منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 10 - 2025, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 213541 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إِنَّ يَسُوعَ تَجَرَّبَ مِثْلَنَا لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ مُطْلَقًا وَلَمْ يُخْطِئْ أَبَدًا،
فَقَدَّمَ لَنَا مِثَالًا نَحْتَذِي بِهِ فِي مُوَاجَهَةِ التَّجْرِبَةِ وَالتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا.
فَهُوَ يَعْرِفُ، عَنْ طَرِيقِ اخْتِبَارِهِ، مَا نَتَعَرَّضُ نَحْنُ لَهُ، وَمَا نَحْنُ
بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُعِينَنَا فِي تَجَارِبِنَا.
وَقَدِ اكْتَسَبَتِ التَّجْرِبَةُ أَهَمِّيَّةً بَالِغَةً، لِأَنَّهَا أَعْطَتْ يَسُوعَ الفُرْصَةَ لِيُثَبِّتَ
خُطَّةَ اللهِ فِي خِدْمَتِهِ. إِنَّهَا أَثْبَتَتْ أَنَّهُ كَامِلٌ، قُدُّوسٌ، بِلَا خَطِيئَةٍ،
فَهُوَ يُوَاجِهُ التَّجْرِبَةَ وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَسْلِمُ لَهَا. وَهَذَا مَا يُؤَكِّدُهُ النَّبِيُّ
مُوسَى لِلشَّعْبِ: "يَمْتَحِنَكَ فَيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ، هَلْ تَحْفَظُ وَصَايَاهُ
أَمْ لَا" (تَثْنِيَةُ الِاشْتِرَاعِ 8: 1-2). وَاجَهَ يَسُوعُ التَّجَارِبَ الثَّلَاثَ
بِكَلِمَةِ اللهِ، رَافِضًا مَسِيحَانِيَّةً بَشَرِيَّةً دُنْيَوِيَّةً،
وَانْتَهَتِ التَّجَارِبُ بِالمَوْتِ وَالقِيَامَةِ وَالِانْتِصَارِ
 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 213542 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصِّلَةُ بَيْنَ المَعْمُودِيَّةِ وَالتَّجْرِبَةِ
تَلَقَّى يَسُوعُ بِالمَعْمُودِيَّةِ قُوَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ وَكَرَّسَ نَفْسَهُ لِطَرِيقِ
الصَّلِيبِ، كَيْ يَمُوتَ لِأَجْلِ خَطَايَانَا وَيَمْنَحَنَا فُرْصَةً لِنَيْلِ الحَيَاةِ
الأَبَدِيَّةِ. أَمَّا فِي التَّجْرِبَةِ، فَقَدْ عَرَّضَ الشَّيْطَانُ لِيَسُوعَ طُرُقًا لِإِنْجَازِ
خِدْمَتِهِ دُونَ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلصَّلِيبِ. فِي المَعْمُودِيَّةِ، أَكْمَلَ يَسُوعُ البِرَّ،
وَفِي التَّجْرِبَةِ كَانَ بَرُّهُ تَحْتَ الِامْتِحَانِ. وَمُنْذُ بِدَايَةِ رِسَالَتِهِ العَلَنِيَّةِ،
جُرِّبَ يَسُوعُ فِي البَرِّيَّةِ، لِيُظْهِرَ أَنَّهُ لَا يَحْيَا بِالخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ
كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ، وَلِيُؤَكِّدَ أَيْضًا أَنَّهُ "الكَلِمَةُ" (يُوحَنَّا 1: 1).
 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 213543 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تَضَامَنَ يَسُوعُ تَمَامًا مَعَ الوَضْعِ البَشَرِيِّ،
فَقَبِلَ أَنْ يُجَرِّبَهُ إِبْلِيسُ كَمَا يُجَرِّبُ كُلَّ إِنْسَانٍ. فَتَجَارِبُ يَسُوعَ تَجَارِبٌ
حَقِيقِيَّةٌ، لَا رَمْزِيَّةٌ فَقَطْ. وَكَمَا جُرِّبَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ فِي البَرِّيَّةِ
(الخُرُوجُ 15-18)، وَاجَهَ يَسُوعُ المُجَرِّبَ كَمَا يُوَاجِهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا،
وَاسْتَعْمَلَ سِلَاحًا يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ نَحْنُ أَيْضًا:
"سِلَاحُ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ" (أَفَسُسَ 6: 17).
وَإِنَّ رَبْطَ رِوَايَةِ التَّجْرِبَةِ بِالمَعْمُودِيَّةِ يُذَكِّرُنَا بِمَعْنَى الحَيَاةِ المَسِيحِيَّةِ:
"مَطْلُوبٌ مِنْ كُلِّ ابْنٍ لِلهِ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى الشَّيْطَانِ".

 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 213544 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَا مَعْنَى التَّجْرِبَةِ؟



قَبْلَ البَحْثِ فِي مَوْقِفِ يَسُوعَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَنَاوَلَ مَعْنَى التَّجْرِبَةِ وَمَكَانَهَا وَسِلَاحَهَا وَهَدَفَهَا وَمَوْضُوعَهَا وَعَلَاقَتَهَا مَعَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ.



مَفْهُومُ التَّجْرِبَةِ فِي اللُّغَةِ اليُونَانِيَّةِ "د€خµخ¹دپخ±دƒخ¼ل½¹د‚" يَعْنِي الِامْتِحَانَ، وَيَعْنِي أَيْضًا التَّقْيِيمَ. أَيْ إِنَّ التَّجَارِبَ تَجْعَلُنَا نُجْرِي تَقْيِيمًا لِذَوَاتِنَا، لِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ، وَلِتَصَرُّفَاتِنَا وَحَيَاتِنَا كُلِّهَا، وَتَجْعَلُنَا نُدْرِكُ مَنْ نَحْنُ بِالحَقِيقَةِ.



التَّجْرِبَةُ فِي المَفْهُومِ اللَّاهُوتِيِّ هِيَ مُحَاوَلَةُ الشَّيْطَانِ أَنْ يُحْبِطَ مَقَاصِدَ اللهِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ دَعْوَةِ الإِنْسَانِ إِلَى الإِصْغَاءِ لِصَوْتٍ آخَرَ غَيْرِ صَوْتِ اللهِ. وَقَدْ دَخَلَتِ التَّجْرِبَةُ إِلَى العَالَمِ مُنْذُ بَدَايَةِ الخَلِيقَةِ، مَعَ الإِنْسَانِ الأَوَّلِ، آدَمَ وَحَوَّاءَ، كَإِمْكَانِيَّةِ اخْتِيَارٍ مُخْتَلِفَةٍ عَنْ المُخَطَّطِ الأَصْلِيِّ لِلهِ (التَّكْوِينُ 3). وَنَجِدُ هَذِهِ التَّجْرِبَةَ فِي إِنْجِيلِ اليَوْمِ، فِي حَيَاةِ يَسُوعَ وَفِي حَيَاتِنَا، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ الإِغْرَاءِ مِنَ الخَارِجِ، وَالتَّأْثِيرِ عَلَى الإِرَادَةِ مِنَ الدَّاخِلِ لِاتِّخَاذِ القَرَارِ: قُبُولًا أَوْ رَفْضًا. فَهِيَ صِرَاعٌ عَاشَهُ يَسُوعُ خِلَالَ إِقَامَتِهِ فِي البَرِّيَّةِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنَ الخِبْرَةِ البَشَرِيَّةِ. وَلَا تُصْبِحُ التَّجْرِبَةُ خَطِيئَةً إِلَّا بِقَرَارِ القَبُولِ. فَإِذَا قَبِلَ الإِنْسَانُ التَّجْرِبَةَ، كَانَتْ لَهُ مَوْتًا وَهَلَاكًا، وَإِذَا رَفَضَهَا، كَانَتْ لَهُ سَبَبَ أَجْرٍ وَثَوَابٍ.



أَمَّا مَوْضُوعُ التَّجْرِبَةِ فَهُوَ الشُّكُوكُ وَالتَّسَاؤُلَاتُ الَّتِي يُثِيرُهَا الشَّيْطَانُ حَوْلَ أَقْوَالِ اللهِ. فَتَبْدَأُ التَّجْرِبَةُ بِالتَّشْكِيكِ فِي اللهِ، مِمَّا يُسَهِّلُ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يُقْنِعَ الإِنْسَانَ بِفِعْلِ مَا يُرِيدُهُ. فَالشَّكُّ سِلَاحٌ ذُو حَدَّيْنِ، قَدْ يُسَاعِدُ الإِنْسَانَ عَلَى تَرْكِ اعْتِقَادَاتِهِ، أَوْ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِ.



أَمَّا مَكَانُ التَّجْرِبَةِ فَقَدْ جَرَّبَ الشَّيْطَانُ حَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدْنَ، وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَرَّبَهُ الشَّيْطَانُ فِي البَرِّيَّةِ. لَمْ يُجَرِّبِ الشَّيْطَانُ يَسُوعَ فِي الهَيْكَلِ أَوْ عِنْدَ المَعْمُودِيَّةِ، بَلْ فِي البَرِّيَّةِ، بَعْدَ أَنْ امْتَلَأَ يَسُوعُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَقْتَ مَعْمُودِيَّتِهِ. فَكَانَتْ تَجَارِبُ الشَّيْطَانِ هُجُومًا عَلَى مَوْقِفِ التَّسْلِيمِ التَّامِّ لِلهِ، الَّذِي اتَّخَذَهُ يَسُوعُ حِينَئِذٍ لِبَدْءِ رِسَالَتِهِ العَلَنِيَّةِ بَعْدَ المَعْمُودِيَّةِ.



أَمَّا ظُرُوفُ التَّجْرِبَةِ فَتَكْمُنُ فِي اخْتِيَارِ الشَّيْطَانِ أَحْرَجَ الظُّرُوفِ. يَخْتَارُ الشَّيْطَانُ الأَوْقَاتَ الَّتِي يُسَدِّدُ فِيهَا هُجُومَهُ، خَاصَّةً فِي أَوْقَاتِ النَّصْرِ (1 مُلُوكَ 18-19) أَوْ فِي أَوْقَاتِ الإِحْبَاطِ (مَتَّى 4: 1-10). جَرَّبَ يَسُوعَ وَهُوَ مُتْعَبٌ وَوَحِيدٌ وَجَائِعٌ. وَالشَّيْطَانُ كَثِيرًا مَا يُجَرِّبُنَا وَنَحْنُ أَضْعَفُ مَا نَكُونُ:

- عِنْدَمَا نَكُونُ مُتْعَبِينَ

- عِنْدَمَا نَشْعُرُ بِالوَحْدَةِ وَالعُزْلَةِ

- عِنْدَمَا نُوَاجِهُ قَرَارَاتٍ خَطِيرَةٍ

- عِنْدَمَا يُسَاوِرُنَا الشَّكُّ



أَمَّا سِلَاحُ التَّجْرِبَةِ فَقَدِ اسْتَخْدَمَ الشَّيْطَانُ اقْتِبَاسَاتٍ مِنَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ وَاسْتَشْهَدَ بِهَا.إِنَّ التَّجْرِبَةَ تَدْعُو الإِنْسَانَ إِلَى الإِصْغَاءِ لِصَوْتٍ آخَرَ غَيْرِ صَوْتِ الآبِ، وَلَا يُمْكِنُ التَّغَلُّبُ عَلَى هَذِهِ التَّجْرِبَةِ إِلَّا بِالإِصْغَاءِ لِصَوْتِ الآبِ وَالثِّقَةِ بِهِ. إِنَّهُ إِصْغَاءٌ يَتِمُّ بِتَوَاضُعٍ وَصَبْرٍ. لَمْ يُخْطِئِ الشَّيْطَانُ فِي اسْتِخْدَامِ آيَاتِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ، لَكِنَّهُ أَخْطَأَ فِي تَفْسِيرِهَا وَتَأْوِيلِهَا. لِذَا فَإِنَّ مَعْرِفَةَ كَلِمَةِ اللهِ وَطَاعَتَهَا سِلَاحٌ فَعَّالٌ ضِدَّ التَّجْرِبَةِ، كَمَا جَاءَ فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ الرَّسُولِ: "وَاتَّخِذُوا لَكُم خُوذَةَ الخَلاَصِ وَسَيْفَ الرُّوحِ، أَي كَلِمَةَ اللهِ" (أَفَسُسَ 6: 17). وَقَدِ اسْتَخْدَمَ يَسُوعُ الكَلِمَةَ المُقَدَّسَةَ فِي مُوَاجَهَةِ هَجَمَاتِ الشَّيْطَانِ.وَلِكَيْ نَسْتَخْدِمَهَا بِكَفَاءَةٍ وَفَاعِلِيَّةٍ، لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِكَلَامِ اللهِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَعْرِفُ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ وَهُوَ بَارِعٌ فِي اسْتِخْدَامِهَا بِصُورَةٍ خَادِعَةٍ لِتَتَنَاسَبَ مَعَ غَرَضِهِ. وَطَاعَةُ كَلِمَةِ اللهِ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنْ مُجَرَّدِ الاِسْتِشْهَادِ بِآيَاتِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ الطَّاهِرِ.



أَمَّا هَدَفُ التَّجْرِبَةِ فَهُوَ اِلْتِقَاءُ يَسُوعَ مَعَ عَدُوِّهِ الشَّيْطَانِ وَهَزِيمَتُهُ عَلَى أَرْضِ المَعْرَكَةِ: "لِأَنَّهُ قَدِ ابْتُلِيَ هُوَ نَفْسُهُ بِالآلَامِ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِغَاثَةِ المُبْتَلَيْنَ" (عِبْرَانِيِّينَ 2: 18). إِذْ إِنَّ غَرَضَ خِدْمَةِ يَسُوعَ هُوَ تَحَدِّي قُوَّةِ الشَّيْطَانِ فِي الآخَرِينَ وَكَسْرُ شَوْكَتِهَا فِي النِّهَايَةِ. وَبِانْتِصَارِهِ عَلَى إِبْلِيسَ، يُتَمِّمُ وَعْدَ اللهِ الَّذِي قَطَعَهُ عَلَى نَفْسِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنَ بِقَوْلِهِ لِأَبَوَيْنَا الأَوَّلَيْنِ: “فَهُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تُصِيبِينَ عَقِبَهُ" (التَّكْوِينُ 3: 15). هَدَفُ التَّجْرِبَةِ إِذًا هُوَ اِنْتِصَارُ يَسُوعَ عَلَى الشَّيْطَانِ وَتَقْدِيمُ الخَلاَصِ لِنَسْلِ آدَمَ بِصِفَتِهِ آدَمَ الجَدِيدَ. فَكَمَا أَنَّ آدَمَ سَقَطَ فِي التَّجْرِبَةِ وَنَقَلَ الخَطِيئَةَ إِلَى كُلِّ الجِنْسِ البَشَرِيِّ كَذَلِكَ عَلَى يَسُوعَ، آدَمَ الجَدِيدِ، أَنْ يُقَاوِمَ التَّجْرِبَةَ وَيَنْتَصِرَ عَلَى الشَّيْطَانِ وَيُقَدِّمَ الخَلاَصَ لِكُلِّ نَسْلِ آدَمَ (رُومَةَ 5: 12-19). وَحَيْثُ خَانَ آدَمُ، كَانَ يَسُوعُ أَمِينًا، فَصَارَ مُخَلِّصَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَقْبَلُونَهُ. جُرِّبَ فَعَرَفَ ضَعْفَنَا، وَصَارَ: "مُشَابِهًا لِإِخْوَتِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِيَكُونَ عَظِيمَ كَهَنَةٍ رَحِيمًا" (عِبْرَانِيِّينَ 2: 17). وَاسْتَطَاعَ أَنْ يُسَاعِدَ المُجَرَّبِينَ: "لِأَنَّهُ قَدِ ابْتُلِيَ هُوَ نَفْسُهُ بِالآلَامِ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِغَاثَةِ المُبْتَلَيْنَ" (عِبْرَانِيِّينَ 2: 18). وَأَخِيرًا، بِثَبَاتِ يَسُوعَ عَلَى أَمَانَتِهِ تِجَاهَ التَّجْرِبَةِ، كَانَ مِثَالَ الثَّبَاتِ لِلْمُؤْمِنِينَ.



هَدَفُ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا هُوَ تَضَامُنُ يَسُوعَ مَعَ الإِنْسَانِ، الَّذِي يَتَعَرَّضُ لِتَجَارِبِ الشَّيْطَانِ، كَوْنُهُ هُوَ نَفْسُهُ إِنْسَانٌ. وَحَيْثُ إِنَّهُ إِنْسَانٌ كَامِلٌ، فَقَدْ جُرِّبَ: "فَلَيْسَ لَنَا عَظِيمُ كَهَنَةٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْثِيَ لِضُعْفِنَا، لَقَدِ امتُحِنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا مَا عَدَا الخَطِيئَةَ" (عِبْرَانِيِّينَ 4: 15). أَنَّهُ ابْنُ اللهِ، مَا أَخْطَأَ البَتَّةَ، وَفِي هَذَا الصَّدَدِ قَالَ بُولُسُ الرَّسُولُ: "ذَاكَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفِ الخَطِيئَةَ، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، كَيْمَا نَصِيرَ فِيهِ بِرَّ اللهِ" (ظ¢ قُورِنْتُسَ 5: 21). إِنَّ يَسُوعَ تَجَرَّبَ مِثْلَنَا، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ مُطْلَقًا، وَلَمْ يُخْطِئْ أَبَدًا، فَقَدَّمَ لَنَا مِثَالًا نَحْتَذِي بِهِ فِي مُوَاجَهَةِ التَّجْرِبَةِ وَالتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا. فَهُوَ يَعْرِفُ، عَنْ طَرِيقِ اخْتِبَارِهِ، مَا نَتَعَرَّضُ نَحْنُ لَهُ، وَمَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُعِينَنَا فِي تَجَارِبِنَا. وَقَدِ اكْتَسَبَتِ التَّجْرِبَةُ أَهَمِّيَّةً بَالِغَةً، لِأَنَّهَا أَعْطَتْ يَسُوعَ الفُرْصَةَ لِيُثَبِّتَ خُطَّةَ اللهِ فِي خِدْمَتِهِ. إِنَّهَا أَثْبَتَتْ أَنَّهُ كَامِلٌ، قُدُّوسٌ، بِلَا خَطِيئَةٍ، فَهُوَ يُوَاجِهُ التَّجْرِبَةَ وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَسْلِمُ لَهَا. وَهَذَا مَا يُؤَكِّدُهُ النَّبِيُّ مُوسَى لِلشَّعْبِ: "يَمْتَحِنَكَ فَيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ، هَلْ تَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لَا" (تَثْنِيَةُ الِاشْتِرَاعِ 8: 1-2). وَاجَهَ يَسُوعُ التَّجَارِبَ الثَّلَاثَ بِكَلِمَةِ اللهِ، رَافِضًا مَسِيحَانِيَّةً بَشَرِيَّةً دُنْيَوِيَّةً، وَانْتَهَتِ التَّجَارِبُ بِالمَوْتِ وَالقِيَامَةِ وَالِانْتِصَارِ.



أَخِيرًا، الصِّلَةُ بَيْنَ المَعْمُودِيَّةِ وَالتَّجْرِبَةِ: تَلَقَّى يَسُوعُ بِالمَعْمُودِيَّةِ قُوَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ وَكَرَّسَ نَفْسَهُ لِطَرِيقِ الصَّلِيبِ، كَيْ يَمُوتَ لِأَجْلِ خَطَايَانَا وَيَمْنَحَنَا فُرْصَةً لِنَيْلِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. أَمَّا فِي التَّجْرِبَةِ، فَقَدْ عَرَّضَ الشَّيْطَانُ لِيَسُوعَ طُرُقًا لِإِنْجَازِ خِدْمَتِهِ دُونَ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلصَّلِيبِ. فِي المَعْمُودِيَّةِ، أَكْمَلَ يَسُوعُ البِرَّ، وَفِي التَّجْرِبَةِ كَانَ بَرُّهُ تَحْتَ الِامْتِحَانِ. وَمُنْذُ بِدَايَةِ رِسَالَتِهِ العَلَنِيَّةِ، جُرِّبَ يَسُوعُ فِي البَرِّيَّةِ، لِيُظْهِرَ أَنَّهُ لَا يَحْيَا بِالخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ، وَلِيُؤَكِّدَ أَيْضًا أَنَّهُ "الكَلِمَةُ" (يُوحَنَّا 1: 1). وَهُنَا تَضَامَنَ يَسُوعُ تَمَامًا مَعَ الوَضْعِ البَشَرِيِّ، فَقَبِلَ أَنْ يُجَرِّبَهُ إِبْلِيسُ كَمَا يُجَرِّبُ كُلَّ إِنْسَانٍ. فَتَجَارِبُ يَسُوعَ تَجَارِبٌ حَقِيقِيَّةٌ، لَا رَمْزِيَّةٌ فَقَطْ. وَكَمَا جُرِّبَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ فِي البَرِّيَّةِ (الخُرُوجُ 15-18)، وَاجَهَ يَسُوعُ المُجَرِّبَ كَمَا يُوَاجِهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا، وَاسْتَعْمَلَ سِلَاحًا يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ نَحْنُ أَيْضًا: "سِلَاحُ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ" (أَفَسُسَ 6: 17). وَإِنَّ رَبْطَ رِوَايَةِ التَّجْرِبَةِ بِالمَعْمُودِيَّةِ يُذَكِّرُنَا بِمَعْنَى الحَيَاةِ المَسِيحِيَّةِ: "مَطْلُوبٌ مِنْ كُلِّ ابْنٍ لِلهِ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى الشَّيْطَانِ".


 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 213545 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يَصِفُ لنا إِنْجِيلُ لُوقَا ثَلَاثَ تَجَارِبَ تُغْوِي الإِنْسَانَ فِي التَّمَسُّكِ بِالدُّنْيَا،
وَهِيَ شَهْوَةُ الجَسَدِ، وَشَهْوَةُ العَيْنِ، وَكِبْرِيَاءُ الغِنَى (1 يُوحَنَّا 2: 16)،
وَتُبْعِدُهُ عَنِ اللَّهِ وَسَعَادَتِهِ الحَقِيقِيَّةِ.
وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا يُوحَنَّا الإِنْجِيلِيُّ كَشَرْطٍ مَطْلُوبٍ لِصَرْفِ النَّفْسِ
عَنْهَا كَيْ نَسِيرَ فِي نُورِ المَسِيحِ. قَبْلَ البَدْءِ بِرِسَالَتِهِ العَلَنِيَّةِ،
تَعَرَّضَ يَسُوعُ لِهَذِهِ التَّجَارِبِ كَيْ يَخْتَارَ طَرِيقَهُ وَالتَّوَجُّهَ الأَسَاسِيَّ
فِي خِدْمَتِهِ العَلَنِيَّةِ، وَيَكُونَ قُدْوَةً لَنَا وَقْتَ التَّجَارِبِ.



 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 213546 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تَدُلُّ شَهْوَةُ الجَسَدِ عَلَى الأَهْوَاءِ المُنْحَرِفَةِ فِي الطَّبِيعَةِ البَشَرِيَّةِ، وَهُنَا تَتَحَدَّدُ بِتَجْرِبَةِ الطَّمَعِ وَالجَشَعِ (تَحْوِيلُ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى خُبْزٍ أَي الرَّغْبَةُ فِي "أَكْلِ" الدُّنْيَا كُلِّهَا!). وَتَقُومُ التَّجْرِبَةُ عَلَى أَنْ يَجْعَلَ يَسُوعُ مِنَ الحِجَارَةِ خُبْزًا، "مُرْ هَذَا الحَجَرَ أَنْ يَصِيرَ رَغِيفًا" (لُوقَا 4: 3)، وَذَلِكَ تَلْبِيَةً لِحَاجَةٍ جَسَدِيَّةٍ وَهِيَ الجُوعُ.
يَنْطَلِقُ مَنْطِقُ إِبْلِيسَ الخَبِيثُ مِنَ الحَاجَةِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالمَشْرُوعَةِ إِلَى الغِذَاءِ وَالعَيْشِ، وَتَحْقِيقِ الذَّاتِ وَالسَّعَادَةِ، لِيَدْفَعَنَا إِلَى الإِيمَانِ بِأَنَّ كُلَّ هَذَا مُمْكِنٌ بِدُونِ اللَّهِ، بَلْ بِالسَّيْرِ ضِدَّهُ. بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ جَائِعًا، مُتْعَبًا بَعْدَ صَوْمِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَخْدِمَ قُوَّتَهُ الإلهيَّة لِإِشْبَاعِ حَاجَتِهِ الطَّبِيعِيَّةِ الخَاصَّةِ (الخُبْزِ). وَالطَّعَامُ أَمْرٌ طَيِّبٌ، وَلَكِنَّ التَّوْقِيتَ كَانَ خَاطِئًا. وَقَدْ جُرِّبَ لِإِشْبَاعِ رَغْبَةٍ طَبِيعِيَّةٍ بِطَرِيقَةٍ خَاطِئَةٍ أَوْ فِي وَقْتٍ خَاطِئٍ، فِي حِينِ يَجِبُ إِشْبَاعُهَا بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ وَفِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ. لَمْ يَسْتَخْدِمْ يَسُوعُ قُوًى رُوحِيَّةً لِغَايَاتٍ دُنْيَوِيَّةٍ، وَلَا طَلَبَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يُنْقِذَهُ بِطَرِيقَةٍ سِحْرِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ مُعْجِزَةٍ.


 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 213547 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رَفَضَ يَسُوعُ مَسِيحَانِيَّةً أَرْضِيَّةً تُنْسِيهِ أَنَّهُ إِنْسَانٌ مِنَ النَّاسِ،
يَجِبُ أَنْ يَعْمَلَ بِيَدَيْهِ مِثْلَ آدَمَ (تَكْوِين 3: 19).
اِسْتَغَلَّ الشَّيْطَانُ الجُوعَ وَالحَاجَةَ الجَسَدِيَّةَ لِإِثْبَاتِ أَنَّهُ ابْنُ اللَّهِ.
وَاسْتَنَدَ الشَّيْطَانُ إِلَى بُنُوَّةِ يَسُوعَ الإلهيَّة، وَهِيَ الَّتِي أَعْلَنَهَا الآبُ
عِنْدَ اِعْتِمَادِ يَسُوعَ: "أَنْتَ ابْنِيَ الحَبِيبُ، عَنْكَ رَضِيتُ" (لُوقَا 3: 22)؛
فَاقْتَرَحَ إِبْلِيسُ عَلَى يَسُوعَ أَنْ يَسْتَخْدِمَ قُدْرَتَهُ العَجَائِبِيَّةَ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ الجُوعِ.
أَمَّا يَسُوعُ فَرَفَضَ هَذِهِ التَّجْرِبَةَ وَقَاوَمَهَا، لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يُجْرِيَ
مُعْجِزَةً لِمَنْفَعَتِهِ الشَّخْصِيَّةِ. وَقَدْ صَدَقَ فِيهِ قَوْلُ الرَّسُولِ بُولُسَ:
"لِأَنَّ المَسِيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ" (رُومِيَة 15: 3).
وَخَيْرُ مِثَالٍ عَلَى ذَلِكَ مَوْقِفُ يَسُوعَ مِنْ هِيرُودُسَ أَنْتِيبَاسَ الَّذِي كَانَ
"يَرْجُو أَنْ يَشْهَدَ آيَةً يَأْتِي بِهَا يَسُوعُ، أَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ" (لُوقَا 23: 8-11).
 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 213548 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صَنَعَ يَسُوعُ مُعْجِزَاتٍ كَثِيرَةً فِيمَا بَعْدُ، لَا لِأَجْلِ نَيْلِ إِعْجَابِ الجَمَاهِيرِ،
وَلَا كَوَسِيلَةٍ لِجَذْبِ النَّاسِ إِلَى الإِيمَانِ بِهِ، بَلْ صَنَعَهَا تَثْبِيتًا لِلَّذِينَ قَدْ آمَنُوا.
وَقَدِ اسْتَنَدَ يَسُوعُ فِي جَوَابِهِ لإِبْلِيسَ عَلَى كَلِمَةِ اللَّهِ:
"لَا بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ"
(تَثْنِيَةُ الِاشْتِرَاعِ 8: 3).
مُؤَكِّدًا رَغْبَتَهُ فِي تَرْكِ نَفْسِهِ بِثِقَةٍ تَامَّةٍ لِعِنَايَةِ أَبِيهِ السَّمَاوِيِّ.
لَيْسَتِ الخَطِيئَةُ فِي الفِعْلِ ذَاتِهِ، أَي تَحْوِيلِ الحِجَارَةِ إِلَى خُبْزٍ،
بَلْ فِي سَبَبِ الفِعْلِ وَدَافِعِهِ، وَهُوَ إِخْرَاجُ يَسُوعَ مِنْ مُخَطَّطِ اللَّهِ.
اِسْتَطَاعَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَدْفَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلتَّذَمُّرِ عَلَى اللَّهِ
وَالِاسْتِقْلَالِ عَنْهُ بِحُجَّةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ (خُرُوج 16: 3).

 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 213549 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المَسِيحَ أَظْهَرَ لِإِبْلِيسَ أَنَّهُ لَا يَتَذَمَّرُ عَلَى أَبِيهِ بِسَبَبِ جُوعِهِ،
لِأَنَّ عِنْدَهُ كَلَامَهُ، وَهَذَا أَهَمُّ مِنَ الطَّعَامِ الجَسَدِيِّ،
وَأَنَّهُ لَا يَسْتَقِلُّ عَنْ مَشِيئَةِ الآبِ، وَلَا يَسْعَى لِلتَّخَلُّصِ مِنَ الجُوعِ
إِلَّا بِأَمْرِهِ، كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ: "طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ بِمَشِيئَةِ الَّذِي
أَرْسَلَنِي وَأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ" (يُوحَنَّا 4: 34).
وَبِهَذَا الأَمْرِ دَلَّ يَسُوعُ عَلَى أَنَّهُ يَحْيَا مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ،
بَلْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ بِالذَّاتِ (يُوحَنَّا 1: 1).
 
قديم 07 - 10 - 2025, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 213550 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَوْقِفُ يَسُوعَ مِنَ التَّجَارِبِ:

- الِانْتِصَارَ عَلَيْهَا بِكَلِمَةِ اللهِ وَطَاعَتِهِ التَّامَّةِ لِلآبِ.

- رَفَضَ كُلَّ إِغْرَاءٍ يُقَدِّمُهُ لَهُ الشَّيْطَانُ.

- لَمْ يَسْتَخْدِمْ قُوَّتَهُ الإِلَهِيَّةَ لِأَغْرَاضٍ شَخْصِيَّةٍ.

- اِعْتَمَدَ فِي كُلِّ مَوَاقِفِهِ عَلَى الطَّاعَةِ الكَامِلَةِ لِلآبِ.

- أَثْبَتَ أَنَّ الخَلَاصَ يَأْتِي بِطَرِيقِ الصَّلِيبِ، لَا بِالطُّرُقِ البَشَرِيَّةِ السَّهْلَةِ.

- كَانَ مِثَالًا لِلْمُؤْمِنِينَ فِي مُوَاجَهَةِ التَّجْرِبَةِ بِالثَّبَاتِ وَالإِيمَانِ.



وَبِهَذَا، كَانَ يَسُوعُ "آدَمَ الجَدِيدَ"،
الَّذِي اِنْتَصَرَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي سَقَطَ فِيهِ آدَمُ الأَوَّلُ.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025