![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 223851 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
- نحن لا نعترف بعصمة أي إنسان مهما كان قدره ومكانته، فإن كان هذا التصرف يعتبره البعض قسوة مفرطة من أستير التي أنقذها الرب هي وشعبها من الهلاك، فإن هذا التصرف ينسحب عليها وعلى زوجها أحشويروش، مع ملاحظة الظروف القاسية التي عاشتها أستير وكل شعب اليهود، وشبح الموت يرقص أمامهم يومًا فيومًا، والأعداء يتربصون لهم منتظرين بشغف زائد يوم الذبح، فلم تشأ أستير تكرار هذه المأساة ثانية. ويقول "القس عيد صلاح": "ليس هناك إشارة من قريب أو من بعيد لمحاولة إلصاق العنف بالله حول الأربع المذابح البشرية الموجودة بالقصة. إن الله بريء من العنف، وليست هناك نصوص دينية تدعو للعنف في قصة أستير، وإن حدثت في العهد القديم بعض حوادث العنف، فهي حوادث فردية، استثنائية تخضع لمقاييس عصرها، لم تُكرَّر بنفس وذات الطريقة، ولم يُؤسّس أو يُدشّن العهد القديم لفلسفة جهادية قتالية، تكون دافعًا للعنف الديني. ويبقى السؤال من أين أتى العنف في قصة أستير؟ والإجابة من الواقع المر الذي عاشه مردخاي، والخوف الذي حاول هامان زرعه في القلوب، والضغوط النفسية والاجتماعية التي انفجرت عند أقرب فرصة للقدرة على التنفيس والتنفيذ. يبقى الدين رسالة حب وتسامح، والله هو إله الحب، وقد بنى الكون على الحب، وخلق الإنسان من الحب. والعنف إذا ارتبط بالدين، يصبح هذا الارتباط باطلًا، ويصبح الدين مُعطّلًا لمسيرة البشرية، معوقًا للتقدم والتنمية". - لمس أحشويروش مدى إخلاص مردخاي له، وعلم أن الذين يعادون اليهود هم من مشايعي هامان الشرير، ولا سيما في شوشن القصر، لذلك سمح أحشويروش لليهود بالدفاع عن أنفسهم، وهذا أمر عادل من جانب، ومن جانب آخر لكيما يقضي على أتباع هامان ومشايعيه، والذين بدأوا بمعاداة اليهود ارتد سيف النقمة عليهم: "يَعْلَمُ الرَّبُّ أن يُنْقِذَ الأَتقِيَاءَ من التَّجْرِبَةِ، ويَحْفَظَ الأثَمَةَ إلى يَوم الدِّين مُعَاقَبينَ"(2بط 2: 9). وإن كنا لا نغفل تصرف الملك غير الحكيم، إذ بأمره الأول أمر بإبادة شعب بريء، وبأمره الثاني ساهم في نشوب حرب أهلية في مملكته. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223852 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كيف يصدر الملك أحشويروش أمره بتكريم مردخاي اليهودي (أس 6: 10) بعد أن أصدر أمرًا بإبادة جميع اليهود (أس 3: 8-11)؟ وكيف يحكم الملك على هامان الرجل الثاني في المملكة وأبيه الروحي بالإعدام ولم يكتفِ بتأديبه (أس 7: 7-9)؟ ج: 1- أوضح التاريخ شخصية الملك أحشويروش المتردد والمتقلقل، قصير النظر في اتخاذ القرارات، الذي تسيطر عليه الأهواء والشهوات، وكان إنسانًا قاسيًا لا يعرف الرحمة، فقد توسّل إليه صديقه "ليسياس" أن يعفي ابنه الأكبر من الذهاب للحرب، لأنه قدّم للجيش خمسة أبناء له من قبل، فلم يكتفِ أحشويروش برفض طلبه، إنما أمر بشق هذا الابن نصفين، ودعى الجيش يمر بين شطري هذا الابن ليعرف الجميع حزم الملك وصرامته، وعندما أعدَّ أسطولًا عظيمًا من السفن لغزو بلاد اليونان، فصنع جسرًا من السفن على بوغاز الدردانيل، وأمام الزوابع وهياج البحر تحطّمت هذه السفن فأمر بجلد البحر، وقطع رؤوس المهندسين الذين شيدوا هذه السفن، وتعرّض لهزيمة نكراء سنة 480 ق. م. في موقعة سلاميس البحرية على أيدي اليونانيين، فعاد يجر أذيال الخيبة والعار إلى بلاده. 2- وضع أحشويروش ثقته الكاملة في هامان فعظَّمه وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه، حتى جعل الجميع يسجدون له، وعندما استصدر هامان فرمانًا ملكيًا بإبادة الشعب اليهودي قال للملك: "شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ ومُتَفَرِّقٌ بيْنَ الشُّعُوب" (أس 3: 8) وتغافل تمامًا أن يذكر اسم هذا الشعب، كما تغافل أن يذكر الأسباب التي دفعته لهذا الانتقام الرهيب من هذا الشعب، ولم يأتِ بذكر اسم مردخاي أمام الملك، ولفرط ثقة الملك فيه لم يسأله أي شعب هذا؟ ولكن إرادة الله كانت لهامان بالمرصاد إذ "طَارَ نَوْمُ المَلِكِ، فَأَمَرَ بأن يُؤتَى بسِفرِ تَذكَارِ أخْبَارِ الأَيَّام" (أس 6: 1) فقرأوا أمامه الحادثة التي تعرَّض فيها للمؤامرة وكيف أنقذ مردخاي حياته، فسأل: "أَيَّةُ كَرَامَةٍ وعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذا؟ فَقَال غِلْمَانُ المَلِكِ الذينَ يَخْدِمُونَهُ لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ" (أس 6: 3) فاستشار هامان: "مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ المَلِكُ بأن يُكْرِمَه؟ُ" (أس 6: 6) وظن هامان في نفسه أنه هو الرَّجُل الذي يريد الملك أن يكرمه فبالغ في الأمر، مقترحًا بأن يُلبسونه اللباس السلطاني، ويُركبونه على فرس المَلك، ويضعون على رأسه تاج المُلك وينادون أمامه، فهكذا يُصنع للرجل الذي يسرُّ الملك به، فطلب منه الملك أن يفعل هكذا بمردخاي، فصُدِم هامان صدمة عظيمة، ولا سيما أنه جاء إلى القصر مبكّرًا ليستأذن الملك في صلب مردخاي وكان قد جهّز له صليبًا تتضاءل بجواره بقيّة الصلبان، إذ بلغ طوله ستون ذراعًا، هذا من جانب ومن جانب آخَر أن الملك لم يدرك أن الشعب الذي أصدر أمرًا بإبادته هو الشعب اليهودي، ومنه مردخاي الرجل الأمين وأستير الملكة المحبوبة. 3- بعد أن أقامت أستير وليمتين للملك أحشويروش، وسألها الملك للمرة الثالثة عن طلبتها، كشفت له عن أن حياتها مهدّدة بالموت، وليس هي فقط، بل هي وكل بني جنسها، فثارت نخوة الرجولة لدى الملك، فهو زوجها وهو المسئول عن حمايتها، فمن يجرؤ أن يمس هدب ثوبها؟! وسريعًا ما سألها: "من هو؟ وأين هو هذا الذي يتَجَاسرُ بِقَلْبِهِ على أن يَعْمَلَ هكذا"(أس 7: 5) فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يفعل هذا، أو يفكر هكذا، وكانت الصدمة الكبرى لهامان عندما وجد الملكة تشير إليه وتصفه قائلة: "رَجُلٌ خَصْمٌ وعَدُوٌّ، هذا هَامَانُ الرَّديءُ"(أس 7: 6) فأدرك الملك أنه سقط في أحبولة وأنه ارتكب حماقة، بل قد صار شديد الغباء إذ صار ألعوبة في يد هامان، هذا الذي وثق فيه كل الثقة، بينما هو رجل خصم، عدو، ورديء، فغضب واغتاظ جدًا، وخرج إلى جنة القصر ليتدبّر الأمر، وعندما عاد وجد هامان "مُتَوَاقِعٌ على السَّرِيرِ الذِي كَانَتْ أستير عليه قال المَلِكُ هل أيضًا يَكْبِسُ المَلِكَة معي في البيْتِ؟" (أس 7: 8)، فالذي كان يريد أن يقتلها ليس ببعيد عليه أن يحاول اغتصابها، وبالرغم من أن الملك لم ينطق صراحة بإعدامه، لكن عبيد الملك أدركوا قصده، فأسرعوا وغطوا وجه هامان، فهو إنسان خصم عدو رديء لا يستحق أن ينظر وجه الملك، أمّا "حربونا" الذي كان على دراية بمقاصد هامان الشريرة فقال للملك: هوذا الخشبة التي عملها هامان لمردخاي، وهنا قدَّم الدليل المادي الدامغ على صدق كلام أستير الملكة، فأمر الملك بأن يُصلب عليها، وهكذا: "مَنْ يَحْفِرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا، ومَنْ يُدَحْرِجُ حَجَرًا يَرْجعُ علَيهِ" (أم 26: 27) و"أَنَّ الحُكْمَ هو بلا رَحْمَةٍ لِمَنْ لم يَعْمَلْ رَحْمَةً" (يع 2: 13) "فَإِنَّ الذي يَزرَعُهُ الإِنْسَانُ إيَّاهُ يَحْصُدُ أيضًا" (غل 6: 7) لقد خرَّ هامان الشجاع تحت أقدام أستير اليهودية لتشفع له عند الملك، أما الملك فقد أصدر حكمه بالإعدام دون أن يستشير مشيريه، لأنه لم يستشرهم عندما أصدر أمره الغبي بإبادة شعب بريء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أصدر الملك أمره بصلب هامان وأن تأخذ أستير بيته وممتلكاته وثرواته عوضًا عما لحقها منه من أذى وضيق وألم. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223853 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
الملك أحشويروش المتردد والمتقلقل قصير النظر في اتخاذ القرارات، الذي تسيطر عليه الأهواء والشهوات، وكان إنسانًا قاسيًا لا يعرف الرحمة، فقد توسّل إليه صديقه "ليسياس" أن يعفي ابنه الأكبر من الذهاب للحرب، لأنه قدّم للجيش خمسة أبناء له من قبل، فلم يكتفِ أحشويروش برفض طلبه، إنما أمر بشق هذا الابن نصفين، ودعى الجيش يمر بين شطري هذا الابن ليعرف الجميع حزم الملك وصرامته، وعندما أعدَّ أسطولًا عظيمًا من السفن لغزو بلاد اليونان، فصنع جسرًا من السفن على بوغاز الدردانيل، وأمام الزوابع وهياج البحر تحطّمت هذه السفن فأمر بجلد البحر، وقطع رؤوس المهندسين الذين شيدوا هذه السفن، وتعرّض لهزيمة نكراء سنة 480 ق. م. في موقعة سلاميس البحرية على أيدي اليونانيين، فعاد يجر أذيال الخيبة والعار إلى بلاده |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223854 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
وضع أحشويروش ثقته الكاملة في هامان فعظَّمه وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه، حتى جعل الجميع يسجدون له، وعندما استصدر هامان فرمانًا ملكيًا بإبادة الشعب اليهودي قال للملك: "شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ ومُتَفَرِّقٌ بيْنَ الشُّعُوب" (أس 3: 8) وتغافل تمامًا أن يذكر اسم هذا الشعب، كما تغافل أن يذكر الأسباب التي دفعته لهذا الانتقام الرهيب من هذا الشعب، ولم يأتِ بذكر اسم مردخاي أمام الملك، ولفرط ثقة الملك فيه لم يسأله أي شعب هذا؟ ولكن إرادة الله كانت لهامان بالمرصاد إذ "طَارَ نَوْمُ المَلِكِ، فَأَمَرَ بأن يُؤتَى بسِفرِ تَذكَارِ أخْبَارِ الأَيَّام" (أس 6: 1) فقرأوا أمامه الحادثة التي تعرَّض فيها للمؤامرة وكيف أنقذ مردخاي حياته، فسأل: "أَيَّةُ كَرَامَةٍ وعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذا؟ فَقَال غِلْمَانُ المَلِكِ الذينَ يَخْدِمُونَهُ لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ" (أس 6: 3) فاستشار هامان: "مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ المَلِكُ بأن يُكْرِمَه؟ُ" (أس 6: 6) وظن هامان في نفسه أنه هو الرَّجُل الذي يريد الملك أن يكرمه فبالغ في الأمر، مقترحًا بأن يُلبسونه اللباس السلطاني، ويُركبونه على فرس المَلك، ويضعون على رأسه تاج المُلك وينادون أمامه، فهكذا يُصنع للرجل الذي يسرُّ الملك به، فطلب منه الملك أن يفعل هكذا بمردخاي، فصُدِم هامان صدمة عظيمة، ولا سيما أنه جاء إلى القصر مبكّرًا ليستأذن الملك في صلب مردخاي وكان قد جهّز له صليبًا تتضاءل بجواره بقيّة الصلبان، إذ بلغ طوله ستون ذراعًا، هذا من جانب ومن جانب آخَر أن الملك لم يدرك أن الشعب الذي أصدر أمرًا بإبادته هو الشعب اليهودي، ومنه مردخاي الرجل الأمين وأستير الملكة المحبوبة. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223855 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
أقامت أستير وليمتين للملك أحشويروش وسألها الملك للمرة الثالثة عن طلبتها، كشفت له عن أن حياتها مهدّدة بالموت، وليس هي فقط، بل هي وكل بني جنسها، فثارت نخوة الرجولة لدى الملك، فهو زوجها وهو المسئول عن حمايتها، فمن يجرؤ أن يمس هدب ثوبها؟! وسريعًا ما سألها: "من هو؟ وأين هو هذا الذي يتَجَاسرُ بِقَلْبِهِ على أن يَعْمَلَ هكذا"(أس 7: 5) فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يفعل هذا، أو يفكر هكذا، وكانت الصدمة الكبرى لهامان عندما وجد الملكة تشير إليه وتصفه قائلة: "رَجُلٌ خَصْمٌ وعَدُوٌّ، هذا هَامَانُ الرَّديءُ"(أس 7: 6) فأدرك الملك أنه سقط في أحبولة وأنه ارتكب حماقة، بل قد صار شديد الغباء إذ صار ألعوبة في يد هامان، هذا الذي وثق فيه كل الثقة، بينما هو رجل خصم، عدو، ورديء، فغضب واغتاظ جدًا، وخرج إلى جنة القصر ليتدبّر الأمر، وعندما عاد وجد هامان "مُتَوَاقِعٌ على السَّرِيرِ الذِي كَانَتْ أستير عليه قال المَلِكُ هل أيضًا يَكْبِسُ المَلِكَة معي في البيْتِ؟" (أس 7: 8)، فالذي كان يريد أن يقتلها ليس ببعيد عليه أن يحاول اغتصابها، وبالرغم من أن الملك لم ينطق صراحة بإعدامه، لكن عبيد الملك أدركوا قصده، فأسرعوا وغطوا وجه هامان، فهو إنسان خصم عدو رديء لا يستحق أن ينظر وجه الملك، أمّا "حربونا" الذي كان على دراية بمقاصد هامان الشريرة فقال للملك: هوذا الخشبة التي عملها هامان لمردخاي، وهنا قدَّم الدليل المادي الدامغ على صدق كلام أستير الملكة، فأمر الملك بأن يُصلب عليها، وهكذا: "مَنْ يَحْفِرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا، ومَنْ يُدَحْرِجُ حَجَرًا يَرْجعُ علَيهِ" (أم 26: 27) و"أَنَّ الحُكْمَ هو بلا رَحْمَةٍ لِمَنْ لم يَعْمَلْ رَحْمَةً" (يع 2: 13) "فَإِنَّ الذي يَزرَعُهُ الإِنْسَانُ إيَّاهُ يَحْصُدُ أيضًا" (غل 6: 7) لقد خرَّ هامان الشجاع تحت أقدام أستير اليهودية لتشفع له عند الملك، أما الملك فقد أصدر حكمه بالإعدام دون أن يستشير مشيريه، لأنه لم يستشرهم عندما أصدر أمره الغبي بإبادة شعب بريء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أصدر الملك أمره بصلب هامان وأن تأخذ أستير بيته وممتلكاته وثرواته عوضًا عما لحقها منه من أذى وضيق وألم. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223856 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
هل غضب الملك أحشويروش لأن أستير اقتحمت عليه خلوته، حتى أن أستير ارتعبت وسقطت وكاد يغشى عليها (تتمة أس 15: 10) أم أنه استقبلها استقبال حسن مرحِّبًا بها (أس 5: 2)؟ ج: عندما اقتحمت أستير خلوة الملك كان رد فعله التلقائي الغضب: "فلمَّا رَفَع وجْهَهُ ولاح من اتِّقاد عينيه غضَب صْدرِهِ سَقَطت المَلكة واستحال لون وجهها إلى صُفرَةٍ واتكأت رأسها على الجارية استرخاءً" (تتمة أس 15: 10)، وهنا تدخل الله وحوَّل قلب الملك نحوها: "وحوَّل الله روح الملك إلى الحِلْم فأسرع ونهَض عن العرش مشفِقًا وضمّها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يُلاطِفُها بهذا الكلام: ما لكِ يا أستير؟! أنا أخوكِ لا تخافي. إنكِ لا تموتين، إنما الشريعة ليسَت عليكِ ولكن على العامّة. هَلُمّي والمُسِي الصولجان. وإذ لم تزل ساكتة أخذ صولجان الذهب وجَعَله على عُنُقها وقبَّلها، وقال لماذا لا تكلمينني؟" (تتمة أس 15: 11 - 15) وهذا لا يتعارض على ما جاء في الأصحاح الخامس: "فلَمَّا رأى المَلِكُ أستير المَلِكَةَ واقِفَةً في الدَّارِ نالَتْ نِعمَةً في عَيْنَيْهِ فَمَدَّ المَلِكُ لأستير قَضِيبَ الذَّهَب الذي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أستير ولَمَسَتْ رأس القَضِيبِ"(أس 5: 2) وهذا القول لا ينفي أبدًا رد فعل الملك الأول التلقائي وهو غضبه، ولا ينفي تدخُّل الله حتى أن الملك أخذته الشفقة الشديدة بأستير التي ارتعبت فراح يلاطفها إلى أن اطمأنت وبدأت تتحدث معه، وتطلب منه أن يلبي دعوتها بحضوره للوليمة التي ستقيمها له. ويقول "يوسيفوس" أن أستير أخذت معها جاريتين، استندت على واحدة، والأخرى كانت ترفع لها أذيال ثوبها، وبدت رائعة الجمال ولكنها مكلومة حزينة الفؤاد، وعندما أبصرها الملك أولًا احتدّ غضبه إذ كيف تدخل إليه وهو لم يدعوها، فاصفر وجهها وكاد يُغمى عليها، وهنا حنَّن الله قلب الملك، وحوَّل قلبه الوحشي إلى قلب حَمَل، لأن قلوب الملوك في يدي الله كجداول مياه يحرّكها ويجريها كما يشاء، فأسرع يحتضنها ويهدئ من روعها ويطمئنها أنها لن تموت، وطلب منها أن تمس قضيب الذهب. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223857 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كيف سلَّم مردخاي أستير لحضن ملك وثني وهو الأمين عليها (أس 2: 14)؟ وكيف قبلت أستير الزواج بهذا الملك الوثني (أس 2: 15-17)؟ وهل كرهت أستير هذا الملك الأغلف (تتمة أس 14: 15) أم أنها رأت وجهه كوجه ملاك (تتمة أس 15: 16، 17)؟ ج: 1- يذكر التقليد أن أستير كانت يتيمة الوالدين فمات أبوها قبل ولادتها، وماتت أمها أثناء ولادتها، ولم يكن لها إخوة ولا أخوات، فتولى تربيتها ورعايتها ابن عمها مردخاي الذي اعتبرها بمثابة ابنة له، وكان أسمها "هدسة" أي شجرة "الآس" وهى نوع من الشجر القصير، دائم الاخضرار العام كله، وذو رائحة عطرية، ودُعيت بِاسم "أستير" وهو اسم فارسي، ربما أطلقه عليها "هيجاي" المسئول عن بيت النساء، لأنه أُعجب بأدبها وجمال أخلاقها وحسن تصرفها واعتدالها وحشمتها، ولذلك دعاها "أستير" وهى كلمة فارسية مشتقة من الإلهة "أشتار" إلهة البابليين التي ترمز للخصب والشباب والجمال "وكانت أستير تنَالُ نِعْمَةً في عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا"(أس 2: 15)، وجاء عنها في "دائرة المعارف الكتابية": "ويمكننا أن نستدل على مقدار ما كانت تتميز به ملكة فارس من جمال من تغيير اسمها من "هدسة" أي شجرة الآس إلى "أستير" الذي معناه "كوكب". ويقدم لنا السفر الملكة أستير كامرأة فاضلة ذات فكر ثاقب تتسم بضبط النفس، وتتحلى بأنبل صور الإيثار وبذل النفس" ويقول "عيسى دياب": "في التلمود أستير مُشبَّهة بنجمة الصبح، واليهود الإيرانيون يدَّعون بأنهم أبناء أستير، ويوجد في مدينة حمدان في إيران قبر يُقال عنه لأستير ومردخاي"(6)"(2). وكان أجمل ما في أستير، بالرغم من أنها وُلدت في أرض السبي وتربت وترعرعت في بلاد وثنية إلاَّ أن قلبها كان منعطفًا نحو أورشليم، وروحها متعلّقة بإله اسرائيل، فنشأت في أرض فارس ولكن بعقل وقلب يهودي، وقيل عن الإنسان اليهودي التقي أنه "يسعى بقدميه في شوشن وبابل وروما، وأثينا وكورنثوس ومصر، وفي أرجاء الأرض شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، ولكن قلبه دائمًا نحو أورشليم، نحو مدينته التي لا ينقطع حنينه لها على مر الأزمنة... كما قال الوحي {إِنْ نَسِيتُكِ يا أُورُشَلِيمُ، تَنسَى يَمِيني... ليَلتَصِقْ لسَانِي بِحَنَكِي إن لم أذكُرك، إن لم أُفَضِّل أُورُشَلِيمَ على أَعظَم فرحي!} (مز 137: 5-6)... لقد اندمجت كل الحضارات والقوميات أو انتهت وتلاشت في الشعوب التي ذهبت إليها أما هو فلم يندمج أو ينته أو يتلاشى بل انطبقت عليه نبوءة بلعام القائلة: {هُوذا شَعْبٌ يَسْكُنُ وحدَهُ. وبَيْنَ الشُّعُوب لا يُحْسَبُ} (عد 23: 9)"(3). 2- لم يسلم مردخاي أستير للملك الوثني أحشويروش، لكن عندما استبد الحنين بأحشويروش تجاه زوجته المحبوبة وشتي التي عزلها، ولم يستطع التراجع عن رأيه لأن قوانين وأوامر ملوك مادي وفارس لا تُنسخ. لذلك "قال غلْمَان المَلِكِ الذينَ يخْدِمُونَهُ: لِيُطْلَب لِلمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارى حَسَنَاتُ المَنْظَر، وليُوَكِّل المَلِكُ وكلاءَ في كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الفَتَيات العذارى الحَسَنَاتِ المَنْظرِ... فَلَمَّا سُمِعَ كلاَم المَلِكِ وأَمرُهُ، وجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثيرَاتٌ إلى شُوشَنَ القصر إلى يَدِ هَيجَاي، أُخذَت أستير إلى بَيْتِ المَلِكِ" (أس 2: 2-8) فواضح جدًا أن وكلاء الملك كان لديهم سلطة لإحضار أي فتاة حسنة المنظر جميلة الصورة إلى قصر الملك، ويقول السفر "أُخِذَت أستير"... فمن الذي أخذها ليحضرها إلى بيت النساء..؟. أنهم وكلاء الملك وليس مردخاي، لأن مردخاي لم يكن من هؤلاء الوكلاء. 3- ربما تمنى مردخاي حفظ أستير بعيدًا عن هذه الأجواء الملكية، وربما كان يحدوه الأمل أن تصير أستير هي الملكة. عمومًا كان هذا اختبارًا قاسيًا لكل فتاة جميلة اُختيرت لهذا الغرض، لأنه بعد تدريبها وإعدادها لمدة عام كامل تدخل إلى الملك "في المَسَاء دخَلَتْ وفي الصَّباحِ رجَعَتْ إلى بَيْتِ النِّسَاءِ... لم تَعُدْ تَدْخُلْ إلى المَلِكِ إلاَّ إذا سُرَّ بها المَلِكُ ودُعِيَتْ باسمِهَا" (أس 2: 14) فهذه الفتاة بعد أن تقضي ليلتها مع الملك تصير بمثابة سرية للملك لا تدخل للملك ثانية إلاَّ إذا طلبها باسمها، فتقضي بقية حياتها وقفًا على الملك لا يمكنها أن تتزوج بمن تحب، بل تعيش في عزلة نزيلة في بيت النساء، وهكذا تتوقف حياتها أمام ليلة واحدة قضتها للترفيه عن الملك، ولا أحد يظن أن مردخاي كان يتمنى لأستير هذا الحظ العَثر والمصير التعس، ولكن سواء اُخذت أستير برضاء مردخاي أو بدون رضائه، فما باليد حيلة، ولا يظن أحد أن مردخاي دفع بأستير بغرض التقرُّب للقصر، لأنه أوصاها أن لا تخبر أحدًا بجنسها اليهودي، وهو لم يعلن قرابته للملكة، ولم يستغل موقعها من أجل أي فائدة شخصية. 4- أمام رغبة الملك لا تملك أي فتاة في فارس من أمرها شيئًا، فمتى أراد ملك فارس أن يتخذ أي فتاة زوجة أو سرية أو أمَة... من يقف ضد إرادته؟! والحقيقة أن الفتيات اللاتي أُخترن لهذا الغرض كن يتنافسن من منهن ستظفر بقلب الملك، أما أستير فلم تكن هكذا، بل تركت أمرها في يد ضابط الكل الذي وهبها نعمة لكل من ينظر إليها، ولو أرادت أستير أن ترفض هذا الزواج فليس من حقها هذا الرفض، والذين يظنون أن أستير قد أخطأت بزواجها من هذا الملك الوثني، فهم بالحقيقة لا يراعون عادات ذلك الزمان، ويقول "القس أنجليوس المقاري": "فواضح هنا أنه كان يتم المرور على البيوت وأخذ من تنطبق عليها المواصفات عنوة، فهل بعد هذا يمكن لأستير التي هي من أحد المسبيين أن ترفض أو تقاوم؟ مع العلم بأن هذا الوضع صعب على كل فتاة، إذ أين الفتاة التي تقبل أن تعيش حياة عنوسة إجبارية، فقد لا تدخل مرة أخرى إلى الملك حالة أنها لم تروق له فتُحرم بهذا من بيت وأسرة وأولاد كان كثيرين من الشبان الأقارب والجيران يسعدهم أن يرتبطوا بهن ويبنوا معهن بيتًا مدى الحياة لا سيما أنهن جميلات؟". 5- بدأ الله خطته في إنقاذ شعبه قبل أن يبدأ هامان الشرير خطته في إبادة هذا الشعب اليهودي، ولهذا سمح الله بأن يكتشف مردخاي المؤامرة التي أُحيقت ضد الملك، وتم تسجيل هذا في سجلات قصر فارس، وأيضًا أعطى نعمة لأستير فأُعجب بها أحشويروش وصارت ملكة تشفع في شعبها، بل تقدم حياتها فداءً عن شعبها. 6- لم تسعى أستير إلى العرش، إنما العرش هو الذي سعى إليها، ولم تبهرها أضواء القصر، ولا التاج، ولا السُّلطة والجاه ولا الدالة التي لها عند الملك، وهذا واضح من صلاتها: "أنت تعلم الضرورة التي تجعلني أتحمل ما أتحمل. وإني أكره علامة الآلهة التي أحملها على رأسي حين أظهر أمام الناس. فأنا أمقتها كثوب نجس ولا أحملها في أيام راحتي" (تتمة أس 14: 16 سبعينية). عاشت أستير في تواضع وخضوع لمردخاي الذي قام بتربيتها، رغم أنها كانت قادرة على توديعه عند أبواب القصر بعد أن صار الفارق بينهما متسعًا جدًا، لكنها لم تفعل هذا ولم تتنكر لمردخاي، إنما "كَانَتْ أستير تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْل مُردَخَايَ كَما كَانَتْ في تربِيَتِهَا عندهُ"(أس 2: 20). وقد حافظت أستير على إيمانها بإله اسرائيل، لم يسلبها تاج الملكة إيمانها وبساطتها، فانجذب إليها الجميع من جاريات وحراس، و"رغم أن الحياة مع الله ليست بالهينة في القصور الملكية، فكيف بها في قصر ملك وثني شرير، ولكن الله حرس هذه الفتاة وصان إيمانها في أرض الأوحال والأرجاس... اختارت جواريها فأحسنت الاختيار، ولقد عاملت حراسها بكل لطف وعطف فكانت مثالًا حيًّا مجسَّمًا للإنسانية والرفق فأجلَّها الجميع... لم تتلوث بجراثيم الكبرياء بل رأت سعادتها، ليس في لبس التاج، ولكن في تعبُّدها لإلهها وحرصها على تنفيذ شريعته. لم يضفِ عليها المُلك شيئًا من أبهته وأباطيله ولكنها أضفت عليه طباعها وصفاتها فأصبح معنى المُلك جديدًا في نظر تابعيها وتابعاتها، فهربت منه العظمة والكبرياء وحلت البساطة والوداعة، فرَّت القسوة وحلّت الرحمة وشاعت بين جنباته الفضيلة وهكذا تخلَّق كل من حولها بأخلاقها وعاداتها وعفتها، وهكذا الناس على دين ملوكهم وملكاتهم". 7- قالت أستير في صلاتها: "أنك تعلم إني أُبغض مجد الظالمين وأكْرَهُ مضجَعَ القُلفِ وجميع الغرباء" (تتمة أس 14: 15) فأستير لم تكن تتمنى أن تتزوج من رجل وثني حتى لو كان ملكًا، بالرغم من أن بعض اليهود في السبي تصاهروا مع الشعوب الأخرى، لكنها تكره مضجعَ القُلفِ أي غير المختونين، وهذا كناية عن الوثنيين، ورغم كراهيتها هذه فقد قبلت وضعها كزوجة لأحشويروش الملك الوثني، وبمجرد أن صارت زوجة له كانت الزوجة الأمينة الوفية المحبة المخلصة، فبمجرد أن علمت بالمؤامرة تُحاق ضده أسرعت وحذرته، وكان تهابه، ففي صلاتها قالت: "ألْقِ في فمي كلامًا مرصَّفًا بحضرة ذاك الأسد" (تتمة أس 14: 13) فهي تراه زوجًا حنونًا عليها كما أنها تراه قويًا كالأسد. وعندما دخلت أستير إلى حضرته وهو في عزلته ولاح من اتقاد عينيه غضب صدره غابت عن وعيها، وهنا حوَّل الله قلب الملك نحوها فأسرع يلاطفها ويقول لها: "ما لكِ يا أستير؟! أنا أخوكِ لا تخافي. إنكِ لا تموتين، إنما الشريعة ليست عليكِ ولكن على العامة... لماذا لا تكلمينني؟ فأجابت وقال: إني رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك. لأنك عجيب جدًا يا سيدي ووجهك مملوء نعمةً" (تتمة أس 15: 12 - 17) فالملك أحشويروش وهو جالس على عرشه والجواهر واللآلئ النفيسة تتلألأ على تاجه وبين طيات ملابسه، كان منظره مهوبًا، فعبّرت أستير عن هذه المهابة بأنها تشبه مهابة ملاك الله، ولذلك قالت: "رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قبلي هيبة من مجدك" وأيضًا لاحظت أستير فاعلية النعمة الإلهيَّة التي حوَّلت وجه الملك المتجّهم وعينيه المتقدتين نارًا إلى وجه وديع وهذا ما عبرت عنه قائلة: "لأنك عجيب جدًا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223858 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
أستير كانت يتيمة الوالدين فمات أبوها قبل ولادتها وماتت أمها أثناء ولادتها، ولم يكن لها إخوة ولا أخوات، فتولى تربيتها ورعايتها ابن عمها مردخاي الذي اعتبرها بمثابة ابنة له، وكان أسمها "هدسة" أي شجرة "الآس" وهى نوع من الشجر القصير، دائم الاخضرار العام كله، وذو رائحة عطرية، ودُعيت بِاسم "أستير" وهو اسم فارسي، ربما أطلقه عليها "هيجاي" المسئول عن بيت النساء، لأنه أُعجب بأدبها وجمال أخلاقها وحسن تصرفها واعتدالها وحشمتها، ولذلك دعاها "أستير" وهى كلمة فارسية مشتقة من الإلهة "أشتار" إلهة البابليين التي ترمز للخصب والشباب والجمال "وكانت أستير تنَالُ نِعْمَةً في عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا"(أس 2: 15)، وجاء عنها في "دائرة المعارف الكتابية": "ويمكننا أن نستدل على مقدار ما كانت تتميز به ملكة فارس من جمال من تغيير اسمها من "هدسة" أي شجرة الآس إلى "أستير" الذي معناه "كوكب". ويقدم لنا السفر الملكة أستير كامرأة فاضلة ذات فكر ثاقب تتسم بضبط النفس، وتتحلى بأنبل صور الإيثار وبذل النفس" ويقول "عيسى دياب": "في التلمود أستير مُشبَّهة بنجمة الصبح، واليهود الإيرانيون يدَّعون بأنهم أبناء أستير، ويوجد في مدينة حمدان في إيران قبر يُقال عنه لأستير ومردخاي"(6)"(2). وكان أجمل ما في أستير، بالرغم من أنها وُلدت في أرض السبي وتربت وترعرعت في بلاد وثنية إلاَّ أن قلبها كان منعطفًا نحو أورشليم، وروحها متعلّقة بإله اسرائيل، فنشأت في أرض فارس ولكن بعقل وقلب يهودي، وقيل عن الإنسان اليهودي التقي أنه "يسعى بقدميه في شوشن وبابل وروما، وأثينا وكورنثوس ومصر، وفي أرجاء الأرض شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، ولكن قلبه دائمًا نحو أورشليم، نحو مدينته التي لا ينقطع حنينه لها على مر الأزمنة... كما قال الوحي {إِنْ نَسِيتُكِ يا أُورُشَلِيمُ، تَنسَى يَمِيني... ليَلتَصِقْ لسَانِي بِحَنَكِي إن لم أذكُرك، إن لم أُفَضِّل أُورُشَلِيمَ على أَعظَم فرحي!} (مز 137: 5-6)... لقد اندمجت كل الحضارات والقوميات أو انتهت وتلاشت في الشعوب التي ذهبت إليها أما هو فلم يندمج أو ينته أو يتلاشى بل انطبقت عليه نبوءة بلعام القائلة: {هُوذا شَعْبٌ يَسْكُنُ وحدَهُ. وبَيْنَ الشُّعُوب لا يُحْسَبُ} (عد 23: 9)" |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223859 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
2- لم يسلم مردخاي أستير للملك الوثني أحشويروش، لكن عندما استبد الحنين بأحشويروش تجاه زوجته المحبوبة وشتي التي عزلها، ولم يستطع التراجع عن رأيه لأن قوانين وأوامر ملوك مادي وفارس لا تُنسخ. لذلك "قال غلْمَان المَلِكِ الذينَ يخْدِمُونَهُ: لِيُطْلَب لِلمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارى حَسَنَاتُ المَنْظَر، وليُوَكِّل المَلِكُ وكلاءَ في كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الفَتَيات العذارى الحَسَنَاتِ المَنْظرِ... فَلَمَّا سُمِعَ كلاَم المَلِكِ وأَمرُهُ، وجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثيرَاتٌ إلى شُوشَنَ القصر إلى يَدِ هَيجَاي، أُخذَت أستير إلى بَيْتِ المَلِكِ" (أس 2: 2-8) فواضح جدًا أن وكلاء الملك كان لديهم سلطة لإحضار أي فتاة حسنة المنظر جميلة الصورة إلى قصر الملك، ويقول السفر "أُخِذَت أستير"... فمن الذي أخذها ليحضرها إلى بيت النساء..؟. أنهم وكلاء الملك وليس مردخاي، لأن مردخاي لم يكن من هؤلاء الوكلاء. - تمنى مردخاي حفظ أستير بعيدًا عن هذه الأجواء الملكية، وربما كان يحدوه الأمل أن تصير أستير هي الملكة. عمومًا كان هذا اختبارًا قاسيًا لكل فتاة جميلة اُختيرت لهذا الغرض، لأنه بعد تدريبها وإعدادها لمدة عام كامل تدخل إلى الملك "في المَسَاء دخَلَتْ وفي الصَّباحِ رجَعَتْ إلى بَيْتِ النِّسَاءِ... لم تَعُدْ تَدْخُلْ إلى المَلِكِ إلاَّ إذا سُرَّ بها المَلِكُ ودُعِيَتْ باسمِهَا" (أس 2: 14) فهذه الفتاة بعد أن تقضي ليلتها مع الملك تصير بمثابة سرية للملك لا تدخل للملك ثانية إلاَّ إذا طلبها باسمها، فتقضي بقية حياتها وقفًا على الملك لا يمكنها أن تتزوج بمن تحب، بل تعيش في عزلة نزيلة في بيت النساء، وهكذا تتوقف حياتها أمام ليلة واحدة قضتها للترفيه عن الملك، ولا أحد يظن أن مردخاي كان يتمنى لأستير هذا الحظ العَثر والمصير التعس، ولكن سواء اُخذت أستير برضاء مردخاي أو بدون رضائه، فما باليد حيلة، ولا يظن أحد أن مردخاي دفع بأستير بغرض التقرُّب للقصر، لأنه أوصاها أن لا تخبر أحدًا بجنسها اليهودي، وهو لم يعلن قرابته للملكة، ولم يستغل موقعها من أجل أي فائدة شخصية. - أمام رغبة الملك لا تملك أي فتاة في فارس من أمرها شيئًا، فمتى أراد ملك فارس أن يتخذ أي فتاة زوجة أو سرية أو أمَة... من يقف ضد إرادته؟! والحقيقة أن الفتيات اللاتي أُخترن لهذا الغرض كن يتنافسن من منهن ستظفر بقلب الملك، أما أستير فلم تكن هكذا، بل تركت أمرها في يد ضابط الكل الذي وهبها نعمة لكل من ينظر إليها، ولو أرادت أستير أن ترفض هذا الزواج فليس من حقها هذا الرفض، والذين يظنون أن أستير قد أخطأت بزواجها من هذا الملك الوثني، فهم بالحقيقة لا يراعون عادات ذلك الزمان، ويقول "القس أنجليوس المقاري": "فواضح هنا أنه كان يتم المرور على البيوت وأخذ من تنطبق عليها المواصفات عنوة، فهل بعد هذا يمكن لأستير التي هي من أحد المسبيين أن ترفض أو تقاوم؟ مع العلم بأن هذا الوضع صعب على كل فتاة، إذ أين الفتاة التي تقبل أن تعيش حياة عنوسة إجبارية، فقد لا تدخل مرة أخرى إلى الملك حالة أنها لم تروق له فتُحرم بهذا من بيت وأسرة وأولاد كان كثيرين من الشبان الأقارب والجيران يسعدهم أن يرتبطوا بهن ويبنوا معهن بيتًا مدى الحياة لا سيما أنهن جميلات؟". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223860 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
بدأ الله خطته في إنقاذ شعبه قبل أن يبدأ هامان الشرير خطته في إبادة هذا الشعب اليهودي، ولهذا سمح الله بأن يكتشف مردخاي المؤامرة التي أُحيقت ضد الملك، وتم تسجيل هذا في سجلات قصر فارس، وأيضًا أعطى نعمة لأستير فأُعجب بها أحشويروش وصارت ملكة تشفع في شعبها، بل تقدم حياتها فداءً عن شعبها. - لم تسعى أستير إلى العرش إنما العرش هو الذي سعى إليها، ولم تبهرها أضواء القصر، ولا التاج، ولا السُّلطة والجاه ولا الدالة التي لها عند الملك، وهذا واضح من صلاتها: "أنت تعلم الضرورة التي تجعلني أتحمل ما أتحمل. وإني أكره علامة الآلهة التي أحملها على رأسي حين أظهر أمام الناس. فأنا أمقتها كثوب نجس ولا أحملها في أيام راحتي" (تتمة أس 14: 16 سبعينية). عاشت أستير في تواضع وخضوع لمردخاي الذي قام بتربيتها، رغم أنها كانت قادرة على توديعه عند أبواب القصر بعد أن صار الفارق بينهما متسعًا جدًا، لكنها لم تفعل هذا ولم تتنكر لمردخاي، إنما "كَانَتْ أستير تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْل مُردَخَايَ كَما كَانَتْ في تربِيَتِهَا عندهُ"(أس 2: 20). وقد حافظت أستير على إيمانها بإله اسرائيل، لم يسلبها تاج الملكة إيمانها وبساطتها، فانجذب إليها الجميع من جاريات وحراس، و"رغم أن الحياة مع الله ليست بالهينة في القصور الملكية، فكيف بها في قصر ملك وثني شرير، ولكن الله حرس هذه الفتاة وصان إيمانها في أرض الأوحال والأرجاس... اختارت جواريها فأحسنت الاختيار، ولقد عاملت حراسها بكل لطف وعطف فكانت مثالًا حيًّا مجسَّمًا للإنسانية والرفق فأجلَّها الجميع... لم تتلوث بجراثيم الكبرياء بل رأت سعادتها، ليس في لبس التاج، ولكن في تعبُّدها لإلهها وحرصها على تنفيذ شريعته. لم يضفِ عليها المُلك شيئًا من أبهته وأباطيله ولكنها أضفت عليه طباعها وصفاتها فأصبح معنى المُلك جديدًا في نظر تابعيها وتابعاتها، فهربت منه العظمة والكبرياء وحلت البساطة والوداعة، فرَّت القسوة وحلّت الرحمة وشاعت بين جنباته الفضيلة وهكذا تخلَّق كل من حولها بأخلاقها وعاداتها وعفتها، وهكذا الناس على دين ملوكهم وملكاتهم". |
||||