منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 03 - 2018, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 20441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آه! مَا لَنَا ولَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ ؟… “
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنجيل القدّيس لوقا ٤ / ٣١ – ٤٤

نَزَلَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، وهيَ مَدِينَةٌ في الجَليل، وكَانَ يُعلِّمُهُم في السُّبُوت.
فبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلْطَان.
وكانَ في المَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِس، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم:
آه! مَا لَنَا ولَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ ؟ هَلْ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنا؟ أَنَا أَعْلَمُ مَنْ أَنْت: أَنْتَ قُدُّوسُ الله!.
فزَجَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «إِخْرَسْ! وٱخْرُجْ مِنْ هذَا الرَّجُل!». فطَرَحَهُ الشَّيْطَانُ في الوَسَطِ، وخَرَجَ مِنْهُ، ولَمْ يُؤْذِهِ بِشَيء.
فتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم وأَخَذُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا قائِلين: «ما هذا الكَلام؟ فَإنَّهُ بِسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُج».
وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ مَكَانٍ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَة.
وقَامَ يَسُوعُ مِنَ المَجْمَعِ فَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَان. وكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُصَابَةً بِحُمَّى شَدِيدَة، فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا.
فٱنْحَنَى عَلَيْها، وزَجَرَ الحُمَّى فَتَرَكَتْهَا. وفَجْأَةً قَامَتْ وصَارَتْ تَخْدُمُهُم.
وعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْس، كانَ جَمِيعُ النَّاسِ يَأْتُونَ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا لَدَيْهِم مِن مَرْضَى مُصَابِينَ بأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَة. فكَانَ يَضَعُ يَدَيهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنْهُم ويَشْفِيهِم.
وكَانَتْ أَيْضًا شَياطينُ تَخْرُجُ مِنْ مَرْضَى كَثِيرِين، وهيَ تَصْرُخُ وتَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله!». فكَانَ يَزْجُرُهُم ولا يَدَعُهُم يَتَكَلَّمُون، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ هُوَ المَسِيح.
وعِنْدَ الصَّبَاح، خَرَجَ يَسُوعُ ومَضَى إِلى مَكَانٍ قَفْر، وكَانَ الجُمُوعُ يَطْلُبُونَهُ، فأَتَوا إِلَيْهِ وَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوا بِه ِ لِئَلاَّ يَبْتَعِدَ عَنْهُم.
فقَالَ لَهُم: «عَلَيَّ أَنْ أُبَشِّرَ سَائِرَ المُدُنِ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱلله، فإِنِّي لِهذَا أُرْسِلْتُ ».
وكَانَ يُبَشِّرُ في مَجَامِعِ اليَهُودِيَّة.



التأمل: آه! مَا لَنَا ولَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ ؟…


عندما يدخل المؤمن الى الكنيسة، يخلع عنه ثوب العالم الملوّث بروح العالم، ويلبس ثوب الملائكة، ثوب الابرار والقديسين، يدخل ساجداً، خاشعاً، مصلياً.. وعندما يخرج من الكنيسة يعود لابساً ثوب العالم.. قلبه بعيدٌ عن الرب

ما الذي تغيّر؟ ربما لا شيء!!! كأنه يقول قي نفسه:”يسوع مكانه في الكنيسة” أما في الخارج فما ” لي ولَك يا يسوع الناصري؟؟”

في العمل “ما لي ولَك ” أتركني أدبر أموري، الغش شطارة، والرشوة شطارة، والسمسرات أيضاً شطارة.. سأعود يوم الاحد الى الكنيسة لأشتري رضى الرب.. سأتبرع من مالي الخاص في ” الصينية” وأيضاً في صندوق “الخدمات”.. سأقهر ابليس في القدّاس وستظهر على وجهي ابتسامة روحية خارقة..

في البيت ” ما لي ولَك ” أنا أتعب طوال النهار، أتحمل أعباءً كثيرة، من أجل تأمين احتياجات عائلتي الكثيرة، دعني أرتاح في البيت،أنام، أشاهد ما يحلو لي على التلفزيون، وأبحر في عالم الانترنت.. ألا يحق لي أن أخرج لوحدي؟؟ أتسلّى قليلاً في لعب الورق مع “الشباب”!! أنا كالطائرة أحلِّق خارجاً، وأرتاح في البيت.. ناجحٌ في نسج العلاقات خارجاً، وفاشلٌ في تحمل “أسئلة” زوجتي.. وصراخ أبنائي..

أعلم أنك تسعى الى امتلاك قلبي، في داخل الكنيسة وخارجها. لكني أسعى الى امتلاكك داخل الكنيسة، وأنكرك خارجها.. ماذا تريد مني أكثر؟

أعلم أني في “وجهين” و “لسانين” و ” قلبين” و”ثوبين” وربما أكثر.. أعترف لك أني أردد كثيراً عبارة ” ما لي ولَك يا يسوع”.. لكني أعرف أيضاً أنك طيبٌ أكثر مني وعظيمٌ أكثر مني ورحيمٌ أكثر مني..

أعرف أنك تستمر في الاعتراف بي رغم تنكري الدائم لك، أعرف أنك تعتني بي، رغم أني لا أستحق.. أعطني الشجاعة يا رب لادخل الى هيكلك المقدس بثيابي المتسخة من روح العالم وأعود الى العالم بثياب الابرار التي غُسلت بدمائك على الصليب.. آمين.
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 20442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي في هذا الصوم المبارك تعليم اليوم: السّبت 17 آذار 2018

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مشاركة 0
تعليق

0
طباعة
روما/أليتيا(aleteia.org/ar)نقدّم لكم خلال الصوم الكبير محطّةً يوميّةً مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي تحضّرها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان تحت عنوان “صوم 2018 – مع أبينا القدّيس فرنسيس” وسنقوم بتعليقٍ صغيرٍ على الصورة اليوميّة لهذه المسيرة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محطّة اليوم: السّبت من الأسبوع الخامس
اعتبر القدّيس فرنسيس الأسّيزي أنّه لا يجب دعوة مسؤولي الجماعات الرهبانيّة الفرنسيسيّة رؤساء. لذا في الروحانيّة وفي الرهبانيّات الفرنسيسيّة يُدعى رئيس الجماعة أو الدير خادمًا. وعلى هذا الأساس يُمكن فهم العديد من أبعاد الحياة الجماعيّة الفرنسيسيّة. ومن أجل تثبيت هذه الفكرة أعطى فقير أسّيزي نصائح عدّة للخدّام منها: «طوبى للخـادم الذي رفع مرغماً، ولكنّه ظلّ يرغب في أن يكون تحت أرجل الآخرين» (توصيات مار فرنسيس 19، 4).

علّمنا أيّها القدّيس فرنسيس بشفاعتك على التواضع والخدمة كي نفهم معنى الإنجيل ونسير على دروب الربّ.

 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 20443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

« فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُون، والخُرْسَ يَتَكَلَّمُون! »

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل القدّيس مرقس ٧ / ٣١ – ٣٧

خَرَجَ يَسُوعُ أَيْضًا مِنْ نَوَاحِي صُورَ ومَرَّ بِصَيْدَا، وأَتَى إِلى بَحْرِ الجَلِيلِ عَابِرًا في وَسَطِ المُدُنِ العَشْر.
وحَمَلُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ أَخْرَسَ وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْه.
فأَخَذَهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ بَعِيدًا عَنِ الجَمْع، ووَضَعَ إِصْبَعَيهِ في أُذُنَيْه، وتَفَلَ ولَمَسَ لِسَانَهُ.
ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَّمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: «إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!».
وفي الحَالِ ٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وٱنْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة.
وأَوْصَاهُم يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرُوا أَحدًا بِذلِكَ. ولكِنْ بِقَدَرِ مَا كانَ يُوصِيهِم، كَانُوا هُم يُذِيعُونَ الخبَرَ أَكْثَرَ فَأَكْثَر.
وَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا: «لَقَدْ أَحْسَنَ في كُلِّ ما صَنَع! فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُون، والخُرْسَ يَتَكَلَّمُون!».

التأمل: « فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُون، والخُرْسَ يَتَكَلَّمُون!»


كم نحن بحاجة الى التكلم “بطريقة سليمة”.. تخيلوا كم من الأمور تتغير لو أتقنًَّا ” الكلام السليم”..

اذا عاد الولد من المدرسة الى البيت وعلامات الخجل والحزن ظاهرة على وجهه لأنه لم يوفق بالنتيجة لهذا الفصل ، أيهما أفضل أن يُقال له :” حسناً يا بنيّ لا تهتم كثيراً أنت “شاطر” جداً سوف تعوِّض في الفصل الثاني، تعال الان لنرى كيف يمكننا مساعدتك؟” أم أن يُقذف بالكلام النابي وشتى أنواع الشتائم وصولاً الى تعنيفه جسدياً؟؟ ألا ينفعه أكثر كلام التشجيع والتقدير والتحفيز والإصغاء الإيجابي اليه لمعرفة أسباب تراجعه والعمل معه ومرافقته مع ذوي الاختصاص التربوي لإيجاد الاليات المناسبة والكفيلة في تحسين علاماته؟؟

بعض الآباء يستخدمون كلمات التجريح، والاساءة، والتحقير التي تفسد قلوب الأبناء وعقولهم.. وإذا استعمل الأبناء ذات العبارات النابية نستغرب “قلة أخلاقهم” وعدم احترامهم لنا ونتهم جيلهم بالفساد!!!! “ليكن كل إنسان مسرعاً في الاستماع، مبطئاً في التكلم، مبطئاً في الغضب”(يعقوب ١/٩).

بعض الآباء يقتصر دورهم في المنزل على الأعمال “البوليسية”: مراقبة كل شاردة وواردة، إصدار الأوامر، إطلاق التحذيرات، ومعاقبة المخالفات بالشتم والزجر والتحقير والتنكيل.. على الزوجة والأولاد!! اذا كنت من صنف هؤلاء الآباء لا تتوقع الاحترام من أهل بيتك..

لو كان هناك بعض أصدقائك يتكلمون معك كما تتكلم مع أفراد عائلتك، كيف ستكون ردة فعلك؟؟ هل ستستمر صداقتك معهم؟ أظن أنك ستتجنبهم وتقاطعهم لأنهم قساة القلوب لا يصدر منهم الا الكلام البزيء والرديء..

إذاً ما رأيك اليوم لو أنك تقرر استبدال كلماتك القاسية بكلمات تبني وتشجع وتملأ قلوب أهل بيتك فرحاً ونعمة.”ليكن كلامكم كل حينٍ بنعمة..”(قولوسي ٤ / ٦)..

أليس الكلام السليم هو الكلام الذي يبني ولا يهدم، يشجع ولا يحبط.. أليس الكلام السليم، الرقيق، اللطيف، هو الكلام الذي يشفي المشاعر المجروحة والشخصيات المحطمة والعقول العقيمة؟؟

” وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وانذاره”(أفسس ٦ / ٤)
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 20444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي ! »
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق.
فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».
فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».
فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك».
فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع.
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق.


التأمل: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».
وصلنا إلى المحطة الأخيرة قبل خط الوصول.
لقد مضى ٥ اسابيع من الصوم الكبير، هل تحررنا من ما يعيقنا عن السير في خطى يسوع ؟
يعطينا برطيما درساً في الحرِّية لهذا الاسبوع.
كما الأبرص و يائيروس وابنته والمرأة النازفة والمخلع والابنين الأكبر والاصغر في مثل الإبن الضال، اعمى اريحا هو صورة عن الإنسان البائس البعيد عن الله. الإنسان المعزول وراء عادات وتقاليد وشرائع، أو الذي اختار فابتعد، أو أُجبِرَ فَنُفِيَ. النتيجة هي انه يسمع الحياة تمر بجانبه، يمضي أيامه كما يستطيع، مسرعاً في كل الاتجاهات، لربما دون ان يشعر أنه على هامش الحياة و دون ان ينجح في تمييز نداء الله.
هي ايضاً حالة الإنسان الذي، في مجال أو في آخر، يضع الله جانبا، في خزانة محكّمة الاقفال، او في بلد بعيد، أو يتجنب النظر إليه فيُحوِّل نظره يميناً أو شمالاً لئلاّ يراه. ليعيش إيمانه من وقت إلى وقت، على إيقاع متقطع. فيُكرِّس وقتاً للعمل، وقتاً للعائلة، وقتاً للتسلية والقليل من الوقت لله. وفي كل الأدوار التي يلعبها، يلبس الشخصية المناسبة، دون أن يجد ذاته في هذا الدور او ذاك.

قصة الأعمى اليوم هي دعوة لنا لنلاحظ كمسيحيين، أن ما يربطنا بالمسيح ليس أمرا خارجياً، ليست مجرد علاقة اجتماعية أو مهنيَّة. ولا علاقة مريض بطبيبه. ولا عبد بسيِّده، ولا رجل بزعيمه. ولا علاقة مخلوقاً تافهاً بإلهاً عالياً متعالياً جبَّاراً. ولا هي علاقة عبادة دورية تنحصر بالممارسة الخارجية.
هي أولاً علاقة حرَّة مبنيَّة على الثقة وثانياً علاقة كاملة تشمل الشخص بأكمله : قلباً، عقلاً، فكراً وقُدرةً. من اصابع اقدامه الى اعلى رأسه. من اعماق بؤسه إلى اقاسي مجده؛ علاقة تدخل في صميم الانسان، تتبنى ضعفه وثقل جسده وعماه و قوقعة حدوده لتحمله إلى التحليق عبر مجرَّات أبعاده على خطى يسوع.
«ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع».
إذا لم يكن الإنسان حراً لا يمكنه، لا يعرف ولا يستطيع أن يكون مسيحياً : يثب ويأتي إلى يسوع.
ما لم يختبر الانسان اولاً الحرَّية قد يصعب عليه اكتشاف معنى الحياة المسيحية، أي أن يكون ابن الله. المسيحية تفترض الحرية. “الحرية، هذه الصفحة البيضاء التي وضعها الله في الانسان، كخلية كاملة القدرة، (كالخلايا الجذعية الكاملة القدرة)، التي تمنح الإنسان، إلى اللا نهاية، إمكانية المعصية تجاه محبة الله .

ابحث عن الحرِّية تَتعْلّم ؛ ابحث عن المعرفة تَبْتَكِر ؛ ابحث عن العِلم والابتكار معاً، فلا تستطيع الاَّ أن تحب” ( l’Incandescent Michel Serres).
«فطرح عنه رداءهُ». لم يكن الأعمى اسير شيء. “وثب و جاء إلى يسوع”.
ويسوع هو هذا الإله الذي يسمع نداء كل إنسان وبشكل خاص من كان يظن أنه مهَّمش.
من ميّزات المسيحية هذه الثلاث : الثقة الواعية والحرية المطلقة والفرح الكامل برجاء المجد..
الثقة ليست الايمان. الإيمان هو الاعتقاد، الاقتناع بنظرَّية معيَّنة واعتبارها حقيقة. والإيمان لا يُبَرهَن علمياً، و قد يخطئ الشخص باختياره فيؤمن باعتقادات واهمة. والإيمان لا يظهر فيما ينادي به الإنسان بل فيما يعيش، لانه يفترض أن يتناغم إيمانه مع طريقة عيشه.
اما الثقة فلا يمكن ان تكون إلا في علاقة بين شخصين او اكثر. قد تكون نشطة أو سلبية، في اتجاه واحد أو في الاتجاهين.

ليس المقصود هنا التفاؤل، فمن الممكن أن يكون المرء، في آن معا، متفائلاً ومتشائماً، أو قد يكون لا هذا ولا ذاك. ألتفاؤل و التشاؤم ليسا بالضرورة حالة مستقِرَّة ثابتة عند هذا الانسان او ذاك، فهما قد يتبدّلا بحسب الظروف النفسية او الخارجية.
الثقة تخوِّل المرء ان يقول “نعم” أساسية مرجّحة أن تؤدِّي إلى الفعل (اتخاذ قرارٍ ما والعمل به) مع كل العواقب التي يمكن أن تصدر عنه. الثقة – وهنا نتكلم عن الثقة الاصلية الموجودة في الانسان – هي الركيزة، الصخرة، هي عكس الشعور بالوحدة، بالفراغ. هي التي تُحجّم القلق الوجودي. بالثقة يمكنني مواجهة الواقع وما فيه من شكوك. هي القوة الهادئة التي تُهيِّئ الإنسان للإيمان. ولكن الثقة بدون الفعل تبقى عاقراً، فشرط الفعل هو الحرية.

اما ثقة الله بالإنسان فهي بلا حدود.
اللقاء بيسوع اذاً والتعرّف إليه كمخلص، (الوثوق به واعطائه الثقة، والإيمان بحقيقته، ايماناً يشفي)، يحول الحياة من ” على الهامش” إلى فرح الرجاء. ليس فرحاً عابراً، بل فرحاً صاخباً ينبع من اعماق نفسٍ نالت معجزة الشفاء من المسيح شخصياً. نالت الحياة الجديدة. فصار كل شيء أمامها ضياء. زال الخوف من قلبها لأنها اختبرت الحياة في المسيح، وتطلبها بإرادة حرَّة وثقة يوماً بعد يوم.
كيف أُترجم عملياً في حياتي هذه الميزات المسيحية : الثقة والإيمان والفرح ؟
“إذا كان هناك فرض على المسيحي هو أن يكون فرِحاً”. (بول كلوديل)
يسعدني سماع الأشخاص الذين نالوا هبات شفاء بطرق مذهلة وهم يخبرون، ودموع الفرح تنهمر على وجوههم المشعة بنور المسيح. لو يعي كل منا مقدار هبات الله اليومية له، لأشرق وجهه فرحا وخرج يخبر بأعمال الله.
كل يوم لنا هو معجزة شفاء، كل توبة في مسيرتنا هي عمل خلاص مذهل. لماذا لا يظهر دائماً فرح الرجاء على وجوهنا ؟

هل ينطبق علينا نحن ايضا كلام نيتشيه، (Nietzsche) ؟ الذي يقول ” عليهم أن يرتّلوا بطريقة افضل وان يظهروا لي وجوهاً مُخلّصَة حتى أؤمن بمخلصهم”.
لماذا لا يظهر على وجهي وفي نمط حياتي فرح الرجاء الذي نلته بالمسيح يسوع ؟ هل لأني لم اتحرر بعد؟ هل لأن ثقتي محدودة جداً وإيماني عقيم؟
من منَّا مستعدّ، إذا التقى يسوع في الطريق اليوم، أن يلقي عنه تاريخه وضماناته وقناعاته واللحاق به، كما فعل الأعمى؟
الثقة والإيمان والفرح هي حالات فكرية، روحية ونفسية تتعلق بعضها ببعض. إذا نقصت واحدة غابت الثلاث.
كلما تحرر الإنسان من الامور السطحية اقترب من الجوهر الأساسي، وكلما اقترب من الجوهر الأساسي تآلف مع الحقيقة الاولى، أي أصبح صديقاً للحق: يسوع المسيح.
لماذا أمضي وقتي على ذمّ اخوتي ووضعهم في خانة الخطأة أو الضالين وأحكم عليهم وهم مُخلَّصون بدم المسيح ؟
ألم يأت يسوع ليخلص العالم لا ليحكم عليه، لماذا نحكم نحن على بعضنا البعض ؟
لماذا نُبَشّر بإله “يُهَسْتِر” غيظاً إذا شاهد عارضة أزياء (قليلة الحشمة في نظرنا وبحسب ثقافتنا) ؟ لا أستطيع ان اتخيّل الله مغتاظاً من الجمال. لماذا نلتهي بالقشور؟ اللباس والزينة هما وجه من وجوه الحضارات والثقافات ولا علاقة لهما بالإيمان. لم يأت يسوع على ذكر الثياب إلا لانتقاد الفريسيين على الاهداب الطويلة. ولكن يسوع حذّر من الظن السيئ و الفكر الفاسق والزاني. لا يوجد خطيئة في المأكل والمشرب واللباس. الخطيئة هي في ضمير كل منا.

فليهتم كل منّا بتنقية ضميره وانارة ذهنه وتطهير قلبه، لكي لا يخجل عندما تُعلَن أفكاره.
من الضمير النقي يشرق القلب النيّر و من القلب النيِّر تكون الحياة في حضرة الله التي تفيض فرحا وسلاما ورجاء وحب.
وليتشجع من يسعى إلى البرّ لأن “لا شيئ يمكنه أن يمنع ذوي المشيئات الصالحة من عمل الصلاح، ما لم يجد الشرير ثغرة يتسرب من خلالها إليهم”، (اسحق السرياني).
لا شيء يجعل الفرح ممكناً مثل التقرّب من الحقيقة. عندما أعيش ما أقول أكون في الحقيقة، أدخل في علاقة ثقة مع الله، والثقة تُرّسِخ الإيمان. والثقة والإيمان عندما يملأ قلب الإنسان، يُشرِق وجهه كالشمس ويُضيئ له نور المسيح. فيختبر الفرح، واي فرح!
من يعيش الثقة والإيمان والفرح لا يقدر إلا أن يشهد على محبة المسيح. بحرية و صبر واندفاع وفرح.
خلال هذا الاسبوع الاخير من الصوم (قبل الدخول في اسبوع الآلام) ، تعالوا نبدأ بتحرير أنفسنا… عندنا يمرّ المسيح في طريقه إلى أورشليم، احد الشعانين، نواكبه، لا كمتفرجين، ولكن على مثال ابن طيما، نترك خلفنا ماضينا ونسير إلى الأمام، إلى حياة جديدة بالمسيح، على خطى المسيح، لنربح المسيح.

 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 20445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنجيل القدّيس مرقس ٤ / ٣٣ – ٤١
كانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُ الجُمُوعَ بِكَلِمَةِ الله، في أَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ كَهذِهِ، عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا.
وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم. لكِنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلامِيذِهِ عَلَى ٱنْفِرَاد.
وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوْم، قالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى».
فتَرَكَ التَّلامِيذُ الجَمْعَ، وأَخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفِينَة، وكَانَتْ سُفُنٌ أُخْرَى تَتْبَعُهُ.
وهَبَّتْ عَاصِفَةُ ريحٍ شَدِيدَة، فٱنْدَفَعَتِ الأَمْواجُ عَلى السَّفينَة، حَتَّى أَوْشَكَتِ السَّفِينَةُ أَنْ تَمْتَلِئ.
وكانَ يَسُوعُ نَائِمًا عَلى الوِسَادَةِ في مُؤَخَّرِ السَّفينَة، فَأَيْقَظُوهُ وقَالُوا لَهُ: «يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالي؟ فنَحْنُ نَهْلِك!».
فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: «أُسْكُتْ! إِهْدَأْ!». فسَكَنَتِ الرِّيحُ، وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم.
ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ: «لِمَاذَا أَنْتُم خائِفُونَ هكَذا؟ كَيْفَ لا تُؤْمِنُون؟».
فخَافُوا خَوْفًا عظيمًا، وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟».

التأمل: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى…».
هذه قصة أخوين عاشا مدة طويلة بالاتفاق والمحبة…
كانا يعيشان في مزرعتهما في الريف يعملان معا ويسود حياتهما التفاهم والانسجام الكلي.
وفجأة وفي يوم من الأيام…
نشبت مشاجرة بينهما وكانت هذه المشكلة الأولى التي نشأت بينهما بعد أربعين عامًا عملا فيها معًا في فلاحة الأرض مشاطرين الآلات والأجهزة متقاسمين المحاصيل والخيرات.
نشأ الخلاف من سوء تفاهم بسيط وازداد…حتى نشب شجار تفوها به بكلمات مُرّة وإهانات أعقبتها أسابيع صمت مطبق.
فأقاما في جهتين مختلفتين. ..
ذات صباح قرع قارع باب الأخ الأكبر وإذا به أمام رجل غريب…”إني أبحث عن عمل لبضعة أيام”
قال هذا الغريب. .. قد تحتاج إلى بعض الترميمات الطفيفة في المزرعة وقد أكون لك مفيدًا في هذا العمل”.
فقال الأخ الأكبر: ” نعم لي عمل أطلبه منك… هناك حيث يعيش جاري، أعني أخي الأصغر.
حتى الأسبوع الماضي كان هناك مرج رائع لكنه حوّل مجرى النهر ليفصل بيننا.
قصد ذلك لإثارة غضبي غير أني سأدبر له ما يناسبه !”
وأضاف شارحًا : ” أترى تلك الحجارة المكدسة هناك قرب مخزن القمح …أسألك أن تبني جدارًا علوه متران كي لا أعود أراه أبدًا. ”
أجاب الغريب: “يبدو لي أنني فهمت الوضع”.
ساعد الأخ الأكبر العامل في جمع كل ما يلزم ومضى إلى المدينة لبضعة أيام لينهي أعماله.
وعندما عاد إلى المزرعة وجد أن العامل كان قد أتم عمله.
فدهش كل الدهشة مما رآه … فبدلًا من أن يبني حائطًا فاصلًا علوه متران بنى جسرًا رائعًا يربط بين البيتين.
وفي تلك اللحظة ركض الأخ الأصغر من بيته نحو الأخ الأكبر مندهشًا وقائلًا : “إنك حقًا رائع ، تبني جسرًا بيننا بعد كل ما فعلته بك ، إني لأفتخر بك جدًا.” وعانقه. وبينما هما يتصالحان، كان الغريب يجمع أغراضه ويهم بالرحيل .
“انتظر”…”انتظر”… قالا له: “ما زال عندنا عمل كثير لك. ”
فأجاب :” كنت أحب أن أبقى لولا كثرة الجسور التي تنتظرني لأبنيها.”

إذاً ما رأيك لو نبدأ في بناء الجسور بيننا وبين أقارب لنا أبعدتنا عنهم فصولٌ من الجفاف؟؟
ما رأيك لو نعبر جسور التلاقي التي نبنيها بأيدينا؟
ما رأيك لو ” نَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى” ونعانق اخوة لنا بعد طول غياب؟؟

صوم مبارك
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 20446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل القدّيس لوقا ٧ / ١١ – ١٧

ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير.
وٱقْتَرَبَ مِنْ بَابِ المَدِينَة، فإِذَا مَيْتٌ مَحْمُول، وَهوَ ٱبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كانَتْ أَرْمَلَة، وَكانَ مَعَها جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ المَدِينَة.
وَرَآها الرَّبُّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وَقَالَ لَهَا: «لا تَبْكِي!».
ثُمَّ دَنَا وَلَمَسَ النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!».
فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّهِ.
وٱسْتَولى الخَوفُ عَلَى الجَميع، فَأَخَذُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيَقولون: «لَقَد قَامَ فِينا نَبِيٌّ عَظِيم، وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ!».
وَذَاعَتْ هذِهِ الكَلِمَةُ عَنْهُ في اليَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ الجِوَار.


التأمل: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!…»

لكل تلك الأوقات التي ساندتني بها..
لجميع الحقائق التي جعلتني أراها..
لكل فرح زرعته في حياتي..
لكل خطأ ارتكتبته أنا، وأنت حوَّلته الى ينابيع نِعَم.
لكل حلم مستحيل جعلته أمراً من الممكن أن يتحقق.
لكل الحب الذي وجدته فيك..
لكل ذلك أشكرك يسوع..
أنت الوحيد الذي يقف معي في محنتي..
أنت الوحيد الذي يساندني كي لا أقع أبداً.

كنت قوتي عندما كنت ضعيفاً.
كنت صوتي عندما لم أستطع الكلام…
كنت…
كنت عيناي عندما كنت أعمى..

عيناك لم تَر مساوئي..
رفعتني عندما سقطت..
وهبتني الايمان .. لأنك اعتقدت أنني كل شيء
لأنك أحببتني..

وهبتني أجنحة وجعلتتي أطير..
لمست يداي، فتمكنت أنا من لمس السماء..
لقد فقدت إيماني ، فأعدته إليَّ..
أقنعتني أنه معك لا يوجد نجم بعيد المنال..
لقد ساندتني كثيراً كي أقف مرفوع الرأس..
حبك كان لي ..كل شيء..في كل شيء..
أنا شاكر لك، لكل ما ستقدمه لي اليوم..
ربما كنت لا أعرف ذلك كثيراً، لكني أعرف اليوم أنه أكثر من حقيقة..
لقد كنت محظوظا لأنك أحببتني..
كنت دائما .. حيث أنا..
النسيم العليل الذي يحملني في زمن محنتي..
الضوء الساطع الذي أشرق حباً في ظلمة حياتي..
لقد أصبحت ملهمي في كل شيء..
بالرغم من كل خداع العالم انت كنت الحقيقة..
لذلك أصبح عالمي المكان الأفضل بوجودك..
أشعر أني كل شيء..
لأنك أحببتني..
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 20447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل القدّيس لوقا ٧ / ١١ – ١٧

ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير.
وٱقْتَرَبَ مِنْ بَابِ المَدِينَة، فإِذَا مَيْتٌ مَحْمُول، وَهوَ ٱبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كانَتْ أَرْمَلَة، وَكانَ مَعَها جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ المَدِينَة.
وَرَآها الرَّبُّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وَقَالَ لَهَا: «لا تَبْكِي!».
ثُمَّ دَنَا وَلَمَسَ النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!».
فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّهِ.
وٱسْتَولى الخَوفُ عَلَى الجَميع، فَأَخَذُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيَقولون: «لَقَد قَامَ فِينا نَبِيٌّ عَظِيم، وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ!».
وَذَاعَتْ هذِهِ الكَلِمَةُ عَنْهُ في اليَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ الجِوَار.


التأمل: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!…»

لكل تلك الأوقات التي ساندتني بها..
لجميع الحقائق التي جعلتني أراها..
لكل فرح زرعته في حياتي..
لكل خطأ ارتكتبته أنا، وأنت حوَّلته الى ينابيع نِعَم.
لكل حلم مستحيل جعلته أمراً من الممكن أن يتحقق.
لكل الحب الذي وجدته فيك..
لكل ذلك أشكرك يسوع..
أنت الوحيد الذي يقف معي في محنتي..
أنت الوحيد الذي يساندني كي لا أقع أبداً.

كنت قوتي عندما كنت ضعيفاً.
كنت صوتي عندما لم أستطع الكلام…
كنت…
كنت عيناي عندما كنت أعمى..

عيناك لم تَر مساوئي..
رفعتني عندما سقطت..
وهبتني الايمان .. لأنك اعتقدت أنني كل شيء
لأنك أحببتني..

وهبتني أجنحة وجعلتتي أطير..
لمست يداي، فتمكنت أنا من لمس السماء..
لقد فقدت إيماني ، فأعدته إليَّ..
أقنعتني أنه معك لا يوجد نجم بعيد المنال..
لقد ساندتني كثيراً كي أقف مرفوع الرأس..
حبك كان لي ..كل شيء..في كل شيء..
أنا شاكر لك، لكل ما ستقدمه لي اليوم..
ربما كنت لا أعرف ذلك كثيراً، لكني أعرف اليوم أنه أكثر من حقيقة..
لقد كنت محظوظا لأنك أحببتني..
كنت دائما .. حيث أنا..
النسيم العليل الذي يحملني في زمن محنتي..
الضوء الساطع الذي أشرق حباً في ظلمة حياتي..
لقد أصبحت ملهمي في كل شيء..
بالرغم من كل خداع العالم انت كنت الحقيقة..
لذلك أصبح عالمي المكان الأفضل بوجودك..
أشعر أني كل شيء..
لأنك أحببتني..
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 20448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اشتياقات النفس وخبرة الإيمان المسيحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اشتياقات النفس وخبرة الإيمان المسيحي

يوجد في النفس اشتياق طبيعي نحو الله؛
لأن دائماً المثيل (الشبيه والمثال) ينطبق على مثيله (الموضوعة فيه ملامحه الخاصة)، فالإنسان مخلوق على صورة خالقه وهذا ما تم إعلانه في كلمة الحق: وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا؛ فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه (تكوين 1: 26، 27)، والإنسان بهذا الشكل مدعو لينمو نحو الله لكي تنطبق الصورة على أصلها، وهذه الدعوة تتحقق باشتعال هذا الاشتياق، الذي بدونه لا توجد غيرة المحبة الصالحة التي تدفع الإنسان دفعاً لمشابهة الله حسب قصده: كونوا قديسين لأني أنا قدوس؛ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل (1بطرس 1: 16؛ متى 5: 48)، ولذلك يُدعى كل من يحب الله بـ "رجل (أو امرأة) الأشواق"، وهذا هو حال نطق القلب في هؤلاء المشتاقين: كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ؛ تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ (مزمور 42: 1؛ 84: 2)

وهذا الشوق الصالح
الذي هو الدافع الحقيقي لصدق المحبة التي تجعلنا نحفظ الوصية بالطاعة متممين مشيئة الله بمسرة، قد حوله العدو فينا إلى شهوة الخزي، التي تحملنا على اشتهاء كل ما هو مخالف للصورة التي خُلقنا عليها، وبالتالي أصبحنا نسير في اتجاه مخالف، غير طائعين لله بل طائعين دائماً لحركات شهوات الجسد التي تهتاج فينا فلا تجعلنا ننتبه لاشتياق الروح فينا، فصرنا تائهين ضالين عن الحق الذي صرنا لا نعرفه حسب إعلان ذاته، بل نعرفه بجهل أفكارنا لأننا نتحرك بطبيعتنا الساقطة المنطفئ فيها الشوق من نحو الله، لذلك مكتوب: وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً (أو: الإِنْسَانَ الْبَشَرِيَّ لاَ يَتَقَبَّلُ أُمُورَ رُوحِ اللهِ إِذْ يَعْتَبِرُهَا جَهَالَةً وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَهَا لأَنَّ تَمْيِيزَهَا إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى حِسٍّ رُوحِيٍّ) (1كورنثوس 2: 14)

فالإنسان وهو عايش في إنسانيته الساقطة،
فأنه طبيعياً وتلقائياً سيحيا فاقداً للحس الروحي وأشواق نفسه تتجه لأشياء تافهة بلا قيمة، حتى أنه يتمادى أيضاً بخداع الشر الزائف ليحيا في شكل ومظهر الجو الروحي في حالة من العمى التام الذي يجعله يدخل في الحياة مع الله ليجعله خادماً لاحتياجاته وأطماعه الخاصة وشهوات قلبه المنحصرة في هذا العالم الحاضر الذي كل ما فيه: شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، (التي كلها ليست) من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد (1يوحنا 2: 16، 17)، ومن هذا المُنطلق يُسمى الإنسان الساقط [الإنسان الجسداني]، لأنه ميتاً عن العالم الروحاني عائشاً حسب الجسد وليس حسب الروح، فهو ميت وليس فيه حياة، لذلك فأن شوق قلبه دائماً يتجه للأرضيات والحسيات التي يجد فيها حياته ومسرته، لذلك يقول الرسول: لأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب، العشب يبس وزهره سقط (1بطرس 1: 24)، ولذلك مكتوب بالحق: المولود من الجسد جسد هوَّ، والمولود من الروح هو روح؛ لأنه ان عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن ان كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستحيون (يوحنا 3: 6، رومية 8: 13)

لذلك علينا أن نكون فاهمين طبيعة سقوطنا
من مرتبتنا الأولى لكي نفهم عمل المسيح الرب الخلاصي وكيف تكون توبتنا الحقيقية، لنستعيد مكانتنا بضمان ختم دم حمل الله رافع خطية العالم الذي دان الخطية في الجسد لنصير برّ الله فيه، ويتولد فينا الأشواق الروحية التي تدفعنا دفعاً لمحبة الله، لنحيا خليقة جديدة في المسيح الرب ونتبعه في التجديد، لأننا لو صرنا سمائيين مولودين من الله فعلياً، سنصير روحانيين وسيرتنا هي في السماوات مكتوبه جهاد المحبة، وطلباتنا بالتالي ستصير وفق مشيئة الله لذلك يقول الرسول: فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ (كولوسي 3: 1)، لأن طلبتنا تُعبر عن حال وضعنا، فلو كنا من العالم منحصرين في حاجة الجسد فأشواقنا كلها ستتجه إلى أسفل، طالبين كل ما على الأرض فقط، أما لو عشنا حسب الروح بكوننا مولدين ثانية لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى: بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد (1بطرس 1: 23)، فأشواقنا ستتجه طبيعياً إلى ذلك العلو السماوي البهي فنستطيع أن نُصلي ونقول أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.

وما هي إرادة الله ومشيئته الصالحة حسب التدبير:
لأن هذه هي إرادة الله قداستكم؛ لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. (1تسالونيكي 4: 3؛ يوحنا 6: 38 – 40)

ومن إرادة الله ومشيئته التي أعلنها لنا الابن الوحيد،
حينما تستمع إليها كل نفس بإصغاء من يُريد أن يحيا مع الله وفق مشيئته، تتولد في النفس غيرة شوق الإيمان الصالح حسب طبيعة قوة الجذب الإلهي، لأن بدون تلك الغيرة لأجل الله لن نتقدم ولن نفلح في السير نحو حضن الأبوة الصالح في المسيح يسوع، لأن كل من لا يُترجم إيمانه التصاق بالابن الوحيد فلن يدخل لحضن أبوة الله، لأن الابن كائن في حضن أبيه، لأن طبيعته اللاهوتية تظهر لنا أنه قائم في حضن الآب، وبدونه لن يصل أحد للحضن الأبوي إطلاقاً مهما ما صنع وفعل: اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ (يوحنا 1: 18)

فهذه الحقيقة اللاهوتية التي أعلنها لنا الرسول،
ليست نظرية مطروحة للدارسة والشرح والتفسير والاختلافات العقائدية أو الفكرية، ولا تخضع لمنطقية الإنسان وفلسفة تفكيره الطبيعي، إنما حقيقة أُعلنت للجميع للتذوق الاختباري، لأن معنى إيماننا المسيحي، أننا نؤمن بالابن الوحيد الكائن في حضن أبيه، وهذا الإيمان يتحقق فينا بالروح القدس الذي يُشخص فينا البنوة، فكبنين نتجه نحو الله أبينا في شخص المسيح الرب لننطق بالروح الذي أرسله في قلوبنا كشاهد أننا أبناء ونقول: [أبانا الذي في السماوات]، فتخرج منا قوية تحمل سلطان التبني:
وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه؛ ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب؛ إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب (يوحنا 1: 12؛ غلاطية 4: 6؛ رومية 8: 15)

يا إخوتي انتبهوا جداً
فهنا أُسلم لكم خبرة لكي تتذوقوا معي عطية الله الثمينة الصالحة، فتغيروا غيرة حسنة وتشتاق نفوسكم للحياة المجيدة التي لنا في المسيح الرب حسب مسرة مشيئة الآب المعلنة لنا في ملء الزمان حسب التدبير، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل، ولا تجعلوا توبتكم بعيدة عن الإنجيل المعلن فيه برّ الله بالإيمان بالمسيح الرب من السماء، فنحن نتوب لا من أجل أن نكون صالحين ونُرضي الله من ناحية الشكل والأخلاق الحسنة، بل نتوب لكي ندخل في سرّ التبني ونتمتع بالحضن الأبوي، ونحيا في شركة مقدسة مع القديسين في النور، لأن شركة القديسين هي شركة إلهية بالدرجة الأولى، وكل من يدخل في تلك الشركة فأنه يغتسل بالنقاوة ويلبس حُلة البنين ويرتدي خاتم البنوة، ويجلس على المائدة الملوكية المهيبة، ويتناول طعام الخلود ويفرح ويُسر بكل مسرة سماوية، فينطق تسبحة الغلبة والخلاص التي لنا ليُمجد الله كل حين ويبارك اسمه العظيم القدوس:

+ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،
الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ. الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. (أفسس 1: 3 – 12)
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 20449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يمكن تحديد رمزية او حرفين قصه في الكتاب المقدس

مثال حوت يونان
هل واقع تاريخي ام رمزي

ام واقعي في صورة رمزية
ما رأي الاباء في حوت يونان

هناك فرق بين أحداث وبين الأمثال والرموز، مشكلة الناس اليوم أنهم بيحاولوا يمنطقوا الأمور لكي يقنعوا الناس بالكتاب المقدس فدخلوا في قصة الأسطورة والرمزية ومش مصدقين الأحداث التي يتحدث عنها الكتاب المقدس لأن معظمها إعجازية بتدخل إلهي واضح وصريح، فالمشكلة في الرؤية السليمة للكتاب المقدس، ومش فيه حد من الآباء اعترض على موضوع يونان وأحداث السفر نهائي، غير بعض الناس اللي بترفض الموضوع شكلاً وموضوعاً ومعظها تفسيرات حديثة بسبب أن الناس بدئت تتحدث مع ملحدين ومفكرين عايزين يقنعوهم بالعقل حتى انزلقت أقدامهم في قصة الرمزية وخلافه.. وهذا ضرب حياتهم في مقتل واضاع منهم المغزى وراء الأحداث للبنيان، وظلوا يتشاجروا على الرمز والحرف والمثل والأسطورة.. الخ.

فالموضوع يا غالي يحتاج تدقيق في الأحداث والوصول للهدف الإلهي من ورائها للبنيان، دون تضييع وقت في حوار متعب لن يحصل أحد فيه على نتيجة سوى أنه ينحصر في الفكر وينسى فعل تدخل الله في الزمن في صميم الأحداث من أجل خلاص النفوس.
 
قديم 21 - 03 - 2018, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 20450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,519

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اليوم الأخير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اليوم الأخير
حكى أحد الخدام هذه القصة:
بينما كنت عائدًا إلى بيتي، حوالي الحادية عشر مساءً، مررت بجانب حانة (خمارة)، وإذا بصوت يناديني باسمي:

“فلان، فلان”،
فتوجهت ناحية الصوت، ولكني لم أتبين الشخص الذي يناديني. وفجأة اقترب مني وقال لي:
“ أنا فلان صديقك ألا تذكرني
وهنا تذكرته، إنه صديق قديم من أيام المرحلة الثانوية، لقد كنا في فصل واحد بل كنا نجلس معًا على تختة واحدة، ولكن تغير صديقي كثيرًا، فوجهه شاحب، وعيناه غائرتان، وجسده نحيل، وكما يقولون جلد على عظم، لقد كان أشبه بجثة تمشي على قدمين.

ثم قال لي:
كيف حالك يا صديقي؟
لقد اشتقت إليك، هل تذكر أيام الثانوية العامة وكيف كنت تعظني بكلمات وقصص من الإنجيل، كانت كلمات مشجِّعة تغمرني بالسلام، يا لها من أيام!
أما الآن فأنا إنسان بائس مُحطّم. لقد فشلت كما تعلم في الثانوية ورُفضت من المدرسة، وُطردت من البيت، والآن أنا لا أفعل شيئًا في حياتي سوى الشر والخطية.
13 عامًا أتسكع هنا وهناك بلا عمل وبلا هدف، وصارت الحياة مملة كئيبة بلا طعم. ثم استطرد قائلاً:
ما رأيك لو دخلت معي في ناحية من الحانة وكلمتني قليلاً؟
فأنا مشتاق أن اسمع شيئًا منك ومن الإنجيل. فرحبت ودخلت معه، لأن حالته هذه مزقت قلبي تمزيقًا. ثم قال لي:
منذ عشر دقائق سمعت صوتًا في داخلي يقول لي:
أنا أحبك، أنا مشتاق إليك، وبعدها وجدتك تمر أمام الحانة، فهل من الممكن أن يكون هذا الصوت هو صوت الرب؟
وهل يقبلني بعد كل ما فعلت؟
وهل يغفر لي؟
وهل سيسامحني على كل شروري؟
وهل...؟

وبينما أنا كنت أستمع إليه تضرعت إلى الرب وصعدت مني صلاة سريعة لأجله، لكي يعطيني الرب كلامًا مناسبًا لحالته يمس أعماقه، ويشفي نفسه، ويداوي جروحه. فأجبته:
نعم يا صديقي، يمكن أن يقبلك، بل هو في شوق شديد إليك. قد نظن نحن أن لقاءنا اليوم هو من باب المصادفة، ولكنها ليست أبدًا مصادفة بل هي ترتيب من الرب. إن الرب يسوع يبحث عنك ويطلبك وهو الذي أرسلني إليك اليوم بالتأكيد. سأذكِّرك بآية أحبها كثيرًا وهي أن :
«مُخَلِّصِنَا الرب، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ»
(1تيموثاوس2: 3-4).
هل تدرك معنى الآية؟
إنها تعني إن الرب يريد خلاصنا، ويتمنى عودتنا إليه حتى لو كنا قد بعدنا بعيدًا جدًا. فإذا رجعنا إليه، نجده منتظرًا فاتحًا بابه وأحضانه لنا.

قَبِلَ صديقي ورحَّب بأقوال الرب؛ فهو متعطش جدًا لها. وطال الحديث بنا حتى مطلع الفجر. ومع ظهور أول شعاع نور من أشعة الشمس، كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان قد أضاء قلبه. لقد ندم على خطاياه وبكى عليها، وشعر برغبة في التغيير. وجدته يقول لي:
“وأنا أيضًا أريد الآن بل وأشتاق أن أذهب إلى كنيسة”.
كان التوقيت غير مناسب، فنحن في الخامسة والنصف صباحًا، ولكن أمام تصميمه، ذهبت معه. وطوال الطريق لم تتوقف دموعه من الجريان على وجهه. وصلنا لاجتماع لأعرِّفه على خادم ليصلي معه. تردد في البداية، ولكنه حسم الأمر، وجلس معه. انتظرت في الخارج لمدة 45 دقيقة، وبعدها رأيته يخرج وعلى وجهه علامات الراحة والرضا والسرور، شعرت وكأن قصة الابن الضال ترتسم أمام عيني مرة أخرى.

أعطيته ورقة مكتوب فيها اسمي ورقم تليفوني وعنوان منزلي، حتى يقصدني متى احتاج إليَّ. شكرني وانصرف لحال سبيله، أما أنا فذهبت للبيت، وكان النعاس يداعب جفوني بعد ليلة طويلة مثيرة. وفي الثانية عشر ظهرًا استيقظت على رنين جرس الباب، فتحت لأجد أحد ضباط الشرطة يقول لي:
أنت فلان”. قلت: نعم”.

فقال لي: هل هذه الورقة تخصك؟”
وجدتها نفس الورقة التي أعطيتها لصديقي. وقبل أن أتكلم، استطرد الضابط قائلاً:
لقد وجدناها في جيب شاب صدمته سيارة مسرعة، ولم نجد معه أي بيانات تدلّ على هويته سوى تلك الورقة. صرخت مصدومًا:
وماذا حدث له؟
قال الضابط:
البقية في حياتك”!!

صديقي العزيز وصديقتي العزيزة
لا أود أن أثقلك أو أزعجك لأن الحوادث كثيرة ومتنوعة ومتكررة وكل يوم، لكن أود أن أنبهك لحقائق هامة وهي أن:
-1-

«دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ»
(1يوحنا1: 7-9).
-2-

«لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»
(لوقا19: 10).
-3-
«هذا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ»
(رومية13: 11-12).
لقد تاب صاحبنا ورجع إلى الرب في آخر يوم من أيام حياته، غير أنه لم يكن يدري إنه اليوم الأخير. ونحن أيضًا كم نحتاج أن نعود إلى الرب معترفين ومقرّين بخطايانا الآن؛ فمن يدري متى يكون آخر يوم في حياتنا؟
لذلك يقول الكتاب:

لأَنَّهُ يَقُولُ:
«فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ».
«هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ»
(2كورنثوس6: 2).
ها يسوع الباب دومًا يقرع
وإليك بالدخول يضرع
فافتح الباب وإلا يرجع
عنك فافتح ليسوع عاجلاً
عاجلا عاجلاً
اغنم الوقت الوحيد المعطى لك
قلبك أفتح ليسوع عاجلاً


* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025