09 - 05 - 2014, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الوحدانية والإيمان الثالوثي إيماننا في جوهره هو دعوة للتمتع بخبرة الله الواحد، محب البشر، وقد داء الكتاب المقدس بعهديه يؤكد ذلك. تحدث العهد القديم عن الله الواحد في سلبية إذ كان يحوط حول اليهود خشية السقوط في "تعدد الآلهة" والانغماس في رجاسات الوثنيين (2مل 21: 2؛ 2 أي 28: 3)؛ أما العهد الجديد فعمق إيماننا بالله الواحد كاشفا عن الإيمان الثالوثي. هذا الإيمان -في حقيقته- لإيضاح الوحدانية بل يؤكدها معلنًا بعض أسرار الإله الواحد ومفسرًا لها. |
||||
09 - 05 - 2014, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الإيمان الثالوثي والكتاب المقدس أشير للثالوث القدوس عند عماد السيد المسيح (يو1: 27-33)، كما يتحقق عمادنا باسم الثالوث (مت 28: 19)، ويعددهم الرسول بولس في البركة الرسولية (2 كو 13: 13). وفي العهد القديم نجد الله يسبح بثلاثة تقديسات (إش 6: 3)، ويذكر اسمه بصيغة الجمع (الوهيم) حتى في (تث 6: 4) حيث يؤكد أن الله واحد، [راجع تك 1: 26؛ 11: 7]. هل من ضرورة للإيمان الثالوثي؟1- الإيمان الثالوثي يعالج كثير من مشكلات الوحدانية المطلقة، نذكر علي سبيل المثال: إن قلنا بأن الله محبة، حبه أزلي، فهل كان معه من يحبه منذ الأزل؟! إن كان يحب ذاته، فهذه أنانية (حاشا لله)، إن قيل أنه كان يحب بالقوة لا بالفعل حتى يخلق السمائيين والأرضيين فيحبهم، إذ ينسب لله النقص (حاشا لله). لأنه محتاج بالضرورة للخليقة كي يمارس حبه فيتحول من القوة إلي الفعل. وما نقوله عن الحب نكرره في بقية الصفات الإلهية مثل السلام والمودة. إيماننا بالله الواحد المثلث الأقانيم يعلن حركة الحب والوحدة والسلام في الله كحركة أزلية قائمة في الثالوث. الأب يحب الابن أزليًا، والحب ليس غريبًا عن الله أو أمرًا إضافيًا لله.. هو حب ومحبوب ومحب أزليًا، وما يمارسه معنا من حب إنما امتداد لعمله وحياته الأزلية الداخلية، إذن الثالوث ينزع عن الله فكرة الجمود. 2- إن قيل أن الإيمان الثالوثي قد يوحي بالتعدد نجيب أن الابن هو كلمة الآب.. في كثير من الأديان ينظر إلي كلام الله إنه أزلي. كلمة الله ليس شيئا خارجا عنه، بل واحد معه، كالبهاء الذي يشع من النور. لم يكن الآب بدون كلمته، ولا يوجد نور بدون بهاء.. إذن فالابن لا يعني تعددا. أما الروح القدس فهو "الحياة".. الآب هو الكينونة الإلهية، كينونة حياة أزلية. الله كائن ناطق حي.. ثالوث لا يحمل تعقيدا أو تعددا بل بساطة ووحدة. 3- يقول القديس إكليمندس الإسكندري أن كل التعبيرات الخاصة بالله وردت بسبب ضعفنا وعجزنا. فكلمة" واحد" لا تعنى خضوع الله لرقم عددي أي "واحد"، إنما الله هو واحد، وفوق العدد.. إذن ليتنا لا نتطلع لله في وحدانية بطريقة مادية. 4- حينما نتحدث عن الابن، لا يفهم ذلك ماديا، كأن الابن جوهر آخر مع جوهر الآب.. إنما هو بهاء النور غير المنفصل عنه. لماذا نستصعب ولادة الابن من الآب أزليا؟ كل جوهر فعال يلد ما يعلن فاعليته؟ فالنار تعطي نورا، والمواد المشعة طاقة ذرية، والعقل الإنساني يلد أفكارًا.. فلماذا نفكر في الله بطريقة جامدة؟! - إيماننا بالابن يعلن عن طبيعة الله المحبة، الذي في حبه الأزلي يقدم ذاته للابن بكونه واحدا معه في الجوهر. 5- يوضح القديس أثناسيوس سر دعوة "الابن" "كلمة الله".. ألا وهو تأكيد الوحدانية في الجوهر، لئلا يظن بالآب والابن جوهرين. 6- وحدة الثالوث القدوس، وحدة حب، حركة مستمرة، هي سر حيويتنا، إذ تمثل بالثالوث القدوس في اتحادنا معا فيهم. 7- إيماننا بالثالوث يمس حياتنا اليومية ومستقبلنا الأبدي.. إذ فيه ندرك أبوة الله وننعم بالصداقة الإلهية بالمسيح مخلصنا، وندرك شركة الروح القدس.. هذا كله يفتح أمامنا باب الرجاء في شركة الأمجاد السماوية. 8- الثالوث القدوس يوضح مفهوم "الكمال".. كمال الوحدة بين الثالوث، وليس الكمال النظري الجامد بلا حركة حب. |
||||
09 - 05 - 2014, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الثالوث القدوس والفكر الإنساني إيماننا بالثالوث القدوس لا يضاد الفكر الإنساني كما يظن البعض، فإن كان هو سر فكما قلنا إنما لأننا في حاجة إلي إعلان إلهي عنه. حتى الوحدانية تحمل أسرارا يعجز العقل عن إدراكها، نذكر علي سبيل المثال أن الكل يؤمن بأن الله (مالئ) السماء والأرض وغير محدود ن ومع هذا نؤمن بالعرش الإلهي.. فهل هو عرش محدود؟ كيف نراه في السماء علي العرش؟ كيف يملأ الكل وفي نفس الوقت بكامله -إن الله لا يتجزأ- موجود في كل حجرة أو بيت لله؟! لنا في النفس البشرية مثال مبسط أو ظل للثالوث، فكل نفس هي موجودة ناطقة حية، والوجود غير النطق غير الحياة.. وهي نفس واحدة لا توجد دون الكيان أو النطق أو الحياة. والنار أيضا هي لهب منير حار؛ اللهيب غير النور غير الحرارة، ومع ذلك فهي نار واحدة. أخيرًا كان لزاما الكشف عن الثالوث القدوس لتحقيق خلاصنا بالله الذي يحب البشرية فأرسل كلمته متجسدا يحمل ثقل خطايانا، يفي الدين عنا، ليرسل روحه القدوس رافعا إيانا إلي مجده. إيماننا بالثالوث القدوس يكشف حقيقة الله كمحب للبشر، لا يود تحطيمنا أو السيطرة علينا كما يظن بعض الوجوديين الملحدين، وإنما هو حب فائق يود بنوتنا لننعم بالاتحاد معه، نشاركه أمجاده الأبوية. |
||||
09 - 05 - 2014, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الإنسان في نظر الله إيماننا بالله مرتبط بحياتنا فنحن نتعرف عليه كمحب للبشر يعلن ذاته لمحبوبيه، وأيضا نظرتنا للإنسان وخلاصه ومصيره الأبدي تتحقق بعلاقتنا بالله، ونظرته إلينا. الإنسان -في عيني الله- ليس مخلوقا من بين ملايين المخلوقات لكنه هو صورتها ومحبوبه، يتعامل معه كصديق حميم مرتبط به. من أجله أوجد الله العالم، وأعطاه سلطانًا علي كل شيء حتى الفضاء. لهذا عندما انهار تماما -روحيا وجسديا- نزل كلمة الله متجسدًا ليقيمه ويجدد طبيعته. بهذا التجسد الإلهي أعلن الله عن: 1- تقديره للإنسان، إذ صار كلمة الله متأنسًا وحل بيننا. 2- رده الحرية الإنسانية، بعد أن أفسدتها الخطية. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الحرية الإنسانية في نظر القديس كيرلس الاسكندري الحرية الإنسانية هي صورة الله التي تمتع بها آدم، لكنه أفسدها بالعصيان، فصار غير قادر علي التجاوب مع حب الله بحرية. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
دور الله في خلاص الإنسان
يحتاج الإنسان بعد سقوطه إلي التمتع بالحياة المقامة من الموت، كما يحتاج إلي إيفاء العدل الإلهي؛ هذان الأمران لم يكن ممكنا تحقيقهما إلا بالتجسد الإلهي والصلب. لقد جاء الله الكلمة نفسه مخلصا، ليقم لنا البركات التالية:
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
دور الإنسان في الخلاص
النعمة الإلهية هي مركز اللاهوت الإسكندري، إذ أحبنا الله أولًا (1 يو 4: 19)، وسبق فعرفنا (رو8: 29)، واختارنا، وعيننا، ودعانا، وبررنا، ومجدنا.. لقد أراد خلاصنًا وقرره وقام به، لكننا لن ننعم بهذا الخلاص المجاني التزامًا بغير إرادتنا. الله يريد أن الكل يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون (1 تي 12: 4). إذ لا يشاء موت الخاطي قبل أن يرجع ويحيا (مز 33: 11). مقدمًا ابنه كفارة عن العالم كله (1 يو 2:2). ومع هذا فإن الله يتركنا نختار الطريق (تث 30: 15، 19)، معلنين هذا الاختيار بالإيمان العملي.. وكأن الأعمال الصالحة التي هي بفضل النعمة الإلهية ضرورية ولازمة. يقدم لنا قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه: "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي" براهين كثيرة علي أهمية الأعمال الصالحة ودورها في خلاصنا، نذكر منها: هنا يلزمنا أن نميز بين أنواع كثيرة من الأعمال المذكورة في الكتاب المقدس:
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
طبيعة الكنيسة الكنيسة هي الموضوع الذي يحتل قلب الكتاب المقدس، إذ هي غاية الخلاص الذي يعلنه الكتاب. لقد اقتناها الله بدم المسيح (أع 20: 28). من يفهم الكنيسة إنما يفهم العلاقة بين الله والإنسان، خطة الله للخلاص، أبوة الله، ملكوت المسيح، عمل الروح القدس، وسائط الخلاص، معني تاريخ البشرية، مصير الإنسان الخ.. خلال الكنيسة كشف الله حكمته الخلاصية حتى للسمائيين (أف 3: 10). تبنت كنيسة الإسكندرية هذا المفهوم الروحي للكنيسة دون النظر إليها كمنظمة بشرية، للأسباب التالية: 1] عاشت كنيسة الإسكندرية عبر العشرين قرنًا معتزلة السياسة وبلا سلطة زمنية. ب] نظرة الإسكندرية للمعرفة "غنوسية" كعطية إلهية يمنحها الأب علي الدوام خلال ابنه، تجذب حتى رجال الكهنوت للتأمل ودراسة الكتاب المقدس والعبادة.. دون الارتباك في الإداريات الكنسية. د] اتجه المصريون -كهنة وعلمانيون- للحياة الكنسية، حتى قبل ظهور الحركة الرهبانية، فارتفعت أذهانهم وقلوبهم نحو ملكوت السماء بعيدا عن إدارة الإسكندرية. 1- شعب الله صاحب العهد: في العهد القديم كان المؤمنون ينظرون إلي الجماعة كلها كشعب الله، أبناء إبراهيم، الذي أقام الله معه عهدا (تك17). في العهد الجديد قدم السيد المسيح عهدًا جديدًا، أقامه ببذل جسده ودمه وتقديمهما طعاما لشعبه قادرا أن يهب حياة أبدية (مت 26: 28، 1كو 11: 25، يو6). ورثت كنيسة العهد الجديد وعود العهد القديم لكن بمفهوم جديد عميق.. لذا فهي كنيسة قديمة جديدة.. ونحن كأعضائها ننعم بالنبوات القديمة خلال الحياة الجديدة التي لنا في المسيح الذي لا يشيخ. 2- أم المؤمنين: هي عذراء بتول من أجل طهارتها وعفتها (2كو 11: 2)، وهي أم ولود تنجب لله أولادا بلا توقف.. وأولادها أيضا دائما مثمرون بشهادتهم للسيد المسيح. 3- جسد المسيح: هي جسد المسيح، تنمو لكي تبلغ الكمال، ينعم أبناؤها بالشركة في جسد الرب ودمه. 4- خليقة جديدة في المسيح: بالعماد ينعم المؤمن بالولادة الجديدة فيصير خليقة جديدة في المسيح (2كو 5: 17)، يصلب مع السيد المسيح ويقوم معه (أف2). عمل الروح القدس في حياة المؤمنين تقديسهم المستمر حتى يحملوا صورة السيد المسيح. 5- عروس المسيح: تترقب الكنيسة مسيحها القادم إليها ليقيم عرسه معها أبديا (رؤ19: 7).. وقد دعي السيد المسيح نفسه عريسا (مت 9: 14-15؛ مر2:18-20؛ لو 5:33-35؛ مت 25: 1-3). خلال هذا المفهوم ندرك أن الرب قادم لا ليدين نفوسنا -مع أنه الديان- لكنه لكي يطلبها تلتصق به وتتحد معه وتنعم بأمجاده. بكونه العريس فهو غيور عليها (خر 20: 5؛ 34: 14؛ تث 4: 25؛ 5: 9؛؛6: 51) لأنه لا يقدر أن يلتصق بالخطية ولا أن تكون له شركة معها. كل خطية نرتكبها هي جريمة ليس فقط ضد ناموسه وإنما بالأكثر ضد محبته؛ إذ بها نكسر قلب عريسنا السماوي. هذا واتحادنا به علي مستوي العرس يعني اتحادا أبديا لا ينفصم. 6- بناء المسيح: الذي ينمو كهيكل الله المقدس (أف 2:21 الخ). هيكل روحي ومقدس يسكنه الثالوث القدوس. 7- بيت الإيمان، البيت الذي يحفظ وديعة الإيمان بلا انحراف. 8- بيت الخلاص: كبيت راحاب (يش 2)، لا خلاص خارجه. 9- جماعة حب: تعلن الكنيسة ملكوت الله علي الأرض، بكونه ملكوت حب خالص، غايته تمتع كل نفس بالحياة الأبدية.. من ينتمي للكنيسة ولا يحب فهو خارجها، لأنه لا يعرف الله (1 يو 3: 14؛ 4: 7، 8). هذا الحب يربط الكل معها في الله "المحبة"، يربط الأرضيين بالسمائيين، البشر بالملائكة، المجاهدين بالمنتصرين. 10- أيقونة السماء: إذ نزل السماوي إلي أرضنا أقام منا كنيسته علي مستوي سماوي، نعيش علي الأرض بقلب سماوي وفكر علوي، نشارك السمائيين تسابيحهم وفرحهم وسلامهم. 11- كنيسة دائمة الشباب، لا تشيخ ولا تضعف لأنها تحمل عريسها الذي لا يشيخ يهبها بروحه القدوس حياة التجديد المستمر، فيتجدد كالنسر شبابها (مز 103: 5). حقا إن كان إنساننا الخارجي يفني فالداخل يتجدد يوما فيوما (2 كو 4: 16). 12- كنيسة أبكار: عريسها البكر يهب كل أعضائها "البكورية". |
||||
|