![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 201 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإسكندرية والعقائد المسيحية العقائد بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليست مجرد مفاهيم لاهوتية خاصة بالله، الإنسان، الكنيسة، الحياة الأبدية، الخليقة السماوية، الشيطان الخ.. يناقشها رجال الكهنوت والباحثون والعلمانيون، وإنما هي في جوهرها خبرات يومية يعيشها كل عضو في الكنيسة. بمعني آخر، العقائد تمثل إيماننا بالله من جوانب متعددة، غايتها شركتنا مع الله الآب في يسوع المسيح، كلمة الله المتجسد، بواسطة روحه القدوس. بهذا نفهم خلاصنا وعضويتنا الكنسية، كما يعيد لنا فهما عميقا للكتاب المقدس، قبل ملكوت الله في نفوسنا، والشركة مع الخلائق السمائية، وخبرة الحياة الأبدية.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 202 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة وتكامل الحياة الكنسية ليست الكنيسة المسيحية مجرد مدرسة تنشغل في بحث العقائد وتقوم بتعليمها، وإنما هي مؤسسة تتعبد لله، وتخدم البشرية؛ تعمل من أجل تغيير العالم وتجديده، وفي رجاء تنتظر العالم الآتي. حقا إن الكنيسة المسيحية لا يمكن أن تكون كنيسة كما نعرفها بدون العقائد المسيحية (2). إذ تفسر العقائد كل فلسفتنا للكنيسة خلال إيماننا المترجم عمليا في التقليد المقدس والكتاب المقدس، والعبادة، والسلوك، والكرازة. كل هذه العناصر معا تمثل جوانب مختلفة لحياة كنسية واحدة. إن تطلعنا إلي علاقة العقائد بالكتاب المقدس، نلاحظ أنها ليس فقط تقوم علي أساس كتابي، وإنما كل عقيدة لا يوجد لها أساس في الكتاب المقدس تحسب باطلة. العقائد في الواقع مرآة الكتاب المقدس، تفسره وتجتذب البشر للتمتع بروحه. بنفس الطريقة يمكننا القول بأن العقائد هي الطريق الذي يقود المؤمنين لعبادة الله بالروح والحق؛ وكل عبادة حقة تعلن عقائدنا في بساطة. ![]() ترتبط العقائد باتجاهنا النسكي، فكما سبق لي فأشرت (3) أن اللاهوتيين ورجال الدين الإسكندريين الأوائل كانوا نساكا بالحق، ولا يزال للنسك أثره الفعال علي لاهوتياتنا، لا بجحد أجسادنا كما ادعي بعض الدارسين، وإنما بالتركيز علي الاتجاه الخلاصي، فالنساك الأقباط الأوائل كانوا ممتصين في التمتع بأعمال الثالوث القدوس الخلاصية، أي، بالتمتع بتقديس النفس والفكر والجسد والمواهب الخ.. وذلك بالشركة مع الآب في ابنه بالروح القدس. كان النسك المصري الأول كتابيا؛ لا يبغض الجسد بحواسه وقدراته، ولا يجحد حرية الإرادة الإنسانية، ولا يحتقر الحياة الأرضية والممتلكات الزمنية. النسك القبطي في جوهره ليس اعتزالا للبشرية بل وحدة مع الله. هذا الاتجاه له أثره علي لاهوتياتنا وعقائدنا، بالتركيز علي "التأله"، بمعني عودة الإنسان إلي صورة الله الأصلية بإصلاح نفسه وفكره وجسده الخ.. كأعداد للتمتع بالفردوس. أما عن ارتباط العقائد بالسلوك أو الإيمان العملي، فيلزمنا أن نميز بين العقائد الكنسية وإيمان الشيطان، إذ كما يقول القديس يعقوب: "والشياطين تؤمن" (2: 19). بخصوص علاقة العقائد أو اللاهوتيات ككل بالحياة التقوية العملية، اقتبس كلمات الآن ريتشاردسن: "غالبًا ما يشعر المتدينون أن اللاهوتيات تقيم أفكارا باردة ميتة عوض الإيمان الحي الحار. اللاهوتيات مثل كل دراسة يمكن أن تصير جافة وأكاديمية.. في الحقيقة أن الدين بدون لاهوتيات ناقص ولا يمكن التفكر فيه، تماما كاللاهوتيات بدون تدين: الاثنان مكملان لبعضهما البعض كما يتكامل معا النظريات والتطبيق العملي" (4). التحام العقيدة بالكرازة واضح من سيامة أغلب عمداء مدرسة الإسكندرية الأولين كباباوات وأساقفة لهذا الكرسي. هؤلاء كانوا علي ثقافة عالية في اللاهوت أي العقائد مع قدرة علي الكرازة وممارسة الأعمال الرعوية. في اختصار يمكن القول بأن اللاهوت الحقيقي ليس هو ذاك الذي ينشغل بالبحث وتعليم العقائد إنما أيضًا يقبل عقائد الكنيسة التي هو عضو فيها. مثل هذا يدعوه أوريجانوس "رجل الكنيسة" (5)، لا يتحدث باسم الكنيسة فقط إنما يمارس حياتها أيضا. العقيدة هي ما نؤمن به، ما نتعلمه، ما نعترف به، وما نمارسه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 203 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقائد والمعرفة إحدى السمات الرئيسية لكنيسة الإسكندرية اتساع فكرها وانفتاح قلبها نحو الفلاسفة فبينما تطلع قادة الكنيسة في البلدان الأخرى إلي الفلسفة كعدو للإيمان (مثل القديس يوستين وترتليان) إذ بآبائنا يحتضنون الفلاسفة بالحب، متطلعين إليهم كأطفال يحتاجون إلي الكنيسة لتعينهم حتى ينمو بالإيمان إلي النضوج. هكذا ننظر الإسكندريون إلي الإيمان ليس كمناقض للعقل والمعرفة وإنما كمشبع للذهن ورافع للأفكار حتى ينعم الإنسان بالمعرفة الإلهية. هذه المعرفة أسمي من المعرفة الفلسفية. الله يهب الإيمان للبشر الذين هم خليفته العاقلة، ولا يود تحطيم الأذهان التي خلقها بنفسه. في القرن الثاني اعتقد القديس إكليمندس، وهو لاهوتي ذو تقوي عظيمة محب للقراءة ودارس للعلوم الزمنية، إن المؤمن الروحي هو "غنوصي"، معطيا لتعبير "غنوصية" (معرفة) معني مسيحيًا عوض المعنى الذي كان سائدًا في ذلك الحين ألا وهو "هرطوقي". إنه يقول: "الغنوصية هي أساس ومصدر كل عمل يناسب اللوغوس" (6)، "نعمة الغنوصية تأتي من عند الآب بالابن" (7). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 204 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة أساسها الحق والحب العقائد -كما رأينا- هي تفسير لخبراتنا مع الله، في المسيح يسوع المصلوب القائم من الأموات. هذه الخبرة لا تتغير مع الأجيال، إذ يبقي يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلي الأبد (عب 13: 18). لم يجلس التلاميذ والرسل والأساقفة بعدهم حول مائدة يتفقون فيها علي عقائد جديدة بل بالحري كرزوا بخبرتهم المسيحية. وكما يقول القديس يوحنا: "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به" (1 يو1:3) - هكذا جاءت كل العقائد المسيحية كمحصلة لخبرة الكنيسة مع المسيح المصلوب القائم من الأموات "الحق"، "الحب" في نفس الوقت. لقد تقبلنا هذه العقائد كحق غير متغير، نمسك به خلال الحب. الباباوات (الأساقفة) الإسكندريون كلاهوتيين وكرعاة في نفس الوقت تطلعوا إلي العقيدة كتعبير عن الحق الإنجيلي ملتحم بالحب. كانوا غيورين تمامًا في دفاعهم عن الإيمان والعقائد الأرثوذكسية ضد أية هرطقة، ليس فقط في مصر وإنما في كل العالم المسيحي. مقدمين حياتهم ذبائح لحساب الكنيسة. كانوا حازمين تمامًا ومدققين في الإيمان الذي تسلموه (2 تي1: 12، 14)، حتى وصفهم بعض المؤرخين بالعنف، لكنهم بالحقيقة كانوا محبين ولطفاء. كتب القديس كيرلس لنسطور بخبره أنه لن يجد أحدًا يحبه مثله، لكن هذا الحب لن يكون علي حساب الإيمان. لقد كره الهرطقة والخطأ وأحب نفس الهرطوقي واشتاق إلي خلاصها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 205 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة والاصطلاحات اللاهوتية استخدم الآباء الإسكندريون المصطلحات اللاهوتية للتعبير عن الحقائق الإلهية ومعانيها العميقة، وللدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الهراطقة، لكنهم لم يكونوا عبيد للمصطلحات في ذاتها. القديس أثناسيوس الذي كرّس حياته للدفاع عن لاهوت السيد المسيح يقول بأنه يلزم ألا يسبب الخلاف علي الكلمات انشقاقًا بين أناس متحدين في الفكر (8). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 206 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة والتجديد تعرف الكنيسة القبطية ككنيسة محافظة، خاصة في العقيدة والتعليم. وفي نفس الوقت تنمو (تتطور) لا بقبولها تعاليم جديدة أو عناصر إيمان جديدة، بل بتفسير ذات الإيمان المسلم مرة للقديسين (يهوذا 3) بلغة معاصرة (9). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 207 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إيماننا بالله
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 208 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "الله محبة" (أيو 4: 8). ليس فكرة مجردة نعتنقها، ولا كائنًا خليفًا يعيش بعيدًا جدًا عن السموات معتزلًا عالمنًا، بل هو محب للبشر. يهبنا معرفته الإلهية لكي ننعم بحبه وندرك أبوته. بتوق أن يقترب إلي البشرية جدًا، يضمها إليه، يسكن في النفوس، ويهبنا شركة مجده. بمعني آخر، الله يعلن ذاته لنا لا لننشغل بمناقشات نظرية، ولا ليفرض سلطته علينا، إنما ليجتذب البشرية أولادًا له، يجدون فيه مصدر الحياة والخلود والمجد الأبدي. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 209 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إعلان الله خلق الله الإنسان علي صورته، كأكمل خليقة علي الأرض، لا ليتركه وحيدا في الفردوس، وإنما ليلتقي به (تك 18: 17). يعلن له ذاته وطبيعته وأسراره وإرادته. تحدث الله مع البشرية خلال الطبيعة (رو1: 20)، وإذ رفضوا الإنصات لها أرسل إليهم الشريعة الموسوية المكتوبة والأنبياء (عب1: 1، 2). وأخيرا جاء كلمة الله المتجسد يشرق بنوره في داخلهم مقيمًا مملكته ليهم.. جاء ليعلن عن سر الله محب البشر ومخلصهم.. وكأن إعلانه إنما يمس كياننا ومستقبلنا الأبدي، وليس موضوع مناقشات جدلية بحتة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 210 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سر الله كلمة "سر" في المسيحية لا تعني قبول المؤمن لعقائد غامضة دون فهم، مناقضة للعقل، إنما تعني عجز الفكر الإنساني عن قبولها، وحاجته إلى نعمة الله التي تكشف له الحق، وترفعه ليدرك بفرح الإلهيات كحقائق يتقبلها العقل وإن كانت تسمو عنه.. الله يتعامل معنا كخلائق عاقلة، مقدرا العقل الذي خلقه فينا، فيعطيه ولا يحطمه. |
||||
![]() |
![]() |
|