22 - 12 - 2012, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 2151 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم الكفارة
كان يوم الكفارة (وفي العبرية يوم كفور أو كبور) يقع في اليوم العاشر من الشعر السابع، شهر تشري (من منتصف سبتمبر الى منتصف أكتوبر). وكان أعظم أعياد إسرائيل وأقدسها فكان يتمنع فيه كل عمل، ويذلل فيه الجميع نفوسهم بالصوم، ففي ذلك اليوم فقط كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الأقداس في خيمة الشهادة (وفي الهيكل فيما بعد)، ليكفر عن خطايا كل بني إسرائيل، والفكرة الأساسية في الكفارة هي التغطية والستر (الرجا الرجوع إلى المادة السابقة: "الكفارة") لاتمام المصالحة بين الإنسان والله، ويشار إلى “يوم الكفارة” في سفر أعمال الرسل “بالصوم” (أع 27 :9)ن وكان يعتبر عند معلمي اليهود أنه اليوم أو اليوم العظيم، وهو ما يقابل يوم الجمعة الكبيرة في التقاليد المسيحية· ونجد الوصف الأساسي ليوم الكفارة في الأصحاح السادس عشر من سفر اللاويين (انظر أيضاً لا 23 :26-32، 25 :9-16). وكانت احتفالات اليوم تبدأ بان يخلع رئيس الكهنة ثياب المجد والبهاء "ويلبس قميص كتان مقدساً، وتكون سراويل كتان على جسده ويتنطق بمنطقة كتان ويتعمم بعمامة كتان، إنها ثياب مقدسة، فيرحض جسده بماء ويلبسها" (لا 16 :4). وكانت هذه الثياب الكتانية البيضاء رمزاً للتوبة والتبرير للقيام بواجبات ذلك اليوم العظيم، ثم يقدم ثوراً ذبيحة خطية “عن نفسه وعن بيته”. ثم يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن مذبح البخور، وملء راحتيه بخوراً عطراً دقيقاً ويدخل بما الى قدس الاقداس، ويجعل البخور على النار أمام الرب، فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على (تابوت) الشهادة ثم ينضح من دم الثور بإصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق، وقدام الغطاء سبع مرات· ثم يذبح تيس الخطية للذي للشعب، الذي وقعت عليه القرعة للرب، ويدخل بدمه مرة أخرى إلى قدس الأقداس ويفعل بدمه كما فعل بدم ثور الخطية الذي له، فيكفر عن الشعب وعن القدس من نجاسات بني إسرائيل ومن سيئاتهم مع كل خطاياهم، وعن خيمة الإجتماع القائمة في وسط نجاساتهم، ولا يكون أحد في خيمة الإجتماع في وقت دخوله إلى وقت خروجه، وهكذا يكفر عن نفسه وعن بيته وعن كل جماعة إسرائيل ثم يخرج إلى مذبح البخور، ويأخذ من دم الثور ومن دم التيس ويجعل على قرون المذبح مستديراً (خر 30 :10)· وبعد ذلك يخرج ويضع يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وسيئاتهم وخطاياهم، ويرسله بيد أحد الأشخاص إلى البرية إلى أرض مقفرة، فيطلقه فيها حاملاً كل ذنوبهم بعيداً فلا تعود ترى (انظر مز 103 :12 - وفي العصور المتأخرة كان يلقي بالتيس الحي من فوق الصخور فيموت). وبعد أن يتمم رئيس الكهنة هذه الخدمة، كان رئيس الكهنة يخلع ثياب الكتان ويضعها داخل خيمة الإجتماع، ويرحض جسده بماء في مكان مقدس، ثم يلبس ثيابه ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب، ويوقد شحم ذبيحة الخطية على مذبح المحرقة، أما ثور الخطية وتيس الخطية اللذين أُدخل دمهما إلى قدس الأقداس، فكانا يحرقان بالنار في مكان طاهر (مرمي الرماد) خارج المحلة، ومع جلديهما ولحمهما وفرثهما (انظر عب 13 :11)· وكان عدد الذبائح التي تقدم في يوم الكفارة يبلغ خمس عشرة ذبيحة بالإضافة إلى التيس الذي يطلق في البرية، منها اثنتا عشرة محرقة، وثلاث ذبائح خطية (لا 16 :5 - 29، عد 28 :8، 29 :7-19) وإذا أضفنا إلى هذا العدد الكبش المذكور في (عد 28 :8)، يصبح العدد ثلاث عشرة محرقة· وكان يوم الكفارة بالغ الاهمية عند اليهود حتى إنهم ظلوا يحتفلون به حتى بعد تدمير الهيكل في عام 70 م وإنتهاء نظام الذبائح، ومع أن أسفار موسى لا توضح المقصود من “تذللون نفوسكم” (لا 23 :27 و29 و 32)، فإن اليهود فسروا ذلك - على الدوام - بالصوم (مز 35 :13، إش 58: 3 و5 و10). فكان يوم الكفارة هو اليوم الوحيد المقرر الصوم فيه (نح 9 :1)· ويثور سؤال: لماذا كانت هناك حاجة لتخصيص يوم للكفارة، رغم تقديم الذبائح المتنوعة والعديدة يومياً؟ ولكن يتضح لنا أن الغرض من ذلك كان التكفير عن خطايا السهو والخطايا السرية التي لم يكفر عنها، ولضمان وجود الله في وسطهم فكان نظام الذبائح يبلغ ذروته في ذلك اليوم الفريد الذي كان يُسمح فيه لرئيس الكهنة بالدخول إلى قدس الأقداس، ويتم فيه التكفير عن " مقدس القدس، وعن خيمة الاجتماع والمذبح والكهنة وكل الشعب" (لا 16 :33). فكان رئيس الكهنة في اقترابه إلى الله يمثل كل الشعب· وفي العهد الجديد نجد الكثير من الإشارات - وبخاصة في الرسالة إلى العبرانيين - إلى يوم الكفارة، وكيف أنها كانت رمزاً للكفارة التي قدمها المسيح بموته على الصليب (عب 9، 10). فالمسيح رئيس الكهنة العظيم قد سفك دمه على صليب الجلجثة فكفر عن خطايا العالم، ومن ثم بدم نفسه دخل مرة واحدة إلي الأقداس فوجد فداء ابدياً، (عب 9 :12، ارجع ايضا إلى رومية 3 :25، 5 :9 و10، 1كو 5 :7، 2كو 5 :18-21، غل 3 :13،14 كو 1 :14، تي 2 :14، 1بط 1 :18 و19، 1يو 2 :2، 4 :10، رؤ 5 :9)· |
||||
22 - 12 - 2012, 08:39 PM | رقم المشاركة : ( 2152 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ننتظر زيارة يسوع
نفرح كثيرا عندما يَعِدنا احد الزعماء السياسيين بزيارة لبيتنا ، فننتظر هذه الزيارة على أحرّ من الجمر ، ونروح نُرتّب البيت ونحضّر ونجهّز أنفسنا وبيتنا وأهل بيتنا لهذا الحَدَث العظيم !! نخطّط الامور بدقّة ، لحظة لحظة ، ونحاول رسم ابعاد الحدث قبل أن يحدث ، نحذف هنا ونضيف هناك ونلوّن ونمحو ، كلّ هذا لكي يبقى للزيارة وقع وطعم ومعنى .. لذا نلبس أجمل الحُلل ونزيّن البيت ...اليس الزعيم بشحمه ولحمه قادم وآتٍ ؟!. أليس مُستحقًّا أن ينال الإكرام والتبجيل وهو هو الذي يقود موكب البلد وبيده الحلّ والرّبط والميزانيات والقوانين ؟! ولكن هل سأل احدنا كيف علينا ان نستقبل يسوع عندما يزورنا ؟ وهل يأتي ربّ المجد بموكبٍ مَهيبٍ دائمًا تحفُّه هالات التكريم أم يأتي بشكل آخَر مختلف ؟ أتي بتواضع ....يأتي تارة بثياب فقير او مُتسوّله او مُشرَّد او طفل يتيم او معوق او أرملة ؟! لا أظن يسوع -_ربّ المجد – يأتي بهالات المجد دائما ، رغم أنّ المجد يعلو به ويسمو ويفتخر أنه منه وبه ، ولكن يسوع يأتي في كثير من الأحيان مُتخفيًّا ليلمس مدى ايماننا ، يأتينا كأحد الأصاغر ليختبر محبتنا للبشر ، المحبة الحقيقية التي برهنها لنا بالصّليب ، المحبة المُضحّية التي لا تطلب بديلا ، المحبة السامية فوق كلّ المصالح ، المحبة الرفيعة ، الهامسة والفاعلة : محبة الكلّ محبة المُتمرّدين محبة الشامتين محبة الظالمين محبة غليظي الرّقاب محبة الأعداء أترانا ندعو يسوع لزيارتنا ؟ وان دعوناه كيف سنستقبله ؟ وكيف سيأتي ومتى وهل يفي بالوعد؟ كثيرا ما ندعوه ونظن انه لا يلبّي ولكنه يأتي ويعود حزينا فصاحب الدّعوة اقفل الباب في وجهه ، طرده ، شتمه وزجره.... من أجمل ما قرأت ما كتبه الشاعر ادوين ماركهام ، من أنّ اسكافيًّا جهّز نفسه لزيارة من الربّ كان يحلم بها ، وعندما جاءت امرأة مُسنّة ساعدها الاسكافيّ وحمل عنها أغراضها وأعطاها طعامًا ، وعندما قرع متسوّل بابه اكرم وفادته ، وعندما جاء اليه قارعا طفلٌ ضائعٌ أعادة الاسكافيّ الى بيته .... وفي هدوء الليل سمع الاسكافي صوتا يقول : افرحْ لانني اتممت وعدي لك ، لقد حضرت ثلاث مرات الى بابك اللطيف . كنتُ المتسوّل الدامي القدمين كنتُ المُسنّة التي اعطيتها طعامًا كنتُ الطفل الضائع في الشارع قرب بيتك . يسوع يزورنا كثيرا فهلاّ قمنا باستقباله بما يليق به !! |
||||
22 - 12 - 2012, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 2153 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تمرّدي سيّدتي !!
بدون أدنى شكّ المرأة الشرقية مهيضة الجناح ، ذليلة ، مظلومة، مسلوبة الحقوق والإرادة في أكثر الحالات ومعظم الأزمان. فهي "عضو قاصر" و"ناقصات عقل ودين" ..وهي الشّرف بعينه ، او اللا شرف ، بل وقد تكون نجسة في حالات كثيرة!!! فتقوم الأرض ولا تقعد إن هي ارتكبت خطأً او شبه خطأ أو خُيّل الينا ذلك، -ومن منّا لا يخطي – ولكنّ خطأها كبير ومن الكبائر ، فإحساسها نحن نُسيِّره ، ومشاعرها نحن نتحكّم بها ، ..نحن معشر الرجال ، امّا تصرّفها اثر ذلك فهي هي المسؤولة عنه ، هي وحدها ...انّها بلّور وكريستال وزجاج ، فأيّ شرخ يصيب كبد شرفها – وكلّها شرف-يزعجنا حتى الموت و يستدعي أن " نأخذ " مكان الله فنحكم ونعاقب ، وكثيرًا ما يكون الحكم بالإعدام . والبراهين يوميّة ، كثيرة ومُخزيّة . ..نعم المرأة تعيش الهوان في الشّرق ، حتى وان نحن تشدّقنا وقلنا أنّ الحريّة لا تعيش الا بين نسائنا وأخواتنا وبناتنا ، ولكن الواقع يقول العكس ، ويشير بإصبع الاتهام نحونا ، يشير قائلا : اننا وأدنا وما زلنا نئد حقوق المرأة بحُجّة وبلا حجّة . واليوم أريد أن اسلِّط الضوء على جانب واحد فقط من هذا الظلم الديجوريّ ، المعتم في حياتنا وحياة – الزهرة التي تمشي على قدمين -..انه جانب الإرث والوراثة ، فرغم انني لست حقوقيًّا ، ولكنني أعيش الظروف والمسها ، واستقبح الظلم اللاحق بالمرأة ، استقبحه ولا استعذبه. فالمسيحيّة ساوت بين الرجل والمرأة في كل شيء ، ساوت وعدلت ، فحقّ المرأة في الميراث تماما كحقّ الرجل ، والإسلام اعطاها نصف حقّ الرجل !!! ولكن هيّا نرى الواقع المعاش ، هل نحن كمسيحيين نعطي المرأة حقّها من الميراث فعلا ام نهضمه ونسرقه ونسلبه ، كما نسلب الله في كثير من الأحيان ؟ وهل المسلم يعطي ابنته حقّها ؟! ام انّ عنصر "التخجيل" يكون الأعلى والأهمّ والأسمى والأفضل ، فليس من حقّها الإرث ، وليس من حقّها ان تحصل على شبر واحد من الأرض حتى ولو امتلك أبوها عشرات بل مئات الدونمات فهذا الإرث موقوف ووقفٌ على الذكور ...وان هي تجرّأت وطالبت فالويل لها ، انها ستضحي في نظرهم عاقّة ، مُجرمة ، سارقة ، وسالبة حقّ إخوتها ، عليها ان تُوقّع وتتنازل وكفى... وتُوقّع المسكينة برضىً مرةً وعلى مضضٍ مرّات ، توقع وزوجها فقير معدم لا يملك شبرا من الأرض يبني عليه كوخًا ليأويهما !! اعرف الكثير من الحالات التي فيها الإخوة يسرحون ويمرحون ويبيعون الأراضي الكثيرة ، ويُبذّرون الأموال الطائلة عبثًا في حين أنّ أختهم وأولادها يتضوّرون جوعًا . حان الوقت ان تتمرّد هذه "المسكينة " وتقول : لا ..هذا حقّي ، ارثي ، وهذا ملكي !. حان الوقت أن تصرخ بهمسٍ في وجه أبيها وأخوتها إن هم حرموها من حقّها ، أن تصرخ : لقد اغتصبتم حقّي وحقّ الله! حان الوقت ان نعي انّ الله لا يرحم مَن لا يرحم ، وأنّه لا يحبّ الظالمين كثيرا ولا "يعشق" سالبي الحقوق . فالأب الذي يحوّل كل ارثه للذكور سيُسأل عن ذالك يوم يُفتح سفر الحياة ويكون يوم الحساب . وأخيراً ان المقولة القائلة انه من الخطأ أن نعطي أراضينا لغيرنا (زوج ابنتنا) هي حجّة واهية ، وقحة ، ومقولة كاذبة حمقاء عالمين تماما ان المُلك ، كلّ المُلك هو لله وحده ، فنحن فقط أمناء عليه وسنقدّم يوماً ما حساب الوزنات . |
||||
22 - 12 - 2012, 08:45 PM | رقم المشاركة : ( 2154 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جليليّ أنا كيسوع
عطر النردين يا سيدي ما زال يملأ أورشليم ، ويصل شذاه إلى الجليل ... همساتك الشافية يا ابن الإنسان ما فتئت توشوش تحت الجميزة ألقديمه القابعة خلف التاريخ .. اراك هنا ... وهناك وهنالك ، واسمع وقع اقدامك في كل مكان وزاوية فأنصت ، فانك تشدّني ايها الشابّ الجليليّ ، بل تسرقني من ذاتي ومن كياني ، فأروح ابحث خلف كلّ شجرة شربتْ من بحر الجليل ، وغرّد عليها هزار صغير ... أتراني احلم ، وأعيش الخيال ؟ ! أترى البخور الذي أشمّه كل يوم في الجليل ، أليس بقايا من أنفاسك ، أترى شقائق النُّعمان التي تلوّن تلالنا ومروجنا في نيْسان وأيار أليس جزءًا من قطرات عرقك ... جليلنا يحبك ايها الجليلي ، ويعتز بانتمائك ويشمخ بأنك مررت فوق أديمه ، وجلست فوقه وتحدثت . أما الجبل يا سيدي ، ذاك الجبل الذي نسي اسمه الحقيقي واحتفى باسمٍ جديدٍ ، مجَّده ، وتوَّجه ورفعه فوق ذرى الجبال ، حقا جبل التطويبات ما زال يحمل صدى همساتك وزوبعة حقّك ، وأريج محبتك ...يعتز بك ويشكرك فقد دخل التاريخ من أوسع ابوابه ، كان نسياً منسياً يا سيدي ، كان في الظل ، إلى أن جاءت موعظة الأجيال وسيمفونية الإله فخلق وشمخ وكاد ينطق ... بقايا حلم ... ورفيف أمل ... وشذا فداء وعنوان مجد ونصرة ونصرة ونصرة ... وملايين العناوين التي ترسم أحلامنا ، وتلوّن حياتنا ، وتنعش روحنا ، فالفاتورة ، فاتورة الحساب دفعتها يا سيد في أورشليم ، دفعتها كاملة .. دفعتها دمًا ، واهانة ، وجَلداً ، ونَتفاً . دفعتها ، بل شربتها حتى الثّماله ، حتى "قدْ أكملْ " شربتها وانتَ فَرِحٌ .. مبتهجٌ ، كالوالدة التي تنتظر الحياة ، يا ربّ الحياة .. جليليّ انا .. انتمي لك ..وانضوي تحت لواء محبتك فأشمخ ، وأزهو ، وأجرُّ ذيلي فوق السّحاب ... جليليّ أنا ، صديق لذاك الذي هدّأ العاصفة، وأخرس الريح .. وغنى الجياع خبزًا وسمكاً وشفاءً .. جليليّ أنا من بلد يسوع ........... فما أعظم حظّي !!! |
||||
22 - 12 - 2012, 08:47 PM | رقم المشاركة : ( 2155 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انّني اقِرُّ وأعترف أنني عاجزٌ... حتى ولو ملكتُ زمام ونواصي كلّ اللغات في العالم ، وامتلكت أرقَّ الأحاسيس والمشاعر ، وغُصتُ حتى الأعماق في الخَلَجات والنفوس ، وصُلتُ وجُلت في الفلسفات ، فسأبقى عاجزًا... أن ادوّنَ مقدار جمالك ... أن ابيّن عظم فدائك ... أن اسيِّجَ مساحات محبتكَ أن الوّنَ صليب آلامك أن احلِّقَ معك الى الجبال ، وأن أحكي عنك يا يسوعي !! فاللغات ، كلّ اللغات تصمت عندما تصل الى أقدامك وسيور حذائك . والأحاسيس، كلّ الأحاسيس تتجمّد وتقف حيْرى أمام فيض حبّك وانهمار حنانك .. انّي أعترف أنّ شذاكَ عطرٌ سرمديّ يحلّق بنا إلى اللامحدود وأن صليبك يشفي حتى ذاك الذي حَجَّر قلبه وباعك وما زال بانبياء كذبة .. وأنّ دماءَكَ حمراء قانية ، تستطيع أن تُطهّر أكثر البشر حقدًا وضغينة . وأنّ المجدلية أضحت عروسا في ملكوتك ، ترفل بثياب الطهارة ، كما كل شابّ وصبية ، بثّكَ هواجسه ، وأحلامه ، وطموحاته ، وأسندَ صدره المُتعَب على صدركَ . وأنّ جبل الزيتون يخضرّ في كل ربيع وينتظر ، وكأني به يقول : "سيعود الذي غرّدَ الانسانية ورفعها الى الأعالي بتجسّدِهِ. انّي أعترف أنّك فوق التاريخ وفوق الحاضر والماضي والمستقبل وانك فوق العقول وفوق المستحيل وفوق الفوق وفوق كلّ كائن ...انّك العريس انك الحَمَل المذبوح انك المسيح ..مسيح الربّ |
||||
22 - 12 - 2012, 08:51 PM | رقم المشاركة : ( 2156 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخمر
أولاً ـ الكلمات التي تستخدم للدلالة على الخمر في اللغة العبرية: توجد إحدى عشرة كلمة عبرية تستخدم في العهد القديم للدلالة على الخمر، يصعب التمييز بينها وبين نوع الخمر الذي تشير إليه على وجه التحديد. وغالبية هذه الكلمات لا تذكر إلا نادرًا ، ولكن هناك كلمتان يكثر استخدامهما، هما "يايين"(Yayin) وتذكر 134مرة ، "تيروش" (Tirosh) وتذكر 38 مرة . أما في العهد الجديد فالكلمة المستخدمة في اليونانية هي "أوينوس" (Oinos) وتذكر 33مرة. (أ) يبدو أن كلمة "يايين" تستخدم لوصف الخمر من كل نوع (نح 18:5)، من عصير العنب الطازج أو الشراب الكثيف القوام إلى الخمور القوية المركزة مما كان مألوفاً عند الإسرائيليين . كما أن كلمة "يايين" هي أول كلمة استخدمت للدلالة على الخمر في الكتاب المقدس، حين غرس نوحاً كرماً بعد الطوفان "وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه" (تك 21:9). كما قدم ملكي صادق لإبراهيم "خبزاً وخمراً" ("يايين" ـ تك 18:14). وسقت ابنتا لوط أباهما خمراً (يايين) فسكر وفقد وعيه (تك 30:19 ـ 38). وتستخدم نفس الكلمة للدلالة على خمر السكيب الذي كان يقدم مع الذبائح للرب (خر 40:29). وكان محرماً على الكهنة أن يشربوا خمراً (يايين) عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع للخدمة (لا 9:10)، وجاء هذا النهي بعد موت ابن هرون ناداب وأبيهو ، مما يحمل على الظن أن خطيتهما التي ماتا بها ، كانت شرب الخمر عند دخولهم للخيمة (لا 1:10و2). كما كان محرماً على النذير كل أيام نذره أن يشرب خمراً لأن أباهم يوناداب بن ركاب أوصاهم أل يشربوا خمراً (إرميا 2:35 ـ 6). (ب) ـ والكلمة العبرية الثانية وهي "تيروش" تستخدم للدلالة على عصير العنب الطازج غير المختمر، ويعبر عنه عادة في الترجمة العربية بكلمة "سلاف" (انظر إش 26:49، 8:65، هوشع 8:4، وميخا 15:6، وانظر أيضاً "سلاف رمَّاني" في نش 2:8)، أو "العصير" (يوئيل 5:1، 18:3، عاموس 13:9). (جـ) ـ أما الخمر في العهد الجديد، فتستخدم للدلالة عليه في اليونانية كلمة واحدة هي "أوينوس" (Oinos) في جميع المواضع فيما عدا في أعمال الرسل (13:2) حيث تستخدم الكلمة اليونانية "جلوكوز" (Gluikos) ومعناها "حلو". ثانياً ــ (أ) صناعة الخمر:كان يتم حصاد الكروم في وادي الأردن مع حلول شهر يونيو، أما على الساحل فلم يكن يتم جمع العنب قبل شهر أغسطس، بينما كان يتأخر في التلال حتى شهر سبتمبر. ومتى نضج العنب للحصاد، كان القرويون يتركون منازلهم ويقيمون في خيام وسط كرومهم حتى يستمر العمل دون توقف. وكانت هذه فترة بهجة وفرح يضرب بهما المثل (انظر قض 27:9، إش 2:27مع إش 10:16، إرميا 35:25، 33:48). وكان العنب يجمع بقطع العناقيد ثم يحمل في سلال إلى المعاصر ، حيث ينشر عادة لمدة بضعة أيام في الشمس لزيادة محتواه من السكر. (ب) معاصر الخمر :ما زال الكثير من أشكال معاصر الخمر القديمة باقياً إلى اليوم. وكانت المعصرة عادة عبارة عن حوضين منحوتين على شكل مستطيل أو دائرة (إش 2:5) في الصخر إلى عمق قدمين أو ثلاثة أقدام، وكلما أمكن كان أحدهما يعلو الآخر، وتصل بينهما أنبوبة أو قناة، وكانا يختلفان في السعة ، فكان الأعلى عادة أكثر اتساعاً وأقل عمقاً من الأسفل. وكان العنب يوضع في الأعلى ، ويداس بأقدام الدائسين (إش 1:63 ـ 3، إرميا30:25 ... الخ). وكان الدائسين عادة يمسكون بحبال معلقة حتى لا تنزلق أقدامهم ويقعون. وكانوا عادة ينشدون بنغمة واحدة في أثناء العمل (إش 10:16، إرميا 30:25). وكان العصير ينساب من تحت أقدامهم إلى الحوض الأسفل عن طريق الأنبوب الواصل بينهما. وكان العصير ينقل من هذا الحوض إلى الدنان أو إلى الزقاق أو يترك في الحوض حتى تتم المرحلة الأولى من التخمر (حجي 16:2). وكانت هناك أشكال كثيرة من المعاصر، فحيث لا يتوفر الصخر، كانت الأحواض تحفر في الأرض ثم تبطن بطبقة من الحصى أو الملاط وتغطى بالقار، أو تصنع الأحواض من الخشب كما كان يحدث كثيراً في مصر. ولم يكن من النادر أن يضاف حوض ثالث (وكان نادراً جداً أن يضاف حوض رابع )بين الحوضين الأصليين لترسيب ما بالعصير من فضلات كالبذور والقشور وغيرها. كما كانت تستخدم عوارض خشبية لاستكمال عملية العصر أو لإنجاز العملية بأكملها. وفي المعاصر الأكثر بدائية،كانوا يضعون كومة من الحجارة على كمية العنب المتبقية بعد انتهاء عمل الدائسين ، لاستخلاص ما بقي بها من عصير. (ج) التصنيف :من المباديء العامة لصناعة الخمر (كما في صناعة الزيت) أنه "كلما قل الضغط، كان النتاج أفضل"، لذلك كان العصير الذي يسيل في بداية العملية ـ وبخاصة الناتج عن الثقل الذاتي للعنب عندما يكوَّم فوق بعضه ـ يحفظ منفصلاً عن العصير الناتج من الدوس أو الضغط الشديد. كما كان هناك نوع أدنى درجة يستخرج بإضافة الماء إلى النفاية المتبقية من العنب. ومن هذا النوع الأخير كان يصنع الخل عادة. (د) التخمير: كان التخمير يبدأ - في جو مثل جو فلسطين - فوراً في نفس اليوم الذي عصر فيه العنب ، وقلما كانت تتأخر عملية التخمر إلى اليوم التالي . وكانت تظهر رغوة على سطح السائل ، وحسب التقليد اليهودي ، كان يعتبر خمراً منذ تلك اللحظة ويجب أن تقدم عنه العشور . وسرعان ما يشتد التفاعل . وكان يجب أن يحفظ في أثناء ذلك في أحواض أو في دنان لأنه يكون من القوة بحيث يشق أحدث الزقاق ( أيوب 19:32 ) . وفي خلال أسبوع تقريباً تهدأ عملية التخمر ، فتنقل الخمر إلى دنان أو إلى زقاق أخرى ( مرقص 22:2 ) ، حيث تتم المرحلة الثانية من التخمر . وفي قاع الأوعية يتجمع الثفل أو العكارة ( مز 8:75 ) أو " الدردي " ( إش 6:25 ، إرميا 11:48 ، صفنيا 12:1 ) . وفي نهاية أربعين يوماً كانت الخمر تعتبر خمراً جيدة يمكن تقديمها سكيباً للذبائح . بعد ذلك كانت تختلف طرق المعالجة بحسب نوع الخمر المطلوب ، فكانت بعض الأنواع تترك على درديها - دون حراك - لتعتق اعتقادا منهم أنها بذلك تصبح أفضل ، ولكن كان يجب تصنيفها جيدة قبل استعمالها ، ومن هنا جاء قول إشعياء : " وليمة خمر على دردي سمائن ممخة دردي مصفي " ( إش 6:25 ) . لكن ترك الخمر في دنان التخمر يقلل من جودتها ، ولذلك كانوا في نهاية الأربعين يوماً ينقلونها إلى أوعية جديدة للتخزين ( 1أخ 27:27 ) ،أو توضع في زقاق لنقلها ( يشوع 4:9 ... ألخ ) ، ولذلك يقول إرميا : " مستريح موآب منذ صباه وهو مستقر على درديه ولم يفرغ من إناء إلى إناء ... لذلك بقى طعمه ( غير المستساغ ) فيه ، ورائحته لم تتغير ( أو لم تتحسن - إرميا 11:48 ، أنظر أيضاً صفنيا 12:1 ) . ( هـ ) التخزين : كانت الأواني تغلق بإحكام بسدادات مطلية بالقار ، وكان العبرانيون - كسائر الشعوب - يعلمون أفضلية الخمر المعتقة على الجديدة ( لو 39:5 ، أنظر سيراخ 15:9 ) ، ولكن في جو فلسطين كانت الخمر معرضة أن تتحول إلى خل في أي وقت ، وكانت أطول فترة للاحتفاظ بهذا الخمور هي ثلاث سنوات ، وكانت الخمر تعتبر معتقة متى مضى على صنعها سنة أو أكثر . ثالثاً – استخدام الخمر : ( 1 ) الخمر الممزوجة : في أيام العهد الجديد ، كانت الخمر تشرب دون أن تخفف بالماء ، إذ كان الاعتقاد السائد أن الخمر الممزوجة بالماء تعتبر تالفة أو مغشوشة ، وكانت تعتبر رمزاً للغش الروحي ( إش 22:1 ) . أما "الخمر الممزوجة" - في أسفار العهد القديم - فكانت هي الخمر التي أضيف إليها عند تخميرها أنواع مختلفة من الأعشاب العطرية . وكانت بعض تلك المركبات التي استخدمت في كل العالم القديم ، تجعل الخمر قوية المفعول ( إش 22:5 ) . أما الخمر الممزوجة " بالمرَ " فكانت خمراً مخدرة ( مرقص 23:15 ) . ولكن في العصور اللاحقة استخدم اليونانيون الخمر المخففة بالماء مما جعل كاتب صفر المكابين الثاني يقول : " كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر ، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء " ( 2 مك 40:15 ) ، إذ أصبح تخفيف الخمر بالماء شيئاً طبيعياً جداً حتى إن الربي إليعازار حظر النطق بالبركة على المائدة إذا كانت الخمر غير مخففة ، وكانت نسبة الماء كبيرة فلم تكن نسبة الخمر تزيد عن الثلث أو الربع من كل المزيج . ( 2 ) شرب الخمر :كانت الخمر في العهد القديم ، تعتبر من ضرورات الحياة وليست من قبيل الترف ، فكانت جزءاً لازماً في أبسط الوجبات ( تك 18:14 ، قض 19:19 ،1صم 20:16 ، إش 1:55 ... ألخ ) ، وكانت تعد مؤونة أساسية في الحصون ( 2أخ 11:11 ) ، وللعلاج ( 2صم 2:16 ، أم 6:31 ) ، كما كانت تستخدم لتطهير الجروح ( لو 34:10 ) . وكانت تشربها كل الطبقات من جميع الأعمار حتى الصغار من الأولاد والبنات ( مراثي من 12:2 ، زك 17:9 ) . وكانت الخمر تعتبر سلعة أساسية مثل الحنطة ( تك 28:27 ..الخ ) . وكان العجز في محصول الخمر أو تدمير الأجانب له يعتبر نكبة مريعة ( تث من 30:28 و39 ، إش 8:62 ، 21:65 ، ميخا 15:6 ، صفنيا 13:1 .. الخ ) ، وفي الجانب الأخر كانت تعتبر وفرة الخمر دليلاً على بركة اللـه ( تك 28:27 ، 11:49 ، تث 13:7 ، عاموس 14:9 ) والوفرة الوفيرة ستكون من خصائص عصر المسيا ( عاموس 13:9 ، يوئيل 9:3 ، زك 17:9 ) . والقسط المعتدل من فرح القلب بالخمر لم يكن يعتبر شيئاً معيباً ( 2صم 28:13 ، أستير 10:1 ، مز 15:104 ، جا 7:9 ، 19:10 ، زك 15:9 ، 7:10 ) ، فلا غرابة فيما جاء على لسان يوثام عن الكرمة : " أأترك مسطاري الذي يفرح اللـه والناس ؟ " ( قض 13:9 ) ، لأن سكيب الخمر كان جزءاً مفروضاً في التقدمات ( لا 13:23 ... الخ )، وكانت في الهيكل خزانة للخمر ( 1أخ 29:9 ) . ولكن لما أساء اليهود استخدامها ، أو بالحري أسرفوا في شربها وبخهم اللـه على ذلك ( أم 1:20 ، 29:23 - 35 ، 5:31 ، إش 22:5 ، 1:28 - 7 ، 12:56 ، هوشع 11:4 ) . وهناك أقوال كثيرة في العهد القديم للنهي عن السكر بالخمر ، لعل أقواها ما جاء في سفر الأمثال : " الخمر مستهزئة . المسكر عجاج ، ومن يترنح بهما فليس بحكيم " ( أم 1:20 ) ، و " لمن الويل ، لمن الشقاوة ، لمن المخاصمات ، لمن الكرب ، لمن الجروح بلا سبب ، لمن ازمهرار العين ؟ للذين يدمنون الخمر ، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج . لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة . في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان.. " ( أم 29:23 - 35 - أنظر أيضاً أم 17:21 ، 1 صم 14:1 - 16 ، إش 1:5 - 17 ، 7:28 ، 11:56 و 12 ) . كما أن العهد الجديد ينهي عن السكر بالخمر ، ويجمع بين السكيرين وأشر الخطاة ( انظر رومية 21:14 ، 1كو 11:15 ، 10:6 ، غل 21:5 ، أف 18:5 ، 1 بط 3:4 ) . أما ما أوصى به الرسول بولس ابنه تيموثاوس : " لا تكن فيما بعد شرَّاب ماء بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة " ( 1تي 23:5 ) فواضح أنه يصف له القليل من الخمر كعلاج لظروف مرضية خاصة. |
||||
22 - 12 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 2157 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صرخة في الهزيع الرابع
"لأنه تعلَّق بي أٌنجِّيه، أُرفِّعُهُ لأنه عرف اسمي" برغم الإيمان الراسخ عميقًا في قلب المؤمن بأن الله قادر على كل شيء ولا يعسر عليه أمر، وبأنه ليس بقوّتِنا ولا بقدرتنا لكن بروح الرّب يمكننا نقل الجبال؛ إلاّ أنه تبقى في داخلنا فكرة أو لربما وهم نحاول أن نتمسّك به بين الحين والآخر عندما تعلو الأمواج وتصخب العاصفة، وهو أننا قادرين على مسك زمام الأمور وبأن لنا سيطرة مُعيّنة على كل وضع! نعتقد أنه كلما كانت الحياة أسهل ستكون بطبيعة الحال قدرتنا على ضبط الأمور ومسك الزِّمام أقوى؛ وكلما قست علينا الحياة بكل ما فيها من شجن وألم وتحدِّيات وسقطات موجعة ،نميل للتشكيك في فكرتنا إلا أننا نأبى التنازل أو التخلِّي عنها! ليس كبرياءًا منَّا أو تشكيكًا في قدرة الله، حاشا، بل نتمسّك بها لأننا نفشل في استيعاب مفهوم "العجز الكُلِّيّ" دون اختباره؛ إذ لا يسع المرء استيعاب مفهوم "النار الحارقة" قبل أن تلسعه ألسنتها! عندما تكون الحياة رغيدة ومسار يومنا يحذو كما هو مُخطَّط ومُتوقَّع، تجدنا مرتاحين ونلتحف الطمأنينة، نشعر بالدفء والاستقرار، وربما سلام معيّن، إذ نشعر بأنه لنا سيطرة كاملة على الوضع! ولكن، حالما تبدأ الغيوم بالتلبُّد فوق سمائنا لتنعكس الأمور فتُفاجئنا الحياة بغيومها السوداء والأمطار تُغرق أفكارنا وحواسنا ببطء وعناد ،لنجد أنفسنا ننحني تحت ثقل الألم، التعب والإحباط، والخوف والإرهاق ممّا سيأتي.. تغمرنا شيئًا فشيء هواجس وأفكار ومشاعر بعدم الاستقرار أو السكينة، وهناك نرى وسط العاصفة بأننا بدأنا نفقد السيطرة على حياتنا لتسحبنا رمال صحرائنا إلى القعر، إلى اللا مكان، فنهوي عميقًا بسقطة موجعة تتركنا هناك متقوقعين عاجزين تمامًا عن الحراك أو الكلام! وعندها نُدرك ولدهشتنا الشديدة أنه بالحقّ ليس بقدرتنا ولا بقوتنا...نُدرك أن حربنا مع إبليس خاسرة ولا محالة دون يد الرّب في الوسط! وفي صقيع الظلمة وآلام السقطة يعلو صدى التساؤلات...هل أستسلم فأذبُل فأموت أم أمسح دموعي فأنهض لأُحارب؟ هل أُواجه العدوّ أم أخضع؟ هل أؤمن بجبروت إلهي ووعوده أم أستنكر؟؟!! قد تبدو هذه التساؤلات للوهلة الأولى بسيطة في عينيّ المؤمن، لكنّها ليست كذلك عندما تجد نفسك جالسًا في قعر الهاوية المظلم حيث الوِحدة واليأس والإحباط. إنه مكان يسهل فيه الإنطواء والذبول والاستسلام..هناك ترى إبليس يرقص فرحًا على إيقاع همومك ومخاوفك فيبادر بتشجيعك على الإستسلام للمعركة...في هذا المكان يُخبرك بأن وعود الله ليست حقيقيّة وأن الرجاء حلمٌ زائل!! فقط عندما يجد المؤمن ذاته ضائعة في ذاك المكان يُدرك بيقين كامل أنه إنسان مكسور وعاجز من دون حضور الله الدائم وعمله في حياته، إذ يستوعب الحقيقة بأنه ليس له سيطرة على شيء في الحياة، رغيدة كانت أم مُرّة.. إذ أنني "عريانًا أتيت وعريانًا أعود"، في لُحيظة ودون سابق إنذار قد تجد بأنك خسرتَ كل شيء، وكل ما جاهدت لبنائه عبر السنين غدا أطلالاً.. لتعود عريانًا من جديد! هنا تعلم بضرورة الإجابة على تلك التساؤلات: هل أستسلم للعدوّ أم أصرخ نحو الرّب مُعلنًا ضعفي وعجزي؛ طالبًا يده لترفعني وتنشلني من سقطتي؟! وبعد صرختي لربّ المجد وفي الهزيع الرابع ، أراهُ جليًا أمامي ماشيًا فوق أمواج حياتي، واطئًا الصِّل تحت قدميه، آمرًا العاصفة فتهدأ.. وهناك تنقشع عنِّي الغيمة فأرى بيقين أمانة الرّب ووعوده الصادقة والأمينة دومًا وإلى دورِ فدور..."أولئك صرخوا، والربّ سمع، ومن كل شدائدهم أنقذهم. قريبٌ هو الرّب من المنكسري القلوب، ويٌخلِّص المنسحقي الروح. كثيرةٌ هي بلايا الصِّديق، ومن جميعها يُنجِّيه الرّب. يحفظُ جميعَ عظامِهِ، واحدٌ منها لا ينكسر" (مزمور34: 17- 20). فطوبى للذي يتعلَّق بالربّ في ظلمة العاصفة! |
||||
23 - 12 - 2012, 07:04 AM | رقم المشاركة : ( 2158 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بين لوط وابرام
إن ما يميّز مؤمناً عن غيره ليس وضعاً مناسباً أو ظرفاً مؤآتياً ولا حتى وجوده في بيت متفهّم أو جوٍ معادٍ. إن الفرق بين مؤمنٍ ومؤمن هو تصميم واتكال على الله في كل الظروف لأنه إله قدير فوق كل الظروف. في هذه الأيام أيضاً أمامنا تحدٍ يومي في مسيرتنا مع الله ولنا في هاتين الشخصيتين ما يوجه أنظارنا إلى كيفية التصرف السليم في حياتنا الروحية والزمنية فتعال في جولةٍ من المفارقات بين مؤمنَين إثنين عاشا في ذات الفترة والمكان والظروف. 1. سار لوط مع ابرام ( تك 13: 5), أما ابرام فسار مع الله ( تك 48: 15). من المهم أن يعرف المؤمن أن مسيره هو إما وراء الله أو وراء الآخرين .. ويا له من فرق شاسع يترك بصماته في حياتنا وسلوكنا وتقدمنا الروحي. دائماً أسأل نفسي : مع من تسير؟ ووراء من تخطو؟ 2. رفع لوط عينيه ليختار لكن الأنحدار إلى مصر (رمز العالم بمباهجه) شوّش اختياره وبالتالي قلب حياته للأسوأ( تك 13: 10), لكن ابرام ورغم فشله في امتحان مصر, نراه هنا قد رفع عينيه عندما طلب الرب ذلك ( تك 13: 14 ) وبالتالي رفع يديه عن غنى العالم فيما بعد( تك 14: 22, 23). المؤمن الذي يعيش مدركاً أن العالم قد وضع في الشرير, يستطيع أن يترفّع عن دنس العالم بمغرياته مهما كانت وهكذا يحيا ميتاً عن العالم ( قد صُلب العالم لي وأنا للعالم. غل 6: 14) وإن سقط فسريعاً ما ينهض مجدداً ويتابع مسيرته الواثقة بالله. 3. إختار لوط أسفل الأماكن (سدوم هي البحر الميت اليوم أي أوطأ نقطة في العالم كله) وأشرّها ( تك 13: 12, 13 ),أما ابرام فأخذ حسب بركة الرب ( تك 13: 14, 15). عندما يقرع العالم على قلبك فارجوك أن تذكرالكلمات الشهيرة "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم.ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب, لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم والعالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد. 1 يو 2: 15 – 17" 4. سكن لوط وتملك في سدوم أي انه تعمّق في داخل العالم رغم شره ( تك 14: 12) أما أبرام فبقي في الخيمة كغريب في الأرض ( تك 13: 18). لاحظ أن لوط نقل خيامه إلى المدينة ثم سكن في بيت وأخيراً كان يجلس في باب سدوم أي مكان الوجاهة ( تك 13: 12 ,13, 19: 1 - 3) هل تستطيع أن تقرأ بثقة ما عاشه بولس قبل أن يكتبه؟ " لأننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. 2 كو 5: 1, 2 " عِش حياتك وتمتع بها ( 1تي 6: 17), لكن عشها كغريب موطنه الحقيقي هو السماء. 5. سُبي لوط في أوّل محاربة ( تك 14: 12) لكن أبرام حارب وانتصر وردّ اخاه ( تك 14: 14- 16). تأكد أن المؤمن المنتصر يعيش في العالم ولكنه ليس من العالم وكم مرة غُلبنا وفشلنا لأن لم نكن في الوضع الصحيح. المحزن أننا أحياناً نلوم الله على فشلنا, لكن الحقيقة أن المؤمن العالمي لا يقدر أن ينتصر! 6. كان لوط مؤمناً غارقاً ومغلوباً ومعذباً في العالم ( 2 بط 2: 7, 8 ) أما ابرام فكان مؤمناً عابداً ومطيعاً (عب 11: 8, تك 13: 18). ألا نصرخ أحياناً إلى الله ليخرجنا من وضع صعب لكننا لا نخطو أية خطوة عملية في الإتجاه الصحيح! عزيزي, إن المؤمن هو الذي يقرر كيف يعيش إما حياة المذبح أو حياة المذبحة فهل نستغرب المشاكل والخصومات والسقطات المتكررة في حياتنا الشخصية والعائلية إن كنا نعيش على هوانا؟ 7. خسر لوط كل شئ في لحظة حتى عائلته ( تك 19: 14, 26) وحملت ابنتاه بطريقة شريرة وولدتا نسلاً شريراً ( تك 19: 30- 38), أما ابرام فأنتظر حتى تمم الرب وعده له وأعطاه نسلاً بطريقة معجزية ( تك 17: 15 – 16, 21: 1, 2). ليتنا نلتزم بموقف الطاعة المنتظره فنثق بالله ولا نستعجله لأن وعوده أمينة وتوقيته دقيق حسب وعده : " أنا الرب في وقته أسرع به. أش 60: 22". 8. لا نقرأ أي صلاة للوط بينما أبرام كان يصلّي ويتشفّع حتى لأجل أهل سدوم الأشرار بعد أن أعلمه الله باقتراب دينونتها ( تك 19: 17 – 33). حياة الصلاة هي طريقة فحص أكيدة لسلامة حياتنا الروحية فإن كنت لا تقضي يومياً أوقاتاً في الشكر والصلاة والطلبة للآخرين فلا عجب إن كانت عوارض الضعف والرخاوة بل والسقوط الروحي تظهر جلياً في حياتك. 9. خلص لوط كما بنار بفضل صلاة ابرام ولا نعرف نهايته ( تك 19: 16 – 17, 29), بينما ابرام عاش طويلاً ومات بشيبة صالحة ( تك 25: 7, 8). المؤمن الأمين ليس إنساناً خارقاً لكنه إبن يحيا في كنف أبيه فيتمتع بدفء الأحضان وبالتالي يلمس بركات الرب في كل شئ وفي كل وقت .. كل الوقت فطوباه. 10. خسر لوط تمتعه بالشركة مع الرب إذ سكن في سدوم ( معنى الإسم الإحتراق أو التقييد), اما ابرام فسكن في حبرون (معناها الشركة) وقد شهد عنه الكتاب ثلاث مرات بثلاثة صيغ أنه خليل (صديق)الرب ( اش 41: 8 خليلي, 2اخ 20: 7 خليلك, يع 2: 23 خليل). الشركة هي تمتع وانسجام وبركة لا يمكن ألاّ تظهر ثمارها فيك فهل شركتك في المقام الأول مع الله أم مع الناس؟ 11. صار لوط ذكرى محزنة ( لو 17: 29, 32, 33) بينما ابراهيم صار مثالاً وأباً للمؤمنين بالرب ( اش 51: 2, رو 4: 12, 16). إن وعدُ الرب أمين أنه يُكرم الذين يُكرمونه ويعظّم العمل معهم بقدرته الفائقة حسب عمل شدّة قوته ( أف1: 19), كذلك تشجعنا كلمات الكتاب المقدّس على تقدير مثل أولئك الأمناء " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله,انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم. عب 13: 7". هل أنت مثال حسن للآخرين في كل ما تفعله مهما كان بسيطاً؟ ليتك تكون! 12. ذُكر لوط ( معناه غطاء) في الكتاب المقدّس 37 مرة أكثرها سلبية, أما ابرام ( معناه أب عال ٍ ) فذكر 49 مرة وباسمه الجديد من الله ابراهيم ( أي أب لجمهور كثير) ذكر 223 مرة أكثريتها الساحقة ايجابية وبناءة. ما هو رد فعل الآخرين عندما يُذكر إسمك وأنت غائب؟ بالحقيقة قال الكتاب إن " ذكر الصدّيق للبركة. أم 10: 7" فكيف تريد أن يذكرك الآخرون؟؟ هل تريد أن تنطبع صورة المسيح فيك وتنعكس بالتالي أمام الآخرين فتكون حياتك سبباً لتشجيع إخوتك وأولادك وأصدقائك في المضيّ قدماً واتّباع الرب يسوع؟ للتشجيع والإنطلاق في المسيرة الروحية يمكنك أن تفحص وضعك من خلال أسئلة ذاتية لإجمال الموضوع: مع من تسير؟ متى ترفع عينيك؟ حسب أي مقياس تختار؟ أين ومع من تسكن؟ هل أنت منتصر؟ هل لديك مذبح شخصي وعائلي؟ كيف وكم ولمن تصلي؟ أي نوع من البركات يهمك؟ مع من شركتك؟ هل هناك من يتمثل بك؟ ماذا يقول الناس عنك في غيابك؟ دعونا نصلي ونعيش كما يحقّ لإنجيل المسيح والرب قادر أن يفيض بالبركة من خلال حياة الطاعة التي نُظهرها لنمجد إسمه القدوس في حياتنا. |
||||
23 - 12 - 2012, 07:08 AM | رقم المشاركة : ( 2159 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطاعة
الطاعة : الانقياد والموافقة . والطاعة واجبة متى كان الأمر صادراً ممن له الحق في أن يأمر ، وأن يكون أمره معلناً . وطاعة الإنسان لخالقه . تفترض الاعتراف بسيادة الله وربو بيته ، وأنه قد أعلن للإنسان إرادته . وكثيراً ما يعبِّر العهد القديم عن الطاعة "بالسمع" و"الاستماع" . كما أن العصيان يعبر عنه "بعدم السمع" (انظر مثلاً مز81 : 11 ، إرميا7 :24 –28). ومع أن الطاعة تعبر عن عمل قد يحدث بين الناس العاديين في علاقاتهم (كطاعة العبيد لسادتهم ، والأبناء لوالديهم) ، إلا أن أهم دلالاتها هي العلاقة التي يجب أن تكون بين الإنسان والله الذي يعلن نفسه للإنسان عن طريق كلمته التي يجب أن يستمع إليها الإنسان ويدرك مراميها. ولكن مجرد سمع إعلان الله ليس هو الطاعة ، فالاستماع الحقيقي هو الإيمان الذي يستقبل كلمة الله ويترجمها إلى أفعال ، فهي استجابة الإيمان ، وهي استجابة إيجابية نشطة ، وليست مجرد استماع سلبي . وبعبارة أخرى ، إن الاستماع حقيقة إلى كلمة الله هو أن تطيع كلمة الله. والله يطلب أن تصبح كلمته المعلنة في الكتاب المقدس ، هي القاعدة لكل حياة الإنسان . فالطاعة لله لها مفهوم واسع يمتد إلى كل نواحي الحياة ، وإكرام الله في الظاهر لايغني إطلاقاً عن طاعته بالقلب والسلوك ،فالاستماع "أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش" (1صم 15: 22). وعصيان آدم - الممثل الأول للإنسان - وطاعة المسيح - آدم الأخير - الكاملة ، عاملان حاسمان في تقرير مصير كل إنسان ،" فكما بخطية واحد (آدم) صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة ، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة . لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد (آدم) جُعل الكثيرون خطاة ، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد (يسوع المسيح) سُيجعل الكثيرون أبراراً " (انظر رومية 5: 12-21) . فبطاعة المسيح حتى الموت (في2 : 8 انظر أيضاً عبرانيين 5: 8 ، 10: 5 -10) صار البر (القبول أمام الله) والحياة (الشركة مع الله) لكل من يؤمن به (رومية 5 : 15-19). وفي إعلان الله في العهد القديم ، كانت الطاعة لمطاليبه هي أساس البركة والاستمتاع بإحسان الله (خر19 : 5إلخ) . أما في العهد الجديد فقد أصبحت الطاعة عطية منه بعمله فينا (إرميا31 : 33 ، 32: 40 ، انظر أيضاً حز36 : 26و27 ، 37: 23-26). والطاعة في العهد الجديد هي الإيمان بالرب يسوع المسيح (أع6 : 7 ، رومية6 : 17، عب 5 : 9، 1بط1: 22) . فهذا هو ما يأمر به الله هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله "وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح" (انظر يو6 : 29 ، 1يو3 : 23) وعدم الإيمان هو العصيان (رؤ10: 16 ، 2تس1: 8 ، 1بط2: 8 ، 3: 1، 4: 17) . وحياة الطاعة لله إنما هي ثمر الإيمان (انظر ما قيل عن إبراهيم في تك22: 18 ، عب11: 8و17-19 ، يع2: 21-23). والطاعة المسيحية تعني الاقتداء بالله في القداسة (1بط1 : 15و16) ، والاقتداء بالمسيح في التواضع والمحبة (يو13: 14و15و34و35 ، في2: 5-8 ، أف4: 32 -5: 2) . وأساس ذلك هو الشكر على نعمة الله التي أصبحنا نقيم فيها على أساس عمل المسيح الكامل (رؤ 5: 1، أف2: 5، 8، 9) . فلم يعد البر بحفظ الناموس (رؤ9: 31-3 : 10 ، غل2 :21). وطاعة الزوجة والأولاد في دائرة العائلة (أف5: 22، 6: 1-3، انظر أيضاً 2تي3 :2) ، وطاعة المؤمنين لمرشديهم في الكنيسة (في2: 12، عب13: 17) ، وطاعتهم للسلطات المدنية (مت22: 21، رؤ13: 1-5 ، 1بط2: 13-15 ، تي3: 1) ، كل هذه جزء من الطاعة المسيحية لله . ولكن إذا حدث تعارض ، فيلزم أن يُطاع الله أكثر من الناس (أع5: 29). طاعة المسيح: وتتجلى فى استعداده الكامل للتجسد حسب مشورات الله الأزلية (مز40: 6-8 ، انظر أيضاً عب10: 5-10) ، "فلما جاء ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس" (غل4: 4) ، وقد حفظ الناموس تماماً ، وتمم مشيئة الله تماماً في ولادته (لو2: 21 ، 22 ، 39) ، وفي صباه (لو2: 52) ، وفي معموديته (مت3: 15) ، وفي التجربة التي انتصر فيها على الشيطان (في المقابلة مع آدم الذي سقط - مت 4: 1-11 ، لو4: 1-13) ، وفي كل حياته (يو4: 34 ، 6: 38 ، 8: 29و46 ، 15: 10 ، 17: 4 ، أع3: 14 ، 2كو5: 21، عب4: 15) . فلم يستطع أحد أن يبكته على عصيان الله أو شريعته (يو8: 46 ، عب5: 8و9) وقد "حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" ، (1بط2 :24) ، و "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في2: 8). وقد جرت عادة البعض أن يقسموا طاعة المسيح إلى قسمين : حياته في طاعة إيجابية ، وآلامه وموته في طاعة سلبية . فطاعته الإيجابية هي أساس البر الذي حُسب لنا . فطاعته السلبية هي أساس الكفارة عن خطايانا ، وغفرانها لنا . ولكن هذا التقسيم غير مقبول تماماً ، حيث أن آلامه بدأت قبل الصليب ، كما أن موته الكفاري يستند إلى حياته المقدسة بلا خطية ولاعيب ولا دنس (2كو5: 21 ، 1بط1: 18و19). ونجد في الأصحاح الخامس من الرسالة إلى الكنيسة في رومية (5: 12-19) مقابلة بين المسيح وآدم ، فبخطية آدم الأول دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت . وفي آدم الأخير (المسيح) سيُجعل الكثيرون أبراراً (رؤ5: 19 ، انظر أيضاً 1كو15: 22). وطاعة المخلص الكاملة هي المثال الذي تركه لنا لنتبع خطواته (عب12: 1و2 ، 1بط21 : 2). |
||||
23 - 12 - 2012, 07:12 AM | رقم المشاركة : ( 2160 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انّه يسوع وجاء الصّوت هامسًا ، هادئًا في صَخَب !! صاخبًا في هدوء ، شجيًا ، مُدوّيًا حينًا وحينًا مُوشوشًا ....جاء من الأعالي ، من فوق الغيوم ، من ذاك الجالس بين تسبيحات إسرائيل . فابتهجت مياه الأردنّ ورقصت طربًا !! "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررْتُ ، له اسمعوا" إلى مَنْ نسمع يا سيّد ؟ والى من نُصغي ؟ وأروح اضحك من سذاجة سؤالي ، فالجواب ساطع ، واضحٌ وضوح الشمس في عزِّ الظهيرة ...انّه العمود الفِقري للكتاب المقدّس ، بل الوجود برُمته ، الذي به خُلقَ كلّ شيء وبدونه ما كان ولن يكون شيء . انّه خيط الدم القاني الذي يسري في كتاب الكتب ، بدءًا من سفر التكوين وصولا إلى الصليب والرؤيا ، هذا الدم الأروع ، والأجمل والأطهر الذي بدونه لن يتطهّر إنسان ولن يدخل ملكوت السماء. انّه الخَتم ، والعربون والوثيقة الفضلى ، وجواز السَّفَر الوحيد إلى السّماء . انّه الرّاعي الصّالح الذي يقود القطيع إلى المراعي الخضراء بصوته الشجيّ ، الذي نعرفه ونطرب له ...هناك لن نعطش في رحابه ، فالمياه حيّة تجري إلى الأبد ...انّها إكسير الحياة . انّه "أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم " انه المحبّة المُثلى المُعلَّقة بين الأرض والسماء ، الماسكة بيد الإله السرمديّ ويد الجبلة الخاطئة . انّه العريس ، عريس الكنيسة الذي سيضيء أورشليم الجديدة مع أبيه، حينما تنطفئ الشمس ويغلب وهجه كلّ الشموس. انّه الحَمَل المذبوح لأجلي وأجلك ولأجل البوذيّ والهندوسيّ وجاري وجارك وكلّ من نَطَق وحكى . انّه القدّوس الذي لم يعرف خطيّة ، بل ذاك الذي قدَّسَ القداسة وأعطاها ألف معنًى وألف مضمون . انه الذي يعجز قلم العبقري عن وصفه ، ويتقهقر لسان الخطيب الألمعيّ أمام جماله وحُسنه وحكمته وخلاصه . انّه ...بل مليون انّه ، ويبقى في الجعبة أسهم وكلمات وتعابير ومعانٍ .. .....انّه يسوع |
||||