![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 224061 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() ميلادِ يسوعَ ليسَ مجرَّدَ عودةٍ إلى نَصٍّ دينيٍّ، ولا ذِكرى لِحَدَثٍ تاريخيٍّ وقعَ قبلَ أكثرَ مِن ألفَي سنة، بل هو انفتاحٌ على لحظةٍ فريدةٍ يُصبِحُ فيها الإنسانُ قادرًا على أن يرى نفسَه والعالَمَ بِرؤيةٍ جديدة. لا يُقدَّمُ ميلادُ يسوعَ كحادثةٍ داخلَ التاريخِ فحسْب، بل كنافذةٍ يُطِلُّ منها شيءٌ أكبرُ مِن التاريخِ نفسِه. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224062 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() في الثقافاتِ القديمةِ كان البشرُ يبحثونَ عن اللهِ بالصعودِ إلى السماءِ، عبرَ الطقوسِ أو المعرفةِ أو القوّة. لكنَّ روايةَ الميلادِ تُقدِّمُ مسارًا مُعاكِسًا: ليست قصةَ الإنسانِ الذي حاولَ الوصولَ إلى الله، بل قصةَ اللهِ الذي اختارَ النزولَ إلى مستوى الإنسان، لا في صورةِ قوّةٍ أو سُلطان، بل في صورةِ طِفلٍ. إنَّ اختيارَ الضَّعفِ بدلَ القوّة، والفقرِ بدلَ الغِنى، والبساطةِ بدلَ التَّعالي، يُبدِّلُ مفهومَ الألوهيّةِ نفسِه. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224063 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() عندما يولَدُ يسوعُ طفلًا، فإنَّ هذا يمزِّقُ التَّصوُّرَ التقليديَّ عن اللهِ البعيد، الصارم، المُخيف، ويُقدِّمُ صورةً مختلفةً جذريًّا: اللهُ الذي لا يخجلُ مِن الدخولِ إلى عالَمِنا مِن أبسطِ الأبواب، اللهُ الذي يقبلُ أن يُحمَلَ على الأذرُع، وأن يَجوعَ ويبكي ويتعلَّمَ الكلام. هذه ليست شِعرًا روحيًّا فحسب، بل ثورةٌ على تصوُّرِ الإنسانِ لنفسِه وللإله. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224064 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() الميلادُ هو يُصبِحُ لحظةً تتجلّى فيها كرامةُ الإنسان. فما دامَ اللهُ قد اقتربَ إلى هذا الحدّ مِن الطبيعةِ البشريّة، فهذا يعني أنَّ الإنسانَ ليس مخلوقًا عبثيًّا، ولا كائنًا ساقطًا بلا قيمة. إنَّ التَّجسُّدَ يرفَعُ قيمةَ الجسدِ والصوتِ واللغةِ والعملِ والعلاقة، وكلِّ ما هو إنسانيّ. لقد أتى اللهُ لا في صورةِ فكرةٍ ولا وصيّة، بل في صورةِ إنسان، وهذا يدلُّ على أنّ الإنسانيّة ليست وعاءً عابرًا، بل مكانًا قادرًا على احتضانِ السرّ الإلهيّ. فمُنذُ الميلادِ لم يَعُدْ الإنسانُ مجرّدَ كائنٍ يبحثُ عن معنًى، بل صار المكانَ الذي يُريدُ اللهُ أن يلتقي فيه العالَم. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224065 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() إنَّ ميلادَ يسوعَ يُقدِّمُ نموذجًا جديدًا لمعنى القوّة. ففي الحضاراتِ الكُبرى وُلد الملوكُ في القصور، مُحاطينَ بالهيبةِ والجلال. أمّا يسوعُ فولدَ في مِذوَد. لم تُصنَعْ حياتُه مِن الذهبِ ولا مِن أعمدةِ الرخام، بل مِن خشبِ البُسطاء ومِن أنفاسِ الحيوانات. في هذا المشهدِ لا يوجدُ شيءٌ يُرضي خيالَ السلطةِ أو التَّرف، بل كلّ عناصره تكشف عن عالَمٍ مختلف: عالَمٍ يُقدِّرُ الإنسانَ قبلَ المظهر، والجوهرَ قبلَ الشكل. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224066 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() الميلادُ يُعيدُ تعريفَ القوّة بأنّها القدرةُ على المحبّة وعلى النزولِ إلى مستوى الآخر، وعلى التخلّي عن الحقوقِ مِن أجلِ أن ينهضَ الآخرُ بكرامتِه. هذه ليست القوّة التي تُدرَّسُ في مدارسِ السياسةِ والاقتصاد، بل القوّةُ التي تُغيِّرُ العالَمَ مِن الداخل. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224067 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() أحدُ الأبعادِ العميقةِ في قصةِ الميلادِ هو إعادةُ تعريفِ الزمن. فالتاريخُ -بهذا الميلاد- لا يعودُ مجرّدَ تسلسلٍ ميكانيكيٍّ للأحداث، بل يُصبِحُ مجالًا لِعملِ الله. يولدُ يسوعُ في لحظةٍ معيّنة، في مكانٍ محدّد، مِن امرأةٍ معيّنة، داخلَ سياقٍ اجتماعيٍّ مُضطرب. وبذلك يصبحُ الزمنُ ليس مسرحًا لفعالياتِ البشر فقط، بل مجالًا لحضورِ الله. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224068 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() الزمنُ الذي نعيشه - بتعبِه وضغطِه وخيباتِه - لم يَعُدْ بعيدًا عن الله، بل صار مكانًا للِّقاء. ولذلك لا يتعاملُ المسيحيّون مع الميلادِ كذكرى ماضٍ، بل كحضورٍ دائم، لأنَّ كلَّ ميلادٍ جديدٍ يُحتَفَلُ به لا يُعيدُ الماضي، بل يفتحُ الحاضرَ على إمكانيّةٍ جديدة. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224069 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() يُقدِّمُ الميلادُ معنًى جديدًا للهويّة. فالهُويّاتُ كثيرًا ما تُبنى على الفصلِ والتمييز: نحنُ في مقابلِ الآخر، الداخلُ في مقابلِ الخارج. أمّا الميلادُ فيُقدِّمُ هُويّةً مفتوحة، إذ يأتي يسوعُ ليكونَ للجميع: للرعاةِ البُسطاء، وللغرباءِ القادمينَ مِن الشرق، ولكلِّ إنسان. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 224070 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() الميلادُ منذ يومِه الأول كان محاطًا بوجوهٍ لا يجمع بينها شيءٌ إلّا رغبتُها في الحقيقة. الميلادُ يُعلِنُ أنَّ العالَمَ لم يَعُدْ منقسمًا بين مُقدَّسينَ ودنيويّين، بل صار الكلُّ مدعوّين للمشاركةِ في نورٍ واحد. هذا يُقوِّضُ الميلَ البشريَّ لبناءِ الأسوارِ والحواجز، لأنَّ اللهَ لم يأتِ لفئةٍ دونَ أخرى |
||||