23 - 12 - 2012, 08:11 AM | رقم المشاركة : ( 2171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوقات الاختباء
ماذا تعني هذه الكلمة بالنسبة لك؟ ليس المقصود منها فقط أن تختبئ من شيء مخيف أو تهرب لتحمي نفسك منه. لكن المعنى في هذه الرسالة يدور حول أزمنة تحتاج فيها أن تخبئ وعود الرب وتحفظها داخلك. وإن جاز التعبير أن تدفئها كما تدفئ الفراخ البيض حتى يأتي الوقت ليعطي هذا البيض ثمراً (أو فراخه الصغيرة) وستعطى هذه الوعود الثمر والنتائج التي تنتظرها لسنين طويلة. في حياة كل مؤمن أزمنة وأوقات، يوجد وقت للزرع والحرث هو وقت تهيئة الأرض لاستقبال البذار وري الأرض والانتظار حتى يأتي وقت آخر هو وقت الحصاد. ووقت الحصاد هو وقت أن تعطي الأرض ثمرها ونرى النتائج لما تم زرعه. فكما تمر الأرض بأزمنة ومواسم مختلفة، هكذا تمر أرض حياتنا بمراحل مشابهة من عمل الروح. فتعال معي لتفهم أكثر ماذا يحدث خلال هذه الأوقات في حياتنا – لندخل معاً أعمق إلى كلمة الله لتكشف لنا عما في قلب الله لكل واحد منا. وسنرى من خلال الكلمة إشارة إلى "التخبئة" وما الذي نخبئه ولماذا؟ فهذه كلها معاني أثارت شغفي حين رنت داخلي كلمة "خبأ"، وعندما بحثت في الكتاب وجدت المعنى الذي أراد الرب أن يكلمني به. خبئ الوعد: في (خر2: 2، 3) قصة ولادة طفل هام جداً هو "موسى"، وهو الشخص الذي كان سيتمم وعد الرب لشعبه بالخروج من العبودية إلى الحرية. وكأن ولادة موسى كانت تشير إلى وقت ولادة وتحقيق الوعد. ويذكر الكتاب تفاصيل هذه القصة في عدة مواضع تمتلأ بدروس ومعاني ثمينة فيقول "فحبلت المرأة وولدت ابنًا. ولما رأته أنه حَسَنٌ خبأته ثلثة أشهر. ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطًا من البردي وطَلَتهُ بالحُمَرِ والزفتِ ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر". وفي (عب11: 23) إشارة عن هذه القصة "بالإيمان موسى بعدما وُلد أخفاه أبواه ثلثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلا ولم يخشيا أمر الملك". ولنرى أيضاً كيف يحكي لنا سفر الأعمال نفس القصة بصورة أخرى فيقول "وكما كان يقرب وقت الموعد الذي أقسم الله عليه لإبراهيم كان ينمو الشعب ويكثر في مصر. إلى أن قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف. فاحتال هذا على جنسنا وأساء إلى آبائنا حتى جعلوا أطفالهم منبوذين لكي لا يعيشوا. وفي ذلك الوقت وُلد موسى وكان جميلاً جداً. فرُبى هذا ثلاثة أشهر في بيت أبيه." (أع7: 17 – 20). ما الذي تقوله لنا هذه القصة من معاني؟ لنبدأ من الآخر إلى الأول فنرى في (أع7: 17) أنه قد اقترب وقت تحقيق الوعد أو أصبح (زمن – موسم) تحقيق الوعد قريبًا جداً، فماذا حدث؟ لقد كان ينمو عدد الشعب ويكثر وفي نفس الوقت قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف، هذه الكلمات توجه انتباهنا إلى نقطتين هامتين: • النقطة الأولى: هي ارتباط تحقيق الوعد بالنمو والتكاثر في العدد أو الثمر الكثير. عادة يحدث هذا قبل أي نقلة أو اتساع جديد. فاستعدادا للنقلة أو القفزة التي كان شعب الله موشك عليها تكاثر عددهم جدا في مصر. ولكن ماذا أيضا؟ • النقطة الثانية: شن العدو حربه بطرق مختلفة ليضيق عليهم الخناق، بأن تغير الملك فلم تصبح لهم نفس المكانة التي كانت لهم وقت يوسف. وأساء الملك الجديد لأطفالهم أيضاً وأمر أن يقتل كل طفل يولد في ذلك الوقت. وهذا ما يحدث معنا ونحن ننتظر اتساعا أو نقلة جديدة نجد حروبا من العدو يحاول بها أن يجهض الثمر الذي يولد ويتكاثر ليعوق هذا الاتساع ويمنع اكتمال نمو الثمر. ولكن ماذا عن يد الرب، هل يقف الرب صامتاً وهو يرى شعبه يُقتل؟ يقول الكتاب كلمات رائعة مشجعة جداً في (أع7: 20) "وفي ذلك الوقت ولد موسى". يا له من إعلان رائع عن محبة الرب ورأفته وصلاحه، ففي الوقت الذي يأتي العدو ليقتل الثمر ليمنع النمو والتكاثر والاتساع، يولد الوعد الذي انتظره الشعب طويلاً. ماذا تعني هذه الكلمات بالنسبة لك؟ وكيف ستطبقها في حياتك؟ من المؤكد أن الرب قد تكلم على حياتك بوعود عظيمة في السنوات السابقة في مجال العمل أو الأسرة أو الخدمة أو وعود بالشفاء والحرية. أدعوك اليوم أن ترى هذه الوعود مثل هذا الطفل (موسى) الذي وُلد في الوقت المناسب. نعم، سترى وقت ولادة هذه الوعود، ستصبح ملموسة وتراها بعينيك كما ترى الأم طفلها المولود وتلمسه. وإذا كانت هذه الوعود قد وُلدت ولكنها مازالت صغيرة كهذا الطفل، ستعرف من السطور التالية من خلال كلمة الله كيف تتعامل مع هذه الوعود حتى لا يأتي العدو ويقتلها أو يمنع نموها وظهورها كما فعل مع الأطفال الذين قُتلوا. إيمان واختباء: لنعود إلى سفر الخروج ونرى أن الوحي يذكر كلمة "خبأته" وفي (عب11: 23) "أخفاه" أبواه. ويذكر لنا الكتاب أن أبويه بالإيمان قد أخفيا الولد، فإن أبويه كانا من سبط لاوي أي كانت لهم علاقة حميمة بالرب وكان لهم إيمان وينتظروا تحقيق وعود الرب. فعندما حبلت المرأة وولدت ابنًا، كان هذا الصبي هو الوعد بالنسبة لهما ويقول الكتاب أنه كان (حسناً) أو (جميلاً جداً). وفي الترجمات تعني "proper". فلما رأى أبواه هذا شعرا أن هذا الصبي بالتأكيد سيكون شخصاً غير عادي وتكون في داخلهم إيماناً جعلهم يخبئوه ليحموه من القتل. عزيزى القارئ، ثق أن كل وعد في حياتك ينشئ إيماناً وجراءة يجعلك لا تخشى أعدائك. ولتعرف أن الوعد الذي بداخلك من الرب، ابحث عن الإيمان في داخل قلبك فالوعد الذي من الرب يجلب معه إيماناً كافياً لتحقيقه. الرب لا يترك نفسه بلا شاهد فسيملأك بإيمان يكفي لولادة وتحقيق هذا الوعد. تمسك بكل ما تكلم به الرب على حياتك و أيضاً تمسك بالإيمان الذي في قلبك ودعه يقودك. لقد دفعهم الإيمان أن يخبئا الصبي ولا يخشيا أمر الملك. أنت أيضاً قد يقودك الرب أن تخبئ الوعد في قلبك وأن تصلي به ولا تشارك به أحداً لفترة من الزمان وتنتظر زمن تحقيق الوعد. أمثلة من الكتاب المقدس: يمتلأ الكتاب المقدس بأمثلة من رجال شعب الله الذين تعلموا هذا الدرس وخبئوا الوعد في قلوبهم حتى تحقق وتعالوا نرى بعض هذه الأمثلة: - نحميا: في (نح2: 11، 12) "فجئت إلى أورشليم وكنت هناك ثلاثة أيام .. ثم قمت ليلاً أنا ورجال قليلون معي. ولم أخبر أحداً بما جعله إلهي في قلبي لأعمله في أورشليم..." لماذا لم يخبر نحميا أحداً وقام في الليل ولم يأخذ معه سوى رجال يقول الكتاب أنهم "قليلون"؟ توجد أوقات في حياتنا نحتاج أن لا نخبر أحداً بما يضعه الرب في قلوبنا، وقد نخبر القليل من الأشخاص (وهم عادةً الدائرة القريبة منا ويفضل ان يكونوا اشخاصاً ناضجين روحياً، ويكون هذا لتعضيدنا بالصلاة والدعم الروحي) لأنه ليس وقت للإعلان بل هو وقت (الإيمان). تعال معي لنرى ما عمله نحميا ، ولماذا لم يخبر أحداً: اولاً : رأي نحميا ان لا يخبر احداً من اليهود او الولاة او الاشراف (أي الدائرة البعيدة عنه) كما يقول في (نحميا 2: 16) وصار يتفرس في الأسوار. وكلمة "يتفرس" تعني أن يتفحص شيء أو يتوقع برجاء وفيها بُعد الانتظار أيضاً. و هام جداً أن تفهم اوقات الله في حياتك وان تعمل كما يقودك الرب بدقه. لقد فهم نحميا وقت الله وقرر أن يحفظ الامر ويخبئه في قلبه، وراح يتأمل السور المنهدم بايمان وترك الروح القدس ينمي إيمانه. ثانياً: أيضا لم يخبر احداً حتى لا تأتي إليه كلمات سلبية تعطل نمو إيمانه وتعوق عمل الروح داخله، فهذا ليس وقت ضائع بل هو وقت لإعداده لمراحلة جديدة يريد الرب فيها ان يعمل به عملاً عظيماً. وسيأتي الوقت لأعلان الامر، ولكن بعد ان يكون إيمانه قد تقوى فيقدر ان يرد على كل هجوم من العدو. وهذا يأخذنا إلي النقطة الثالثة. ثالثا: كان من المهم ان لا يخبر احداً في بادئ الامر حتى لا يتعرض لهجوم من العدو قبل الوقت. ماذا يعني هذا؟ ليس من الحكمة أن تفتح على نفسك ابواباً لحروب من العدو لم يأتي وقتها بعد يكون إيمانك فيها مازال صغيراً لم يقوى بالقدر الكافي حتى يواجه هذه الهجمات، فتجد نفسك في مواجهات مع العدو قبل الآوان. نحميا كانت لديه الحكمة الروحية التي جعلته يهتم بأن ينمي إيمانه اولاً حتى يصبح مستعداً للخطوة التالية وهي اعلان الامر ومواجه التحديات وهذا ما نراة واضحاً في (نحميا 2: 19) "ولما سمع سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني وجَشَمٌ العربي هزأوا بنا واحتقرونا...." بسبب إيمان نحميا لم ينزعج من رد الفعل والاستهزاء ، ويقول الكتاب في (نحميا 2: 20) "فأجبتهم وقلت لهم أن إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني" من أين له هذا الإيمان؟ من فترات الانتظار وتخبئة الوعد. نستطيع أن نلخص هذا في مقارنة بسيطة: تخبئة الوعد 1- يحفظ الإيمان وينميه 2- يحمينا من التعرض للكلمات السلبية التي تضعف الإيمان في مراحله الأولى 3- تحفظنا من هجمات وحروب ليس في وقتها وليس لدينا بعد الإيمان الكافي لمواجهتها. عدم تخبئة الوعد 1- لا يسمح للإيمان بأن ينمو. 2- قد نتعرض لكلمات سلبية تضعف الإيمان. 3- هجوم من العدو ليقتل الوعد في بدايته (كما قتل الأطفال وقت ولادة موسى) - يوسف: كان الرب يعلن له عن مشيئته من خلال الأحلام ولكنه لم يخفي الأمر، بل كان يذهب ويحكي لأخوته، مما أثار حقدهم وغضبهم ضده، ولم يكن هذا من الحكمة. يقول الكتاب "... فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت.. هل نأتي انا وامك واخوتك لنسجد لك ِإلي الارض. فحسده اخواته..." (تكوين 37: 10-11) داود: - لكن نرى في المقابل داود حين مسحه الرب ملكاً بقى وقتاً طويلاً ينتظر زمن تحقيق الوعد ولم يجعله هذا يتذمر أو حتى يسيء إلى الملك الحالي (شاول) بل انتظر تحقيق الوعد بإيمان وخبأه في قلبه قائلاً "..لا امد يدي إلي سيدي لانه مسيح الرب هو"(1صم 24:10 ) - يسوع: "..... لم تأتِ ساعتي بعد" (يوحنا2: 4)،عندما ذهب إلى عرس قانا الجليل وطلبت منه أمه أن يعمل لهم خمر، كان يسوع يفهم أنه ليس وقت لكي يعلن فيه عن نفسه. - العذراء مريم: "...... وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لوقا2: 51). كيفية التعامل مع وعود الرب: 1- احفظها في قلبك : كما ذكرنا من قبل عن موسى وكيف أن أبويه بالإيمان حفظاه وأخفياه عن أعين الملك ولم يخشيا أي شيء. أيضا نحميا عندما حفظ ما جعله الله في قلبه ليعمله نحو أورشليم. هكذا نرى الوصية المدونة (مز119: 11) "خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك". ونفس الكلمة "خبأت" تحمل هنا معنى الادخار (ادخار الجواهر أو الأشياء الثمينة) وتخزينها حتى يأتي الوقت الذي نحتاجها فيه. أيضاً تحمل معنى "to protect" أي يحمي من الضياع. لنطبق هذه الآية على كل وعد نأخذه من الرب ونتعامل معه كالجواهر والذهب. هل ترى وعود الرب كالجواهر والآلئ الكثيرة الثمن التي تستحق أن تحيط بها في قلبك – داخل أعماقك وتحفظها من الضياع كما رأينا من القصص السابقة؟. لقد أراد العدو أن ينهي حياة الطفل موسى قبل أن تبدأ، لكن نجح والداه في تخبئته. في كل الكتاب نرى العدو يبغض ولادة أمر جديد (وعد) لأنه يشكل خطورة عليه، ويحاول جاهداً أن يجهض أي عمل في بدايته حتى لا يأتي بثمر فهو لا يريد أن تكتمل خطة الله في حياتنا. لكن الرب يعدك بالحماية وأن يكمل عمله فيك ويحفظه للنهاية. فهل تؤمن بهذا؟ 2- اجعلها أمام عينيك دائما : "ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم وأربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك". (تث6: 6 – 9). أريد في هذه النقطة أن أشير فقط إلى آخر جزء في الآية، أن تضع الكلمة كعصائب بين عينيك وتكتبها على قوائم بيتك وعلى أبوابك. المقصود من هذا التعبير أي أنها تكون أمام عينيك دائمًا لا تنساها وتضعها على أول مكان هو قوائم البيت وأبوابك، لأن الأبواب في الكتاب ترمز لمكان القوة، فالكلمة هي مصدر القوة في حياتك وهي التي تقود حياتك والأساس الذي تبنى عليه كل شيء. وهذا يقودنا في النقطة التالية إلى بعد أعمق في نفس الآية. 3- الهج في الكلمة : في الأعداد الأولى من (تث6: 6 – 9) لا يقف عند حد أن تحفظها فقط في قلبك لكن يشجعك على أن تقصها على أولادك وتتكلم بها حين تجلس وحين تمشي وحين تنام أو تقوم أي تلهج بها نهاراً وليلاً. وعندما تعمل هذا ستجدها تشتعل في داخلك، ترددها وتعلنها على حياتك فتبني الإيمان داخلك وتجعلك مستعداً لتحقيق الوعد. 4- لتكن محور إهتمامك : عندما تضع الأم طفلاً جديداً يكون هو محور اهتمامها. تقضي معه ساعات طويلة كل يوم لتطعمه وتهدهده وتسهر معه، وبالكاد تجد وقتا لتنام أو تقضي أي شيء لنفسها. كل أم تعي جيداً هذه الكلمات لأنها مرت بها. فأنا أم وقد قضيت الثلاثة شهور الأولى على الأخص مع طفلتي معظم الوقت لها، وإن لم يكن كله. بالرغم من أن ابوي موسى قد خبأه من أجل حمايته من الموت، لكن الكتاب ذكر تعبير (ثلثة أشهر) وهذا يأخذنا أن نتأمل في هذه المراحلة التي لاقى فيها موسى الاهتمام والرعاية والدفء العائلي، بالتأكيد في هذه الفترة كان موسى محور إهتمامهم وشغلهم الشاغل، وهذا ما لا يقدر أن يعمله معه سوى أبواه. هل وعود الرب تحتاج لمثل هذا الاهتمام والعناية؟ نعم، بالطبع. لقد رأينا كيف كان موسى مثل الوعد بالنسبة لأبويه فخبآه. أنت أيضاً تحتاج إلى أن تتعامل مع وعود الرب بهذه الطريقة، تشغل تفكيرك، تكون محور إهتمامك كما تنشغل الأم بطفلها. لا يكفي أن تخبئ الكلمة في قلبك بل تلهج بها وتشغل كل تفكيرك. لا تكون مجرد شيء ثانوي تتذكره في الإجتماعات أو الأجواء الروحية وكما رأينا في (تث6) أنها تشغلنا في الحياة اليومية مع الأولاد وحين نمشي في الطريق وحين ننام ونقوم – أي بعيداً عن الجو الروحي. ماذا عن الوعود والأحلام الروحية في حياتك اليومية أثناء العمل وفي البيت وفي الشارع وأثناء نومك؟ هل هي تشغلك إلى الحد الذي فيه تسيطر على كل تفاصيل حياتك؟ وكيف تعاملت معها خلال كل السنين السابقة؟ هل كنت تخبئها وتنتظر بإيمان تحقيق الوعد وتلهج فيه وتضرمه؟ أم أنك كنت تحيا حياتك العادية دون توقع لأي شيء وتأخذك الحياة وانشغالاتها. أريد أن أشجعك أن فترات الانتظار ليست أوقات ضائعة. هي فترات إعداد ونمو لعضلة الإيمان كما تحدثنا من قبل. في كل مرة تؤمن وتستخدم عضلة إيمانك ينمو هذا الإيمان وتقوى هذه العضلة (كل عضلة في جسمك لا تُمرن أو تُستخدم تصير عضلة ضعيفة) وعندما تفقد ثقتك، يعود ليشجعك فتتمسك بالوعد وتعلنه على حياتك حتى يأتي الوقت الذي يقوى فيه إيمانك ويكبر مثلما كبر موسى واقترب تحقيق الوعد من خلاله. فكما أنه هناك وقت لتخبئة الوعد وحمايته من الضياع ومن هجوم العدو والإيمان به، فهناك أيضاً وقت لإعلان الوعد وإطلاقه، هو "زمن تحقيق الوعد". لذلك ثق في توقيتات الله في حياتك وافهم معاملاته معك في كل مرحلة. وقت الإنتظار: أريد أن ننهي هذا الجزء بشاهد من (يع5: 7) "........... هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر" الانتظار هنا المقصود به ليس الانتظار السلبي بل التوقع مع المراقبة. والتأني يحمل أيضاً عدة معاني: طول البال – الصبر والشجاعة في احتمال المشقات. أليست كل هذه المعاني تتفق مع ما نتحدث عنه في قصة موسى؟ فهنا الكتاب يصور الوعد كالبذار التي يبذرها الفلاح وينتظر حتى يرى ثمر الأرض. أود أن أشير أيضاً في فترة الانتظار إلى شيء آخر تذكره هذه الآية وهو المطر المبكر والمتأخر. فتتميز فترة الانتظار ليس فقط بنمو الإيمان بل بزيارات من الروح القدس كالمطر لتروي أرض حياتنا وتعمل على ظهور الثمر في وقته. فلا نستطيع أن نهمل دور الروح القدس في تحقيق الوعد – فهو يأتي في بداية الزرع كالمطر المبكر لينميه ويأتي كالمطر المتأخر قبل زمن الحصاد لينضج الثمر ويصبح جاهزاً للحصاد. كم هي ثمينة هذه الأوقات في حياتنا، ولن ننساها لأنها تشكل فينا وتعلمنا الإيمان. لماذا يحتاج الفلاح إلى التأني والصبر؟ حتى يقدر أن يواجه التحديات والمشاكل التي تقابله؟ فقد تتعرض الأرض لفيضانات أو طيور تريد أن تخطف البذار وتأكل الزرع قبل ظهور الثمر. أريدك أن ترى وعود الرب على حياتك بهذه الطريقة وتتعامل معها بإيمان وأناة. فالرب يضمن لك النتائج وسترى بعينيك ثمار كثيرة – الرب يعدك في عام جديد بأزمنة إثمار غير عادية لم ترى مثلها من قبل – سترى ثمراً مضاعفاً، هل تؤمن؟ سترى الثمر في أعماقك قبل أن تراه في الواقع وستفرح بعمل الرب في حياتك وتقول: "من ولد لي كل هؤلاء"، ثمار لسنين زرعتها بالإيمان في بيتك وعملك وخدمتك. فجأة ترى الأرض تستجيب وتتحقق الوعود، ويتضاعف الثمر والبركة معا. تعالى معي لآخر جزء في هذا الموضوع، وأيضاً يشمل جانب من معاملات الله معك: سهماً معَدَّاً للإطلاق : الرب يريد أن يخبئك أيضاً ليعمل منك سهماً مُعَدَّاً ليصيب بك أهداف نرى هذا في: "وجعل فمي كسيفٍ حاد. في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً. في كنانته أخفاني"(أش49: 2) هذه الآية أيضاً تحمل نفس المعنى أن يخبئني الرب في يده حتى يتمم عمله فيَّ ويخفيني من العدو بعد أن يجهزني للاستخدام. توجد فترة اختباء من أجل الإعداد فكلمة "جعلني" تعني: تشكيل – تجهيز – إصلاح – يضع أحد في مكانه. إن الهدف من الاختباء هو عملية إعداد وتشكيل وتجهيز للاستخدام في الدور المناسب. تليها فترة يخفيني (يجعلني قريباً منه جداً) في الكنانة أو الجبعة وهي مكان الأسهم المعَّدة للإطلاق – أي أكون في وضع الاستعداد، كما قضى داود وقت انتظار بعد أن مُسِح ملكاً قبل أن يُطلَق لعمل الرب. جاء الوقت في حياة موسى لم تقدر أمه أن تخبئه علا صراخه كطفل فكان عليها أن تجد طريقة حتى لا يفضح الأمر فوضعته في سلة على حافة النهر.(خر2: 3) واطلاقته لتبدء مشئية الله ان تتحقق على حياته. • سيأتي الوقت الذي لن تقدر فيه أن تخبئ ما بداخلك، تكون كأسك قد فاضت وتشعر أنه زمن لإطلاقك وزمن إثمار في حياتك. • سيظل الرب يُعدَّك ويُشكلك في وقت الاختباء وينمي إيمانك ويأتي على حياتك بالمطر المبكر والمتأخر. • يخفيك في يده ويحيط بك ليحميك من العدو ويكمل عمله فيك حتى تصبح سهماً مبريا يضعك في كنانته في وضع الاستعداد حتى يأتي الوقت لإطلاق السهم ليصيب أهدافاً كثيرة – هدف وراء هدف. في النهاية عزيزي القارئ أريد أن أقول لك، لا تستعجل وقت الإعداد والانتظار. فكلما تركت نفسك ليده لتعدك وتهذب فيك، كلما أصبت أهدافاً أكثر وكان ثمرك 100% (مائة في المائة). وستعطي الأرض قوتها ولن تقوى الأشجار على حمل الثمار من كثرتها وقوتها. |
||||
23 - 12 - 2012, 09:01 AM | رقم المشاركة : ( 2172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقفة مع العذراء المباركة
"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" تسبيح مريم العذراء في الإنجيل لوقا 1: 46 – 48 ما أنقى وقفات الألم، الألم العظيم الذي يجعل الإنسان عظيما. وما أنقى ألم الأمومة المجروحة، الأمومة التي اخترق قلبها سيف، ففجر أعماق أعماق أحاسيسها، إنها الأمومة الحقّة، أمومة القديسة العذراء. هكذا تنبأ لها سمعان الشيخ قائلا: "وأنت أيضا سيجوز سيف في نفسك!..." (لوقا2: 35) وها القديسة تقف وقفة حائرة، مؤلمة تسكب الدموع، وقلبها ينزف ألم المحبة، فقد مرت ثلاث وثلاثون سنة على كلمات النبوة، وكادت تطوى في دفتر النسيان والآن نراها مجروحة القلب واقفة عند أقدام الصليب تبكي ابنها الشاب يسوع، وتتساءل: ما عسى أن يكون هذا؟! وفي أوج الحيرة نرى الابن الحبيب وسط محيط الألم العميق يلتفت لأمه العذراء التفاتة رب المحبة وسلطانها، وهو لا يريد أن يتركها وحيدة فيرتب لها عائلة جديدة، وفي هذا المجال تقول كلمات الوحي المقدس: "وكانت أم يسوع وأخت أمه مريم التي لكليوبا ومريم المجدلية، واقفات عند صليبه. فلما رأى يسوع أمه وبقربها التلميذ الذي كان يحبه، قال لأمه: "يا امرأة هوذا ابنك" ثم قال للتلميذ: "هي ذي أمك" ومنذئذ أخذها التلميذ إلى بيته الخاص". (يوحنا19: 25 – 27) فها الابن المحبوب يسوع يرتب لأمه عائلة تضمها بعد تركها في طريقه إلى الموت ومن ثم إلى المجد. والعذراء المطوبة التي قبلت خطة الله مخلصها بولادة الفادي منها فقالت للملاك: "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" (لوقا1: 38)والتي قالت للخدام في عرس قانا الجليل أن يطيعوا الرب في كل شيء "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا2: 5) نراها تقبل ترتيب الرب لها هنا أيضا بلا جدال بل بكل إكرام ومحبة، فهي علمت أنه دائما يرتب لها الأفضل، فلم يتركها ثكلى، تعاني الوحدة والألم المرير. ونتساءل ترى ألم يلتفت الفادي وهو على الصليب لخاطئ مثلي؟! فيأتي الجواب: بلى، انه مات لأجلي أنا، لغفران خطاياي، وليعطيني بموته الكفاري حياة أبدية فالآية النورانية تقول: هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16) وأيضا كلمة الرب الأولى على الصليب "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون" (لوقا23: 34) هذه الكلمة موجهة لي أنا شخصيا، أنا الذي صلبت المسيح بخطاياي، ويحيرني السؤال: اذا كيف أحصل على الغفران؟ فاسمع اللص المعلق على الصليب بجوار المسيح، يطلب المغفرة على خطاياه، بعد أن ندم وتاب عن خطاياه، وحياة الخطية فيقول للرب أن يذكره في ملكوته وما أحلى وأطيب كلمات الرب له على الفور: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا23: 43) فالخلاص والحياة الأبدية التي ننالها فقط بالإيمان بشخص الرب يسوع وحده، فالكتاب المقدس يعلن بأنه ليسوع يشهد جميع الأنبياء، بأن كل من يؤمن به ينال باسمه مغفرة الخطايا (أعمال1: 43) فهو يدعونا إخوته إن آمنا به وقبلناه ربا وفاديا شخصيا لنا (متى28: 10) وإن صعد إلى السماء بجسده بعد قيامته فذلك ليشفع فينا ويرسل الروح القدس ليسكن قلوبنا لكي لا نترك يتامى (يوحنا 14: 18) وأسألك الآن ترى هل قبلت خطة الله لك؟ فيسوع ابن الله واقف ويقرع على باب قلبك لكي يغير حياتك، ويعطيك حياة أبدية، حياة أفضل. إن لم تقبله بعد تامل في حياة العذراء التي قبلت كل خطة الله لها وافتح باب قلبك للرب يسوع تائبا عن خطاياك ومعترفا بها له، واطلب منه أن يدخل إلى أعماقك ويسكن فيك، فيدخل الفرح والسلام والأبدية الحية إلى حياتك. " إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص (رومية 10: 9 و10) إنه من المحزن جدا أن نعيش عشرات السنين ونعرف الكثير من أمور هذه الحياة الدنيا ولا نعرف الشيء الأهم الذي يخص نفوسنا، انه يوجد هناك من أحبنا، أنه يوجد هناك من فدانا، أنه يوجد هناك من مات عنا، ووعدنا بحياة أبدية إن آمنا به أنه يسوع المسيح، لكي نحيا له في كل شيء والى الأبد. |
||||
24 - 12 - 2012, 05:12 AM | رقم المشاركة : ( 2173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن حاربتك أى خطية إن حاربتك أى خطية فأعلم أن الله لا يسمح للشيطان أن يحاربك فوق طاقتك وفى نفس الوقت يرسل لك معونة لتساعدك على الجهاد الروحى ، فيضع فى قلبك حماساً للجهاد ويشجعك بكلمات من حولك ويذكرك بأمجاد السماء ويكشف لك خطورة الخطية حتى تقاوم أفكار إبليس وأعماله. إن زادت عليك الحروب أو سقطت كثيراً , فثابر فى جهادك لأنك بنعمة الله ستنتصر حتماً على الشيطان وأعمل كل ما فى وسعك واثقاً أن الله معك . |
||||
24 - 12 - 2012, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 2174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَترك حلاوتي وثمري...
أَترك حلاوتي وثمري الطيـِّب وأذهب أَملك على الأشجار (قضاة١١:٩) نقرأ في هذا المثَل عن أربعة أنواع من المؤمنين: ١ـ مؤمن يتميَّز بالخضوع للروح القدس فيكون كالزَّيت شِفاءً لجروح الآخرين وتعزية لأحزانهم فهُم كالزيتونة التي ترفض التَّسلُط على الآخرين لئلا تـفـقـِد عمل الروح القدس مِن خلالها.. ٢ـ مؤمن كالتينة يتميَّز بالحلاوة والثمر الطيِّب اي بحلاوة كلامه المشجِّع والبنَّاء وثمره الطيّب ولطافته وبحلاوة تصرُّفه ورد فعلِه.. ودائماً يرفض التسلُط. ٣ـ مؤمن كالكرمة التي تُنتِج الخمر الذي يفرِّح الناس (مز١٥:١٤). وهذا المؤمن يرفض التسلط ليحتَفظ بفرحِه وهو يسعى ليفرِّح الآخرين ويرضى الله من خلال عمله وكلامه. ٤ـ \"مؤمن\" كالعوسَج دائماً يبحث عن مجد ذاته ويسعى ليتسلَّط على الآخرين مع أنه لا يبني ولا يفيد ولا يعزّي أحداً. نتعلم من هذا المثل ان مَن يتسلَّط ويسود في شعب الله يفقد حلاوته وفرحه وإفادة الآخرين. ومع أننا جميعاً بالطبيعة نحب ان نتسلَّط ونتحكَّم في الآخرين الا أننا علينا ان نخضع للروح القدس ممجِّدين الرب يسوع وأن نبقى مُختَفين منكسرين غير مدَّعين فيدوم ثمرنا وفرحنا وحلاوتنا.. ليتنا نكون مِن هؤلاء.. |
||||
24 - 12 - 2012, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 2175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نختار؟
هناك قرارات واضحة في حياتنا المسيحية. فعلينا ان نختار الإيمان بالمسيح يسوع ربا ومخلصا. نؤمن انه مات على الصليب لاجل خطايانا وانه قام من بين الاموات لتبريرنا. والقرارات الواضحة كثيرة فلا نحتاج ان نحتار عندما نفكر في الزنى او السرقة او القتل او الكذب. ولا نحتاج ان نحتار في الامانة الزوجية والعناية بالأولاد واعطاء الجسد حاجاته. فالجسد يحتاج إلى النوم والشرب والنظافة. لا نحتاج ان نسأل الله عن مشيئته ان كنا بحاجة إلى الاستحمام او إلى النوم. بالرغم من الوضوح في الكثير من القرارات إلا اننا نعيش في عصر فرض علينا ان نفكر في قضايا حساسة. فماذا عن الاخلاقيات المسيحية المتعلقة باجهاض الاجنة؟ هل تستطيع المرأة ان تتخلص من الجنين ان كان معاقا او إن حبلت به نتيجة الاغتصاب؟ وماذا عن قتل الرحمة (Euthanasia)؟ فهل نستمر بدفع المال في سبيل الحفاظ على عمل اعضاء جسد إنسان فقد وعيه منذ فترة طويلة؟ وماذا عن الشذوذ الجنسي، او موانع الحمل، او الهندسة الوراثية (Genetic Engineering) واختيار جنس الاولاد وصفاتهم، او الطلاق والزواج ثانية، او علاقة المسيحي بالدولة والضرائب، او الانضمام للجيش والاشتراك بالحرب والقتل، او انتشار الأيدز، او التبرع باعضاء جسدنا مثل اعطاء كلية خلال حياتنا او التبرع بقلبنا بعد موتنا، او مسؤولية المسيحي تجاه ارتفاع درجات الحرارة في العالم (Global Warming)، او تدمير البيئة، او الانتحار وتفجير الآخرين باسم الوطن، او امور اخرى؟ بعض هذه الامور واضحة لنا ولكن قد يكون بعضها الآخر محيرا. فكيف نستطيع ان نعرف مشيئة الله في بعض هذه الامور المحيرة التي لم يتحدث عنها الكتاب مباشرة؟ طبعا، لن اجيب على كل الاسئلة التي طرحتها اعلاه خلال هذه العظة ولكنني سأعرض بعض المبادئ المسيحية العامة التي قد تساعدنا في اتخاذ القرار الصحيح. وسوف تتمحور هذه العظة على بعض هذه المبادئ التي ذكرها بولس الرسول في رومية 14. وسوف نتحدث عن ثلاثة مبادئ. 1. التيقن اولا، يشرح بولس الرسول الاختلافات التي وقعت بين بعض المؤمنين اليهود في روما وبعض المؤمنين الامميين. امتنع الفريق الاول عن اكل اللحوم المذبوحة للآلهة الوثنية حتى ولو اضطر ان يأكل البقول. واكد نفس الفريق اهمية الايام المقدسة مثل يوم السبت او ايام الاعياد. اما الفريق الثاني فسمح لنفسه بأكل اللحوم المقدمة للوثن واعتبر كل الايام متساوية. في هذا الاطار طرح الرسول بولس بعض المبادئ التي تساعد المسيحي في علاقته مع الله والناس وفي مواجهة تحديات هذه الحياة. يشدد بولس الرسول على التيقن قبل السلوك قائلا: "فليتيقن كل واحد في عقله" (رو 14: 5). فما هو التيقن؟ التيقن هو امر مرتبط بالفكر والعقل اي بالقناعات. والتيقن هو الحصول على العلم والتأكيد. يقول لوقا "إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا ايضا إذ قد تتبعت كل شي من الأول بتدقيق، أن اكتب على التوالي اليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي عُلمت به." (لو 1: 1 – 4). فالتيقن هو تتبع كل التفاصيل في كل مراحل تتطورها بتدقيق وفحص. يتعامل التيقن مع الماضي الذي جعل الأمور تؤول إلى ما هي عليه الآن. ويضيف لوقا قائلا: "الكلام الأول انشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين اراهم ايضا نفسه ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم اربعين يوما . . ." (اع 1: 1 – 3). يبين لوقا انه فحص الامور بدقة فعلم ان شهادة الرسل مؤسسة على براهين كثيرة على ظهور المسيح لهم فترة اربعين يوما. واضاف لوقا ان بطرس وقف امام الرجال المتحيرين يوم العنصرة مؤكدا لهم ان التكلم بالسنة هو خطة الله المبنية على كلمة الله في العهد القديم وخدمة الناصري المؤيدة بقوات وعجائب وآيات (اع 2: 12 – 22). بإيجاز، لم يكن التيقن الذي يتحدث عنه لوقا مؤسس على الإيمان الاعمى، بل على الإيمان المفكر والدارس لكل التفاصيل والادلة والبراهين. وهكذا صار لوقا نموذجا يُحتذى به لكل مسيحي يحترم القدرات العقلية التي منحنا اياها الله. فقدراتنا العقلية عطية الهية يجب ان نستخدمها لمجد الله. وهنا اشدد على اهمية الانتباه لكيفية تنمية الاستخدام الصحيح للعقل. فيجب إلا يكون دماغنا مستودعا للقمامة الفكرية التي تنتشر في الكثير من البرامج التلفزيونية. اضف إلى ما سبق، يتعامل التيقن مع التاريخ المقدس أي التاريخ من وجهة نظر الله الذي يسيطر على مجرى التاريخ وعلى كل لحظات تتطوره. لهذا يرتبط التيقن بطبيعة الله. يقول الكتاب المقدس عن ابراهيم، "واذ لم يكن ضعيفا في الإيمان لم يعتبر جسده – وهو قد صار مماتا، اذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله. وتيقن ان ما وعد به هو قادر ان يفعله ايضا" (رو 4: 19 – 21). اسس ابراهيم تيقنه على وعد الله وطبيعته وامانته. ولقد برهن الله انه الإله الذي يفي بوعوده بالرغم من كل التحديات. فهو قادر على كل شيء. واثبت الله امانته لابراهيم فاعطاه نسلا حتى عندما كانت امرأته عاقر. وبيّن الله امانته لموسى فشق البحر الأحمر حين لم يكن مهرب. وكشف امانته للبشرية بإرساله المسيح الذي طرد الشياطين وشفى العمي واقام الموتى وبنى الكنيسة وحافظ عليها بالرغم من كل التحديات. تزرع امانته وطبيعته الثقة واليقين في قلوبنا. في ضوء ما سبق، إذا اردنا البث في امر محير فعلينا البحث عن المبادئ الكتابية الاكيدة قبل اتخاذ القرار. مثلا، يحاول زوجان التخلص من الجنين لأنه بحسب شهادة الاطباء سيولد معاقا. هنا يجب على الوالدين ان يبدئوا بالمبادئ الاكيدة. ويتيقنوا ان الله يحب المعاقين وان الجنين المعاق هو إنسان له نفس وروح وجسد وان ليس من حق أي إنسان ان يأخذ حياة إنسان آخر لأنه معاق وإلا سنكون من اتباع الداروينية الاجتماعية التي يكون فيها البقاء للافضل والاقوى فقط مما قد يعني ان علينا التخلص من كل المسنين لانهم ليسوا الافضل جسديا. اضف إلى ذلك، علينا ان نتيقن بسلطان الله الكامل وان شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون علمه. هذه المبادئ تسهل علينا اتخاذ القرار الصحيح. وإذا درسنا هذه المبادئ في ضوء الطرق التي يتم فيها اجهاض البشر من رحم امهاتهن فحينها تنمو قناعاتنا بالاتجاه الذي تبينه المبادئ الكتابية. 2. السلوك بالمحبة ثانيا، يجب ان يكتسي التيقن بالمحبة والصبر. بالرغم من معرفة وتيقن بولس ان "ليس شيئا نجسا بذاته" (رو 14: 14) إلا انه اراد ان يقدم تيقنه في اطار المحبة وليس المجادلة (رو 14: 1، 15). ويشدد بولس الرسول على السلوك بحسب المحبة التي تدعو الاخ المحافظ الا يدين الاخ المتحرر وتحذر المتحرر من احتقار المحافظ (رو 14: 10). فسبب اختلاف اعضاء الكنيسة في البث فيما هو محلل ومحرم في الطعام والشراب، بين بولس ان الحيرة تزول عندما نسلك بحسب المحبة (رو 14: 13 – 17) مؤكدا على مبدإ مهم في تنفيذنا لأي قرار مهما كان. هذا المبدأ هو السلوك بالمحبة في كل شيء. فقد نمتنع عن الطعام او الشراب باسم المحبة وقد نتناول الاكل والمشروب بسبب سلوكنا في المحبة. والمحبة تتطلب بناء الاخ او الاخت في الإيمان. فعندما اجلس مع احد المسلمين الذي قرروا ان يتبعوا المسيح فحينها قد لا اتناول المشروب بسبب محبتي واحترامي للتقاليد التي تربى عليها وحينما اجلس مع يهودي مؤمن بالمسيح ويضع امامي كأس نبيذ فحينها اشرب لكي اؤكد محبتي واحترامي له ولتقاليده. والمقصود هنا بالمحبة هو التأكيد على محبة المسيح الطاهرة لكل من نتعامل معهم ونشر هذه المحبة بواسطة سلوكنا. والمحبة تميز بين الاستحسان اي الإيمان الخاص والقانون او الايمان العام. يقول بولس "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك او يعثر او يضعف. الك ايمان؟ فليكن لك بنفسك امام الله! طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه" (رو 14: 21 – 22). طبعا، هذا المبدأ لا يعني ان نرفض القداسة باسم المحبة. فكل ما ليس من الإيمان خطية (رو 14: 23). وتنشر المحبة الكتابية البر والسلام وفرح الروح القدس (رو 14: 17). فيجب الا نتصرف مثل بعض "المسيحيين" امثال بول هيل (Paul Hill) القس المشيخي الذي قتل الطبيب جون بريتون (John Britton) وسائقه جامس باريت (James Barrett) لأنهما مسؤولان عن القيام بعمليات اجهاض. وعندما سألوه عما عمل لم يبدي الندم، بل قال: سأذهب للسماء فور اعدامي. من الواضح ان بول هيل لم يسلك بحسب المحبة، بل بحسب قناعاته فقط. لقد سلك مثل المخربين المتطرفين الذين يقتلون الابرياء بسبب قناعاتهم الشخصية ويفجرون الناس في الشوراع. وهم متيقنون ان ما يقومون به هو في سبيل الله. يرفض الكتاب المقدس فصل التيقن عن السلوك بالمحبة التي تهتم بحصول الآخرين على الحياة الابدية. 3. فحص ثمار القرار: البنيان والحرية المسؤولة ثالثا، يشدد بولس على اهمية نتيجة او ثمار القرار. فيجب ان يقودنا القرار إلى البنيان وليس إلى الانقسام والتحزب. ويجب ان ينشر القرار السلام وليس الحرب. يقول بولس "فلنعكف إذا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رو 14: 19). ويوضح بولس فكرة البنيان مؤكدا ان قراراتنا يجب ان تقود إلى الوحدة بحسب المسيح يسوع. يقول "وليعطكم إله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم، بحسب المسيح يسوع" (رو 15: 5). ثم يضيف ان القرارات البناءة تقودنا إلى اكرام وتمجيد الله وإلى التسبيح والاحتفال بمواعيد الله وبرحمته. اما القرارات الطالحة فتنشر الموت وتكسر المبادئ التي اوجدها الله في الخليقة والطبيعة. ويشرح بولس اهمية اعتبار نتيجة القرار عندما يقول ان "كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله" (رو 14: 12). فيجب ان تصاحب الحرية والتعددية الفكرية المسؤولية الاخلاقية. لهذا يرد بولس على الذين يريدون الحرية بدون المسؤولية قائلين ان كل الاشياء تحل لهم فيقول: " كل الاشياء تحل لي، لكن ليس كل الاشياء توافق. كل الاشياء تحل لي، لكن لا يتسلط علي شيء" (1 كو 6: 12). وبالترجمة الانكليزية (NIV) كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء نافعة او بناءة. بكلمات اخرى ان ثمر قراراتنا يجب ان تقود إلى الحرية وليس العبودية. مثلا، يستطيع الشرطي ان يستخدم القوة ولكن هناك مسؤولية اخلاقية بعدم الافراط في استخدام القوة واستخدامها بهدف المحافظة على النظام والعدالة وبالتالي بناء المجتمع. وشرطي السير عنده المسؤولية الاخلاقية ان لا يتبلى على الناس فيسيء استخدام سلطته. فتكون النتيجة بعيدة عن العدالة التي قصدها القانون. الخاتمة في الختام، دعونا نتذكر ان الحياة مليئة بالامور المحيرة وان المسيحي سيواجه قضايا لم يتحدث عنها الكتاب المقدس بطريقة مباشرة. في مثل هذه الظروف، علينا ان نتذكر المبادئ الكتابية التي تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح. ولقد ركزنا في هذا الفصل على ثلاث نقاط وهي التيقن، السلوك بالمحبة، وفحص ثمار القرار. |
||||
24 - 12 - 2012, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 2176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نختار؟
هناك قرارات واضحة في حياتنا المسيحية. فعلينا ان نختار الإيمان بالمسيح يسوع ربا ومخلصا. نؤمن انه مات على الصليب لاجل خطايانا وانه قام من بين الاموات لتبريرنا. والقرارات الواضحة كثيرة فلا نحتاج ان نحتار عندما نفكر في الزنى او السرقة او القتل او الكذب. ولا نحتاج ان نحتار في الامانة الزوجية والعناية بالأولاد واعطاء الجسد حاجاته. فالجسد يحتاج إلى النوم والشرب والنظافة. لا نحتاج ان نسأل الله عن مشيئته ان كنا بحاجة إلى الاستحمام او إلى النوم. بالرغم من الوضوح في الكثير من القرارات إلا اننا نعيش في عصر فرض علينا ان نفكر في قضايا حساسة. فماذا عن الاخلاقيات المسيحية المتعلقة باجهاض الاجنة؟ هل تستطيع المرأة ان تتخلص من الجنين ان كان معاقا او إن حبلت به نتيجة الاغتصاب؟ وماذا عن قتل الرحمة (Euthanasia)؟ فهل نستمر بدفع المال في سبيل الحفاظ على عمل اعضاء جسد إنسان فقد وعيه منذ فترة طويلة؟ وماذا عن الشذوذ الجنسي، او موانع الحمل، او الهندسة الوراثية (Genetic Engineering) واختيار جنس الاولاد وصفاتهم، او الطلاق والزواج ثانية، او علاقة المسيحي بالدولة والضرائب، او الانضمام للجيش والاشتراك بالحرب والقتل، او انتشار الأيدز، او التبرع باعضاء جسدنا مثل اعطاء كلية خلال حياتنا او التبرع بقلبنا بعد موتنا، او مسؤولية المسيحي تجاه ارتفاع درجات الحرارة في العالم (Global Warming)، او تدمير البيئة، او الانتحار وتفجير الآخرين باسم الوطن، او امور اخرى؟ بعض هذه الامور واضحة لنا ولكن قد يكون بعضها الآخر محيرا. فكيف نستطيع ان نعرف مشيئة الله في بعض هذه الامور المحيرة التي لم يتحدث عنها الكتاب مباشرة؟ طبعا، لن اجيب على كل الاسئلة التي طرحتها اعلاه خلال هذه العظة ولكنني سأعرض بعض المبادئ المسيحية العامة التي قد تساعدنا في اتخاذ القرار الصحيح. وسوف تتمحور هذه العظة على بعض هذه المبادئ التي ذكرها بولس الرسول في رومية 14. وسوف نتحدث عن ثلاثة مبادئ. 1. التيقن اولا، يشرح بولس الرسول الاختلافات التي وقعت بين بعض المؤمنين اليهود في روما وبعض المؤمنين الامميين. امتنع الفريق الاول عن اكل اللحوم المذبوحة للآلهة الوثنية حتى ولو اضطر ان يأكل البقول. واكد نفس الفريق اهمية الايام المقدسة مثل يوم السبت او ايام الاعياد. اما الفريق الثاني فسمح لنفسه بأكل اللحوم المقدمة للوثن واعتبر كل الايام متساوية. في هذا الاطار طرح الرسول بولس بعض المبادئ التي تساعد المسيحي في علاقته مع الله والناس وفي مواجهة تحديات هذه الحياة. يشدد بولس الرسول على التيقن قبل السلوك قائلا: "فليتيقن كل واحد في عقله" (رو 14: 5). فما هو التيقن؟ التيقن هو امر مرتبط بالفكر والعقل اي بالقناعات. والتيقن هو الحصول على العلم والتأكيد. يقول لوقا "إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا ايضا إذ قد تتبعت كل شي من الأول بتدقيق، أن اكتب على التوالي اليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي عُلمت به." (لو 1: 1 – 4). فالتيقن هو تتبع كل التفاصيل في كل مراحل تتطورها بتدقيق وفحص. يتعامل التيقن مع الماضي الذي جعل الأمور تؤول إلى ما هي عليه الآن. ويضيف لوقا قائلا: "الكلام الأول انشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين اراهم ايضا نفسه ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم اربعين يوما . . ." (اع 1: 1 – 3). يبين لوقا انه فحص الامور بدقة فعلم ان شهادة الرسل مؤسسة على براهين كثيرة على ظهور المسيح لهم فترة اربعين يوما. واضاف لوقا ان بطرس وقف امام الرجال المتحيرين يوم العنصرة مؤكدا لهم ان التكلم بالسنة هو خطة الله المبنية على كلمة الله في العهد القديم وخدمة الناصري المؤيدة بقوات وعجائب وآيات (اع 2: 12 – 22). بإيجاز، لم يكن التيقن الذي يتحدث عنه لوقا مؤسس على الإيمان الاعمى، بل على الإيمان المفكر والدارس لكل التفاصيل والادلة والبراهين. وهكذا صار لوقا نموذجا يُحتذى به لكل مسيحي يحترم القدرات العقلية التي منحنا اياها الله. فقدراتنا العقلية عطية الهية يجب ان نستخدمها لمجد الله. وهنا اشدد على اهمية الانتباه لكيفية تنمية الاستخدام الصحيح للعقل. فيجب إلا يكون دماغنا مستودعا للقمامة الفكرية التي تنتشر في الكثير من البرامج التلفزيونية. اضف إلى ما سبق، يتعامل التيقن مع التاريخ المقدس أي التاريخ من وجهة نظر الله الذي يسيطر على مجرى التاريخ وعلى كل لحظات تتطوره. لهذا يرتبط التيقن بطبيعة الله. يقول الكتاب المقدس عن ابراهيم، "واذ لم يكن ضعيفا في الإيمان لم يعتبر جسده – وهو قد صار مماتا، اذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله. وتيقن ان ما وعد به هو قادر ان يفعله ايضا" (رو 4: 19 – 21). اسس ابراهيم تيقنه على وعد الله وطبيعته وامانته. ولقد برهن الله انه الإله الذي يفي بوعوده بالرغم من كل التحديات. فهو قادر على كل شيء. واثبت الله امانته لابراهيم فاعطاه نسلا حتى عندما كانت امرأته عاقر. وبيّن الله امانته لموسى فشق البحر الأحمر حين لم يكن مهرب. وكشف امانته للبشرية بإرساله المسيح الذي طرد الشياطين وشفى العمي واقام الموتى وبنى الكنيسة وحافظ عليها بالرغم من كل التحديات. تزرع امانته وطبيعته الثقة واليقين في قلوبنا. في ضوء ما سبق، إذا اردنا البث في امر محير فعلينا البحث عن المبادئ الكتابية الاكيدة قبل اتخاذ القرار. مثلا، يحاول زوجان التخلص من الجنين لأنه بحسب شهادة الاطباء سيولد معاقا. هنا يجب على الوالدين ان يبدئوا بالمبادئ الاكيدة. ويتيقنوا ان الله يحب المعاقين وان الجنين المعاق هو إنسان له نفس وروح وجسد وان ليس من حق أي إنسان ان يأخذ حياة إنسان آخر لأنه معاق وإلا سنكون من اتباع الداروينية الاجتماعية التي يكون فيها البقاء للافضل والاقوى فقط مما قد يعني ان علينا التخلص من كل المسنين لانهم ليسوا الافضل جسديا. اضف إلى ذلك، علينا ان نتيقن بسلطان الله الكامل وان شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون علمه. هذه المبادئ تسهل علينا اتخاذ القرار الصحيح. وإذا درسنا هذه المبادئ في ضوء الطرق التي يتم فيها اجهاض البشر من رحم امهاتهن فحينها تنمو قناعاتنا بالاتجاه الذي تبينه المبادئ الكتابية. 2. السلوك بالمحبة ثانيا، يجب ان يكتسي التيقن بالمحبة والصبر. بالرغم من معرفة وتيقن بولس ان "ليس شيئا نجسا بذاته" (رو 14: 14) إلا انه اراد ان يقدم تيقنه في اطار المحبة وليس المجادلة (رو 14: 1، 15). ويشدد بولس الرسول على السلوك بحسب المحبة التي تدعو الاخ المحافظ الا يدين الاخ المتحرر وتحذر المتحرر من احتقار المحافظ (رو 14: 10). فسبب اختلاف اعضاء الكنيسة في البث فيما هو محلل ومحرم في الطعام والشراب، بين بولس ان الحيرة تزول عندما نسلك بحسب المحبة (رو 14: 13 – 17) مؤكدا على مبدإ مهم في تنفيذنا لأي قرار مهما كان. هذا المبدأ هو السلوك بالمحبة في كل شيء. فقد نمتنع عن الطعام او الشراب باسم المحبة وقد نتناول الاكل والمشروب بسبب سلوكنا في المحبة. والمحبة تتطلب بناء الاخ او الاخت في الإيمان. فعندما اجلس مع احد المسلمين الذي قرروا ان يتبعوا المسيح فحينها قد لا اتناول المشروب بسبب محبتي واحترامي للتقاليد التي تربى عليها وحينما اجلس مع يهودي مؤمن بالمسيح ويضع امامي كأس نبيذ فحينها اشرب لكي اؤكد محبتي واحترامي له ولتقاليده. والمقصود هنا بالمحبة هو التأكيد على محبة المسيح الطاهرة لكل من نتعامل معهم ونشر هذه المحبة بواسطة سلوكنا. والمحبة تميز بين الاستحسان اي الإيمان الخاص والقانون او الايمان العام. يقول بولس "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك او يعثر او يضعف. الك ايمان؟ فليكن لك بنفسك امام الله! طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه" (رو 14: 21 – 22). طبعا، هذا المبدأ لا يعني ان نرفض القداسة باسم المحبة. فكل ما ليس من الإيمان خطية (رو 14: 23). وتنشر المحبة الكتابية البر والسلام وفرح الروح القدس (رو 14: 17). فيجب الا نتصرف مثل بعض "المسيحيين" امثال بول هيل (Paul Hill) القس المشيخي الذي قتل الطبيب جون بريتون (John Britton) وسائقه جامس باريت (James Barrett) لأنهما مسؤولان عن القيام بعمليات اجهاض. وعندما سألوه عما عمل لم يبدي الندم، بل قال: سأذهب للسماء فور اعدامي. من الواضح ان بول هيل لم يسلك بحسب المحبة، بل بحسب قناعاته فقط. لقد سلك مثل المخربين المتطرفين الذين يقتلون الابرياء بسبب قناعاتهم الشخصية ويفجرون الناس في الشوراع. وهم متيقنون ان ما يقومون به هو في سبيل الله. يرفض الكتاب المقدس فصل التيقن عن السلوك بالمحبة التي تهتم بحصول الآخرين على الحياة الابدية. 3. فحص ثمار القرار: البنيان والحرية المسؤولة ثالثا، يشدد بولس على اهمية نتيجة او ثمار القرار. فيجب ان يقودنا القرار إلى البنيان وليس إلى الانقسام والتحزب. ويجب ان ينشر القرار السلام وليس الحرب. يقول بولس "فلنعكف إذا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رو 14: 19). ويوضح بولس فكرة البنيان مؤكدا ان قراراتنا يجب ان تقود إلى الوحدة بحسب المسيح يسوع. يقول "وليعطكم إله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم، بحسب المسيح يسوع" (رو 15: 5). ثم يضيف ان القرارات البناءة تقودنا إلى اكرام وتمجيد الله وإلى التسبيح والاحتفال بمواعيد الله وبرحمته. اما القرارات الطالحة فتنشر الموت وتكسر المبادئ التي اوجدها الله في الخليقة والطبيعة. ويشرح بولس اهمية اعتبار نتيجة القرار عندما يقول ان "كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله" (رو 14: 12). فيجب ان تصاحب الحرية والتعددية الفكرية المسؤولية الاخلاقية. لهذا يرد بولس على الذين يريدون الحرية بدون المسؤولية قائلين ان كل الاشياء تحل لهم فيقول: " كل الاشياء تحل لي، لكن ليس كل الاشياء توافق. كل الاشياء تحل لي، لكن لا يتسلط علي شيء" (1 كو 6: 12). وبالترجمة الانكليزية (NIV) كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء نافعة او بناءة. بكلمات اخرى ان ثمر قراراتنا يجب ان تقود إلى الحرية وليس العبودية. مثلا، يستطيع الشرطي ان يستخدم القوة ولكن هناك مسؤولية اخلاقية بعدم الافراط في استخدام القوة واستخدامها بهدف المحافظة على النظام والعدالة وبالتالي بناء المجتمع. وشرطي السير عنده المسؤولية الاخلاقية ان لا يتبلى على الناس فيسيء استخدام سلطته. فتكون النتيجة بعيدة عن العدالة التي قصدها القانون. الخاتمة في الختام، دعونا نتذكر ان الحياة مليئة بالامور المحيرة وان المسيحي سيواجه قضايا لم يتحدث عنها الكتاب المقدس بطريقة مباشرة. في مثل هذه الظروف، علينا ان نتذكر المبادئ الكتابية التي تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح. ولقد ركزنا في هذا الفصل على ثلاث نقاط وهي التيقن، السلوك بالمحبة، وفحص ثمار القرار. |
||||
24 - 12 - 2012, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 2177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من يريحني؟ ومن في طمأنينة يسكنني؟ سؤال لربما نسأله في هذه الأيام: فمن منا لا يبحث عن الراحة ومن لا يجدّ وراء الطمأنينة ومن لا يريد أن يزوّد حياته بمعونات كثيرة تعينه في غربة حياته على الأرض؟ العالم من حولنا عالم تعب ليس فيه من يستطيع ان يرشد الى مكان الراحة ولا من يقدم المعونة. ولربما نجد في كلمات بطرس الرسول كما جاءت في انجيل لوقا ٥:٥، ملخصًا جميلاً لحياة الانسان: "فَأَجَابَ سِمْعَانُ: يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً". فحقًا إن حالة الانسان هي حالة التعب المُستمر والعيشة وسط الليل الحالك, وفي كل تعبه لن يمسك شيئًا يستطيع ان يروي به ظمأه ويريحه، وحتى لو كان له كل معطيات الحياة فلن يجد فيها ما يكفيه ويُشبع قلبه. ولنا صورة لهذا في حياة سليمان الملك كما نقرأ عنها في سفر الجامعة وقد كان له كل ما يشتهيه قلبه ولكن ملخص كل ما كان له انه باطل وقبض الريح. اذًا أين أجد الراحة والمعونة؟ فقط عند الرب الطيب الغالي الذي قال "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى ١١: ٢٨). أخي المؤمن اعلم وثِق انه ليس في هذا العالم من يستطيع ان يقدم لك الراحة، ولربما من أروع الاثباتات لهذا نراها في شخصية أيوب الذي قال عن أصدقائه الذين حاولوا جاهدين ان يسندوه ويريحوه "معزون متعبون كلكم"، "أطباء بطالون كلكم" ألا يُُعلمنا هذا أن سعينا وركضنا يجب أن يكون لحبيبنا الغالي وحدهُ! ما دُمت في البرية والصحراء القاحلة فلن تجد سندًا لقلبك سوى شخص الرب الغالي وليت حالك يكون كما كان حال عروس النشيد التي قيل عنها "مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟" (نشيد ٨: ٥). ألم يقُل فيه المرنم : شخصه طبيب نفسي صوته ايضًا علاج الاصحاح الرابع عشر من سفر أخبار الايام الثاني يذكر لنا كلمة الراحة خمس مرات ولكنها مقرونة بأمور يتوقع الله ان يراها في أولاده ( وحتى ان فشلوا أحيانا فإله كل نعمة, منتظر ومستعد لمد يد المعونة) فيهديهم ويمتعهم بالراحة الدائمة. يكلمنا هذا الإصحاح عن آسا الملك وهو أحد ملوك يهوذا الإثني عشر الذين عملوا المستقيم في عيني الرب: ١. أول ما يذكره الوحي عن آسا الملك هو انه: "عَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِهِ" ٢أخبار (١٤: ٢). كلمة إلهه تفيد العلاقة الشخصية فآسا خصص الله له، ولسان حاله كان كما قالت عروس النشيد "حَبِيبِي لِي" فكم علينا ان نهتم بالعلاقة الشخصية المستمرة مع الله التي بدونها لن نتذوق اي معنى للراحة، علاقة فيها نشتاق أن نتمتع برضى الرب علينا وفيها نعيش حياة تُسِر قلبه. ٢. علينا ان نفحص أعمالنا هل كل منا يستطيع ان يلخص حياته بأنه عمل أو على الأقل اجتهد ليعمل ما هو صالح ومستقيم في عيني الرب؟ وهل أعمالنا وحتى خدماتنا تعمل بالنور الإلهي والرب راضٍِ عنها وتسر قلبه؟ ٣. نقرأ في العدد الخامس هذه الكلمات: "واستراحت المملكة أمامه" ولكنها لم تُكتب إلا بعد ان نزع آسا المذابح الغريبة والمرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري، فلكي ننال الراحة من الرب علينا نزع الأصنام من حياتنا التي قد تكون الشهوات, الطمع, محبة المال, المعاشرات الردية, الوجود تحت نير مع غير المؤمنين وكل ما هو غير مرضٍ في عيني الله كما تكشفه لنا كلمته الغنية. ولكن وبكل روعة وكما عوّدنا الكتاب الثمين انه حين يطلب منا عزل الأمور السلبية فهو يوجهنا الى عمل الأمور الإيجابية . ننزع الأصنام من حياتنا ولكن نطلب الرب. ننزع المذابح الغريبة ولكن نعمل حسب الشريعة والوصية, نعمل حسب كلمة الله الغنية. لنا مثال رائع من رسالة بطرس الاولى والاصحاح الثاني, فالعدد الاول يقول:"فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ"، ولكن يأتِ ليطلب "اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ". وحين نفعل هذه الأمور السابق ذكرها سنتذوق معنى الراحة الحقيقية، فالمسؤلية واقعة على الرب في ان يعطينا كامل الراحة وهذا ما نراه في ٢ اخبار ١٤: ٦ حيث يقول - "لأَنَّ الرَّبَّ أَرَاحَهُ". تذكر أخي المؤمن بأن المقصود بالراحة ليس توفير الحاجيات الزمنية ومتطلبات الحياة، فالكتاب من جهة هذه يقول على فم المرنم: "أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً" (مزامير ٣٧: ٢٥) وأيضًا قال الرب يسوع بنفسه "لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟" (متى ٦: ٢٥)، بل القصد في الراحة هو السلام وسط ضغوطات الحياة، المقصود ليس راحة الجسد ولا راحة النفس بل راحة الروح. استفانوس كان يُرجم ولكن كان يُصلي لأجل راجميه لأن روحه مستريحة. وأنت في بُعدك عن الرب أنت مُتعب لأن روحك مُتعبة. ضميرك يؤنبك في بُعدك فلا يوجد لديك راحة. الراحة الحقيقية هي الشبع والإكتفاء بيسوع المسيح ورفض كل أمور العالم ولسان حالك يكون "ومعك لا أريد شيئًا في الأرض". الراحة الحقيقية هي علمك ومعرفتك أنك في عالم فارغ زائل وما أنت إلا غريب ونزيل وعما قريب ستكون مع الرب مُتمتعًا وفرحان به. الرب ايضًا يريدنا ان نتمتع بالراحة في اجتماعاتنا، ولكي ننال هذا هنالك أمور من الواجب علينا ان نجتهد فيها لكي تتواجد في اجتماعاتنا ( اولاً طبعًا قيادة ورئاسة الرب في الاجتماع) وهذه الأمور الثلاثة هي: ١. أسوار : علينا ان نحيط اجتماعاتنا بأسوار الصلاة فنجاهد جميعنا بالصلاة للرب لكي تُحفظ اجتماعاتنا من دخول أمور قد تُتعب الجماعة. ٢. أبراج : كم نحتاج ان يكون وسطنا اخوة بوابين ومراقبين ولهم أعين كهنوتية فحين يرون الخطأ والخطية يسرعون بروح النعمة لإصلاح الحال. ٣. أبواب : يجب أن تكون أبواب المؤمنين الشخصية مغلقة، فلا يجد العدو لدى المؤمن ثغرة صغيرة يدخل من خلالها لكي يُتعب الإجتماع ( السهوات من يشعر بها) مثلاً أخ صانع خلافات وانشقاقات. وبعد ان بنى شعب الرب هذه الأمور يقول الوحي في نهاية العدد السابع "ان الرب أراحهم من كل جهة". الشيء الغريب ان الإصحاح يُكلمنا عن الراحة ولكن الحالة تتغير من العدد التاسع, اذ يبدأ ليُكلمنا عن حروبات سيواجهها شعب الرب. ولنا في هذا درس هام جدًا نستطيع أن نطبقه علينا. حين يكون المؤمن في شركة مع الرب فحتمًا سيعرف كيف يتكل على الرب ويطلب المعونة منه واثقًا ان الرب يقاتل عنه "الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ»" (خروج ١٤: ١٤). على المؤمن وهو وسط الضيقات ان يعلم انه ليس له قوة، وحين يتيقن من هذا سيختبر ما جاء في العدد الحادي عشر، إن الرب يريد ان يخلص من ليس له قوة وهي ذات الكلمات التي قالها يهوشفاط في ٢ اخبار ٢٠: ١٢- "يَا إِلَهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هَذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا". فلكي تنال المعونة وتنتصر في الحرب اعمل الآتي : ١. اعترف بعدم قدرتك. ٢. لا تعمل ما لا تعلم، فأنت حتمًا لا تعلم ما ينبغي أن تعمل. ٣. ارفع عينيك نحو الرب طالبًا منه المعونة. قل له: "يا رب أنا لا شيء، أنا مسكين لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدونك". ولكن هذا عليك فعله وقوله وانت في جو الشركة والعلاقة الشخصية مع الرب فلاحظ ما يقوله الشعب في العدد الحادي عشر من الاصحاح "ساعدنا ايها الرب الهنا " و " أيها الرب انت الهنا" مرة اخرى يُخصص الشعب وملكهم الرب لهم. اجتهد لتكون لك مع الرب علاقة شخصية، تحبه وتبغي رضاه في كل يوم حينئذ ثِقْ ان النُصرة من عند الرب وهذا ما نراه في العدد الثالث عشر " انكسروا امام الرب وامام جيشه" فالحرب أصبحت حرب الرب وهو الذي يُحامي عنك ويُحارب حربك ويعطيك الراحة الحقيقية كما قال داود في فترة هروبه من ابشالوم ابنه "بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضاً أَنَامُ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِداً فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي" (مزامير ٤: ٨). كانت حالته تبدو صعبة فهو هارب من وجه ابن من أراد قتله ولكن وسط هذه الحالة يقول "بسلامة اضطجع" لأنه عرف ان يلتصق بالرب معطي الراحة الحقيقية. دون معيّة الرب لك ستنكسر وتنحني ولكن بمعونة الرب سينكسر الأعداء أمامك وتكون بالرب أعظم منتصر. ليتنا أخي وأختي نجتهد لنوجَد دائما بقرب الحبيب وتحت الأشعة الإلهية التي بها نُطهّر ذواتنا من كل دنس الجسد ونلجأ للرب في كل ضيقاتنا عالمين ان راحتنا الحقيقية عنده وحده وله كل المجد. |
||||
24 - 12 - 2012, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 2178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ظلمة على الجلجثة
قصة في عيد الفصح - ما هذا الحظ العاثر ؟ صاح واحدا منهم, أنه يوم منحوس منذ بدايته. - أليس لديك شيء سوى التذمر ؟! أشكر الله على كل شيء أجابه آخر. - دعك من هذا! أجابه الأول واستطرد قائلا: أذكر أن الساعة الآن حوالي الثانية ظهرا وبرغم ذلك فهذه الظلمة التي لم أر مثلها طوال سني حياتي التي تجاوزت الستين, ما زالت مخيمة منذ أكثر من ساعتين. ثم ذلك المسكين .. قال آخر مقاطعا : نعم, نعم, ماذا فعل هذا المسكين حتى يبغضه الكهنة والشيوخ إلى حد تفضيل ذلك المجرم باراباس محرّضين الجموع على أن يطلبوا إطلاقه في العيد ويهلكوا المسمّى يسوع. فرد عليه الكهل المستاء: حتى بيلاطس الوثني قد تبرّأ من دمه قائلا للشيوخ, خذوه انتم واصلبوه لأني لا أجد علة, وهؤلاء الذين يدّعون التدين لن يتردّدوا أن يفعلوا ذلك, وفي ليلة الفصح بالذات. وتابع الرجال طريقهم نحو المدينة, ودخل الرجل المجروح إلى بيته بثيابه ألممزقه فاستقبلته زوجته بشماتة: - خسارة, أرى جروحا طفيفة فقط, مع أنك تستحق إضعافها. - كفى, كفى, يكفيني الألم الذي يعتصرني . قالها والدموع تترقرق في عينيه. - أنت سمعته عندما قال : " وكما رفع موسى الحيّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع أبن الإنسان". ونحن قد فهمنا اليوم ماذا كان يعني, أفما كان الأولى بك أن تبكيه وأنت في بيتك بدل أن تذهب إلى الجلجثة لتظهر أمام أصدقاءك إن أمره لم يكن يعنيك بقليل أو بكثير. - ماذا يفيد هذا أو ذاك؟ قد إنقضى الأمر. - لم ينقض ِ شيء, هذه هي البداية, نحن نؤمن أنّه المسيح وهو نفسه أخبرنا عن آية في أحد أسفار الأنبياء تقول: "يحيينا بعد يومين, في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا", وكان يتحدث عن نفسه. - نعم إنه النبي هوشع, كيف فاتني ذلك؟ لقد كانت نظرته تقول: تطلّعوا إن كان حزنٌ مثل حزني, أنه هو الذي حمل أحزاننا وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مضروبا من الله ومذلولا. وها هي فكرتك قد تحولت عندي الى يقين. أني أتذكر كل كلماته الآن. - أنت تعلم ما هو اليوم, ماذا أفعل؟ سألت المرأة زوجها. - كالعادة, أعدّي مائدة الفصح ولكن ..... - ولكن ماذا؟ - هذه المرة نحن نصنع الفصح وأفئدتنا تفهم معناه الحقيقي أن المسيح قد ذُبِح لأجلنا, فنعيّد بفطير الإخلاص والحق ونقدم له الشكر الحقيقي من قلوبنا, وننتظر قيامته في اليوم الثالث. وفي صباح يوم الأحد ( اليوم الثالث) هاجت المدينة وماجت فذلك الإنسان ( اختفى ) من قبره رغم كل الحراسة المُشدّدة, وعَمّ الجميع خوفٌ عظيمٌ. ولكن صاحبنا كان يرتّل في بيته فرِحا بقيامة الرب, ذات الفرحة التي تملّكت قلب كاتب هذه السطور بعد ألفي سنة تقريبا. أحبّائي ! القبر في المدينة لا زال فارغاً, ولكن لعل قلوبنا لا تكونُ مثلهُ بل تكون مملوءة بحبِّ من مات من أجل خطايانا وأقيم من أجل تبريرنا ... لقد قام حقا. |
||||
24 - 12 - 2012, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 2179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طول الاناة
لا لايوجد اي صله الا من ناحية لغوية ففي اللغة العبرية المعنى الحرفي للكلمة "طول اناة" هو "طول الأنف" "إروخ أفايم أو "طول النفس "، لأن الغضب يظهر في أنفاس عنيفة سريعة تخرج من الأنف ، ومن هنا جاء التعبير " بطيء الغضب " أو " طويل الروح " " إروخ أفايم " "طويل الأنف" وترجمت إلى اليونانية " مكروتوميا " .. وقد نسب " بطء الغضب " إلى الله في سفر الخروج (34 :6) عندما نادى الرب لموسى : " الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب.. " ، " الرب طويل الروح " (عدد 14: 18، مز 86: 15، 103 :8، 145: 8، نح 9: 17، يوئيل 2: 13، يونان 4: 2، ناحوم1 :3)، ونجدها في أغلب هذه المواضع مرتبطة بالقول : " رحيم ورؤوف وكثير الإحسان ، أو كثير الرحمة " . ونقرأ في إرميا ( 15:15) : " بطول أناتك لا تأخذني " . كما استخدمت للإنسان أيضاً بنفس المعنى " بطيء الغضب (أم 15: 18، 16: 32). وفي سفر الجامعة ( 7: 8) " طول الروح خير من تكبر الروح " وهى فى الأصل العبرى "اروخ روح " . وفي العهد الجديد نجد " طول الأناة " ترجمة للكلمة اليونانية " مكروتوميا " وهي الكلمة التي استخدمت الترجمة السبعينية للكلمة العبرية " إروخ أفايم " . والكلمة اليونانية تعني حرفياً " طول البال أو النفس " ( باعتبار النفس مركز العواطف ) بالمقابلة مع ضيق الفكر أو النفس وسرعة الغضب وقصر العقل ونفاد الصبر وعدم القدرة على الاحتمال . وقد نسبت هذه الصفة الدالة على " الأناة " أو " طول الأناة " إلى الله ( رو2: 4 ، 9: 22) وقد ترجمت في بطرس الثانية ( 3: 9) إلى " تباطؤ" بالإشارة إلى طول أناة الله وإمهاله للخطاة في تنفيذ دينونته عليهم . وهي من ثمر الروح القدس في المؤمن ( غل 5: 22) . ويحرض الرسول المؤمنين لكي يسلكوا " بطول أناة " نحو بعضهم بعضاً ( أف 4: 2، كو1 :11، 3: 12.. الخ ) . وطول الأناة يرتبط بالمحبة ، حيث يقول الرسول بولس إنه " بدون المحبة " يصبح كل شيء آخر بلا قيمة أو نفع ، فالمحبة " تتأنى وترفق" ( 1كو13 :4) . وتترجم نفس الكلمة اليونانية في بعض المواضع بكلمة " يصبر " أو " يتمهل" كما في : " تمهل علىَّ " (مت 18: 26-29) ، ويظهر معناها بوضوح في القول : " أفلا ينصف الله مختاريه .. وهو متمهل عليهم " ( لو 18: 7)، وقد جاءت هذه العبارة في بعض الترجمات الانجليزية : " … وهو يتمهل في الانتقام لهم " ولعل هذا أقرب إلى المعنى المقصود . وتترجم نفس الكلمة إلى " تأنوا " أو " متأنياً " ثلاث مرات في رسالة يعقوب ( 5: 7و8) . ويقول " ترنش " في كتابه " مترادفات العهد الجديد " ( ص 189) ، إن الفرق بين الكلمة اليونانية " هوبوموني" ( التى تترجم بالصبر ) وكلمة " مكروتوميا " ( الأناة ) هو أن الكلمة الأخيرة تعبر عن الصبر بالنسبة للأشخاص ، بينما الكلمة الأولى تعبر عن الصبر فيما يتعلق بالأشياء ، ومن ثم لا نجد الكلمة " هوبوموني " تنسب إلى الله مطلقاً ، وعندما يقال عنه " إله الصبر " ( رو15: 5) يكون المقصود أنه هو الذى يعطي الصبر لعبيده وقديسيه . ولكن في رسالة يعقوب ( 5: 7) تستخدم كلمة " مكروتوميا " بالإشارة إلى الأشياء أيضاً . وفي كولوسي ( 1: 11) تقترن الكلمة بالصبر ( انظر عب 6: 12-15) بالإشارة إلى الصبر في احتمال التجارب والمشقات . كما تقترن في كولوسي ( 1: 11) بالفرح أيضاً مما يدل على أنها ليست مجرد استسلام ، ولكنها قبول إرادة الله – كيفما تكون – بفرح . |
||||
24 - 12 - 2012, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 2180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما لك ههنا يا إيليا؟
وكان كلام الرب إليه يقول ما لك ههنا يا إيليا؟ ... فقال اخرج وقف على الجبل أمام الرب (1مل 19: 9 ،11) "ما لك ههنا يا إيليا؟" ذلك سؤال يمكن بحق أن يوَّجه إلى كثيرين منا عندما نترك مكان خدمتنا المعيَّن لنا بين إخوتنا، ثم نذهب لننام تحت رتمة أو لنخبئ أنفسنا في مغارة. ولا شك أن سؤال الرب هذا كشف حالة نفس إيليا. لكن كان عليه - أي على إيليا - أن يعرف السبب الحقيقي لهروبه وفراره، فلم يكن السبب أن غيرته للرب لم تُحدث أي تغيير في الشعب، ولا أن حالة الشعب كانت سيئة لدرجة لا يُرجى منها فائدة، ولا أنهم طلبوا نفسه ليأخذوها، بل أنه خاف فهرب. هرب لأنه لم يجعل الرب أمامه في كل حين، فنظر الطريق وصعوباتها بدلاً من النهاية المجيدة التي في آخر الطريق. فما قيمة أتعاب تُفضي إلى مجد؟! وهنا قال الرب لإيليا "اخرج وقف على الجبل أمام الرب". هذه الكلمات تكشف لنا عن سر فشل إيليا. إن سر فشله لا يُعزي لأي سبب إلا لأنه لم يكن أمام الرب ولم يجعل الرب أمامه. لقد كان سر قوته أمام آخاب، وسر قوته في إقامة ابن الأرملة، وفي الإتيان بنار من السماء، وفي انقطاع المطر ثم في مجيئه؛ السر في هذا كله كان أنه كان يعمل بإيمان أمام الله الحي. ولما كفَّ عن ذلك خاف وهرب. بقى درس أخير كان على إيليا أن يتعلمه أمام الرب. لقد رأى النار نازلة على جبل الكرمل، ورأى السماء اسودّت من الغيم والريح عندما جاء المطر، وظن أنه نتيجة لظهور هذه القوات العظيمة سترجع الأمة إلى الله في توبة عميقة، وللحظة سقط الشعب على وجوههم وقالوا "الرب هو الله"، لكن لم يكن هناك رجوع حقيقي. فكان على إيليا أن يتعلم أن الريح والزلزلة والنار لا يمكن أن تكون وسائط لإيقاظ الناس، إلى أن يُسمع "الصوت المنخفض الخفيف". فلا رجوع إلى الله رجوعاً حقيقياً إلا إذا سُمع صوت النعمة الذي يجتذب القلب إلى الله. فصوت الرعود فوق جبل سيناء ينبغي أن يتبعه صوت النعمة، فالله لم يكن في الريح ولا في الزلزلة ولا في النار، بل في الصوت المنخفض الخفيف، صوت النعمة. |
||||