![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 224511 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() أَطاعَ يُوسُفُ طاعَةَ الإِيمان، كَما يُعَلِّمُ بولس الرسول: "لِطاعَةِ الإِيمان» (رومة 1: 5). لَمْ يَكُنْ لَهُ لِسانٌ يَحْتَجُّ أَوْ يَتَذَمَّر، بَلْ أُذُنانِ تُصْغِيان، وَإِرادَةٌ تُنَفِّذ. فَالإِيمانُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ قَناعَةٍ ذِهْنِيَّة، بَلْ اِلْتِزامٌ عَمَلِيّ، وَجَوابٌ حُرٌّ عَلى نِداءٍ إِلَهِيٍّ يَتَطَلَّبُ قَرارًا وَحَرَكَة. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224512 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() طاعَةُ يُوسُفَ الإِيمَانِيَّةُ لِلَّهِ كَشَفَ اللهُ عَنْ تَدْبِيرِهِ الخَلاصِيِّ لِيُوسُفَ مِنْ خِلالِ الأَحْلامِ، الَّتي كانَتْ تُعْتَبَرُ فِي الكِتابِ المُقَدَّسِ، كَما لَدَى الشُّعوبِ القَديمَةِ، إِحْدَى الوَسائِلِ الَّتي يُظْهِرُ اللهُ بِها مَشِيئَتَهُ (راجِع: تَكوين 20؛ 28؛ دانيال 2 و4). وَعَلَى غِرارِ ما فَعَلَهُ اللهُ مَعَ مَرْيَمَ حينَ أَظْهَرَ لَها تَدْبيرَهُ الخَلاصِيَّ بِالبِشارَةِ، كَشَفَ أَيْضًا لِيُوسُفَ دَوْرَهُ فِي هذَا التَّدْبيرِ، لا بِكَلامٍ عَلانِيّ، بَلْ بِوَحْيٍ صامِتٍ يَتَطَلَّبُ طاعَةً عَمَلِيَّة. يَقُولُ القِدِّيسُ أوغسطينوس: "لَمْ يَتَكَلَّمْ يُوسُفُ، لأَنَّ الطَّاعَةَ الكامِلَةَ لا تَحْتاجُ إِلى كَلام، بَلْ إِلى قَلْبٍ يُصْغِي"(عِظات على الأَناجيل). وَقَدْ تَجَلَّتْ طاعَةُ يُوسُفَ فِي أَرْبَعَةِ أَحْلامٍ شَكَّلَتْ مَسارَ حَياتِهِ وَرِسالَةَ أُبُوَّتِهِ، فَأَطاعَ طاعَةَ إِيمان دُونَ تَرَدُّدٍ أَو مُساوَمَة. الحُلْمُ الأَوَّل: قَبولُ مَرْيَمَ وَحِمايَةُ سِرِّ التَّجَسُّد: شَعَرَ يُوسُفُ بِحُزْنٍ عَميقٍ وَحَيْرَةٍ قاسِيَةٍ إِزاءَ حَمْلِ مَرْيَمَ العَذْراء، وَهُوَ أَمْرٌ اسْتَعْصَى عَلَيْهِ فَهْمُهُ إِنْسانِيًّا. وَمَعَ ذلِكَ، "لَمْ يُرِدْ أَنْ يُشْهِرَ أَمْرَها، بَلْ عَزَمَ أَنْ يُطَلِّقَها سِرًّا"(مَتّى 1: 19)، كاشِفًا عَنْ قَلْبٍ بارٍّ يُفَضِّلُ الرَّحْمَةَ عَلَى الإِدانَة. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ يوحنّا الذهبيّ الفم قائلًا: "كانَ يُوسُفُ بارًّا، لا لأَنَّهُ شَكَّ، بَلْ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَجْرَحَ مَرْيَمَ، فَسَبَقَتِ الرَّحْمَةُ الحُكْم" (عِظات على متّى). فِي الحُلْمِ، حَلَّ المَلاكُ مُعْضِلَةَ يُوسُفَ قائلًا: "لا تَخَفْ أَنْ تَأْتِيَ بِامْرَأَتِكَ مَرْيَمَ إِلى بَيْتِكَ، فَإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس" (مَتّى 1: 20). وَكانَ جَوابُ يُوسُفَ فَوْرِيًّا: "لَمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَما أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ"(مَتّى 1: 24). الحُلْمُ الثّانِي: الهُروبُ إِلى مِصْرَ وَحِمايَةُ الحَياة: فِي الحُلْمِ الثّانِي، يَدْعُو اللهُ يُوسُفَ إِلى تَرْكِ الأَمان:"قُمْ فَخُذِ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلى مِصْر"(مَتّى 2: 13). لَمْ يَسْأَلْ يُوسُفُ عَنِ الصُّعوباتِ أَوِ المَخاطِر، بَلْ «قامَ فَأَخَذَ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ لَيْلًا» (مَتّى 2: 14). وَيَكْتُبُ أوريجانوس: "مَنْ يُطيعُ اللهَ لا يَسْأَلُ أَيْنَ يَذْهَب، بَلْ يَثِقُ بِأَنَّ اللهَ يَسيرُ أَمامَه" (تَفسير متّى). يُشيرُ الخُروجُ إِلى مِصْرَ إِلى خُروجٍ داخِلِيّ، حَيْثُ تُفَضِّلُ العائِلَةُ الحَياةَ عَلَى التَّقاليدِ الجامِدَة. هُنا يَغْدو يُوسُفُ مِثالَ الأَبِ الَّذي يَحْمِي الحَياةَ مَهْما كانَ الثَّمَن. الحُلْمُ الثّالِث: العَوْدَةُ إِلى أَرْضِ إِسْرائِيل: بَعْدَ زَوالِ الخَطَر، أُوحِيَ إِلى يُوسُفَ: "قُمْ فَخُذِ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرائِيل" (مَتّى 2: 20). فَأَطاعَ مِنْ جَديد:" قامَ فَأَخَذَ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ وَدَخَلَ أَرْضَ إِسْرائِيل" (مَتّى 2: 21). وَيَقُولُ القِدِّيسُ أمبروسيوس: "يُوسُفُ لا يَسْبِقُ مَشِيئَةَ اللهِ وَلا يَتَأَخَّرُ عَنْها، بَلْ يَسيرُ وَفْقَ وَقْتِ الله"(َفسير إِنجيل لوقا). الحُلْمُ الرّابِع: السُّكْنَى فِي النّاصِرَة: عِنْدَ خَوْفِهِ مِنْ أَرْخِلاوُس، "أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي الحُلْم»، فَلَجَأَ إِلى الجَليلِ وَسَكَنَ فِي النّاصِرَة (مَتّى 2: 22–23). هُنا تَبْلُغُ الطَّاعَةُ ذُرْوَتَها فِي الخَفاء. أَطاعَ يُوسُفُ طاعَةَ الإِيمان، كَما يُعَلِّمُ الرَّسولُ بُولُس: "لِطاعَةِ الإِيمان» (رومة 1: 5). لَمْ يَكُنْ لَهُ لِسانٌ يُجادِل، بَلْ قَلْبٌ يُصْغِي وَإِرادَةٌ تُنَفِّذ. يَقُولُ أُوغُسْطينوس: "الإِيمانُ الحَقِيقِيُّ يُقاسُ بِالطَّاعَة، لا بِكَثْرَةِ الكَلام". هَكَذا يَبْقى يُوسُفُ الأَبَ الحارِسَ لِسِرِّ الخَلاص، خادِمًا أَمِينًا لِتَدْبيرِ الله، بِصَمْتٍ، وَشَجاعَة، وَطاعَة. أَطاعَ يُوسُفُ طاعَةَ الإِيمان، كَما يُعَلِّمُ بولس الرسول: "لِطاعَةِ الإِيمان» (رومة 1: 5). لَمْ يَكُنْ لَهُ لِسانٌ يَحْتَجُّ أَوْ يَتَذَمَّر، بَلْ أُذُنانِ تُصْغِيان، وَإِرادَةٌ تُنَفِّذ. فَالإِيمانُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ قَناعَةٍ ذِهْنِيَّة، بَلْ اِلْتِزامٌ عَمَلِيّ، وَجَوابٌ حُرٌّ عَلى نِداءٍ إِلَهِيٍّ يَتَطَلَّبُ قَرارًا وَحَرَكَة. كانَ بِإِمكانِ يُوسُفَ أَنْ يَخْتارَ الرّاحَة، وَأَنْ يَتَجَنَّبَ السَّفَرَ وَالمَخاطِر، لَكِنَّ قَلْبَهُ كانَ مُمتَلِئًا بِمَحَبَّةِ الله. فَهُوَ رَجُلٌ يَقِظ، عَلى أُهْبَةِ الاِسْتِعْداد، رَهْنُ الإِشارَة، مَتَى طُلِبَ إِلَيْهِ إِتْمامُ مَشِيئَةِ الله. وَيَبْقى يُوسُفُ هُوَ الَّذي يَتَحَمَّلُ مَسؤوليَّةَ القَرارِ الصَّعْبِ عِنْدَما تَكونُ حَياةُ الطِّفْلِ مُهَدَّدَة، وَهُوَ أَيْضًا الَّذي يَسْهَرُ عَلى مَرْيَمَ، أُمِّ يَسوعَ، لِيَحْفَظَها آمِنَةً وَسَليمَة. هكَذا يَظْهَرُ يُوسُفُ الأَبَ الحارِسَ لِلْخَلاص، وَخادِمَ التَّدْبيرِ الإِلَهِيّ، بِصَمْتٍ، وَطاعَةٍ، وَأَمانَة. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224513 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() عَرَفَ يُوسُفُ كَيْفَ يُحَيِّدُ اهْتِمامَهُ عَنْ نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ يَسُوعَ وَمَرْيَمَ فِي مِحْوَرِ حَياتِهِ. لَمْ تَكُنْ طاعَتُهُ نَظَرِيَّةً أَو عاطِفِيَّة، بَلْ طاعَةً عَمَلِيَّةً تَتَجَسَّدُ فِي الخِدْمَةِ وَبَذْلِ الذّات. فَسَعادَتُهُ لَمْ تَكُنْ فِي الاِمْتِلاكِ، بَلْ فِي العَطاء. وَيُعَلِّقُ البابا بندكتس السادس عشر قائلًا: "في يُوسُفَ النَّجّار، نَكْتَشِفُ أَنَّ السُّلْطَةَ الَّتي تُوضَعُ فِي خِدْمَةِ المَحَبَّةِ أَقْوَى بِكَثيرٍ مِنَ السُّلْطَةِ الَّتي تُحاوِلُ السَّيْطَرَة" (قُدّاس النّاصِرَة، 14 أَيّار 2009). وفي الواقع، تَحْمِلُ العِبارَةُ المُتَكَرِّرَةُ فِي إِنجيلِ مَتّى: "الطِّفْلَ وَأُمَّهُ" دَرْسًا لاهوتِيًّا عَميقًا فِي فَهْمِ خِدْمَةِ يُوسُفَ لِعائِلَتِهِ، إِذْ يَظْهَرُ أَنَّ مِحْوَرَ العائِلَةِ هُوَ الطِّفْلُ، وَأَنَّ الأُبُوَّةَ الحَقِيقِيَّةَ تُقاسُ بِحِمايَةِ الحَياةِ لا بِفَرْضِ السُّلْطَة. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224514 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
البابا بندكتس السادس عشر "في يُوسُفَ النَّجّار، نَكْتَشِفُ أَنَّ السُّلْطَةَ الَّتي تُوضَعُ فِي خِدْمَةِ المَحَبَّةِ أَقْوَى بِكَثيرٍ مِنَ السُّلْطَةِ الَّتي تُحاوِلُ السَّيْطَرَة" (قُدّاس النّاصِرَة، 14 أَيّار 2009) |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224515 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "فَقامَ يُوسُفُ فَأَخَذَ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَلَجَأَ إِلى مِصْر" (مَتّى 2: 14) يَأْتي الطِّفْلُ أَوَّلًا، ثُمَّ الأُمّ. لَيْسَ ذلِكَ اِنْتِقاصًا مِنْ مَكانَةِ مَرْيَم، بَلْ تَأْكيدًا لِأَنَّ عَظَمَتَها تَنْبَعُ مِنْ عَلاقَتِها بِابْنِها، فَهِيَ أُمُّهُ، وَهُوَ رَبُّ المَجْد. وَمِنْ هُنا تُفْهَمُ أُمومَتُها كَخِدْمَةٍ لِسِرِّ الخَلاص. وَيُشيرُ إِنجيلُ مَتّى بِوُضوحٍ إِلى أَنَّ يَسُوعَ هُوَ "مُوسى الجَديد"، مِنْ خِلالِ المُقارَنَةِ بَيْنَ هُروبِهِ إِلى مِصْر وَهُروبِ مُوسى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْن. فَكَمَا هَرَبَ مُوسى مِنَ المَلِكِ الَّذي أَمَرَ بِقَتْلِ كُلِّ وَلِيدٍ (خروج 1: 15–22)، هَرَبَ يَسُوعُ مِنْ هيرودُس الَّذي سَعَى إِلى إِهلاكِ الطِّفل. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224516 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() تَظْهَرُ هذِهِ المُوازاةُ جَلِيَّةً بَيْنَ: "لِأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عَنِ الطِّفلِ لِيُهْلِكَه" (مَتّى 2: 13)، و"طَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسى" (خروج 2: 15). كَما تَتَلاقَى الأَلْفاظُ: "يَبْحَثُ لِيَقْتُلَه" – "لَجَأَ"، فَتُظْهِرُ أَنَّ تَدْبيرَ اللهِ يَعْبُرُ التَّاريخَ نَفْسَهُ، وَيُعيدُ صِياغَتَهُ فِي شَخْصِ ابْنِهِ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ كيرلس الإسكندري قائلًا "إِنَّ خُروجَ المَسِيحِ إِلى مِصْرَ لَيْسَ هُروبًا مِنَ الضَّعْف، بَلْ تَدْشِينًا لِخُروجٍ جَديد، فِيهِ يَسيرُ اللهُ مَعَ شَعْبِهِ مِنْ جَديد" (تفسير إنجيل متّى) |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224517 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القِدِّيسُ كيرلس الإسكندري "إِنَّ خُروجَ المَسِيحِ إِلى مِصْرَ لَيْسَ هُروبًا مِنَ الضَّعْف، بَلْ تَدْشِينًا لِخُروجٍ جَديد، فِيهِ يَسيرُ اللهُ مَعَ شَعْبِهِ مِنْ جَديد" (تفسير إنجيل متّى) |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224518 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() قَبِلَتِ العائِلَةُ المُقَدَّسَةُ الخُروجَ مِنْ أَمانِها وَمَجْتَمَعِها كَيْ تَحْفَظَ الحَياةَ. فَالعائِلَةُ الحَقِيقِيَّةُ، بِحَسَبِ الرُّؤْيَةِ الإِنجِيلِيَّة، لَيْسَتْ تِلْكَ الَّتي تَتَشَبَّثُ بِالتَّقاليدِ عِندَما تُهَدِّدُ الحَياة، بَلِ الَّتي تَجْرُؤُ أَنْ تَتَغَيَّرَ كَيْ تَحْمِي أَضْعَفَ أَعْضائِها. وَيَكْتُبُ القِدِّيسُ أوريجانوس: "إِنَّ الطِّفلَ يُخَلِّصُ والِدَيْهِ، لأَنَّ الوالِدَيْنِ يَتَعَلَّمانِ مِنْهُ طَريقَ الطَّاعَةِ وَالخِدْمَة". هكَذا يُصْبِحُ يُوسُفُ مِثالَ الأَبِ الَّذي يُقَدِّمُ الحَياةَ عَلى الرّاحَة، وَالخِدْمَةَ عَلى السُّلْطَة، وَالمَسؤوليَّةَ عَلى الاِمْتِلاك |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224519 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() إِنَّ طاعَةَ يُوسُفَ العَمَلِيَّةَ تُظْهِرُ أَنَّ الأُبُوَّةَ الحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ سَيْطَرَةً بَلْ حِمايَة، وَلَيْسَتْ تَسَلُّطًا بَلْ خِدْمَة. فَهُوَ الَّذي يَتَّخِذُ القَرارَ الصَّعْبَ عِندَ الضَّرورَة، وَيَسْهَرُ عَلى أَمْنِ الطِّفلِ وَالأُمِّ، وَيَضَعُ حَياتَهُ كُلَّها فِي خِدْمَةِ تَدْبيرِ الله. وَبِذلِكَ، يَبْقى يُوسُفُ نَمُوذَجَ الأَبِ الخادِم، وَحارِسِ الحَياة، وَشاهِدِ الطَّاعَةِ الَّتي تُنْقِذ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224520 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() "فَقامَ يُوسُفُ فَأَخَذَ الطِّفْلَ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَلَجَأَ إِلى مِصْر" (مَتّى 2: 14) يَأْتي الطِّفْلُ أَوَّلًا، ثُمَّ الأُمّ. لَيْسَ ذلِكَ اِنْتِقاصًا مِنْ مَكانَةِ مَرْيَم، بَلْ تَأْكيدًا لِأَنَّ عَظَمَتَها تَنْبَعُ مِنْ عَلاقَتِها بِابْنِها، فَهِيَ أُمُّهُ، وَهُوَ رَبُّ المَجْد. وَمِنْ هُنا تُفْهَمُ أُمومَتُها كَخِدْمَةٍ لِسِرِّ الخَلاص. وَيُشيرُ إِنجيلُ مَتّى بِوُضوحٍ إِلى أَنَّ يَسُوعَ هُوَ "مُوسى الجَديد"، مِنْ خِلالِ المُقارَنَةِ بَيْنَ هُروبِهِ إِلى مِصْر وَهُروبِ مُوسى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْن. فَكَمَا هَرَبَ مُوسى مِنَ المَلِكِ الَّذي أَمَرَ بِقَتْلِ كُلِّ وَلِيدٍ (خروج 1: 15–22)، هَرَبَ يَسُوعُ مِنْ هيرودُس الَّذي سَعَى إِلى إِهلاكِ الطِّفل. وَتَظْهَرُ هذِهِ المُوازاةُ جَلِيَّةً بَيْنَ: "لِأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عَنِ الطِّفلِ لِيُهْلِكَه" (مَتّى 2: 13)، و"طَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسى" (خروج 2: 15). كَما تَتَلاقَى الأَلْفاظُ: "يَبْحَثُ لِيَقْتُلَه" – "لَجَأَ"، فَتُظْهِرُ أَنَّ تَدْبيرَ اللهِ يَعْبُرُ التَّاريخَ نَفْسَهُ، وَيُعيدُ صِياغَتَهُ فِي شَخْصِ ابْنِهِ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ كيرلس الإسكندري قائلًا: "إِنَّ خُروجَ المَسِيحِ إِلى مِصْرَ لَيْسَ هُروبًا مِنَ الضَّعْف، بَلْ تَدْشِينًا لِخُروجٍ جَديد، فِيهِ يَسيرُ اللهُ مَعَ شَعْبِهِ مِنْ جَديد" (تفسير إنجيل متّى). قَبِلَتِ العائِلَةُ المُقَدَّسَةُ الخُروجَ مِنْ أَمانِها وَمَجْتَمَعِها، كَيْ تَحْفَظَ الحَياةَ. فَالعائِلَةُ الحَقِيقِيَّةُ، بِحَسَبِ الرُّؤْيَةِ الإِنجِيلِيَّة، لَيْسَتْ تِلْكَ الَّتي تَتَشَبَّثُ بِالتَّقاليدِ عِندَما تُهَدِّدُ الحَياة، بَلِ الَّتي تَجْرُؤُ أَنْ تَتَغَيَّرَ كَيْ تَحْمِي أَضْعَفَ أَعْضائِها. وَيَكْتُبُ القِدِّيسُ أوريجانوس: "إِنَّ الطِّفلَ يُخَلِّصُ والِدَيْهِ، لأَنَّ الوالِدَيْنِ يَتَعَلَّمانِ مِنْهُ طَريقَ الطَّاعَةِ وَالخِدْمَة". هكَذا يُصْبِحُ يُوسُفُ مِثالَ الأَبِ الَّذي يُقَدِّمُ الحَياةَ عَلى الرّاحَة، وَالخِدْمَةَ عَلى السُّلْطَة، وَالمَسؤوليَّةَ عَلى الاِمْتِلاك. إِنَّ طاعَةَ يُوسُفَ العَمَلِيَّةَ تُظْهِرُ أَنَّ الأُبُوَّةَ الحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ سَيْطَرَةً بَلْ حِمايَة، وَلَيْسَتْ تَسَلُّطًا بَلْ خِدْمَة. فَهُوَ الَّذي يَتَّخِذُ القَرارَ الصَّعْبَ عِندَ الضَّرورَة، وَيَسْهَرُ عَلى أَمْنِ الطِّفلِ وَالأُمِّ، وَيَضَعُ حَياتَهُ كُلَّها فِي خِدْمَةِ تَدْبيرِ الله. وَبِذلِكَ، يَبْقى يُوسُفُ نَمُوذَجَ الأَبِ الخادِم، وَحارِسِ الحَياة، وَشاهِدِ الطَّاعَةِ الَّتي تُنْقِذ. |
||||