاسر ويفضل نفسه عن كل الأنبياء، الذي ليس فقط بالكلام علَّم بسلطانٍ عظيمٍ هكذا الذين عاش معهم، وأيضًا الأجيال المتعاقبة بكتاباتهم...؟
ما قد قيل هنا لا يمكن أن يكون عن شخص سليمان...
إنني أعرفه بوضوح ذاك الذي يفهم أكثر من كل الذين يعلمون، فإنه إذ كان صبيًا في الثانية عشرة من عمره بقي يسوع في أورشليم ووجده والداه بعد ثلاثة أيام (لو 42:2-46). قال الابن: "كما علمني أبي أنطق بهذه الأمور".
من الصعب جدًا أن نفهم هذا عن شخص الكلمة، ما لم ندرك أن الابن المولود من الآب... "أخذ صورة عبد" (في 2: 7)، فإنه إذ اتخذ هذا الشكل، ظن من هم أكبر منه سنًا أنه يجب أن يتعلم كصبي، لكن ذاك الذي علَّمه الآب له فهم أكثر من كل معلميه، لأنه درس شهادات اللَّه الخاصة به، وهو يفهمها أكثر منهم عندما نطق بالكلمات: "أنتم أرسلتم إلى يوحنا فشهد للحق، وأنا لا أقبل شهادة من إنسانٍ" (يو 33:5، 34).
القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 01:16 PM   رقم المشاركة : ( 224589 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* شهادة يوحنا لم تكن شهادة إنسان، لأنه قال: "وأنا لم كن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاُ ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو ا: 33) فمن هذه الجهة استبان أن شهادة يوحنا المعمدان كانت شهادة الله، لأنه من الله عرفها، وقال له ما قاله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "أكثر من جميع الذين يعلمونني فهمت، لأن شهاداتك هي درسي"...
من هو هذا الذي له فهم أكثر من كل معلميه؟
إنني أسأل: من هو هذا الذي يتجاسر ويفضل نفسه عن كل الأنبياء، الذي ليس فقط بالكلام علَّم بسلطانٍ عظيمٍ هكذا الذين عاش معهم، وأيضًا الأجيال المتعاقبة بكتاباتهم...؟
ما قد قيل هنا لا يمكن أن يكون عن شخص سليمان...
إنني أعرفه بوضوح ذاك الذي يفهم أكثر من كل الذين يعلمون، فإنه إذ كان صبيًا في الثانية عشرة من عمره بقي يسوع في أورشليم ووجده والداه بعد ثلاثة أيام (لو 42:2-46). قال الابن: "كما علمني أبي أنطق بهذه الأمور".
من الصعب جدًا أن نفهم هذا عن شخص الكلمة، ما لم ندرك أن الابن المولود من الآب... "أخذ صورة عبد" (في 2: 7)، فإنه إذ اتخذ هذا الشكل، ظن من هم أكبر منه سنًا أنه يجب أن يتعلم كصبي، لكن ذاك الذي علَّمه الآب له فهم أكثر من كل معلميه، لأنه درس شهادات اللَّه الخاصة به، وهو يفهمها أكثر منهم عندما نطق بالكلمات: "أنتم أرسلتم إلى يوحنا فشهد للحق، وأنا لا أقبل شهادة من إنسانٍ" (يو 33:5، 34).
القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 01:17 PM   رقم المشاركة : ( 224590 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* قال أولًا "أنتم أرسلتم إليّ يوحنا" فما كانوا يرسلون
إليه لولا أنهم احتسبوه مؤهلًا للتصديق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* انظروا كيف كان يلزمه أن يقول: "لتضئ يا رب سراجي".
أخيرًا إذ استنار قدم شهادته... إنه السراج، الذي استنار،
استنار لكي يضيء. وما يمكن أن يُنار يمكن أيضًا أن يُطفأ.
فلكي لا يُطفأ ليته لا يعرض نفسه لريح الكبرياء.
القديس أغسطينوس
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025