12 - 05 - 2012, 08:33 AM | رقم المشاركة : ( 211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
قلب الله وقلب الإنسان فأجابت وقالت له: نعم، يا سيد! والكلاب أيضًا تحت المائدة تأكل من فُتاتِ البنين! ( مر 7: 28 ) في الأصحاح السابع من إنجيل مرقس، كشف الرب شر قلب الإنسان ( مر 7: 1 - 23)، وبعد ذلك نرى في قصة المرأة الفينيقية السورية، الكشف عن قلب الله ( مر 7: 24 - 30)، ذلك القلب المليء بالمحبة والذي لا يتخلى عن الحق في تعامله بالنعمة مع الخطاة المحتاجين. كان المسيح يسير بكل تواضع في هذا العالم الذي رفضه غير ساعٍ للشهرة، ولكن مع ذلك لم يقدر أن يختفي لكماله الذي تميَّز به عن الآخرين (ع24)، وكما قال يوحنا داربي: ”لقد كان الصلاح المقرون بالقوة نادرًا في هذا العالم، حتى إنه لم يكن ممكنًا له أن يبقى مختفيًا“. ومع أن هذه المرأة كانت أممية، إلا أن حاجتها الشديدة أتت بها إلى الرب. لقد كان عندها إيمان بقوة المسيح وبنعمته التي تمكِّنه من استخدام هذه القوة لصالح أُممية مثلها. أراد الرب أن يختبر إيمانها ويُظهره أمام الآخرين بقوله: «دعي البنين أولاً يشبعون، لأنه ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب» (ع27). كان هذا امتحانًا شديدًا لإيمانها، كان من الممكن أن تقول: ”ما أنا إلا من الكلاب ولا حق لي في البركة التي هي للبنين فقط“، لكن إيمانها انتصر فوق هذا الموقف الصعب باعترافها بحقيقة ذاتها وبالارتماء في أحضان نعمته، وكأنها تقول: ”نعم من جهة استحقاقي الشخصي، ليس لي الحق في أخذ مكان البنين لأني لست إلا من الكلاب، ولكن كل ثقتي هي فيك أنت وفي مَنْ أنت، وليس في مَن أنا. إني أرى قلبك المملوء بالنعمة والمحبة لن يبخل بإلقاء الفُتات إلى الكلاب أمثالي“. هذا هو دائمًا طريق الإيمان الذي يشعر بعدم الاستحقاق والذي يستريح في نعمة الله الغنية. الإيمان يمسك بالمسيح ويستريح في قيمة شخصه الكريم وفي مَنْ هو في ذاته، كما يستريح في عمله الكامل الذي أتمه على الصليب. هذا هو الإيمان الذي لم يكن ممكنًا للرب أن يتجاهله. نعم، مبارك اسم الرب، فنعمته تفوق كل ما يمكن أن يصل إليه إيماننا، وهو يُسرّ بأن يستجيب لأقل إيمان نُظهره. وهكذا استطاعت المرأة أن تنال البركة بإيمانها، فلقد قال لها الرب: ”لأجل هذه الكلمة، اذهبي. قد خرج الشيطان من ابنتك“ (ع29). |
||||
12 - 05 - 2012, 08:35 AM | رقم المشاركة : ( 212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الامتلاء بالروح ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح ( أف 5: 18 ) الامتلاء بالروح القدس معناه فيضان وتدفق الحياة الإلهية في المؤمن، ومسؤولية كل مؤمن أن يكون ممتلئًا بالروح القدس. وهذا لا يكون إلا إذا كان في شركة مستمرة، واتصال مستمر بالرب. إنه لا يمكن أن تكون هناك خدمة ناجحة للسيد، ما لم تكن نتيجة الامتلاء بالروح القدس. والرب يسوع نفسه، الذي تنازل ليأخذ مركز العبد والخادم، قبل أن يبدأ خدمته الجهارية مكتوبٌ عنه: «أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس» ( لو 4: 1 ). هكذا كانت حياة الرسل عامةً بعد يوم الخمسين. لقد تحولوا إلى أبطال شجعان ليسوع المسيح، فبشروا بإنجيله بقوة عجيبة وتأثير فعَّال. وأية خدمة للرب، مهما كانت ضئيلة في نظر الإنسان، لا يمكن أن تتم بنجاح إلا بالامتلاء بالروح القدس. حتى خدمة الأرامل اليومية كانت تتطلب رجالاً مشهودًا لهم ومملوئين من الروح القدس ( أع 6: 3 ). والامتلاء بالروح القدس لا يعني فقط حياة القوة والشجاعة والخدمة، بل هو أيضًا حياة الفرح الإلهي لأن «فرح الرب هو قوتكم»، وحياة الاحتمال إذ يمنطقنا بالصبر حتى «نفتخر في الضيقات»، وحياة الوداعة والتواضع وإماتة الذات. فو إن كان من امتياز كل مؤمن أن يسكنه الروح القدس، فإن مسؤوليته أن يمتلئ بالروح القدس. ونتيجة لذلك فالمؤمن يكون في خضوع كُلي للروح القدس، ويصبح قادرًا على السلوك حسب الروح. وهذا عكس السلوك حسب الجسد تحت قوة وسلطان الطبيعة القديمة. فالجسد باقٍ كما هو في المؤمن، هذه حقيقة، غير أن المؤمن قد حصل على قوة تنتصر عليه وتُخضعه وتضعه في حكم الموت، هي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة. فلا عذر لمؤمن يسلك حسب الجسد، لأن روح المسيح فيه، وبالخضوع له يستطيع أن ينتصر على الجسد ويسلك حسب الروح. |
||||
12 - 05 - 2012, 08:35 AM | رقم المشاركة : ( 213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الكأس الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟ ( يو 18: 11 ) فادينا الكريم ما أجملك في حياتك تستقبل كل شيء من يد الآب. وما أروع الختام يوم قبلت الكأس من يده بلا تردد بل بكل خضوع وإصرار. ما أجملك وأنت تسأل، مستنكرًا ما فعله بطرس (يوم أمسك سيفه) «الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها»!! ألا تعلم أنه مستحيل يا بطرس أن أرفض شيئًا للآب حتى الكأس؟ سيدنا لا يمكن أن ننسى شموخك يوم أراد البشر إعطاءك المُلك، ويوم لوَّح الشيطان أمامك بكل ممالك العالم نظير سجدة، فلم تكتفِ برفضك السجود له، بل فضحته «اذهب عني يا شيطان» ( مت 4: 19 ). ولكن ما أجملك وأنت الذي لم تقبل شيئًا لا من إنسان ولا شيطان، تقبل الكل من يد أبيك، حتى الكأس. قائدنا العظيم: ما أروع فخارك بالكأس: «الكأس التي أعطاني الآب» نظرتها عطية كريمة من يد عظيمة ولم تنظر إليها كبليّة خطايانا وإن كانت كذلك. لم تنظرها كضريبة إشباع قلب الآب وثمن تنفيذ المقاصد الإلهية وهي حقًا هكذا، ولكنك قدّرتها عطية وهدية من آب عظيم لابن مجيد في كمال التناغم البديع معه على طول الطريق «الكأس التي أعطاني الآب». إلهنا العظيم ما أجودك وأنت تشرب كأسنا (كأس خطايانا) وتفرغها عن آخرها. مُعلنًا للبشر المساكين أمثالي أن خطاياي وماضيّ الآن في بحر النسيان، والكأس فارغة «قد أُكمل» ( يو 19: 30 ). ما أمجدك وأمجد رِفعتك يوم لم ترُّد الكأس فارغة ولكن رددتها للآب ملآنة بالأمجاد. يوم عوَّضت الله عن كل ما أهانه به الإنسان والشيطان. يوم مجَّدته أفضل مما لم تدخل الخطية إلى العالم. ما أسماك كإنسان يلتزم أمامك مجد الآب بإقامتك «أُقيمَ بمجد الآب» .. مَن هو هذا الإنسان !!! هذا هو سيدي فاسجدي له يا نفسي. قارئي العزيز .. لقد شرب المسيح كأس الخطية والخطايا عني وعنك ولم يترك لنا منها شيئًا. ولكنه ترك لنا بعض شدائد المسيح لنُكملها، فماذا تقول عن ظروفك وآلامك، وأية اضطهادات أو فقر أو مُعاناة في العمل أو تعب في الخدمة!!! هل نهتف مع المسيح الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها!! رغم بُعد المسافة بين الكأسين، أم أنك تستعفي!! |
||||
12 - 05 - 2012, 08:40 AM | رقم المشاركة : ( 214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أسطح بلا أسوار وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم ( 2صم 11: 2 ) داود، البطل المغوار منذ شبابه، الذي وضع حياته على يده من أجل مجد الله، والذي كانت شاة واحدة من قطيعه ليست رخيصة عنده، وشعب الله غاليًا على قلبه للغاية، رجل الإيمان، صاحب الاختبارات، والمرنم الحلو، الحاصل على شهادة الله أنه «رجلٌ حسب قلبه»؛ رجل له كل هذه المواصفات الحميدة، وأكثر، مَن منا كان يظن أنه يسقط؟! لكنه سقط، وكان سقوطه عظيمًا. واعتقادي أن أحد أسباب الكارثة التي حلَّت، هو أن بيت داود لم يكن مُتمَّمًا فيه الوصية «إذا بنيت بيتًا جديدًا، فاعمل حائطًا لسطحك لئلا تجلب دمًا على بيتك إذا سقط عنه ساقطٌ» ( تث 22: 8 ). والذي سقط في قصتنا هو داود نفسه، صاحب البيت. لو كان السطح ذا سور ما كانت هناك الفرصة لأن يرى المنظر الذي أوقعه، ولو وُجد السور لَمَا كان هناك اتجاه لعينيه إلا إلى أعلى، إلى السماء. وفي هذا الاتجاه الرِفعة لا السقوط. والسور هنا ـ باختصار ـ يتكلم عن الانفصال عن شرور العالم الذي نعيش فيه، عن المبادئ المختلفة التي لا تتفق مع كلمة الله، والتي قد يراها مَن حولنا طبيعية جدًا. وعمليًا، هذا يعني أن تكون طريقة تفكيري مختلفة عن الملايين من الزملاء والأتراب، ليس رغبةً في التميز فحسبْ، بل لأني بنيت قناعاتي على أساس كلمة الله التي لا يعرفونها، وإن عرفوها لا يقدِّرونها، وإن قدروها فلن يستطيعوا أن يطبِّقوها. أما بالنسبة للمؤمن الحقيقي فقد وُلد بواسطتها، ولا بد أنه يقدِّرها لأنها من الله مصدر حياته، والروح القدس، عاملاً في الطبيعة الجديدة التي نالها، هو قوة تطبيقها. ففيما يتعلق بالتفكير والقرارات، فلم أعُد مثل ”باقي الناس“: فإن كانوا هم يعتقدون أن المتعة الوقتية هي المنهج الأمثل في هذه الأيام، فأنا عيني على ما هو أبقى، على ما هو أبدي. وإن كانت كلمات الناس هي الأهم بالنسبة لهم، فرضى الله ومدحه هو ما لا أستطيع أن أعيش أنا بدونه. وإن كانوا يغفلون مبدأ الزرع والحصاد، فأنا لا أشك للحظة أنه دائمًا سارِ المفعول. وإن كان الخنزير يتلذذ بالأوحال، فالخروف لا يطيق لطخة دنس على صوفه الأبيض. اقتناعي بكل ما سبق، وعيشتي بناء على هذه القناعة، وتأثير ذلك على قراراتي، يشكِّل سورًا على سطحي، يمنع السقوط، ويجذب القلب إلى فوق، إلى الرفعة والنُصرة. |
||||
12 - 05 - 2012, 08:40 AM | رقم المشاركة : ( 215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لا تخف لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لك. أجرُك كثيرٌ جدًا (أنا أجرك الكثير جدًا) ( تك 15: 1 ) نحن قد نقول لبعضنا البعض ”لا تخف“ أو ”تشجع“ ولكننا في أغلب الأحيان تقصر يدنا عن المساعدة وبقوتنا المحدودة لا نستطيع أن ندفع ضرًا، وإذًا تكون كلماتنا ضئيلة القيمة والفائدة. ولكن ما أبعد الفرق بيننا وبين الذي يتكلم هنا مع أبرام. إن شعور إبراهيم بأن الله هو التُرس له وهو الأجر الكثير جدًا، كفيل بأن يمحو مخاوفه. ولماذا خاف إبراهيم؟ كلنا نعرف القصة، فإن جيوشًا قوية تحت قيادة كدرلعومر خرجت واكتسحت دائرة الأردن وأخذت لوطًا ابن أخي أبرام هو ورجاله. والله أعطى إبراهيم القوة على تحريره هو ومَن معه، وعند رجوعه ميَّزه الله بتلك المقابلة مع ملكي صادق ثم بمقابلة ملك سدوم، ومن أولهما تعلَّم شيئًا عن اسم الله العلي، ومع الثاني أظهر اعتزازه بهذا الاسم عندما رفض أية هدية من ملك سدوم والتمس الغنى من الله العلي وحده. ثم يأتي المساء ويشمل السكوت كل الدائرة حول الخيمة وداخلها، وتخطر على بال إبراهيم خواطر كثيرة. أَ يأتي كدرلعومر مرةً أخرى للحرب والانتقام؟ أَ يستطيع بموارده المحدودة هذه أن يقابل هذه الجيوش الجارفة القاسية؟ ثم هو قد رفض هدية ملك سدوم، فما هو نصيبه الآن؟ ثم هو قد سلخ من عمره في هذه الأرض معظمه، وأين الوارث لبيته؟ وغير ذلك من الأفكار المتعلقة التي لا نستطيع أن نتصوَّرها كلها، ولكن نستطيع أن نستنتجها من كلمات «لا تخف» و«ترس» و«أجر». ولكن حينئذٍ يتشجع إبراهيم لأنه يأخذ الوعد بأن الله العلي، مالك السماوات والأرض، هو ترسٌ له، فماذا يصنع به إنسان؟ وإن كان أجره هكذا عظيمًا جدًا، فما هي ثروة ملك سدوم، وماذا تكون؟ وألا تذكرون معي تلك الليالي الليلاء التي أحاطت فيها الكوارث بنا، وتشامخت المصاعب حولنا كأنها جبال لا تعبر، حين اصطكت الركب من الخوف، وكان الهم ثقيلاً جدًا؟ ولكن الله قال لنا «لا تخف»، وهو يريد بذلك أن يحوِّل التفاتنا إليه. أَ ليس هو الإله القدير؟ أَ ليس هو مالك السماوات والأرض؟ اخرج أيها الأخ وتطلع إلى السماوات، ولا تنحصر في دائرة اهتماماتك الضيقة. دَعْ كيانك كله يتعطر بالشعور بأن الله القدير هو إلهك، ودَعْ «لا تخف» الخارجة من فمه تعمل عملها في نفسك. |
||||
12 - 05 - 2012, 08:41 AM | رقم المشاركة : ( 216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
محبة الله لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 ) كلمة «هكذا» في يوحنا3: 16 لا تُخبرنا فقط عن مقياس ومقدار محبة الله الفائقة المعرفة ( أف 3: 19 )، لكنها تعرِّفنا أيضًا بالكيفية التي عبَّر بها الله عن محبته للبشر، لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 )، وأيضًا «الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). ولمَن اتجهت هذه المحبة؟ إنها اتجهت إلى العالم أجمع؛ لكل الناس دون تمييز أو تحيز أو مُحاباة لأي أحد، دون تعصب أو استبعاد أي إنسان لأي سبب، بغض النظر عن الجنس أو العِرق أو المركز الاجتماعي أو الثقافة أو الدين أو حتى مقدار الشرور التي ارتكبها الإنسان في ماضيه. ولكن هذا لا يعني أن الله يوافق أو يتغاضى عن الخطايا التي يرتكبها الإنسان، حاشا، لأن الله قدوس ويكره الشر، ولكنها تعلن أنه بالرغم من شرور الناس، فإن الله يحبهم، ويحمل لهم مشاعر مليئة بالخير والرغبة في خلاصهم وإنقاذهم من الشرور التي يرتكبونها وهم مُستعبدون لها. وهذا ما نرى ظلاً له في العلاقة التي تربط أبًا تقيًا بابنه العاصي الأثيم، فقلب الأب يمتلئ بالمحبة والعطف والرغبة في إنقاذ ابنه، بالرغم من عدم رضاه على تصرفات الابن الخاطئة. والطريقة التي عبَّر الله بها عن محبته للعالم عجيبة لم تحدث من قبل، أو تخطر على فكر إنسان، والسبب أن الخطية جعلت الإنسان أنانيًا، مُحبًا لنفسه، ولديه الاستعداد أن يضحي بأي شيء، أو أي شخص، لكي يُنقذ نفسه. وفي يوحنا3: 16 نتعلم أن الله بذل ابنه الوحيد. والكلمة «بذل» تعني أنه أعطى بسخاء، هِبة وعطية. لو وُجد بين البشر أب لديه ابن وحيد حبيب لديه، وهذا الأب قدَّم ابنه وبذله للموت، لو حدث هذا، فمن المؤكد أنه يصوِّر أسمى مستوى للمحبة. هذه هي محبة الله المُعلنة في الإنجيل، الله بكامل إرادته الحُرَّة والمُطلقة، أعطى وسلَّم ابنه لأيدي الخطاة الآثمين، لكي يموت على الصليب، لكي يفدي ويخلِّص هؤلاء من الموت والعذاب الأبدي. ونتيجة الإيمان والقبول لكل ما أعلنه الله وعمله المسيح، يحصل كل مَن يؤمن على أسمى بركتين في الوجود: لا يهلك ولا يأتي إلى دينونة، بل تكون له الحياة الأبدية. يا لروعة نعمة الله! يا لغناها! يا لسموها! |
||||
12 - 05 - 2012, 08:43 AM | رقم المشاركة : ( 217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يعقوب يبارك ابني يوسف فمدَّ إسرائيل يمينه ووضعها على رأس أفرايم وهو الصغير، ويساره على رأس منسى. وضع يديه بفطنةٍ، فإن منسى كان البِكر ( تك 48: 14 ) كان ليوسف رغبته الخاصة في بركة ابنيه، وهي أن تُعطَى البركة لمنسى باعتباره البِكر. وطبقًا لذلك وضعه عن يمين إسرائيل، ووضع أفرايم عن يساره. وبالرغم من أن عيني يعقوب كانتا قد أظلمتا عن البصر، فإن عين الإيمان فيه كانت تُبصر بوضوح وتميِّز الأمور كما يريدها الله. بل نقول: إنه كان أحدّ بصرًا وبصيرة من يوسف نفسه الذي قال عنه فرعون: «ليس بصيرٌ وحكيمٌ مثلك» ( تك 41: 39 ). لقد «وضع يديه بفطنةٍ». ونلاحظ أن الذي فعل ذلك هو «إسرائيل» وليس «يعقوب»، وهو الاسم الذي يملأ كل الأصحاح. إنه الشخص الناضج الفاهم لأفكار الله. وضع هذا الأب الشيخ يديه بطريق التقاطع (يسارًا بيمين ويمينًا بيسار)، وكأنه يرسم علامة الصليب الذي يشطب على الإنسان بحسب الجسد من جهة الاستحقاق، ويعطي البركة بالنعمة فقط طبقًا لمقاصد الله. ولقد فعل إسرائيل ذلك بالإيمان وليس بالعيان. كان يعقوب أحدّ بصرًا من إسحاق أبيه في نهاية حياته، حيث كادت شهوة الجسد أن تعميه عن حقيقة اختيار يعقوب للبركة دون عيسو. أما هنا فإن إسرائيل يسير في خط البركة لابني يوسف مُخالفًا للفكر الطبيعي ومضادًا لعواطف ورغبات يوسف الأبوية. ولعله لم توجد لحظة في كل تاريخ يعقوب أكثر إشراقًا من تلك اللحظة. فبكل ثبات وثقة بارك الابنين بحسب مقاصد الله، دون أن يرتعد ارتعادًا عظيمًا، كما حدث مع إسحاق في يومٍ سابق (تك27). لقد تعلَّم يعقوب بالاختبار أهمية الخضوع لأفكار الله، وعدم التأثر بمشاعر الناس وآرائهم. وصل يعقوب هنا إلى قمة أعلى من سائر الآباء في التمييز والفهم لأفكار الله، وكان في توافق تام مع قصده. ولا شك أن هذا لا يأتي إلا بعد إدانة عميقة للذات. فلقد تذكَّر موقفًا مُماثلاً يوم اختلس البركة وخدع أباه بطريقة جسدية رديئة. وكأنه وهو يبارك ابني يوسف، كان يقول لنفسه: أما كان الله قادرًا أن يتحكم في إسحاق أبي، ويجعله يُخلف يديه، ويحقق مقاصده، ويضمن لي البركة، كما يحدث الآن معي، بدلاً من الطريقة المُخزية التي اتبعتها هناك؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 08:44 AM | رقم المشاركة : ( 218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
خِداع النظرة البشرية غِرت من المُتكبرين إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) عندما يقول آساف «غِرت ... إذ رأيتُ سلامة الأشرار»، فهذا معناه أنه سلك بالعيان، وأنه تعامل مع المنظور الذي تراه العيون الخارجية. وبالعيان، وبدون الإيمان، لا يمكن للمِرء أن يرى من القصة سوى جانب واحد فقط. لقد رأى آساف الظاهر في حياة الأشرار، ولم يرَ الباطن؛ رأى الحاضر، ولم يرَ المستقبل، رأى الطريق الصاعد، ولم يرَ المنحدر المُخيف الذي يلي هذا الصعود. لم يكن آساف هو الوحيد، ولا هو الأول بين الذين خدعتهم عيونهم عندما رأوا. فلقد سبقه لوط، وعاخان، وشمشون، وداود، والكثيرون جدًا من شعب الله ( عد 15: 39 ). ونظرًا لخطورة هذه البوابة الرئيسية على القلب، فلا عَجَب أن قال المسيح في موعظته على الجبل: «سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا، وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مُظلمًا». تأمل لوط الذي يقول عنه الكتاب المقدس إنه رفع عينيه ونظر كل دائرة الأرض أنها أرض سقي، كجنة الرب كأرض مصر. والحقيقة أن سدوم وعمورة كانتا أبعد ما يكون عن جنة الرب. تمامًا كما يظهر الشيطان كأنه ملاك نور وخدامه أنهم خدام للبر، وما الشيطان ملاك نور، ولا خدامه هم خدام البر. هكذا مع لوط في سدوم، فإنه لما دخل إلى تلك الجنة المُشتهاة، قضى أيامه كلها، بدون استثناء يوم واحد، في بؤس مُقيم، يعذب نفسه البارة يومًا فيومًا بالأفعال الأثيمة ( 2بط 2: 8 ). ونحن بعد أن نقرأ قصة إبراهيم الذي عاش في خيام، متمتعًا بالشركة الهانئة مع إلهه، وقصة لوط الذي سكن في قصر في سدوم، دعنا نتساءل: مَن الرابح؟ لا أقول في العالم الآتي فقط، بل حتى في هذا العالم؟ هل لوط الذي كان يعذب نفسه كل يوم؟ هل لوط الذي ترك كل تعبه لحريق النار في سدوم، وخرج بلا شيء؟ هل لوط الذي خسر حتى زوجته شريكة حياته إذ صارت عمود ملح؟ هل لوط الذي تذكِّرنا قصة ابنتيه بالخزي والنجاسة؟ في كلمة واحدة: مَن الرابح: رجل العيان لوط، أم رجل الإيمان إبراهيم؟ وكما أن لوط في زمانه كان يعذب نفسه البارة، فإن آساف في مزمور73 تمرمر قلبه وانتخس في كليتيه. وبعده قال الملك سليمان الحكيم: «الكل باطل وقبض الريح (أو انقباض الروح)، ولا منفعة تحت الشمس» ( جا 2: 11 ). |
||||
12 - 05 - 2012, 08:45 AM | رقم المشاركة : ( 219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
غضب المسيح فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكبَّ دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا! ( يو 2: 15 ، 16) إننا نرى في محبة الرب يسوع المسيح لهيب نار متقدة، وغيرة لا يمكنها أن تتحمل أية إهانة تلحق مجد أبيه وبيته. وهذا ما حدث عند زيارة الرب يسوع للهيكل في يوحنا2. لقد كان غضب الرب موجهًا ضد الإهانة التي لحقت ببيت أبيه، ولكنه لم يخطئ في غضبه. والمرء عادةً، عندما يغضب لا يكون متمالكًا لنفسه، ولربما يندفع إلى قول أو فعل خاطئ. لقد غضب موسى عند ماء مريبة لِما رآه في الشعب، ولكنه لم يتصرف حسنًا، وأخطأ إذ فرَّط بشفتيه ( عد 20: 9 - 13؛ مز106: 32، 33). لكن «ربي وإلهي» لم يكن كذلك، فلا ترى منه أبدًا تهورًا أو اندفاعًا. حاشا! لقد لاحظ التلاميذ غيرته، فعندما رأى الشر لم يسكت، لكنه أيضًا لم يفقد حكمته واتزانه. ولاحظ كيف تعامل ”سيدي“ مع المشكلة: لقد صنع سوطًا من حبالٍ، لكنه لم يضرب به أحدًا، بل طرد به الجميع ـ بدون استثناء ـ من الهيكل .. وبالنسبة للغنم والبقر، طردها، ولا خطورة من ذلك .. ودراهم الصيارف كبَّها. وهذه يمكن جمعها بسهولة. أما بالنسبة للحمام، فإنه قال للباعة: «ارفعوا هذه من ههنا!» ولو فعل أكثر من ذلك، لكان ممكن للحمام أن ينزعج ويطير بعيدًا ويستحيل جمعه ثانية، ويضيع على أصحابه. هذا هو الرب يسوع الوديع الحكيم، حينما يغضب! فيا للروعة!! ويا للجمال!! ويا للكمال!! أيها الأحباء. إن الطمع الذي أفسد هيكل الله في أورشليم، قد دخل أيضًا إلى هيكل الله الروحي في المسيحية، بنتائجه المدمرة. وها المعلمون الكَذَبة ـ وما أكثرهم في هذه الأيام ـ «يدسون بدع هلاك.. وهم في الطمع يتّجرون.. بأقوال مُصنَّعة» ( 2بط 2: 1 - 3)، وهم «يظنون أن التقوى تجارة» ( 1تي 6: 5 ). وإني إذا كنت أرى أو أسمع كلمات التجديف المُهينة لشخص ربنا يسوع المسيح ولمجده، ومحاولات التشكيك في صحة الوحي الكامل واللفظي للكتاب المقدس، إن كنت أرى أو أسمع هذه الأمور وأبقى جامدًا ولا تحتد روحي فيَّ، فإني لا أكون في الحالة التي يجب أن تميز المسيحي الذي يحب الرب يسوع ويعتز بمجده وكرامته. إن عدم الغضب في هذه الحالة هو عدم تقدير لمجد وكرامة سيدنا المعبود المبارك. فاغضب ما شئت يا عزيزي المؤمن إن كان هناك داعٍ لهذا، بشرط أن تكون مثله في غضبك. |
||||
12 - 05 - 2012, 08:47 AM | رقم المشاركة : ( 220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
صوت ابن الله الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون ( يو 5: 25 ) إنه صوت الشخص الذي تكلَّم إلى نيقوديموس في الليل عن محبة الله العجيبة ـ ابن الإنسان الذي هو في السماء ـ وهو الذي على وشك أن يُرفع. في هذه الليلة تكلَّم عن الحق والنور، ونال نيقوديموس الحياة بواسطة صوته ( يو 3: 1 - 12)! إنه نفس الصوت الذي تكلَّم إلى السامرية عند بئر سوخار، فصنع منها ساجدة حقيقية (يو4). يا للقوة العظيمة التي في هذا الصوت! إنه صوت ذاك الذي شفى المرضى والعُرج، صوت ذاك الذي أعطاهم حياة يعيشونها لمجد الله، وصُنع مشيئته. إنه الصوت الذي أعاد لعازر للحياة، مُعلنًا مجد الله، فتمجد الابن أيضًا. إنه الصوت الذي أحياني أنا «الحق الحق أقول لكم: إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ). إنه صوت ذاك الذي يجذب إليه الجميع دائمًا. وعن قريب سوف يُسمع صوته مرة أخرى بقوة لا تُقاوم فتنفتح القبور «فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» ( يو 5: 29 ). ونرى في يوحنا11 استعراضًا مُسبقًا لذلك، إذ نجد ابن الله، ونسمع صوت قوته. فبالرغم من أن اليهود قد رفضوا أعماله وكلماته، بل ورفضوا حتى شخصه المبارك، فإنه ـ في اتكال تام على الآب، وفي شركة كاملة معه ـ يشهد عن عظمته ومجده. إن الشخص الذي صرخ يومًا بصوتٍ عظيم وهو يضع حياته ذائقًا الموت باختياره، هو نفسه الذي ينادي هنا بصوت عظيم مُعيدًا لعازر إلى الحياة. وبنفس هذا الصوت العظيم سينفذ المسيح دينونة الله ( رؤ 1: 10 )، لأن الآب «أعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا، لأنه ابن الإنسان» ( يو 5: 27 ). وسوف يتمم ما قاله: «لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذي في القبور صوته، فيخرج ...» ( يو 5: 28 ، 29). أما في هذا الجزء (يو11) فإن الرب ينادي لعازر فقط، وإلا لكان كل الأموات قد قاموا. إنه الصوت الذي أحيانا، ويقودنا كخرافه، وكل هذا على أساس قيامته ( عب 13: 20 ). |
||||