![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 224561 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "أجابهم: إن الذي أبرأني هو قال لي: احمل سريرك وامشِ". [11] جاءت إجابة المريض تشهد للسيد المسيح، بقوله: "الذي أبرآني هو قال لي احمل سريرك وامشِ" [11]. لم يلقِ بالمسئولية على السيد المسيح، ولا أراد أن يحول اتهام كسر السبت عليه، إنما يؤكد أن ذاك الذي له قوة الشفاء بهذه الطريقة الفائقة لا يمكن أن يخطئ الأمر، ولا يمكن أن يصنع شرًا. أطعته لأني أثق في قداسته وبرِّه. ذاك الذي له سلطان على الأمراض المزمنة بطريقة تفوق الطبيعة يستحيل يُحسب كاسرًا للناموس. ذاك الذي له هذا الحب والحنو، لا يمكن إلا أن يكون منفذًا للناموس الذي يكمل بالحب العملي. الحياة التي دبت فيه كانت بلا شك أثمن بما لا يقاس من التنفيذ الحرفي لحفظ السبت. لهذا ترك تفسير حفظ السبت لذاك الذي وهبه هذه الحياة الجديدة التي اختبر فيها الراحة. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224562 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احمل سريرك وامشِ". [12] بسؤالهم حاولوا إهانة السيد المسيح ليس فقط بظنهم أنه مجرد إنسان، إنما وضعوا السؤال بطريقة تحمل استخفافًا به: "من هو الإنسان...؟" بمعنى أنه لا وجه للمقارنة بين هذا الإنسان الذي شفاك وبين الله واضع الناموس. *تأمل كيف كان كلامهم بمكر وافر، لأنهم لم يقولوا للمفلوج من الذي جعلك معافى، لكنهم صمتوا عن هذا القول، وذكروا العمل الذي يحسبونه معصية، وقالوا: "من هوالإنسان الذي قال لك احمل سريرك وامشِ". القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224563 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "أما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو، لأن يسوع اعتزل، إذ كان في الموضع جمع". [13] ربما سمع اسم يسوع، لكنه إذ كان ملقى عند البركة 38 سنة لم يرَ السيد من قبل ولا عرف عنه الكثير، ولم يكن قادرًا حتى إن رآه أن يتعرف عليه. يرى القديس أغسطينوس أن اللَّه استراح في اليوم السابع إشارة إلى إتمام عمل الخلاص على الصليب في اليوم السادس (الجمعة)، وراحته في القبر في اليوم السابع. * من الصعب أن ترى المسيح في الجمع، لذلك تلزم الوحدة لأذهاننا. فبالتأمل في عزلة يمكن رؤية اللَّه. الجمع فيه صخب، والرؤية تتطلب سرية... لا تبحث عن المسيح في جمعٍ، إنه ليس كواحدٍ من الجمع، إنه يسمو على كل الجمع... حقًا رآه الرب في الجمع، إنما عرفه في الهيكل. جاء الرجل إلى الرب، رآه في الهيكل، رآه في الموضع المكرس المقدس القديس أغسطينوس * يعلن الرب علانية أن سرّ السبت كعلامة لحفظ يومٍ واحدٍ أُعطي لليهود إلى حين، أما تتمة السرّ فتتحقق في (المسيح) نفسه. القديس أغسطينوس * فإن قلت: وما هو غرض المسيح في أنه أخفى ذاته؟ أجبتك: أخفى المسيح ذاته حتى لا تصير الشهادة مشكوك فيها؛ لأن المفلوج الذي تمتع بعافيته فقد صار شاهدًا بالإحسان الواصل إليه مؤهلًا للتصديق. ومن الجانب الآخر لكي لا يجعل السيد غضب اليهود أكثر التهابًا، فإنه مجرد التطلع إلى الشخص الذي يحسدونه يشعل شرارة ليست بقليلة عند الحاسدين. لهذا انسحب السيد، وترك العمل نفسه يترافع قدامهم، ولا يتكلم السيد عن نفسه بنفسه، وإنما يتحدثون مع من شُفي ومع المهتمين. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224564 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يرى القديس أغسطينوس أن اللَّه استراح في اليوم السابع إشارة إلى إتمام عمل الخلاص على الصليب في اليوم السادس (الجمعة)، وراحته في القبر في اليوم السابع. * من الصعب أن ترى المسيح في الجمع، لذلك تلزم الوحدة لأذهاننا. فبالتأمل في عزلة يمكن رؤية اللَّه. الجمع فيه صخب، والرؤية تتطلب سرية... لا تبحث عن المسيح في جمعٍ، إنه ليس كواحدٍ من الجمع، إنه يسمو على كل الجمع... حقًا رآه الرب في الجمع، إنما عرفه في الهيكل. جاء الرجل إلى الرب، رآه في الهيكل، رآه في الموضع المكرس المقدس القديس أغسطينوس * يعلن الرب علانية أن سرّ السبت كعلامة لحفظ يومٍ واحدٍ أُعطي لليهود إلى حين، أما تتمة السرّ فتتحقق في (المسيح) نفسه. القديس أغسطينوس * فإن قلت: وما هو غرض المسيح في أنه أخفى ذاته؟ أجبتك: أخفى المسيح ذاته حتى لا تصير الشهادة مشكوك فيها؛ لأن المفلوج الذي تمتع بعافيته فقد صار شاهدًا بالإحسان الواصل إليه مؤهلًا للتصديق. ومن الجانب الآخر لكي لا يجعل السيد غضب اليهود أكثر التهابًا، فإنه مجرد التطلع إلى الشخص الذي يحسدونه يشعل شرارة ليست بقليلة عند الحاسدين. لهذا انسحب السيد، وترك العمل نفسه يترافع قدامهم، ولا يتكلم السيد عن نفسه بنفسه، وإنما يتحدثون مع من شُفي ومع المهتمين. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224565 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل، وقال له: ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لكأشر". [14] إذ شعر الرجل بحنو الله عليه ذهب إلى الهيكل ربما ليقدم الشكر لله على شفائه. وكأنه يترنم قائلًا: "لله أذبح ذبيحة حمد، وباسم الرب أدعو، أوفي نذوري للرب مقابل شعبه، في ديار بيت الرب في وسطك يا أورشليم" (مز 116: 16-19). غالبًا ما حدث هذا في نفس يوم شفائه. التقى السيد المسيح بالمريض في الهيكل. ربما إذ اتهموه باحتقاره يوم السبت جاء إلى الهيكل ليؤكد تقديسه ليوم السبت، وانشغاله بالعبادة الجماعية في ذلك اليوم. لقد جاء خصيصًا ليهب البصيرة الروحية، مع علمه بأن أعداءً كثيرين يطلبون قتله. لكن ما دامت الحاجة ماسة للقاء مع شخص لبنيانه لم يتوقف عن الذهاب من أجله. لقد شفى جسد المريض، والآن يعلن اهتمامه بشفاء نفسه من الخطية. أوضح له السيد المسيح أنه عالم بأسرار الماضي: "لا تخطئ أيضًا" موضحًا أن خطيته السابقة كانت السبب في مرضه الطويل المدى. يحذر السيد من الخطية التي تسحبه إلى مستشفى بركة بيت حسدا ليقضي بها 38 عامًا، بل إلى جهنم لكي يُغلق عليه أبديًا في حرمان من المجد السماوي وعذاب مع عدو الخير إبليس. بعض الأمراض أحيانًا تحل بنا بسب خطايانا، كتأديبٍ إلهيٍ لأجل رجوعنا إلى الله. وكما يقول المرتل: "والجمال من طريق معصيتهم، ومن آثامهم يُذلون. كرهت أنفسهم كل طعام، واقتربوا إلى أبواب الموت، فصرخوا إلى الرب في ضيقهم فخلصهم من شدائدهم" (مز 107: 17-19). يلاحظ أن السيد لم يشر إلى الخطايا عند شفائه للمرضى إلاَّ في الحالات المستعصية لمدة طويلة كما في هذه الحالة وما ورد في مر 2: 5. ربما لأن هؤلاء إذ عاشوا زمانًا طويلًا في المرض ظنوا أنهم بعدم تعاملهم مع الناس هم أبرار بلا خطية، لذلك يطلب منهم أن يدخلوا إلى أعماق نفوسهم، ويكتشفوا ضعف طبيعتهم، ويرجعوا إلى الله. مثل هؤلاء يحتاجون إلى حذرٍ شديٍد أكثر من غيرهم الذين يدركون أنهم مخطئون. لعله قال له هذا في الهيكل، فقد حُرم من زيارة الهيكل 38 عامًا بسبب مرضه، فلئلا ينشغل بالمبنى والالتقاء بالناس وما يدور حوله، أراد السيد أن يحول عينيه إلى أعماقه ليحذر في حياته الجديدة من الخطية. حقًا لست أظن أن لغة ما تستطيع أن تعبر عن مشاعر هذا الإنسان في رؤيته للهيكل بعد هذه السنوات الطويلة. ليكن هذا الشوق ممتزجًا باللقاء مع الله الساكن في أعماق النفس! * عندما نعتمد يُقال لنا: "ها أنت قد برئت، لا تخطئ لئلا يكون لك أشر". القديس جيروم * إنه لأمر بسيط أن تقتني شيئًا، لكن الأعظم أن تستطيع الحفاظ على ما تقتنيه، فالإيمان نفسه والميلاد المكرم يكونان مفعمين بالحيوية المفيدة، لا بنوالهما بل بحفظهما. فالمثابرة حتى النهاية وليس ممارسة الشيء (إلى حين) يحفظ الإنسان لله مباشرة... سليمان وشاول وكثيرون إذ لم يسيروا للنهاية في طرق الرب لم يستطيعوا أن يحفظوا النعمة التي وُهبت لهم. عندما ينسحب تلميذ المسيح منها، تنسحب أيضًا نعمة المسيح منه. الشهيد كبريانوس * يسأل أحد:ماذا إذن، هل كل مرضٍ سببه الخطية؟ لا، ليس كل الأمراض بل بعضها. البعض يصدر عن بعض أنواع من عدم المبالاة والإهمال حيث أن النهم والإدمان والكسل مثل هذا يسببآلامًا... رغب يسوع أن يضمن لهذا الرجل مستقبله... حافظًا إياه في صحة بالنفع الذي قدمه له وبالخوف من الأمراض المقبلة.* ليس فقط بإعطاء جسم المريض قوة، بل وبطريق آخر قد منحه برهانًا قويًا على لاهوته، فبقوله: "لا تخطئ أيضًا" أظهر له أنه يعرف كل معاصيه القديمة، وبهذا يمكن أن يقتني إيمانه في المستقبل. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224566 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
* عندما نعتمد يُقال لنا: "ها أنت قد برئت، لا تخطئ لئلا يكون لك أشر". القديس جيروم * إنه لأمر بسيط أن تقتني شيئًا، لكن الأعظم أن تستطيع الحفاظ على ما تقتنيه، فالإيمان نفسه والميلاد المكرم يكونان مفعمين بالحيوية المفيدة، لا بنوالهما بل بحفظهما. فالمثابرة حتى النهاية وليس ممارسة الشيء (إلى حين) يحفظ الإنسان لله مباشرة... سليمان وشاول وكثيرون إذ لم يسيروا للنهاية في طرق الرب لم يستطيعوا أن يحفظوا النعمة التي وُهبت لهم. عندما ينسحب تلميذ المسيح منها، تنسحب أيضًا نعمة المسيح منه. الشهيد كبريانوس * يسأل أحد:ماذا إذن، هل كل مرضٍ سببه الخطية؟ لا، ليس كل الأمراض بل بعضها. البعض يصدر عن بعض أنواع من عدم المبالاة والإهمال حيث أن النهم والإدمان والكسل مثل هذا يسببآلامًا... رغب يسوع أن يضمن لهذا الرجل مستقبله... حافظًا إياه في صحة بالنفع الذي قدمه له وبالخوف من الأمراض المقبلة. * ليس فقط بإعطاء جسم المريض قوة، بل وبطريق آخر قد منحه برهانًا قويًا على لاهوته، فبقوله: "لا تخطئ أيضًا" أظهر له أنه يعرف كل معاصيه القديمة، وبهذا يمكن أن يقتني إيمانه في المستقبل. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224567 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "فمضى الإنسان وأخبر اليهود أن يسوع هو الذي أبراه". [15] لم يلقِ بالمسئولية على السيد المسيح أنه هو الذي قال له: احمل سريرك، بل شهد له أنه "هو الذي أبرأه". لقد أراد أن يمجد يسوع وفي نفس الوقت أن يشهد لصالح سامعيه لعلهم يفكرون جديًا في عمله العجيب. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224568 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون أن يقتلوه، لأنه عمل هذا في سبتٍ". [16] عوض إعادة النظر في نظرتهم ليسوع منقذ النفوس وشافي الأجساد من الأمراض المستعصية حملهم الحسد والحقد إلى الرغبة في ممارسة أعمال أبيهم: الاضطهاد والقتل. فإنهم لن يجدوا شبعًا إلاَّ بسفك دمه. غيرتهم على تقديس السبت كانت تغطية لمشاعرهم المملوءة كراهية. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224569 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "فأجابهم يسوع: أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل". [17] دخل السيد المسيح في حوار مع القيادات التي تتهمه بكسر السبت. يبدو أن هذا الحوار كان أمام مجمع السنهدرين، إما في نفس اليوم أو في خلال يومين أو ثلاثة من شفائه للمريض. بقوله: "أبي يعمل حتى الآن" [17] يوضح لهم أن الآب قد خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع، أي في السبت. لقد توقف عن عمل الخليقة إذ أكمل كل شيء، لكن راحته لا تعني تجاهله للخليقة، بل يبقى في سبته يعتني بخليقته ويرعاها ويدبر كل أمورها. فالسبت عند الله هو عمل فيه راحة ومسرة، حيث يعلن حبه لخليقته المحبوبة لديه جدًا. لو مارس السبت حرفيًا مثل القيادات اليهودية لتوقفت الخليقة وتدمرت، لأنها لا تقدر أن تقوم بدون العون الإلهي. هكذا الابن يقدس السبت بعمل الحب المستمر، حيث يرعى محبوبيه، ويعمل بلا توقف لكي يبرأ الكل وينمو في المعرفة والمجد. هذا هو مفهوم السبت على المستوى الإلهي. في السبت يختتن الذكر إن كان هو اليوم الثامن لميلاده، وفي السبت يقدم الكهنة ذبائح، وفي السبت يقدم الرعاة المياه لأغنامهم. هذه كلها أعمال لا تكسر السبت لأنها تحمل رائحة حب. ابن الإنسان هو رب السبت، لأنه هو "الحب" عينه. "وأنا أعمل": بكونه ابن الله فهو يمارس مسيرة أبيه الدائم العمل لحساب شعبه. التوقف عن عمل الحب هو كسر للسبت وإفساد له، أما عمل المحبة فهو تقديس له. إنه لا يعمل كأبيه، كأن لكل منهما عمله المستقل، إنما هو العامل مع أبيه، إذ "به كان كل شيء". فإن أُتهم بكسر السبت، يكون في ذلك اتهام لله الآب نفسه الذي لا ينفصل الابن عنه قط. يقارن السيد المسيح نفسه بالآب، فكما أن الآب يعمل في السبت كما في بقية الأيام هكذا يمكن له أن يفعل هذا. هذه المقارنة لها خطورتها عند القيادات اليهودية، لأنها تحمل معنى التساوي بينهما في الخطة الإلهية والعمل. من هو هذا الذي يعالج موضوع الآب والسبت بكونهما يخصانه؟ يرى القديس أغسطينوس أن اليهود أخطأوا في فهمهم ليوم السبت بطريقة جسدانية. لقد ظنوا أن الله خالق العالم في ستة أيام، فتعب وأراد أن يستريح من تعبه في اليوم السابع فقدس هذا اليوم للراحة. هذا الفهم الخاطئ جعلهم هم في تعبٍ. أما المعنى الروحي له فهو أنه إذ تعبر ستة أيام أو فترات التاريخ البشري يأتي يوم الرب بكونه اليوم السابع. راحته تعني راحتنا نحن فيه. أما الأيام الستة فهي: * اليوم الأول: من آدم إلى نوح. * اليوم الثاني: من الطوفان إلى إبراهيم. * اليوم الثالث: من إبراهيم إلى داود. * اليوم الرابع: من داود إلى السبي البابلي. * اليوم الخامس: من السبي البابلي إلى مجيء السيد المسيح. * اليوم السادس: العصر الحاضر منذ مجيء المسيح إلى مجيئه الأخير. في هذا اليوم نتشكل على صورة الله، إذ فيه خُلق الإنسان (تك 1: 27). وفيه يتم تجديد خلقتنا (بالصليب يوم الجمعة). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224570 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يرى القديس أغسطينوس أن اليهود أخطأوا في فهمهم ليوم السبت بطريقة جسدانية. لقد ظنوا أن الله خالق العالم في ستة أيام، فتعب وأراد أن يستريح من تعبه في اليوم السابع فقدس هذا اليوم للراحة. هذا الفهم الخاطئ جعلهم هم في تعبٍ. أما المعنى الروحي له فهو أنه إذ تعبر ستة أيام أو فترات التاريخ البشري يأتي يوم الرب بكونه اليوم السابع. راحته تعني راحتنا نحن فيه. أما الأيام الستة فهي: * اليوم الأول: من آدم إلى نوح. * اليوم الثاني: من الطوفان إلى إبراهيم. * اليوم الثالث: من إبراهيم إلى داود. * اليوم الرابع: من داود إلى السبي البابلي. * اليوم الخامس: من السبي البابلي إلى مجيء السيد المسيح. * اليوم السادس: العصر الحاضر منذ مجيء المسيح إلى مجيئه الأخير. في هذا اليوم نتشكل على صورة الله، إذ فيه خُلق الإنسان (تك 1: 27). وفيه يتم تجديد خلقتنا (بالصليب يوم الجمعة). هكذا يرى القديس أغسطينوس أن الله يعمل خلال الستة أيام، وأن اليوم السادس هو يوم خلقة الإنسان وتجديده حتى يتهيأ للتمتع بالراحة في اليوم السابع، يوم مجيئه الأخير. * لكي نعرف بطريقة أكمل عن مساواة الآب والابن، إذ تكلم الآب عمل الابن، هكذا أيضًا الآب يعمل،والابن يتكلم. الأب يعمل كما هو مكتوب: "أبى يعمل حتى الآن، وأنا أعمل". تجد أنه قيل للابن: "قل كلمة فقط فيبرأ غلامي" (مت 8:8). ويقول الابن للآب: "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني ليكونون معي حيث أكون أنا" (يو 17:14)، فالآب عمل ما قاله الابن. القديس أمبروسيوس * بالتأكيد كما تعلمنا الكنيسة حسب كلمات المخلص: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل"... اللَّه يعمل (يخلق) نفوسنا كل يوم، الذي به نزيد ونعمل، وهو لن يكف عن أن يكون خالقًا. * هو مُعطي باستمرار، دائمًا واهب عطايا. لا يكفيني أنه يهبني نعمة مرة واحدة، يليق به أن يعطيني النعمة على الدوام. أطلب لكي أنال، وإذ أنال أطلب أيضًا مرة أخرى. إني أطمع في سخاء اللَّه، وإذ لا يتأخر في العطاء، لا أمل من قبول عطائه. قدر ما أشرب أعطش بالأكثر. القديس جيروم * إن سأل أحد: كيف يعمل الآب الذي توقف عن كل أعماله في اليوم السابع؟ ليته يتعلم ما هي الطريقة التي يعمل بها. ما هي أعماله؟ إنه يعتني بأمور كل ما قد عمله ويدبرها. عندما ترى الشمس مشرقة والقمر يجري في مجاله والبحيرات والينابيع والأنهار والأمطار والمواسم الطبيعية للزرع وطبيعة أجسامنا وأجسام الحيوانات غير العاقلة وكل الأمور الباقية التي بها وجدت هذه المسكونة فنتعلم عدم توقف عمل الآب. إذ "يشرق شمسه على الأشرار والأبرار، ويمطر على الصالحين والطالحين" (مت 5: 45). وأيضا الله يلبس عشب الحقل الذي يظهر اليوم ويطرح غدا في التنور (مت 6: 30). وإذ يتحدث عن الطيور قال: "أبوكم السماوي يقوتها". القديس يوحنا الذهبي الفم * قال هذا لهم لأنهم أخذوا حفظ السبت بمعنى جسداني، متخيلين أن اللَّه كما لو كان قد نام بعد أن تعب بخلق العالم إلى ذلك اليوم، وأنه قدّس ذلك اليوم حيث بدأ يستريح كما من تعبه. الآن بالنسبة لآبائنا القُدامى قد وُضع سرّ السبت، هذا الذي نحفظه نحن المسيحيون روحيًا بالامتناع عن كل عمل ذليل، أي عن كل خطية، لأن الرب يقول: "كل من يفعل خطية هو عبد للخطية". وإذ ننال راحة في قلوبنا فهذه هي الراحة الروحية. أما عن القول بأن اللَّه استراح، فذلك لأنه لم يخلق أية خليقة أخرى بعد أن أكمل كل شيء. علاوة على هذا فإن الكتاب المقدس يدعوها راحة، لكي يحثنا على الأعمال الصالحة التي بعدها نستريح. لأنه كتب في التكوين: "خلق اللَّه كل شيء حسن جدًا، واستراح اللَّه في اليوم السابع". لكي ما تدرك يا إنسان أن اللَّه نفسه قيل أنه استراح بعد الأعمال الصالحة، فتتوقع راحة لنفسك بعد أن تمارس أعمالًا صالحة. إن كان اللَّه بعد أن خلق الإنسان على صورته ومثاله وفيه أكمل كل أعماله لتكون حسنة جدًا عندئذ استراح في اليوم السابع. هكذا لا تتوقع أنت راحة لنفسك ما لم ترجع إلى ذلك الشبه الذي خُلقت عليه. * لا تظن أن أبي استراح في السبت بمعنى أنه لا يعمل، لكنه إلى الآن هو يعمل، وهكذا أنا أعمل. وكما أن الآب بلا تعب هكذا الابن بلا تعب. * الإيمان الجامعي (للكنيسة الجامعة) هو أن أعمال الآب وأعمال الابن غير منفصلة... كما أن الآب والابن غير منفصلين، هكذا أيضًا أعمال الآب وأعمال الابن غير منفصلة... ما يفعله الآب يفعله أيضًا الابن والروح القدس. فإن كل الأشياء صُنعت بالكلمة، عندما "تكلم كانت". القديس أغسطينوس ربما يتساءل البعض: كمثال سار السيد المسيح على المياه، بينما لم يسر الآب على المياه، فكيف نقول أن أعمال الآب والابن غير منفصلة؟ يجيب القديس أغسطينوس قائلًا: [انظروا كيف يقدم الإيمان الجامعي شرحًا لهذا السؤال. سار الابن على البحر، وضع قدميه الجسديتين على الأمواج، سار الجسد، وقد وجَّهه اللاهوت. ولكن حين كان الجسد يمشي واللاهوت يوجّهه، هل كان الآب غائبًا؟ لو كان غائبًا فكيف يقول الابن نفسه: "لكن الآب الحال فيَّ نفسه يعمل الأعمال"؟ إن كان الآب حالًا في الابن، هو نفسه يعمل الأعمال، إذن فالسير على المياه هو مِن عمل الآب وبالابن. بهذا فإن ذاك السير هو عمل الآب والابن بلا انفصال. أرى الاثنين يعملان كلاهما فيه. الآب لن يترك الابن، ولا الابن الآب. هكذا كل ما يعمله الابن لن يعمله بدون الآب، لأن ما يعمله الآب لن يعمله بدون الابن.] * يقول قائل: كيف يلد الأزلي أزليًا؟ كما أن اللهيب المؤقت يلد نورًا مؤقتًا. فإن اللهيب المولّد معاصر للنور الذي يلده. اللهيب المولّد لن يسبق النور في الزمن، ولكن منذ اللحظة التي يبدأ فيها اللهيب في نفس اللحظة يُولد النور. أرني لهيبًا بلا نور، وأنا أريك اللَّه الآب بدون الابن. لهذا "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل"، هذا يتضمن أن "ينظر" و"يولد" بالنسبة للابن هما ذات الشيء. رؤيته ووجوده ليسا مختلفين، ولا قوته وكيانه مختلفين. كل ما هو للابن هو من الآب، وكل ما يقدر عليه وما هو عليه هو أمر واحد، الكل من الآب. * ما يعمله الآب هذا أيضًا يعمله الابن. صنع الآب العالم، وصنع الابن العالم، وصنع الروح القدس العالم. لو أنهم ثلاثة آلهة لوجدت ثلاثة عوالم. إذ هم إله واحد الآب والابن والروح القدس، إذن عالم واحد خلقه الآب بالابن في الروح القدس. بالتبعية فإن الابن يعمل ما يفعله الآب، ولا يعمل بطريقة مختلفة، هو يعمل معًا هذه الأمور، ويصنعها بذات الطريقة. * إن كنت ترى أنه لا انفصال في النور، فلماذا تطلب انفصالًا في العمل؟ تطلع إلى اللَّه، انظر إلى كلمة الملازمة للكلمة التي يتكلم بها، فإن المتكلم لا يتحدث بمقاطع لفظية، وإنما كلمته تشرق في بهاء الحكمة. ماذا قيل عن الحكمة نفسها؟ "إنها إشراق النور الأبدي" (حك 9: 15). تطلع إلى الشمس في السماء تنشر بهاءها على كل الأراضي وفوق كل البحار، ومع ذلك فهي نور مادي بسيط. إن كنت بالحق تستطيع أن تفصل البهاء عن الشمس فلتفصل الكلمة عن الآب. القديس أغسطينوس |
||||