![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : ( 223451 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وُلِدَ يَسُوعُ مِنْ عَذْرَاءَ لِيُولَدَ بِلا خَطِيئَةٍ وَمِنْ مَخْطُوبَةٍ لِيَكُونَ اسْمُهَا مَصُونًا بَيْنَ النَّاسِ وَلِتَنَالَ الحِمَايَةَ الشَّرْعِيَّةَ مِنْ خَطِيبِهَا وَلِيَكُونَ أَمْرُ الزَّوَاجِ مُكَرَّمًا وَمُصَانًا فَيَتَجَلَّى فِي سِرِّ المِيلَادِ تَدْبِيرُ اللهِ الحَكِيمُ الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ القُدْسِيَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَبَيْنَ الحَقِّ وَالمَحَبَّةِ. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223452 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً. تُشِيرُ عِبَارَةُ "زَوْجُهَا" فِي الأَصْلِ اليُونَانِيِّ ل¼€خ½ل½´دپ (وَمَعْنَاهَا: رَجُلٌ) إِلَى خَطِيبِهَا حَسَبَ الاِصْطِلَاحِ اليَهُودِيِّ فِي زَمَنِ الخِطْبَةِ، لِأَنَّ الخَطِيبَ كَانَ يُعَدُّ عِنْدَهُمْ كَالزَّوْجِ. فَيُوسُفُ هُوَ رَجُلُ مَرْيَمَ العَذْرَاءِ حَسَبَ طَرِيقَةِ الزَّوَاجِ فِي البِيئَةِ اليَهُودِيَّةِ، حَيْثُ إِنَّ الخُطْوَةَ الأُولَى فِي الزَّوَاجِ تَقُومُ بِمُجَرَّدِ مُوَافَقَةِ الأُسْرَتَيْنِ عَلَى الاِرْتِبَاطِ، أَمَّا الخُطْوَةُ الثَّانِيَةُ فَتَتِمُّ بِإِذَاعَةِ الأَمْرِ عَلَنًا، فَيُصْبِحُ العَرُوسَانِ مُرْتَبِطَيْنِ بِرِبَاطٍ شَرْعِيٍّ لَا يَنْفَصِمُ إِلَّا بِالمَوْتِ أَوْ بِالطَّلَاقِ. وَأَمَّا الخُطْوَةُ الثَّالِثَةُ فَهِيَ المُسَاكَنَةُ وَإِتْمَامُ العَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الجَسَدِيَّةِ. وَبِمَا أَنَّ مَرْيَمَ وَيُوسُفَ كَانَا فِي مَرْحَلَةِ الخُطْوَةِ الثَّانِيَةِ، أَيْ فِي وَضْعِ الزَّوَاجِ الشَّرْعِيِّ مِنْ دُونِ مُسَاكَنَةٍ، فَإِنَّ الرِّبَاطَ الَّذِي يَجْمَعُهُمَا لَمْ يَكُنْ يُفْسَخُ إِلَّا بِالطَّلَاقِ الشَّرْعِيِّ. وَمِنْ هُنَا يَتَّضِحُ ثِقَلُ المَوْقِفِ الَّذِي وَجَدَ يُوسُفُ نَفْسَهُ فِيهِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223453 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً. "بَارًّا" فَتُشِيرُ إِلَى رَجُلٍ عَادِلٍ، يَسْلُكُ فِي مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ أَمَامَ اللهِ، وَيَحْفَظُ الفُرُوضَ وَالطُّقُوسَ وَأَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ اليَهُودِيَّةِ بِغَيْرَةٍ وَأَمَانَةٍ (لوقا 2: 21–24). وَقَدْ تَجَلَّى بِرُّ يُوسُفَ، لا فِي تَشَدُّدٍ نَامُوسِيٍّ، بَلْ فِي طَاعَتِهِ الْوَاثِقَةِ لِمَا أَمَرَهُ بِهِ مَلَاكُ الرَّبِّ، إِذْ قَبِلَ مَخَطَّطَ اللهِ وَأَخْضَعَ إِرَادَتَهُ لِمَشِيئَتِهِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ هظ°ذَا التَّدْبِيرَ فِي بَدَايَتِهِ. فَالْبِرُّ الْحَقِيقِيُّ لَا يَتَحَقَّقُ فِي حِفْظِ الشَّرِيعَةِ بِحَرْفِيَّتِهَا، بَلْ فِي الْإِصْغَاءِ لِمَشِيئَةِ اللهِ وَقَبُولِ مَخَطَّطِهِ الْخَلَاصِيِّ. يُوَضِّحُ القِدِّيسُ أُوغُسْطِينوسُ "أَنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي التَّمَسُّكِ بِحَرْفِ النَّامُوسِ، بَلْ فِي خُضُوعِ الْقَلْبِ لِمَشِيئَةِ اللهِ. فَالْعَادِلُ، بِحَسَبِهِ، هُوَ الَّذِي يَثِقُ بِاللهِ وَيُسَلِّمُ لَهُ أَمْرَهُ، حَتَّى حِينَ لَا يَفْهَمُ تَدْبِيرَهُ فَهْمًا كَامِلًا. وَيَقُولُ: "لَيْسَ البِرُّ فِي أَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ فِي الإِيمَانِ الَّذِي يَعْمَلُ بِالْمَحَبَّةِ" (رُومِيَة 5: 1؛ غَلاطِيَة 5: 6). وَهظ°كَذَا يَظْهَرُ يُوسُفُ بَارًّا، لِأَنَّهُ لَمْ يَحْكُم، بَلْ رَحِمَ، وَلَمْ يُدَافِعْ عَنْ حَقِّهِ، بَلْ ائْتَمَنَ اللهَ عَلَى حَيَاتِهِ وَسُمْعَتِهِ، فَكَانَ بِذظ°لِكَ شَرِيكًا فِي سِرِّ التَّجَسُّدِ، لَا بِالْكَلَامِ، بَلْ بِالطَّاعَةِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223454 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً. "فَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْهَرَ أَمْرَهَا، فَعَزَمَ عَلَى أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا"، فَيُشِيرُ إِلَى وَاقِعِ الخِطْبَةِ الَّتِي كَانَتْ بِمَثَابَةِ زَوَاجٍ شَرْعِيٍّ. وَلِأَنَّ المَخْطُوبَةَ عِنْدَ اليَهُودِ تُعَامَلُ كَالمُتَزَوِّجَةِ، كَانَ لِيُوسُفَ، بِحَسَبِ الشَّرِيعَةِ وَالعُرْفِ، خِيَارَانِ مَشْرُوعَانِ: الأَوَّلُ: أَنْ يُشْهِرَ أَمْرَهَا، أَيْ أَنْ يُحَاكِمَهَا أَمَامَ الشُّيُوخِ، فَتُرْجَمَ حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَهَذَا يُعَدُّ تَطْبِيقًا حَرْفِيًّا لِلْعَدْلِ الشَّرْعِيِّ، كَمَا يَرِدُ فِي الكِتَابِ: "وَإِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ، فَصَادَفَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ فَضَاجَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا…" (تَثْنِيَةُ الاِشْتِرَاعِ 22: 23–24). وَالثَّانِي: أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا، وَفِي الأَصْلِ اليُونَانِيِّ ل¼€د€خ؟خ»ل؟¦دƒخ±خ¹ (أَيْ: يَتْرُكُهَا أَوْ يَتَخَلَّى عَنْهَا)، وَذَلِكَ بِإِعْطَائِهَا كِتَابَ طَلَاقٍ أَمَامَ شُهُودٍ مِنْ دُونِ ذِكْرِ عِلَّةٍ، لِئَلَّا يُشَهِّرَ بِهَا، عَمَلًا بِمَا وَرَدَ فِي الشَّرِيعَةِ: "إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ لَمْ تَنَلْ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ… فَلْيَكْتُبْ لَهَا كِتَابَ طَلَاقٍ، وَيُسَلِّمْهَا إِيَّاهُ، وَيَصْرِفْهَا مِنْ بَيْتِهِ" (تَثْنِيَةُ الاِشْتِرَاعِ 24: 1). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ إِيرُونِيمُوسُ قَائِلًا: "ِنْ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْهَا، يُحْسَبُ يُوسُفُ مُذْنِبًا حَسَبَ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فَقَطْ مَنْ يَرْتَكِبُ الخَطِيئَةَ يَتَحَمَّلُ وِزْرَهَا، بَلْ أَيْضًا مَنْ يَرَاهَا وَلَا يَتَّخِذُ مَوْقِفًا مِنْهَا". وَلِأَنَّ يُوسُفَ كَانَ رَجُلًا بَارًّا، فَقَدْ نَوَى أَنْ يَتَّخِذَ الخِيَارَ الثَّانِيَ. هَكَذَا فَكَّرَ يُوسُفُ فِي فَسْخِ الخِطْبَةِ مِنْ دُونِ فَضِيحَةٍ، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يُلْحِقَ بِخَطِيبَتِهِ مَرْيَمَ أَيَّ أَذًى. وَفِي ذَلِكَ، وَضَعَ يُوسُفُ الإِنْسَانَ أَوَّلًا، أَيْ مَرْيَمَ، وَلَيْسَ الشَّرِيعَةَ بِحَرْفِيَّتِهَا، لِأَنَّ "السَّبْتَ جُعِلَ لِأَجْلِ الإِنْسَانِ، لَا الإِنْسَانُ لِأَجْلِ السَّبْتِ" (مَرْقُسَ 2: 27). فَالبِرُّ الحَقِيقِيُّ، فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ، هُوَ الاِنْفِتَاحُ عَلَى مَشِيئَةِ الرَّبِّ، وَقَبُولُ تَدْبِيرِهِ فَوْقَ كُلِّ نَصٍّ وَقَانُونٍ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223455 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القِدِّيسُ إِيرُونِيمُوسُ "ِنْ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْهَا، يُحْسَبُ يُوسُفُ مُذْنِبًا حَسَبَ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فَقَطْ مَنْ يَرْتَكِبُ الخَطِيئَةَ يَتَحَمَّلُ وِزْرَهَا، بَلْ أَيْضًا مَنْ يَرَاهَا وَلَا يَتَّخِذُ مَوْقِفًا مِنْهَا". وَلِأَنَّ يُوسُفَ كَانَ رَجُلًا بَارًّا، فَقَدْ نَوَى أَنْ يَتَّخِذَ الخِيَارَ الثَّانِيَ. هَكَذَا فَكَّرَ يُوسُفُ فِي فَسْخِ الخِطْبَةِ مِنْ دُونِ فَضِيحَةٍ، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يُلْحِقَ بِخَطِيبَتِهِ مَرْيَمَ أَيَّ أَذًى. وَفِي ذَلِكَ، وَضَعَ يُوسُفُ الإِنْسَانَ أَوَّلًا، أَيْ مَرْيَمَ، وَلَيْسَ الشَّرِيعَةَ بِحَرْفِيَّتِهَا، لِأَنَّ "السَّبْتَ جُعِلَ لِأَجْلِ الإِنْسَانِ، لَا الإِنْسَانُ لِأَجْلِ السَّبْتِ" (مَرْقُسَ 2: 27). فَالبِرُّ الحَقِيقِيُّ، فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ، هُوَ الاِنْفِتَاحُ عَلَى مَشِيئَةِ الرَّبِّ وَقَبُولُ تَدْبِيرِهِ فَوْقَ كُلِّ نَصٍّ وَقَانُونٍ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223456 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: ((يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس تُشِيرُ عِبَارَةُ «وَمَا نَوَى ذظ°لِكَ» فِي الأَصْلِ الْيُونَانِيِّ د„خ±ل؟¦د„خ± خ´ل½² خ±ل½گد„خ؟ل؟¦ ل¼گخ½خ¸د…خ¼خ·خ¸ل½³خ½د„خ؟د‚، وَمَعْنَاهَا: "وَبَيْنَمَا هُوَ يُفَكِّرُ فِي هظ°ذَا الأَمْرِ"، إِلَى أَنَّ تَصَرُّفَ يُوسُفَ لَمْ يَكُنْ نَاتِجًا عَنْ غَضَبٍ أَوْ طَيْشٍ، بَلْ عَنْ تَرَوٍّ وَتَفْكِيرٍ عَمِيقٍ فِي كَيْفِيَّةِ التَّصَرُّفِ. فَيُوسُفُ لَا يَحْكُمُ بِعَجَلَةٍ، بَلْ يَسْعَى إِلَى تَمْيِيزِ الصَّوَابِ أَمَامَ وَاقِعٍ مُؤْلِمٍ وَمُرْبِكٍ. وَفِي أَثْنَاءِ هظ°ذَا التَّمْيِيزِ الدَّاخِلِيِّ، يَكْشِفُ الْمَلَاكُ لِيُوسُفَ أَفْكَارَهُ، وَيُرِيهِ أَنَّ مَعْضِلَتَهُ وَقَلَقَهُ وَنِيَّتَهُ الْخَيِّرَةَ مَعْرُوفَةٌ أَمَامَ اللهِ. وَيُؤَكِّدُ أُوغسطِينوسُ أَنَّ اللهَ رَأَى نِيَّةَ يُوسُفَ قَبْلَ فِعْلِهِ، فَسَبَقَهُ بِنُورِ الإِعْلَانِ. فَالْمَلَاكُ لَمْ يَأْتِ لِيُغَيِّرَ قَلْبَ يُوسُفَ، بَلْ لِيُنِيرَهُ؛ لِأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ أَصْلًا مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ. وَهظ°كَذَا يَتَجَلَّى مَبْدَأٌ رُوحِيٌّ أَسَاسِيٌّ: أَنَّ اللهَ يُنِيرُ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ بِصِدْقٍ فِي مَعْرِفَةِ وَاجِبَاتِهِمْ وَفِي عَمَلِ مَشِيئَتِهِ. لِذظ°لِكَ، يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَرَوَّى قَبْلَ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى أَحَدٍ، وَأَنْ نَتْرُكَ مَجَالًا لِنُورِ اللهِ لِيَعْمَلَ فِي قُلُوبِنَا، فَالتَّمْيِيزُ الصَّامِتُ يَسْبِقُ الإِرْشَادَ الإِلَهِيَّ، وَالْقَلْبُ الْمُنْفَتِحُ هُوَ أَوَّلُ مَوْضِعٍ لِإِعْلَانِ مَشِيئَةِ اللهِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223457 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القِدِّيسُ أُوغسطِينوسُ يُؤَكِّدُ أُوغسطِينوسُ أَنَّ اللهَ رَأَى نِيَّةَ يُوسُفَ قَبْلَ فِعْلِهِ، فَسَبَقَهُ بِنُورِ الإِعْلَانِ. فَالْمَلَاكُ لَمْ يَأْتِ لِيُغَيِّرَ قَلْبَ يُوسُفَ، بَلْ لِيُنِيرَهُ؛ لِأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ أَصْلًا مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ. وَهظ°كَذَا يَتَجَلَّى مَبْدَأٌ رُوحِيٌّ أَسَاسِيٌّ: أَنَّ اللهَ يُنِيرُ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ بِصِدْقٍ فِي مَعْرِفَةِ وَاجِبَاتِهِمْ وَفِي عَمَلِ مَشِيئَتِهِ. لِذظ°لِكَ، يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَرَوَّى قَبْلَ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى أَحَدٍ، وَأَنْ نَتْرُكَ مَجَالًا لِنُورِ اللهِ لِيَعْمَلَ فِي قُلُوبِنَا، فَالتَّمْيِيزُ الصَّامِتُ يَسْبِقُ الإِرْشَادَ الإِلَهِيَّ، وَالْقَلْبُ الْمُنْفَتِحُ هُوَ أَوَّلُ مَوْضِعٍ لِإِعْلَانِ مَشِيئَةِ اللهِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223458 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: ((يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس "مَلَاكُ الرَّبِّ" فَتُشِيرُ إِلَى تَدَخُّلِ اللهِ نَفْسِهِ فِي هَذَا الظَّرْفِ الحَاسِمِ (تَكْوِين 16: 7). فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْتَظَرَ مِنْ أَيِّ زَوْجٍ أَنْ يُصَدِّقَ حَقِيقَةَ الحَبَلِ البَتُولِيِّ مَا لَمْ يُعْلَنَ لَهُ إِلَهِيًّا سِرُّ هَذَا الأَمْرِ غَيْرِ الاِعْتِيَادِيِّ. وَهُنَا يَجِبُ التَّمْيِيزُ بَيْنَ "مَلَاكِ الرَّبِّ" وَبَيْنَ المَلَائِكَةِ عُمُومًا. فَالمَلَائِكَةُ كَائِنَاتٌ رُوحِيَّةٌ حَيَّةٌ خَلَقَهَا اللهُ لِتَنْفِيذِ مَشِيئَتِهِ فِي العَالَمِ: يَحْمِلُونَ رَسَائِلَهُ إِلَى النَّاسِ (لُوقَا 1: 26)، وَيَحْمُونَ شَعْبَهُ (دَانِيَال 6: 22)، وَيُقَدِّمُونَ التَّشْجِيعَ (تَكْوِين 16: 7)، وَيُرْشِدُونَ (خُرُوج 14: 19)، وَيُوقِعُونَ العِقَابَ (2 صَمُوئِيل 24: 16)، وَيَحْرُسُونَ الأَرْضَ (زَكَرِيَّا 1: 10)، وَيُحَارِبُونَ قُوَّاتِ الشَّرِّ (2 مُلُوك 6: 16). وَالجَدِيرُ بِالذِّكْرِ أَنَّ الإِنْجِيلَ ذَكَرَ اسْمَ المَلَاكِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَى مَرْيَمَ، وَهُوَ جِبْرَائِيلُ، فِي حِينِ لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ المَلَاكِ الَّذِي ظَهَرَ لِيُوسُفَ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223459 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: ((يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس "الحُلْمِ" فَتُشِيرُ إِلَى وَسِيلَةٍ إِلَهِيَّةٍ يُكَلِّمُ بِهَا الرَّبُّ يُوسُفَ ابْنَ دَاوُدَ، وَيَكْشِفُ بِهَا حُضُورَهُ فِي الحَيَاةِ الشَّخْصِيَّةِ. وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الحُلْمِ فِي إِنْجِيلِ مَتَّى خَمْسَ مَرَّاتٍ: الحُلْمُ الَّذِي يُنَبِّهُ المَجُوسَ لِئَلَّا يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ (مَتَّى 2: 12)؛ وَالحُلْمُ الَّذِي يُنَبِّهُ يُوسُفَ لِلْهُرُوبِ إِلَى مِصْرَ (مَتَّى 2: 13)؛ وَالحُلْمُ الَّذِي يَأْمُرُهُ بِالعَوْدَةِ مِنْ مِصْرَ (مَتَّى 2: 20، 22)؛ وَأَخِيرًا حُلْمُ زَوْجَةِ بِيلاطُسَ (مَتَّى 27: 19)، الَّتِي تُحَذِّرُ زَوْجَهَا مِنَ التَّعَرُّضِ لِيَسُوعَ البَارِّ. وَكَانَتِ الأَحْلَامُ فِي الشَّرْقِ تُعْتَبَرُ وَسِيلَةً لِلإِعْلَانِ الإِلَهِيِّ، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى اليَوْمِ. أَمَّا ظُهُورُ المَلَاكِ لِمَرْيَمَ فَكَانَ فِي اليَقَظَةِ، لِأَنَّ تَسْلِيمَ إِرَادَتِهَا وَإِظْهَارَ إِيمَانِهَا كَانَا جَوْهَرِيَّيْنِ فِي التَّدْبِيرِ الإِلَهِيِّ، بَيْنَمَا ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي الحُلْمِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِحَاجَةٍ إِلَّا إِلَى قَبُولِ الإِعْلَانِ بِالإِيمَانِ. يَرَى أُورِيجَانِسُ أَنَّ الْحُلْمَ لَمْ يُعْطَ لِيُوسُفَ لِأَنَّهُ أَضْعَفُ إِيمَانًا مِنْ مَرْيَمَ، بَلْ لِأَنَّ رِسَالَتَهُ مُخْتَلِفَةٌ: فَمَرْيَمُ نَالَتِ الْبِشَارَةَ لِتَقْبَلَ، أَمَّا يُوسُفُ فَنَالَهَا لِيَحْمِي. فَالإِعْلاَنُ الإِلَهِيُّ جَاءَهُ فِي الْحُلْمِ، لِأَنَّهُ رَجُلُ الْعَمَلِ الصَّامِتِ، لا رَجُلُ الْكَلاَمِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 223460 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القِدِّيسُ أُورِيجَانِسُ يَرَى أُورِيجَانِسُ أَنَّ الْحُلْمَ لَمْ يُعْطَ لِيُوسُفَ لِأَنَّهُ أَضْعَفُ إِيمَانًا مِنْ مَرْيَمَ، بَلْ لِأَنَّ رِسَالَتَهُ مُخْتَلِفَةٌ: فَمَرْيَمُ نَالَتِ الْبِشَارَةَ لِتَقْبَلَ، أَمَّا يُوسُفُ فَنَالَهَا لِيَحْمِي. فَالإِعْلاَنُ الإِلَهِيُّ جَاءَهُ فِي الْحُلْمِ، لِأَنَّهُ رَجُلُ الْعَمَلِ الصَّامِتِ، لا رَجُلُ الْكَلاَمِ. |
||||