08 - 06 - 2018, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 20881 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تضعوا حجر عثرة أمام النفوس
أحباء الله المدعوين للحياة الأبدية حسب الوعد الذي وعدنا بهاعلموا يقيناً أن الفلس الروحي وضعف علاقتنا مع الروح القدس هو الذي يقودنا لطريق الإدانة والانشغال بالرد على الناس وجلوسنا على كراسي القضاء لنحكم في الضمائر والقلوب، ومن ثم نتسبب في عثرة كبرى لصغاري النفوس والمبتدئين في الطريق الروحي، وهذا العمل لا يعمل للبنيان ابداً ولا لإصلاح التعليم، بل يُصيبنا جميعاً في مقتل، ويشق الكنيسة لصفين بين مؤيد ومعارض. فيا أحباء الله العلي لو قضينا ربع الوقتالذي نقضيه في الحديث عن الآخرين ونقدهم وإظهار الخلافات الطائفية، في الحديث عن النعمة المُخلِّصة وخبرات الآباء القديسين في البنيان وشركة المحبة الإلهية وصار ندائنا نداء توبوا وآمنوا بالإنجيل وعيشوا الحياة الجديدة التي لنا في المسيح في شركة القديسين في النور، لكان حال إخوتنا وابناءنا حال آخر مختلف تمام الاختلاف، وصاروا شهود لعمل الله في المسيح يسوع ربنا، لأن حياتهم ستصير نور في الرب تفوح منها رائحة القداسة، فليتنا نسعى للبنيان، ونبحث عن خلاص النفوس ونسعى لثباتها في الحق لكي لا تتزعزع أو تهتز امام تيارات العالم الحاضر الشرير، فانتبهوا لخلاص النفوس واطلبوا الحكمة النازلة من فوق من عند أبي الأنوار. يا إخوتي لا تضعوا حجر عثرة أمام النفوس،بل اسعوا للبنيان، لأن الحرب على الطوائف أو أشخاص بعينهم فيها خسارة كبرى، لأنكم ستنشغلوا بهذا الصراع القاتل للنفس، لأنه طريق شرك مملوء أشواك جارحة ملوثة تُمرض النفس وتثبط عزيمتها، لأن ماذا ينفع أن يعرف الكل الألفاظ اللاهوتية والدقة في الرد على الناس وحياتهم ممزقة ولم يبدأوا الطريق الروحي من الأساس، فإظهروا قوة التعليم في الحق لأجل البنيان، اكرزوا بإنجيل الخلاص وفرح الحياة الجديدة في المسيح يسوع، فشباب اليوم يحتاج دواء فعال يعمل في أعماق قلبه من الداخل شافياً نفسه من الأهواء الملوثة لضميره ليخرج من دائرة سلطان الخطية وتيه النفس، لأنه يُريد أن يفرح برؤية المجد الذي له في السماوات، وحضور الرب هو الفرح الحقيقي للنفس، فانطقوا بحق المسيح بقوة روح الحياة لكي يقوم الميت من قبر شهوته ويتلامس مع قوة الله ويتمتع بخبرة حضوره معه فتُشفى نفسه ويدخل في سر ملكوت الله. فكونوا شهود لعمل الله واظهورا المسيح الرب الذي فيكموليكن كلامكم معطر برائحة المسيح الزكية التي تُريح النفس وتطرد عنها روائح شهوات العالم الكريهة، ولتكن عِظاتكم مملحة بالملح السماوي لتحفظ من يسمعها من الفساد بقوة عمل الروح القدس الذي ينقلها للسامع، صلوا كثيراً جداً طالبين معونة الروح القدس لتصير الكلمة حية في أفواهكم مصحوبة بالقوة الإلهية لتُعطي شفاء للنفوس المتعبة وقيامة للساقطين، وليحفظكم الله في طريق البر ويهبكم نعمة خاصة لتخدموا اسمه العظيم القدوس بكل تقوى كارزين ومبشرين بموته وبقيامته المقدسة وصعوده للسماوات معترفين مقدمين الغذاء الحي الذي يبني النفوس ويثبتها في ملكوت الله الذي نطلبه في صلواتنا متوقعين التبني فداء أجسادنا بالظهور المُحيي في يوم مجيئ الرب الذي وعدنا أنه سيأتي سريعاً، الرب قريب. |
||||
09 - 06 - 2018, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 20882 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحرب الخفية
منع الحمل والإجهاض الحرب الخفية أنتَ أخرَجْتَني مِنَ الرَّحِمِ، وطَمأنتَني على ثَديِ أُمِّي. فأنا مِنَ الرَّحمِ محسُوبٌ علَيكَ، ومِنْ بطنِ أمِّي أنتَ إلهي. اقترَبَ الضِّيقُ ولا نَصيرٌ لي، فلا تَتباعَدْ عنِّي. (مزمور 22: 9 - 11) تتمنى عائلاتنا أن تُرزق بأكبر عدد من الأولاد يشاءه الرب. ونمجد قوة الرب الخلاقة في الإنجاب. ثم إننا نرحب بالعائلات الكبيرة باعتبارها واحدة من عطاياه الثمينة. يا تُرى ماذا كان سيقول اليوم في عصر صار فيه منع الحمل ممارسة مألوفة وملايين الأجِنَّة يقتلون قانونيا كل عام قبل ولادتهم؟ فأين هي فرحتنا بالأطفال وبالحياة العائلية؟ وأين هو اِمتناننا بما يرزقنا الرب من عطايا؟ وأين هو توقيرنا للحياة ورحمتنا على أولئك غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم؟ أما يسوع المسيح فيعلن بأجلّ وضوح أنه لا أحد يمكنه دخول الملكوت ما لم يصبح هو أو هي مثل طفل. • الجنس دون اعتبار لهبة الحياة أمر باطل إن روحية عصرنا لا تتعارض فقط مع الروحية الطفولية – روحية البراءة - بل مع الأطفال أنفسهم أيضا. إنها روح الموت، ويمكن رؤيتها في كل مكان في المجتمع العصري: فنراها في ارتفاع معدلات جرائم القتل والانتحار، وفي العنف المنزلي والإساءة الزوجية الواسعة الانتشار، وفي الإجهاض، وفي عقوبة الإعدام، وفي ما يسمى بالقتل الرحيم (أي قتل المرضى أصحاب الأمراض المستعصية بدعوى إراحتهم من الألم). وتبدو حضارتنا أنها مصممة على المضي في طريق الموت، وعلى بسط يدها على ما هو أمر الرب. والذنب هو ليس ذنب الدولة فقط. • فكم كنيسة تجيز قتل الأجنّة بحجة دعم حقوق المرأة؟ إن "التحرّر" الجنسي الذي في مجتمع بلادنا قد زرع دمارا هائلا. إنه تحرر زائف مبني على السعي الأناني إلى إشباع الغرائز والمُتع. فهو يتجاهل التأديب وضبط النفس وتحمُّل المسؤولية وما تجلبه هذه الفضائل من تحرر حقيقي. ووفقا لما يصفه أستاذ اللاهوت الجامعي الأمريكي ستانلي هاورواز Stanley Hauerwas فأن هذا التحرر الزائف يعكس "عدم وجود أية قناعة لدينا بضرورة توريث شيء صالح إلى الجيل الجديد... فنحن نشتهي الموت". • والحقيقة بكل بساطة هي أن الغالبية الساحقة من الناس في يومنا هذا ليست لديها وخز ضمير حينما يجري منع أو تدمير حياة إنسان صغير جدا. والأطفال الذين كانوا سابقا أعظم بركة يهبها الرب، صار يُنظر إليهم الآن نظرة ماديّة على أساس تكاليفهم: فهم يُعتبرون الآن مثل "عبء" و "تهديد" لحرية وسعادة الفرد. • في الزواج الصالح لا يتجزّأ الحب الزوجي عن إنجاب حياة جديدة لمولود جديد بل هناك صلة وثيقة بين الاثنين: أمَا هوَ الرب الّذي خَلقَ مِنكُما كائناً واحداً لَه جسَدٌ وروحٌ وماذا يَطلُبُ هذا الكائِنُ الواحدُ إنَّه يَطلُبُ نَسلاً لَه مِنَ الرب. فاحذرُوا ولا يَغدُرْ أحدٌ بامرأةِ شبابِهِ. (ملاخي 2: 15). عندما يصبح الزوج والزوجة جسدا واحدا، فلابد لهذا الزواج أن يصاحبه دائما إدراك وقور بأنه من خلاله قد يولد مولود جديد. وبهذا يصبح الزواج تعبيرا عن الحب الخلاق الذي ينجب، وعهدا يخدم الحياة. لكن كم متزوجا اليوم ينظر الى الجنس بهذه الطريقة؟ لقد جعلت حبة منع الحمل أغلب الناس يرون الاتصال الجنسي أنه مجرد أمر عرضيّ وخالٍ من المسؤولية وخالٍ من العواقب بحسب اعتقادهم. ونحن كمسيحيين، يجب أن نكون راغبين في التكلم جهرا ضد عقلية منع الحمل التي أصابت بلاد العالم. لأن كثير من الأزواج اليوم استهوتهم العقلية السائدة بشأن الانغماس في الملذات الجنسية وبشأن التخطيط العائلي : (الذي يتضمن استخدام وسائل منع الحمل المختلفة للحد من الإنجاب)، ضاربين بفضائل ضبط النفس والتوكل على الرب عرض الحائط. إن ممارسة الجنس من أجل المتعة الجنسية فقط حتى لو كانت بالحلال ضمن الزواج فإن الجنس في هذه الحالة سوف يرخِّص من شأن نعمة الزواج من جهة وسوف يعمل على تآكُل فضيلة التضحية بالنفس والنفيس لدى الزوجين من الجهة الأخرى، وهذه الفضيلة هي ضرورية جدا في تربية الأولاد. فالانهماك في الملذات الجنسية وكأنها هي الهدف بحد ذاته دون اعتبار لهبة حياة مولود جديد هو أمر باطل. وهذا معناه غلق الباب أمام الأطفال، وبالتالي احتقار كل من الهبة والوهاب. وهو عكس ما ينطق به الرب بلسان النبي أيوب: وقالَ: "عُرياناً خرَجْتُ مِنْ بَطنِ أُمِّي وعُرياناً أعودُ إلى هُناكَ. الرّبُّ أعطى والرّبُّ أخذَ، تبارَكَ اسمُ الرّبِّ". (أيوب 1: 21). كما قالت الأم تيريزا ذات مرة: إن إتلاف قوة الإنجاب بواسطة منع الحمل معناه أن كل من الزوج والزوجة يفعل شيئا لذاته هو أو هي. وهذا يحول الانتباه الى الذات، وعليه فهو يتلف نعمة المحبة والعطاء في داخله أو في داخلها. أما المحبة فتعني أن على كل من الزوج والزوجة أن يحول الانتباه من أحدهما الى الآخر، كما يحصل في التخطيط الطبيعي الشرعي للأسرة، وليس الى الذات كما يحصل في منع الحمل. إن منع الحمل بوسائله المحرمة يمنع الزوجين اللذين صارا جسدا واحدا من اكمال تحقيق هدف زواجهما وإنجابهما للأطفال، وبناء على ذلك يجب أن تتقزز نفسنا من السلوك الذي يدفعنا باستمرار إلى تجنب مسؤولية الحمل والإنجاب. • ولا نرمي من كل هذا إلى دعوة الناس إلى الإنجاب بصورة غير مسؤولة، أو الإنجاب على حساب صحة الأم وعافيتها. ثم إن حجم الأسرة ومباعدة المدة بين الولادات هي مسألة في غاية الأهمية. ويقع على عاتق كل زوجين مسؤولية النظر في هذه المسألة أمام الرب بالصلاة والوقار لاسترشاد القرار الصائب لهما. لأن الولادات المتقاربة جدا قد تشكل حملا ثقيلا جدا على الأم. وهنا يجب على الزوج أن يظهر احتراما مملوء بالمحبة والتفهُّم لزوجته في هذا الموضوع. ومرة أخرى علينا التشديد على ضرورة التفات الزوجين الى الرب بإيمان ليضعا لديه كل مخاوفهما ومجهولية مستقبلهما، كما يوصينا الرب يسوع المسيح: إسألُوا تُعطَوا، إطلُبوا تَجِدوا، دُقّوا البابَ يُفتحْ لكُم. فمَن يَسألْ يَنَلْ، ومَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَدُقَّ البابَ يُفتَحْ لَه. (متى 7: 7-8). فإذا كنا منفتحين على إرشاد الرب لنا، فأنا على يقين بأنه سوف يرينا الطريق. • إن إجهاض أي طفل هو سخرية من الرب إن عقلية منع الحمل ما هي سوى تجسيد لروح الموت التي تجعل من الحياة الجديدة لمولود جديد غير مرحب بها في بيوت كثيرة جدا. فاليوم توجد حرب خفيّة يدور رحاها في كل بقعة من بقاع العالم، وهي حرب معادية للحياة. فالكثير من الأرواح الصغيرة يجري انتهاكها وإبادتها. ومن بين التي لم يتم منعها من الدخول الى العالم عن طريق وسائل منع الحمل، فهناك عدد مهول منها يجري القضاء عليها بدون رحمة عن طريق الإجهاض! • إن تفشي الإجهاض في مجتمعات البلاد قد وصل الى درجة كبيرة، بحيث صارت حتى مذبحة هيرودس للأطفال الأبرياء (في زمن ولادة السيد المسيح) تبدو تافهة أمامها. إن الإجهاض هو جريمة قتل – بدون أية استثناءات. فلو كانت هناك استثناءات لصارت رسالة الإنجيل متناقضة مع نفسها وبدون معنى. ونرى حتى في العهد القديم من الكتاب المقدس (وهو عن زمن ما قبل مجيء السيد المسيح) نراه يذكر بوضوح أن الرب يكره سفك الدم البريء: هُناكَ سِتَّةٌ يُبغِضُها الرّبُّ، بل سَبعةٌ تَمقُتُها نفسُهُ عينانِ مُتعاليتانِ ولِسانٌ كاذبٌ، ويَدانِ تَسفُكانِ الدَّمَ البريءَ، (أمثال 6: 16-17). إن الإجهاض يقضي على الحياة ويسخر من الرب الذي على صورته يخلق الرب كل جنين. وتوجد آيات عديدة في العهد القديم من الكتاب المقدس تتحدث عن حضور الرب الفعال في كل حياة بشرية، حتى وهي لاتزال في طور التكوين كجنين في الرحم. جاء في سفر: ( التكوين 4: 1) أن حواء بعد أن حملت وولدت قايين قالت: "رَزَقَني الرّبُّ ابناً"، ولم تقل رزقني آدم بل "رَزَقَني الرّبُّ". ونقرأ في مزمور 139: أنتَ مَلكْتَ قلبـي، وأدخَلْتَني بَطْنَ أُمِّي. أحمَدُكَ لأنَّكَ رَهيـبٌ وعجيـبٌ. عجيـبةٌ هي أعمالُكَ، وأنا أعرِفُ هذا كُلَّ المَعرِفةِ. ما خَفِـيَت عِظامي علَيكَ، فأنتَ صَنَعْتَني في الرَّحِمِ، وأبدَعْتَني هُناكَ في الخَفاءِ. رأتْني عيناكَ وأنا جَنينٌ، وفي سِفْرِكَ كُتِبَت أيّامي كُلُّها وصُوِّرَت قَبلَ أنْ يكونَ مِنها شيءٌ. (مزمور 139: 13-16). ويهتف أيوب قائلا: أمَا صانِعي في البَطنِ صانِعُهُ، وواحِدٌ صَوَّرَنا في الرَّحِمِ؟ ... يَداكَ كَوَّنَتاني وصنَعَتاني، فلماذا تَلتَفِتُ وتَمحَقُني؟ مِنَ الطِّينِ جبَلتَني، تَذَكَّرْ والآنَ إلى التُّرابِ تُعيدُني. سكبتَني كاللَّبَنِ الحليـبِ وجعَلتَني رائِباً كالجُبْنِ. كسَوتَني جِلْداً ولَحماً وحَبكتَني بِــعِظامٍ وعصَبٍ. منَحتَني حياةً ورَحمةً، وعِنايَتُكَ حَفِظَت رُوحي. (أيوب 31: 15 وَ 10: 8-12). وقال الرب للنبي إرميا: قَبلَ أنْ أُصوِّرَكَ في البَطْنِ اختَرتُكَ، وقَبلَ أنْ تَخرُجَ مِنَ الرَّحِمِ كَرَّستُكَ وجعَلتُكَ نبـيًّا للأُمَمِ. (إرميا 1: 5). ونقرأ أيضا في العهد الجديد من الكتاب المقدس (وهو عن زمن السيد المسيح) أن الأجنّة يدعوها الرب من قبل أن تولد: ولكِنَّ الرب بِنِعمَتِهِ اختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ (غلاطية 1: 15). بالإضافة إلى ذلك فإن مواهب الناس الفريدة قد تم التنبؤ بها وهم لا يزالون في بطن أمهم. وربما نجد أروع الآيات عن الجنين في إنجيل لوقا: فلمَّا سَمِعَت أليصاباتُ سلامَ مَريَمَ، تحرَّكَ الجَنينُ في بَطنِها، وامتلأت أليصاباتُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، فهَتفَت بِأَعلى صَوتِها: مُباركَةٌ أنتِ في النِّساءِ ومُبارَكّ ابنُكِ ثَمرةُ بَطنِكِ! مَنْ أنا حتى تَجيءَ إليَّ أُمُّ رَبّـي؟ ما إنْ سَمِعتُ صوتَ سَلامِكِ حتى تَحرَّكَ الجَنينُ مِنَ الفرَحِ في بَطني. (لوقا 1: 41-44). هنا نرى جنينا وهو يوحنا المعمدان، الذي كان بشيرا ليسوع المسيح، يتحرك في بطن أمه أليصابات في اعتراف بيسوع، الذي حَبِلت به والدته السيدة مريم العذراء القديسة بقوة الروح القدس مجرد قبل أسبوع أو أسبوعين من لقاء أليصابات مع مريم العذراء. فلذلك أمامنا هنا جنينان: أحدهما لديه القدرة على التجاوب مع الروح القدس، والآخر – المسيح بنفسه – حبلت به أمه بقوة الروح القدس: وبَينَما هوَ يُفَكِّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلُمِ وقالَ لَه: "يا يوسفُ ابنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ امرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الرّوحِ القُدُسِ، وسَتَلِدُ ابناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ". حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ بلِسانِ النَّبـيِّ: "سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ ابْناً يُدْعى عِمّانوئيلَ"، أي الرب مَعَنا. (متى 1: 20-22). من الواضح أن الفكرة التي مفادها أن الحياة الصغيرة الجديدة لا تتشكل ولا تتكون إلا من خلال شيء مادي أو جسدي هي فكرة زائفة تماما. لأن الرب سبحانه تعالى هو الذي يعمل على إحلال الحياة في الرحم: إليكَ استَنَدْتُ مِنَ الرَّحِمِ، ومِنْ أحشاءِ أُمِّي أنتَ كِفايَتي، ولكَ أُهَلِّلُ في كُلِّ حينٍ. (مزمور 71: 6). أما الإجهاض فهو يدمر دائما عمل الرب هذا. ولهذا السبب رفضت الكنيسة الأولية الإجهاض عالميا، وأطلقت عليه اسم "قتل الوليد". وكتاب ديداخي Didache - ومعناه تعليم الرسل الاثني عشر - (الذي يضم التعاليم الأولى للكنيسة لتعليم المسيحيين المهتدين الجدد، حوالي سنة 100م) لا يترك أي مجال للشك في ذلك، فيقول: "لا تقتل طفلا بالإجهاض، ولا تقتل طفلا حديث الميلاد". ويكتب إكليمندس الإسكندري Clement of Alexandria (وهو من آباء الكنيسة الأولية حوالي 150م - حوالي 215م) حتى أنه يقول أن كل الذين يشتركون في الإجهاض "يفقدون إنسانيتهم كليا مع الجنين". فأين صار وضوح الكنيسة اليوم إذن؟ أن حرب الوحشية والموت التي تشن ضد الأطفال الأبرياء الذين لم يلِدوا بعد، قد أصبحت – حتى بين الذين يسمون مسيحيين – حقيقية واقعة بفظائعها المروّعة وأساليبها البربرية المتسترة تحت قناع الطب والقانون أو حتى التي يجري "تبريرها" بسبب شتى أنواع الظروف. • من نحن لنحكم فيما إذا كانت الحياة مرغوب فيها أو لا؟ أنا أعلم بأنه من غير المستحب قول أن الإجهاض جريمة قتل. وأعلم بأن الناس سيقولون بأنني بعيد عن الواقع - وأنه حتى بعض اللاهوتيين المسيحيين قد سمحوا ببعض الأعذار التي تبيح الإجهاض. لكني أؤمن بأن الرب لا يسمح بذلك أبدا. فناموس الرب هو ناموس محبة. ويبقى ثابتا الى الأبد مهما تغيرت الأزمنة والظروف: "لاَ تَقْتُلْ". (خروج 20: 13). إن الحياة البشرية مقدسة من الحمل الى الموت. فلو آمنا بهذا حقا، لما وافقنا على الإجهاض مطلقا مهما كانت الأسباب؛ ولن يثنينا عن موقفنا هذا حتى أكثر الحجج إقناعا سواء كانت حجة التقليل من "نوعية الحياة" (الخاصة برفاهية الأبوين) أو التشوه الجسدي الشديد للطفل أو التخلف العقلي للطفل. فمن نحن لنقرر: أينبغي لهذه الروح الصغيرة أن ترى النور أم لا؟ لأنه وفقا لفكر الرب فأن الإعاقة الجسدية والعقلية يمكن أن تُسخَّر لمجد الرب، كما يعلمنا الإنجيل: وبَينَما هوَ في الطَّريقِ، رأى أعمى مُنذُ مَولِدِهِ. فسألَهُ تلاميذُهُ يا مُعَلِّمُ، مَنْ أخطأَ أهذا الرَّجُلُ أم والداهُ، حتى وُلِدَ أعمى. فأجابَ يَسوعُ لا هذا الرَّجُلُ أخطَأَ ولا والداهُ. ولكنَّهُ وُلِدَ أعمى حتى تَظهَرَ قُدرةُ الرب وهيَ تَعمَلُ فيهِ. (يوحنا 9: 1-3). وقال الرب أيضا في الكتاب المقدس: فقالَ لَه الرّبُّ مَنِ الذي خلَقَ للإنسانِ فَماً ومَنِ الّذي خلَقَ الأخرسَ أوِ الأصمَّ أوِ البَصيرَ أوِ الأعمى أما هوَ أنا الرّبُّ. (خروج 4: 11). كيف نتجرّأ على أن نحكم ونقرر من هو المرغوب فيه ومن هو غير المرغوب فيه؟ إن جرائم الرايخ الثالث (أو الإمبراطورية الثالثة التي هي ألمانيا النازية من 1933 – 1945م) - حين كان يُسمح للأطفال الرضع من العرق النوردي "الصالحين" بأن تجري تربيتهم في حضانات خاصة، في حين كان المعاقون ذوو العاهات الخِلقية من الأطفال الرضع والأولاد والبالغين يجري إرسالهم الى غرف الغاز السام - فهذه الجرائم يجب أن تصير تحذيرا كافيا لنا. وكما يكتب ديتريش بونهوفر Dietrich Bonhoeffer (وهو القسيس الألماني المعروف الذي سجنه هتلر في الثلاثينيات من القرن الماضي): إن أي تمييز بين الحياة التي تستحق مواصلة الوجود والحياة التي لا تستحق سيعمل لا محالة على تدمير الحياة نفسها، عاجلا أو آجلا. والحق أنه حتى عندما تكون حياة الأم الحامل في خطر، فإن الإجهاض هو ليس الحل أبدا. ففي نظر الرب تتساوى قدسية حياة كل من الجنين والأم. أما اقتراف الشر "ليتسنى للخير أن يأتي" فهذا معناه أننا نضع سيادة الرب وحكمته في قبضتنا: وإذا كانَ ضَلالُنا يُظهِرُ صلاحَ الرب، فماذا نَقولُ؟ أيكونُ الرب ظالِمًا إذا أنْزَلَ بِنا غضَبَه؟ وهُنا أتَكلَّمُ كإنسان. كلاّ وإلاَّ فكَيفَ يَدينُ الرب العالَمَ؟ وإذا كانَ كَذِبـي يَزيدُ ظُهورَ صِدقِ الرب مِنْ أجلِ مَجدِهِ، فَلِماذا يَحكُمُ علَيَّ الرب كما يَحكُمُ على الخاطِـئِ؟ ولِماذا لا نَعَملُ الشَّرَّ ليَجيءَ مِنهُ الخَيرُ؟ كما يَفتَري علَينا بَعضُهُم، فيَزعمونَ أنَّنا نَقولُ بِه هَؤلاءِ عِقابُهُم عادِلّ. (رومة 3: 5-8). وفي مثل هذه المواقف العصيبة، يجب على الزوجين أن يتوجها الى شيوخ كنيستهم، مثلما يوصي الإنجيل: هَلْ فيكُم مَحزونٌ؟ فَليُصَلِّ. هَلْ فيكُم مَسرورٌ؟ فليُسَبِّحْ بِحَمدِ الرب. هَلْ فيكُم مَريضّ؟ فليَستَدعِ شُيوخَ الكَنيسَةِ ليُصَلُّوا علَيهِ ويَدهنوهُ بِالزَّيتِ باسمِ الرَّبِّ. فالصَّلاةُ معَ الإيمانِ تُخَلِّصُ المَريضَ، والرَّبُّ يُعافيهِ. وإنْ كانَ ارتكَبَ خَطيئَةً غَفَرَها لَه (يعقوب 5: 13-15). هناك قدرة عظيمة وستر كبير في صلاة الكنيسة المتوحدة، وأيضا في الإيمان لتتم مشيئة الرب فيما يتعلق بحياة كل من الأم وجنينها. ففي نهاية المطاف - أقولها بارتعاد - فان إيمان كهذا هو ما يهم؛ "...لتَكُنْ مَشيئَتُكَ..." (متى 6: 10). • يجب أن نقدم بدائلا وليس إدانة أخلاقية لا يمكننا كمسيحيين أن نطالب ببساطة وضع حدّ للإجهاض دون تقديم بديل إيجابي. قد يطالب فلاسفة الأخلاق – ذوو المنطق البشري - أن تكون الحياة الجنسية عفيفة عن طريق الإصرار على العِفّة قبل الزواج وبعده. لكن حتى أفضل هؤلاء الفلاسفة سيكون مراءٍ وظالم مالم يبيّن بوضوح الأساس الفعلي لمثل هذه المطالب. فعندما لا يؤمن الناس بملكوت الرب تبقى كثير من الأشياء غير آمنة بما فيها حياة الجنين الابتدائية. وحضارتنا المعاصرة التي تُعتبر راقية ستستمر في ممارسة هذه المجزرة طالما بقيت الفوضى الاجتماعية وعدم المساواة الاجتماعية قائمة. فلا يمكن مكافحة الإجهاض ما لم نغيّر أسلوب حياتنا الخاصة والعامة عن أسلوبنا الحالي المتقوقع والأناني. • فلو أردنا محاربة الجشع والتكالب على الماديات والغش والخداع وظلم التمييز الاجتماعي، لوجب علينا محاربتها بوسائل عملية من خلال إظهار أن أسلوبا مختلفا من الحياة ليس فقط قابلا للتحقيق، بل في الواقع موجودا أيضا. وإلا فإنه لا يمكننا المطالبة لا بالعفاف في الزواج ولا بوضع حد للإجهاض؛ بل لا يسعنا حتى أن نتمنى لخيرة العائلات أن تتبارك بأطفال كثيرين، مثلما ترمي إليه قوى الرب الخلاقة. هنا قد فشلت الكنيسة فشلا ذريعا. فهناك الكثير من الأمهات المراهقات اللواتي يتواجهن مع هذه المسألة يوميا، ومع ذلك لا يحصلن على أي إرشاد روحي، ولا أي دعم معنوي أو مادي. وكثيرات يشعرن بأنه ليس لديهن خيار آخر سوى الإجهاض: لأن بعضهن كان ضحية المضايقات الجنسية؛ وبعضهن يخشى غضب الصديق Boyfriend؛ أو ضغوط الوالدين الذين يقولون لهن أنهن إذا جئن بالطفل فلا يمكنهن العودة الى المنزل. • عندما تحدثتْ الكاتبة الأمريكية من الطائفة الارثوذكسية فريدريكا ماثيوس–جرين Frederica Mathewes-Green مع جماعات من النساء كانت لهن حالات إجهاض، اكتشفت الكاتبة جوابا أجمعت عليه تلك النساء بشأن السبب الكامن وراء اقترافهن للإجهاض، ألا وهو الضغط الناجم عن العلاقات في كل حالة تقريبا. فإن النساء – كما تقول – لا يُرِدن الإجهاض بل يُرِدن الدعم والأمل، وتردف فريدريكا قائلة: لقد وجدتُ أن المرأة تميل في الغالب الى اختيار الإجهاض لكي ترضي أو تحمي الناس الذين تهتم بهم. فغالبا ما تكتشف المرأة بعد فوات الأوان أنه يوجد شخص آخر له عليها التزامات، وهو جنينها. والحزن الذي يلي الإجهاض ينبع من قناعتها بأنها قد غدرت بطفلها غدرا مميتا عندما كانت تعيش أزمة وقتذاك. • إن تقديم الدعم والمساندة إلى النساء اللاتي يجدن أنفسهم في حمل غير متوقع يعني الاستمرار بفعل كل ما تفعله مراكز رعاية الحمل: أي توفير السكن والرعاية الطبية والملابس والمشورة وما الى ذلك. لكننا يجب أن نتذكر أيضا بأن نصبح بمثابة الصديق المخلص الذي يكرس نفسه لخدمتهن، وهي أهم مساعدة نقدمها لهن، بالإضافة إلى أن نفعل كل ما في وسعنا لإصلاح العلاقات ضمن عائلاتهن. • لكن في التحدث جهرا ضد الإجهاض، علينا أن لا ننسى أن هناك خطايا أخرى تسبب الحزن والعذاب أكثر من الإجهاض. وعدد قليل جدا من النساء اليوم يُقدم لهن حلولا بديلة عن الإجهاض قابلة للتطبيق، وينعدم تقريبا بين تلك البدائل أي بديل يشير الى الرب الذي هو وحده القادر على سدّ حاجتهن. والمرأة التي قد قامت بالإجهاض تعاني من عذاب مبرح للضمير، ولا يمكن شفاء عزلتها وألمها غير المحدود إلا عند الصليب – إلا بالمسيح. ويحتاج المسيحيون إلى أن يتحسسوا بهذا الألم الفظيع الذي تحمله الكثير من النساء في قلوبهن على أطفالهن المفقودين. فمن منا يتجرّأ على أن يرمي الحجر الأول؟ مثلما قال الرب يسوع: فلمَّا ألحُّوا علَيهِ في السُّؤالِ، رفَعَ رأسَهُ وقالَ لهُم مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ. (يوحنا 8: 7) • ويل لنا لو صار تعاملنا في يوم من الأيام فاترا وقاسي القلب مع امرأة اقترفت إجهاض! إن الرب يحب الجنين حبا متميزا جدا. وفوق كل هذا، فإن الرب أرسل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، الى الأرض بهيئة طفل، من خلال رحم أم. ومثلما أشارت الأم تيريزا قائلة أنه حتى لو انقلبت الأم على جنينها فلن ينساه الرب. فقد جَبَل الرب كل طفل براحة يديه، ولديه خطة لكل حياة، ليس فقط على الأرض بل في الأبدية أيضا. أما لأولئك اليائسين بالدرجة التي تدفعهم الى عرقلة خطة الرب فنقول لهم مع الأم تيريزا: أرجوك لا تقتل الطفل، إني أريد الطفل. أرجوك أعطني الوليد. هذا المقال من كتاب "الجنس والله والزواج" * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
09 - 06 - 2018, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 20883 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تصنع لك الوصية الثانية: لا تصنع لك... لا تسجد، ولا تعبد الوصية الثانية تنهي بكل شفافية عن صنع التماثيل والصور والمنحوتات لأيٍّ من سكان السماء أو الأرض بقصد السجود أو التعبُّد لها. فهي صريحةٌ واضحةُ المطلب ومحدَّدةُ الهدف. فسكّان السماء معروفون: ملائكة وأنبياء وقديسون وأتقياء، وعلى رأسهم الرب القدوس سيد الأكوان. • محور التركيز في هذه الوصية هو أن لا يَصنع الإنسان منحوتًا أو يصوِّر شكلًا يأخذ مكان العبادة من دون الرب، فيُسجَد ويُتعبَّد له! وهذا ما وقع فيه الإسرائيليون القدماء في تاريخهم الطويل قبل وبعد تسلمهم للوصايا العشر، رغم ما شاهدوه من معجزات عملها الرب لصالحهم، ومنها ما حصل في ليلة الفصح قبل أن غادروا مصر حين مرَّ الملاك المهلك على كل أرض مصر وقتل أبكار المصريين، أما من وضعوا علامة الدم على أبوابهم فقد نجوا، إذ قال الرب: "فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ،" (خروج 13:12) وشاهدوا معجزةً عملها الرب أمام عيونهم، حين مدّ موسى عصاه نحو البحر الأحمر، فوقفت المياه على اليمين وعلى اليسار، وعبر الشعب على اليابسة باتجاه الشاطئ الآخر، ومرّوا بين سدَّين من المياه في سابقةٍ لا مثيل لها وهم هاربون من ظلم فرعون. وأثناء عبورهم البحر على اليابسة مشاة على الأقدام حصلت معجزة أخرى وراءهم، إذ كان فرعون قد ندم ولحق بهم بمركبات وخيل ليعيدهم إلى مصر، وكان الشعب في رعبٍ وهم يرصدون عجيج الخيل والمركبات من خلفهم في البرية عن بُعد، ثمّ دخلت مركبات فرعون وراءهم في وسط البحر. وما أن وصلت مؤخرة الشعب إلى الشاطئ الآخر حتى مدَّ موسى عصاه على البحر ثانية بأمر من الرب، فانطبقت المياه على جيش فرعون، وغرقوا بخيلهم ومركباتهم، ونجا الشعب من هلاك محتوم. • ومعجزات أخرى جرت أثناء عبورهم في سيناء لا مجال للخوض فيها مطولًا، ومنها معجزة المنّ والسلوى التي لازمتهم طيلة الرحلة، ومعجزة الحية النحاسية وشفاء من لسعتهم الأفاعي بمجرد النظر إليها عن بعد، ومعجزة انحسار مياه الأردنّ في نهاية رحلتهم ليعبروا إلى أريحا، وحينها حمل كل سبط منهم حجرًا من قعر النهر ليكون شاهدًا على ما جرى للأجيال اللاحقة. أما كانت كل هذه كافية لتثبيت إيمانهم والتزامهم بطاعة الرب؟! ولأن الكتاب المقدس هو كتاب وحي صادق، فقد ذكر بدقة متناهية كل ما وقع به الشعب من أخطاء وعصيان وتمرّد، حتى موسى نفسه شكى منهم وتذمّر، ومنها أنَّهم تمثَّـلوا لاحقًا بجيرانهم من الشعوب الوثنية، فاستهوتهم مشاهد من عباداتهم، واستسهلوا التزاوج معهم وشاركوهم بعبادة أصنامهم، في وقت كان الأولى بهم أن يدعوا الوثنيين لعبادة الرب الواحد. • فالكتاب المقدس صادق فيما يرويه، وعادلٌ، فذكَرَ الأخطاء التي وقعوا فيها، وشهد بأمانة الأمناء منهم، المخلصين في إطاعة ما جاء في الوصية. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن الملك البابلي نبوخذنصّر، وقد سبى منهم قومًا إلى بلاده في العراق، وفي يوم أمر فصُنع تمثال عظيم لإلهه. وأعلن عن يوم يُحتفَل فيه بالسجود له. واجتمعت جموع المدعوّين في ساحة الاحتفال تنتظر بصمت ساعة الصفر، وحين صدحت الموسيقى انحنى الكل سجودًا باتّجاه التمثال. وكان بين الجموع شبانٌ ثلاثة أتقياء من أهل السبي من اليهود هم من موظفي القصر، فبقي هؤلاء الثلاثة وقوفًا لم ينحنوا، وكان من السهل رؤيتهم واقفين بلا حراك. وعلم الملك بالأمر، فجيء بهم أمامه، وكان يعرفهم، فحاورهم وأعطاهم فرصةً أخرى لتعديل موقفهم لينجيهم من الموت، فأبوا. فقيدوهم وحملهم رجال أشدّاء وألقوا بهم في أتون نارٍ مستعرة أُعدَّت لهذا الغرض، فقتل وهج النار مَنْ حملوهم ورموهم في الأتون. وبعد لحظات ألقى الملك نظرة إلى الأتون ليرى كيف حرق لهيب النار عظام من تحدوا أمره. وعندما وقع نظره على المشهد أذهله ما رآه! فصاح في رجاله وسألهم: ألم تلقوا ثلاثة رجال في الأتون؟ قالوا: نعم أيها الملك. فقال: ها إني أرى أربعة رجال محلولين يتمشون وسط النار وما بهم ضرر، والرابع بينهم شبيه بابن الآلهة! فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا: من هو هذا الضيف الرابع الذي شقّ طريقه وسط اللهيب ليحمي هؤلاء من سعير النار؟! أقولها صريحة لقارئي الكريم، إنّ هذه واحدة من ظهورات المسيح المتعددة في العهد القديم، عهد التوراة، قبل ميلاده بمئات السنين، فهو أزلي أبدي لا يحدّه زمان أو مكان. وبقي الملك في حيرته، فاقترب من المشهد ونادى: يا شدرخ وميشخ وعبد نغو، يا عبيد الرب العلي اخرجوا وتعالوا! فخرجوا ومثلوا أمام الملك ومشيريه. شعرة من رؤوسهم لم تحترق، ورائحة النار لم تأتِ عليهم! فكرَّمهم أمام شعبه وأثنى عليهم ومدحهم لعدم إذعانهم لكلمة الملك وجازفوا بأجسادهم لكيلا يعبدوا أو يسجدوا لإلهٍ غير إلههم. وأوصى بهم وقرّبهم إليه ورفع من مقامهم في ولاية بابل : (اقرأ القصّة كاملة في الأصحاح الثالث من سفر دانيآل.) • فالسجود حسب الوصية الثانية من الوصايا العشر مظهرٌ من مظاهر العبادة التي لا تجوز لغير الرب، حتى ولو كان السجود من قبيل التكريم، وهذا ما سنراه بعد قليل من نصوص الإنجيل. فالإنجيل، كما التوراة، ينهى عن السجود لغير الرب ولو كان مَنْ يُسجَد له رسولًا أو ملاكًا من السماء لتكريمه. السجود عبادة، ومن اعتاد عليه تستدرجه العادة دون أن يعي لتصبح عبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويدافع عنها. ويبررها بما استطاع من اجتهادات، وأقوال، وحكمٍ بشرية مخالفة لنصوص الكتاب المُقدَّس! • جاء في الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي ما يلي: " لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ.." (كولوسي 18:2-19). والرأس المشار إليه هو المسيح الذي له وحده ينبغي السجود. والصلاة أيضًا عبادة، فلا صلاة تُرفَع لغير الرب، ولا يجوز أن يُخاطَب في الصلاة غير الرب، وإلا فنُشابه الوثنية في تعدد الآلهة. ويُلاحَظ أن هذه الوصية مكمِّلة لسابقتها، والاثنتان متضامنتان متكافلتان معًا. فهما تؤكِّدان: أولًا: على أن الرب واحد لا إله سواه. وثانيًا: له وحده السجود والعبادة. ومن خالف هذا خرج عن خط الرب ووقع في شرك الضلالة، الأمر الذي يؤكّد عليه إنجيل المسيح في أكثر من مشهد، ومنها قول المسيح: "لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ" (متى 10:4) يُخبِرنا الأصحاح التاسع عشر من سفر الرؤيا أن الرسول يوحنا بعدما شارف على الانتهاء من جولةٍ قام بها في السماء، رافقه فيها ملاك ليُعَرِّفه على ما فيها من أمجاد، وعندما حان الوقت ليُوَدِّعَ الملاكَ الذي رافقه، وقع في انفعاله بسبب زخم ما شاهد من أمجاد لا تخطر على بال، ساجدًا بعفويةٍ غير مسبوقةٍ وخرَّ عند رجلي الملاك تكريمًا له وتعبيرًا عن شكرٍ جزيل على ما قدّمه له الملاك من خدمة! فاحتج الملاك على الفور، وصرخ في وجه يوحنا بقوله: "انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ للرب!" (رؤيا 10:19) • فنحن هنا أمام خيارين من الاحتمالات لتوضيح ما قام به يوحنا من سجود للملاك: فإما أنه قصد أن يتعبَّد للملاك، على اعتبار أنه ملاك مقدس من السماء! وهذا يستحيل أن يكون من رسول كتب بالوحي إنجيل يوحنا، ورسائل يوحنا الثلاث وسفر الرؤيا، فلا يمكن أن يصل به الجهل بحيث يجيز لنفسه أن يتعبد لملاك. أما الاحتمال الثاني فهو: أنّ يوحنا قصد أن يُكرِّم الملاك بهذه الحركة، ويعبّر له عن شكره وتقديره لما قدّمه له من مساعدةٍ، أراه فيها أمجاد السماء وأطلعه على أسرارها التي ما كانت لتخطر على بال! فما عمله يوحنا لم يكن إلا للتعبير عن التكريم للملاك بطريقة غير مسبوقة، وهُنا وقع في الخطأ. وكما يقال: لكل حصان كبوة. لكن علينا ألّا ننسى الجانب الإيجابي الذي قام به الرسول يوحنا بعد كبوته تلك، فهو من طيبة قلبه وحسن إيمانه وأمانته، سجَّل على نفسه ما وقع فيه من خطأ، فذكره في الفصل المشار إليه من سفر الرؤيا، ليكون عبرة لأجيال الكنيسة ودرسًا لا يُنسى. ومع ذلك يقع بعض مِنّا نحنُ المسيحيين في الخطأ ذاته، لأننا أهملنا الاطلاع بوعيٍ على إنجيلنا، ولجأنا إلى تقاليد وتعاليم من صنع الناس، وخالفنا بأسلوبٍ صريح وصايا الرب، ووقعنا في المحظور، وصرنا نحاول تبرير ما نفعل بأقوال وفلسفات بشرية، وحكايات حكمة بعبادةٍ نافلةٍ مخالفة لنصوصٍ واضحة وصريحة في الإنجيل. فأيهما أصدق؟ ما يقوله الناس، أم ما يقوله الإنجيل؟ والملاك هنا كان له دوره في تحذيرنا من الوقوع في مثل هذه الشبهة. ففي ردّه الحازم على يوحنا قدَّم هو الآخر عبرة لأجيال الكنيسة، وأرسى مبدأ قويمًا علينا أن لا ننساه. إذ قال ليوحنا بحزم لا مجاملة فيه: "انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ .. اسْجُدْ للرب!" (رؤيا 10:19) * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
11 - 06 - 2018, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 20884 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس المؤسس لرهبنة الفرنسيسكان زار مصر خلال الحروب الصليبية وأبناؤه يحمون «المقدسات المسيحية» فى الأرض المحتلة تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر بمرور ظ§ظ*ظ* عام على زيارة القديس فرنسيس الأسيزى إلى مصر ولقائه بالسلطان الكامل، فى زمن الحروب الصليبية التى يطلق عليها أحيانا «حروب الفرنجة» حيث التقى وقتذاك السلطان الكامل، فى مبادرة من أجل الحوار مع المسلمين. مثال فى صنع الخير القديس الذى يتخذ منه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مثالًا له فى صنع الخير، ولد فى أكتوبر ظ،ظ،ظ¨ظ، بمدينة أسيزى فى إيطاليا لأب إيطالى وأمّ فرنسية، وكان والده من كبار تجار الأقمشة الأثرياء فى أسيزي، وقد أثرت والدته فى تكوينه، ففى الوقت الذى اهتم والده بأن يخلفه ابنه فرنسيس فى تجارته، كانت والدته تزرع فى نفسه بذور التقوى والورع ومحبة المسيح والكنيسة والفقراء والمعوزين. مشاركة « الأسيزى» فى الحرب التى جرت بين مدينة القديس أى «أسيزى» ومدينة «بيروجيا» ووقوعه كأسير حرب فى سجون «بيروجيا»، كانت نقطة فاصلة فى حياته، حيث اختبر فرنسيس الألم بعيدًا عن حياة الترف والبذخ التى كان يعيشها، وفى ظ،ظ¢ظ*ظ§ عقب خروجه من الأسر تغيرت حياة «الأسيزى» فأصبح ينفق أمواله على الفقراء، وهو الأمر الذى أثار حفيظة والده الذى قام برفع شكوى ضده أمام أسقف المدينة، فما كان من قديس الكنيسة إلا أن خلع ثيابه وأعطاها لوالده معلنًا اتخاذه «الفقر والتقشّف» أسلوبًا لحياته، وتخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريس حياته للخدمة. طاعة كلمات الإنجيل «هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغى بكل قلبي»، هكذا أعلن «الأسيزى» فانطلق مستجيبًا لدعوته، واتخذ من الآية التاسعة من الفصل العاشر فى إنجيل متّى قانونًا لرهبنته فيما بعد: «لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ فى جُيوبِكُم» وطاعةً لكلام الإنجيل، قرر الرّحيل دون أى ممتلكات. وفى عام ظ،ظ¢ظ*ظ¨ أسس الفرنسيسكانية الأولى أو الرهبان الأصاغر، ومعه ظ،ظ¢ شابًا أعلنوا إيمانهم بمبادئ الرهبنة، وفى عام ظ،ظ¢ظ،ظ* وافق الحبر الأعظم أنوشينسيوس الثالث على طلبهم بإنشاء رهبنة وثبَّتها، فيما بعد تفرّع من الرهبنة الفرنسيسكانيّة «راهبات القديسة كلارا» ثمّ تفرّع من الرهبنة الفرنسيسكانيّة «الكبوشيّون». وأغنت الرهبنة الفرنسسكانية بفضله الكنيسة بأعظم القديسين، بدءًا بالقديس فرنسيس الأسيزى ولاحقًا القديسين أنطونيوس البادوانى وبونفنتورا وغيرهم كثير، كما أسّس القديس فرنسيس الرهبنة فى الأراضى المقدّسة للمحافظة على الأماكن المقدسة ورعاية الجاليات الأجنبية وبعثات الحجّ، فالقدس كانت تستقطب الحجاج من كلّ حدب وصوب. رسالة تاريخية ومنذ ظ§ قرون تقريبًا يقوم أبناء القديس فرنسيس أى الآباء الفرنسيسكان برسالتهم التاريخيّة فى حراسة الأراضى المقدّسة بشكل عام، ومعظم المقدّسات المسيحيّة بشكل خاص، والاعتناء بالجماعات المسيحيّة المحليّة والدوليّة، خصوصًا التى نشأت وترعرعت حول المدن المقدّسة، حيث تم إنشاء أول مدارس مسيحيّة كاثوليكيّة فى فلسطين منذ القرن السادس عشر، وكان لرهبنة الفرنسيسكان دور فى جزيرة قبرص، حيث لهم الباع الطويل فى حفظ الوجود المسيحي، وكانت لهم المبادرات الأولى فى التربية والتعليم فى الجزيرة. |
||||
11 - 06 - 2018, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 20885 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشيد الإنشاد فخر للمسيحية يحاول البعض جاهدين إبراز أي عيوب أو أخطاء في الكتاب المقدس في محاولة لإثبات نقص المسيحية وعدم دقتها، ويجد هؤلاء من نشيد الإنشاد فرصة لا تقاوم للاعتراض على المسيحية، وفي الحقيقة لا أعلم تماما ولا أدرك سبب تلك الاعتراضات، فمن يقرأ هذا السفر ويفهمه جيدا سيرى بأنه فخرا للكتاب المقدس والمسيحية وليس عارا كما يعتقد البعض. ويعتبر سفر نشيد الإنشاد احد أسفار العهد القديم وكتبه الملك سليمان، وسمي بهذا الاسم باعتباره أفضل الأناشيد، تماما كما نقول رب الأرباب أو باطل الأباطيل بمعنى أعظمها، وكان أتباع الديانة اليهودية يقرأونه في اليوم الثامن من عيد الفصح تقربا من الله وحبا له بعدما أنقذهم من فرعون بخروف الفصح، ويقدم هذا السفر علاقة حب بين حبيب وحبيبته مما شجع الكثيرين على إطلاق أصابع الاتهام إليه. ولا بد في البداية من الإشارة إلى وجود مدرستين لتفسير هذا السفر، الأولى تفسره تفسيرا حرفيا وأما الثانية فإنها تعتمد على التفسير الرمزي له، وأما الاعتراضات فأبرزها بأنه لا يليق بتاتا بالله تعالى أن يتكلم بكلام الغزل، فهل يعقل بنظرهم أن يقول الله "ليقبلني بقبلات فمه" (1: 2) !! ولكن يبدو بأن البعض قد نسي التفريق بين كلام الله المباشر وغير المباشر، نسي أو تناسى البعض بأن الله ينقل لنا أحيانا كلام مباشرا منه مثل قوله "أنا الرب إلهكم" وينقل أحيانا كلام غير مباشر على لسان البعض مثل "كل ابن يولد تطرحونه في النهر" وهذا حوار منقول على لسان فرعون وليس على لسان الله، فالله لا يدعونا لطرح كل الأبناء في النهر، وهذا التفريق بين النصوص موجود بكل الكتب الدينية، فسفر نشيد الإنشاد عبارة عن نقل لحوار بين اثنين وليس حوار على لسان الله. أما الاعتراض الثاني فيتلخص بأن الله لا يمكن أن ينقل لنا حوار يحتوي على كلمات حب بين اثنين، ولكن ما الخطأ من أن يعلمنا الله الطريق السليم للتعبير عن الحب الحلال من خلال نقل قصة بين معشوقين؟ فنحن نؤمن بأن الله خلقنا وخلق بنا الغرائز الجنسية، فان خلقها لنا ما المشكلة بتعليمنا كيفية استغلالها وتوجيها بالطرق الحلال؟ تابعونا على الفيسبوك: وان أراد الله أن يعبر عن الحب فلم يجد أفضل من هذا الكلام؟ وهنا سؤالي لكم هل يوجد أفضل من كلام الحب لنقل لنا التعاليم المختصة بالغرائز الجنسية؟ فليس العيب هنا بالكلمات وإنما العيب يكمن في أفكارنا وضمائرنا. أليس الحب جزء من الدين؟ فهل يكون تعليم الحب مخالفا للدين؟ اعتراض آخر يتغنى به البعض، ويكمن بالسؤال التالي "هل يمكن أن تقرأ عزيزي القارئ هذا الكلام أمام أمك أو أختك" ولنتمعن في هذا السؤال، لنفترض بأنك ذهبت لأحد الأعراس وبالمباركة قلت للعريس "الرب أعطى والرب أخذ" أو ذهبت لعزى وقلت لوالد الفقيد "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويصيران جسدا واحدا" هل يعقل ذلك! بالطبع لا يعقل لأنه لا بد ان نراعي المناسبات التي تقرئ بها الآيات، وكذلك نشيد الإنشاد، فهو كلام يعلمنا الحب بين الزوج وزوجته، ولذلك غالبا ما تستخدم هذه الآيات حتى عند اليهود في أوقات الزواج. فالله عَلم الرجل ما يقول لامرأته بالزواج وعلمه كيف يحب أخته ويكرم أمه. لا بد أن يتعرض كل كتاب ديني للاعتراض والنقد، وأنا لا أقف ضد ذلك، ولكن النقد لا بد أن يبنى على أسس ومعايير علمية واضحة، فالشخص قبل أن يبدأ بالنقد عليه أن يبدأ بالقراءة، وينتقد بناءا على قراءته، وليس بناءا على ما تعلمه وحفظه وتلقنه. |
||||
11 - 06 - 2018, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 20886 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرد على المدعين ان الكتاب المقدس مليء بالتناقضات كيف تقولون ان كتابكم مُقدَّس وهو مليء بالأخطاء؟ هكذا يبدأ المهاجم على الكتاب في إلقاء التهم والادعاءات ضد المسيحية وكتابها المقدس، اعتقادي الراسخ ان الملايين من المهاجمين يتناقلون هذه الادعاءات بطريقة غير علمية ولكن بحماسة وتعصّب دون البحث الجاد بالرغبه الصادقة للعثور على الحق. لنفحص الادعاء: الذي الهب الدنيا بهذه الادعاءات هو اكاديمي مسيحي سابق يُدعى "بارت ايرمان" اصبح الان "لا ادري – agnostic" ولا يؤمن بأي دين بل ويُشكك في وجود الله. هذا الشخص كتب كتاب اسمه Misquoting Jesus وقال فيه ان ما وصلَنا الآن من كُتب العهد الجديد ما هي الا نُسخ منقولة من نسخ منقولة من نسخ، وهكذا. وعلى مر الزمن تعرضت هذه النسخ لاخطاء كثيرة، ولهذا لا يمكن ابدا التأكيد على أن ما لدينا من كتب للعهد الجديد في هذا الزمان هي الكتب ذاتها التي كتبها اصحابها، وهو يشكك ايضا ان الاشخاص الذين كتبوا العهد الجديد ليسوا معروفين في التاريخ باسمائهم، بل هم اشخاص عاشوا بعد هذا بمئة سنة على اقل تقدير بحسب زعمه. وقد ترجم بارت ايرمان كل فيديوهاته الى العربية لزعزعة الايمان المسيحي العربي. السؤال الذي يطرح نفسه: هل حقا هناك 400 ألف خطأ في الكتاب المقدس كما يقول المُدّعي؟ الرد: في الحقيقة لم يقل بارت ايرمان ان هناك 400 الف "خطأ" (Error) بل قال 400 الف "اختلاف “Variation ليس في الكتاب المقدس ذاته بل بين مخطوطات العهد الجديد!! مفاجأة صادمة للقارئ الان. نعم 400 الف اختلاف بين المخطوطات اليونانية للعهد الجديد وليس 400 الف خطأ كما يقول المدّعي. كيف تُفسَّر هذه الاختلافات وكيف أتأكّد ان ما بين يدي هو العهد الجديد الذي كتبه رسل المسيح بدون تغيير؟ 1 كورنثوس 15 : 54 تابعونا على الفيسبوك: عزيزي القارئ، ان سبب الاختلافات بين المخطوطات هو كثرة عدد المخطوطات الموجودة لدينا، وكثرة كاتبيها مع اختلاف مناطق الكتابة، 98 في المئة من هذه الاختلافات هي اختلافات هجائية او اختلافات نتجت بسبب عدم وجود علامات تشكيل، فقديما كُتب الكسرة التي تنطق في الكلمه "ياء" بحرف e أو i عند كتابة مخطوطة معينة بطريقة السمع، فقديما كانت تكتب المخطوطات فردية عن طريق شخص عامي او بطريقة نظامية بطريقة الكتابة، بحيث تقرأ على عدد من الاشخاص الذين يقومون بعملية النسخ في آن واحد. المثال اعلاه يوضح حدوث هذا الخطأ في النّسِخ، فقد قام احد الناسخين بكتاب "الكسره" التي سمعها في عبارة "ايس نيكوس" على انها e وليس i فصارت العباره "ايس نيكوس" الجديدة لهذا الناسخ والتي بها ال i كتبت e عبارة بمعنى اخر جديد وهو "في صراع - In conflict" بدلا من "في غلبة - In victory"، هذا الاختلاف الذي حدث بين مخطوطتين من الاف المخطوطات يحسب بانه "خطأ – Error" في قائمة ال 400 الف خطاء!! هذا في الحقيقة ليس خطأ في المخطوطة الاصلية بل خطأ حصل اثناء النسخ، وقد حدث في احدى المخطوطات وليس في جميعها وفي منطقة جغرافية مسيحية ما وليس في كل المناطق، ومن ناسخ ما وليس من كل الناسخين. وعلى هذا الاساس، هل يمكن معرفة ما يقوله النص الأصلي في الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس 15 : 54؟ هل هي "الى غلبة" ام "الى صراع"؟ بالطبع نعم يمكن، فلدينا الاف المخطوطات التي لم يقع فيها هذا الخطأ ومنها نتحقق بوضوح ان الاصل هو "الى غلبة". ان أكثر من 98 في المئة من ال 400 الف اختلاف هي في الهجاء واختلاف بترتيب الكلمات مثل "المسيح يسوع" و "يسوع المسيح"، لماذا حصل هذا الاختلاف؟ لانه لم يكن لدينا سلطة مركزية تقوم بجمع المخطوطات من كل بقاع العالم المسيحي القديم وحرقها وعمل نسخة قياسية، ونشكر الله على ان هذا لم يحصل وبانه لم يسمح بوجود مثل هذه السلطة والا لما علمنا هل هذه النسخة القياسية هي النسخة الاصلية ام تم التلاعب بها. اذ كيف يمكن التحقق عندها لانه لن يكون مخطوطة تسبقها زمنيا لان جميعا ستكون قد احرقت؟ الشكر لله انه لم يسمح بهذا بل سمح لكل مسيحي اراد النسخ في القديم ان ينسخ في أي مكان هرب اليه من الاضطهاد، يستطيع ان ينسخ الانجيل الذي يحبه ويموت من اجله وبعد نسخه يقوم بدفن المخطوطة القديمة او اعطائها لمسيحي اخر يحملها معه الى بلده، وهكذا انتشرت المخطوطات القياسية وغير القياسية، ومنها حصلنا على 400 الف اختلاف من بين 5400 مخطوطة يونانية وحوالي 10 الاف مخطوطة لاتينية وترجمات قديمة الخ. اكثر من 24 الف مخطوطة فة 3 قارات في العالم القديم عزيزى القارئ، بكل بساطة اذا كان لديك 5 مخطوطات قبل ظهور الطباعة لانجيل متى وكتب في افتتاحيته عبارة "كاتا ماثيان" اي "الانجيل بحسب متى" ووجدت 4 مخطوطات اخرى أقدم منهم ومتطابقة جميعها، ثم وجدت مخطوطة خامسه تختلف عنهم لانه وضعت كلمه "القديس “ agion - بل كلمة "متى" في العنوان الذي يُعَنوَن به الانجيل، اكرر: "في العنوان" وتم حسابه واعتباره انه اختلاف وأن هذه المخطوطة ترجع الى العصور الوسطى أي حديثة جدًا بالنسبة للمخطوطات ال 4 الاقدم، مثل هذا الاختلاف يُعد "خطأ" في حكم الناقد العربي من ال 400 الف خطأ، وهو يعلمه نقلا بدون علم او فحص ويعد "اختلافا" لدى الباحث الغربي وليس"خطأ" ويعرف بانه اضافه من ناسخ في العصور الوسطى في مخطوطه واحدة من ال 5400 مخطوطة. هل يوثر هذا الاختلاف عزيزي على العقيدة المسيحية؟ هل يمنعنا هذه الاختلافات من ان نستعيد النص الاصلي؟ هل يجعلنا نشك بالعهد الجديد الذي بين ايدينا الان هل وصل الينا كما كتبه الرسل؟ الاجابة: لا يؤثر اي اختلاف بين المخطوطات على اي عقيدة مسيحية، يمكننا استعادة النص الاصلي. اذ انه بترتيب الهي لم تُحرق المخطوطات القديمة فهي بحفظه موجودة لدينا الان كما وعد، ويمكن مقارنتها بل وتعطينا ثقه كبيرة بان ما لدينا الان هو ما كتبه رسل المسيح. |
||||
11 - 06 - 2018, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 20887 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل اقوال المسيح تتساوى مع اقوال الرسل والتلاميذ
نرى الكثير من المسلمين يرفضون اى اقوال للكتاب بل ويقولون اعطينى من اقوال المسيح وأن لم يتكلم المسيح عن شئ او عقيده تصبح وكأنها غير موجودة ! فيقول ديدات اقتباس: إنني أقتبس ذات أقوال المسيح كما وردت بالإنجيل . إلا أنكم عندما كنتم تقتبسون كانت النصوص التي تحاولون الاستشهاد بها هي من أقوال بولس ، ولم تستشهدوا بشيء من أقوال المسيح أبداً . هل استشهدتم بأقوال ينسبها الإنجيل إلي يسوع مباشرة ؟ كــلا . إنها أقوال منسوبة إلي بولس . . . بولس . . . بولس . أنا أريد أن أعرف ما قاله السيد المسيح ؟ إنني أحب ما قاله المسيح بشفتيـــه . أنا أحترم الأقوال الصادرة عن شخص المسيح لا إلي الأقوال التي قالها شخص آخر أو كتبها شخص آخــر . أنا أريد أن أعرف ما قاله السيح شخصياً . أعطونـــي كلماته هو . لايفرق السيد ديدات بين اى شخص كتب عن المسيح وما هو موحى به عن المسيح فيساوى بين اقوال اى شخص وبين الاقوال المكتوبه بالوحى كمثل من يقول لا اريد اقوال محمد بل اريد اقوال الله ! او من يرفض السنه ويقول اريد اقوال الله ! ديدات او غيرة يقعون فى مغالطه رهيبه وهى نتاج تاثرهم بالفكر الاسلامى حول مايسمى "انجيل عيسى" ، لا يوجد مايسمى بانجيل عيسى ماهو موجود هو 4 اناجيل من كتبها هو من ترفض انت اقوالهم ! ، ودعنا نتسال من قال ياسيد ديدات ان المسيح قال كذا او كذا ؟ أليس هم الرسل ! فلايوجد مايسمى بما قاله المسيح لان ماقاله المسيح هو ماقاله لنا الرسل على لسان المسيح فاذا قبلت اقوالهم عن المسيح ستقبل بالتالى كل اقوالهم لانهم ليسوا مصدر آخر مختلف عن مصدر اقوال المسيح بل هم نفس المصدر ! ، وأيضا انت لاتملك كلمات المسيح الحرفيه ف المسيح تحدث الاراميه بينما قام كتاب الاناجيل بترجمتها لليونانيه فانت تحمل معانى ماقاله المسيح وهذه المعانى من كتبها هم من كتبو عن المسيح ! الكتاب المقدس وحده واحده اذا اردت ان تثبت ان المسيح ليس هو الله يتوجب عليك ان تثبته من الكتاب ككل ,المسيحيه ليست هى اقوال المسيح بل شخص المسيح الذى تمحور حوله وتكلم عنه الانبياء فى العهد القديم والذى ظهر فى العهد الجديد فى جسد وبشر لمده 3 اعوام فقط تكلم فيهم بامثال ومهد فيهم لليهود عن شخصه ثم ارسل تلاميذه ليعلنوا عنه ، فلم يقل المسيح كل شئ وليست العقيدة هى اقوال المسيح 1.المسيح لم يقل كل شئ : 1.المسيح خدمته اقتصرت على 3 سنوات فقط 2.الله يتعامل دائما بالوحى التدريجى فالمسيح مهد بما يستطيع البشر حينذاك ان يقبلوة ويفهموه ويظهر هذا الفكر من ماقاله المسيح عِنْدِيَ الْكَثِيرُ لِأَقُولَهُ لَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوهُ الْآنَ ،،،، وَبِأَمْثَال كَثِيرَةٍ مِثْلِ هذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا 3.ليست كل اقوال المسيح دونت لانها لن يكفيها مكتبات بل كتب مايكفى لنعرف عنه ونؤمن به 4.المسيح كان هدفه الرئيسى هو الفداء فلم يفعل او يقول اى شئ قد يعطل ذلك 2.المسيح تكلم بامثال وغموض لكن ماقاله للتلاميذ كان أكثر وضوحا يقول Ben Witherington :” كان(المسيح) حريصاً جداً في كل ما كان يقوله علناً لكن حينما ينفرد بتلاميذه كان الموقف يختلف. لكن الأناجيل كانت في المقام الأول تخبرنا عما فعله يسوع علناً”. «قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا بِأَمْثَال، وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لاَ أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِأَمْثَال، بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الآبِ عَلاَنِيَةً.» تاتى ساعه = وهذا يشير ، بلا شك ، إلى الوقت بعد صعوده إلى السماء ، عندما سيرسل الروح القدس ليعلمهم حقائق الدين العظيمة. (Barnes) ،،،،، فما نراة فى كلمات المسيح ليست اشياء مباشرة بقدر كبير لكن ماعلمه للتلاميذ بعد صعوده او حتى فى فترة ال40 يوما بعد قيامته ، كان مباشرا «فلا تخافوهم لأن ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف» أشار الرب على أتباعه ثلاث مرات بأن لا يخافوا (ع26، 28، 31). أولاً، ينبغي ألا يخافوا مما يبدو انتصارًا للأعداء عليهم، فدعوى الرب ستنتصر انتصارًا مجيدًا في يوم قريب. حتى ذلك الوقت كان الإنجيل ما يزال مكتومًا وتعاليمه مخفيَّة نوعًا، لكن بعد قليل ينبغي للتلاميذ أن يذيعوا بجرأة رسالة المسيح التي ما تزال حتى الآن تُعلَن لهم سرًّا أي على انفراد.(William MacDonald)،،،، وكان هناك العديد من الأشياء التى كان يكتمها المسيح (عِنْدِيَ الْكَثِيرُ لِأَقُولَهُ لَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوهُ الْآنَ) وذلك بسبب اما عدم فهمها او قبولها ولذلك كان يعلم تدريجيا او لانه قد لايتحملها البعض فى ذلك الوقت «الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح» ما يعلمه الآن لهم سرًا عليهم أن يذيعوه، أما معلمى اليهود فكانوا يهمسون في أذان تلاميذهم، ما كانوا يرفضون أن يعلنوه للجميع. والمسيح لم يكن له تعاليم سرية تخص بعضًا من الناس وتكون سرًا على العامة. ولكن المسيح كان يعلم التلاميذ ويرفع من مستواهم، ويعلن لهم بعضًا من أسراره التي كانت أعلى من مستوى العامة، فالمسيح يعطى تعاليمه بالتدريج حتى يقبلها السامع. وهو هنا يقول لتلاميذه، كل ما قلته إعلنوه وإجعلوه في النور. الأذن= ما قاله المسيح لتلاميذه فقط في جلسات خاصة. السطوح= ليسمع الجميع.(انطونيوس فكرى) «اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ.» هو يعيد لنا ثانية بأنّ الرسل أنفسهم تلقّوا تعليمهم جيدا قبل ذلك الوقت الذي أخذوه لتعليم الآخرين لذلك ، مهما كانت الأشياء التي نطقوا بها .واظهروها ، إما بالكلمة أو بالكتابة فهم الكلمات الذي قالها المسيح نفسه(Calvin) ,,,,, المسيح ظهر للتلاميذ لمده 30 يوم يعلمهم ولم يذكر ماعلمهم 3.المسيح يساوى بين أقواله واقوال الرسل نؤمن كمسيحيين ان كل الكتاب موحى به فكلام المسيح لا يفرق شئ عن كلام الرسل « اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» جاء (السيِّد) في أشخاص تلاميذه، فيتكلَّم معنا بواسطتهم. أنه حاضر فيهم. بواسطة كنيسته يأتي، وبواسطتها يتحدَّث مع الأمم(اغسطينوس) 4.المسيح يقول ان أقوال تلاميذه هى اقوال الله «وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم » هذه الكلمات ذات أهمية حيث تؤكد ، على سلطة يسوع و أن حقيقته سيحافظ عليها بصرامة ودقة بفضل المساعدة الإلهية .سوف يحافظ الرسل والذين كتبوا تحت إرشادهم على الحقيقة بالكامل. وتفسر هذه الكلمات لمذا قبلت الكنيسة الأولى ككتابات سلطويه إلهية مع علاقتها الرسولية.(Peter Pett) ،،،،،،، فمن قال لهم المسيح نفسه انه سيرسل روح الله ليعلمهم ويذكرهم تكذبهم ! اذا فانت لاتؤمن باقوال المسيح «لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ» لدينا هنا عقيدة الوحى ذكرت في أقوى شكل لها. في الرسل ، في لحظة المحاكمة ، يقيم الروح القدس ، والكلمات التي يتحدثون بها يجب أن تكون كلماته. وأكد وجودها مع ومن يستطيع أن يؤكد ، أنه في تلك الوثائق المقدسة ، أسفار العهد الجديد ، لا يوجد نفس الوحى. إذا كان الرسل قد تم تزويدهم بهذا الوحى في أوقاتهم في المحاكمة ، فكم من الأهم من ذلك ، أنه عند تسجيل كلماتهم للأعمار لتعليم الكنيسة وتحويل العالم ، يجب أن يتمتعوا بنفس المؤهلات العالية.(Whedon) 5.اقوال الكتاب عن المساواة بين كلام المسيح وكلام الرسل ووحيه «إِذًا مَنْ يُرْذِلُ لاَ يُرْذِلُ إِنْسَانًا، بَلِ اللهَ الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا رُوحَهُ الْقُدُّوسَ.» من لا يتلقى هذه التعاليم ، ويقودها إما لتقليل قيمتها أو يحتقرها ، لا يحتقرنا نحن بل الله ، الذي تلقينا منه التفويض ، وبواسطته نحن نعطي هذه التوجيهات(Adam Clark) هذه الايه قرائتها الصحيحه هى "الذى اعطاكم ايضا روحه القدوس" كما ترجمه NIV "who gives you his Holy Spirit." وتاتى الايه هكذا فى ترجمه Nlt: Therefore, anyone who refuses to live by these rules is not disobeying human teaching but is rejecting God, who gives his Holy Spirit to you. ولذلك ، فإن أي شخص يرفض العيش بموجب هذه القواعد لا يعصي تعليم الإنسان ولكنه يرفض الله الذي يعطي روحه القدوس لك. «فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا.،فَقَطْ. وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.» الرسول هنا يقول ان المسيح لم يتكلم فى هذا الشأن لكن هو يقول هذا وهو أيضا لديه روح الله اى كلامه موحى من الله وهناك الكثير والكثير من الآيات الملخص 1-اقوال المسيح من اخبرنا بها هم من اخبروا بباقى العهد الجديد وهم من ترجموا كلام المسيح فقبول كلامهم عن المسيح = قبول كلام المسيح الذي قالوة 2-الكتاب المقدس كله موحى به وكله كلام المسيح 3.الرسل بشهاده المسيح والكتاب كلامهم من الله ومساوى لكلام المسيح [رحماك يا الله بابنك الضعيف] |
||||
11 - 06 - 2018, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 20888 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نتبع يسوع في الطريق
والخدمة لا تسبق التوبة والإيمان بالمسيح كيف نتبع يسوع في الطريق – والخدمة لا تسبق التوبة والإيمان بالمسيح كما أن الشظايا الصغيرة تدخل يد الإنسانفتتسبب في آلام مبرحة مع تورم يؤدي لسخونة الجسد كله وتسممه، هكذا أيضاً العدو الشيطان يغرس أشواك الخطايا في قلب الإنسان، حتى تمرض نفسه ويسحف السم القاتل في كل الأعضاء الروحية الداخلية حتى يُصاب الإنسان بالشلل الروحي، فتتعطل مسيرته لأنه صار طريحاً لفراش المرض الخطير الذي أصابه حتى أنه صار مشرفاً على الموت. وفي تلك الحالة لا تنفع نصيحة ولا كلام من أي نوع،لأن كل الحواس الداخلية التي للنفس صارت معطلة، لا تحتاج إلا لطبيب النفس لأن عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام، لأن كل شيء مكشوف وعريان قدامه، وهو يعرف داء النفس وكيف يُعالجها علاجاً فعالاً. وكما أن المتألم من الشوكة السامة المغروسة في لحم يدهيصرخ من الوجع حينما يشتد عليه فيسمعه الطبيب ويأتيه عاجلاً ليُعالجه بالجراحة واستخدام المشرط الحاد لكي يفتح ويستخرج الشظية، هكذا النفس التي تتألم داخلياً وتصرخ من شدة الوجع الداخلي فأن طبيب النفس يأتيها بقوة صليبة المُحيي ليفتح الجرح المتقيح لينتزع منها الأشواك التي سممتها، لذلك وفي تلك الحالة لا تحتاج لكلمات ولا نصائح ولا أعمال مقدسة أو حتى خدمة تقوم بها، لأن طريح الفراش لا يستطيع ان يقوم بأي عمل لأن قواه خائرة وأي حركة يفعلها فيها خطورة على حياته. فنحن لا نفعل أعمال رحمة أو أعمال الروحيين لكي نُشفى،لأنها لن تُشفينا بل ستجعلنا متوهمين أننا شُفينا، لأن المسكنات لا تنفع لشفاء المرض، بل تعمل على أن تتوارى أعراضه فقط ولكنه يظل فعالاً ولا يتوقف انشار السم في الجسد، لأن لو اكتفينا بالمسكنات فأن المرض سيتفشى إلى أن يصل بنا إلى الموت، لذلك الموضوع يحتاج علاج جذري، وكما رأينا في مثل الشظية المغروسة في اللحم، فهي تحتاج لمشرط الطبيب الماهر ليستخرجها ولا يُبقى منها شيئاً، لتعود الصحة للجسد. وعلينا أن نعي أيضاً أن الرب إلهنا رب الحرية والحياة،لا يفعل لنا شيئاً خارج إرادتنا، أي أنه لا يمد يده بالشفاء خارج رغباتنا، لأنه حينما كان يُناديه أحد ويصرخ إليه فأنه يقترب منه ملبياً النداء لكنه يتساءل: ما ذا تُريد أن أفعل؟ + وجاءوا إلى أريحا، وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالساً على الطريق يستعطي. فلما سمع أنه يسوع الناصري: ابتدأ يصرخ ويقول: [يا يسوع ابن داود ارحمني]. فانتهره كثيرون ليسكت، فصرخ أكثر كثيراً [يا ابن داود ارحمني]. فوقف يسوع وأمر أن يُنادى، فنادوا الأعمى قائلين له [ثق، قم، هوذا يناديك]. فطرح رداءه [وقام وجاء الى يسوع]. فأجاب يسوع وقال لهُ: [[ماذا تريد أن أفعل بك]] فقال لهُ الأعمى: [[يا سيدي أن أُبصر]]. فقال له يسوع: [[اذهب إيمانك قد شفاك]] [[[فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق]]] (مرقس 10: 46 – 52) ومن هنا يا إخوتي علينا أن نتعرف على كيفية تبعية يسوع في الطريقوهي تبدأ بمعرفة أنفسنا وكم هي مريضة وقد أشرفت على الموت بسبب غرس أشواك العدو فيها، وما مدى عماها القلبي لأنها لا تستطيع ان تبصر النور وترى وجه يسوع، ومن وعينا الداخلي لمرضنا الروحي فأننا نصرخ إليه، طالبين أن يُشفينا من الداء القاتل للنفس، وحينما نؤمن نُشفى ونرى مجد الابن الوحيد، فنتبعه في الطريق ونسير معه للنهاية. فهذا هو الطريق السليم للتبعية ولا يوجد غيره طريق،فنحن نتقابل معه أولاً بالتوبة والإيمان به كطبيب حقيقي لنا، فنجد فيه شفاء لنفوسنا، فنتذوق قوة عمله فينا بسرّ المحبة التي له من نحونا، وفي تلك الحالة سنترك كل شيء وننادي باسمه لكي يأتي إليه الجميع ليتذوقوا قوة الشفاء الذي اختبرناه كواقع عملي في حياتنا الشخصية، لذلك قلت لكم سابقاً أن الخدمة لا تسبق التوبة والإيمان أبداً، لأنه لن يكون لها أساس متين مبنية عليه، لأنها في تلك الحالة ستكون مبنية على الرمل وستصير هشة تزول طبيعياً ولن يكون لها قيمة أمام الله ولن تُسعف النفوس المتعبة، بل دائماً الخدمة تأتي بعد التوبة والشفاء من الخطية: لأنها ستصير خبرة نفس التقت مع مسيحها الشافي، لذلك صارت بوعي تنادي الجميع إليه لكي يشفوا أيضاً ويتذوقوا حلاوة النظر إليه ويفرحوا بالغفران: طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ (رومية 4: 7) فالخطية كالحمى أن لم نُشفى منهافكيف لنا أن نخدم أحداً بأي نوع من أنواع الخدمة: [فلمس يدها فتركتها الحمى فقامت وخدمتهم – متى 8: 15] فتركت المرأة (السامرية) جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس. هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه. (يوحنا 4: 28 – 30) |
||||
11 - 06 - 2018, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 20889 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على أحد شكوى، كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضا. كولوسى 13:3 الله القدوس احتاج لمعونة روحك القدوس لكى اتخلى عن المطالبة بالاخطاء التي ارتكبت ضدي وان اعامل هؤلاء الذين جرحوني كأخوة لي في عائلتك. من فضلك مكنّي من أن التزم بمثالك في التسامح ، حتى عندما يكون صعب. باسم يسوع اصلي . آمين |
||||
12 - 06 - 2018, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 20890 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما معنى إِنْ لَمْ تَعُودُوا كالأَطْفَال لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات ن الدرب المختصرة الى الملكوت هي درب “الطفولة الروحية”، على عكس الذين يسلكون درب السلطة والتسلط على الناس بالمال والتباهي بالانجازات والأملاك المادية والدنيوية…!!! الطفل يجمع أهل البيت حوله، لأنه مصدر فرحهم وبسمتهم، ومحور اهتمامهم في الأعياد والمناسبات، في حضوره تتغلب العائلة على تجارب عديدة منها القسمة والتفرقة ونبذ الاخر. وعندما يغيب، تغيب معه الأحلام والطموح، وترى أهل البيت منقسمين، مستعدين لتدمير بعضهم في سبيل إشباع غرائزهم من خلال التسلط والتملك والتفلت الاخلاقي!! تكلم يسوع لغة الأطفال، وسلك درب الأطفال، تكلم بالامثال التي تصور حقائق عظيمة بلغة سهلة يفهمها الصغار والبسطاء قبل الكبار والعقلاء والفهماء وسلك طريق الأطفال في النقاوة والطهارة والقداسة، من خلال فعلين أساسيين: الخدمة والغفران. الطفل يخدم الآخرين، في سبيل خيرهم وسعادتهم وترقيتهم ويغفر كل إساءة ببراءة كلية. هذا ما فعله يسوع فهل نفعل مثله؟ تكلم يسوع لغة الأطفال وسلك طريق الأطفال في الحب والتواضع والغفران والفداء. علمنا أن الأكبر هو الذي يخدم أكثر ويحب أكثر ويغفر أكثر، لا يتسلط ولا يتباهى، ولا يحقد ولا يُفرق بين الإخوة، ولا يثير النعرات بالنسبة ليسوع هؤلاء لا يدخلون ملكوت السموات لأنهم “يشتهونَ ولا يملِكُون. يقْتُلُونَ ويحسُدونَ ولا يمكنهم الحُصولُ على ما يُريدون” (يعقوب2:4). الأطفال لا يصنعون الحروب، لا يشعلون النعرات والفتن. الأطفال لا يغتابون بعضهم البعض، لا يثرثرون ولا يتناولون سمعة بعضهم ولا يدمرون بعضهم، الأطفال يلعبون ويلهون ويفرحون، الأطفال يعشقون الحياة، لا يعرفون الحسد المميت والحقد القاتل… الأطفال لا يدمرون بعضهم في سبيل المراكز والألقاب والكراسي…!!! الأطفال بطبيعتهم متواضعين، أما نحن الكبار فقد أضعنا “الكِبظ“رِ” بسبب “الكبرياء” يقول القديس أغسطينوس: “المتواضعون كالصّخرة، تنزل إلى أسفل، ولكنها ثابتة وراسخة أما المتكبّرون فإنهم كالدخان يعلو إلى فوق ويتسع فيضمحل ويتبدد” |
||||