منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 12 - 2025, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 223791 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تحقيق النبوءات وولادة النور



تبدأ قصة الميلاد بالانتظار الطويل لـ "مسيا" الموعود، الذي تنبأ عنه الأنبياء منذ قرون. فقد كانت ولادته إتمامًا دقيقًا لهذه الوعود القديمة، معلنة بداية عهد جديد. "لِذلِكَ يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إشعياء 7: 14).



عِمَّانُوئِيلَ" تعني "الله معنا"، وهذا هو جوهر الاحتفال: انتقال الله من سُمُوّه المطلق ليصير بين البشر، مشاركًا إياهم حياتهم ووجودهم. ولقد حددت النبوءات مكان ولادته، مؤكدة على أصالة الحدث الإلهي: " أما أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ." (ميخا 5: 2).

 
قديم 23 - 12 - 2025, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 223792 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بساطة الحدث وعظمة الرسالة



تكمن المفارقة العظيمة للميلاد في التباين بين عظمة المولود وبساطة مكان ولادته. لم يولد الملك المنتظر في قصر فخم، بل في مغارة متواضعة بمدينة بيت لحم، ووُضع في مذود، وهي رسالة بحد ذاتها تؤكد على التواضع و التجرّد.



أول من بشّر بهذا الحدث العظيم لم يكونوا الملوك أو الأمراء، بل كانوا الرعاة الساهرين في الحقول، وهم الطبقة الأبسط في المجتمع. لقد أعلن لهم الملاك السر، مبددًا خوفهم "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ." (لوقا 2: 10-11). ثم ارتفع صوت الملائكة بتسبيحة أزلية ترددها الكنائس حتى اليوم، وهي قمة إعلان السلام الإله "اَلْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (لوقا 2: 14).


 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 223793 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الميلاد كدعوة للتجسد في الحياة



إن الميلاد ليس مجرد قصة حدثت وانتهت، بل هو دعوة مستمرة لنا لنستقبل المسيح في حياتنا، وقلوبنا، وبيوتنا، لنتحول إلى قُدوة في المحبة والرجاء. كما أن الميلاد هو أساس رجائنا في الحياة الأبدية والخلاص من الخطية: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16).



عيد الميلاد يدعونا للتأمل في هدايا المجوس (الذهب والبخور والمُر) كرموز لحياتنا:

• الذهب: اعتراف بملكه الأبدي وسلطانه.

• البخور: إشارة إلى لاهوته وكونه إلهاً يُعبد.

• المُر: نبوءة مبكرة عن آلامه ودفنه وقيامته، التي هي كمال رسالة التجسد.


 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 223794 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الجوهر الروحي والإنساني



الهدف الحقيقي من الميلاد، بعيداً عن المظاهر، يتركز في قيم عليا:

• تجسد المحبة: الاحتفال بميلاد يسوع المسيح ورسالة السلام.

• التجدد الروحي: ولادة الأمل والرجاء في القلوب المتعصبة أو المتعبة.

• الترابط العائلي: جمع الشمل وتعميق الروابط بين الأهل والأصدقاء.


 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 223795 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الوسائل: الرموز التي تقربنا من الميلاد



تأتي المظاهر التي ذكرتها لخدمة هذا الهدف، ولكل منها دور:

• المغارة: وسيلة بصرية تذكرنا بالتواضع والبساطة وقصة الميلاد الأصلية.

• الشجرة: وسيلة رمزية تعبر عن الحياة الدائمة والنور الذي يبدد الظلمة.

• بابا نويل والهدايا: وسيلة اجتماعية لتعليم العطاء،

وإدخال الفرح لقلوب الأطفال، وتجسيد قيمة الكرم
(المستمدة من القديس نيقولاوس).

• المعايدات: وسيلة تواصل لكسر الجليد ونشر الكلمة الطيبة بين الناس.


 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 223796 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يحدث الخلل عندما ننسى الغاية وننشغل بالمظهر في الميلاد


• استهلاك مادي: عندما يصبح همنا سعر الشجرة أو فخامة الهدية بدلاً من معناها.

• واجب اجتماعي ثقيل: عندما تصبح المعايدات مجرد "رفع عتب" بدلاً من مودة صادقة.

• تفريغ المحتوى: عندما تغيب "المغارة" (الجوهر) خلف صخب "بابا نويل" (الاحتفال).



هذه العادات هي "لغة" نعبر بها عن فرحنا. وكما أن الكلمات هي وسيلة لإيصال الفكرة، فإن هذه المظاهر هي وسيلة لإيصال "روح العيد". العيد الحقيقي ليس في ما نضعه على الشجرة، بل في ما نضعه في قلوبنا

 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 223797 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جوهر الميلاد الحقيقي



جوهر الميلاد الحقيقي يتجاوز المظاهر ليمسّ العمق الإنساني والروحي. وليس مجرد تمنيات، بل هو فلسفة عيش قائمة على التضامن والمشاركة.



• انه تذكير بأن الغنى ليس في التملك، بل في القدرة على سدّ حاجة الآخر.

• ودعوة لأن نكون البوصلة لمن فقدوا الطريق، ليس بالوعظ بل بالصلاة والقدوة

• والحب هو القوة الوحيدة القادرة على تفتيت التحجر وإعادة الحياة للقلوب الجافة.

• والعبور من الأنانية إلى الجماعية هو الجسر الوحيد الذي يوصلنا إلى مغارة الميلاد

 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:07 PM   رقم المشاركة : ( 223798 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يظل عيد الميلاد المجيد رمزًا لتجديد الرجاء والمصالحة.
إنه الوقت الذي تُنسى فيه الخصومات وتُمدّ جسور المحبة،
إحياءً لروح الطفل المولود الذي جاء ليُوحِّد لا ليُفرِّق.

في كل عام، يذكرنا الميلاد بأن القوة الحقيقية تكمن في التواضع،

وأن النور الأعظم يولد من أحلك الظروف.
فليكن الميلاد مناسبة ليولد في كل قلب منا سلام جديد،
فننطلق حاملين رسالة المحبة التي وُلد لأجلها: "الله معنا".

ولد المسيح … هللويا

 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:09 PM   رقم المشاركة : ( 223799 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المذود الحجري



في ليلة هادئة من ليالي الشتاء الباردة، حيث يغلف الصمت تلال بيت لحم (Bethlehem)، وُلد طفل في مذود متواضع. إن تفاصيل قصة الميلاد، كما وردت في إنجيل لوقا، لم تكن مجرد سرد لحدث عابر، بل كانت تحمل "شيفرة" خاصة موجهة لفئة محددة من الناس: الرعاة. هؤلاء الرعاة لم يكونوا مجرد شهودًا عشوائيين، بل كانوا جزءًا من خطة إلهية محبوكة بدقة، تربط بين التاريخ القديم والفداء الأبدي.





جغرافية الخلاص: "مجدل عدر"



دعونا نبدأ رحلتنا من قلب التاريخ القديم، حيث تتقاطع الجغرافيا مع النبوءات الإلهية. في بيت لحم، المدينة الصغيرة التي اختارها الله لتكون مسرحًا لأعظم حدث في الكون، توجد منطقة تُعرف باسم "مجدل عدر " (Migdal Eder)، أو "برج القطيع". ليس هذا المكان مجرد مرعى عشبي عادي، بل هو موقع مشحون بالرموز والتنبؤات. يقول النبي ميخا في سفره (ميخا 4: 8)، قبل الميلاد بسبعمائة عام تقريبًا: "وَأَنْتِ يَا بُرْجَ الْقَطِيعِ، يَا تَلَّ ابْنَةِ صِهْيُونَ، إِلَيْكِ يَأْتِي الْمُلْكُ الأَوَّلُ، مَلِكُ إِسْرَائِيلَ". هذه الكلمات ليست شعرًا قديمًا، بل إعلانًا نبويًا يشير بوضوح إلى مجيء المسيا، الملك الحقيقي، الذي سيبدأ ظهوره في هذا البرج بالتحديد.



تاريخيًا، وبحسب المصادر اليهودية القديمة مثل المشناة (Mishnah)، كانت الأراضي الواقعة بين بيت لحم (Bethlehem) والقدس (Jerusalem) – والتي تبعد حوالي 8-10 كيلومترات – مخصصة لغرض واحد مقدس: تربية الأغنام للهيكل. هؤلاء الرعاة لم يكونوا عاديين يبيعون الصوف أو اللحم للطعام اليومي؛ بل كانوا رعاة كهنوتيين، يعملون في خدمة الهيكل في القدس (Jerusalem)، مسؤولين عن تربية "حملان التميد" – الذبائح اليومية الصباحية والمسائية – وذبائح الفصح السنوية.



هذه الحملان كانت تتطلب "قداسة" و"خلوًا من العيوب" منذ لحظة ولادتها، كما يفرض الشريعة في سفر الخروج (خروج 12: 5): "يَكُونُ لَكُمْ خَرُوفٌ صَحِيحٌ ذَكَرٌ ابْنُ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرَافِ أَوْ مِنَ الْمَعْزِ". الدراسات التاريخية، مدعومة بأدلة أثرية، تؤكد أن هذه الفلك كانت مخصصة للذبائح الهيكلية، مما يجعل الرعاة شهودًا مثاليين لمجيء "الحمل الحقيقي".





المذود الحجري: مهد الحملان



في هذا السياق التاريخي العميق، يأخذ وجود يسوع في المذود معنى لاهوتيًا مذهلاً. المذود في إسرائيل القديمة لم يكن سلة من القش أو صندوقًا خشبيًا، بل كان يُنحت غالبًا من الحجر الجيري الصخري، ليكون حوضًا قويًا وثابتًا، كما كشفت الحفريات الأثرية في منازل القرن الأول. في موسم الولادة، كان هؤلاء الرعاة الكهنوتيون يتعاملون مع الحملان المولودة حديثًا بحذر شديد. وفقًا لبعض التقاليد والتفسيرات التاريخية اليهودية، كانوا يلجأون إلى "تقميط" الحملان (لفها بشرائط من القماش) لمنعها من إيذاء نفسها، مثل كسر عظم أو خدش جلد، مما يجعلها مرفوضة للذبح.



ثم يضعونها في التجاويف الحجرية (المذود) لتكون بمأمن من الدوس أو الحركة العنيفة حتى يتم فحصها للتأكد من كمالها. هذا الإجراء، الذي يُنسب إلى ممارسات رعوية قديمة للحفاظ على الحملان المقدسة، يعكس الدقة في الالتزام بالشريعة.





العلامة التي لا تُخطئ



عندما ظهر الملاك للرعاة، قال لهم: "وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ" (لوقا 2: 12). لماذا اعتبر الملاك أن هذه "علامة"؟



لو كان يسوع طفلاً عاديًا في بيت عادي، لكان وجوده في سرير أمرًا طبيعيًا. ولو كان مجرد طفل فقير، لربما وُضع على الأرض. لكن الجمع بين "طفل بشري" و"مذود حجري" و"قماط" كان رسالة بصرية صاعقة لهؤلاء الرعاة المتخصصين. لقد فهموا الرسالة فورًا: "اذهبوا لتروا الحمل الحقيقي. لقد وُلد في نفس المكان الذي تولد فيه ذبائحكم، ووُضع في نفس المذود الذي تضعون فيه أثمن ما لديكم، ليكون هو الذبيحة الكاملة". هنا، يقدم الله رسالة مباشرة، تربط بين عملهم اليومي والفداء الإلهي.





من المذود إلى الصليب



عيد الميلاد ليس مجرد تذكار لولادة طفل، بل هو احتفال بتجسد الله نفسه في الجسد البشري. اللاهوت المسيحي يعلمنا أن يسوع، ككلمة الله الأزلية، أخلى ذاته وأخذ شكل عبد، ليصبح الذبيحة الكاملة التي تفوق كل الذبائح السابقة. في نظام الهيكل القديم، كانت الذبائح الحيوانية مؤقتة، تحتاج إلى تكرار يوميًا وسنويًا، لأنها لم تكن قادرة على إزالة الخطية بشكل نهائي.



أما يسوع، فهو "الحمل بلا عيب"، الذي وُلد في مكان مخصص للحملان المقدسة، ليعلن أن فداؤه سيكون كاملاً وأبديًا. كما يؤكد يوحنا المعمدان: "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29). هذا الرمز يدعونا إلى التأمل في كيفية اختيار الله للتواضع: لم يولد في قصر ملكي أو هيكل مزخرف، بل في مذود، ليعلن أن خلاصه متاح للجميع، خاصة المتواضعين والمهمشين مثل الرعاة.



من الناحية اللاهوتية، يرتبط هذا السر بمفهوم "الفداء" في المسيحية. يسوع، كحمل الفصح، يذكرنا بقصة خروج بني إسرائيل من مصر، حيث كان دم الحمل على الأبواب علامة للنجاة من الموت. اليوم، دم يسوع المسفوك على الصليب هو الذي يحمينا من موت الخطية الأبدي.



هنا يكتمل المعنى الروحي لعيد الميلاد: لم يكن يسوع مجرد طفل فقير اضطرت الظروف أهله لوضعه في مكان للحيوانات، بل كان هذا ترتيبًا إلهيًا ليعلن هويته منذ اللحظة الأولى. هو حمل الله: وُلد وسط الحملان ليعلن أنه "حمل الله الذي يرفع خطية العالم". هو بلا عيب: كما كانت الحملان تُحفظ في المذود لتظل بلا عيب، حُفظ يسوع "قدوسًا وبلا خطية" ليكون مؤهلاً للفداء. هو الذبيحة: المذود كان يشير إلى وجهته النهائية، من المذود إلى الصليب.



في بعض التقاليد، حتى إذا كان هناك خشب في المذود، فإنه يمهد للصليب الذي سيرفع عليه. لقد رأى الرعاة في هذا الطفل تحقيقًا لعملهم اليومي الشاق؛ كل تلك الدماء التي سُفكت من ملايين الحملان عبر القرون في هيكل القدس، كانت مجرد "ظلال" تشير إلى هذا الطفل. لم يكن المذود مجرد سرير طوارئ، بل كان المذبح الأول الذي قُدم عليه المسيح للعالم، قبل أن يُقدم على مذبح الصليب.



لنفكر أيضًا في الدروس الروحية التي يقدمها هذا الحدث لنا اليوم. الرعاة، الذين كانوا يُعتبرون في المجتمع اليهودي أدنى درجات، كانوا أول من تلقى البشرى السارة. هذا يعلمنا أن الله لا ينظر إلى المناصب أو الثراء، بل إلى القلب المفتوح.



في عيد الميلاد، نحن مدعوون لنكون مثل هؤلاء الرعاة: نترك مراعينا اليومية – سواء كانت أعمالنا أو همومنا – ونسارع إلى لقاء يسوع. تخيل إذا طبقنا هذا في حياتنا: بدلاً من الغرق في الروتين، نجعل العيد وقتًا للصلاة العميقة، لقراءة الكتاب المقدس، ولخدمة الآخرين كما خدم يسوع. كما أن رمزية الحمل تدعونا إلى فحص أنفسنا: هل نحن "خالون من العيوب" أمام الله؟ بالطبع لا، لكن خلاص يسوع يغطينا، يجعلنا مقبولين في حضرته.





ختاماً



أخيرًا، ونحن نختتم رحلتنا هذه، دعونا نتذكر أن عيد الميلاد هو احتفال بالأمل الذي لا ينتهي. في مذود بيت لحم بدأت قصة فداء تغير مجرى التاريخ، تحول الظلام إلى نور، والموت إلى حياة. في هذا الميلاد، عندما نتأمل في المغارة، دعونا لا نرى فقط طفلاً وديعًا، بل نرى "حمل الفصح" الحقيقي.



لقد تجسد الطفل يسوع ليُضجع في مذود حجري بارد، ليقول لكل واحد منا: "لقد ولدتُ لكي أموت من أجلك. أنا هو الحمل الذي سيغسلك من كل خطية، وأنا هو الراعي الذي سيقودك إلى الحياة الأبدية." إن دم هذا الحمل، الذي أُعلن عنه في المذود، هو وحده القادر أن يطهرنا، ويصالحنا مع الله بعهدٍ جديد وأبدي.



فهل ستسمح لهذا السر أن يغير قلبك هذا العيد؟ دعونا نرفع أصواتنا مع الملائكة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة".

 
قديم 23 - 12 - 2025, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 223800 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,395,854

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جغرافية الخلاص: "مجدل عدر"


دعونا نبدأ رحلتنا من قلب التاريخ القديم، حيث تتقاطع الجغرافيا مع النبوءات الإلهية. في بيت لحم، المدينة الصغيرة التي اختارها الله لتكون مسرحًا لأعظم حدث في الكون، توجد منطقة تُعرف باسم "مجدل عدر " (Migdal Eder)، أو "برج القطيع". ليس هذا المكان مجرد مرعى عشبي عادي، بل هو موقع مشحون بالرموز والتنبؤات. يقول النبي ميخا في سفره (ميخا 4: 8)، قبل الميلاد بسبعمائة عام تقريبًا: "وَأَنْتِ يَا بُرْجَ الْقَطِيعِ، يَا تَلَّ ابْنَةِ صِهْيُونَ، إِلَيْكِ يَأْتِي الْمُلْكُ الأَوَّلُ، مَلِكُ إِسْرَائِيلَ". هذه الكلمات ليست شعرًا قديمًا، بل إعلانًا نبويًا يشير بوضوح إلى مجيء المسيا، الملك الحقيقي، الذي سيبدأ ظهوره في هذا البرج بالتحديد.

تاريخيًا، وبحسب المصادر اليهودية القديمة مثل المشناة (Mishnah)، كانت الأراضي الواقعة بين بيت لحم (Bethlehem) والقدس (Jerusalem) – والتي تبعد حوالي 8-10 كيلومترات – مخصصة لغرض واحد مقدس: تربية الأغنام للهيكل. هؤلاء الرعاة لم يكونوا عاديين يبيعون الصوف أو اللحم للطعام اليومي؛ بل كانوا رعاة كهنوتيين، يعملون في خدمة الهيكل في القدس (Jerusalem)، مسؤولين عن تربية "حملان التميد" – الذبائح اليومية الصباحية والمسائية – وذبائح الفصح السنوية.

هذه الحملان كانت تتطلب "قداسة" و"خلوًا من العيوب" منذ لحظة ولادتها، كما يفرض الشريعة في سفر الخروج (خروج 12: 5): "يَكُونُ لَكُمْ خَرُوفٌ صَحِيحٌ ذَكَرٌ ابْنُ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرَافِ أَوْ مِنَ الْمَعْزِ". الدراسات التاريخية، مدعومة بأدلة أثرية، تؤكد أن هذه الفلك كانت مخصصة للذبائح الهيكلية، مما يجعل الرعاة شهودًا مثاليين لمجيء "الحمل الحقيقي"

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025