24 - 02 - 2018, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 20161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشياء مقدّسة عليك أن تحتفظ بها في مكتبك! من الصعب المحافظة على الإيمان متقداً فينا خلال العمل فغالباً ما يشتتنا العمل عن علاقتنا باللّه. لكن من الممكن القيام بشيء لمنع ذلك. عندنا الأغراض الدينيّة المباركة من كاهن التي اعترفت بها الكنيسة من أجل مساعدتنا على تعميق علاقتنا بالمسيح وتقديس جوانب حياتنا المختلفة. سمحت بها الكنيسة لكي نعمق علاقتنا بالمسيح وتقديس كلّ جانب من جوانب حياتنا. هي امتداد للأسرار السبعة وتضفي نعمة اللّه على كلّ شيء نقوم به. في حين لن تحل هذه المجسمات المباركة كلّ مشاكلنا في العمل إلا انها قد تساعدنا على استقبال مساعدة اللّه السماويّة اينما كنا. اليكم أمثلة عن بعضها قادرة في حال استخدمناها بطريقة جيدة على تشجيعنا في العمل ونشر النور من حولنا. المصلوب من شأن صليب صغير نضعه على مكتبنا ان يذكرنا بجوهر الحياة المسيحيّة فهو يذكرنا بمحبة اللّه الكبيرة لنا وعلامة ظاهرة تعبر عن ايماننا المسيحي للآخرين. من المفيد جداً وضع صليب على مقربة من الحاسوب فنتأمل بين فترة وفترة بتضحيّة يسوع الكبيرة من أجلنا وبالأمور الواجب علينا التركيز عليها خلال فترات التجارب. نجد الصليب موجوداً عند الميل الى الكذب أو الغش فنعود الى الحقيقة. الأيقونة العجائبيّة إن أيقونة القديسة كاثرين لابوري العجائبيّة من أكثر المعالم المسيحيّة شيوعاً. فقد شاهدت كاثرين خلال احدى ظهورات العذراء الأيقونة حيث كُتب: “يا مريم، يا من حبل بها بلا دنس، صلي لأجلنا نحن الملتجئون اليك”. وقالت العذراء القديسة ان “كلّ من يحملها، بعد تبريكها، يحصل على نعم كبيرة خاصةً ان وضعها حول عنقه. ومن يكرر هذه الصلاة بإيمان يحصل على حماية والدة الإله. تُغدق النعم على الذين يؤمنون.” آمن القديس ماكسيميليان كولب بقوة الأيقونة لدرجة أنه أطلق عليها اسم “الرصاصة الفضيّة” واعطاها لكل من يلتقي به. وكانت الأم تيريزا تقوم بالمثل وتُطلق على الأيقونة اسم “أيقونة المحبة”. من شأن حمل الأيقونة معنا الى العمل تذكيرنا بمحبة مريم لنا كما وقد تكون نقطة انطلاق للتبشير والحديث مع الزملاء عن الإيمان وشؤونه. صورة مقدسة يُسمح في عدد من المكاتب وضع صور لأفراد العائلة فلما لا نضع صورة لقديس؟ نشكل جميعنا جزءاً من جسد المسيح والأخوة الذين سبقونا الى السماء يذكروننا بمهماتنا كمسيحيين. يمكننا الإستعانة أيضاً بإطار ثلاثي نصيف فيه الى صورة القديس صورة العذراء والمسيح. انها طريقة جميلة لتقديس مكان العمل ووضع اللّه في جوهر وصلب ما نفعله. |
||||
24 - 02 - 2018, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 20162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محطّة يوميّة مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي في هذا الصوم المبارك تعليم اليوم: الخميس 22 شباط 2018
نقدّم لكم خلال الصوم الكبير محطّةً يوميّةً مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي تحضّرها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان تحت عنوان “صوم 2018 – مع أبينا القدّيس فرنسيس” وسنقوم بتعليقٍ صغيرٍ على الصورة اليوميّة لهذه المسيرة. محطّة اليوم: الخميس من الأسبوع الثاني فرنسيس الأسّيزي، اسمٌ ارتبط بالقداسة والصلاة، بالزهد والفقر، بالأخوّة والسّلام وبعديدٍ من الفضائل والقِيَم الأخرى. لكنّ جميع الأنوار الروحيّة وأسس الروحانيّة الفرنسيسيّة تستند على الحجر الذي أصبح رأس الزاوية، أيّ على يسوع المسيح. فمنذ اليوم الأوّل الذي أرسل الله وراء فرنسيس الأسّيزي أشخاصًا آخرين لاتّباعه، عرف فرنسيس أنّ كلّ شيء يجب أن يستند على الربّ وعلى مشيئته لحياته. من هنا كما تخبر سيرة بيروجيا وهي إحدى أقدم قصص حياة هذا القدّيس أنّه: «بعد أن انضمّ أوّل شخصين إلى فرنسيس، ركع الثلاثة بتواضعٍ في كنيسة أسّيزي مصلّين طالبين من الربّ أن يُظهر لهم الطريق» (سيرة بيروجيا 10). فلنسأل الله نحن أيضًا أن يعطينا نعمة الصلاة فنركع أمام عرش مجده القدّوس ونناجيه قائلين: «يا ربّ إلى تذهب؟ فإنّني وراءك أرغب أن أسير…». |
||||
24 - 02 - 2018, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 20163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف إنجيل القدّيس لوقا ٨ / ٤ – ١٥ لَمَّا ٱحْتَشَدَ جَمْعٌ كَثِير، وَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى يَسُوعَ مِنْ كُلِّ مَدِينَة، خَاطَبَهُم بِمَثَل: «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفيمَا هُوَ يَزْرَع، وَقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَدَاسَتْهُ الأَقْدَام، وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاء. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ عَلى الصَّخْرَة، وَمَا إِنْ نَبَتَ حَتَّى يَبِسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ رُطُوبَة. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في وَسَطِ الشَّوْك، وَنَبَتَ الشَّوكُ مَعَهُ فَخَنَقَهُ. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف. قالَ يَسُوعُ هذَا، وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ!».» وَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ: «مَا تُراهُ يَعْنِي هذَا المَثَل؟». فَقَال: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُم أَنْتُم أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرارَ مَلَكُوتِ الله. أَمَّا البَاقُونَ فَأُكلِّمُهُم باِلأَمْثَال، لِكَي يَنْظُرُوا فَلا يُبْصِرُوا، وَيَسْمَعُوا فَلا يَفْهَمُوا. وَهذَا هُوَ مَعْنَى المَثَل: أَلزَّرْعُ هُوِ كَلِمَةُ الله. والَّذِينَ عَلى جَانِبِ الطَّريقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُون، ثُمَّ يَأْتي إِبْلِيسُ فَيَنْتَزِعُ الكَلِمَةَ مِنْ قُلوبِهِم، لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. والَّذِينَ عَلى الصَّخْرةِ هُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا بِفَرَح؛ هؤُلاءِ لا أَصْلَ لَهُم، فَهُم يُؤْمِنُونَ إِلى حِين، وفي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَتَرَاجَعُون. والَّذِي وَقَعَ في الشَّوكِ هُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ وَيَمْضُون، فَتَخْنُقُهُمُ الهُمُومُ والغِنَى وَمَلَذَّاتُ الحَيَاة، فَلا يَنْضَجُ لَهُم ثَمَر. أَمَّا الَّذِي وَقَعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ فَيَحْفَظُونَها، وَيَثبُتُونَ فَيُثْمِرُون. التأمل: “وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف…” يتبنى آباء الكنيسة هذا التفسير (على مثال القديس يوحنا الذهبي الفم) إن سبب عدم إثمار الفئات الثلاث هو: أ- الشيطان. ب- الاضطهادات والشدائد. ج- الاهتمام بالغنى وملذّات العيش. الى الحالة الأولى ينتمي، الذين “لا ينتبهون”، إلى الثانية “صغيرو النفس” وإلى الثالثة “المتنعمون”.. توحي رواية المثل بأن ثلاثة أرباع عمل الزارع يلقى أرضاً غير مثمرة بينما الربع فقط يصادف “أرضاً جيّدة”، تصف معظم آيات المثل فشل الزرع. يؤكد آباء الكنيسة بصورة خاصة على التدرّج في خصب ثمار الأرض الطيّبة إلى حدّ يعطي الانطباع بأن محور المثل يدور حول السنة المخصبة لا سنوات القحط. ما هو هدف المثل الرئيسي؟ يريد يسوع، عن طريق هذا المثل، أن يعلّم أن كرازة الإنجيل لا بدّ أن تلقى العثرات والفشل، وهكذا يهيئ تلاميذه بصورة مناسبة لكي لا ييأسوا من الفشل بل أن يتابعوا عملهم بإيمان وصبر. وهنالك ناحية أخرى يلفتنا إليها المثل وهي التذكير بالثمار الأخيرة للأرض الجيّدة والتي تفوق كل توقع سابق وكل قياس بشري. ألا يشبه ذلك تربية الاطفال؟ كم مرة فشلنا مع أبنائنا وكم مرة عادوا وأثمروا ثماراً غير متوقعة؟ لا بل أذهلوا كل من عرفهم؟؟ أعطنا يا رب ان نزرع الكلمة دون تردد ودون يأس، أعطنا ان نحترم حرية الآخرين وحركتهم وتطلعاتهم ودرجة نموهم وفهمهم وقبولهم ومدى استعدادهم لاستقبال الزرع الطيب. أعطنا نعمة الصبر كي نكمل زرعنا مهما كانت الظروف والتحديات، لانك انت رجاءنا، انت تنبت وتحيي وترزق من حيث لا ندري، لك المجد الى الأبد . امين. |
||||
24 - 02 - 2018, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 20164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟
هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟ كذبة عميقة لو افترضنا وجود جهاز يشق صدور المؤمنين بالمسيح، ويفحص ما بداخلهم من أفكار، سنجد فكرة مستريحة جدًا عند كثيرين منهم؛ مفادها أن إرادة الرب هي دائمًا ضد الإنسان؛ فالرب يريدني أن أتزوج امرأة قبيحة ليعلمني التعفف، ويريدني أن أكون فقيرًا ليعلمني الاكتفاء، ويريد أن يشبعني بالتجارب ليعلمني الصبر، ولا يريدني أن أهاجر ليبقيني دائمًا داخل حدود طاعته. • وحتى لو اختفت هذه الفكرة - أو بالحري الكذبة - عميقًا في قلوبنا، ونطقنا ترانيم ”الرب صالح“ بشفاهنا، فإن أي محك عملي أو حوار غير كنسي، يكشف حالاً غطاء البالوعة التي تغطي هذه الكذبة داخلنا، وعلى الفور تصدر منا أنَّات التذمُّر على أوضاعنا، والندم على فرص كثيرة نقول إن الرب أضاعها علينا. • إخفاء الخير والحقيقة أن أصل هذه الكذبة، كان في كلام الحية لحواء، فبعد أن قالت لها حواء: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ الرب: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا»، ردت عليها الحية: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تكوين3: 2-5). فالحية أقنعت حواء أن إرادة الرب هي ضدها هي وزوجها، لأن الرب يخفي عنهما خيرًا جزيلاً، بدليل منعهما من الأكل من الشجرة، لكيلا يكونا مثله، وبذلك ترسخ داخل حواء يقين بعدم صلاح الرب معها، «فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ» (تكوين3: 6). وهنا أول دروسنا، فما يشككنا في صلاح الرب، أن نظن أنه يبخل بخيراته علينا أو ”يستخسره فينا“، مع أن العكس تمامًا هو الصحيح، لأن الرب يمنع شرورًا لا تحصى عنا، ويطاردنا فقط بخيراته، كما قال داود في مزموره الشهير: «إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ» (مزمور23: 6)، وكما قال المسيح في موعظته الشهيرة : «فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!!» (متى7: 11). • معلومات زائدة أما الضلع الثاني من هذه الكذبة، نجده في قصة حدثت مع شعب الرب القديم؛ فبعد أن أخرجه الرب بيده القديرة، وبعد أن سدد احتياجاته المليونية في برية قاحلة، نجد الأمر الإلهي من الرب لموسى كليمه: «أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»، وبالفعل ذهب 12 جاسوسًا، وقضوا 40 يومًا هناك، وكان تقريرهم مصادق تمامًا لكلام الرب، فقالوا: «قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقًّا إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَهذَا ثَمَرُهَا» (عدد13: 2، 17)، وهنا تكمن إرادة الرب الصالحة لشعبه؛ فقد وعد وأوفى. ورغم أن هذه هي فقط كانت المعلومة المطلوبة، إلا أن أغلب الجواسيس أضافوا معلومات أخرى رأوها هامة، رغم أنها كانت فرعية بالنسبة للرب، فقالوا: «غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ... فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا... قَائِلِينَ: الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا... فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ» (عدد13: 28، 32، 33). وهنا أكبر خطإٍ فعله هؤلاء، ونفعله نحن أيضًا، حين نضيف تصوراتنا الخاصة على وعود الرب، فنضخِّم من صورة أعدائنا في خيالنا، ونركِّز فقط على التحديات والأخطار التي تواجهنا، بل ونتجاهل وعود الرب بالقوة والحماية، وحينها نشعر أن الرب تخلى عنا، وأن إرادته هي دائمًا ضدنا، ووقتها نفتقد لغة الإيمان التي كانت عند رجل الرب كالب، حين التزم بمعلومة الأرض وقال: «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا» (عدد13: 30). • سبب العصيان ولم تنتهِ قصة الشعب عند مجرد الأفكار والتصورات الوهمية، ولكنها أثّرت على حالتهم النفسية : «فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ»، وانتابهم الندم الشديد، فقالوا: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ! وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً»، والأصعب أنها تحولت لقرارات «فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ» (عدد14: 1-4). ولخص موسى ما فعله الشعب قائلاً: «جَيِّدَةٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا. لكِنَّكُمْ لَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَصْعَدُوا، وَعَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَمَرْمَرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ وَقُلْتُمُ: الرَّبُّ بِسَبَبِ بُغْضَتِهِ لَنَا، قَدْ أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَدْفَعَنَا إِلَى أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ لِكَيْ يُهْلِكَنَا» (تثنية1: 25-27)، ولو كان الرب يبغضهم فعلاً، فما الداعي له أن يستجيب صراخهم ويخرجهم من مصر أصلاً، كان قتلهم مع أبكار المصريين، أو كان تركهم لوحوش البرية، أو كان صمت على صوت احتياجاتهم التي لا تنتهي من طعام وشراب؟!! وهنا درسنا الثالث، فقبل كل خطية فعلناها، وكل قرار عصيان اتخذناه، كان يسبقه شكنا في صلاح الرب معنا، وتوهمنا أنه يقف ضدنا، فتكون النتيجة أننا نبحث عن سواه، وتتم فينا الكلمات : «لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إرميا2: 13). • عزيزي القارئ، ما أحلى أن نقول ونرنم ”الرب صالح“، ولكن ما أروع أن نؤمن من الداخل أن الرب صالح، فلا نعطي أذاننا لإبليس عدونا، الذي يريد أن يشكِّكنا في إلهنا، ويقنعنا أنه يخفي خيراته عنا، وعلينا أيضًا أن نُخرج يوميًا من داخلنا أي بذور للتذمر على الرب، وننقي أفكارنا من أي أمور بخلاف كلمته ووعوده، وحسنًا ننفذ نصيحة بولس لنا : «وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ الرب: الصَّالِحَةُ good الْمَرْضِيَّةُ acceptable الْكَامِلَةُ perfect» (رومية12: 2). ج: إرادة الرب لصالحنا، لكن المشكلة في كذب عدونا، وفساد معلوماتنا، وعصيان قلوبنا * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
24 - 02 - 2018, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 20165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ لو لم يكن شريرًا ما كان قد صار لكم عدوًا. إذن اشتهوا له الخير فينتهي شرّه، ولا يعود بعد عدوًا لكم. إنه عدوّكم لا بسبب طبيعته البشريّة وإنما بسبب خطيّته! + كان شاول عدوًا للكنيسة، ومن أجله كانت تُقام صلوات فصار صديقًا لها. إنه لم يكف عن اضطهادها فحسب، بل وصار يجاهد لمساعدتها. كانت تُقام صلوات ضدّه، لكنها ليست ضدّ طبيعته بل ضدّ افتراءاته. لتكن صلواتكم ضدّ افتراءات أعدائكم حتى تموت، أما هم فيحيون. لأنه إن مات عدوّكم تفقدونه كعدوّ ولكنكم تخسرونه كصديق أيضًا. وأما إذا ماتت افتراءاته فإنكم تفقدونه كعدوّ وفي نفس الوقت تكسبونه كصديق. + عندما تعانون من قسوة عدوّكم تذكّروا قول الرب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) . القدّيس أغسطينوس |
||||
24 - 02 - 2018, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 20166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقاومة الشرّ بالخير "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرّ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا" [38-39]. في القديم منع الله شعبه من مقاومة الشرّ بشرٍ أعظم سامحًا لهم بذلك من أجل قسوة قلوبهم، أمّا وقد دخلنا العهد الجديد فقد ارتفع بنا إلى مقابلة الشرّ لا بشر مماثل أو أقل أو حتى بالصمت وإنما نقابله بالخير مرتقبًا بنا إلى أعلى درجات الكمال. يرى القدّيس أغسطينوس أن السيّد المسيح قد دخل بنا إلى درجة الكمال المسيحي كأعلى درجات الحب التي تربط الإنسان بأخيه . يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على مقاومة الشرّ بالخير، قائلاً: [لا تُطفأ النار بنارٍ أخرى، وإنما بالماء... ليس ما يصد صانعي الشرّ عن شرّهم مثل مقابلة المضرور ما يصيبه من ضرر برقّة. فإن هذا التصرّف ليس فقط يمنعهم عن الاندفاع أكثر، وإنما يعمل فيهم بالتوبة عما سبق أن ارتكبوه، فإنهم إذ يندهشون بهذا الاحتمال يرتدّون عما هم فيه. هذا يجعلهم يرتبطون بك بالأكثر، فلا يصيروا أصدقاءً لك فحسب، بل وعبيدًا عِوض كونهم مبغضين وأعداء.] |
||||
24 - 02 - 2018, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 20167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر؟ قدّم لنا السيّد أمثلة لمقابلة الشرّ بالخير في مقدّمتها إنه إذا لطمنا شخص على خدّنا الأيمن نحوّل له الآخر أيضًا. ولقد أوضح الآباء أن السيّد في تقديمه الوصيّة لم يقصد مفهومها بطريقة حرفيّة، لأن الإنسان لا يُلطم على خدّه الأيمن بل الأيسر اللهم إلا إذ كان الضارب أشولاً. إنّما الخدّ الأيمن يُشير إلى الكرامة الروحيّة أو المجد الروحي، فإن كان إنسان يسيء إلينا ليحطّم كرامتنا الروحيّة فبالحب نقدّم له الخد الأيسر أيضًا، أي الكرامة والأمجاد الزمنيّة والماديّة. ويحذّرنا الأب يوسف من تنفيذ الوصيّة حرفيًا بينما لا يحمل القلب حبًا حقيقيًا نحو الضارب، خاصة وأن البعض يعملون على إثارة الآخرين ليضربوهم، الأمر الذي يسيء إلى الوصيّة الإلهيّة. ويختم حديثه بقوله: [إن كان خدّك الأيمن الخارجي يستقبل لطمة من الضارب فليقبل الإنسان الداخلي بتواضع أن يتقبّل الضربة على خدّه الأيمن. بهذا يحتمل الإنسان الخارجي بلطف، ويخضع الجسد لمضايقات الضارب فلا يضرب الإنسان الداخلي.] + كثيرون تعلّموا كيف يقدّمون الخدّ الآخر، ولكنهم لم يتعلّموا كيف يحبّون ضاربهم. المسيح رب المجد، واضع الوصيّة ومنفّذها الأول، عندما لُطم على خدّه بواسطة عبد رئيس الكهنة ردّ قائلاً: "إن كنت قد تكلَّمت رديًا فاشهد على الردي، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟!" (يو 18: 23). فهو لم يقدّم الخدّ الآخر، ومع ذلك فقد كان قلبه مستعدًا لخلاص الجميع لا بضرب خده الآخر فقط من ذلك العبد، بل وصلب جسده كله. القدّيس أغسطينوس |
||||
24 - 02 - 2018, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 20168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الميل الثاني "ومن سخرك ميلاً واحدًا فاذهب معه اثنين، ومن سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه" [41-42]. تظهر أهمّية هذه الوصيّة من دعوة المسيحيّة بديانة الميل الثاني، حيث يقدّم المؤمن للآخرين أكثر ممّا يطلبون، لكي يربح نفسه ويربحهم بحبّه. سير الميل الثاني علامة قوّة الروح وانفتاح القلب بالحب، فلا يعمل الإنسان ما يطلب منه عن مضض، وإنما يقدّم أكثر ممّا يطلب منه. كان اليهودي - تحت الحكم الروماني - مهدّدًا في أية لحظة أن يسخره جندي روماني ليذهب حاملاً رسالة معيّنة على مسافة بعيدة أو يقوم بعمل معين، وذلك كما فعل الجند حي سخروا سمعان القيرواني لحمل الصليب. فإن كان تحت العبوديّة القاسية يتقبّل الإنسان الميل المطلوب سيره، فإنه تحت نعمة الحرّية الكاملة يقدّم بكل سرور الميل الثاني دون أن يُطلب منه، إنّما هو علامة حرّيته. + بالتأكيد إن الرب لا يقصد كثيرًا تنفيذ هذه الوصيّة بالسير على الأقدام، بقدر ما يعني إعداد الذهن لتنفيذ الوصيّة. القدّيس أغسطينوس كشف السيّد مفهوم العطاء بقوله "من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه" ولعلّه أراد بذلك أن تكون لنا طبيعة العطاء السخيّة، فإن البعض في عزّة نفس لا يقدر أن يستعطي فيطلب قرضًا، فلا تطلب ردّه منعًا من إحراجه... |
||||
24 - 02 - 2018, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 20169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبّة الأعداء "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوّك، وأما أنا فأقول لكم أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات..." [43-45]. لم تأمر الشريعة ببغض العدوّ كوصيّة يلتزم بها المؤمن، في كسرها كسر للناموس وإنما كان ذلك سماحًا أُعطى لهم من أجل قسوة قلوبهم. لقد ألزمت بحب القريب وسمحت بمقابلة العداوة بعداوة مساوية، لكي تمهد لطريقٍ أكمل، أن يحب الإنسان قريبه على مستوى عام، أي كل بشر. يظهر ذلك بوضوح من الشريعة نفسها التي قدّمت نصيبًا من محبّة الأعداء ولو بنصيب قليل، فقيل: "إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلت عن حلّه فلابد أن تحلّ معه" (خر 23: 5). وقيل أيضًا: "لا تكره أدوميًا لأنه أخوك، ولا تكره مصريًا لأنك كنت نزيلاً في أرضه" (تث 23: 7)، مع أن الأدوميّين والمصريّين كان من ألد أعدائهم. هذا من جانب ومن جانب آخر كان الشعب في بداية علاقته بالله غير قادر على التمييز بين الخاطي والخطيّة، لذا سمح الله لهم بقتل الأمم المحيطين بهم رمزًا لقتل الخطيّة، خاصة وأن اليهود كانوا سريعًا ما يسقطون في عبادة آلهة الأمم المحيطين بهم. لقد طالب السيّد المسيح المؤمنين أن يصعدوا بروحه القدّوس على سلّم الحب فيحبّون حتى الأعداء، ويحسنون إلى المبغضين لهم، ويصلّون لأجل المسيئين إليهم. وبهذا يحملون مثال أبيهم السماوي وشبهه. ويرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح قد جاء ليرفعنا إلى كمال الحب، الذي في نظره يبلغ الدرجة التاسعة، مقدّمًا لنا هذه الدرجات هكذا: الدرجة الأولى: ألا يبدأ الإنسان بظلم أخيه. الدرجة الثانية: إذا أصيب الإنسان بظلم فلا يثأر لنفسه بظلم أشد، وإنما يكتفي بمقابلة العين بالعين والسن بالسن (المستوى الناموسي الموسوي). الدرجة الثالثة: ألا يقابل الإنسان من يسيء إليه بشر يماثله، إنّما يقابله بروح هادئ. الدرجة الرابعة: يتخلّى الإنسان عن ذاته، فيكون مستعدًا لاحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا. الدرجة الخامسة: في هذه المرحلة ليس فقط يحتمل الألم، وإنما يكون مستعدًا في الداخل أن يقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل به، فإن اغتصب ثوبه يترك له الرداء، وإن سخّره ميلاً يسير معه ميلين. الدرجة السادسة: أنه يحتمل الظلم الأكثر ممّا يودّه الظالم دون أن يحمل في داخله كراهيّة نحو العالم. الدرجة السابعة: لا يقف الأمر عند عدم الكراهيّة وإنما يمتد إلى الحب... "أحبّوا أعداءكم". الدرجة الثامنة: يتحوّل الحب للأعداء إلى عمل، وذلك بصنع الخير "أحسنوا إلى مبغضيكم"، فنقابل الشرّ بعمل خير. الدرجة التاسعة والأخيرة: يصلّي المؤمن من أجل المسيئين إليه وطارديه. هكذا إذ يبلغ الإنسان إلى هذه الدرجة، ليس فقط يكون مستعدًا لقبول آلام أكثر وتعييرات وإنما يقدّم عوضها حبًا عمليًا ويقف كأب مترفّق بكل البشريّة، يصلّي عن الجميع طالبًا الصفح عن أعدائه والمسيئين إليه وطارديه، يكون متشبِّهًا بالله نفسه أب البشريّة كلها. يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن غاية مجيء السيّد إلينا إنّما هو الارتفاع بنا إلى هذا السموّ إذ يقول: [جاء المسيح بهذا الهدف، أن يغرس هذه الأمور في ذهننا حتى يجعلنا نافعين لأعدائنا كما لأصدقائنا.] ليس شيء يفرح قلب الله مثل أن يرى الإنسان المطرود من أخيه يفتح قلبه ليضمّه بالحب فيه، باسطًا يديه ليصلّي من أجله! يرى الله فيه صورته ومثاله! لهذا يختم السيّد الوصيّة بقوله "لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" [45]. إن كنّا في مياه المعموديّة ننال روح التبنّي، ننعم بالسلطان أن نصير أولاد الله (يو 1: 12)، فإنّنا بأعمال الحب التي هي ثمرة روحه القدّوس فينا نمارس بنوتنا له، وننمو فيها ونزكِّيها. أبوّته لنا تدفعنا للحب، والحب يزكِّي بنوتنا له، يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [هذا هو السبب الذي لأجله ندعوه في الصلاة أبًا، لا لنتذكّر نعمته فحسب، وإنما من أجل الفضيلة فلا نفعل شيئًا غير لائق بعلاقة كهذه.] فيما يلي بعض مقتطفات للآباء عن محبّة الأعداء: + لو لم يكن شريرًا ما كان قد صار لكم عدوًا. إذن اشتهوا له الخير فينتهي شرّه، ولا يعود بعد عدوًا لكم. إنه عدوّكم لا بسبب طبيعته البشريّة وإنما بسبب خطيّته! + كان شاول عدوًا للكنيسة، ومن أجله كانت تُقام صلوات فصار صديقًا لها. إنه لم يكف عن اضطهادها فحسب، بل وصار يجاهد لمساعدتها. كانت تُقام صلوات ضدّه، لكنها ليست ضدّ طبيعته بل ضدّ افتراءاته. لتكن صلواتكم ضدّ افتراءات أعدائكم حتى تموت، أما هم فيحيون. لأنه إن مات عدوّكم تفقدونه كعدوّ ولكنكم تخسرونه كصديق أيضًا. وأما إذا ماتت افتراءاته فإنكم تفقدونه كعدوّ وفي نفس الوقت تكسبونه كصديق. + عندما تعانون من قسوة عدوّكم تذكّروا قول الرب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) . القدّيس أغسطينوس + لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء!... فإن صليّنا من أجل الأصدقاء لا نكون أفضل من العشّارين، أمّا إن أحببنا أعداءنا وصليّنا من أجلهم فنكون قد شابهنا الله في محبّته للبشر. + يجب أن نتجنّب العداوة مع أي شخص كان، وإن حصلت عداوة مع أحد فلنسالمه في اليوم ذاته... وإن انتقدك الناس (على ذلك) فالله يكافئك. أمّا إن انتظرت مجيء خصمك إليك ليطلب منك السماح فلا فائدة لك من ذلك، لأنه يسلبك جائزتك ويكسب لنفسه البركة. القدّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
24 - 02 - 2018, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 20170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكمــــال إذ يتحدّث عن درجات الكمال ويبلغ إلى قمّتها، أي حب الجميع حتى الأعداء بلا مقابل، يُعلن السيّد غاية ذلك ألاَ وهو الدخول في الحياة الكاملة والتشبّه بالله نفسه، إذ يقول: "لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنه إن أحببتم الذين يحبّونكم فأي أجر لكم؟! أليس العشّارون أيضًا يفعلون ذلك؟! وإن سلّمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشّارون أيضًا يفعلون هكذا؟! فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" [45-48]. إن كانت غاية الله فينا أن يرانا أولاده نحمل صورته فينا وننجذب إليه بالحب لنحيا معه في أحضانه الإلهيّة ننعم بأمجاده، فإن غاية حياتنا الروحيّة ولقائنا معه هو أن ننعم بأبوّته لنا ونتأهل لنصير على مثاله فنحسب كاملين كما هو كامل! + إنه يقول: الذين تشكّلت أساليب فكرهم فصارت مترفّقة ومملوءة حبًا نحو إخوتهم على مثال صلاح أبيهم، هم أبناء له! القدّيس غريغوريوس النيسي + إذ لا يمكننا أن نصير كالله في الجوهر، لكنّه بالتقدّم في الفضيلة نتشبّه بالله، حيث يمنحنا الرب هذه النعمة! البابا أثناسيوس الرسولي + للمسيح إخوة مشابهون له، يحملون صورة طبيعته الإلهيّة خلال طريق التقدّيس، لأنه هكذا يتشكّل المسيح فينا... الذين يصيرون شركاء الطبيعة الإلهيّة خلال شركة الروح القدس، يحملون ختم شبه المسيح الفائق ويشِع في نفوس القدّيسين الجمال الذي لا يُعبّر عنه. القدّيس كيرلّس الكبير |
||||