منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 03 - 2018, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 20231 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأب دوروثيؤس
[إننا نفقد القوَّة على إصلاح أنفسنا متطلِّعين على الدوام نحو أخينا]، [ليس شيء يُغضب الله أو يعرِّي الإنسان أو يدفعه لهلاكه مثل اغتيابه أخيه أو إدانته أو احتقاره... أنه لأمر خطير أن تحكم على إنسان من أجل خطيّة واحدة ارتكبها، لذلك يقول المسيح: "يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تُبصر جيِّدًا أن تُخرج القذَى الذي في عين أخيك" [42]. أنظر فإنَّه يشبِّه خطيَّة الأخ بالقذَى أما حُكمك المتهوِّر فيحسبه خشبَة. تقريبًا أصعب خطيَّة يمكن معالجتها هي إدانة أخينا!... لماذا بالحري لا ندين أنفسنا ونحكم على شرِّنا الذي نعرفه تمامًا وبدقة والذي نعطي عنه حسابًا أمام الله! لماذا نغتصب حق الله في الإدانة؟! الله وحده يدين، له أن يبرِّر وله أن يدين. هو يعرف حال كل واحد منَّا وإمكانيَّاتنا وانحرافاتنا ومواهبنا وأحوالنا واستعداداتنا. فله وحده أن يدين حسب معرفته الفريدة. أنه يدين أعمال الأسقف بطريقة، وأعمال الرئيس بطريقة أخرى. يحكم على أب دير، أو تلميذ له بطريقة مغايرة، الشخص القديم (له خبراته ومعرفته) غير طالب الرهبنة، المريض غير ذي الصحَّة السليمة. ومن يقدر أن يفهم كل هذه الأحكام سوى خالق كل شيء ومكوِّن الكل والعارف بكل الأمور؟] يكمل الأب دوروثيوس حديثه عن عدم الإدانة بعرض قصَّة يتذكَّرها عن سفينة كانت تحمل عبيدًا، إذ تقدَّمت عذراء قدِّيسة إلى صاحب السفينة واِشترت فتاة صغيرة حملتها معها إلى حجرتها لتدرِّبها على الحياة التقويّة كابنة صغيرة لها، ولم يمضِ إلا قليلاً حتى جاءت فرقة للرقص، اشترت أخت هذه الفتاة الصغيرة لتدرِّبها على أعمال اللهْو والمُجون والحياة الفاسدة... هنا يقف الأب دوروثيؤس مندهشًا، أن الفتاتين قد اُغْتصِبتا من والديهما، إحداهما تتمتَّع بمخافة الله تحت قيادة قدِّيسة محبَّة وأخرى بغير إرادتها اُغْتُصبت لممارسة الحياة الفاسدة. لهذا يتساءل: أليس لله وحده أن يدين الفتاتين بطريقة يصعب علينا إدراكها؟! فنحن نتسرَّع في الحكم، أما الله فعالم بالأسرار طويل الأناة، وحده قادر أن يبرِّر أو يدين.

 
قديم 01 - 03 - 2018, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 20232 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدِّيس كيرلس الكبير

[بينما يطلب منَّا التعمق في فحص أنفسنا حتى ينطبق سلوكنا على أوامر الله وتعاليمه نجد البعض يشغلون أنفسهم بالتدخُّل في شئون الآخرين وأعمالهم، فإذا وقفوا على خطأ في أخلاق الغير عمدوا إلى نهش أعراضهم بألسنة حدَّاد، ولم يدروا أنهم بذم الآخرين يذمون أنفسهم، لأن بهم مساوئ ليست دون مساوئ الغير في المذلَّة والمهانة. لذلك يقول الحكيم بولس: "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين، لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك، لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها" (رو 2: 1). فمن الواجب علينا والحالة هذه أن نشفق على الضعيف، ذاك الذي وقع أسيرًا لشهواته الباطلة وضاقت به السُبل، فلا يمكنه التخلُّص من حبائل الشرّ والخطيّة. فلنصلِ عن مثل هؤلاء البائسين القانطين، ولنَمِدْ لهم يدْ العون والمساعدة، ولنَسعَ في ألاَّ نسقط كما سقطوا. فإنَّ "الذي يذم أخاه، ويدين أخاه، يذم الناموس ويدين الناموس" (يع 4: 11). وما ذلك إلا لأن واضع الناموس والقاضي بالناموس هو واحد، ولما كان المفروض أن قاضي النفس الشريرة يكون أرفع من هذه النفس بكثير، ولما كنا لا نستطيع أن ننتحل لأنفسنا صفة القضاة بسبب خطايانا وجب علينا أن نتنحَّى عن القيام بهذه الوظيفة، لأنه كيف ونحن خطاة نحكم على الآخرين وندينهم؟! إذن يجب ألا يدين أحد أخاه، فإن حدَّثتْك نفسك بمحاكمة الآخرين، فأعلم أن الناموس لم يُقِمك قاضيًا ومُحاكمًا، ولذلك فانتحالك هذه الوظيفة يوقِعك تحت طائلة الناموس، لأنك تنتهك حُرمته.
 
قديم 01 - 03 - 2018, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 20233 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكلمات المأثورة في عدم إدانة الآخرين

+ إيَّاك أن تعيب أحدًا من الناس لئلاَّ يبغض الله صلاتك. القدِّيس أنبا أنطونيوس الكبير

+ الذي يدين، فقد هدم سوره بنقص معرفته. القدِّيس أنبا موسى الأسود

+ الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيِّد ورديء لن يؤهَّل للنعمة من الله . الأب مار إسحق السرياني

+ لا تدن أحدًا، ولا تقع بإنسان، والله يهب لك الهدوء والنِياح في القلاّية.الأنبا بيمن

+ قيل أخطأ أحد الاخوة فطُرد، فقام الأب بيصاريون، وخرج معه، وهو يقول: "وأنا أيضًا خاطئ".القدِّيس بالاديوس

+ إذا اِنشغلتَ عن خطاياك، سقطتَ في خطايا أخيك. الأنبا إشعياء

+ (في قصة المرأة الزانية): يسوع قد دان الخطيّة لا الإنسان.القدِّيس أغسطينوس

 
قديم 01 - 03 - 2018, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 20234 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحاجة إلى البناء على الصخر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعود فيؤكِّد السيِّد المسيح غاية وصاياه أن تكون ثمرًا طبيعيًا للقلب الجديد الذي يتأسَّس عليه، إذ شبَّه حياتنا ببناء يليق أن يُقام على السيِّد المسيح "صخر الدهور" فلا تستطيع زوابع الأحداث أن تهدِمه.

إيماننا بالمسيح هو الصخرة الداخليّة، خلاله نتقبَّل السيِّد المسيح نفسه كسِرْ قوَّتنا، يعمل فينا بروحه القدِّوس ليرفعنا إلى حضن أبيه. أما من لا يتأسَّس على "الصخرة الحقيقيّة" فيهتز بناؤه يمينًا وشمالاً بتيَّارات عدوْ الخير المتقلِّبة، الذي لا يهدأ حتى يحطِّمه تمامًا.
 
قديم 01 - 03 - 2018, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 20235 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اليوم الخامس (الجمعة) من الاسبوع الثاني من الصوم الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الانجيل
39 و ضرب لهم مثلا هل يقدر اعمى ان يقود اعمى اما يسقط الاثنان في حفرة
40 ليس التلميذ افضل من معلمه بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه
41 لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك و اما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها
42 او كيف تقدر ان تقول لاخيك يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك و انت لا تنظر الخشبة التي في عينك يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك
43 لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا و لا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا
44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها فانهم لا يجتنون من الشوك تينا و لا يقطفون من العليق عنبا
45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح و الانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه
46 و لماذا تدعونني يا رب يا رب و انتم لا تفعلون ما اقوله
47 كل من ياتي الي و يسمع كلامي و يعمل به اريكم من يشبه
48 يشبه انسانا بنى بيتا و حفر و عمق و وضع الاساس على الصخر فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر ان يزعزعه لانه كان مؤسسا على الصخر
49 و اما الذي يسمع و لا يعمل فيشبه انسانا بنى بيته على الارض من دون اساس فصدمه النهر فسقط حالا و كان خراب ذلك البيت عظيما
+ + +
اهتم الآباء - خاصة آباء البريّة - بالتدقيق في عدم الإدانة، فحسبوا أنه ليس شيء يغضب الله مثلها، إذ تنزع نعمته عمَّن يرتكبها ويرفع رحمته عنه حتى إذا ما ترفَّق بأخيه ينال هو النعمة الإلهيّة ومراحم الله. يرى الأب بومين والأب موسى أن من يدين أخاه ينشغل بخطايا الغير لا بخطاياه، فيكون كمن يبكي على ميِّت الآخرين ويترك ميِّته. يقول الأب دوروثيؤس: [إننا نفقد القوَّة على إصلاح أنفسنا متطلِّعين على الدوام نحو أخينا]، [ليس شيء يُغضب الله أو يعرِّي الإنسان أو يدفعه لهلاكه مثل اغتيابه أخيه أو إدانته أو احتقاره... أنه لأمر خطير أن تحكم على إنسان من أجل خطيّة واحدة ارتكبها، لذلك يقول المسيح: "يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تُبصر جيِّدًا أن تُخرج القذَى الذي في عين أخيك" [42]. أنظر فإنَّه يشبِّه خطيَّة الأخ بالقذَى أما حُكمك المتهوِّر فيحسبه خشبَة. تقريبًا أصعب خطيَّة يمكن معالجتها هي إدانة أخينا!... لماذا بالحري لا ندين أنفسنا ونحكم على شرِّنا الذي نعرفه تمامًا وبدقة والذي نعطي عنه حسابًا أمام الله! لماذا نغتصب حق الله في الإدانة؟! الله وحده يدين، له أن يبرِّر وله أن يدين. هو يعرف حال كل واحد منَّا وإمكانيَّاتنا وانحرافاتنا ومواهبنا وأحوالنا واستعداداتنا. فله وحده أن يدين حسب معرفته الفريدة. أنه يدين أعمال الأسقف بطريقة، وأعمال الرئيس بطريقة أخرى. يحكم على أب دير، أو تلميذ له بطريقة مغايرة، الشخص القديم (له خبراته ومعرفته) غير طالب الرهبنة، المريض غير ذي الصحَّة السليمة. ومن يقدر أن يفهم كل هذه الأحكام سوى خالق كل شيء ومكوِّن الكل والعارف بكل الأمور؟] يكمل الأب دوروثيوس حديثه عن عدم الإدانة بعرض قصَّة يتذكَّرها عن سفينة كانت تحمل عبيدًا، إذ تقدَّمت عذراء قدِّيسة إلى صاحب السفينة واِشترت فتاة صغيرة حملتها معها إلى حجرتها لتدرِّبها على الحياة التقويّة كابنة صغيرة لها، ولم يمضِ إلا قليلاً حتى جاءت فرقة للرقص، اشترت أخت هذه الفتاة الصغيرة لتدرِّبها على أعمال اللهْو والمُجون والحياة الفاسدة... هنا يقف الأب دوروثيؤس مندهشًا، أن الفتاتين قد اُغْتصِبتا من والديهما، إحداهما تتمتَّع بمخافة الله تحت قيادة قدِّيسة محبَّة وأخرى بغير إرادتها اُغْتُصبت لممارسة الحياة الفاسدة. لهذا يتساءل: أليس لله وحده أن يدين الفتاتين بطريقة يصعب علينا إدراكها؟! فنحن نتسرَّع في الحكم، أما الله فعالم بالأسرار طويل الأناة، وحده قادر أن يبرِّر أو يدين.

يعلّق القدِّيس كيرلس الكبير على كلمات السيِّد عن عدم الإدانة، قائلاً:

[بينما يطلب منَّا التعمق في فحص أنفسنا حتى ينطبق سلوكنا على أوامر الله وتعاليمه نجد البعض يشغلون أنفسهم بالتدخُّل في شئون الآخرين وأعمالهم، فإذا وقفوا على خطأ في أخلاق الغير عمدوا إلى نهش أعراضهم بألسنة حدَّاد، ولم يدروا أنهم بذم الآخرين يذمون أنفسهم، لأن بهم مساوئ ليست دون مساوئ الغير في المذلَّة والمهانة. لذلك يقول الحكيم بولس: "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين، لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك، لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها" (رو 2: 1). فمن الواجب علينا والحالة هذه أن نشفق على الضعيف، ذاك الذي وقع أسيرًا لشهواته الباطلة وضاقت به السُبل، فلا يمكنه التخلُّص من حبائل الشرّ والخطيّة. فلنصلِ عن مثل هؤلاء البائسين القانطين، ولنَمِدْ لهم يدْ العون والمساعدة، ولنَسعَ في ألاَّ نسقط كما سقطوا. فإنَّ "الذي يذم أخاه، ويدين أخاه، يذم الناموس ويدين الناموس" (يع 4: 11). وما ذلك إلا لأن واضع الناموس والقاضي بالناموس هو واحد، ولما كان المفروض أن قاضي النفس الشريرة يكون أرفع من هذه النفس بكثير، ولما كنا لا نستطيع أن ننتحل لأنفسنا صفة القضاة بسبب خطايانا وجب علينا أن نتنحَّى عن القيام بهذه الوظيفة، لأنه كيف ونحن خطاة نحكم على الآخرين وندينهم؟! إذن يجب ألا يدين أحد أخاه، فإن حدَّثتْك نفسك بمحاكمة الآخرين، فأعلم أن الناموس لم يُقِمك قاضيًا ومُحاكمًا، ولذلك فانتحالك هذه الوظيفة يوقِعك تحت طائلة الناموس، لأنك تنتهك حُرمته.

فكل من طاب ذهنه لا يتصيَّد معاصي الغير، ولا يشغل ذهنه بزلاَّتهم وعثراتهم، بل عليه فقط أن يتعمَّق في الوقوف على نقائصه وعيوبه. هذا كان حال المرنِّم المغبوط وهو يصف نفسه بالقول الحكيم: "إن كنت تُراقب الآثام يارب يا سيِّد، فمن يقف" (مز 130: 3)، وفي موضع آخر يكشف المرنِّم عن ضعف الإنسان ويتلمَّس له الصفح والمغفرة إذ ورد قوله: "أذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 14).]

"لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك،

وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها" [41].

يكمل القدِّيس كيرلس الكبير حديثه: [سبق أن بيَّن السيِّد الخطر الذي ينجم عن نهش الآخرين بألسنة حداد فقال: "لا تدينوا لكي لا تدانوا". والآن أتى السيِّد على أمثلة كثيرة وبراهين دافعة تحضّنا على تجنُّب إدانة الآخرين والحكم عليهم بما نشاء ونهوى، والأجدر بنا أن نفحص قلوبنا ونجرِّدها من النزعات التي تضطرم بين ضلوعنا سائلين الله أن يطهِّرنا من آثامنا وزلاَّتنا. فإنَّ السيِّد ينبهنا إلى حقيقة مُرَّة مألوفة، فيخاطبنا بالقول: كيف يمكنك نقد الآخرين والكشف عن سيئاتهم وشرورهم وفحص أسقامهم وأمراضهم وأنت شرِّير أثيم ومريض سقيم؟! وكيف يمكنك رؤيّة القذَى الذي في عين الغير وبعينك خشبَة تحجب عينك فلا ترى شيئًا؟! أنك لجريء إذا قمت بذلك، فالأولي بك أن تنزع عنك مخازيك وتطفئ جذوة عيوبك، فيمكنك الحكم بعد ذلك على الآخرين، وهم كما سترى مذنبين فيما هو دون جرائمك.

أتريد أن تنجلي بصوتك فتقف على مبلغٍ ما في اغتياب الآخرين من مقت وشرْ؟ كان السيِّد يجول يعمل خلال الحقول النضرة، فاقتطف تلاميذه المبارَكون سنابل القمح وفركوها بأيديهم، ثم أكلوا ثمارها طعامًا شهيًا لذيذًا، وسرعان ما وقع نظر الفريسيِّين على التلاميذ إلا واقتربوا من السيِّد وخاطبوه بالقول: أنظر كيف أن تلاميذك يعملون في السبت ما ليس بمحلَّل مشروع. نطق الفرِّيسيُّون بهذا القول وهم الذين عبثوا بحُرْمَة القدس وتعدُّوا على وصاياه وأوامره على حد نبوَّة إشعياء عنهم: "كيف صارت القرية الآمنة زانية؟! ملآنة حقًا كان العدل يبيت فيها، وأما الآن فالقاتلون، صارت فضتك زغْلاً، وخمرك مغشوشة بماء، رؤساؤك متمرِّدون ولُغفاء اللصوص، كل واحد منهم يحب الرشوة ويتبع العطايا، لا يقضون لليتيم ودعوى الأرملة لا تصل إليهم" (إش 1: 21-22).

رغمًا عن هذه المُنكرات المُخزيات التي ارتكبها هؤلاء الناس تمادوا في خِزيهم ومكرهم ودسُّوا لتلاميذ السيِّد المباركين، واتَّهموهم بالتعدِّي على يوم السبت المقدَّس. إلا أن المسيح ردَّ خِزيهم إذ أجابهم بالقول: "ويلٌ لكم أيها الكتبة والفرِّيسيُّون المراءون، لأنكم تعشِّرون النعنع والشبت والكمُّون، وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان، أيها القادة العميان الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل" (مت 23: 23-24).

كان الفرِّيسي كما ترى مرائيًا غادرًا يحاسب الناس على التعدِّيات الواهية، بينما يسمح لنفسه بارتكاب أشد المخازي نكرانًا، وأعظم الشرور فُجورًا، فلا غرابة أن دعاهم المخلِّص: "قبورًا مبيضَّة تَظهر من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة" (مت 23: 27). هذا هو شأن المرائي وهو يدين الآخرين ويرميهم بأشنع المساوئ والعيوب وهو عن نفسه أعمى، إذ لا ينظر شيئًا، لأن الخشبة في عينيه تحجب الضوء عنه.

إذن يجب أن نعني بفحص أنفسنا قبل الجلوس على منصَّة القضاء للحكم على غيرنا، خصوصًا إن كنَّا في وظيفة المُرشد والمعلِّم، لأنه إذا كان المُربِّي نقي الصفحة طاهر الذيل، تزيِّنه نعمة الوقار والرزانة، وليس على معرفة بالفضائل السامية فحسب بل يعمل بها ويسلك بموجبها، فإنَّ مثل هذا الإنسان يصح له أن يكون نموذجًا صالحًا يُحتذى به، وله عند ذلك حق الحكم على الآخرين إذا حادوا عن جادة الحق والاستقامة، أما إذا كان المُرشد مهمِلاً ومرذولاً فليس له أن يدين غيره، لأن به نفس النقص والضعف الذي يراه في الآخرين. كذلك ينصحنا الرسل المغبوطون بالقول: "لا تكونوا معلِّمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم" (يع 3: 1). ويقول المسيح وهو يكلِّل هامات الأبرار بالتيجان المقدَّسة، ويعاقب الخطاة بشتَّى التأديبات: "فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلَّم الناس هكذا، يُدعَى أصغر في ملكوت السماوات، وأما من عمِل وعلَّم فهذا يُدعَى عظيمًا في ملكوت السماوات" (مت 5: 19).]

يقول أيضًا الأب مار إسحق السرياني: [حينما تمتلئ النفس من ثمار الروح، تقوى تمامًا على الكآبة والضيق... وتفتح في قلبها باب الحب لسائر الناس... تطرد كل فكر يوَسْوس لها بأن هذا صالح وذاك شرِّير، هذا بار وذاك خاطئ. تُرتب حواسِها الداخليّة، وتصالحها مع القلب والضمير، لئلا يتحرَّك واحد منها بالغضب أو بالغيرة على واحد من أفراد الخليقة. أما النفس العاقرة الخالية من ثمار الروح، فهي لابسة الحقد على الدوام والغيظ والضيق والكآبة والضجر والاضطراب، وتدين على الدوام قريبها بجيِّد ورديء.]

وأيضًا من الكلمات المأثورة في عدم إدانة الآخرين:

+ إيَّاك أن تعيب أحدًا من الناس لئلاَّ يبغض الله صلاتك. القدِّيس أنبا أنطونيوس الكبير

+ الذي يدين، فقد هدم سوره بنقص معرفته. القدِّيس أنبا موسى الأسود

+ الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيِّد ورديء لن يؤهَّل للنعمة من الله . الأب مار إسحق السرياني

+ لا تدن أحدًا، ولا تقع بإنسان، والله يهب لك الهدوء والنِياح في القلاّية.الأنبا بيمن

+ قيل أخطأ أحد الاخوة فطُرد، فقام الأب بيصاريون، وخرج معه، وهو يقول: "وأنا أيضًا خاطئ".القدِّيس بالاديوس

+ إذا اِنشغلتَ عن خطاياك، سقطتَ في خطايا أخيك. الأنبا إشعياء

+ (في قصة المرأة الزانية): يسوع قد دان الخطيّة لا الإنسان.القدِّيس أغسطينوس

حدَّثنا السيِّد المسيح صديقنا السماوي عن الحب، مترجمًا عمليًا خلال العطاء، والستر على ضعفات الآخرين، بهذا يقدِّم لنا مفتاح الدخول إلى حضرة الله للتمتُّع بحبِّه، وكأن هذا يسلِّمنا مفتاح خزانته الإلهيّة، إذ يقول: "اغفروا يُغفر لكم، اعطوا تُعطوا" [37]. وقد دعا القدِّيس أغسطينوس هذين العمليْن: السَتْر على الآخرين، والعطاء جناحي الصلاة، يرفعانها إلى العرش الإلهي بلا عائق. فمن كلماته: [البِرْ الأول يمارس في القلب عندما تغفرون لأخيكم عن أخطائه، والآخر يُمارس في الخارج عندما تعطون الفقير خبزًا. قدِّموا البِرِّين معًا، فبدون أحد هذين الجناحين تبقى صلواتكم بلا حركة]، [إن أردتم أن يُستجاب لكم عندما تطلبون المغفرة: اغفروا يُغفر لكم، اِعطوا تُعطوا.]

أخيرًا أكَّد السيِّد المسيح أنه في تقديم وصاياه عن المحبَّة يطلب تغيير القلب في الداخل، يطلب في المؤمن أن يكون شجرة صالحة ليأتي بالثمر الصالح، إذ يقول:

"لأنه ما من شجرة جيِّدة تُثمر ثمرًا رديًا،

ولا شجرة رديَّة تثمر ثمرًا جيِّدًا.

لأن كل شجرة تُعرف من ثمرها،

فإنَّهم لا يجتنون من الشوكِ تينًا،

ولا يقطِفون من العُلِّيق عنبًا.

الإنسان الصالح من كِنز قلبه الصالح يُخرج الصلاح،

والإنسان الشرِّير من كنز قلبه الشرِّير.

فإنَّه من فضلة القلب يتكلَّم فمه" [43-45].

اعتمد أتباع فالنتينوس على هذه العبارات وما شابهها ليُعلنوا اختلاف طبائع النفوس، إذ في نظرهم توجد نفوس صالحة بطبيعتها لا يمكن أن تفسد، وتوجد نفوس شرِّيرة بطبيعتها لا يمكن إصلاحها، الأولي هي الشجرة الصالحة التي تُثمر صلاحًا، والأخرى هي الشجرة الرديئة التي تُنتج رديًا. وقد انبَرى كثير من الآباء يفنِّدون هذا الفكر مؤكِّدين حرِّيَّة إرادة الإنسان وإمكانيَّتِه في المسيح يسوع إصلاح حياته... فإن كان شجرة رديئة تبقى تعطي ثمرًا رديًا حتى تتحوّل إلى شجرة جيدة في الرب. هذا ما أكَّده القدِّيس أغسطينوس في عظاته المنتخبة على العهد الجديد.

في القرن الثاني الميلادي يقول العلامة ترتليان: [لا يمكن أن تكون هذه النصوص من الكتاب المقدَّس غير متَّفقة مع الحق، فإنَّ الشجرة الرديئة لن تقدِّم ثمارًا صالحة ما لم تُطعم فيها الطبيعة الصالحة، ولا الشجرة الصالحة تُنتج ثمارًا شريرة ما لم تفسد. فإنَّه حتى الحجارة يمكن أن تصير أولادًا لإبراهيم إن تهذَّبت بإيمان إبراهيم، وأولاد الأفاعي يمكنهم أن يقدِّموا ثمارًا للتوبة إن جحدوا طبيعتهم المخادعة. هذه هي قوَّة نعمة الله التي هي بالحق أكثر فاعليَّة من الطبيعة ذاتها.]

لو أن الطبيعة البشريّة مسيَّرة تلتزم بالخير أو الشرّ بغير إرادتها، وليس هناك من رجاء في التغيير لما كان السيِّد المسيح يحثُّنا: "اجعلوا الشجرة جيدة"، ولما كان الحديث في ذاته ذا نفع. فالرب يتحدَّث معنا لكي نقبل عمله فينا، فيكون تنفيذ وصاياه لا خلال السلوك الخارجي وحده، وإنما تغيير طبيعتنا القديمة، إذ يقول: "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج صلاحًا".

الحاجة إلى البناء على الصخر

يعود فيؤكِّد السيِّد المسيح غاية وصاياه أن تكون ثمرًا طبيعيًا للقلب الجديد الذي يتأسَّس عليه، إذ شبَّه حياتنا ببناء يليق أن يُقام على السيِّد المسيح "صخر الدهور" فلا تستطيع زوابع الأحداث أن تهدِمه.

إيماننا بالمسيح هو الصخرة الداخليّة، خلاله نتقبَّل السيِّد المسيح نفسه كسِرْ قوَّتنا، يعمل فينا بروحه القدِّوس ليرفعنا إلى حضن أبيه. أما من لا يتأسَّس على "الصخرة الحقيقيّة" فيهتز بناؤه يمينًا وشمالاً بتيَّارات عدوْ الخير المتقلِّبة، الذي لا يهدأ حتى يحطِّمه تمامًا.
 
قديم 02 - 03 - 2018, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 20236 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعنى الحقيقى لـ الصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنّ الصوم هو امتناع وإغلاق الفم والفكر والمعدة، ليس الصوم معناه الجوع، بل معناه غلق الفم عن التحدث بما لا يليق والفكر عن الشرور، وبالتالى تتدرب المعدة على الجوع، لتحكم النفس وتتحكم فى غرائز الجسد.

أن الصوم هو فترة انقطاع عن الطعام يعقبه أكل نباتي، لافتا إلى أن المسيحية تؤمن بأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تحيا من فم الله.

الأطعمة التى نسمع عنها تلك الأيام من لحوم صيامى وجاتوه صيامى وغيره، لا نعرف عنها شيئا مقارنة بما تسلمناه من آبائنا الرسل،
«ربما هناك من المرضى من يحتاج إلى أنواع من البروتينات الخاصة، لكننى أرى أنه لم يكن هناك داعٍ لذلك، ليكن صومنا فى تذلل وفى هدوء كما تعلمنا».
 
قديم 02 - 03 - 2018, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 20237 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أيقونة عذراء البوابة ألقتها أرملة في البحر خوفًا من تدميرها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هى الأيقونة الموجودة فى الجبل المقدس بدير إيفيرون، ويعود تاريخها إلى زمن الملك ثاوفيلس المحارب للأيقونات فى القرن التاسع، الذى اضطهد المؤمنين بشكل عنيف، فكان يرسل الجنود إلى المدن والقرى ليفتشوا الكنائس وينزعوا الأيقونات المقدسة ويحرقونها بالنار، ليس فقط من الكنائس بل من البيوت أيضًا. فى ذلك الوقت كانت أرملة تقية تسكن فى مدينة نيقية، كانت غنية جدًا، هذه الأرملة ابتنت لها كنيسة بالقرب من منزلها ووضعت هذه الأيقونة فيها، وعندما جاء جنود الملك بقصد إتلاف الأيقونات الموجودة فى مدينة نيقية، وعندما وصلوا إلى بيت الأرملة وشاهدوا الأيقونة فرحوا وحاولوا ابتزازها بالحصول على أموالها وإلا فسوف يتلفون أيقونتها وتعذيبها. فطلبت الأرملة مهلة إلى اليوم التالى، فأجابوها بالموافقة، وعندما انصرف الجنود، دخلت الكنيسة مع ابنها وبدأت تصلى بخشوع ودموع، ثم نهضت وأخذت مع ابنها تلك الأيقونة، وانطلقت بها إلى الشاطئ، فصلّت ثانية متضرعة إلى السيدة العذراء كى تنجيهما من الجنود الكفرة، وأن تحفظ الأيقونة سالمة، وهكذا رمت الأيقونة فى البحر، فسارت الأيقونة مستوية على وجه البحر، عادت هذه الأرملة مع ابنها ممجدة الله، وعندما وصلت إلى بيتها طلبت من ابنها أن يسافر بعيدًا عن مدينته من وجه الجنود وأنها مستعدة أن تتحمل العذاب من أجل المسيح. انطلق الشاب إلى مدينة تسالونيكى، وأقام فيها وقتًا، ثم ذهب إلى جبل آثوس حيث دخل إلى دير إيفيرون، وعاش حياة رهبانية جيدة، فى أثناء حياته قصَّ خبر هذه الأيقونة على أحد إخوته الرهبان، فدوّنت هذه الحادثة فى سجلات الدير. وبعد سنين طويلة كان بعض الرهبان من هذا الدير جالسين على شاطئ البحر، فظهر لهم فجأة عمود نار فى البحر فصرخوا قائلين: «يارب ارحم»، وشيئًا فشيئًا تبين أن هذا العمود النارى كان مرتفعًا من أيقونة مستوية على سطح البحر، فى هذه الأثناء ظهرت السيدة العذراء لراهب ناسك اسمه جبرائيل، وأعلنت له عن سرّ هذه الأيقونة، وطلبت منه أن ينزل إلى البحر ليأخذها وأن يحتفظوا بها فى ديرهم، فأعلن ذلك الراهب لرئيس الدير بأمر تلك الرؤيا، وهكذا نزلوا مع باقى الإخوة بالصلوات والابتهالات إلى شاطئ البحر، فنزل الناسك جبرائيل فى الماء وأخذ الأيقونة بذراعيه ومشى على سطح البحر كأنه على اليابسة. ثم نقلوها إلى هيكل كنيسة الدير الكبرى. فى صباح اليوم التالى وقبل صلاة السحر، دخل الراهب المسئول عن خدمة الكنيسة فلم يجد فيها الأيقونة المقدسة، وبعد التفتيش الطويل وجدها الرهبان على الحائط فوق باب الدير، فنقلوها إلى مكانها الأول، تكررت هذه الحادثة عدة مرات إلى أن ظهرت السيدة العذراء لجبرائيل الراهب، وأعلنت له عن رغبتها فى بقاء أيقونتها فوق الباب قائلة له: «إننى لا أرغب فى أن تحرسونى أنتم، بل أنا أريد أن أكون الحارسة لكم»، فلما سمع الإخوة من جبرائيل هذه الرؤيا، شيدوا كنيسة قرب باب الدير وأقاموا فيها الأيقونة المقدسة العجائبية. ولذلك سمّيت «العذراء البوابة». أما المعجزات والأشفية التى تمت عبر هذه الأيقونة فلا تحصى، وكان خير دليل على عجائبها هو أثر الجرح فيها على وجنة والدة الإله، قصة هذا الجرح كانت عندما اتفق فى أحد الأيام مجموعة من اللصوص البرابرة لغزو الجبل المقدس والاستيلاء على كنوزه، وصلوا إلى دير إيفيرون، وبعد أن استولوا على كنوزه وقتلوا عددًا كبيرًا من الرهبان، وكان زعيمهم ممتلئًا من الشر، فاتجه إلى هذه الأيقونة ونظر باستهزاء قائلًا: «ألستم تكرمون هذه المرأة مع ولدها فلماذا لم تتدخل لمساعدتكم»، وأخذ رمحه ورمى به تلك الأيقونة، فأصاب خد السيدة العذراء، وفى الحال ظهرت معجزة الله بأن خرج الدم من الأيقونة المرسومة على الخشب. عندما رأى ذلك البربرى خاف خوفًا عظيمًا وآمن بقدرة السيد المسيح وأمه، لذلك أعاد كل ما سرق من الدير وأخرج من جيبه دينارًا عربيًا ووضعه أمام الأيقونة وهو موجود حتى الآن، وطلب من الرهبان الباقين أن يقبلوا توبته، فقبلوا بفرح توبة ذلك اللص، وبعد أن أبدى توبة حقيقية، اقتبل المعمودية المقدسة وتوشح بالإسكيم الرهباني. وعندما أرادوا تسميته، قال لهم: «أنا بربرى وأرجو أن يبقى اسمى بربري، لأنه لا يليق بى أن آخذ اسم أحد القديسين، فكان اسمه فرفروس، وسار فى حياته الرهبانية بجد وتعب، وأصبح فيما بعد قديسًا من قديسى الكنيسة، وعندما قامت الحرب بين روسيا وتركيا ثارت فى الجبل الاضطرابات والمخاوف، حتى أن كثيرًا من الرهبان تركوا الأديرة وهربوا، فكانت النتيجة أنه بعد أن كان عدد الرهبان أربعين ألفًا أصبح فى القرن التاسع عشر حوالى ألفاً فقط. وهؤلاء أيضًا أرادوا الفرار والهرب لأنهم قالوا بأن السيدة العذراء لم تعد تهتم بالجبل أو بحديقتها، ولكن السيدة العذراء ظهرت لكثير من الآباء وسكان البرارى، وقالت لهم: «لماذا تخافون هذا الخوف الشديد، إن هذه الأخطار ستمضى وسيعود الجبل يحفل، أخبركم بأن أيقونتى البوابة ما دامت فى الجبل المقدس فى دير إيفيرون فلا تخافوا شيئًا وعيشوا فى صوامعكم، ولكن عندما أختفى من الدير فليأخذ كل منكم أغراضه ويذهب حيث يشاء». وهكذا التقليد فى الجبل مستمر بتفقد هذه الأيقونة. وفى كل عام فى أسبوع التجديدات يقومون بزفة عظيمة لهذه الأيقونة؛ حيث يجتمع عدد كبير من الرهبان من كل أديار الجبل المقدس.
 
قديم 02 - 03 - 2018, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 20238 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هو ايه اللي حصل للناس

وخلاهم يتجنوا بأفكار فلسفية ليست بذات قيمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أتعجب كل العجب لمن جلسوا على كراسي التعليم ليخطوا تعليم غريب عن روح الإنجيل والتسليم الرسولي الآبائي الواعي السليم بإفراز وتمييز الروح، وجدت البعض ينتقد الكتاب المقدس بصورة مشوشة مبتورة (ذكرتها سابقاً وما زالات في ازدياد)، والآخر يخط تعبيرات تخص التجسد معيبة ليس فيها أي فهم لاهوتي سليم يخص التدبير الإلهي حسب إعلان الإنجيل، وانتشر كلام عن أن المسيح أتخذ جسد قابل للخطية، بحجة أنه ايه لزوم البر أن لم يوجد إمكانية للخطية، أو إيه لازمة القداسة والطهارة طالما لا يوجد إمكانية للدنس، يعني حجة غريبة وكأن قداسة الله لا تظهر إلا في جو الخطية ودية مصيبة في التعليم نفسه ومقارنة غريبة.

غير بقى اللي بيقول أن المسيح الرب أخذ جسد بلا غرائز طبيعية، لأنها تعبر عن الخطية، واللي بيقول أن جسد المسيح بلا أعضاء تختص بعمل الخطية (ولو اني مش فاهم يعني ايه أعضاء بتعمل الخطية) واللي قال أن المسيح الرب هو بنفسه تحول لخطية، لأن الرسول بيقول أنه صار خطية لأجلنا.. وكلام كتير فيه فلسفة فكر مريض بسبب ان الناس جلست على كراسي التعليم بدون أن تنال الموهبة السماوية ولم يعيشوا اي خبرة روحية بل عقلهم امتلأ بالأفكار وصاروا معلمين يقنعوا الناس باشياء فكرية مريضة بعيدة كل البعد عن إعلان الإنجيل تماماً..

حقيقي احنا وصلنا لجيل مشتت جداً امتلأ بالفلسفة الفكرية وحياته خاوية من نعمة الله تماماً، والظلمة زحفت بشدة على العقول وأطفأت بصيص النور الذي كان موجود في البعض لأن العلم والفكر أخذه بعيداً عن الله، لأن فعلاً العلم ينفخ..

حقيقي هذا الجيل يحتاج صلاة مستمرة لأننا يبدو اننا في الأيام الأخيرة فعلاً، وارتداد الكثيرين ظاهر، واللخبطة في التعليم واضحة كشمس النهار، لأن كل هذه الأخطاء تدل على غياب النور الحقيقي وظهور الظلمة بشكل غير مسبوق، ربنا يرحمنا لأنه مكتوب عن الأيام الأخيرة لو أمكن لضل المختارين ايضاً، يا رب ارحمنا وأعنا في هذه الأيام الصعبة للغاية على كل وجه.
 
قديم 02 - 03 - 2018, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 20239 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القوة!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن الله لم يعطنا روح الفشل
بل روح القوة والمحبة والنصح
تيموثاوس الثانية 7:1

القوة! نحن نحب ذلك المفهوم . عندما يتعلق الأمر بالقوة الالهية، القوة تكون صحيحة لأن القوة الالهية تكون مصحوبة بمحبة وانضباط. هذه الامور الثلاثة سويا تجعل حياة الانسان اكثر فاعليه وبناءه اكثر واصلاحية. عش الحياة لاقصى درجاتها: ليس كمسيحي خائف من ان يعيش حازما صادقا، بل يعيش بقوة الله، يشارك محبة الله، ويظهر فضائل الله.

الله القدوس، انت لا مثيل لك في عظمتك وقوتك. ليس لي حق ان امثل في حضرتك ومع ذلك انت دعوتنى بحبك ونعمتك. انت صخرتي ، حصني ، وقوتي. اعتمد على ارشادك ورحمتك لاتحمل المصاعب واتخطى العقبات. الله القدوس انت لا تقارن وانا اعبدك. باسم يسوع. آمين.
 
قديم 02 - 03 - 2018, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 20240 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

2478 -
منصب الراعي دعوة ومسؤولية من عند الله، لكن ليس الكل يؤدونه بأمانة
قال السيد المسيح ( عن رجال الدين المرائين ) :
فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.
( متى 23 : 3 )

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025