![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 224091 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
ماذا فعل شمعي بن جيرا عندما كان داود هاربًا من وجه أبشالوم " كَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا وَرَأْسُهُ مُغَطَّى وَيَمْشِي حَافِيًا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ غَطَّوْا كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ وَهُمْ يَبْكُونَ" (2صم 15: 30).. " وَكَانَتْ جَمِيعُ الأَرْضِ تَبْكِي بِصَوْتٍ عَظِيمٍ" (2صم 15: 23) فخرج شمعي بن جيرا وأخذ يسبَّ الملك ويرشقهم بالحجارة وهو يصرخ: "اخْرُجِ! اخْرُجْ يَا رَجُلَ الدِّمَاءِ وَرَجُلَ بَلِيَّعَالَ!" (2صم 16: 7) فأراد أبيشاي أن يقتله فمنعه داود. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224092 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
في عودة داود إلى عرشه بعد قتل ابنه أبشالوم الذي ثار عليه، خرج شمعي بن جيرا ومعه ألف رجل مُقدّمًا اعتذاره لداود، ليس عن اقتناع ولكن عن خوف، وأراد أبيشاي أيضًا أن يقتله، "فَقَالَ دَاوُدُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ حَتَّى تَكُونُوا لِيَ الْيَوْمَ مُقَاوِمِينَ؟ آلْيَوْمَ يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي إِسْرَائِيلَ؟" (2صم 19: 22) أي أن شمعي فعلًا يستحق القتل، ولكن ليس اليوم... يستحق القتل لأنه أخطأ في شخص داود، كما أخطأ في مركز ملك إسرائيل، وقد صفح داود وغفر عن الإساءة الموجهة إليه شخصيًا، ولكن ليس لداود التهاون في من يمس كرامة ملك إسرائيل، ولهذا أوصى داود ابنه سليمان قائلًا: "وَهُوَذَا مَعَكَ شِمْعِي بْنُ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيُّ مِنْ بَحُورِيمَ، وَهُوَ لَعَنَنِي لَعْنَةً شَدِيدَةً يَوْمَ انْطَلَقْتُ إِلَى مَحَنَايِمَ، وَقَدْ نَزَلَ لِلِقَائِي إِلَى الأُرْدُنِّ، فَحَلَفْتُ لَهُ بِالرَّبِّ قَائِلًا: إِنِّي لاَ أُمِيتُكَ بِالسَّيْفِ. وَالآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَاعْلَمْ مَا تَفْعَلُ بِهِ وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِالدَّمِ إِلَى الْهَاوِيَةِ" (1مل 2: 8-9) وظل داود الملك ملتزمًا بحلفه طالما كان على قيد الحياة، وفعلًا برَّ داود بحلفه، وطالما كان على قيد الحياة لم يجرؤ أحد على قتل شمعي، أما بعد موته فقد صار في حلّ من حلفه، وقد تحولت القضية برمتها إلى الملك سليمان ليحكم فيها حسب حكمته، فبالرغم من أن داود عفا عن شمعي لكن لم يحسبه بريئًا، بل هو مذنب من وجهة نظره يستحق العقوبة. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224093 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
أعطى سليمان بحكمته فرصة جديدة لشمعي لينجو من حكم الموت فقط حدد إقامته في بيته بأورشليم وحذره قائلًا: "فَيَوْمَ تَخْرُجُ وَتَعْبُرُ وَادِيَ قَدْرُونَ، اعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، وَيَكُونُ دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ. فَقَالَ شِمْعِي لِلْمَلِكِ: «حَسَنٌ الأَمْرُ. كَمَا تَكَلَّمَ سَيِّدِي الْمَلِكُ كَذلِكَ يَصْنَعُ عَبْدُكَ». فَأَقَامَ شِمْعِي فِي أُورُشَلِيمَ أَيَّامًا كَثِيرَةً." (1مل 2: 37-38) وحافظ شمعي على وعده ثلاث سنوات، وبعد ثلاث سنوات هرب عبدان من عبيد شمعي، وإذ سمع أنهما في " جت " استباح العهد الذي قطعه على نفسه وأسرع وأحضر عبديه وعاد إلى أورشليم، وبهذا استحق الموت عن جدارة. ويقول " القمص تادرس يعقوب": "وعندما عاد داود إلى أورشليم سقط شمعي عند قدميه ووعده الملك بأنه لن يقتله، إذ لم يرد أن يمزج فرح الشعب بعودته إلى عرشه بممارسة أية عقوبة (2صم 19: 19 - 24). لقد غفر له فيما يخصه شخصيًّا كداود، أما كونه قد أخطأ في حق مسيح الرب والملك ممثل الله، فليس من حق داود التهاون في هذا الحق. لقد جاءت وصية داود الملك لابنه: "لا تبرّره " بمعنى ألا تعاقبه عن رغبة شخصية من الانتقام لي ولك، وإنما تحكم عليه كقاضٍ عادلٍ لا يبرر المذنب. لقد أكد داود اتساع قلبه بالحب لمقاوميه، فلم يمس شمعي بأذى كل أيام حياته، وأكد أيضًا خطورة التسيب في معاقبة المجرمين لذا طلب من ابنه ممارسة الحق الإلهي. بقوله " لا تبرّره " يعني لا تحسبه بارًا لأني حلفت له أني لا أقتله بالسيف، بكونك حكيمًا تصرَّف معه لأنه يمثل خطورة على المملكة، فهو رجل مخادع وليس بريئًا، أنه قد يستغل حداثة سنك فيخطط ضدك"(3). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224094 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يعترض الكثيرون على توصية داود بشأن شمعي ويظنون أنه حنث بقسمه، ونرى: (أ) أن داود وفي بوعده وبقسمه طول حياته. (ب) وإن كان يوصي سليمان بالحذر من شمعي وقتله فكما ذكرنا خوفًا من أن يقوم بحركة مضادة لسليمان وفيها خطورة على سلامة الشعب. (ج) وحتى إن أعتبر البعض داود مخطئًا، فالكتاب لنزاهته يروي الوقائع كما حدثت حتى إن ذكر بها الأخطاء للصديقين، هذا بالإضافة إلى أن داود مجرد إنسان له فضائله وله أخطاؤه، وليس كاملًا إلاَّ الرب يسوع حمل الله الذي بلا عيب" |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224095 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
ماذا فعل شمعي بن جيرا حتى يوصي داود ابنه سليمان بقتله (1مل 2: 8-9)؟ أ - عندما كان داود هاربًا من وجه أبشالوم " كَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا وَرَأْسُهُ مُغَطَّى وَيَمْشِي حَافِيًا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ غَطَّوْا كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ وَهُمْ يَبْكُونَ" (2صم 15: 30).. " وَكَانَتْ جَمِيعُ الأَرْضِ تَبْكِي بِصَوْتٍ عَظِيمٍ" (2صم 15: 23) فخرج شمعي بن جيرا وأخذ يسبَّ الملك ويرشقهم بالحجارة وهو يصرخ: "اخْرُجِ! اخْرُجْ يَا رَجُلَ الدِّمَاءِ وَرَجُلَ بَلِيَّعَالَ!" (2صم 16: 7) فأراد أبيشاي أن يقتله فمنعه داود. ب - في عودة داود إلى عرشه بعد قتل ابنه أبشالوم الذي ثار عليه، خرج شمعي بن جيرا ومعه ألف رجل مُقدّمًا اعتذاره لداود، ليس عن اقتناع ولكن عن خوف، وأراد أبيشاي أيضًا أن يقتله، "فَقَالَ دَاوُدُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ حَتَّى تَكُونُوا لِيَ الْيَوْمَ مُقَاوِمِينَ؟ آلْيَوْمَ يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي إِسْرَائِيلَ؟" (2صم 19: 22) أي أن شمعي فعلًا يستحق القتل، ولكن ليس اليوم... يستحق القتل لأنه أخطأ في شخص داود، كما أخطأ في مركز ملك إسرائيل، وقد صفح داود وغفر عن الإساءة الموجهة إليه شخصيًا، ولكن ليس لداود التهاون في من يمس كرامة ملك إسرائيل، ولهذا أوصى داود ابنه سليمان قائلًا: "وَهُوَذَا مَعَكَ شِمْعِي بْنُ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيُّ مِنْ بَحُورِيمَ، وَهُوَ لَعَنَنِي لَعْنَةً شَدِيدَةً يَوْمَ انْطَلَقْتُ إِلَى مَحَنَايِمَ، وَقَدْ نَزَلَ لِلِقَائِي إِلَى الأُرْدُنِّ، فَحَلَفْتُ لَهُ بِالرَّبِّ قَائِلًا: إِنِّي لاَ أُمِيتُكَ بِالسَّيْفِ. وَالآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَاعْلَمْ مَا تَفْعَلُ بِهِ وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِالدَّمِ إِلَى الْهَاوِيَةِ" (1مل 2: 8-9) وظل داود الملك ملتزمًا بحلفه طالما كان على قيد الحياة، وفعلًا برَّ داود بحلفه، وطالما كان على قيد الحياة لم يجرؤ أحد على قتل شمعي، أما بعد موته فقد صار في حلّ من حلفه، وقد تحولت القضية برمتها إلى الملك سليمان ليحكم فيها حسب حكمته، فبالرغم من أن داود عفا عن شمعي لكن لم يحسبه بريئًا، بل هو مذنب من وجهة نظره يستحق العقوبة. ج - أعطى سليمان بحكمته فرصة جديدة لشمعي لينجو من حكم الموت، فقط حدد إقامته في بيته بأورشليم وحذره قائلًا: "فَيَوْمَ تَخْرُجُ وَتَعْبُرُ وَادِيَ قَدْرُونَ، اعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، وَيَكُونُ دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ. فَقَالَ شِمْعِي لِلْمَلِكِ: «حَسَنٌ الأَمْرُ. كَمَا تَكَلَّمَ سَيِّدِي الْمَلِكُ كَذلِكَ يَصْنَعُ عَبْدُكَ». فَأَقَامَ شِمْعِي فِي أُورُشَلِيمَ أَيَّامًا كَثِيرَةً." (1مل 2: 37-38) وحافظ شمعي على وعده ثلاث سنوات، وبعد ثلاث سنوات هرب عبدان من عبيد شمعي، وإذ سمع أنهما في " جت " استباح العهد الذي قطعه على نفسه وأسرع وأحضر عبديه وعاد إلى أورشليم، وبهذا استحق الموت عن جدارة. ويقول " القمص تادرس يعقوب": "وعندما عاد داود إلى أورشليم سقط شمعي عند قدميه ووعده الملك بأنه لن يقتله، إذ لم يرد أن يمزج فرح الشعب بعودته إلى عرشه بممارسة أية عقوبة (2صم 19: 19 - 24). لقد غفر له فيما يخصه شخصيًّا كداود، أما كونه قد أخطأ في حق مسيح الرب والملك ممثل الله، فليس من حق داود التهاون في هذا الحق. لقد جاءت وصية داود الملك لابنه: "لا تبرّره " بمعنى ألا تعاقبه عن رغبة شخصية من الانتقام لي ولك، وإنما تحكم عليه كقاضٍ عادلٍ لا يبرر المذنب. لقد أكد داود اتساع قلبه بالحب لمقاوميه، فلم يمس شمعي بأذى كل أيام حياته، وأكد أيضًا خطورة التسيب في معاقبة المجرمين لذا طلب من ابنه ممارسة الحق الإلهي. بقوله " لا تبرّره " يعني لا تحسبه بارًا لأني حلفت له أني لا أقتله بالسيف، بكونك حكيمًا تصرَّف معه لأنه يمثل خطورة على المملكة، فهو رجل مخادع وليس بريئًا، أنه قد يستغل حداثة سنك فيخطط ضدك"(3). ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "يعترض الكثيرون على توصية داود بشأن شمعي ويظنون أنه حنث بقسمه، ونرى: (أ) أن داود وفي بوعده وبقسمه طول حياته. (ب) وإن كان يوصي سليمان بالحذر من شمعي وقتله فكما ذكرنا خوفًا من أن يقوم بحركة مضادة لسليمان وفيها خطورة على سلامة الشعب. (ج) وحتى إن أعتبر البعض داود مخطئًا، فالكتاب لنزاهته يروي الوقائع كما حدثت حتى إن ذكر بها الأخطاء للصديقين، هذا بالإضافة إلى أن داود مجرد إنسان له فضائله وله أخطاؤه، وليس كاملًا إلاَّ الرب يسوع حمل الله الذي بلا عيب" |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224096 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
أجل داود الانتقام من يوآب وشمعي للوقت المناسب كان ذلك من قبيل الحكمة، لأن الحكم على يوآب قائد الجيش الناجح قد يؤدي إلى ثورة داخل الجيش، وداود وسليمان نبيان والجميع يقرون هذا يهود ومسيحيين ومسلمين، فمن يقول أنهما أكثر قذارة بين أجداد المسيح سواء كان يهوديًا أو مسيحيًا أو مسلمًا فأنه يضاد عقيدته، ونحن نعترف أن داود النبي وسليمان الملك كليهما من البشر لهما فضائلهما ولهما ضعفاتهما، والإنسان العفُّ اللسان لا ينبغي أن يتفوه بكلمات بذيئة على هؤلاء العظماء في التاريخ الإنساني. أما القول بأن داود كان تجسيدًا بشريًا ليسوع وأنه كان الإله الابن، فهذه مغالطات لاهوتية، لأنه لا يوجد إنسان على سطح الأرض مهما كانت ديانته يقول بمثل هذا، ونحن المسيحيين نؤمن بتجسد واحد وهو تجسد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224097 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كيف يأمر سليمان الملك بقتل أخيه أدونيا لمجرد أنه طلب شيئًا بسيطًا من تركة داود أبيه (1مل 2: 23-25) بالرغم من أن أدونيا امتثل لحكم أبيه بتنصيب سليمان على عرش إسرائيل، وقدم آيات الطاعة لسليمان، وهو الأحق بالعرش من سليمان؟ يقول " ليوتاكسل": "والحقيقة أن أدونيا كان قد ودَّع حلم الجلوس على عرش داود، وأدرك منذ وقت أن حلمه قد انتهى، ولذلك فإن كل ما أراده من تركة داود، فتاة صغيرة جميلة جاؤوا بها في وقت ما لتدفأ عظام داود الهرم، ولم يكن حب أدونيا لتلك الفتاة يعني شيئًا بحد ذاته، بيد أنه تحوَّل إلى ذريعة لواحد من أول قرارات سليمان " الحكيمة": لقد أمر سليمان بقتل أدونيا على الرغم من أن هذا الأخير أدى آيات الولاء لأخيه وأذعن لإرادة أبيه الذي سلبه حقه في العرش" ج: 1- عقب مؤامرة أدونيا وفشل هذه المحاولة وتنصيب سليمان على عرش إسرائيل خاف أدونيا والتجأ إلى الهيكل متمسكًا بقرون المذبح، وعندما أخبروا سليمان: "فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ». فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ فَأَنْزَلُوهُ عَنِ الْمَذْبَحِ، فَأَتَى وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ»." (1مل 1: 52-53) ومعنى قول سليمان " إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ " أي أن نواياه الآن حسنة، ولا يفكر في القيام بعمل مضاد ضد الملك والمملكة فليذهب إلى بيته، وما أجمل أن يبدأ سليمان حكمه بالعدل والحق ولم يفعل سليمان كما فعل أبيمالك بن جدعون الذي قتل أخوته السبعين في يوم واحد على حجر واحد (قض 9: 5) أما سليمان فلم يفكر في قتل أخيه بعد أن خضع له، ولم يفكر في مصادرة ممتلكاته وأمواله، ولم يُحدّد إقامته في بيته كما فعل مع شمعي بن جيرا، بل ترك له كامل حريته في مباشرة أعماله وتحركاته. وكان يجب على أدونيا بعد هذه الحادثة وبعد نجاته من الموت أن يحتاط لنفسه، ولكنه غامر وطلب أبيشج لنفسه إرضاء لشهوة النظر، بينما كانت شهوة قلبه نحو العرش، وكانت النتيجة طريق الموت. ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس " عن طلبة أدونيا " أن الغرض الظاهري لطلبة أبيشج غرامه بجمالها الرائع (1مل 1: 4) غير أن غايته قد تؤول بتأويلات سياسية خطيرة... وربما كانت غاية أدونيا الحقيقية أن يتزوج أجمل سراري أبيه، وبذلك يكون وارثًا للملك وتكون هذه خطوة لمحاولة استرداد المُلك لنفسه... كانت هذه مأساة أليمة قتل فيها أخ أخاه، وسواء أكانت طلبة أدونيا مبنية على رغبته في الزواج من أبيشج لجمالها الفتَّان أو لطمعه في المُلك، فإن المأساة تذكرنا بأن عشق الجمال الجسدي قد يُعرّض الإنسان للأخطاء وللخطر، وكذلك محبة العالم وعدم القناعة والرضى قد تعرضانه أيضًا لأشر الأخطار الروحية والمادية". 2- لم يطلب أدونيا شيئًا بسيطًا من تركة داود أبيه كقول الناقد، إنما طلب أبيشج الشونمية التي كانت في منزلة زوجة أو سُرّية أبيه، حتى وإن كان داود لم يعرفها، وهذا ما تحرمه الشريعة تمامًا، وهذه الحماقة ارتكبها من قبل أبشالوم عندما اضطجع مع سراري أبيه العشرة بحسب مشورة أخيتوفل " فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهًا مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ»." (16: 21). 3- لم يكن أدونيا أحق بالعرش لأن ليس دائمًا البكر هو الذي يحتفظ ببركة البكورية، فقد كان إسحق أصغر من إسماعيل، وهو الذي نال بركة البكورية وكذلك يعقوب، وهو أصغر من عيسو، وهكذا يهوذا، وهو أصغر من رأوبين، وصار سبط يهوذا سبط الملوك، ومنه تجسد السيد المسيح ملك الملوك ورب الأرباب، وقد أدرك أدونيا نفسه أن الرب هو الذي اختار سليمان، ولهذا قال لبثشبع: "فَقَالَ: «أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ الْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ صَارَ لَهُ." (1مل 2: 15) وربما كان أدونيا يشيع في القصر أن المُلك كان له وكل الشعب يريده دون أن يذكر موقف الله، وذلك ليثير تعاطف الشعب معه. 4- زواج أدونيا من أبيشج يعني ضمنيًا حق أدونيا في العرش، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا يفتح باب الصراع بينه وبين أخيه سليمان الحدث السن، وربما لم تدرك بثشبع أبعاد الموقف، ولعلها سُرَّت بأن تكون واسطة خير بين هذين العروسين الجميلين، فقد شهد الكتاب لجمال كل منهما، ولعلها رأت أن تلبية سليمان طلب أدونيا يريح نفسية أدونيا، ويبعده عن الإحساس بالظلم والالتجاء للعنف والدسيسة، ويجعله خاضعًا لأخيه سليمان بنفس راضية، ولكن سليمان بحكمته أدرك أبعاد الموقف، وأن هذه محاولة أخرى للاستيلاء على العرش، فبعد أن قدم الإكرام اللائق لأمه إذ سجد أمامها وأجلسها على يمينه وأبدى استعداده التام لتلبية طلبتها، وإذ به يحتد " فَأَجَابَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَقَالَ لأُمِّهِ: «وَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْأَلِينَ أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ لأَدُونِيَّا؟ فَاسْأَلِي لَهُ الْمُلْكَ لأَنَّهُ أَخِي الأَكْبَرُ مِنِّي! لَهُ وَلأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ وَلِيُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ»" (1مل 2: 22). فبحسب التقاليد والأعراف أن الملك الجديد يستطيع أن يضم نساء وسراري الملك السابق له، ويقول " القمص تادرس يعقوب": "مع أن أبيشج كانت ممرضة لكنها في نظر الشعب كانت كإحدى السراري، وكان لدى الإسرائيليين كما لدى الفارسيين أن من يقتني نساء الملك الميت يكون كمن تولى عرشه (2صم 12: 8؛ 16: 21)". 5- تساءل البعض: كيف يتراجع سليمان في وعده لأمه؟ فبعد أن قال لأمه: "اسألي يا أمي لأني لا أردكِ " وعندما أعلنت عن طلبها لابنها، والحقيقة أن سليمان بحكمته أدرك أبعاد الموقف وأوضح هذا لأمه، كما اهتم أولًا وأخيرًا بسلامة المملكة، ففضل التراجع عن وعده لأمه... لقد كان خير لهيرودس أن يتراجع في وعده لسالومي عن أن يذبح يوحنا المعمدان وهو متأكد من براءته. كما أن البعض قد تساءل: لماذا لم تشفع أم سليمان في أدونيا حتى يتراجع سليمان عن حكمه عليه بالقتل، وهناك احتمالان للرد على هذا التساؤل: أ - ربما صُدِمَت بثشبع من هول الموقف، فلم يجول بخاطرها أن تتشفع من أجل أدونيا. ب- ربما أحست بصرامة ابنها الذي رفض طلبتها، وتأكدت أنه لن يسمع لها، ولهذا لم تشفع في أدونيا. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224098 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
أدونيا كان قد ودَّع حلم الجلوس على عرش داود، وأدرك منذ وقت أن حلمه قد انتهى، ولذلك فإن كل ما أراده من تركة داود، فتاة صغيرة جميلة جاؤوا بها في وقت ما لتدفأ عظام داود الهرم، ولم يكن حب أدونيا لتلك الفتاة يعني شيئًا بحد ذاته، بيد أنه تحوَّل إلى ذريعة لواحد من أول قرارات سليمان " الحكيمة": لقد أمر سليمان بقتل أدونيا على الرغم من أن هذا الأخير أدى آيات الولاء لأخيه وأذعن لإرادة أبيه الذي سلبه حقه في العرش" ج: 1- عقب مؤامرة أدونيا وفشل هذه المحاولة وتنصيب سليمان على عرش إسرائيل خاف أدونيا والتجأ إلى الهيكل متمسكًا بقرون المذبح، وعندما أخبروا سليمان: "فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ». فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ فَأَنْزَلُوهُ عَنِ الْمَذْبَحِ، فَأَتَى وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ»." (1مل 1: 52-53) ومعنى قول سليمان " إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ " أي أن نواياه الآن حسنة، ولا يفكر في القيام بعمل مضاد ضد الملك والمملكة فليذهب إلى بيته، وما أجمل أن يبدأ سليمان حكمه بالعدل والحق ولم يفعل سليمان كما فعل أبيمالك بن جدعون الذي قتل أخوته السبعين في يوم واحد على حجر واحد (قض 9: 5) أما سليمان فلم يفكر في قتل أخيه بعد أن خضع له، ولم يفكر في مصادرة ممتلكاته وأمواله، ولم يُحدّد إقامته في بيته كما فعل مع شمعي بن جيرا، بل ترك له كامل حريته في مباشرة أعماله وتحركاته. وكان يجب على أدونيا بعد هذه الحادثة وبعد نجاته من الموت أن يحتاط لنفسه، ولكنه غامر وطلب أبيشج لنفسه إرضاء لشهوة النظر، بينما كانت شهوة قلبه نحو العرش، وكانت النتيجة طريق الموت. ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس " عن طلبة أدونيا " أن الغرض الظاهري لطلبة أبيشج غرامه بجمالها الرائع (1مل 1: 4) غير أن غايته قد تؤول بتأويلات سياسية خطيرة... وربما كانت غاية أدونيا الحقيقية أن يتزوج أجمل سراري أبيه، وبذلك يكون وارثًا للملك وتكون هذه خطوة لمحاولة استرداد المُلك لنفسه... كانت هذه مأساة أليمة قتل فيها أخ أخاه، وسواء أكانت طلبة أدونيا مبنية على رغبته في الزواج من أبيشج لجمالها الفتَّان أو لطمعه في المُلك، فإن المأساة تذكرنا بأن عشق الجمال الجسدي قد يُعرّض الإنسان للأخطاء وللخطر، وكذلك محبة العالم وعدم القناعة والرضى قد تعرضانه أيضًا لأشر الأخطار الروحية والمادية". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224099 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
لم يطلب أدونيا شيئًا بسيطًا من تركة داود أبيه كقول الناقد، إنما طلب أبيشج الشونمية التي كانت في منزلة زوجة أو سُرّية أبيه، حتى وإن كان داود لم يعرفها، وهذا ما تحرمه الشريعة تمامًا، وهذه الحماقة ارتكبها من قبل أبشالوم عندما اضطجع مع سراري أبيه العشرة بحسب مشورة أخيتوفل " فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهًا مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ»." (16: 21). - لم يكن أدونيا أحق بالعرش لأن ليس دائمًا البكر هو الذي يحتفظ ببركة البكورية، فقد كان إسحق أصغر من إسماعيل، وهو الذي نال بركة البكورية وكذلك يعقوب، وهو أصغر من عيسو، وهكذا يهوذا، وهو أصغر من رأوبين، وصار سبط يهوذا سبط الملوك، ومنه تجسد السيد المسيح ملك الملوك ورب الأرباب، وقد أدرك أدونيا نفسه أن الرب هو الذي اختار سليمان، ولهذا قال لبثشبع: "فَقَالَ: «أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ الْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ صَارَ لَهُ." (1مل 2: 15) وربما كان أدونيا يشيع في القصر أن المُلك كان له وكل الشعب يريده دون أن يذكر موقف الله، وذلك ليثير تعاطف الشعب معه |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224100 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
زواج أدونيا من أبيشج يعني ضمنيًا حق أدونيا في العرش، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا يفتح باب الصراع بينه وبين أخيه سليمان الحدث السن، وربما لم تدرك بثشبع أبعاد الموقف، ولعلها سُرَّت بأن تكون واسطة خير بين هذين العروسين الجميلين، فقد شهد الكتاب لجمال كل منهما، ولعلها رأت أن تلبية سليمان طلب أدونيا يريح نفسية أدونيا، ويبعده عن الإحساس بالظلم والالتجاء للعنف والدسيسة، ويجعله خاضعًا لأخيه سليمان بنفس راضية، ولكن سليمان بحكمته أدرك أبعاد الموقف، وأن هذه محاولة أخرى للاستيلاء على العرش، فبعد أن قدم الإكرام اللائق لأمه إذ سجد أمامها وأجلسها على يمينه وأبدى استعداده التام لتلبية طلبتها، وإذ به يحتد " فَأَجَابَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَقَالَ لأُمِّهِ: «وَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْأَلِينَ أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ لأَدُونِيَّا؟ فَاسْأَلِي لَهُ الْمُلْكَ لأَنَّهُ أَخِي الأَكْبَرُ مِنِّي! لَهُ وَلأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ وَلِيُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ»" (1مل 2: 22). فبحسب التقاليد والأعراف أن الملك الجديد يستطيع أن يضم نساء وسراري الملك السابق له، ويقول " القمص تادرس يعقوب": "مع أن أبيشج كانت ممرضة لكنها في نظر الشعب كانت كإحدى السراري، وكان لدى الإسرائيليين كما لدى الفارسيين أن من يقتني نساء الملك الميت يكون كمن تولى عرشه (2صم 12: 8؛ 16: 21)" |
||||