منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 02 - 2019, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 22421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخدمة المقبولة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلام لكم من الله أبينا والرب يسوع المسيح
أنتم الذين تحبون الله وتخدمونه طالبين تمجيد اسمه العظيم القدوس

أردت اليوم ان أحدثكم عن الخدمة التي تُرضي الله، لأنه ينبغي أن تعلموا أن الخدمة في الكنيسة ليست نزهة وسط حديقة غناء، ولا هي الأنشطة ووسائل الإيضاح والأفكار الجديدة المقدمة للاجتماعات، بل في أساسها بذل النفس إلى الصليب والموت، هي تقديم كرازة توبوا وآمنوا بالإنجيل، هي إنذار لكل واحد: [أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون]، هي دعوة [تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة]
وليتنا كلنا نصغي لكلام الرسول:
لذلك اسهروا متذكرين إني ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد (أعمال 20: 31)
الخادم الحامل لرسالة الله
هو الحامل النفوس ويتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح في قلوبهم، لأنه ساهر على خدمته المؤتمن عليها من الله، مقدماً دموع وأصوام وصلوات لا تنقطع في مخدعه ومع اخوته الخدام الذين يشتركون معه في الخدمة لكي يتوب الجميع ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة ليتغيروا إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كورنثوس 3: 18)
يا إخوتي تريثوا واغلقوا أبواب الرحلات والأنشطة قليلاً
وافتحوا ابواب الصلاة واقرعوا باب كوى السماء كثيراً لتنفتح أمامكم وتنساب قوة النعمة المُخلِّصة عليكم وعلى من تخدمون، لأن للأسف اليوم كل واحد يتسائل عن ما يقدمة في الخدمة جديداً سواء موضوعات أو شكل جديد لأنه سأم مع من يخدمهم من الشكل القديم، مع أن الحياة مع المسيح وفي الكنيسة حياة تجديد وتغيير بالروح القدس وليس فيها سأم، لذلك ينبغي ويتحتم على كل خادم وخادمة أن يقدم كل واحد فيهم معجزة المسيح يسوع، وهو التجديد، لأنه أن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل صار جديداً.
مشكلتكم في خدمتكم أنكم لا تقدمون بر الله ولا حياة يسوع
التي ينبغي أن تكون فيكم من جهة الخبرة والنمو الروحي الظاهر في الثمر اللائق بغرس كلمة الله في قلوبكم، ومن فعل تذوقكم لقوة التوبة وعمل النعمة تقدموا خبرة الارتواء من النبع الحي، وخبرة الشبع من الخبز الحي النازل من عند أبي الأنوار، فأنتم جوعى والذين تخدمونهم شارفوا على الموت من العطش والجوع، فانتبهوا وتوقفوا وعودوا واوزنوا خدمتكم على ميزان كلمة الله وعمل نعمته، وانظروا قديماً لخبرة الخدام الذين سبقوكم وقدَّموا نعمة الله وكيف كانوا يصومون ويصلون ويقدمون دموعهم في مخادعهم من أجل أن يعمل الروح القدس في نفوس من يخدمونهم.
نحن اليوم ينبغي أن نكون صادقين مع أنفسنا
ونعترف أننا فشلنا في الخدمة من جهة الجوهر ونجحنا من جهة الشكل، والرب لا يهتم بالأعداد وملئ الكنائس بالبشر عن طريق الأنشطة أو التنظيم ووسائل الإيضاح والكلام بالتنمية البشرية او علم المشورة أو بالحالة المزاجية والنفسية الجيدة لكل من يحضر ويسمعنا، بل يسعد ويفرح بمن يُريد أن يتلامس معه لينال قوته، يفرح بالتائب العائد إليه بكل قلبه ملتمساً نعمته ورغبته أن يدخل في شركة حقيقية معه على مستوى الواقع العملي المُعاش.
انظروا للمرأة نازفة الدم
كان هناك جمع غفير يزاحم يسوع، ولكن واحدة فقط نالت منه قوة، لأنها قالت في قلبها لو مسست فقط هدب ثوبة شفيت، ودخلت في الزحام الشديد وشقت طريقها بشق الأنفس حتى تلمسه فتوقف يسوع وقال من لمسني لأن خرجت منه قوة، فلا تفرحوا بخدمتكم وشكلها الخارجي ولا بكم الحضور في فصل الخدمة ولا الأعداد داخل الكنائس، بل اسعوا أن يتلامس الكل مع يسوع ليتذوق قوته وينال شفاء لنفسه وتغيير لحياته ليتمجد ابن الله الحي آمين
 
قديم 05 - 02 - 2019, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 22422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قصة تلخّص حال مجتمعنا وكثرة الكذب فيه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نشر خلف حيجازين على صفحته هذه القصة المترجمة من الروسية:
تقول الأسطورة أن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد فنادى الكذب على الصدق قائلا : “اليوم طقس جميل “. نظر الصدق حوله نظر إلى السماء وكان حقا الطقس جميلا .
قضيا معا بعض الوقت حتى وصلا إلى بحيرة ماء .

أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال : ” الماء دافئ وجيد ” ، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معا ؟
وللغرابة كان الكذب محقا هذه المرة أيضا ، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئا وجيدا .

قاموا بالسباحة بعض الوقت وفجأة خرج الكذب من الماء ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هاربا واختفى .
خرج الصدق من الماء غاضبا عاريا وبدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثا عن الكذب لاسترداد ملابسه .

العالم الذي رأى الصدق عاريا أدار نظره من الخجل والعار أما الصدق المسكين فمن شدة خجله من نظرة الناس إليه عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد .
ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب في كل العالم لابسا ثياب الصدق ، محققا كل رغبات العالم والعالم لا يريد بأي حال أن يرى الصدق عاريا

 
قديم 05 - 02 - 2019, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 22423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تتخطّى موت أحد الأقرباء؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بثت قناة France 5 في ظ¢ظ¢ يناير الماضي وثائقي بعنوان “قدر الأيتام” تمحور حول ظ¥ظ*ظ* ألف طفل، في فرنسا، فقدوا الأم أو الأب. وأعطى الوثائقي مساحة للكلام لأشخاص خسروا الشريك أو أحد الوالدَين باكراً جداً. برهن هؤلاء الأطفال والشباب، المطبوعين بتجربة الحزن، عن صمود فريد وقوة عيش رائعة.

اعطاء الراحل مكاناً في حياتنا

لا يعني طيّ الصفحة إلغاء وجود القريب ضرورةً. يعني الحداد قبول موت الآخر والعيش مع هذا الألم الكبير الساكن في القلب. وعبّر عدد كبير من الأبناء عن قربهم من الأب أو الأم التي رحلت عنهم. وقال ليونارد، البالغ من العمر ظ،ظ* سنوات، ان والدته “موجودة دائماً في قلبه” لكن “أيضاً في السماء وهي قادرة أن ترانا”. وقال سيبريان، البالغ من العمر ظ،ظ£ سنة، انه “وحتى ولو لم يعد والدي بيننا إلا انني أنا وأخواتي واخوتي نمثله كلّ الوقت.” لا يغيب القريب الذي رحل ولا يُنسى خاصةً إن أراد أهله ان يخصصوا له دوماً مكاناً.


ويقول لويس، البالغ من العمر ظ¦ سنوات والذي لم يعرف يوماً والده العسكري، ان والده مثاله وانه يريد ان يحل مكان والده في الجيش واكمال مسيرته.”




عدم التوقف أبداً عن التقدم

إن خسارة القريب تجربة مريعة خاصةً عندما تكون الخسارة غير متوقعة. يُشبه سيبريان هذا الغياب المؤلم والذي لا يمكن إزالته بالجدار اللامتناهي. لكن، شهادته دليل على أن هذا الجدار لم يوقف شجاعته ورغبته بالمضي قدماً. ويعترف بالقول: “هذا حدث محزن لكن من الواجب تخطيه على الرغم من كلّ شيء. وبجميع الأحوال، لا خيار آخر أمامنا. الموت عائق، جدار لا متناهي إما نتسلقه أم نبقى محتجزين. أنا لا أزال أتسلق هذا الجدار.”

تحويل الضعف الى قوة

لهؤلاء الأولاد الذين خسروا أب أو أم نظرة للحياة قادرة ان تضعفهم:نسبيّة قادة على أن تقودهم نحو اللامبالاة. ويؤكد ماتيو: “يمكنني أن أقول، ان كلّ الأمور الأخرى في الحياة لا شيء في المقارنة مع هذه الحادثة” وتأكيد على هشاشة الحياة. وتشير جان، البالغة من العمر ظ،ظ§ سنة، “ان الحياة قد تتغيّر بين ليلة وضحاها.” لكن من الواجب تحويل نقاط الضعف الى قوة حقيقيّة. وتقول: “كان يجب أن أستمر وأن أعيش مع هذا الألم وهذا ما يجعلني قويّة اليوم.”


 
قديم 05 - 02 - 2019, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 22424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.
وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.
وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».

التأمل: “هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم…”
يعيش العالم في حروب متجددة، متنقلة، متحركة، من بلدٍ الى آخر، ومن عائلةٍ الى أخرى.
ويمكن متابعة تفاصيلها على وسائل الاعلام، ولكن من يعرف بالحروب الخفية التي تدور داخل البيوت التي تبدو من الخارج هادئة وهانئة؟؟ يمكن أن تحتسب خسائر الحروب المادية والبشرية، بالأرقام والاعداد والنسب، ولكن خسائر الحروب الدائرة خلف الأبواب، داخل البيت الواحد، كيف يمكن تقدير خسائرها؟؟
لماذا لا ينعم العالم بالسلام؟ لماذا لا يتمتع بالسعادة؟ هل هذه أرض الأحياء أم أرض الأموات؟ أيُعقل أن يُفاخر الانسان بأسباب موته، ويرذل أسباب خلاصه؟؟ أيُعقل أن يمجد الاكاذيب والمغريات الباطلة ويجفف النعمة بكبريائه؟؟


استطاع أهل السامرة أن يكتشفوا بيومين فقط أن يسوع هو مخلصهم ومخلص العالم. والبشرية منذ ظ¢ظ*ظ*ظ* سنة تهوى بكل وقاحة المسحاء الدجالين!!! أصحاب نظرية “فلنأكل ولنشرب لأننا غداً نموت” وإلى الان لم يشبعوا من لحوم البشر ولم يرتووا من دمائهم!!!

“فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين…” واكتشفوا فيه خلاصهم. فماذا تغيّر في حياتهم؟ هل زالت من بينهم المتاعب والمخاطر؟ هل زالت مخاوفهم واضطراباتهم؟ هل شُفي مرضاهم؟ كلا لكن يسوع أعطاهم فرحاً وسعادة رغم ذلك.
يسوع هو حقاً مخلص العالم، أعطانا حياةً سعيدة لا حدّ لها، “لا ضجر فيها، لا وجع، لا خوف، لا تعب، هناك الطمأنينة التامة الحقة حيث يحيا الانسان تحت نظر الله ومع الله وبالله، وحيث الحياة هي الله” (القديس أغوسطينوس).

أيها الرب يسوع كن خلاصي.
 
قديم 05 - 02 - 2019, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 22425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طبيعة الكنيسة من وجهة أرثوذكسية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تعريب المتروبوليت الياس (معوض) راعي أبرشية حلب
مجلة النور، العدد 1و2، لعام 1959
إن الكنيسة الأرثوذكسية ولاهوتها بعكس العمل الغربي تتحاشى التحديدات الدقيقة حتى في الأمور الهامة من التعليم العقائدي، وبين الأمور التي لم تحدد رسمياً على الأقل طبيعة الكنيسة، ومع أن الكثيرين من اللاهوتيين اليونانيين والسلافيين البارزين حاولوا مراراً وتكراراً أن يحددوا هذه النقطة في التعليم اللاهوتي، إلا أن محاولاتهم كانت على الغالب غير موفقة، وقل ذلك في وصف طبيعة الكنيسة، وفيما يلي سنحاول جاهدين أن نضع مخططاً للبحث عن طبيعة الكنيسة من ناحية أرثوذكسية عقائدية، تاركين جانباً كل النظريات اللاهوتية الحديثة غير المقبولة عامة في اللاهوت الأرثوذكسي.
إن تحديد معنى طبيعة الكنيسة كما قلنا صعب جداً، وكنقطة انطلاق لسياق البحث في هذا الموضوع، أستطيع أن أقول بأن الكنيسة هي البناء الإلهي المؤلف من الذين قبلوا ويقبلون بالمعمودية الإيمان بالمسيح، ويحافظون عليه أرثوذكسياً، لذلك يجب أن نشدد على:
1) الطبيعة الإلهية في تأسيس الكنيسة.
2) عدد المؤمنين.
3) غرض الإيمان.
4) تاريخ قبول الإيمان.
5) السبل لتبني الإيمان.
6) طريقة المحافظة عليه.
من هذه النقاط تنبع الحقائق الآتية التي لا تقبل الشك:
1) الكنيسة هي مؤسسة إلهية.
2) تتألف من رجال أحياء لذلك لها طابع بشري.
3) هي واحدة ويجب أن يكون كذلك.
4) أساس بناء الكنيسة وتأسيسها هو الإيمان بالمسيح العامل بالمحبة.
الكنيسة مؤسسة إلهية.
1) الكنيسة مؤسسة إلهية: إن سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح القائد الأزلي الوحيد ورأس الكنيسة، أسس الكنيسة وصار مع أعضائها المرتبطين برباط الإيمان الحقيقي الحي جسداً سرياً واحداً كلياً (كولوسي 1: 18- 24)، وقد كشف المسيح حقيقته الحية المخلصة في الكنيسة وأكدها وختمها أزلياً بموته وقيامته، وكذلك بالروح القدس العامل لإرشاد الكنيسة، كل هذه مضافة إلى هدف الكنيسة الأخير، وهو خلاص الناس بقبول وتبني الحقيقة المكشوفة التي تعطي إلى الكنيسة طابعها الروحي الإلهي.
الكنيسة في الوقت نفسه بشرية.
2) إن الكنيسة كبناء إلهي هي في الوقت نفسه بشرية، لا لأنها تتألف من كل أجناس البشر (متى 13: 47- 50)، بل لأنها تسعى لتحقيق أهدافها بين البشر بطريقة بشرية وبواسطة البشر، وإن كان البشر مرشدين بالروح القدس، فالمسيح لم يُعرّف إلى البشر وينشر حقيقته بطريقة عجائبية، بل هو والرجال الذين اختارهم للعمل في تحقيق رسالته خدموا هذه الرسالة بوسائل بشرية (بالكلام والأسرار وإن كانت هذه كلها ذات طابع روحي صرف) مدركة بالطبيعة البشرية وفي متناول الجميع، فطبيعة الكنيسة إذاً هي إلهية وبشرية في الوقت ذاته وتتجاوب مع الطبيعتين اللتين لمؤسسها، إذ هو في الوقت ذاته إله حقيقي وإنسان حقيقي وبخلقته لطبيعة جسد الكنيسة المزدوج صارت ممكنة متابعة العمل الخلاصي في هذا العالم.
الكنيسة واحدة مؤسسها واحد هو المسيح.
3) إن وحدة الكنيسة تنبع بصورة طبيعية من طبيعة الكنيسة المزدوجة ومن هدف رسالتها الأخيرة، فالكنيسة واحدة ويجب أن تكون واحدة ومؤسسها واحد وهو المسيح، وواحدة هي الحقيقة المكشوفة في الكنيسة والرباط الذي يربط أعضاء جسد الكنيسة واحد هو، وكذلك الإيمان ومحبة بعضنا لبعض، وواحد هو هدف الكنيسة الأخير الذي يستهدف خلاص كل فرد في المجتمع البشري، ويتضح من كل ذلك أن جسداً له هذا المصدر والمنشأ ويرمي إلى مثل هذا الهدف وله هذا الجوهر لا يمكن إلا وأن يكون واحداً، وإلى هذا الجسد الواحد أعطى الله السلطة العليا العاملة بواسطة البشر، والموكل إليهم أمر الاهتمام والمحافظة والاستمرار في تحقيق رسالته في هذا العالم.
لا خلاص خارج الكنيسة.
4) إن الكنيسة التي يثبتها المسيح ويديرها، والمؤسسة على إيمان الرسل والمنظمة من قبلهم، بواسطة الحقيقة الصرف التي كشفت فيها فقط وبإرشاد الروح القدس، هي الأداة الوحيدة التي أرادها الله والتي بها ينشد ويتحقق خلاص الإنسان الروحي، وبالنتيجة لا خلاص خارج الكنيسة.
وبالرغم مما ذكر آنفاً عن وحدانية الكنيسة، فقد وجدت منذ البداية ولأسباب تاريخية كنائس مسيحية لا تزال باقية إلى الآن، وتوجد الآن كنائس وتنشأ دون أن تتقيد بطبيعة أو شكل، والمهم الغريب أن كل واحدة تدعي لنفسها حق الواحدية.
هناك أربع نظريات فيما يتعلق بمنزلة وعلاقة هذه الكنائس بالكنيسة الواحدة الأساسية:
1) إن الكنيسة الواحدة قد ضاعت مع مرور الزمن وتلاشت بين الكنائس المختلفة التي وجدت فيما بعد.
2) إن الكنيسة الواحدة قد انقسمت إلى فروع وأقسام، وكل قسم يتجاوب مع كل كنيسة من الكنائس القائمة المتباعدة بعضها عن بعض، وقد حافظ كل قسم على شيء جوهري من الكنيسة الواحدة التي انشق عنها، فتقارب بسيط إذاً واتحاد هذه الأقسام يعيد تلقائياً إلى الكنيسة الواحدة واحديتها.
3) إن هذه الكنيسة الواحدة هي في كل كنيسة من الكنائس المنفصلة عن بعضها البعض، إذا أخذت كل كنيسة على حدة، والكنائس هذه وإن كانت قد انشقت عن الكنيسة الواحدة الأساسية، فهي لا تزال محتفظة بالمعرفات والعناصر الجوهرية للكنيسة الواحدة.
4) من كل الكنائس الموجودة واحدة لها حق الادعاء بأنها الكنيسة الواحدة، وهي التي حافظت على الحقيقة الواحدة التي كشفها الرب بواسطة الرسل دونما تغيير أو تشويه بالرغم من كل التطورات التاريخية الحديثة، إن النظريات الثلاث الأولى مع بعض التعديلات يمثلها اللاهوت الكنسي البروتستانتي، أما النظرية الرابعة فهي نظرية الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية مع الاحتفاظ بالتفكير الخاص لكل منهما، وسيقتصر البحث على النظرية الرابعة من الناحية الأرثوذكسية.
الكنيسة لا يمكن أن تضمحل أو تنقسم أو تتجزأ.
الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن بأن الكنيسة كبناء إلهي وكخلقة إلهية لا يمكن أن تضمحل أو أن تنقسم أو أن تتجزأ، وليس لأحد في هذا العالم ممن يرتكزون على سلطتهم الخاصة أن يحدث أي تغيير أو تبديل في الكنيسة الواحدة ( حتى ولو كانت هذه السلطة مرتكزة على تفسيرات معينة للكتاب المقدس، تفسيرات تحافظ أو تطرح أو تغير أوجه الحقيقة المكشوفة وفقاً للمعنى )، فالكنيسة الواحدة لا تزال موجودة إلى الآن، غير ملموسة وبقيت غير منقسمة كاملة غير متغيرة ولا مشوهة، فالذين صدف أن فقدوا نظريتها ينهمكون طبعاً بالتفتيش عنها ليعثروا عليها (ألعلكم لا تجدونها إذا فتشتم عنها: إنها موجودة في داخل كل واحد منكم )، ومحاولتهم تحت شكل إعادة صنعها واستقرارها محاولة فاشلة، لأن الكنيسة موجودة ولا حاجة إلى إعادة استقرارها، ومن الطبيعي أن يكون هناك أعضاء انفصلوا من الشركة الكنسية ويستصعبون أن يعودوا إليها، خصوصاً بعد قبولهم نظريات ومبادئ مخالفة لمبادئها، ولكن واحدية الكنيسة مطلقة وكل ليونة تتعلق بهذا الموضوع (بسبب واحدية الحقيقة) مرفوضة إطلاقاً.
أقوال يسوع في تأسيس الكنيسة.
إن السيد أسس الكنيسة وأعطاها شكلاً داخلياً حيوياً بكلماته التأسيسية الآتية: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون بينهم (متى 18: 20)، أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16: 18)، اذهبوا وتلمذوا كل الأمم معمدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم كل ما أوصيتكم به (متى 18: 19)، ولقد صليت من أجلك لئلا يذهب إيمانك فأنت إذا عدت فثبت إخوتك (لوقا 22: 32)، قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ارع خرافي (يوحنا 21: 15- 18)،
فيما يتعلق بالقول الأول التأسيسي (متى 18: 20) لا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن السيد المسيح:
1) أسس كنيسته في مكان (حيثما).
2) إن للكنيسة أعضاء متساوين بعضهم لبعض (اثنان أو ثلاثة).
3) إن هؤلاء الأعضاء مرتبطون بعضهم ببعض بمبادئ معينة (باسمي).
4) إن حق الرباط موجود تحت نظام وقيادة صارمة (فأنا بينهم).
كل هذا بالنسبة للكلام التأسيسي الآنف الذكر يدل بوضوح على تأسيس الكنيسة المنظورة التي ابتدأت بالأشخاص (الكنيسة التي في البيت)، وكثرت بالفرق المحلية (الكنيسة التي في كورنثوس)، وانتشرت في كل العالم (كنيسة الله)، وامتدت إلى الحياة الأخرى حياة الأجيال المستقبلة، إلى الذين رقدوا على رجاء الرب وانفصلوا من الحياة الحاضرة (فيلبي 1: ش19و10)، فالكنيسة المنظورة تشكل نقطة انطلاق للواقع الكنسي عامة، أما الكنيسة غير المنظورة فهي غير مدركة بدون قسمها المنظور، والكنيسة المنظورة فضلاً عن جوهرها وأهدافها وامتدادها في العالم الروحي هي غرض الإدراك والخبرة البشرية.
الطابع الروحي للكنيسة المنظورة.
لاشك أن الكنيسة المنظورة المرتكزة فقط على الإيمان المغذاة بالمحبة وبإرشاد الروح القدس لها طابعها الروحي، وهذان العاملان يشكلان طبيعتها وجوهرها وكيانها، وفي هذا المعنى بالذات تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية من طبيعة الكنيسة بتعليمها وتعابيرها الطقسية مثلاً “لنحب بعضنا بعضاً لكي بعزم متفق نعترف”، “بعد اتحادنا في الإيمان وشركة الروح القدس لنودع ذواتنا وبعضنا بعضاً وكل حياتنا للمسيح الإله”، وبالإضافة إلى ذلك فالقسم المنظور يعبر عنه بالنظام الكنسي والإدارة التي بها تكون ممكنة المحافظة عليها على أساس المبادئ المبحوثة آنفاً، فالسيد المسيح اختار تلاميذه الإثني عشر وأعطاهم سلطاناً ليعلموا بالكلام في الكنيسة ويقوموا بخدمة الأسرار ويتمموا هدفه وهدف الكنيسة: (متى 4: 12- 22)، (مرقس 3: 13- 15)، (لوقا 6: 12- 16)، (يو 1: 35- 51)، (أعمال 1: 14- 26)، و (20: 17- 35)، ويتضح من هذا أن النظام في الكنيسة المنظورة المحافظ عليها بواسطة الخدمات الموكلة خصيصاً إلى أناس أمناء، بمعنى الاستمرار الدائم لجسدها الذي يديرها، هو ذو معنى أساسي لوجود الكنيسة بالذات (أعمال 1: 15: 6 )، وتطور الإدارة وشكلها هي ذات قيمة ثانوية، مادامت المبادئ المبحوثة آنفاً فيما يتعلق بمبدأ الإدارة لا تقبل الشك، فالمحاولات التي حصلت فيما بعد من قبل المؤسسات الكنسية للاستعاضة عن الكنيسة المبنية والمحفوظة على هذه الصورة، وعن النظام الكنسي بكنيسة خارج السلطة الكنسية النقية، لا يمكن أن يعترف بها، لأنها لا تملك بحد ذاتها أية سلطة وبالنتيجة حقاً في الوجود، فالملكوت السماوي حتى في ظهوره في هذا العالم لا يوجد (هنا أو هناك) (لوقا 17: 21)، بل حيث وضعه السيد المسيح وتلاميذه، والإمكانية الوحيدة للسير الاشتراك به، هو الالتصاق في الجسد الوحيد الذي أوكل إليه المسيح تحقيق هذا الملكوت على الأرض.
بساطة الإيمان.
كثيراً ما تحتقر الحكمة اللاهوتية بساطة الإيمان وتعتبرها غير جديرة بالبحث عن المسماة Una Sancta إذا كانت غير مرتكزة على محاكمات عقلية عميقة وجدل منطقي طويل، ومع ذلك فإني واثق بأن كل واحد منكم سيوافق على أن عملنا هذا لا يقوم على البحث اللاهوتي حول نظرية Una Sancta بقدر ما يقوم على البحث عن المعنى الحقيقي للديانة الحقيقية الذي تمثله هذه، والتي كثيراً ما تضيع في المحاورات والجدل اللاهوتي والنقد (يهوديت 8: 12- 14)، فالسيد المسيح لم يأت لتأسيس علم اللاهوت الذي نعتبره نحن خطأ بأنه الألف والياء بل بالعكس، فقد أظهر إيمانه وفرض قبوله بكل بساطة ونقاوة قلب (مرقس 9: 23-24)، (يوحنا 1: 47- 51)، (أعمال 2: 46- 47)، فإذا لم نرجع إلى هذه البساطة من الإيمان، لا نستطيع بالحكمة اللاهوتية وحدها أن نصل إلى الكشف عن الكنيسة الواحـدة المقتبس عنها لاهـوتياً والتي كما قلت سابقاً – ليست ببعيدة عن كل واحد منا – فهي غير منظورة وستبقى، والسبب بسيط لأننا نبحث عقلياً نظريات جدلية سكولستيكية حولها وحول وجودها.
الرعية الرسولية.
أنستطيع أن ننكر بأن الرعية الرسولية لم تكن الرعية المسيحية الوحيدة في ذلك العصر، وأن الرسل أنفسهم ما كانوا يعترفون بالرعايا الأخرى المسماة برعايا مسيحية لأنها لم تكن مرتبطة بهم، وكانوا يعتبرونها رعايا مؤلفة من أخوة كذبة، والرسل أنفسهم ما كانوا يتحملون وجود كنائس عديدة، والهراطقة أنفسهم ما كانوا يجسرون أن يضعوا مركز الرسل موضع الشك، حتى ولو كانوا يفسرون وينظرون إلى هذا المركز وفقاً لعقليتهم في الحقيقة إنها لفكرة غريبة.
الكنيسة بعد العصر الرسولي.
لقد استمرت الأمور في تطورها وفقاً للخطوط الآنفة الذكر حتى في العصر الذي تلا العصر الرسولي، فالكنيسة الجامعة السيدية التي حافظت على الإيمان سالماً أنكرت ورفضت الكنائس الهرطوقية المختلفة ومنعتها من الاشتراك معها، وقد أظهرت الكنيسة الجامعة بالرغم من كل ذلك تسامحاً مع الكنائس الهرطوقية محاولة بالتبرير أن تصالحها، ولكن ظروفاً سياسية عملت على بقاء الهرطقة وفروقاتها العقائدية حتى الآن، وخلاصة القول أن وجود وجهات نظر متعددة للإيمان المسيحي الواحد أي وجود كنائس عديدة مختلفة لم يكن مقبولاً ومفهوماً، ومع ذلك فالكنيسة بالرغم من وجود كنائس عديدة خارج الشركة تبقى كنيسة واحدة والاتحاد بها ( لا بمعنى التشابه الخارجي بل بمعنى الرتبة القديمة ) هو الطريقة الوحيدة لوحدتها، والنظرية القائلة بأن الكنائس المختلفة هي أعضاء وفروع للكنيسة الواحدة غير مقبولة وغير معقولة، مادامت هذه الكنائس قد انفصلت عن الكنيسة الواحدة لأسباب تتعلق بفروقات جوهرية أساسية ومفهومات متعددة ووجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بجوهر وطبيعة الكنيسة الواحدة، إني ألمس الصعوبات الموجودة التي تحول دون تحقيق هذه الوحدة في أيامنا، أسباب تاريخية ولاهوتية لا تساعد على تحقيق الوحدة اللازمة والضرورية أبداً لا بل تجعلها غير ممكنة تقريباً، فالرجوع إلى بساطة الإيمان كما أردفنا يقودنا أو ربما قادنا إلى حل هذه المشكلة الكبيرة.
الكنيسة الأرثوذكسية استمرار الكنيسة الرسولية.
إن وجود الكنيسة الواحدة بيننا الآن وبالرغم من وجود كنائس عديدة، يقودنا بالطبع إلى ما تطالب به الكنيسة الأرثوذكسية فيما يتعلق بحقها القاطع بأنها الكنيسة الواحدة غير المنقسمة، ووفقاً لهذا الحق فالكنيسة غير المنقسمة كانت استمراراً للكنيسة الرسولية حتى القرن التاسع على الأقل.
والخلافات والشقاقات بين الكنيسة الشرقية والغربية قادت إلى تشكيل الكنيسة الكاثوليكية لكنيسة جديدة بالنظر لتجديداتها التي رفضتها الكنيسة الأرثوذكسية، ولهذا السبب بقيت الأخيرة حيث كانت سابقاً، والقسم الذي انفصل عنها شكل كنيسة جديدة منفصلة، والانفصال الذي حصل بسبب النهضة عن الكنيسة هذه كوّن كنائس جديدة وقادنا إلى الحالة الموجودة الآن في العالم المسيحي، وما جد من الكنائس علاوة على الكنائس الجديدة التي تشكلت أهملت عامة هذا القسم الباقي من الكنيسة غير المنقسمة وتعامت عن وجوده الشيء الذي حدا الكنيسة الكاثوليكية فاندفعت أكثر فأكثر في تجديداتها، فالتسلسل الدائم للكنيسة الأرثوذكسية من الكنيسة الواحدة غير المنقسمة والذي يعطي للكنيسة الأرثوذكسية الحق في أن تكون الكنيسة الواحدة يتضح مما يأتي:
1) إن السيد يسوع المسيح لا يزال كما كان في الكنيسة القديمة الرأس الوحيد ورئيس الكنيسة، والحقيقة التي كشفها في الكنيسة هي الأساس الوحيد للإيمان المختص.
2) الإيمان بالحقيقة المكشوفة والمحبة كتعبير للإيمان، يشكلان القطبين للحياة الكنسية المسيحية النقية.
3) إن النظام الذي أعطي للكنيسة بيسوع المسيح لا يزال كما كان عليه في الكنيسة الأولى دون أن يمس أو يتغير في شكله، والجسد الذي يدير للكنيسة بالواجب مع الجسد المدار بالحق ( بسبب الإيمان المقبول ) هما جماعة المؤمنين في الكنيسة.
4) إن سلطة الكنيسة ترتكز على هذه الجماعة كسلطة مؤسسة على الحقيقة المكشوفة كما حفظت من قبل الجسد المدير، وكما يعبر عنها بالتفسير الصحيح للتقليد الشريف وكما تظهر من وجدان الكنيسة العام، وجدان الإكليروس والشعب، وهذا ما يطلق عليه اللاهوت الروسي الأرثوذكسي كلمة SOBORNOST تعبير غير معروف تماماً في اللغة اليونانية.
5) إن القسم الجوهري في الحياة الكنسية لا يزال في الكنيسة الآن كما كان في الكنيسة القديمة، وهو العبادة التي تقود المؤمن إلى اتحاد روحي سري مع الله بالتبني الشخصي للفرح الخلاصي الحاصل بإعطاء ” الرحمة الكبرى ” التي يعبر عنها السيد المسيح تعبيراً كاملاً بتجسده أي بصلبه وقيامته وصعوده، فالقيامة ( فصحاً صليباً قيامة) هي التعريف الجوهري للكنيسة الأرثوذكسية كما كان للكنيسة في زمن الرسل وفي العصر الذي تلى.
6) إن الكنيسة هي المظهر الرسمي للإيمان الكنسي الحي فالمحبة المسيحية والمسرة تعتبران كقانون للحياة الاجتماعية في المجتمع الكنسي مادامت تشكلات أمراً من أوامر السيد المسيح الأساسية.
7) إن علاقة الكنيسة بالدولة تنبع من البند السادس الأخير وفقاً لمركز الكنيسة الأرثوذكسية التقليدي، فالكنيسة لا ترمي إلا تحضير المجتمع بواسطة مسيحيين حقيقيين هم بالضرورة المختارون بين المواطنين، ويرفضون كل تدخل في قضايا بشرية ولا يتهربون عند الضرورة حتى من الاستشهاد في حالات ضغط أو تدخل من قبل السلطة المدنية في قضايا كنسية صرفة، فالكنيسة الأرثوذكسية فيما يتعلق بهذه الناحية لها من ماضيها وحاضرها خبرة غنية أكثر من أية خبرة لأية كنيسة مسيحية.
8) علاوة على كل ذلك فوجود الروح الجامعي القديم والحفاظ عليه لا يظهر في اعتراف كبريائي وغطرسي، بل بتواضع مسيحي حقيقي ويظهر هذا من الحادث الذي يستحق أن نشير إليه.
هل ممكن عقد مجمع مسكوني ثامن؟
إن الكنيسة الأرثوذكسية كما هو معروف تقبل بالمجامع المسكونية السبعة، والسلطة العليا في الإدارة لا تزال كما كانت في الكنيسة القديمة للمجامع المسكونية (بسبب الروح الديموقراطي المحافظ عليه) فهناك قضايا كنسية مختلفة، منها ما هو هام جداً للحياة الكنسية ولا يمكن حلها إلا بقرار من مجمع مسكوني وتطلب دعوة هذا المجمع، وفي حال دعوته يكون مجمعاً مسكونياً ثامناً، ولكن دعوة هذا المجمع المرغوب فيها جداً لا يمكن أن تتحقق في حال من الأحوال في المستقبل القريب على الأقل، وكثيرون ممن هم خارج الكنيسة الأرثوذكسية ينسبون هذا إلى الانحطاط القائم في الكنيسة الأرثوذكسية، ولكن هذا الانحطاط لا يمكن أن يعتبر إطلاقاً ولا يفسر تفسيراً مرضياً إهمال الدعوة إلى عقد مجمع مسكوني، لأن سبب عدم الدعوة إلى عقد مجمع مسكوني أعمق بكثير مما يتصوره من هم خارج الكنيسة، فالحفاظ على الشعور الكامل بروح الكنيسة الحقيقية الجامعة القديمة النقية هو السبب الجوهري في عدم الدعوة إلى عقد مجمع مسكوني.
دور الأرثوذكسية في إرجاع الكنائس المنفصلة.
بعد الشقاق الكبير والتطورات الكنسية في القرن السادس عشر والسابع عشر وفيما بعد، كان للكنيسة الأرثوذكسية ولا تزال فكرة واضحة أن القسم الأكبر من المسيحية بسبب الكثلكة من ناحية والبروتستنتية بصورها المختلفة من ناحية أخرى، لم يعد تابعاً للكنيسة الواحدة الجامعة الموجودة (ولا علاقة إذا كانت قد تجزأت هذه الكنيسة)، إن المقاطعات الكبرى من الكنيسة القديمة التي تسيطر فيها الكنيسة الغربية والكنائس البروتستنتية لم تعد واقعة تحت إشراف كنسي موحد لأنها قد انشقت تماماً عن الكنيسة الأم، لاشك أنه لا يوجد قرار حول انفصال هذه الأقسام عن الكنيسة الواحدة، ولا قيمة للقرارات الصادرة من قبل الكنيسة الكاثوليكية مادامت هذه الكنيسة قد انشقت عن الكنيسة الأم بسبب قرارات وتجديدات تتنافى مع الأسس الكتابية للكنيسة الواحدة، وهذه الأقسام التي انشقت عن بعضها البعض ليست من الكنيسة الواحدة غير المنقسمة حتى ولو لم يكن هناك قرار بذلك، أما الكنيسة الأرثوذكسية فقد بقيت وتبقى القسم الوحيد الذي لم يتغير من الكنيسة غير المنقسمة، إن انفصال الكنيسة الكاثوليكية كان سبباً في تغيرها بالذات وليس في القسم غير المتغير في الكنيسة الأرثوذكسية الكنيسة غير المنقسمة. فالتطورات الأخيرة الحديثة في الغرب بسبب ثورة الإصلاح لم تغير شيئاً فيها وفي موقفها، والكنائس التي أنشئت مجدداً بواسطة المنشقين نسيت وجودها، والتغير الذي حصل في العالم الغربي بواسطة الكنيسة الكاثوليكية كان عميقاً إلى درجة جعلت الأقسام التي انشقت عنها وشملت كنائس بروتستنتية جديدة تهمل تماماً أمر التفكير بالتفتيش عن الكنيسة الأساسية غير المنقسمة، وأن تفكر بالعودة إلى الكنيسة الأرثوذكسية القسم الذي يؤلف الكنيسة الواحدة النقية والذي بقي بعيداً عن تجديدات الكنيسة الغربية وتشويه الحقائق الكتابية الذي حاربته الكنيسة الأرثوذكسية، لذلك بقيت الكنيسة الأرثوذكسية منسية معزولة في حالتها الصراعية التي وجدت فيها لأسباب خارجية، لم تمكنها لفقدان الوسائل من التدخل بصورة فعالة لتقود عالم المحاجين وتعيدهم إلى الوراء، إلى القسم الذي لم يُمس من الكنيسة الواحدة غير المنقسمة – إلى الكنيسة الأرثوذكسية.
دور الأرثوذكسية في الدعوة لمجمع ثامن.
على ضوء ما عرضناه آنفاً وفيما يتعلق الآن بقضية المجامع المسكونية فالكنيسة الأرثوذكسية كان لها، ولها الآن الثقة، بأن المجامع المسكونية السبعة ليست بمجامع للكنيسة الأرثوذكسية فحسب بل هي مجامع للكنيسة الواحدة غير المنقسمة، فالدعوة لعقد المجمع المسكوني الثامن يجب أن يكون من قبل الكنيسة غير المنقسمة لكي يعترف به مجمع مسكوني ثامن من قبل الكنيسة غير المنقسمة، لهذا السبب بالذات لم يدع المجمع المسكوني الثامن للانعقاد ولن يدعى، لأن الكنيسة الأرثوذكسية التي حافظت على الروح الجامعي قوياً دون أن يُمس الشعور الجامعي النقي، لن تحاول دعوة المجمع المسكوني الثامن لأنها لا ترغب في أن يكون لها مجمع مسكوني خاص بها بالمعنى الاعترافي الحديث، علاوة على المجامع المسكونية السبعة، لأنه من تاريخ إنشاء كنائس جديدة أخرى أصبحت الكنيسة الأرثوذكسية عددياً بصورة طبيعية وفي الواقع كنيسة من الكنائس الموجودة بالرغم منها وبالرغم من جوهرها وطبيعتها وحقوقها، فالكنيسة الأرثوذكسية كما ورد سابقاً تعترف جيداً بأن القسم الأكبر من المسيحيين هو خارج عما بقي من الكنيسة الواحدة غير المنقسمة والذي يشكل الكنيسة بالذات، فعندما تحل مشكلة الانفصال عن طريق عودة الكنائس المنفصلة إلى الكنيسة الأرثوذكسية، عند ذلك تظهر ضرورة دعوة مجمع مسكوني ثامن تشترك فيه كل الكنائس المسيحية على أساس المساواة بالحقوق، ويصبح هذا المجمع المسكوني الثامن مجمعاً مسكونياً للكنيسة الواحدة غير المنقسمة، لذلك فالمجامع الكبرى التي انعقدت في القسطنطينية سنة 861 و 879 أيام كانت الخلافات على أشدها بين الكنيسة الغربية والشرقية لم تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية كمجامع مسكونية، مع أنها تقف إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسية، بعكس الكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرت لسبب بسيط المجامع المضادة لهذين المجمعين مسكونية وذلك لأنها تلعن فوتيوس وكيرولاريوس.
الاعتراف بشرعية الكنائس الحديثة.
إن الكنيسة الأرثوذكسية تشعر بالصعوبات القائمة التي تمنع المجمع المسكوني الثامن من الانعقاد بالنسبة للكنائس المسيحية الأخرى الموجودة خارج الكنيسة الواحدة غير المنقسمة، وتفضل التأجيل اللامحدود على دعوة المجمع الذي سيكون بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية ذا طابع اعترافي حديث، وما يجعل الدعوة إلى مجمع مسكوني ثامن صعباً هو مشكلة إمكانيات الكنائس التي هي خارج الكنيسة الأرثوذكسية من الاشتراك فيه في حالتهم الحاضرة، والصعوبة لا تظهر من الناحية الأرثوذكسية معقدة كما هي في الكنيسة الكاثوليكية، فالكنيسة الغربية أبدت رأيها واعتبرت الكنائس البروتستنتية هرطوقية، أما الكنيسة الأرثوذكسية فلم تبد رأيها رسمياً وذلك لسبب بسيط وهو أن الكنائس هذه قد ظهرت بعد المجمع المسكوني السابع، وخرجت من صلب الكنيسة الغربية، ولم تبد الكنيسة الأرثوذكسية رأيها في طبيعة وحالة هذه الكنائس، خصوصاً والكنائس قد تشكلت بسبب انقسامات جرت في أزمان متعددة ولم يعقد مجمع مسكوني بعد ليعطي قراراً بشأنها، ومهما كان فحَّـل الكنيسة الأرثوذكسية لطبيعة ومركز هذه الكنائس التي هي خارج الكنيسة الأرثوذكسية سيكون نهائياً، فيما إذا كان لها الحق أن تصبح كما هي أو كما يجب أن تكون من أعضاء الكنيسة الواحدة غير المنقسمة.
إني لعارف بأن الكثيرين من الأخوة الكاثوليك والمحاجين لا يرون أن هذا المركز الذي للكنيسة الأرثوذكسية، مستند إلى أساس متين، لذلك يقفون موقف الحذر فيما يتعلق بصحة ذلك، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية التي ترتكز على أسس ومبادئ كانت ترتكز عليها الكنيسة الأساسية كما قلنا سابقاً، لا تستطيع إلا وأن تعتبر نفسها الكنيسة الباقية من الكنيسة التي لا تنقسم، وعلى هذا الأساس ترى الكنيسة الأرثوذكسية من الواجب والنافع الاشتراك في الحركة المسكونية، فشرح مركزها والاعتراف الاجماعي بمركز الكنيسة غير المنقسمة، سيقودان إلى الوحدة الحقيقية على الأساس القديم، وهذا الاتحاد بواسطة العناصر الحية في الكنائس المسيحية التي هي خارج الكنيسة غير المنقسمة سيصبح بسهولة (بعد الاتحاد) منطلقاً للتطور الجديد للكنيسة الواحدة المسيحية في المستقبل.
الاتحاد غلبة الإيمان المسيحي في العالم.
يظهر من كل هذا أن الدعوة إلى المجامع المسكونية السبعة لا تعني تقهقراً وجموداً، بل بالعكس دليلاً على وجود الضمير الإجماعي الحي في الكنيسة الأرثوذكسية التي تنتظر بصلاة صابرة وبتواضع إحياء الكنيسة الواحدة غير المنقسمة باتحاد الكنائس التي هي خارج الكنيسة الواحدة، هذا الاتحاد الذي إذا تم خصوصاً، والرغبة بإعادة الكنيسة الواحدة حارة في كل مكان لا يعني إلا غلبة الإيمان المسيحي في العالم (يوحنا الجامعة1: 5 و 4)، إني أدرك بأن غير الأرثوذكسيين لأسباب عديدة لا يستطيعون أن يدركوا وجهة نظر الكنيسة الأرثوذكسية، ولكني واثق بأن إعادة الكنيسة Una Sancta غير ممكن إذا لم تستند على الشعور الإجماعي النقي، الذي يدرك الكنيسة الواحدة كما تأسست تاريخياً من السيد المسيح، لهذا السبب لا تستطيع الكنيسة إلا أن تكون واحدة غير منقسمة من تاريخ تأسيسها إلى منتهى الدهر، إلى حين ظهور أورشليم الجديدة التي يرتبط بها المؤمنون بالمسيح. وإجمالاً لما ورد أقول أن النقاط الآتية هي أهم النقاط في التعليم حول طبيعة الكنيسة من وجهة أرثوذكسية، وهي لا تختلف عن النقاط التي كانت تؤمن بها الكنيسة الواحدة غير المنقسمة:
1) إن الكنيسة واحدة منظورة (مجندة) وفي الوقت ذاته غير منظورة (ظافرة).
2) هدف ورسالة الكنيسة واحد خلاص المؤمنين.
3) الوسائل التي بواسطتها يتحقق هذا الهدف هي كلام الله والأسرار المقدسة.
4) رأس الكنيسة وقائدها هو يسوع المسيح وسلطتها ترتكز على الحقيقة التي كشفها السيد أما الإيمان فهو الأساس الوحيد لها.
5) إن النظام الكنسي كما وضع في الكنيسة القديمة من قبل السيد يسوع لا يكفل نقاوة التعليم فحسب بل يؤمن نجاح رسالتها في العالم.
6) الإكليروس والشعب يشكلون جماعة الكنيسة والتعبير عن سلطتها وعن وجدان الكنيسة التي هي مظهر الجسد السري للمسيح.
7) الكنيسة (كواحدة) مافتئت موجودة وهذا الوجود يتنافى مع المحاولات لإعادة الكنيسة إلى ما كانت عليه.
 
قديم 05 - 02 - 2019, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 22426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار يعقوب النصيبيني‎ ‎‏(+338م)‏
13 كانون الثاني غربي (26 كانون الثاني شرقي)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لمع بعلمه منذ حداثته وكان تقياً، متواضعاً، غيوراً على الفقراء. لما بلغ الأشدّ نسك. كان يقضي الربيع والصيف والخريف في الغابات قريباً من مدينة نصيبين. وكان يمضي فصل الشتاء في أحد الكهوف. كان لا يغتذي سوى مما تنبته الأرض من ذاتها، لايبذر ولا يحصد. كانت تكفيه ثمار بعض الأشجار البرّية وبعض بقول الأرض. حسبه منها ما يحتاج إليه جسده ليستمر في الحياة. كان يستتر بثوب من شعر الماعز. لم يعتد العمل بيديه. انصرف بالكليّة إلى التأمل في الإلهيات والصلاة والتسبيح. كان عرضة للأمطار والثلج والجليد وكذا لأشعة الشمس المحرقة. جهد في العيش كمن لا جسد له. ويبدو أنه نجح في ذلك، بنعمة الله، إلى حد بعيد. ففيما استغرق مرة في الصلاة، والزمن شتاء قاس، غمرته الثلوج ولما يفطن لها. منّ عليه الرب الإله بموهبة صنع العجائب. مما يروى عنه أنه مرّ بقرية ذات يوم فالتقى نسوة يغسلن الثياب عند عين ماء وهنّ عاريات الرجلين فلم يحتشمن لرؤيته وأخذن ينظرن إليه بالغمز والقهقهة فلعن العين فنضب ماؤها للحال وأبيض شعر النسوة فارتعدن وأسرعن إلى القرية وأخبرن بما جرى لهن فخرج الرجال إلى يعقوب وتضرّعن إليه أن يغفر للنسوة ويعيد المياه إلى مجراها، فرقّ لهم ونزل عند رغبتهم. يروى عنه أيضاً أنه مرّ بقاض مرة، وكان ظالماً، فرسم على صخر في الجوار علامة الصليب فانفلق، فدهش القاضي واعتبر وأنصف المظلوم. ويحكى عنه أيضاً أن لصوصاً رغبوا في أخذه بالحيلة، فادّعى أحدهم أنه ميت فيما وقف رفاقه يسألون الصدقة عوناً لهم على دفن رفيقهم، فرقّ يعقوب لحالهم وأعطاهم بعض المال وانصرف. فأخذوا ما حصّلوه وقهقهوا عليه ظناً منهم أنهم خدعوه. فلما جاؤوا إلى صاحبهم وجدوه ميتاً بالفعل فارتاعوا ولحقوا بالقديس واعترفوا بخطيئتهم نادمين وسألوه الصفح لهم والحياة لصاحبهم فرثى لحالهم. وبعدما وعظهم أقام الميت وأطلقهم. كل هذا وغيره جعله معروفاً بين الناس فرغب فيه شعب نصيبين أسقفاً عليهم فقاومهم ثم رضخ لمشيئة الله فيهم. كان ذلك قرابة العام 308م. واستمر القديس في تشدّده في النسك حيال نفسه.
صورة يعقوب أسقفاً كانت صورة الأب الحقيقي. قال عنه القديس أفرام السرياني الذي تتلمذ له واعتمد منه وهو في الثانية عشرة: "هو الذي أولد نصيبين وأرضعها وحملها على ركبتيه حتى أضحت بمثابة ابنة حقانية له. ساسها بالوداعة والعصا في آن. كان لشعب نصيبين مربياً مخوفاً هو أول من بنى الكنيسة الكبرى فيها. واستمر بناؤه لها سبع سنوات.
اشترك القديس في المجمع المسكوني الأول في نيقية، عام 325م. كان معه القديس أفرام السرياني الشمّاس. وهو أول من أسّس مدرسة نصيبين الشهيرة. وفي السنة 338م خلّص المدينة من هلاك محتم. فقد حاصرها شابور الثاني، ملك الفرس، فامتنعت عليه. بقي ثلاثة أشهر وضيّق عليها، فلم يتمكّن منها. حبس مياه النهر عنها أياماً ثم أطلقها. كان يأمل في أن يحدث اندفاع المياه ثغرة في الأسوار فيقتحمها. قضى القديس الليل بطوله في الصلاة ليحفظ الله شعبه من سيوف الأعداء. فلما طلع النهار كانت الأسوار كاملة منيعة. ثم طلب يعقوب في الصلاة إلى الله أن يذل كبرياء المهاجمين بأضعف سلاح: الذباب! فاجتاح الذباب جيوش الفرس كما اجتاح المصريين في زمن موسى النبي. وبلغ ضيق العسكر مبلغاً كبيراً حتى اضطروا إلى العودة إلى بلادهم.
بعد قليل من تلك الحادثة، رقد القديس يعقوب في الخامس عشر من شهر تموز من السنة 338م. وقد جرى نقل رفاته إلى القسطنطينية سنة 970م.
شمل تأثير يعقوب الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية وأرمينيا وبلاد ما بين النهرين. كما ترك مؤلفات جليلة باللغة السريانية وتنسب إليه إحدى الليتورجيات المعروفة. له عدد من الكنائس والأديرة في لبنان على اسمه. بينها كنيسة في كفرحزير ودير للموارنة قرب دوما البترون يعرف بدير مار يعقوب الحصن.
طروبارية القديس يعقوب النصيبيني باللحن الثامن
لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ يعقوب فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.
 
قديم 05 - 02 - 2019, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 22427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار يوحنا الهدوئي
8 كانون الثاني غربي (21 كانون الثاني شرقي)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أصله ورهبنته
أصله من نيقوبوليس في أرمينيا. والداه، انكراتيوس وأوفيميا. كانا من علية القوم. غزيري الثروة. تقيين. أبصر النور في 8 كانون الثاني 454م. إثر وفاة والديه أخذ نصيبه من الميراث وابتنى لنفسه كنيسة على اسم والدة الإله. ثم اعتزل هو وعشر من الفتية أترابه فيها وسلكوا في الحياة الرهبانية المشتركة. عمره يومذاك كان ثمانية عشر ربيعاً. يستفاد من سيرته أنه كان شديد القسوة على نفسه. اهتم بضبط معدته واحتقر الغرور. كان يعلم أن المعدة الملآى تساعد على السهر والصلاة ولا على حفظ العفة. وأنه لا سبيل إلى النسك الحق بغير الصحو والطهارة والتواضع.
أسقفاً راهباً
في الثامنة والعشرين استدعاه متربوليت سبسطيا، بعدما ذاع صيته، وجعله عنوة، أسقفاً على مدينة كولونيا. لم يشأ أن يغير طريقته النسكية فكان راهباً في الدار الأسقفية همّه نقاوة القلب وعفة الجسد، سالكاً في الأصوام والأسهار والصلوات. مستأسراً كل فكر إلى طاعة المسيح.
هرباً من الأسقفية
ثبت يوحنا في الأسقفية تسع سنوات فر بعدها من ضوضاء العالم ولولبيته إلى المدينة المقدسة أورشليم. أقام حائراً في بيت للغرباء. هناك، ردحاً من الزمان. لا يعرف إلى أين يتجه. صلى كثيراً بدموع ليهديه الرب الإله إلى مكان يخلد فيه إلى الهدوء.
إلى الدير الكبير
وذات ليلة، فيما كان يتمشى في باحة الدير تطلع إلى السماء فأبصر، فجأة، نجماً مضيئاً في شكل صليب يدنو منه، وصوت من النجم يقول له: "إذا كنت ترغب في الخلاص فاتبع هذا الضوء". تحرك يوحنا، لتوه، باتجاه النجم فتحرك الضوء أمامه وقاده إلى الدير الكبير الذي أسسه البار سابا المتقدس (439 -532م). كان القديس سابا، آنئذ، على رأس مئة وخمسين ناسكاً يسلكون في فقر شديد. وهم ممتلئون من مواهب الروح. لم يشأ الرب الإله أن يكشف لرئيس الدير هوية القادم الجديد. فجعله في مصاف المبتدئين وأحاله على خادم الدير ليكون تحت أمرته. كل ذلك كان ليوحنا مدعاة للفرح لأنه لم يكن أطيب على قلبه من أن يكون مجهولاً من الجميع وخادماً للجميع.
أقام سنتين مطيعاً للخادم والآباء، يؤدي ما يكلفونه به بغيرة واتضاع كبيرين: يحضر لهم الماء ويطهو الطعام للبنائين ويهتم بالحجارة ومواد البناء الأخرى. بيت الضيافة يومها كان في طور البناء، وكذلك دير الشركة. إثر ذلك أعطاه القديس سابا قلاية ليخلد فيها إلى الوحدة والهدوء. بقي ثلاث سنوات لا يغادر قلايته إلا أيام السبت والأحد. إلى الكنيسة، ليشترك وسائر النساك في الصلوات والقدسات. كانت توبته فائقة حتى لم يكن يقوى على تمالك نفسه عن البكاء.
امتحان ناجح
ورغب القديس سابا في سيامة يوحنا كاهناً لما رآه عليه من فضيلة وكمال. فأخذه إلى المدينة المقدسة وعرضه على رئيس الأساقفة، إيليا، معدداً له مزاياه. وفيما كان رئيس الأساقفة يستعد لوضع اليد على يوحنا، قال له قديسنا: "أريد أن أخبرك، يا أبانا الجليل، أنه قد سبق لي قبل مجيئي إلى الدير أن ارتكبت خطايا أود أن اعترف بها لديك، فإذا حسبتني بعدها مستأهلاً للكهنوت فليكن كما تريد". وأتاح له رئيس الأساقفة فرصة إبداء اعترافه، فقال له يوحنا: "أتوسل إلى قداستك أن تعفيني وألا تكشف سري لأحد لئلا تتسبب في خروجي من هذه الديار... فلقد سبق لي يا أبي أن كنت أسقفاً على إحدى المدن في أرمينيا، ثم لما رأيت تفاقم الشر فررت من هناك وجئت إلى البرية وانتظرت افتقاد إلهي. قلت في نفسي ما دمت قوي البنية فلأخدم الآباء حتى إذا فارقتني قوتي لا أكون ملاماً بل كما خدمتهم يخدمونني". فلما سمع رئيس الأساقفة كلامه تعجب واستدعى القديس سابا وقال له أن يترك يوحنا وشأنه لأن ما لديه يحول دون صيرورته كاهناً. ولما قال هذا صرفهما.
وحدة كاملة
نعم يوحنا، بعد ذلك، بوحدة كاملة في الدير حتى لم يخرج إلى الكنيسة ولا يكلم أحداً ما خلا ذاك الذي كان يقوم بخدمته. دامت هذه الفترة من حياته أربع سنوات. خرج بعدها إلى برية روبا المتاخمة للبحر الميت، إلى الغرب، بعدما تعرض الدير لاضطرابات داخلية. استقر هناك، في مغارة، ست سنوات بعيداً عن كل إنسان. منصرفاً إلى الهدوء الكامل والصلاة المتواصلة، يتمرس على السير قدماً من مجد إلى مجد في مراقي النور الإلهي. كان لا يخرج من مغارته سوى مرة كل يومين أو ثلاثة ليلتقط بعض الحشائش البرية ويسد يها حاجة الجسد. وإذ خرج مرة لهذا الغرض تاه: وبعدما استنفذ قواه استسلم. فإذا به فجأة يرتفع في الفضاء. وتعيده قوة العلي إلى المغارة. كانت المسافة بين المكان والمغارة خمسة أميال.
عن أخباره
يروى عنه أن أخاً من الرهبان أتى إليه مرة فأقام معه ناسكاً لبعض الوقت. وإذ قرب الفصح قال الأخ للشيخ: "هيا بنا يا أبي نصعد إلى الدير الكبير لنشارك الآباء بهجة الفصح لأنه ليس هنا ما نأكله غير هذه الأعشاب البرية". فلم يجبه الشيخ أول الأمر. ولما وجده مصراً نصحه بأقوال كهذه: "لنحفظ الهدوء يا أخي وليكن عندك إيمان أن من عال الآلاف الستمائة، في البرية، أربعين سنة، سوف يبعث لنا لا بما نحتاج إليه وحسب بل بأكثر من ذلك. أليس هو القائل: لا أخيبك ولا أتخل عنك؟ وفي الإنجيل، ألم يقل لا تهتموا بما تأكلون ولا بما تشربون ولا بما تلبسون، لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. بل اطلبوا ملكوت السماء وبر الله وكل ما عدا ذلك يزاد لكم؟ تصبر، يا بني، واختر الطريق الضيق لا الواسع، لأن إطلاق العنان للأهواء والرغبات والشهوات يولد عقاباً أبدياً فيما الإماتة الحاضرة تعدنا للتمتع بالخيرات الأبدية". لم يقتنع الأخ بهذا الكلام بل قام فغادر الشيخ إلى الدير الكبير. وبعد قليل، حضر إنسان لم تكن للشيخ به معرفة سابقة وكان معه حمار محمل خيرات من الخبز الأبيض الطازج والخمر والزيت والجبن والبيض والعسل. أنزل الغريب هذه البركات من على الحمار ثم انصرف. فرح يوحنا بالروح لهذا الافتقاد الإلهي فيما ضيع الأخ طريقه وعاد إلى الشيخ، في اليوم الثالث، جائعاً مضنى. فلما عاين الخيرات أدرك عناده وقلة إيمانه وطلب المغفرة بتوسل على ركبتيه. فأقامه الشيخ قائلاً له: "لقد كان هذا يا بني لتعلم أن الله قادر أن يعد مائدة في البرية".
أسد وبرابرة
ومرة أخرى تغلغل البرابرة في البرية وأضحت الأديرة والمناسك كلها في خطر، فأرسل الآباء إلى يوحنا كلمة يقولون له فيها أن يترك مكانه ويأتي إلى الدير الكبير، ولو إلى حين، فأبى قائلاً: "إن لم يكن الله حافظي فلم أعيش؟" قال هذا ولازم القفر. وعلى كلمة يوحنا أرسل الله ملائكته إليه ليحفظوه. مع ذلك شعر يوحنا ببعض الخوف فأرسل إليه الله علامة منظورة ليثبته في قصده. أسداً هائلاً أضحى له حارساً ومرافقاً ليل نهار حتى لا يجرؤ البرابرة على الدنو منه. هكذا تمت الكلمة التي قيلت في المزمور أن الله "لا يدع عصا الخطأة تستقر على نصيب الصديقين". وعاد القديس سابا إلى ديره بعد غياب ثم جاء إلى يوحنا وقال له: "أترى، لقد حماك الله من مؤامرات البرابرة وثبتك لما أرسل إليك حامياً منظوراً. ولكن، كفاك الآن، قم اسلك كغيرك من الناس واهرب كما هرب الآباء حتى لا تقع في الغرور". وإذ أرشده بكلام كهذا قام يوحنا فعاد إلى الدير الكبير. لا كمن له حظوة عند الله بل كبقية النساك.
خروج النفس من الجسد
ومما يحكى عنه أيضاً أنه رغب مرة في معرفة كيفية خروج النفس من الجسد. وفيما كان يسأل الله بحرارة أن يمن عليه بذلك، إذا به يخطف بالروح إلى بيت لحم ويعاين في رواق الكنيسة. هناك، رجلاً صديقاً لم يسبق له أن التقاه. هذا كان مطروحاً على الأرض وعلى أهبة الموت. وقد رأى يوحنا نفس الرجل تتلقاها الملائكة وتحملها إلى السماء مصحوبة برائحة الطيب والتراتيل. وإذ عاد إلى نفسه اشتهى أن يرى بعينيه الحسيتين ما إذا كان الأمر قد حدث كما رآه بروحه أم لا، فقام لساعته وسافر إلى بيت لحم، وجاء إلى الكنيسة فوجد الرجل عينه مطروحاً حيث عاينه أولاً. فضمه إلى صدره وتبرك به وقام فدفنه ثم عاد إلى قلايته.
لا بركة للهراطقة
ومرة جاء تلميذه ثيودوروس برجل هرطوقي إليه. وبعدما طرق على بابه وأطل الشيخ، قال ثيودوروس بحركة عفوية: "باركنا يا أبتي". فأجاب الشيخ: "أما أنت يا ثيودوروس فلك بركتي، أما هذا الذي معك فلا بركة له حتى يعود عن غيه".
زيارة في الحلم
ومن أخباره، إن إحدى شماسات الكنيسة العظمى في القسطنطينية رغبت في رؤيته والتبرك به والتحدث إليه. ولما كان محظراً على النساء دخول دير القديس سابا عزمت على التخفي بزي الرجال. وإذ هي منهمكة في تدبير الأمر على هذا النحو إذا بها تتلقى رسالة من القديس يوحنا يقول لها فيها أن لا تحاول المجيء إليه متخفية لأنه لن يراها. في مقابل ذلك أخبرها بأنه سيزورها شخصياً، ولكن في الحلم، وهذا ما حدث بعد أيام. جاء إليها في حلم الليل وتحدث إليها وأخبرها بكلام الله.
بذرة في الصخر
أخيراً وليس آخراً. قال القديس يوحنا لتلميذيه ثيودوروس ويوحنا: "استمعا إلي يا ولدي! إذا أعطى الله لهذه البذرة في الصخر أن تخرج ثمراً فأعلما أنه قد منحني موهبة ملكوت السموات". قال هذا وألصق بذرة تين في الصخر المجدب الذي لا أثر فيه للحياة أو الرطوبة أو التربة. فوق قلايته. وكان العجب. فكما أفرخت عصا هرون اليابسة وأزهرت زهراً وأنضجت لوزاً (عدد8:17-9). هكذا حصل لبذرة التين في الصخر: أنتشت وأورقت وأزهرت وعقدت وأثمرت ثلاث تينات. هذه أخذها الشيخ بدموع وأكلها شاكراً الله على عظيم حنانه، وأعطى تلميذيه قليلاً منها. مذ ذاك أخذ يعد نفسه للرحيل. وقد رقد بسلام في الرب، ممتلئاً نعمة، وهو في الرابعة بعد المائة. في الثامن من شهر كانون الثاني من العام 558 للميلاد.



 
قديم 05 - 02 - 2019, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 22428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النبي الكريم السابق المجيد يوحنا المعمدان
7 كانون الثاني غربي (20 كانون الثاني شرقي)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نقيم اليوم تذكاراً حافلاً للقديس النبي السابق المجيد لأنه أداة العيد الذي احتفلنا به البارحة، عيد الظهور الإلهي، على غرار العيد الجامع لوالدة الإله الذي احتفلنا به في اليوم التالي من عيد الميلاد المجيد. هكذا جرت العادة بالنسبة لبعض الأعياد السيّدية. لن نعيد الكلام الذي سبق لنا أن أوردناه في أعياد أخرى مرتبطة بالسابق المجيد كتذكار القديس زكريا النبي (5 أيلول) وعيد الظهور الإلهي (6 كانون الثاني).هذا بإمكان القارئ العزيز مطالعته في موضعه، بل نكتفي بالصورة التي ارتسمت عنه في خدمتنا الليتورجية ومكانته في ترتيباتنا الكنسية.
النبي الكريم السابق المجيد، في خدمة اليوم، هو مسّار سماوي للثالوث ومصباح بالجسم، وغصن للعاقر وصديق مولود البتول مريم. وهو عاشق الروح وبلبل النعمة الناطق بالله وإناء شريف كلّي النقاوة لعدم الهوى. زيّنته حكمة الله وتلألأ بمصابيح الفضيلة الفائقة الطبيعة وأظهر سيرة عادمة الهيولى. يعتبر أرفع الأنبياء شأناً وأعظم مواليد النساء. هذا بشهادة الرب يسوع نفسه (متى 11). وهو الوسيط بين العهدين القديم والجديد وخاتمة الأنبياء (صلاة السحر- الأودية السادسة)، مقاماً من الشريعة والنعمة في آن، مختتماً الأولى ومفتتحاً الثانية (صلاة السحر – الأودية التاسعة). خاتمة الناموس وباكورة النعمة الجديدة (صلاة السحر- الأودية السابعة). وهو مساوِ للملائكة بسيرته الغريبة وقد أجاز حياته كمثل ملاك على الأرض وسكن القفر "منذ عهد الأقمطة" (صلاة السحر – ذكصا الإينوس). كما أنه بارتكاضه في الحشا ( لوقا 1 : 44) أنبأ بسرور بالثمر البتولي في بطن مريم وسجد له (الأودية الأولى).
ويبقى السابق المجيد في الكنيسة بعد شهادته للمسيح في حياة المؤمنين في كل جيل. فهو نموذج الزهد والبتولية وحياة التوبة واللاهوى، وهو زعيم الرهبان وساكن القفار لا يكفّ عن الإعداد لمجيء السيد فينا. "أعدّوا طريق الرب. أجعلوا سبله قويمة". ونحن باتباعنا صوته الداعي إلى التوبة نستعدّ حسناً لأقتبال المعمودية وتفعيلها، ونحفظ، في خطّه الزاهد المتقشف، نعمة الله المستودعة بالمعمودية وننميها إلى أن يستقر الرب يسوع المسيح فينا بالكلية في ملء قيامته المجيدة.
هذا وقد كانت الكنيسة قديماً ترتّل له، في مثل هذا اليوم، الطروبارية التالية: " إيها السابق، يا نبي القفر ومواطن البرية، يا من سمع الصوت الإلهي للآب واستحق أن يعمّد الابن والسيد، الذي عاين الروح القدس بأمّ العين وأذاع للجميع معمودية التوبة، سل أيضاً من أجلنا، نحن الخطأة ، الشفاء بالمياه وصلواتك لكيما تكون لنا من لدن المسيح الرحمة الغنية العظمى".




 
قديم 05 - 02 - 2019, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 22429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار يعقوب الناسك
28 كانون الثاني غربي (10 شباط شرقي)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمضى خمسة عشر عاماً من عمره ناسكاً في مغارة بقرب حيفا في فلسطين. انكبّ على النسك والصلاة بحميّة حتى منّ الله عليه بموهبة صنع العجائب. أخذ الزوّار يأتون إلى مغارته. هدى إلى المسيح عدداً كبيراً من السامريّين. أراد بعض السامريّين إفساده و الإيقاع به. أرسلوا له امرأة هوى تلبس لباس راهبة.
وقفت عند بابه وتوسلت أن يفتح لها. ألحّت فخرج إليها. تمسكنت وادّعت أن صدرها يؤلمها ألماً شديداً. أقنعته بفرك ظهرها. لكي يقاوم تجربة الجسد جعل يسراه في النار بقربه. فلما رأت المرأة ما فعل ارتجّت نفسها واعترفت بإثمها وتابت وترهّبت. ذاع صيت القدّيس و ازدادت عجائبه وإقبال الناس عليه.
خرج من هناك والتمس موضعاً آخر هادئاً على بعد أربعين ميلاً بقرب نهر من الأنهر. بعد زمان طويل ظنّ أنه ملك الفضيلة فأخذ يستقبل الناس من جديد. كان في نفسه أثر لعدم النقاوة. حسب نفسه فوق ما هو. هذا كان كافياً لتجربة الشيطان له. جاءه رجل بابنته، مرة، وكان فيها روح خبيث، فشفاها القدّيس بصلاته. وإذ خشي الأب على ابنته أن يعود الروح الخبيث إليها تركها عند المغارة. في تلك الأثناء تحرّكت في رجل الله شهوة الجسد، رغم سنوات النسك الطويلة التي قضاها، فصنع شراً بالفتاة.
ثم شعر بالخجل الشديد وخشي على سمعته من الناس فقتلها وألقى بجثتها في النهر. فلما عاد إلى نفسه وأدرك فظاعة وبشاعة ما صنع سقط في اليأس و قرّر العودة إلى العالم. في الطرق التقى شيخاً قديساً عرف بالروح ما هو عليه فحمله على الاعتراف بخطيئته ثم وعظه و أكدّ له رحمة الله و أن الله يقبل التائبين.
فلما انصرف من أمامه وقع على قبر مهجور دخله وجمع العظام وجعلها على حدة ووقف ليرفع إلى الله صلاة متّضعة بقلب مكسور. أمضى هناك عشر سنوات في التوبة و البكاء. لم يدر به أحد. كان يخرج في الليل فقط ليلتقط بعض الأعشاب البرية مأكلاً. سامحه الله وسكنت فيه نعمته فعاد يصنع العجائب. رقد بسلام في سن الخامسة والسبعين. وقد بنيت كنيسة فوق ضريحه.
 
قديم 05 - 02 - 2019, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 22430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة الشهيدة يولياني أميرة فيازما‎ ‎‏(+1406م)‏
21 كانون الأول غربي (3 كانون الثاني شرقي)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت زوجة لأمير روسي يدعى سمعان.
وقع في حبها رجل اسمه جاورجيوس، أميراً على سمولنسك، ورغب فيها لنفسه.
قام هذا الأخير على زوجها فقتله.
زهدت يولياني في الحياة الدنيا وانصرفت إلى حياة الصلاة والعفة والفضيلة.
عرض عليها جاورجيوس الزواج فصدته، حاول استمالتها بكل الطرق الممكنة فخيبته.
تحول هيامه بها عنفاً. ضربها بالفأس فقتلها ثم رماها في النهر.
أحصتها الكنيسة الروسية في عداد قديسيها.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025