10 - 04 - 2018, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 20531 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف حمى مار ميخا النوهدري بلدة القوش العراقية؟ قصص مؤثرة يرويها أهالي المنطقة! يبدو ان القوش كانت مسيحية في القرن الرابغ الميلادي. وكانت لها كنيسة تقام فيها الصلوات والشعائر الدينية من قبل الكهنة والشمامسة وجماعة المؤمنين المعتنقين حديثا للديانة المسيحية، وهذا مل تؤيده قصة مار ميخا، حيث تذكر أنه كان في استقبال مار ميخا كهنة وشمامسة وجمع كبير من اهالي القرية. كان مجيء مار ميخا الى القوش حدثا فجائيا غير متوقع، وطلب من الناس ان يتوبوا ويصوموا ويصلوا فلبوا طلبه بحرارة وشوق، واقاموا بمعيته الصلاة والابتهال الى الله. عندئذ ايقن أهلها أن هذا الوافد الجديد هو مبعوث الهي الى قريتهم جاء لينقذهم من المرض ويدعوهم الى التوبة ويرشدهم الى حياة جديدة. وبالتالي جاءت الى القرية بكاملها رجالها ونساؤها صغيرها وكبيرها، تسلم عليه وتتبرك به، وتطلب منه الصلاة على مرضاهم. زد على ذلك، عندما قدم مار ميخا الى القوش لم يكن يملك شيئا سوى الانجيل، ولبث في القوش ينتظر من الله ان يدبر اموره، وقد انتشر خبره في الاماكن المجاورة. شعر اهالي القوش بحاجة مار ميخا الى منزل كما لمسوا لديه الرغبة في تعليم الشبان والأطفال وتهذيبهم، فقاموا ببناء دير ومدرسة في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية، يقيم فيها ويؤدي رسالته التي من أجلها قدم القوش. وهنا بدأت قصة الايمان الراسخ مع مار ميخا النوهدري. فما هي تفاصيلها؟ جمع مار ميخا في مدرسته كل الأطفال وطلاب العلم من القوش وأطرافها وأسكنهم في ديره ليعيشوا سوية على الايمان والتقوى من أجل بث الاشعاع الروحي. وتوفي في الأول من تشرين الثاني سنة ٤٢٩م. عن عمر يناهز المائة والعشرين سنة. تقع بناية مار ميخا في القسم الشمال الشرقي من بلدة القوش، وتتكون من هيكل واسع للصلاة تعلوه قبة، وتتصل بالهيكل من الجهة الشمالية عدة غرف للتدريس بحيث كانت تشغلها مدرسة القوش الابتدائية للبنين منذ تأسيس الحكم الوطني والى سنوات خلت. واذا دخلنا الى الهيكل تمتلكنا مشاعر من الخشوع والهيبة بمشاهدتنا المذبح القائم في صدر الهيكل وعلى جانبيه مرقدين. من الجانب الشمال مرقد مار ميخا. ومن الجنوب مرقد النبي ناحوم. هذا وترتفع مشكاة جميلة على يسار باب المذبح من الجهة الشمالية مزينة بنقوش نباتية في أسفلها كتابة منحوتة في الحجر باللغة الكلدانية. وفي ما خص التقليد الشعبي المتعارف عليه في القوش والمتوارث أبا عن جد يقول:" ان مار ميخا حفر قبره بيده، ودفن في نفس المكان المعروف اليوم بقبر مار ميخا. ولدى ترميم البناية في عهد البطريرك مار يهب الاها الخامس عثر على صندوقين من الحجر احدهما يحوي عظام مار ميخا والآخر عظام النبي ناحوم، وقد تم التعرف عليهما من الكتابة المنقورة على كل منهما. فوق ضريح مار ميخا نشاهد صورة كبيرة بالألوان لمار ميخا تمثله وهو يخرج الشياطين من إمرأة ممسوسة، والصورة مرسومة بريشة الرسام الشماس" اسرائيل بربيشو" من قرية تل حاش وتاريخ رسمها سنة ١٩٢٥ وقد أوصى برسمها القس يوسف كادو. كما أن الصورة مستوحاة من تقليد شعبي شائع في القوش. وبعد موت مار ميخا ودفنه في نفس البناية، اكتسبت تلك البناية قدسية وهيبة، وبني فيها هيكل للعبادة فوق قبره، والذي كانت سيرته وسمعته تؤهله أن يكون قديسا في نظر أهالي القوش، فاتخذوا منه وهيكله شفيعا للقرية وعونا لأهاليها في محنهم وصعوبات حياتهم. بقي ذلك الهيكل وتلك المدرسة جيلا بعد جيل ترمم وتصان وتحقظ من عاديات الزمن حتى عهد البطريرك مار ياوالاها الخامس الذي قام بتجديد الهيكل. وظل ذلك الهيكل قائما حتى عهد البطريرك مار يوسف أودو الذي قام بهدمه وتجديده كليا سنة ١٨٦٧. استمرت مدرسة مار ميخا تؤدي رسالتها بعد وفاته محافظة على الهدف السامي الذي من اجله أسسها وقضى عمره في نشره وترسيخه في نفوس تلامذته. فأدت المدرسة رسالتها وحملت مشعل المعرفة جيلا بعد جيل وتملأ الكنيسة بالشمامسة والكهنة والمتعلمين والخطاطين. في الأول من تشرين الثاني من كل عام تحتفل القوش بعيد مار ميخا، وهذا العيد تحييه القوش فقط من دون كل القرى والمراكز المسيحية بحيث تقام الاحتفالات بحسب التقليد والعادات الشعبية المتبعة. ومن هنا، بدأ يتلألأ اسم القوش في الأوساط الكنسية والعالمية بفضل الادباء النيرين الذين أنجبتهم مدرسة مار ميخا. وبنظر اهالي القوش، مار ميخا لم يمت وستبقى ذكراه حية بينهم على. مدار الأيام ما دام هناك مدرسة وتلاميذ مؤمنون بتراثهم المفعم بالايمان والمحبة خدمة للصالح العام. |
||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 10 - 04 - 2018 الساعة 06:37 PM |
|||||
10 - 04 - 2018, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 20532 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيون سحرية 3 عيون سحرية !!! كلما إستخدمت باب الشقة التي استأجرتها بمدينة تورنتو بكندا، أسأل نفسي: لماذا توجد ثلاثة عيون سحرية في الباب الرئيسي للشقة، والحاجة عادة إلى عين سحرية واحدة فقط لرؤية من هو الطارق على الباب؟ ازداد الفضول عندي يومًا بعد يوم، لمعرفة لماذا ثلاثة؟ فذهبت للمسؤولة، وسألتها عن سر الـ3 عيون السحرية التي على باب شقتي. فنظرت إليَّ نظرة تحمل خبرة الأيام وربتت على كتفي قائلةً: “يا بني: كانت تسكن في الشقة قبلك شابة في مقتبل العمر مثلك، ولم تمضِ الأمور على ما يرام إذ أصيبت بهشاشة في العظام، للدرجة التي انحنى فيها ظهرها، ولم تعُد قادرة على استخدام العين السحرية الموجودة أصلًا، فاضطررنا لعمل واحدة جديدة تتناسب مع طولها بعد انحناء ظهرها، مرت سنوات أخرى ولم تتمكن من السير والانتصاب مطلقاً واستخدمت كرسيًا متحرك، وبالتالي لم تعد قادرة على استخدام العين السحرية الثانية، مما اضطرنا لعمل عين سحرية أخرى ثالثة تتناسب مع مستوى الكرسي المتحرك الذي صار ملازمًا لها”. تركتُ مكتبها وظلت ترن في أذني كلمات الحكيم الخالدة: «اذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُور» (جامعة12: 1). فمع مرور السنين تظهر ملامح الضعف البشري والإنساني في كل جوانب الحياة. لذا دعني أشاركك قارئي العزيز ببعض الشخصيات الكتابية وطابع الحياة التي قضوها على مدى الأيام والسنين، وحتمًا لنا في ذلك دروس قيمة ومفيدة. • سنون طابعها نزيف الدم والشقاء «وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيرًا مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئًا، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَال أَرْدَأَ» (مرقس5: 25-26). كانت هذه المرأة، وعلى مدار 12 سنة، تعاني من نزيف الدماء؛ مما جعلها في حالة نجاسة يومية بحسب الشريعة الموسوية، بالإضافة أنها تألمت كثيرًا من أطباء كثيرين ولم تنتفع شيئًا حتى التقت بالطبيب العظيم، وبلمسة واحدة وقف نزيف الدماء. إنها تشبه حال الكثيرين اليوم، مصابون بنزيف في الأخلاق والأموال والأوقات، ولم ينفعهم أحد من البشر ولم يشفهم أو يكفهم طبيبهم الزائل (المال، الشهرة، السلطة، ...) والعلاج الحقيقي والكافي يكمن في “التلامس” مع شخص الرب يسوع، وحتما ستأتي الحرية والشفاء. لقد آمنت به وقالت: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ» (مرقس5: 28). • سنون طابعها الضعف والانحناء «وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ» (لوقا13: 11-12). هنا امرأة أخرى، ولمدة 18 سنة، تعاني من الضعف والانحناء؛ وهي تمثِّل حال فئة ليست بقليلة، تمرّ عليهم السنون وهم تحت طائلة الهموم والمشاكل والخطايا، مما يحني ظهورهم ويمنعهم من الانتصاب ورؤية الحياة بصورة مختلفة ومباركة. ويقبعون تحت الضغوط والضعف وينطبق عليهم القول : «ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟» (2صموئيل13: 4). لكن مما يشجِّع أنه بالرغم من ضعفها وانحنائها : «رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِك» (لوقا13: 12). لذا تأكد تمامًا يا صديقي أن الرب يسوع يراك ويرى ضعفك ويشعر بك، وهو أيضًا يريد أن يحلك من كل روح ضعف وفشل وانحناء في حياتك... فهل تُقبِل إليه؟! • سنون طابعها أيادٍ وأرجل عرجاء «وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ » (يوحنا5: 5-6). إن حالة هذا الرجل المفلوج أكثر سوءًا من سابقيه، فعجزه استمر لمدة 38 عامًا!! لقد كان يعيش، لكن حياة بطعم موت. إنه يشبه حال الكثيرين ممن يحملون اسم المسيح، لكن لا لون ولا طعم ولا ثمر في حياتهم. فالأيادي (العمل الصالح) والأرجل (السلوك الصحيح) مشلولة تمامًا، مكتوب: «فليضيء نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ » (متى5: 16). فهل أعمالنا وسلوكنا تمجد الرب؟ لقد شُفى المفلوج من المرض الذي لازمه أغلب حياته عندما تجاوب مع سؤال الرب يسوع : «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ» وتساؤل المسيح هذا لا زال قائمًا على مرِّ الأجيال... هل تشعر بحاجتك لإبراء من خطاياك وريائك يا عزيزي؟ أم ما زلت معجبًا بحالة العرج وعدم الاستقامة ؟ • سنون طابعها البركة والرخاء «زَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَبَارَكَهُ الرَّبُّ» (تكوين26: 12). يا لسعد وفرحة أبينا إسحاق، إذ في سنة واحدة أصاب مئة ضعف من الثمار، وباركه الرب على أساس نعمته الغنية فقط. فبالرغم من ضعف إسحاق الذي ظهر في كذبه على أبيمالك، إلا أنه أطاع الأمر الإلهي : «تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ» (تكوين26: 3). وهنا أدرك اسحاق أنه غريب في هذه الأرض، فتمتَّع بالمعية الإلهية، لذلك أتت البركة السماوية لحياته : «بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا» (أمثال10: 22). فهل نحن نختبر بركة الرب في جوانب حياتنا أم ما زلنا نعتمد على قوتنا وإمكانياتنا الشخصية؟! • سنون تحمل طابع الوعد والرجاء «وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ» (يوئيل2: 25) ما أجمل تعويضات الرب لمن يثق فيه ويتبعه، فهو الوحيد القادر أن يعوِّض عن السنين التي أكلها الجراد. ربما تكون بسبب نزيف الخطايا والشقاء أو سنين الضعف والانحناء، ومهما كانت الأرجل عرجاء، لا تمجد رب السماء. ها هو يقول لك: “أسمح لي أدخل لحياتك وأعوضك اللي فاتك” إنه صاحب الوعد الكريم: «فَمِنْ هذَا الْيَوْمِ أُبَارِكُ» (حجي2: 19). صلاة: سيدي الغالي المسيح لقد مرت عليِّ السنين والأيام... لا أجد معنى فيها فهي بدونك أوهام... اسمح وادخل لقلبي وغيِّره بالتمام... لأختبر بركتك في حياتي على الدوام... وأشهد عن حبك أمام كل الأنام. * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
10 - 04 - 2018, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 20533 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خَلاَصَ بَارَابَاسَ
"خَلاَصَ بَارَابَاسَ" “من بارباس إلى يسوع، متغيِّر بفضل نظرة”. بيدرو ساروبي، رجل يحب التحديات ولا يخشاها، ترك بيته منذ الصبا والتحق بفرقة سيرك، ثم جاب العالم معتقدًا حسب كلماته : “أن بإمكاني في مكان ما أن أملأ ذاك الفراغ الروحي الذي كنت أشعر به”. جرَّب كثيرًا، فتوجَّه إلى معبد شاولين في هينان الصينية لتعلُّم فنون القتال، لكنه لم يجد هناك ما كان يبحث عنه. ثم ذهب إلى التبت فارضًا على نفسه الفراغ والصمت لستة أشهر لبلوغ حلم التنوير البوذي، إلا أن قلقه الوجودي لم يتوقف. وفي الهند مارس التأمل وصولاً إلى أقصى حدود ممكنة تقريبًا. ثم أقام بعد ذلك في الأمازون في البرازيل حيث تعلم البرتغالية، وكان في الوقت نفسه يمارس التمثيل ما بين رحلة وأخرى. • تعود رحلته مع التمثيل إلى مشاركته في الثامنة عشرة من العمر في أعمال مسرحية ثم في إعلانات وأفلام إيطالية مستقلة. تخصَّص في الكوميديا، ثم راوده حلم الإخراج لشعوره بطاقته المكبوتة. ويقول: “كنت أشعر بنفسي وكأني نمر حُبس في خيمة سيرك يستعد للعرض”. ثم بدا أن هوليوود تبتسم له حين عُرض عليه دور صغير في فيلم : “ماندولين العميد كوريللي” عام 2001، إلا أن لحظة الشهرة المرجوة لم تصل، وبقي فراغه الروحي. • بعد بضعة أشهر عقب هذا الفيلم تلَقى مكالمة هاتفية لأداء دور في فيلم من إخراج ميل جيبسون، واعتقد أنه أحد أفلام الحركة والمغامرات، لكنه فوجئ بأنه فيلم يروي آلام المسيح، وموته وقيامته. ويقول ساروبي تعليقًا عن هذا الأمر: “لم أتخيل قَطّ أن بإمكاني التمثيل في فيلم حول آلام المسيح، لأني كنت بعيدًا جدًا عن الكنيسة”. • تمنى أن يلعب دور بطرس الرسول، وشعر بخيبة أمل حين أخبره ميل جيبسون أنه اتصل به ليؤدي دور باراباس. ويؤكِّد بييرو ساروبي أنه لم يتطلع إلى أداء دور بطرس الرسول انطلاقًا من دوافع روحية، بل لأن أجر يوم التصوير كان أكبر لمن يمثل هذا الدور، وكان دور بارابّاس قصيرًا في الفيلم. “شكوت من اقتراحهم على هذا الدور الصغير رغم كوني ممثلاً شهيرًا”. لكن لم تنجح محاولاته وانتهى به الأمر بتمثيل شخصية برابّاس. إلا أن فترة التصوير القصيرة تلك شكلت خطوة حاسمة وأساسية في حياته. • تحدَّث إليه ميل جيبسون قبل بدء التصوير بأيام لإعطائه المزيج من التفاصيل حول الشخصية، وكان لنقطة محدَّدة أشار إليها جيبسون تأثير كبير على ساروبي، حيث أخبره بأن بارباس من عذاب السجن بدأ يتحول إلى شبه حيوان وحشي لا يتكلم بل يعبِّر بالنظرات فقط. وأضاف المخرج: “ولهذا اخترتك، حيث بدا أنك تجسد بشكل جيد هذا الحيوان الوحشي، لكنك تملك في أعماق قلبك نظرة إنسان صالح”. وكان لهذه الكلمات تأثير قوي في قلب بيدرو. • خلال أيام التصوير القليلة راقب ساروبي زميله بطل الفيلم، جيمس كافيزل، الذي أدى دور يسوع، وذلك خلال تصوير المشهد الذي تطلب فيه الجموع إطلاق بارباس والحكم بصلب يسوع. في تلك اللحظة أصبح بيدرو ساروبي وبارباس شخصًا واحدًا، وخلال التصوير لم يكن بيدرو يمثل بل عاش، شعر في جسده بالكامل بذبذبات الحدث. وعندما أُطلِقَ بارابّاس، التقت عينا بيدرو بعينَي كافيزل، ويصف الممثل اللحظة بهذه الكلمات: “كان لها تأثير كبير، شعرت وكأنَّ هناك تيارًا كهربائيًا يربط بيننا. شعرت أن يسوع نفسه هو من ينظر إليَّ!” ويؤكِّد الممثِّل الإيطالي أنه منذ تلك اللحظة أن كل شيء في حياته قد تغير، وزارت روحه أخيرًا تلك السكينة التي بحث عنها لسنوات من خلال عشرات الرحلات. ويضيف: “حين نظر إليَّ لم تكن عيناه تحملان كراهية أو معاتبة تجاهي، بل رحمة ومحبة”. • يروي بيدرو ساروبي تغييره هذا في كتاب بعنوان “من بارباس إلى يسوع، متغيِّر بفضل نظرة”. وهكذا بدأت مرحلة جديدة في حياته؛ حينما أدرك أن باراباس يمثل البشرية كلها. فباراباس أنقذه المسيح من الصلب والموت والدينونة المحققة. وهكذا كل من يؤمن بالمسيح وبصليبه؛ ينجو من الدينونة الرهيبة التي تنتظره. • أخي الحبيب؛ يمكنك أن تتمتع بذات النظرة الحانية الممتلئة بالنعمة والمحبة من نفس الإله الذي يُحبّك ويبحث عنك. ربما تبحث أنت أيضًا منذ سنوات عما يملأ فراغك الروحي كما كان يفعل “بيدرو” لكنه لم يجده إلا في نظرة المسيح له. أنت لا تحتاج أكثر من الإيمان بالمسيح وعمله لأجلك: تثق أن الصليب كان لأجلك، وتؤمن أن المسيح وحده هو القادر أن يخلِّصك ويحرِّرك من خطاياك. اسمع لقول الرب في سفر إشعياء : «اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا يَهْوَهْ وَلَيْسَ آخَرَ» (إشعياء45: 22). نظرة إيمان بالمصلوب تنقذك من دينونة رهيبة تنتظرك. هيا التفت إليه الآن، وصلِّ تائبًا معترفًا به ربًا وسيدًا على حياتك. مقدِّمًا له ماضيك بكل ما فيه، وطالبًا منه أن يمتلك ويسود على حاضرك ومستقبلك بالكامل. * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
10 - 04 - 2018, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 20534 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جدعون
جدعون (3) عندما ضرب جدعون بالبوق اجتمع 32 ألف، ولكن الحماس الجسدي والتأثُّر بنشاط أحد الخدام المكرَّسين اللامعين شيء، وامتلاك الصفات الأدبية لهذا الخادم شيء آخر. الفرق كبير بين السير وراء الخدام والسير مع الرب بشكل مباشر. كثيرون فشلوا بعد فترة وتراجعوا لأنهم لم يتدربوا في محضر الرب، ولم يكونوا مستعدّين لتحمل مشقات الخدمة. • بَكَّر جدعون وكل الشعب ونزلوا على : "عَيْنِ حَرُودَ" ومعناها “ينبوع الارتعاد”. إن التبكير عادة حسنة في كل خادم أمين، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك : (انظر: تكوين22؛ خروج16؛ 1صموئيل17؛ مزمور63؛ أمثال8؛ نشيد7؛ مرقس1: 35). وعين حرود تشير إلى الروح القدس، “روح مخافة الرب”. وقد قال الرب: «وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ: إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي» (إشعياء66: 2). الشعب كان كثيرًا، وكانوا معرَّضين أن ينسبوا النصرة لأنفسهم؛ ولهذا كان يجب أن يجتازوا في امتحان مزدوج. الامتحان الأول: من كان خائفًا فليرجع. وهذا المبدأ نراه في الناموس قبل دخول الشعب أرض كنعان (تثنية20: 8). الخوف مرجعه عدم الإيمان والشك في صلاح الرب وقدرته، وهذا سيًضعِف عزيمة الباقين، وهو مرض معدٍ وينتشر بسرعة. وفي حالة رجال جدعون، الخوف أرجع 22 ألف، وبقي 10 آلاف. الإنسان يحب الكثرة والأعداد الكبيرة، ويربط نفسه بالكيانات الكبيرة والقوية، لكن الرب يعمل مع البقية ويشجِّعها، وليس عند الرب مانع أن يخلّص بالقليل أو الكثير. الرب يهمه النوعية وليس الكمية. • الامتحان الثاني: أخذهم عند الماء لينقِّيهم هناك. وترك كل واحد يشرب بتلقائية على طبيعته، ولم يكن أحد يدري، ولا جدعون نفسه ما سيترتب على طريقة الشرب. البعض جثا على ركبتيه وشرب، والبعض الآخر أخذ كمية قليلة بيده وولغ بلسانه كما يلغ الكلب. طريقة الشرب تعكس الحالة لكل شخص وتُعبِّر عن نمط حياته واهتماماته. الأكثرية ركعوا للشرب، وكان ذلك عندهم أهم من الحرب. 300 فقط من العشرة آلاف هم الذين قنعوا بالقليل وأخذوا بأيدهم إلى أفواههم، وركضوا إلى الحرب. والرب اختار هؤلاء فقط، وهم الذين كانوا مؤهلين للحرب. وماذا يعني هذا الامتحان الثاني؟ إنه يعني الاستعداد للتخلي عن الذات وإرضائها والركوع أمام رغباتها. إنه يعني ضبط النفس في كل شيء، والقناعة بالقليل من المسرات الأرضية، حتى الأمور المشروعة. الذين ركعوا للشرب يمثلون قطاعًا كبيرًا من المؤمنين الذين يعيشون لأجل أنفسهم ويدللون رغباتهم، ولم يتعلموا إماتة الذات. إنهم يبحثون عن أكبر قدر من الترفيه وإنعاش الطبيعة البشرية ويفتكرون في الأرضيات، ناسين أنهم شركاء الدعوة السماوية. الكتاب يعلمنا أن : «كُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ» (1كورنثوس9: 24) وأمامه الهدف الأسمى. ويُحرَّض العبرانيين: «فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ»، الراحة المستقبلة في المجد، حتى لو تعبنا هنا لكي نحفظ أنفسنا في الطريق الضيق. إن : «الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ» (1كورنثوس7: 29)، وعلينا أن نستعمل هذا العالم مجرَّد استعمال مؤقَّت في الرحلة القصيرة. أن يأخذ بيده الماء فهذا يعني أن يتحكم فيما يستعمله، ولا يترك العنان لرغباته لتتحكّم فيه. إنه في حالة حرب ويقول لنفسه: «أَهُوَ وَقْتٌ؟!» • 97٪ فشلوا في الامتحان، و300 فقط من العشرة آلاف هم الذين نجحوا، وربما كان ذلك مُحبطًا لجدعون. وماذا عن تسليح هؤلاء في الحرب لمواجهة المديانيين؟ لا نقرأ أنه كان معهم سيف أو رمح أو ترس، بل جرار فارغة ومصابيح بداخلها، وفي اليد الأخرى أبواق. ودائمًا طريق الإيمان يبدو غريبًا وغير منطقي. الحرب للرب وهو الذي سيخلّص. الإيمان يدرك أن جيش المديانيين لو كان عددهم مليون فهم مليون صفر، ورجال جدعون عددهم 300 وهم أيضًا 300 صفر، لا تفرق ولا يهم، فالكل باطل كالعدم. لكن رجال جدعون معهم واحد هو الرب وكأنهم 300 صفر وراءهم واحد وهو عدد لا يُحصى، أما المليون صفر (رجال المديانيين) فليس معهم الواحد. الإيمان يعوّل على الرب ويتكل عليه. • الرب أراد أن يشجِّع جدعون، الذي ارتخت يده عندما تقلَّص العدد، بعلامة أخرى دون أن يطلب. فذهب إلى طرف محلة المديانيين وسمع واحدًا يقصّ حلمه على صاحبه، وكان الحلم غريبًا، فإذا رغيف شعير يتدحرج في محلة المديانيين، فضرب الخيمة وقَلَبها، وكان تفسير صاحبه أغرب فقال: ما هذا إلا سيف جدعون ابن يوآش، قد دفع الرب المديانيين ليده. وفي هذا نرى سلطان الرب على الأحداث، فلا شيء يحدث بالصدفة في عالم تحت السيطرة الإلهية. وكان على جدعون أن يعرف أنه مجرد رغيف شعير ليس أكثر لئلا يرتفع قلبه. جدعون لما سمع سجد للرب. وبكل تواضع قال لرجاله: «قَدْ دَفَعَ إِلَى يَدِكُمْ جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ». ولم ينسب شيئًّا لنفسه. قسّم الجيش إلى ثلاث فرق وكانوا في اتحاد وانسجام، يعملون مثله ويشخصون إليه. ضربوا بالأبواق، وكسروا الجرار، وأمسكوا المصابيح. كسر الجرة يعني فقدان الثقة في الذات، فالجرار تُمثِّل الرجال الذين يحملونها، فنحن أوان خزفية. كان المطلوب هو ترك الجرار تسقط فتنكسر، ويظهر نور المصباح. هذا يعني أن أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. أما البوق فيعني الافتخار بالرب. نحن نفتخر في المسيح ولا نتكل على الجسد : (فيلبي3:3). • الرب تدخَّل وجعل سيف كل واحد على صاحبه، فهرب كل جيش المديانيين والرب أزعجهم. واجتمع رجال أفرايم وأخذوا المياه من المديانيين، وأمسكوا أميري مديان، غرابًا وذئبًا، وقتلوا غرابًا على صخرة غراب، وذئبًا في معصرة ذئب. وغراب يمثل الفساد والنجاسة، أما ذئب فيمثل القسوة والشراسة. وهذه خصائص الطبيعة البشرية التي نهايتها في الصليب (الصخرة والمعصرة) ف: "أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ." (رومية6:6). و "الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ." (غلاطية 5: 24) * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
11 - 04 - 2018, 11:55 AM | رقم المشاركة : ( 20535 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
٥ جوانب من حياتك يرغب الشيطان الدخول اليها لا يريد الشيطان سوى أن يتمكن من دخول بعض جوانب حياتك فيربح من خلالك مرتعاً. لن يتوانى عن تشتيت انتباهك وابعادك عن ملكوت اللّه. تعلّم استراتيجيته لكي تتمكن من تفادي دخوله الى حياتك عبر الأبواب التاليّة: ١- قلبك فلا يكون للّه وحده يقول لنا الرب: “صن قلبك أكثر من كل ما تحفظ فإن منه تنبثق الحياة.” (الأقوال ٤، ٢٣). يعرف الشيطان ان باستطاعته دخول حياتك إن لم يكن اللّه في قلبك. كما وكانت وصيّة اللّه الأولى لنا: “لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي” (سفر الخروج ٢٠: ٣) وجدد يسوع هذه الوصيّة بالقول: أحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك…” (لوقا ١٠، ٢٧). إن جلّ ما يريده الشيطان هو ان يمنعك من أن تعطي اللّه كلّ قلبك فيضع أمام عينَيك إلهاً مزيفاً… مثل مهنتك أو شريكك أو اهتمام معيّن في الحياة… فاحفظ قلبك واجعل المسيح يملك عليه فلا يتمكن الشيطان أبداً من دخوله. ٢- همومك – ليجعلك تشكك بمحبة اللّه وقدرته يريد الشيطان أن تشعر بالضغط فلا تطمئن لقدرة اللّه بالاعتناء بك. نقلق عادةً بشأن الفواتير الواجب تسديدها وسواء كنا سنلتقي بالشريك نعم أم لا والإنجاب. نقلق لما يقوله الناس عنا ولشكل أجسادنا ومظهرنا. نقلق بشأن العمل ولقمة العيش والتقدم في مجالات الحياة كما نقلق بشأن الصحة ومرض الوالدَين وغيرها من الأمور التي تُعكر سلام اللّه في حياتنا كما وتجعلنا نلوم اللّه على بعض الظروف. لا تسمحوا للشيطان بأن يدخل حياتكم بهذه الطريقة أي بجعلكم ترددون السؤال التالي: “ماذا لو؟” وكرروا: “لا تكونوا في هم من أي شيء كان، بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة والدعاء مع الشكر،فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحفظ قلوبكم وأذهانكم في المسيح يسوع” (الرسالة الى أهل فيليبي ٤، ٦ – ٧) ٣- تفكيرك اليومي فتشبه العالم نسمع كثيراً عن أناس يدّعون معرفة اللّه واتباع تعاليمه إلا أن نمط تفكيرهم شبيه بأنماط تفكير سائر الناس. يحب الشيطان ذلك. يريد ان ننغمس في شؤون هذا العالم ونتبعد عن كلمة اللّه. يقوم بذلك بطرق مخفيّة من خلال الأغاني والمشاهير… يوصينا الإنجيل بالتالي: “ولا تتشبهوا بهذه الدنيا، بل تحولوا بتجدد عقولكم لتتبينوا ما هي مشيئة الله، أي ما هو صالح وما هو مرضي وما هو كامل.” (الرسالة الى أهل رومية ١٢: ٢). حافظ على أفكارك نظيفة من خلال قراءة الإنجيل يومياً. هذه هي الطريقة الوحيدة لمواجهة الشيطان. ٤- كلامك فتُبعد الناس عنك يريد اللّه ان نحفظ لساننا احتراماً له إلا ان الشيطان يريد عكس ذلك تماماً. يريدنا ان ننتقد أحياناً وان ننتقد ونُشهّر بالآخرين ونثرثر في أحيان أخرى. يريدنا ان نجرّح بالآخرين وكأننا غير مؤمنين. يعرف الشيطان مدى الأذى الذي يمكننا ان نحدثه بلساننا في حال لم نسلمه للّه. اغلق هذا الباب أمام الشيطان من خلال صون كلمة اللّه: “لا تخرجن من أفواهكم أية كلمة خبيثة، بل كل كلمة طيبة تفيد البنيان عند الحاجة وتهب نعمة للسامعين.” (الرسالة الى أهل أفسس ٤، ٢٩) ٥- أجسادنا فلا تتمكن من تمجيد اللّه لماذا عندما يشعر المرء بالضغط الكبير، يبدأ بالأكل والشرب بشكل مفرط أو يُدمن على المشروب أو المخدرات؟ لماذا تجوّع الفتيات أنفسهن عند مواجهتهن مشكلة عاطفيّة؟ لأن الشيطان يضعنا في مواجهة أجسادنا في محاولة لابعادنا عن اللّه. إن أجسادنا غالية بالنسبة للّه ويوصينا الإنجيل: “إني أناشدكم إذا، أيها الإخوة، بحنان الله أن تقربوا أشخاصكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله. فهذه هي عبادتكم الروحية.” (الرسالة الى أهل روميّة ١٢، ١) يعرف الشيطان ان اجسادنا هي هياكل اللّه وان اللّه يريدنا المحافظة على قدسيّة أجسادنا ولذلك يريد ان نؤذيها. اطلب من اللّه ان يحمي جسدك فيكون في خدمته. |
||||
11 - 04 - 2018, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 20536 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
50 يومًا بين عيدى القيامة والعنصرة يحرم فيها صوم الأقباط بانتهاء عيد القيامة المجيد، دخل الأقباط فى فترة الخماسين المقدسة، وهى أيام فرح بالكنيسة تنتهى فيها الطقوس الحزينة التى صاحبت ذكرى عذاب المسيح وآلامه فتعرف عليها فى تلك النقاط: 1- وفقًا للمعتقد الكنسى فإن الخماسين هى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح "عيد القيامة"، وعيد الخمسين "عيد العنصرة" 2- هى فترة فرح فلا يُصام فيها، ويمنع صوم الأربعاء والجمعة الذى يصام باقى أيام السنة 3- يجرى الطقس الكنسى فيها باللحن الفرايحى إذ تنزع الستائر السوداء التى علقت فى الكنائس أيام أسبوع الآلام 4- يُحتفل فيها يوميًا بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات، وفى أيام القداس تحتفل بما يعرف بدورة القيامة إذ يدور الشمامسة والكهنة بأيقونات قيامة المسيح والصلبان فى الكنيسة. 5- يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الثالث، فهو أحد السامرية، والرابع يسمى بنور العالم، والخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة. 6- تحتفل الكنيسة بعيد الصعود فى اليوم الأربعين بعد عيد القيامة وهو ذكرى صعود المسيح إلى السماء 7- أما عيد العنصرة أو حلول الروح القدس فيحتفل به فى نهاية أيام الخماسين أى بعد خمسين يومًا من القيامة ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعوده للسماء بعشرة أيام بحسب رواية سفر أعمال الرسل 8- يحل عيد الصعود يوم 17 من مايو هذا العام بينما عيد العنصرة فى الـ27 من الشهر نفسه. |
||||
11 - 04 - 2018, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 20537 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة لكل متعب بحاجة إلى إيجاد عمل ومساعدة نعم، هي رسالة مُلهمة أشبه بالدواء لكل شخص يشعر بضيق في حياته. سبق وكتبها القس روجيه بارير لقس آخر راسله عبر البريد الالكتروني، مُستنجدا المساعدة والصلاة بعدما ضاقت به الحال بسبب الفقر وعدم تلقي عائلته المساعدة من الكنيسة نظرا إلى العديد من الصعوبات التي واجهتها العام الماضي. وبارير معروف بتقديمه النصائح بشأن القضايا المتعلّقة بالكنيسة والإيمان. فأكّد له أنّه وزوجته سيصليان لعائلته، لأنّ الصلاة لله ستساعده، فيجد عملا وتتحسن ظروف حياته. ونصحه بقراءة الرسالة الآتية للخروج من الظروف الصعبة التي يمر بها. على أمل أن يستفيد الكل من هذا الدواء ويتعافى بسرعة بقوة الله وقدرته: “صديقي العزيز، أؤمن بأنّ مُفتاح القوة والأمل تجده في رسالة بولس إلى أهل فيلبي( 10:4-14)، حيث جاء فيها (وفق صياغتي): تعلمت سر الاكتفاء في كل الأوضاع. وأنت تمر بأوقات عصيبة، تذكّر أنّ الله يدخلك في تلك اللحظات لتصبح كالمسيح- قويا وصابرا ووديعا ومتواضعا. “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي”. وبكوننا أتباع المسيح، ننجو حتّى في أحلك الأوقات… عندما نثق بأنه سيعطينا العزيمة القوية والنعمة السخية التي نحتاجها. ولكن، فلنتذكر أنّ مع هذه القدرة على السير أثناء المعاناة والأوقات العصيبة، نحصل على هديتين ثمينتين من الله ألا وهُما: الصبر والقناعة. أصبح الدكتور هاري أيرونسايد أصما في شيخوخته. وقد طلب ذات مرة أحد طلابه منه أن يصلي له كي يتحلّى بالصبر. فأحنى أيرونسايد رأسه وبدأ يصلي: “يا رب، أرجوك أدخل هذا الشاب في بعض المشاكل“. علما بأن أيروسايد أصم، صرخ الطالب بصوت مرتفع وقال: “لا! لا! لم أطلب المشاكل، إنّما الصبر“. ومرة أخرى، أحنيا رأسيهما وسأله أيرونسايد: “ألا تعلم أنّ المتاعب والمشاكل تجلب الصبر؟” وإلى جانب الصبر، تُقدم لك الصعوبات فرصة تعلُّم القناعة. وأذكر ما يقوله أحد اللاهوتيين المفضلين لدي: “المعاناة إمّا تجلب المرارة أو الرحمة. عليك الاختيار”. دعني أزوّدك ببعض من التشجيع. إليك مقطع من (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 23-28)؛ عندما تقرأه تذكر: إن استطاع الله أن ينصر بولس بالمسيح في تجاربه، فسيعطيك القوة لتتخطّى تجاربك. “أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً.ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِس”ِ. خلال هذه الأمور، تعلّم بولس أن يكون راضيا. وقد اختار الرحمة بدلا من المرارة. هذا لا يعني أنّ حياة بولس أصبحت فورا أسهل… أو حتّى أفضل بقليل. في الواقع، ولألا يرتفع بفرط الإعلانات، أعطي شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليطعمه. وقد تضرّع إلى الرب ثلاث مرات ليفارقه؛ وفي كل مرة كان يجيبه الله بالرفض. ولكن الله قال لبولس كيفية الانتصار في خضم ذلك. “تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ” (آية 2 كو 12: 9). أرأيت، الله يعطينا مقدار النعمة التي نحتاجها ليقوينا في أصعب الأوقات. في كل مرة. إذا، ماذا نفعل لدى وقوعنا في أوقات صعبة؟ أولا، نتعلّم الإنجيل لنرى كيف ساعد الله شعبه في الحالات الصعبة. إن استطاع الله مساعدتهم، فسيساعدنا أيضا. كن قويا، فيسوع المسيح بجانبك. ثانيا، فلنصلّي. بالصلاة، نطوّر علاقتنا بالله فيساعدنا في الأوقات الصعبة. ويقول يعقوب: “لا نملك لأننا لا نطلب”. ثالثا، نزور الكنيسة لنستمد القوة والتآخي من الأشخاص من حولنا. آمل أن تعطيك هذه الأمور الشجاعة والقوة والسلام. وتذكر: “لَا تَقْلَقُوا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ لِتَكُنْ طَلِبَاتُكُمْ مَعْرُوفَةً لَدَى اللهِ، بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ، مَعَ الشُّكْر. وَسَلاَمُ اللهِ، الَّذِي تَعْجِزُ الْعُقُولُ عَنْ إِدْرَاكِهِ، يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوع” آية (في 6-7). سلامي، روجيه |
||||
11 - 04 - 2018, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 20538 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسباب كفيلة بدفعك للذهاب إلى الكنيسة كلّ أسبوع يترعرع عدد كبير منا على رؤية الأجداد والآباء يتوجهون الى الكنيسة كلّ يوم أحد فيعتمدون هذا التقليد. لكن في آيامنا هذه ومع العمل أيام الآحاد أو الأنشطة المتاحة باتت المشاركة في القداس مرّة واحدة في الشهر هي المعيار الشائع. من السهل جداً عدم المشاركة في القداس لكن اليك بعض الحجج التي من شأنها ان تقنعك بالعكس! ١. الاستمتاع بالجماعة: لا عجب في أن تُطلق الكنيسة على أتباعها اسم “الأخوة والأخوات” فالكنيسة هي أكثر من مكان نقصده يوم الأحد هي ملتقى لأشخاص التزموا العيش على خطى المسيح. ٢. الاستفادة من المواهب: وهب اللّه كلّ واحد منا سلسلة من المواهب مثل الغناء والعزف كما ووهبنا نعم روحيّة نبني عند استخدامها جسد المسيح. في حال كنت لا تعرف ما هي مواهبك، ننصحك بقراءة المقاطع الإنجيليّة التاليّة: الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس، ١٢ – ١٤ – الرسالة الى أهل روميّة ١٢- الرسالة الى أهل أفسس ٤ – رسالة بطرس الأولى ٤. بعدها، تحدث مع كاهن الرعيّة لمعرفة أين وكيف من الممكن تسخير هذه المواهب. ٣. اكتشاف الغاية من الحياة: إرميا ٢٩، ١١: “لأني أعلم أن أفكاري التي أفكرها في شأنكم، يقول الرب، هي أفكار سلام لا بلوى، لأمنحكم بقاء ورجاء. “ لله خطة لكلّ واحد منا فهو يعرف عدد الشعر في رأسنا وهو من يقود كلّ خطوة من خطواتنا. من شأن المؤمنين في رعيتك تشجيعك لكي تكتشف هذه الخطة فتجتاز معهم صعوبات الحياة. من فوائد الكنيسة هي انها مصدر مشورة وهو أمر قد يصعب إيجاده خارج العائلة ودائرة الأصدقاء الضيّقة. ٤. التواصل: تسنح لنا الكنيسة فرصة لقاء أشخاص لما كنا لنلقاهم خارج جدرانها لأننا نلتقي هناك بأشخاص مثلنا تماماً وأشخاص مختلفين كلّ الاختلاف. يساعدنا ذلك على تحسين ذواتنا واكتشاف شخصيتنا. ٥. العبادة: يمكننا العبادة في أي وقت من النهار وفي أي يوم من الأسبوع. يمكننا العبادة في السيارة أو في الغرفة أو عند الشعور بالإحباط. لكن لا شيء يضاهي لقاء المؤمنين الآخرين والترنيم للّه. نغتني عند العبادة مع الآخرين وهو أمر لا نستطيع القيام به من خلال العبادة من المنزل. ٦. تعلم الكلمة: قد لا نقرأ الإنجيل بالقدر الكافي كما ولا نقرأ ما يكفي من الدراسات والتحاليل الإنجيليّة. لكن من خلال الكنيسة يوم الأحد، نسمع الكلمة بطرق تساعدنا على الفهم أكثر وبعمق. ٧. المشاركة في ارساليات: تنظم الكنائس رحلات تبشير تسمح لأناس لم يسمعوا بالمسيح التعرف اليه. يمكننا من خلال المشاركة في الكنيسة حمل اسم المسيح الى أولئك الذين لا يعرفونه كما ويمكننا التعرف الى ثقافات وجماعات ما كنا لنتعرف اليها لولا الكنيسة. ٨. التدرب على السخاء: نتعلم في الكنيسة العطاء واين لنا ان نصرف بعض المال لغايةٍ رائعة سوى في الكنيسة فنسمح مثلاً لاعداد أكبر من الناس بالمشاركة من خلال تكبير كنيسة صغيرة. ٩. تكوين صداقات: يصف الإنجيل الكنيسة بجسد المسيح. وما ان تربطك بأحد أفرادها صداقة، تجمعك به الرغبة في اتباع المسيح. فمن منا لا يحتاج الى صديق في الحياة؟ ١٠ . الاستمتاع بالطعام: نتعلم من خلال الكنيسة المشاركة وحسن الضيافة عندما نحضر طبق ونجلبه الى الكنيسة كما ونتعلم حسن الضيافة والحميميّة من خلال الجلوس حول مائدة الطعام. خذ عادة الذهاب الى الكنيسة فإيجابيات ذلك أكثر بكثير من السلبيات ولا تعرف ما هي الفرص التي قد يفتحها اللّه لك من خلال المشاركة. |
||||
11 - 04 - 2018, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 20539 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أهم وصية أوصى بها يسوع في الفصل 22 من إنجيل متى، سأل أحد علماء الشريعة قائلا: "يا معلم، ما هي أعظم وصيّة في الشريعة؟" فأجابه يسوع: “أحب الرب إلهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل عقلك". هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والوصية الثانية مثلها: "أحب قريبك مثلما تحب نفسك. على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الأنبياء". (متى 22،37-40). يقول يسوع في خطاب الوداع خلال العشاء السري: "أعطيكم وصية جديدة: أحبوا بعضكم بعضا. ومثلما أنا أحببتكم أحبوا أنتم بعضكم بعض فاذا أحببتم بعضكم بعض، يعرف الناس جميعا أنكم تلاميذي". من الواضح أن يسوع يشدد على أن ينقل لنا عن طريق انجيل يوحنا وصية المحبة وقدرتها التامة على التغير. وهو يوضح السبب الرئيسي في النص: " مثلما أنا أحببتكم أحبوا أنتم بعضكم بعض" لم يعد مرجع أو مقياس الحب هو أن نحب أنفسنا، وإنما أصبح يسوع نفسه، بكل ما أوتي له من قدرة على العطاء ويبدأ الفصل 13من انجيل يوحنا بهذه الكلمات: "قبل عيد الفصح، يسوع (…) أحب أخصامه الذين هم في العالم، أحبهم منتهى الحب." (يوحنا 13،1) أي إلى نهاية الحب. ويرد سبب آخر للتغير في الكلمات التالية: " فاذا أحببتم بعضكم بعض، يعرف الناس جميعا أنكم تلاميذي". ان بطاقة هوية تلاميذ المسيح الحقيقين هي فقط هذا الحب وهو الحب المتبادل حيث لا يتفوق أحد على الآخر، وحيث يحتاج الجميع إلى حب الآخر. انه حب يسبقه حب يسوع المسيح الذي يبقى نموذج وروح حبنا. إن الحب شهادتنا الأكثر وضوحا وفعالية بالتواصل مع المسيح. فيأتي الجواب من الصمت والروحانية من دير القديس بنديكت السادس عشر في سوبياكو. يحاول الأب أنطونيو الإجابة عن الأسئلة المطروحة، مرافقا خطوات المؤمنين وغير المؤمنين. |
||||
11 - 04 - 2018, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 20540 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملك لمدة أسبوع
ملك لمدة أسبوع ربما قضى شهورًا يخطِّط لهذا الانقلاب، وتحيَّن اللحظة المناسبة للانقضاض على العرش، وتم له ما أراد. ربما امتلكه طموح لا يقبل إلا بالمكان الأول وقال لنفسه “أكون أو لا أكون to be or not to be”. وأخيرًا تحقَّقت له أمنيته، ونجحت خطته، وأصبح الملك! لكن، هل كان يعلم أنه لن يهنأ بعرش إسرائيل إلا لبضعة أيام، وأنه سيموت منتحرًا بعد أسبوع واحد من جلوسه على العرش؟! هو “زمري” الواردة قصته في سفر ملوك الأول إصحاح 16: 8-20، الملك صاحب أقصر فترة مُلك بين ملوك الكتاب المقدس. وفي قصة زمري القصيرة لنا دروس كثيرة، منها: • من يرفع نفسه يتضع كان لزمري منصب رفيع: رئيس نصف المركبات، أي قائد نصف فرقة المركبات (سلاح الفرسان). لكنه لم يكن قانعًا بهذا، وأراد المكان الأول في المملكة. “ليس أقل من أكون الملك”، ربما كان يقول هكذا لنفسه كل يوم! كم من شخص أهلكته رغبته المحمومة أن يكون الأول في مجالات عدة، منها الحظوة والإكرام، مثل هامان : (إستير3: 5)، الغنى والامتلاك مثل أخاب : (1ملوك21)، السلطة مثل أبشالوم : (2صموئيل 15). وآخرون أرادوا أفضل شيئًا فخسروا كل شيء؛ مثل شمشون الذي أراد أن يتزوج الأجمل في عينيه : (قضاة 14) فخسر روعة الزواج وفقد عينيه بسبب من اختارتهم عينيه ثم فقد حياته. وآخرون ضربهم الرب لأنهم تكبَّروا وتجبَّروا مثل نبوخذنصر : (دانيآل 4)، وعزيا الذي أراد أن يغتصب لنفسه الكهنوت مع أنه الملك : (2أخبار 26). لا بد أن زمري قارن نفسه كثيرًا بأيلة - ملك إسرائيل وقتها - ودائمًا كان يخرج بالخلاصة : “أنا أفضل منه وأحق منه بالمملكة”. ومقارنة أنفسنا بالآخرين بهذا الأسلوب عمل خطير؛ لذا يحذِّرنا الكتاب : «لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ» (أمثال3: 7) و«وَلاَ تشتهِ... شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ» (خروج20: 17). كان أيلة شريرًا وسكيرًا ولم يحفظ مملكته، وكان انقلاب زمري بمثابة قضاء إلهي عليه وعلى أبيه بعشا، ولكن زمري لم يكن أقل شرًا في كل ما فعل. إن الرب يكره هذا التعالي : «هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ» (أمثال6: 16-17). أليست هذه هي خطية الشيطان التي أسقطته من السماء عندما قال في قلبه : «أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ يهوه ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيّ» (إشعياء 14 :13-14). لذا قال الرب للأشرار : «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا» (يوحنا8: 44). الرب هو الذي : «يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ» (1صموئيل2: 7). وقد وضع قانونًا وهو : «مَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ» (متى 23: 12). على العكس من ذلك، هناك كثيرون قَبِلوا أوضاعًا أقل مما يستحقون، وبعد ذلك رفعهم الرب لأوضاع لم تكن تخطر لهم على بال، مثل: يوسف وداود ودانيآل واستير ومردخاي وغيرهم. هنا تبرز أهمية أن يكون هناك مكابح (فرامل) للطموح، ومن يملك روحه خير ممن يأخذ مدينة (أمثال16: 32). وهكذا من تسوقهم شهواتهم قد يضحّون بأي شيء أو شخص يقف في طريقها؛ فزمري قتل الملك أيلة وكل بيت بعشا أبيه في أسبوع واحد، وليس ذلك فقط، بل كان الأسبوع كافيًا ليخرج عنه التقرير الإلهي : «وَسَيْرِهِ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّتِهِ الَّتِي عَمِلَ بِجَعْلِهِ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ». (1الملوك 16: 19) فماذا لو كان ملك سنين على إسرائيل؟ إنه من رحمة الرب أن يقطع الأشرار من الأرض : «وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ» (مزمور34: 16). من يأخذ لنفسه شيئًا بغير حق «حَجَلَةٌ (الحجلة: من الطيور) تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ!» (إرميا17: 11)، وهذا ينطبق على كل أشكال المكاسب وليس المادية منها فقط. من يربح شيئًا ويخسر نفسه وضع زمري نهاية مأساوية لحياته؛ فهو واحد من بضعة أشخاص في الكتاب ماتوا منتحرين، منهم: أبيمالك بن جدعون : (قضاة 9: 54)، شاول بن قيس : (1صموئيل31)، وأخيتوفل : (2صموئيل17)، ويهوذا الإسخريوطي : (متى27)؛ وكانوا كلهم أشرار. أنهوا حياتهم بيديهم بدل أن يتوبوا عن خطاياهم. أهكذا يمكن لإنسان أن يعيش لأجل نفسه حتى يهلكها بيديه في النهاية! قال المُعَلم : «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟» (لوقا9: 25). عندما تكون الحياة معلَّقه على شيء ما، إن ضاع هذا الشيء ضاعت الحياة، فلماذا العيش بعد؟! لذا الدرس لنا يا صديقي، لنبني حياتنا على ما هو حقيقي وصحيح وباقٍ! صلِّ معي إن شئت: سيدي يا من وهبتني حياتك، كيف لا تهبني الأفضل؟ حتمًا أنت تفعل. أعطني قناعة بما أعطيتني، واخفض كل تعالي في قلبي، واجعل كل عالٍ ينحني أمام عينيَّ. احفظني من جموح شهوات الامتلاك والارتفاع. بدِّل طموحي وارفعه لفوق للسماويات للباقيات، واحفظني متضعًا حتى ترفعني في وقتك وبأسلوبك * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||