منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 219781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أن القلوب المخلصة لا تحتاج خرائط
المرأة التي حضرت جنازتها الكلاب
كانت تلك المرأة تُدعى مارغاريتا سواريز، واعتاد أهل المنطقة بالمكسيك أن يروها كل صباح تحمل أكياس الطعام وتُطعم كل كلب مشرّد يقترب من باب منزلها. كانت وجوههم تعرفها، وكانت خطواتهم تسرع نحوها كلما ظهرت، وكأنهم يجدون في حضورها أمانًا يفتقدونه في بقية العالم.
مارغاريتا لم تكن تُطعِمهم فقط… بل كانت تمنحهم لحظة دفء، وكلمة حنان، ونظرة رحمة. كانت هي “بيتهم المؤقت” في شوارع لا ترحم.
لكن عندما رحلت مارغاريتا عن الدنيا عام 2015، وقع شيء بدا وكأنه خارج حدود المنطق… ومع ذلك، كان مليئًا بالمعنى.
فقد انتقل جـ*ثمانها إلى مدينة أخرى بعيدة تمامًا عن منطقتها، مدينة لم يسبق لتلك الكلاب أن وطِئتها. ومع ذلك، في ذلك الصباح الحزين، ظهر مشهد مذهل: قطيع من الكلاب الضالة وصل إلى دار الجنازة، وسار بهدوء إلى داخل القاعة، وكأن شيئًا خفيًا قادهم إلى هناك.
اقتربوا من نعشها، وجلسوا حوله في صمتٍ مهيب… كأنهم يحرسونها للمرة الأخيرة.
ظلّوا طوال المراسم لا يتحركون إلا قليلًا، ولا يصدرون صوتًا… فقط يجلسون قربها، وكأنهم يقولون: "لن نترك من أحبّتنا في حياتها… حتى في مو*تها."
الأسرة لم تستطع تفسير الأمر. لم يعرف أحد كيف وصلوا. لم يبقَ سوى تفسير واحد:
أن القلوب المخلصة لا تحتاج خرائط… وأن الوفاء لا يموت.
انتشرت القصة في العالم كلّه، ولمست قلوب الملايين.
فهي تذكّرنا بأن الرحمة لا تضيع، وأن كل فعل خير يعود لصاحبه يومًا بشكل لا يتوقعه، وأن الحيوانات — رغم صمتها — تحمل من الوفاء ما يفوق البشر أحيانًا.
إنها حكاية تقول لنا إن الإنسان يُخلَّد بما يزرعه في القلوب… حتى لو كانت قلوب كلاب مشرّدة تبحث عن يد حانية..
 
قديم اليوم, 12:29 PM   رقم المشاركة : ( 219782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرص الغريبة موجودة دائمًا
تخيّل معي، رجل يدخل عالم المزادات على خزانات أموال قديمة، كل ما في ذهنه هو حلم عابر بتحقيق مفاجأة قد تغيّر حياته… وما حدث كان أكثر من ذلك بكثير. فقد دفع 500 دولار فقط لشراء وحدة تخزين مهجورة، ليكتشف بداخلها 7.5 مليون دولار نقدًا! نعم، مبلغ ضخم مخبأ وسط الغبار والأشياء المهملة، كأن القدر أخفى كنزًا أمامه تمامًا!
المشتري صُد*م بما وجده، حيث وجد المشتري داخل الخزنة الضخمة أموال حقيقية. سبب ترك هذا المبلغ الهائل مجهولة ظل لغزًا محيّرًا، وأثار الكثير من التساؤلات: هل هو إرث مهجور؟ أم جر*يمة غامضة؟ أم مجرد صُدفة عجيبة؟ لكن الحقيقة كانت واضحة، والأموال كانت موجودة، تنتظر من يكتشفها.
لم تكن الفرحة وحدها ما يواجهه المشتري؛ بل واجه حيرة أخلاقية وقانونية ضخمة. فمع أن الممتلكات المهجورة عادة تصبح ملكًا للمشتري، فإن مثل هذا المبلغ الكبير يفتح أبوابًا لإجراءات قانونية معقدة قد تشمل المالك الأصلي أو الدولة أو حتى الحكومة الفيدرالية.
في نهاية المطاف، دخل المشتري في مفاوضات مع محامي المالكين الأصليين:
الاتفاق: وافق المالكون الأصليون على دفع مبلغ كبير كمكافأة للمشتري مقابل التنازل عن باقي الأموال.
المكافأة النهائية: حصل المشتري على 1.2 مليون دولار مقابل التنازل عن المبلغ المتبقي، ليصبح ربحه خاليًا من الضرائب، وقد تحوّل مبلغه البسيط البالغ 500 دولار إلى ثروة هائلة.
وراء باب معدني عادي، يمكن أن تختبئ ثروات هائلة لا يُصدق حجمها. وأحيانًا، حياة كاملة قد تتغير مقابل مجرد 500 دولار. هذه القصة تذكير رائع بأن الفرص الغريبة موجودة دائمًا، وأن الجرأة على المخاطرة أحيانًا تأتي بأكبر المكافآت وأكثرها دهشة.
 
قديم اليوم, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 219783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل سمعت عن طائرتين تقابلوا في الهواء

في الأول من يوليو عام 2002، وقع حادث جوّي مأساوي في جنوب ألمانيا قرب الحدود السويسرية، عرف باسم حادث أوبرلينجن. تصادم طائرة ركاب كانت تقل 52 طفلاً ومراهقًا في رحلة عطلة إلى إسبانيا، مع طائرة شحن من نوع بوينغ 757. كل من على متن الطائرتين، أي 71 شخصًا، قضوا في لحظات مأساوية.
أظهرت التحقيقات الألمانية أن السبب الرئيسي للحادث كان قصورًا شديدًا في إدارة مراقبة الحركة الجوية السويسرية. ففي ذلك اليوم، كان بيتر نيلسن (صورته على اليسار)، المراقب الجوي، وحده على العمل بسبب أخذ زميله استراحة، وكانت أنظمة الاتصال الرئيسية والاحتياطية معطلة، مما حال دون تحذير نيلسن من مركز المراقبة الألماني بشأن التصادم الوشيك. وبدلاً من اتباع نظام tcas الخاص بالطائرة الذي أصدر أمرًا بالصعود، أعطى نيلسن أمرًا بالهبوط للطائرة الروسية، لتصطدم مباشرة بطائرة الشحن التي كانت تتبع تعليماتها الخاصة.
لكن الحادث لم ينته بالموت الجماعي، فقد كانت هناك مأساة أخرى تنتظر بعد عامين.
فيتالي كالويف المهندس المعماري الروسي الذي فقد زوجته وطفليه في الكارثة، استولى عليه الحزن العميق ورغبة جامحة في البحث عن العدالة. غاضبًا من عدم معاقبة المسؤولين ومن تعامل السلطات مع القضية، سافر كالويف في 2004 إلى سويسرا لتعقب بيتر نيلسن في منزله بمدينة كلوتن قرب زيورخ.
حين واجه نيلسن، حاول كالويف أن يظهر له صور أسرته الميـتة، لكن نيلسن رد ببرود. اندلع صراع عنـيف، وفي لحظة مأساوية ومرعبة، طـعن كالويف نيلسن حتى الموت أمام زوجته وأطفاله. تم القبض على كالويف وأُدين بالسجن لمدة ثماني سنوات، لكنه خرج بعد حوالي عامين ونصف فقط. عند عودته إلى روسيا، استقبله بعض الناس كبطل، وتم تعيينه لاحقًا في منصب حكومي إقليمي.
لا تزال هذه القصة صادمة وغريبة، تجمع بين مأساة جماعية، فشل بشري وتقني، وحزن شخصي يتحول إلى انتقام. وهي اليوم تُدرس كواحدة من أبرز حالات التفاعل بين البشر والآلات، ومسؤولية المؤسسات، والحدود الأخلاقية للثأر الشخصي.
 
قديم اليوم, 12:33 PM   رقم المشاركة : ( 219784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تخيّل معي عالماً صغيراً لا يقل دهشة عن أعظم عجائب الخلق…


عالم النمل، وبالتحديد نمل العسل، حيث نجد نوعاً من العمالة الفريدة تدعى «الخزانات الحية». هذه النملة الصغيرة تتحوّل إلى مخزن متحرك للطعام والسوائل، لتصبح مصدراً حيوياً لبقية المستعمرة في أوقات الشح والجفاف. سبحان الله العظيم!

الخزانات الحية: لا تتحول كل النمل إلى خزانات حية، بل فقط بعض العمالة المختارة. تقوم باقي النمل بتغذيتهم حتى تنتفخ بطونهم بشكل هائل، أحياناً حتى يصل حجمها إلى حجم حبة عنب صغيرة! هذا التضخم المدهش ويجعل النمل شبه ثابت على أسقف غرفهم تحت الأرض، معلّقين كأغلى كنز.

وظيفتهم: هؤلاء «الخزانات الحية» يعملون كالمخزن المتحرك. عندما ينقص الطعام أو الماء، يقوم النمل الباحث عن الغذاء بلمس قرون الاستشعار الخاصة بهم، فتبدأ النملة الخزينة بإرجاع ما خزّنته من سوائل للطعام.

سبحان الله الذي أبدع هذه الكائنات الصغيرة بحكمة فائقة، فحتى عالم النمل يحمل لنا دروساً في التعاون، التخزين، والصبر على الشح، ويعلّمنا كيف يمكن للضعف أن يتحول إلى قوة بإبداع الله وقدرته.









 
قديم اليوم, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 219785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطفلة التي عادت بعد 51 عامًا

في أغسطس عام 1971، كانت مدينة فورت وورث بتكساس تعيش يومًا عاديًا… إلا هذا المنزل الصغير الذي كانت تدور داخله مأ*ساة لا يعرف أحد أنها ستستمر نصف قرن.
الأم الشابة ألتا أبانتينكو كانت تعمل بلا توقف لتأمين حياة كريمة لرضيعتها ميليسا ذات الـ22 شهرًا. ومع ضغط العمل ووحدة المسؤولية، لجأت إلى ما تفعله آلاف الأمهات: نشرت إعلانًا بسيطًا في صحيفة محلية بحثًا عن جليسة أطفال.
اتصلت امرأة تبدو محترمة… قالت إنها مناسبة للوظيفة، وحددت موعدًا لاستلام الطفلة.
وفي ذلك اليوم، خرجت الأم إلى عملها مطمئنة.
لكن ما حدث بعدها سيصبح واحدة من أطول قضايا الاختفاء في التاريخ.
المرأة التي جاءت لم تكن جليسة أطفال.
وقفت أمام باب الشقة، تسلّمت الصغيرة من رفيقة السكن… ثم اختفت.
اختفت بلا أثر، بلا شهود، بلا حتى اسم حقيقي تُبحث به.
منذ تلك اللحظة، انقسم الزمن لعائلتها إلى "قبل" و"بعد".
خلال العقود التالية، لم يهدأ قلب الأم.
كل عيد ميلاد كانت الأسرة تشعل شمعة لميليسا، وتتخيل وجهها وهو يكبر، وتطلب معجزة جديدة.
ورغم أن الشرطة تلقت عشرات البلاغات، ورغم مئات الصور التي انتشرت في الصحف ولوحات الطرق، لم يظهر أي خيط يقود إلى الحقيقة.
بل كانت هناك لحظة أكثر قـ*سوة… حين اتُّـ*همت الأم ظلمًا بأنها ربما تخلّصت من طفلتها.
تحولت الضـ"حية إلى متهـ*مة، وتحول الأ*لم إلى جر*ح لا يشفى.
لكن الأسرة لم تستسلم. لم يصدقوا يومًا أنها رحلت من الدنيا.
كانوا يؤمنون أن ميليسا موجودة… في مكان ما.
أما ميليسا نفسها؟
فقد كانت تعيش في مكان لم يتخيله أحد: على بُعد دقائق فقط من عائلتها الحقيقية.
نشأت تحت اسم ميلاني داخل بيت لم يحتضنها، بل كان مليئًا بالقـ*سوة والإهـ*مال.
هر*بت من ذلك المنزل وهي في الخامسة عشرة، دون أن تعرف أن حياتها كلّها مبنية على سر*قة.
لم يخبرها أحد أنها ليست ابنة هذه العائلة.
ولم يخبرها أحد أن طفولتها، واسمها، وأمها، وأخوتها… قد سُلبوا منها قبل أن تتعلم كيف تنطق كلمة "ماما".
عام 2022 جاء التحوّل الذي لم يتوقعه أحد.
كانت عائلة هايسميث قد تلقت معلومة صغيرة دفعتهم لعمل التحليل. أرسل أبناء ميليسا (ميلاني) عيناتهم، وفي لحظة صاد*مة… ظهر تطابق مباشر مع والدها البيولوجي.
أرسلت العائلة رسالة إلى ميلاني على فيسبوك، لكنها تجاهلتها في البداية وظنّت أنها عملية احتـ*يال.
فمن يمكن أن يصدق أن حياته كلها ربما تكون مبنية على كذبة عمرها 51 عامًا؟
لكنها وافقت في النهاية على إجراء فحص dna.
وكانت النتيجة قاطعة تمامًا:
ميلاني والدن… هي ميليسا هايسميث.
وبين ليلة وضحاها، عاد اسمها الحقيقي ليطرق أبواب التاريخ.
وفي عام 2022، احتضنت الأم ابنتها التي اعتقدت أنها فقدتها إلى الأبد.
كان اللقاء صاد*مًا وعاطفيًا، بكاءً مختلطًا بضحك لا يصدق، وكلمات لم تجد طريقًا إلى الفم.
الأخوة الذين لم تعرفهم يومًا، احتضنوها كما لو أنهم يعرفونها منذ الولادة.
وبعد أسابيع، اختارت أن تستعيد هويتها بالكامل، وغيرت اسمها رسميًا إلى: ميليسا هايسميث
قصة ميليسا ليست مجرد حا*دثة اختفاء…
إنها درس عن العزيمة، عن أم رفضت أن تتوقف عن الإيمان، وعن علم استطاع أن يعيد عائلة مزقها الماضي.
إنها شهادة على أن الحب قد يضيع… لكنه لا يمو*ت.
عندما يريد الله أن تظهر الحقيقة، ستظهر ولو بعد نصف قرن.
 
قديم اليوم, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 219786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اختراع الرحمة والانسانية

في عام 2014، ظهرت على الأرصفة التركية ماكينة مختلفة، تقف بهدوء بين ضجيج البشر. ليست ماكينة قهوة، ولا تذاكر، ولا حتى جهازًا إعلانيًا.
كانت صندوقًا معدنيًا يحمل رسالة مكتوبة ببساطة… ولكن بعمقٍ يمس القلب:
"أعد تدوير زجاجة… وأطعم روحًا جائعة."
هذه الماكينة، التي طوّرتها شركة تركية تُدعى باجيدون Pugedon، أصبحت تُعرف بين الناس باسم "ماماماتيك" – أي ماكينة الأمومة والرحمة.
فهي آلة تجمع بين شيئين نادرًا ما يجتمعان: حماية البيئة… وحماية الكائنات التي لا يملك أحدٌ صوتها.
كيف تعمل هذه الآلة العجيبة؟
آلية بسيطة، لكنها تنطوي على عبقرية مدهشة:
يضع المارّة زجاجة بلاستيكية فارغة أو علبة صفيح في أعلى الجهاز.
في اللحظة نفسها، يسقط في الأسفل جزء صغير من طعام الكلاب في وعاء مخصص على الأرض.
وعلى الجانب، وُضع وعاء ماء يمكن لأي شخص أن يفرغ فيه ما تبقّى من زجاجته ليمنح كائنًا عطشانًا جرعة حياة.
كل هذا يعمل عبر منظومة ممولة بالكامل من قيمة المواد المُعاد تدويرها، دون أن تدفع المدن فلسًا واحدًا.
أما الطاقة؟ فمعظم هذه الأجهزة تعمل بـ الطاقة الشمسية، لتظل واقفة تخدم ليلًا ونهارًا. بهذا التصميم، تجمع الماكينة بين رسالتين عظيمتين: أن تُطعِم جائعًا… وأن تُنقذ كوكبًا.
تركيا – وخصوصًا إسطنبول – تضم عددًا هائلًا من الحيوانات الضالة؛ يقدّر البعض وجود أكثر من 150,000 كلب وقط بلا مأوى في المدينة وحدها.
حيوانات تبحث عن لقمة، عن قطرة ماء، عن يدٍ تمتدّ لها بشيء من الرحمة.
وقد جاءت "باجيدون" لتكون تلك اليد… ولكن على هيئة آلة.
يحكي الناس هناك عن لحظات صغيرة، لكنها تصنع أثرًا كبيرًا:
سيدة مسنّة تضع زجاجتها الفارغة في الآلة، ثم تجلس على الرصيف تراقب كلبًا نحيلاً يقترب بخجل، قبل أن يتردد لحظة… ثم يبدأ يأكل بشهية وكأنه يحصل على وجبة عيد.
طفل صغير يركض نحو الماكينة وعيناه تلمعان، فيسحب من حقيبته علبة معدنية كان يحتفظ بها كي يعيش اللحظة التي يرى فيها الطعام ينساب إلى الوعاء.
سياح يقفون مذهولين من بساطة الفكرة وعمق أثرها.
هذه ليست مجرد آلة.
إنها درس في الرحمة، تذكير بأن العالم أرحب عندما نتوقف لحظة لنفكر في أضعف مخلوقاته.
ما بدأ كفكرة صغيرة تحوّل إلى مبادرة واسعة الانتشار:
انتشرت الماكينات في إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وبودروم وغيرها.
لاقت الفكرة ترحيبًا عالميًا، وتم تبنّيها أو تقليدها في دول أخرى.
توسّعت شركة باجيدون لتقديم خدمات أخرى:
توفير الطعام والدواء للمتطوعين
دعم نقل الحيوانات مجانًا
تقديم ندوات تعليمية للأطفال في المدارس عن الرحمة والاعتناء بالكائنات
هذه ليست قصة ماكينة، هذه قصة إنسانية، ورحمة، وفكرة بسيطة استطاعت أن تمسّ قلب مدينة كاملة.
إنها تذكّرنا بأن الرحمة ليست مشروعًا ضخمًا… بل قد تبدأ بزجاجة فارغة، أو بقلبٍ امتلأ بالرغبة في أن يصنع فرقًا، ولو كان الفرق في حياة كلب ضال لا يعرف أين يجد وجبته القادمة.
ولعل أجمل ما تُخبرنا به هذه الماكينة هو:
"ليس عليك أن تكون غنيًا لتساعد… فقط كن إنسانًا."
 
قديم اليوم, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 219787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أن الخطأ ليس نهاية السطر بل فرصة لكتابة سطرٍ أفضل


في زمنٍ لم تكن فيه الأخطاء تُغتفر بسهولة، وفي مكاتب تئنّ تحت ضجيج الآلات الكاتبة، كانت “بيت نيسمث غراهام” مجرد سكرتيرة بسيطة في بنك… امرأة عادية تخوض معركة يومية مع أكثر ما يكرهُه العاملون بالآلة الكاتبة:
غلطة صغيرة تعني إعادة الصفحة كاملة من الصفر.
كانت تشعر بالإحباط كل يوم، لكن عينيها لاحظتا مشهدًا بسيطًا سيغيّر حياتها وحياة الملايين: رسّامو البنك كانوا يصلحون أخطاءهم الفنية بلمسة طلاء أبيض. وهنا انقدحت الفكرة… لماذا لا نصلح الكلمات كما يصلح الفنانون الخطوط؟
عادت إلى منزلها، وأغلقت على نفسها باب المطبخ، وبدأت تخلط ألوان التمبرا البيضاء في خلاط صغير، تحركها يدان مرهقتان لكنهما مملوءتان بالأمل. وبعد محاولات لا تُحصى، خرج من تحت يديها سائل غريب… سائل يمحو الأخطاء لحظة وضعه. أطلقت عليه اسمًا بسيطًا: Mistake Out.
كانت تخبئه في زجاجات صغيرة وتأخذه معها إلى العمل. وما إن جرّبته زميلاتها حتى انتشر كالنار في الهشيم… صار منقذًا يوميًا لكل من تكتب على الآلة الكاتبة.
لكن النجاح لا يأتي بلا ثمن.
في أحد الأيام، وبينما كانت تكتب رسالة رسمية لرئيسها، استخدمت سائلها لكنها نسيت أن تمحو من القالب كلمة “Mistake Out Company”… خرجت الرسالة باسم شركتها الوليدة. وعندما وصلت إلى مكتب المدير، لم يكلّف نفسه النظر إلى جهدها أو ابتكارها. كل ما رآه كان "إضاعة للوقت".
وطردها من العمل.
خرجت بيت من البنك مكـسورة، بلا راتب، بلا أمان… لكنها حملت معها شيئًا أهم: إيمانًا عميقًا بأن ما اخترعته ليس خطأ، بل بداية طريق لم تولد بعد.
رهنت كل ما تملك، وكرّست وقتها لتطوير منتجها. وشيئًا فشيئًا، تحوّل ما بدأ في مطبخ متواضع إلى اختراع يهز عالم المكاتب. صار اسمه الجديد ليكويد بيبر Liquid Paper، وانتشر في الشركات والجامعات والبنوك… ملايين الزجاجات تُباع سنويًا.
وفي عام 1979، وبعد عقود من الإصرار، اشترت شركة Gillette اختراعها مقابل 47.5 مليون دولار بالإضافة إلى نسبة من الأرباح. من “سكرتيرة مُهمَلة” إلى امرأة صنعت ثورة صغيرة غيرت حياة الجميع.
بعد أشهر قليلة، رحلت بيت عن الدنيا… لكنها تركت وراءها أعظم إرث يمكن أن تقدمه روح مُتعبة لم تستسلم:
علّمت العالم أن الخطأ ليس نهاية السطر بل فرصة لكتابة سطرٍ أفضل.
 
قديم اليوم, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 219788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أكبر ألغاز العقل البشري


خرج الضابط الأمريكي غاري دوكري من منزله بولاية تينيسي عام 1988، مرتديًا زيه الرسمي كعادته. لم يكن يعلم أن هذا اليوم العادي سيصبح بداية مأساة غريبة وغامضة ستترك العالم مذهولًا.
في 17 سبتمبر 1988، تلقى غاري بلاغًا عن اضطراب منزلي، إلا أن البلاغ كان مكيدة. الرجل الذي استدعى الشرطة، صامويل فرانك داوني، كان مخـمورًا وخطط ليوقع غاري في فخ، وعندما وصل الضابط إلى مكان الحادث، أطلق داوني النار مباشرة على جبهته من مسافة قريبة. اختفت الحياة أمام عيني غاري، وسقط أرضًا بينما هرع زملاؤه لإنقاذه. دخل غاري في حالة يُمكن وصفها بـ"الحالة النباتية المستمرة" أو "الحبس الذهني"، حيث بقي جسده حيًا، لكنه لا يستطيع التواصل، مكتفيًا بوميض عينيه أو تأناته أحيانًا، وكأن روحه عالقة بين الحياة والموت.
مرت سبع سنوات ونصف من الصمت المطبق والظلام الكثيف.
خلال تلك السنوات، كان الأمل الوحيد لعائلته في أن شرارة وعيه قد تعود، فكانوا يزورونه يوميًا، يلمسون يده، يرددون أسماءه وأسماء أبنائه، يحكون له القصص والأحداث اليومية، لكن كل يوم كان يمر بصمتٍ ثقيل لا ينكسر.
ثم جاء فبراير 1996، حين هاجمت غاري عدوى خطـيرة في الرئة، وواجهت أسرته قرارًا صعبًا بين السماح للمرض بأن يسير مجراه أو خضوعه للجراحة.
وفجأة، وكأن القدر قرر أن يكتب لحظة معجزة، بدأ غاري يتحرك ويتكلم.
تحدث بحيوية عن خيوله، عن سيارته الجيب الخضراء، وعن رحلات التخييم التي كان يعشقها. نظر إلى أبنائه بعيون مليئة بالحب، وقال لهم كم يفتقدهم ويحبهم، كأن الزمن عاد به مباشرة إلى عام 1988. استمرت هذه اللحظات الساحرة حوالي 18 ساعة، قبل أن يغرق مجددًا في حالة شبه وعي، ولم يتكلم مرة أخرى.
في 15 أبريل 1997، توفي غاري بسبب جـلطة دموية في الرئة، تاركًا وراءه لغزًا حيّر العلماء والأطباء حول طبيعة الوعي والحياة داخل الغيبوبة. القصة أثارت جدلًا واسعًا حول أسرار العقل البشري، فيما حُكم على مطـلق النار داوني بالسجن 37 سنة، وتوفي في السجن عام 2006. ترك غاري وراءه زوجته وولديه، وذكرى لحظات عابرة من الحياة في قلب الظلام، حكاية أثارت دهشة العالم وتركته أمام أحد أكبر ألغاز العقل البشري.
 
قديم اليوم, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 219789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رمزًا للأمل الصمود والإيمان وسط الظلام


في عام 2004، كانت جينا جيز، فتاة أمريكية تبلغ من العمر 15 عامًا، عندما دخل خفاش صغير يحوم حول المكان الذي كانت به. لم تُعره انتباهًا كبيرًا، لكنه سرعان ما عـض إصبعها. كانت مجرد وخزة صغيرة، بلا دم يذكر، بلا ألـم حقيقي، فتجاهلت الأمر ولم تفكر في تلقي التطعيم أو زيارة الطبيب.
لكن ما لم تعرفه جينا حينها، هو أنها قد واجهت أحد أكثر الفيروسات فتـكًا في التاريخ: فيروس السُعار. هذا الفيروس، إذا ظهرت أعراضه، يُنهي الحياة بلا رحمة تقريبًا.
مرت 37 يومًا، وبدأت جينا تشعر بأعراض غريبة: رعشة في اليدين، صعوبة في المشي، صداع شديد، وهلاوس، وخوف غير مبرر من الماء. أسرع والداها بها إلى المستشفى، وهناك وقف الأطباء في ذهول أمام التشخيص: السُعار، والمرحلة المتقدمة التي لا ينجو منها أحد تقريبًا.
لكن طبيبًا واحدًا، الدكتور رودني ويلوجبي، رفض الاستسلام للمأساة.
اقترح خطة جريئة لم تُجرب من قبل: إدخال جينا في غيبوبة طبية عميقة لإبطاء نشاط دماغها، وإعطاء مزيج من الأدوية المضادة للفيروسات ليمنح جهازها المناعي فرصة لمقاومة الفيروس. كانت مقامرة على حافة الموت، وُسمت لاحقًا باسم "بروتوكول ميلووكي".
76 يومًا قضتها جينا بين الحياة والموت، معظمها في الغيبوبة. أجهزة التنفس، الأدوية التجريبية، رعاية مستمرة على مدار الساعة... بينما يراقب والداها بصمت، قلبيهما يمزقه الخوف. ثم، ذات يوم، بدأت جينا تتحرك: تحركت أصابعها، فتحت عينيها، وتنطقت بكلمة... لقد نجت.
لكن النجاة لم تكن نهاية الرحلة. بدأت مرحلة شاقة من إعادة التأهيل: تعلمت المشي والكلام وحتى الكتابة من جديد، وسط لحظات من الإحباط والدموع.
واليوم، أصبحت جينا جيز خريجة جامعية، زوجة، وأمًا لثلاثة أطفال. وتنشر وعيًا حول داء السُعار وأهمية العلاج المبكر بعد التعرض. ورغم ما عاشته، لم تفقد حبها للحيوانات، بما في ذلك الخفافيش الصغيرة التي كانت سبب معاناتها.
نجاتها كانت معجزة، لكنها لا تُنسى الدرس الأكبر: الوقاية قبل ظهور الأعراض هي السبيل الوحيد لضمان النجاة من هذا الفيروس القاتل، وأن الجرأة العلمية يمكن أحيانًا أن تُحدث فرقًا بين الحياة والموت، لتظل جينا رمزًا للأمل الصمود والإيمان وسط الظلام.
 
قديم اليوم, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 219790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة للرحمة لا مجرد وسيلة للربح


في عام 2013، استطاعت فتاة كندية تبلغ من العمر 15 عامًا تُدعى آن ماكوسنسكي أن تخطف أنظار العالم بابتكار بسيط لكنه عبقري، يحمل بين طياته رسالة إنسانية وأملًا في مستقبل أكثر استدامة. أطلقت عليه اسم "المصباح الأجوف"، وهو مصباح لا يحتاج إلى بطاريات أو شحن، بل يعتمد فقط على حرارة جسد الإنسان.
جاء الإلهام من قصة مؤثرة: صديقة لآن كانت تعيش في الفلبين، وتُعاني من انقطاع الكهرباء المتكرر، مما كان يمنعها من أداء واجباتها المدرسية ليلاً. تأثرت آن كثيرًا بهذه القصة، وقررت أن تفعل شيئًا حقيقيًا لمساعدتها – ليس بالكلمات، بل بالعلم.
ابتكرت آن مصباحًا يعتمد على التأثير الحراري الكهربي، عند إمساك المستخدم للمصباح، تقوم حرارة اليد بتسخين أحد جانبي البلاطات، بينما يسمح التصميم المجوف للهواء البارد بالمرور من الوسط لتبريد الجانب الآخر. هذا الفرق الحراري يُولد طاقة تكفي لتشغيل مصباح led لأكثر من 20 دقيقة، من حرارة اليد فقط.
كان الابتكار أكثر من مجرد فكرة تقنية؛ كان رسالة إنسانية. المصباح صُمم كحل منخفض التكلفة ومستدام للأشخاص في البيئات التي تفتقر للكهرباء أو الموارد، وكان سعر المواد الأولية للنموذج الأولي حوالي 26 دولارًا فقط.
على الرغم من أن المصباح لا ينتج ضوءًا قوياً مقارنةً بالمصابيح الحديثة، إلا أن آن حصلت على براءة اختراع للتصميم وكانت تجري مفاوضات لتسويقه تجاريًا.
قصة آن ماكوسينسكي ليست مجرد حكاية عبقرية شابة، بل عن تعاطف إنساني حقيقي وإيمان بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة للرحمة لا مجرد وسيلة للربح. ابتكارها البسيط أضاء حرفيًا ظلامًا حقيقيًا في حياة من لا يملكون كهرباء، وحمل رسالة أمل بأن العلم يمكن أن يغير حياة الناس ويجعل العالم أكثر عدلاً واستدامة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025