منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 02 - 2018, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 20051 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس خوسيماريا اسكريفا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون هم أولياء الله تماثل حياتهم حياة يسوع المسيح. هذه هي العبرة التي نستلهمها عندما نتعرف على حياة القديس خوسيماريا اسكريفا.
لكن القديسين ليسوا أناسا خارقي الطبيعة أو أشخاصا متميزين فائقي الوصف. هذا ما يتمركز عليه بالضبط احد محاور التعاليم الرئيسية للقديس خوسيماريا: “لنتجنب خداع أنفسنا، فسنلاقي في حياتنا العزيمة والنصر والبؤس الهزيمة. ما لبثت هذه الحقيقة أن ترافق مسيرة المسيحيين على الأرض دون أن يستثنى منها هؤلاء الذين نكرمهم فوق مذابحنا. هل تتذكر بطرس وأوغسطين وفرانسيس الاسيزي؟ لم تعجبني يوما سيرة القديسين التي تصور بكل سذاجة –وقلة تعليم عقائدي صحيح- أعمالهم وكأنهم كانوا مثبتين في النعمة منذ ولادتهم. لا ولا، فسيرة حياة هؤلاء الأبطال المسيحيين تشبه تجاربنا: صراع تلاه الفوز مرة والهزيمة مرة أخرى، لتتلوها الندامة والعودة إلى الصراع من جديد.
بالرغم من الصعوبات التي يلاقيها المرء، فأن الصراع الباطني من اجل الوصول إلى مماثلة المسيح مماثلة كاملة مهمة مليئة بالصدق والفرح والثبات. لكنها قبل كل شيء عمل الروح القدس، روح المحبة الذي يجعل منا أولاد الله في المسيح.

حياته
ولد القديس خوسيماريا اسكريفا دي بالاغير في مدينة بارباسترو الاسبانية في 9 كانون الثاني (يناير) 1902. وكان الطفل الثاني من بين ستة أطفال رزقوا بهم خوسيه ودولورس اسكريفا. نشأ القديس في عائلة ورعة وواظب على الدوام في مدارس كاثوليكية حيث تعلم حقائق الإيمان الأساسية وممارسة الشعائر الكاثوليكية كالاعتراف والتناول المترادفين وصلاة الوردية ومساعدة الفقراء. لكن وفاة ثلاثة من أخواته الصغيرات وإفلاس والده بعد نكسة تجارية علمه معنى المعاناة وأضفت هذه التجربة النضج إلى طبعه المرح والدفق. في عام 1915 انتقلت العائلة إلى مدينة لوغرينيو، حيث عثر والده على وظيفة جديدة.
في مطلع عام 1918 بدأ القديس خوسيماريا يشعر بأن الله يريد منه شيئا دون ان يعرف بالضبط ما عسى أن يكون هذا الشيء ، فقرر أن يصبح كاهنا ليكون متفرغا لما يريده الله منه. وهكذا شرع بدروسه الكنسية في اكليريكية لوغرينيو أولا ثم في اكليريكية سرقسطة. وباقتراح من والده وبعد الحصول على أذن من السلطة الكنسية بدأ بدراسة الحقوق المدني. سيم كاهنا في عام 1925 ليبدأ خدمته الكهنوتية.
في عام 1927 انتقل الأب خوسيماريا إلى مدريد للحصول على شهادة الحقوق، وكان في صحبته كل من أمه وأخته وأخيه، كونه أصبح رب العائلة بعد أن وفاة والده في عام 1924. وبسبب ضيق العيش اضطر إلى إعطاء دروس خصوصية لطلبة الحقوق ليتمكن من إعالة عائلته، فيما استمر في ممارسة عمله الرعوي المكثف وخصوصا بين فقراء مدريد ومرضاها زد على ذلك الأطفال. كذلك بدأ بممارسة العمل الرسولي بين العمال والمثقفين وطلاب الجامعة الذين اكتشفوا بفضل مساعدة الفقراء والمرضى الذين كانوا تحت رعاية الأب خوسيماريا، المعنى الحقيقي لمحبة القريب وعمق مسؤوليتهم كمسيحيين في تحسين الأوضاع المتردية في المجتمع.
في 2 تشرين الأول (اكتوبر) 1928 وإثناء رياضته الروحية في مدريد، كشف الله له رسالته المعينة: تأسيسOpus Dei ‘عمل الله’ ، لتكون مؤسسة في الكنيسة الكاثوليكية مكرسة لمساعدة الناس من كافة الفئات والطبقات الاجتماعية لاقتفاء مثال المسيح، والسعي وراء القداسة في العمل اليومي، والنمو في محبة الله والقريب. ومنذ تلك اللحظة لم يستكن في تكريس كل طاقته وجهوده لتحقيق رسالته واثقا بأن الله قد دعاOpus Dei “عمل الله” إلى الوجود لخدمة الكنيسة. وفي عام 1930 وبإلهام الهي جديد بدأ بنشر رسالةOpus Dei “عمل الله” بين النساء موضحا بأن النساء كالرجال لديهن نفس المسؤولية تجاه المجتمع والكنيسة.
وقد نشرت أول طبعة من كتابه الذائع الصيت “طريق” في عام 1934 تحت عنوان “خواطر روحية”. ولكن بعد تنقيحه وتوسيعه تم طبعه عدة مرات، ليصل عدد الطبعات الآن والمترجمة إلى عدة لغات عالمية إلى أكثر من 4 ملايين طبعة. ومن كتبه الروحية الأخرى “الوردية المقدسة” و”درب الصليب” ومجموعتين من العظات، “عندما يمر المسيح” و”أصدقاء الله” و”الأخدود” و”المصهر”ـ هذا الكتابان الأخيران يماثلان اسلوب كتاب “طريق” من حيث أنهما يتكونان من نقاط قصيرة للصلاة والتأمل.
بدأ نمو رسالة Opus Dei “عمل الله” بين الشباب الذين كان الأب خوسيماريا على اتصال معهم منذ عام 1928. لكن الاضطهاد الديني ضد الكنيسة الكاثوليكية الذي اشتعلت ناره أثناء الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939) أعاقت هذا النمو. وقد عانى المؤسس نفسه من صعوبات جمة تحت هذا الاضطهاد، لكنه تمكن من النجاة من الموت في النهاية على عكس الكثير من الكهنة الآخرين. بعد انتهاء الحرب بدأت رحلاته إلى مختلف أنحاء اسبانيا بطلب من الأساقفة ليعظ رياضات روحية لمئات من الكهنة. وفي هذا الإثناء كانتOpus Dei “عمل الله” قد انتشرت من مدريد إلى مدن اسبانية أخرى. وما لبثت الحرب العالمية الثانية أن تنتهي في عام 1945 حتى بدأ العمل ألرسولي في بلدان أخرى. لكن هذا النمو لم يخل من الآلام، فبالرغم منOpus Dei “عمل الله” قد حظيت بموافقة المطارنة المحليين، إلا أن رسالته غير المحبذة آنذاك والتي تدعو إلى القداسة في العالم ارتطمت بنوع من سوء الفهم والريبة اللذين تحملهما المؤسس بصبر عظيم ومحبة فائقة.
وفي عام 1943 وأثناء احتفاله بالقداس الإلهي تلقى الأب خوسيماريا نعمة تأسيسية جديدة ليؤسس الجمعية الكهنوتية للصليب المقدس والتي فتحت أبواب الرسامة الكهنوتية أمام مؤمني Opus Dei ‘عمل الله’ العلمانيين. هذه الاندماج الكامل للعلمانيين والكهنة في Opus Dei “عمل الله” هو جزء لا يتجزأ من القدرة التأسيسية الخارقة في Opus Dei “عمل الله” والتي ثبتتها الكنيسة بمنح Opus Dei “عمل الله” منزلة قانونية كنسية كهيئة حبرية شخصية. وفيما يخص الجمعية الكهنوتية للصليب المقدس فأنها تنظم أنشطة روحية بالتنسيق الكامل مع أساقفة الكنائس المحلية، والتي تساعد على التنمية الروحية لدى رعاة الأبرشيات وطلبة الاكليريكيات. وبإمكان رعاة الأبرشيات الانتماء إلى الجمعية الكهنوتية، والبقاء في نفس الوقت كهنة أبرشياتهم.
في عام 1946 قرر المؤسس أن يتخذ روما مقرا دائما له ليكون قريبا من السدة الرسولية، مدركا إن أرادة الله تكمن في أن تكون رسالة Opus Dei “عمل الله” جزء من رسالة الكنيسة الجامعة،. وفي عام 1950 حظيت مؤسسة Opus Dei “عمل الله” بأول المصادقات الرسولية لتثبيت السمات التأسيسية الرئيسية كنشر رسالة القداسة في الحياة اليومية العادية وخدمة الحبر الأعظم والكنيسة الجامعة والكنائس المحلية، وروح العلمانية والبساطة، وتشجيع الحرية الشخصية والمسؤولية، والتعددية وفق أخلاقيات وسياسة كاثوليكية وتعليم اجتماعي كاثوليكي.
في مطلع 1948 انفتحت أمام المتزوجين أبواب الانتماء الكامل إلى Opus Dei ‘عمل الله’ ، فيما صادقت السدة الرسولية في عام 1950 على قبول أشخاص غير كاثوليك وغير مسيحيين كمعاونين لمشاريع Opus Dei “عمل الله” وبرامجها من دون الانتماء إليها. وهكذا شهدت السنوات العشر التالية نموا في عدد المشاريع التي غطت ميادين واسعة كالمدارس المهنية ومراكز التدريب الزراعية وجامعات ومدارس ابتدائية وثانوية بالإضافة إلى المستشفيات والمستوصفات وغيرها من المشاريع والمبادرات المفتوحة أمام كل الناس من مختلف الفئات الاجتماعية دون أي تمييز عرقي أو طائفي، ودون فقدانها طابعها المسيحي.
خلال سنوات المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) عمل المونسنيور خوسيماريا بكثب مع العديد من آباء المجمع، عن طريق مناقشة مواضيع رئيسية في المجمع كالدعوة العامة إلى القداسة ودور العلمانيين في رسالة الكنيسة. وقد ثابر المونسنيور خوسيماريا على تطبيق جميع تعاليم المجمع الفاتيكاني في وسائل التنشئة التي تقدمها Opus Dei “عمل الله” في جميع أنحاء العالم.
وقد قام مؤسس Opus Dei”عمل الله” بزيارات تعليمية بطريقة السؤال والجواب تناولت عدة بلدان في أوربا وأمريكا الجنوبية، حيث تحاور مع الكثير من الناس، الذين تجمعوا في بعض الأحيان بإعداد كبيرة ليستمعوا إليه وهو يجيب أسئلتهم ويحدثهم عن محبة الله والإسرار المقدسة والتنشئة المسيحية والحاجة إلى تقديس العمل اليومي والحياة العائلية. وعند وفاة المؤسس كانت Opus Dei “عمل الله” قد انتشرت في أكثر من 30 بلدا تتوزع على ستة قارات. وإما ألان فهي تضم أكثر من 84.000 عضوا ينتشرون في 60 بلدا.
وقد وافى المنسنيور اسكريفا الأجل في 26 حزيران (يونيو) 1975 وقد بلغ الثالثة والسبعين من عمره. وبعد وفاته بدأت رسائل عدد كبير من الأساقفة والمؤمنين العاديين تصل إلى الفاتيكان لتطلب فتح قضية تطويب وإعلان قداسة المونسنيور اسكريفا. وهكذا أعلنه قداسة البابا يوحنا بولص الثاني أمام جموع غفيرة احتشدت في ساحة القديس بطرس طوباويا في 17 أيار (مايو) 1982 وقديسا في 6 تشرين الأول (اكتوبر) 2002.




15 درساً في القيادة للقديس خوسيه ماريا إسكريفا غيّروا حياة الملايين
كان القديس خوسي ماريا إسكريفا قائداً بالفطرة. في عالم الأعمال أو السياسة، كان قادراً على أن يكون من يعتبره العالم “رجلاً عظيماً”. لكنه بدلاً من ذلك أصبح كاهناً وكرّس مواهبه الملحوظة لملكوت الله، مكرساً قلبه وروحه من أجل حشد جيش من الرسل يقدّس العالم.

ترك القديس خوسيه ماريا خلال خدمته الكهنوتية عدة رسائل نصح وإرشاد روحي، وعدة مقتطفات موجودة في الكتب الثلاثة: “The Way”، “Furrow”، و”The Forge”. نقدم في ما يلي 15 نصيحة في القيادة من كتابات القديس خوسيه ماريا للساعين إلى أن يقدسوا عملهم ويصبحوا قادة في الكنيسة والعالم.
1- المساومة ضرورية
المساومة كلمة موجودة فقط في معجم الأشخاص غير العازمين على النضال – الكسالى، الماكرين، والجبناء – لأنهم يعتبرون أنهم مغلوبون قبل أن يبدأوا

2- لا تضيع الوقت
لا تسمح بأن تكون حياتك عقيمة. كن مفيداً. اجعل نفسك مميزاً. اسطع بواسطة شعلة إيمانك وحبك.
بحياتك الرسولية، امح آثار الرجس والطين التي تركها زارعو البغض الفاسدون. وأشعل كل دروب الأرض بنار المسيح التي تحملها في قلبك.

3- انتبه إلى الأمور الصغيرة
قوة الإرادة هي صفة هامة جداً. لا تزدر الأمور الصغيرة لأنك من خلال الممارسة المستمرة لإنكار الذات في هذه الأمور – التي ليست عقيمة أو تافهة أبداً – ستتمكن بنعمة الله من إضافة القوة والمرونة إلى طبعك. هكذا، سوف تصبح أولاً سيد نفسك، ومن ثم مرشداً ومسؤولاً وقائداً: لكي تُخضع الآخرين وتحثهم وتلهمهم بكلمتك ومثالك ومعرفتك وقوتك.

4- اقبل التضحية
يظهر نداء الله – دعوته – دوماً على الشكل الآتي: “من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني”.
أجل، تتطلب الدعوة إنكاراً للنفس وتضحية. ولكن، كم تكون تلك التضحية مرضية – فرح وسلام – إذا كان بذل النفس كاملاً.

5- صل بجرأة
كن جريئاً في صلاتك، وسيحولك الرب من متشائم إلى متفائل؛ من خجول إلى جريء، من ضعيف روحياً إلى رجل إيمان، رسول.

6 – اهتم بالآخرين
أعتقد أنه من الجيد جداً أن تحاول يومياً تنمية عمق اهتمامك بمن هم أدنى مرتبة منك. فالشعور بالإحاطة والحماية من قبل تفهّم المسؤول المحب قادر أن يشكل المساعدة الفعالة التي يحتاج إليها الأشخاص الذين يتوجب عليك خدمتهم من خلال قيادتك.

7- اقبل العوائق
هل العبء ثقيل؟ لا، ألف مرة لا! تلك الواجبات التي قبلتها طوعاً هي جناحان يرفعانك إلى الأعلى إلى ما فوق طين أهوائك التافه.
هل تشعر الطيور بثقل جناحيها؟ إذا قطعتهما ووضعتهما على ميزان، سترى أنهما ثقيلان. ولكن هل يستطيع الطائر أن يطير إذا قطع جناحاه؟ هو يحتاج إلى الجناحين ولا يلاحظ وزنهما لأنهما يرفعانه فوق مخلوقات أخرى.
“جناحاك” ثقيلان أيضاً! ولكن، لو لم يكونا معك، لكنت تقع في أكثر المستنقعات وساخة.

8- أنجز المهمة
القداسة مؤلفة من أعمال بطولية. لذلك، تُطلب في عملنا بطولة إنجاز المهام الموكلة إلينا بشكل مناسب، يوماً بعد يوم، على الرغم من أنها المهام عينها. وإذا لم نفعل ذلك، فنحن إذاً لا نريد أن نكون قديسين.

9- ثابر
مع انطفاء شعلة حماستك الأولى، يصعب التقدم في الظلام. – لكن ذلك التقدم يزداد موثوقية نظراً إلى صعوبته. وبعدها، في وقت غير متوقع، يختفي الظلام، ويعود الحماس والنور.

10- اشعر بالسلام
ما إن تسلّم نفسك حقاً للرب، ستعرف كيف تكون راضياً عن أي شيء يحصل. لن تفقد سلامك إذا لم تحصل مشاريعك كما تريد، حتى ولو وضعت كل طاقتك فيها واستخدمت كل السبل الضرورية لأنها تكون قد حصلت حسب مشيئة الله. (Furrow رقم 860)

11- تضرع إلى مريم
القديسة مريم هي سلطانة السلام، وهكذا تبتهل إليها الكنيسة. عندما تكون روحك أو عائلتك مضطربة، أو عندما لا تسير الأمور على ما يرام في العمل أو المجتمع أو بين الأمم، اهتف لها من دون انقطاع. نادها باسمRegina pacis, ora pro nobis – يا سلطانة السلام، صلي لأجلنا. هل حاولت ذلك عندما فقدت هدوءك؟ … – ستتفاجأ بتأثيره الفوري.

12- كن محاطاً بمستشارين حكماء
الرجال العاديون، العاديون بالفكر وبالروح المسيحية، يحيطون أنفسهم بمغفلين عندما يكونون في السلطة. يقتنعون بشكل خاطئ بسبب غرورهم بأنهم لن يفقدوا السيطرة أبداً بهذه الطريقة.
لكن الرجال العاقلين يحيطون أنفسهم بأشخاص مثقفين يعيشون حياة نظيفة ويتمتعون بالمعرفة، ويصبحون بمعونتهم رجالاً قادرين فعلاً أن يحكموا. تواضعهم في هذه المسألة لا يخيبهم لأنهم من خلال جعل الآخرين عظماء، يجعلون أنفسهم أيضاً عظماء.

13- ارضِ الله لا البشر
أنت في موقع سلطة وتتجنب ما يقوله الناس؟ أنت ترتجف يا رجل! أولاً، يجب أن تقلق حيال ما سيقوله الله؛ بعدها، في المرتبة الثانية، وأحياناً قد لا تفعل ذلك أبداً، يمكنك الاهتمام بما يفكر به الآخرون. يقول الرب: “من يعترف بي أمام الناس، أعترف به أنا أيضاً أمام أبي الذي في السماوات. وكل من ينكرني أمام الناس أنكره أنا أيضاً أمام أبي الذي في السماوات.

14 – فوِّض
تتمثل إحدى القواعد الأساسية للإدارة الجيدة في إعطاء المسؤولية للآخرين من دون أن يتحول ذلك إلى سبيل لك للبحث عن الغفلية أو الراحة. أكرر، فوّض مسؤولية واطلب من كل شخص أن يقدم تقريراً عن كيفية سير عمله لكي “تقدم تقريراً” لله؛ وللأرواح عند اللزوم.

15 – حافظ على تواضعك على الدوام
على الرغم من كل علمك وشهرتك وفصاحتك وقوتك، إذا لم تكن متواضعاً، لا تساوي شيئاً. اقطع واستأصل ذلك الرضا عن النفس الذي يسيطر عليك تماماً. – الله سيساعدك – ومن ثم ستتمكن من بدء العمل من أجل المسيح في أدنى الرتب في جيش رسله.

صلاة:
ساعدني يا ربي بواسطة القديس خوسي ماريا اسكريفا في العثور على عمل لائق بك،
حياة كريمة ومستقرة،
حتّى أفهم أنّ عملي هو خدمة للآخرين أيضاً.
وأن اقوم بعملي على مثال يسوع عندما كان يعمل نجارا في الناصرة.



 
قديم 17 - 02 - 2018, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 20052 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح الصدقة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا تقول لو رأيت أحد الملوك يتفاخر قدام أحد المتسولين. يعايره بأنه لا يملك شيئاً و لا يساوي شيئاً و أن الملك أعظم منه في كل شيء أو لا وجه للمقارنة بينهما علي الإطلاق .ماذا كنت تقول لو رأيت هذا المشهد؟ أظنك تنتقد الملك و تتعاطف مع المتسول.
لكن لنفترض المشهد بطريقة أخري.ماذا لو رايت ملكاً وجد أحد المتسولين فإحتضنه و أخذه إلي قصره و إعتني به بنفسه. غسل رجليه و كساه واشبعه ثم خلع خاتمه و ألبسه إياه و قال له أنت إبنى و أجلسه بجواره.ماذا تقول عن هذا الملك؟ أظنك تمتدح الملك.
لا تصنع صدقتك قدام الناس
المسيح هو الصدقة الحقيقية التي أعطيت لنا من الله الآب. لم تنتظر من الناس أجراً بل من الآب صلحاً. صدقة صارت لنا لم يتفاخر بها الآب علينا بل سُرَ أن يسحقه بالحزن لأجلنا .فإذا الملك لا يفتخر علي عبيده كيف يتجرأ عبيده أن يتفاخرون علي بعضهم البعض.
لا تصنع قدام الناس صدقتك لئلا تعاير الملك.هوذا المسيح صنع قدام الآب صدقته أي خلاصه. كن مثله. إذا كان المسيح غناك ومنه تأخذ و تعطي.فبماذا تفتخر؟ إعط من مسيحك تغتنى و إحترس لئلا تعط الناس من عندك فتفتقر أكثر.
لا تصوتوا بالبوق
المسيح هو الصدقة التي لا تشبه صدقات المجامع, حيث صدقات الكتبة و الفريسين وسيلتهم للتحكم في الشعب أما المسيح له المجد فهو العطية التي بها جعل شعبه ملوكاً و كهنة. من يستخدم الصدقة وسيلة للتحكم في الناس يعود إلي صدقات الفريسيين .
المسيح هو الصدقة التي لم تعرف البشرية مثلها إلا في شخصه.لم تصوت أمامه الأبواق مثلما تفعل مع الملوك.لأن صدقتنا ولد مجهولاً وسط الناس معروفاً من الملائكة .لولا أمه و خطيبها و بعضاً من البسطاء ما أدرك العالم أن الصدقة التي حلت في الأرض هي أعظم عطية في تاريخ البشرية.لذلك يا محبي إسمه, ملككم ليس يرضيه موكب صاخب بل موكب عابد,خاشع,له صفات الملك ذاته.الصوت الذي يرضيه هو أعماق قلبك.من هناك تصرخ و هو من هناك يسمع لأن هناك يسكن روحه.في الأعماق و ليس في الأبواق.
لا تعرف شمالك ما تصنع يمينك
المسيح هو الصدقة التى صارت جسداً. التي لم يختلط فيها الشمال و اليمين .أي ناسوته و لاهوته.لم يمتزجا لم يتحولا لم يذوبا لكنهما إتحدا في شخص المسيح المعطي . و كما لا يمكن لإنسان أن يخفي عن شماله ما تصنعه يمينه لأن كليهما منضبطين بنفس الرأس .فهو فصل في الفعل بغير إنفصال عن الكيان. في هذا المعني, الشمال تختلف عن اليمين في الفعل و في الوظيفة لكنها ليست منفصلة عن كيان المسيح صاحب الشمال و اليمين.فإذا قدمت الشمال ( الناسوت) فداءاً بالموت لا يعرف اليمين (اللاهوت) هذا الموت .لكنه نفس الإله.إله الشمال و اليمين.ناسوت و لاهوت لشخص واحد هو الإبن القدوس. .لا يمكن فصلهما بعد الإتحاد
المسيح هو بنفسه هكذا .فيه الشمال و اليمين.الناسوت و اللاهوت. لم يعرف شماله ما تصنعه يمينه. أي في جميع مشاهد التخلي عن مجده لم يطلب ناسوته مجداً من لاهوته.و لا منع لاهوته تخلى ناسوته.
المسيح له المجد هو هكذا.بالشمال و باليمين.واحد بذراعيه.بناسوته و لاهوته.صار لنا خلاصاً وأعظم عطية.
ابوك الذي في الخفاء
الرب يسوع المسيح صدقة تكشف للناس عن نفسها. فهو مسيح مجاني.خلاصه مجاني.نعمته مجانية.و الأبدية فيه مجانية إن عشنا نطلبه و نتبعه..الصدقة لو لم تكن مجانية ما تحسب صدقة.لذلك مسيحنا القدوس أعطانا نفسه مجاناً.
المسيح هو الصدقة الوحيدة التي إن نلتها صار الآب أبوك.و صار الروح معزيك و مرشدك.المسيح هو الصدقة الوحيدة الذي إذا أعطيته للآخرين لم ينقص من عندك.و إن أخذته من الآخرين لم يحرم منه من أوصلك به.
إذا كان المسيح صدقة فمن أو ما هو هذا الآخر في العالم كله الذي يمكن أن ندعوه صدقة؟

 
قديم 17 - 02 - 2018, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 20053 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح الصلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مسيحك هو الصلاة. إذا دخلت مخدعك تجده.و إذا أغلقت بابك (طرحت ذاتك) يفتح بابه ( يقدم نفسه) فالصلاة (ذات مقابل ذات).إعطه نفسك و خذه..يظل أبوك في الخفاء حتي تأخذ المسيح صلاة.حينها تري الآب لأنه فيه.و لا يعد الثالوث القدوس غريبا عنك بل تصبح أنت فيه شريكاً.
و حينما تأخذ المسيح لا تحتاج صلاة الأمم..الأمم يكررون آلهتهم.لأنهم يصنعون لهم الصلاة.أما أنت فالمسيح صلاتك. مسيحنا واحد غير قابل للتكرار.مخلص واحد لا بديل عنه و ليس مثله.هو الكلمة التي تصلي بها للآب.هو الإسم الذي يفتح لك الحصون حتي السماء.هو الصلاة التي تسكن فيها الكنوز.المسيح في فمك في قلبك في لغتك هذه هي الصلاة التي بها يعرفك الآب.لذلك تبقي الأمم التي بدون مسيح تصلي بلا منفعة.تكرر صلواتها و كلها باطلة.المسيح هو الصلاة الوحيدة بين الأرض و بين السماء. و ما عداها هو كثرة كلام مثل صخب يزعج السماء و يغضبها.إحترس من الصلاة بغير المسيح لأنها عمل باطل و مجهود ضائع.
لا تتشبهوا بالأمم.فهم يرفضون المسيح.لذلك ينكرهم الإبن و لا يعرفهم الآب أما من يأخذ المسيح صلاة له يصبح الآب له عالماً بكل ما يحتاجه.لأن وساطة المسيح جعلته تسبق صلاتك , مصلياً لأجلك,مصاحباً معك ,في الصلاة.هو صانع الصلاة و قابلها.لذلك لا تحتاج أن تطلب من الآب لأن المسيح سبق و طلب عنك لدى أبيه الصالح .أنت لا تحتاج شيئاً لو صار المسيح صلاتك.ما أعظم المسيح الصلاة.
عشرة المسيح هى الصلاة الدائمة.المسيح هو الطريق الذي يمشي فينا و نمشي فيه حتي إلي السماء.و هل غيره صلاة دائمة؟
الصلاة الملكية
يا ربي يسوع إن أنت صرت لي. أقدر إذن أن أدعو أبيك أبي. الذي في السماء يصير علي الأرض.لأنه من لي في السماء إلا أنت الذي صار لي علي الأرض مخلصاً و في السماء وسيطاً و مُرحِباً.أنت ملكوتي.كما أنت ملكوت الآب.ما أبهاك يا شفيعي الحلو.
أنت خبزى الذي يكفيني.هذا الذي يقوتني إلي الأبد.فليكن لي اليوم.لأن اليوم يوم خلاصك.إن كنت أنت خبزي و شفيعي و وسيطي و مخلصي فلا يتبق لمغفرة خطاياي سوى أن أغفر للجميع مثلك.و كيف أغفر أنا و أنت غافر الذنوب. كنت أظنك تطلب أن نسامح أو نقبل الصفح لكنك تأمر بالمغفرة لأخوتنا؟ و كيف يكون لي هذا و ليس أحد يغفر الخطايا إلا أنت .ليس إلا أن تأتي بنفسك و تحل في و تملأنى فألبسك لأغفر بك. و أعود أتذكر أن الصلاة ذات عوض ذات. لذا كن ردائي و صلاتي و كياني الداخلي.
أنت مخدعي.فإذا خرجت منه أدخل إلي التجارب.و أنا هنا أريد أن تدخل أنت داخلي.و أخرج أنا خارجى.فلا تصيبني تجارب فقدانك.لأن بقاءك فيَ يعوضني حتي عن فقداني أنا.لكنني لست مؤهلاً لأعيش من غيرك.أنت أيها الرب يسوع بالحقيقة صلاتي.

 
قديم 17 - 02 - 2018, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 20054 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح الصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لنقرأ كيف يصف الروح الصوم إش 58 "أليس هذا صوماً اختارهُ حَلَّ قيود الشر. فَكَّ عُقَد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كلّ نيرٍ. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوهُ وأن لا تتغاضى عن لحمك" *****أليس هذا وصفاً للمسيح...؟
من حل قيود الشر؟ من فك عقد النير فلم نعد عبيداً بل أحباء؟ من كسر نفسه و صار للجائعين خبزاً؟ من أدخل التائهين (البشرية) بيته (الملكوت) ؟ المسيح وحده كسانا بثوب بره و تشارك معنا في اللحم و الدم و صار بكراً بين إخوة كثيرين... يبدو لنا هنا أن تعريف الصوم هو المسيح....المسيح المحرر من القيود و العقد .المسيح المشبع المحتضن.المسيح الساتر الرحوم.هذا هو الصوم.إلبس المسيح بعمله كما تصفه هذه الآيات. لو كان الصوم هو المسيح فما ينبغي أن تكون يوماً في حياتك غير صائم .. صومنا هو, شبعنا هو.قدسوا صوماً.لأن صومنا هو المسيح..نادوا بإعتكاف لأن الصوم بغير التفرغ للمسيح هو فراغ فراغ.
أما صوم الطعام فما هو إلا القلم الذي به نسطر الصوم الحقيقي.صوم الطعام ليس هو الصوم نفسه لكنه المدخل للصوم.صوم الطعام هو القشرة فقط التي لابد أن تحوي داخلها ثمرة الصوم الروحي أي المسيح الصوم.
صوم الجسد هو إمتناع عن الخضوع لغير ما هو ضروري لحياة الجسد في الأرض من أجل ما هو ضروري لمجد الجسد في السماء
صوم الفكر هو الصمت عن الإنشغالات غير المثمرة مع إتصال دائم بالسمائيات.
صوم الروح هو إنطلاقها من الدائرة الشخصية للإنسان إلي أن تتصل بمصدرها الوحيد خالق الروح هذا ما يحدث بالتمثل بالمسيح له المجد في بذل الذات و محبة الأعداء.
 
قديم 17 - 02 - 2018, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 20055 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة القلب❤...
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي يسوع المسيح،
يا من جعلت من شخصك وصليبك
جسر محبة للحياة الاخوية،
هب لي روحك لاحب كل اخوتي البشر
بالمحبة التي تغمر قلبك الاقدس. آمين.
 
قديم 17 - 02 - 2018, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 20056 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بابا السماوي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكرك لأنك بتخلي كل شخص يشوف نجاحي،
ونُصرتي، وازدهاري.
وبينجذبوا لأعمالك العجيبة في حياتي
ويعطوك المجد، باسم يسوع.
آمين.
 
قديم 18 - 02 - 2018, 09:55 AM   رقم المشاركة : ( 20057 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي ويسوعي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أعطني روحا متواضعة لأتشبه بك
اعطني قلب وروح طفل لأحظى بأبديتك
اجعل من التواضع تاجا"يتوج روحي لا رأسي
أنا تراب بدونك إلى التراب أعود
قوتي مستمدةمنك
(لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكن فضل القوة لله لا منا)
معك وبروحك أنا ابنة ملك ولا كل الملوك
(استطيع كل شيئ بالمسيح الذي يقويني)
فشكرا"لك ربي لأنك رفعتنا لمرتبة البنين
وخلصتنا من إبليس الذي نصب لنا الكمين
فرحبت بالضال وذبحت له العجل السمين
استقبلته بالحلة الأولى والخاتم الثمين
نظفته. طهرته.. انقذته من وضعه المهين
ليكون مستحقا"لنعمتك آمين ثم آمين



 
قديم 18 - 02 - 2018, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 20058 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبادة السماويّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد أن قدّم لنا السيّد المسيح الجوانب الثلاثة للعبادة المسيحيّة أراد توضيح غايتها، ألا وهي رفع القلب النقي إلى السماء، ليرى الله ويحيا في أحضانه، محذّرًا إيّانا ليس فقط من تحطيمها خلال "الأنا" وحب الظهور، وإنما أيضًا خلال "محبّة المال" التي تفقد القلب المتعبّد حيويّته وحريّته، إذ يقول السيد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بلا اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون" [19-20].

من يتعبّد لله بقصد المجد الزمني الباطل يكون كمن جمع كنوزه على الأرض، سواء في شكل ثياب فاخرة يفسدها السوس، أو معادن تتعرّض للصدأ، أو أمور أخرى تكون مطمعًا للصوص. هكذا يرفع قلوبنا إلى السماء لننطلق بعبادتنا إلى حضن الآب السماوي، يتقبّلها في ابنه كسرّ فرح له وتقدِمة سرور، لا يقدر أن يقترب إليها سوس أو لصوص ولا أن يلحقها صدأ!

يقول القدّيس أغسطينوس: [إن كان القلب على الأرض، أي إن كان الإنسان في سلوكه يرغب في نفع أرضي، فكيف يمكنه أن يتنقّى، مادام يتمرّغ في الأرض؟ أمّا إذا كان القلب في السماء فسيكون نقيًا، لأن كل ما في السماء فهو نقي. فالأشياء تتلوّث بامتزاجها بالفضّة النقيّة، وفكرنا يتلوّث باشتهائه الأمور الأرضيّة رغم نقاوة الأرض وجمال تنسيقها في ذاته.]

يُعلّق أيضًا القدّيس أغسطينوس على حديث السيّد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض"، قائلاً:

+ لو أخبركم مهندس معماري أن منزلكم يسقط حالاً، أفلا تتحرّكون سريعًا قبل أن تنشغلوا بالنحيب عليه؟! هوذا مؤسّس العالم يخبركم باقتراب دمار العالم، أفلا تصدّقوه؟!... اسمعوا إلى صوت نبوّته: "السماء والأرض تزولان" (مت 24: 35)... استمعوا إلى مشورته!...

الله الذي أعطاكم المشورة لن يخدعكم، فإنكم لن تخسروا ما تتركونه، بل تجدوا ما قدّمتموه أمامكم... اعطوا الفقراء فيكون لكم كنز في السماء! لا تبقوا بلا كنز، بل امتلكوا في السماء بلا هّم ما تقتنونه على الأرض بقلق. أرسلوا أمتعتكم إلى السماء. إن مشورتي هي لحفظ كنوزكم وليس لفقدانها...

ينبغي علينا أن نضع في السماء ما نخسره الآن على الأرض. فالعدو يستطيع أن ينقب منازلنا، لكنّه هل يقدر أن يكسر باب السماء؟إنه يقتل الحارس هنا، لكن هل يستطيع أن يقتل الله حافظها؟...

الفقراء ليسوا إلا حمّالين ينقلون أمتعتنا من الأرض إلى السماء. إذن فلتعطوهم ما لديكم فإنهم يحملونها إلى السماء... هل نسيتم القول: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت... لأني جعت فأطعمتموني... وكل ما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 34-40).
القدّيس أغسطينوس
بهذه الوصيّة يرفع الرب عبادتنا للسماء، محذّرًا إيّانا من "المجد الباطل" ومقيمًا حراسًا عليها، ألا وهي أعمال الرحمة المملوءة حبًا. فالصدقة الحقيقية بمعناها الواسع والتي تضم العطاء المادي والمعنوي، ترفع القلب بعيدًا عن الزمنيّات المعنويّة والماديّة، وتحوّل أرصدته في السماء.

ويرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح يحدّثنا عن الحب والرحمة في دستوره الإلهي بطريقة تدريجيّة هكذا:

أولاً: قدّم لنا الرحمة كمبدأ عام نلتزم به.

ثانيًا: طالبنا بمصالحتنا لخصمنا، فلا حاجة للدخول مع أحد في منازعات، وإنما الرحمة تغلب (5: 23ـ 26).

ثالثًا: ارتفع بنا إلى ما فوق القانون، فبالحب ليس فقط نترك ثوبنا لمن ليس له الحق فيه، وإنما نقدّم معه رداءنا حتى نربح الخصم بحبّنا.

رابعًا: سألنا ألا نكنز على الأرض، فلا نقدّم أعمال الرحمة للخصم والمضايقين لنا فحسب، حتى لا ندخل معهم في نزاعات بل نكسبهم بالمحبّة، فتكون طبيعتنا هي العطاء بسخاء، كطبيعة داخليّة تنبع عن حنين مستمر لنقل ممتلكاتنا إلى السماء.

إذ يقدّم لنا السيّد هذا التوجيه يُعلن جانبه الإيجابي ألا وهو أنه بالعطاء نحوّل كنزنا إلى فوق في السماء، كما يوضّح جانبه السلبي مهدّدًا أن ما نتركه هنا يفسد بطريق أو آخر فنفقده إلى الأبد. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [أنه يجتذبهم، إذ لم يقل فقط إن قدّمت الصدقة تُحفظ لك بل هدّد بأنك إن لم تعطِ غناك الخ. إنّما تجمعه للسوس والصدأ واللصوص. وإن هربت من هذه الشرور لن تهرب من عبوديّة قلبك له فيتسمّر بالكامل أسفل، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا. إذن فلنُقِم المخازن في السماء.]

 
قديم 18 - 02 - 2018, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 20059 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البصيرة الداخليّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحدّث عن القلب الذي يلتصق بالكنز ويجري وراءه، مطالبًا إيّانا أن يكون مسيحنا هو كنزنا عِوض الكنز يحطّمه السوس والصدأ واللصوص، فيكون قلبنا على الدوام مرفوعًا إلى فوق حيث المسيح جالس، لهذا يحدّثنا عن "العين البسيطة" التي تجعل الجسد كلّه نيّرًا. ما هي هذه العين الداخليّة إلا القلب الذي وحده يقدر أن يرى أسرار الكنز السماوي، فيجذب نحو السماويات، ولا يتذبّذب بين النور الأبدي ومحبّة الفانيات.

"سراج الجسد هو العين،

فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا،

وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا،

فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون؟!" [22-23]

العين هي مرشد الجسد كلّه لينطلق إلى هنا أو هناك، فإن ارتفعت نحو السماء انطلق الإنسان كلّه بعبادته وسلوكه كما بأحاسيسه ومشاعره نحو السماويات، أمّا إن اِنحنت نحو الأرض لتصير أسيرة حب المجد الباطل أو رياء الفرّيسيّين أو حب الغنى الزمني، لا يمكن للإنسان مهما قدّم من عبادات أن يرتفع إلى فوق. يشبّه القدّيس يوحنا الذهبي الفم العين بالقائد الذي إن سقط أسيرًا ماذا ينتفع الجند بالذهب؟ وربّان السفينة الذي إن بدأ يغرق ماذا تنتفع السفينة بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟! حقًا كثيرون قد جمعوا ذهب الصداقة والصلاة والصوم وظنّوا أن سفينتهم مشحونة بالأعمال الصالحة، ولكن بسبب فساد قلبهم وظلمة بصيرتهم الداخليّة يبقون بعيدًا عن الميناء الآمن وتغرق بكل ما تحمله! لهذا يفسر القدّيس أغسطينوس العين البسيطة بنيّة القلب الداخلي التي تقود كل تصرفاتنا، إذ يقول: [نفهم من هذه العبارة أن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضية في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضيّة في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن كان هدفنا فيها سماويًا، متطلّعين إلى تلك الغاية التي هي المحبّة، لأن "المحبّة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10). من ثم فلنفهم "العين" هنا على أنها "النيّة التي نصنع بها أفعالنا"، فإن كانت نيّتنا نقيّة وسليمة، أي ناظرين إلى السماويات، فستكون جميع أعمالنا صالحة، هذه التي لقّبها الرب "جسدك كلّه"، لأنه عندما حدّثنا الرسول عن بعض أعمالنا القبيحة، دعاها أيضًا (أعضاء لنا)، إذ علّمنا أن نصلبها قائلاً: "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنا النجاسة... الطمع" (كو 3: 5)، وما على شاكلة ذلك.]

ويرى الأب موسى أن العين البسيطة تُشير إلى روح التمييز أو الحكمة، [لأنها هي التي تميّز كل الأفكار والأعمال، وترى كل شيء وتراقب ما سيحدّث. فإن كانت عين الإنسان شرّيرة، أي غير محصّنة بصوت الحكمة والمعرفة، مخدوعة ببعض الأخطاء والعجرفة (في العبادة) فإنها تجعل جسدنا كلّه مظلمًا، أي يظلم كل نظرنا العقلي، وتصير أعمالنا في ظلام الرذيلة ودجى الإضرابات، إذ يقول: "فإن كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون؟" [23]. فلا يستطيع أحد أن يشك في أنه متى كان "الحكم في الأمور" في القلب خاطئًا، أي متى كان القلب مملوء جهالة، تكون أفكارنا وأعمالنا - التي هي ثمرة التمييز والتأمّل - في ظلام الخطيّة العُظمى.]

إن كان "البسيط" هو عكس "المُركّب أو المُعقّد"، فإن العين البسيطة إنّما هي التي لا تنظر في اتّجاهيّن، ولا يكون لها أهداف متضاربة بل لها اتّجاه واحد وهدف واحد... وكما يقول مار فيلوكسينوس: [لقد أعطانا ربّنا مبدأ سهلاً في بشارته ألا وهو الإيمان الحق البسيط، فالبساطة ليست هي المعروفة في العالم بالبلادة والخرافة بل هي فكر واحد بسيط فريد.]


 
قديم 18 - 02 - 2018, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 20060 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,578

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبادة ومحبّة المال
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان غاية العبادة هي الالتقاء مع الله أبينا السماوي لنحيا معه في ابنه إلى الأبد، فإنه يسألنا أن نحيا بالعين البسيطة التي لا تعرج بين السماء والأرض، فيرتفع الجسد كلّه مع القلب إلى السماء. أمّا العدوّ الأول للبساطة فهو "حب المال" الذي تنحني له قلوب الكثيرين متعبّدة له عِوض الله نفسه، ويجري الكثيرون نحوه كعروسٍ تلتصق بعريسها عِوض العريس السماوي. إنه يقف منافسًا لله نفسه يملك على القلب ويأسره، وهنا يجب التأكيد أننا لا نتحدّث عن المال في ذاته وإنما "حب المال".

"لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين،

لأنه إمّا أن يبغض الواحد ويحب الآخر،

أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر،

لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" [24].

كلمة المال هنا "Mammon" كلمة عبريّة تُشير إلى المقتنيات الماديّة بشكل عام، وكانت في الأصل تُشير إلى ما يعتزّ به الإنسان من مال ومقتنيات، لكنها تطوّرت لتعني المال كإله يُستعبد له الإنسان.

+ يُسمى حب المال سيدًا ليس بطبيعته الخاصة به، وإنما بسبب بؤس المنحنين له. هكذا أيضًا تُدعى البطن إلهًا (في 3: 19) ليس عن كرامة هذه السيدة، وإنما بسبب بؤس المستعبدين لها.
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ من يخدم المال يخضع للشيطان القاسي المهلك، فإذ يرتبك بشهوته للمال يخضع للشيطان ويلازمه رغم عدم محبّته له، لأنه من منّا يحب الشيطان؟ ويكون بذلك يشبه إنسانًا أحب خادمة لدى شخص عظيم، فرغم عدم محبته لسيدها إلا أنه يخضع لعبوديته القاسية بسبب محبته للخادمة .
القدّيس أغسطينوس


المال ليس في ذاته إلهًا، ولا هو شرّ نتجنّبه، إنّما يصير هكذا حينما يسحب القلب إلى الاهتمام به والاتكال عليه، فيفقده سلامه ويدخل به إلى ظلمة القلق؛ يفقده النظرة العميقة للحياة ليرتبك بشكليّاتها. عِوض الاهتمام بالحياة ذاتها ينشغل بالأكل والشرب، وعِوض الاهتمام بالجسد كعطيّة مقدّسة وأعضاء تعمل لخدمة القدّوس يهتم بالملبس. هكذا بالمحبّة المال تحصر الإنسان خارج حياته الحقيقية: نفسه وجسده، ليرتبك بأمور تافهة باطلة وزائلة. يقول السيد: "لذلك أقول لكم لا تهتمّوا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام؟! والجسد أفضل من اللباس؟!" [25]. ويُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم هكذا: [لا يقف الضرر عند الغنى ذاته، وإنما يبلغ الجرح إلى الأجزاء الحيويّة الذي فيه تفقدون خلاصكم، إذ يطردكم خارج الله الذي خلقكم ويهتم بكم ويحبّكم.] ويقول القدّيس أغسطينوس: [فبالرغم من أننا لا نطلب الكماليّات (بل الأكل والشرب والملبس)، لكن نخشى من أن يصير قلبنا مزدوجًا حتى في طلب الضروريّات. فنحن نخشى أن ينحرف هدفنا إلى طلب ما هو لصالحنا الخاص، حتى عندما نصنع رحمة بالآخرين مبرّرين ذلك بأنّنا نطلب الضروريّات لا الكماليّات. لقد نصحنا الرب أن نتذكّر أنه عندما خلقنا وهبنا جسدًا وروحًا، وهما أفضل من الطعام واللباس، وبذلك لم يشأ أن تكون قلوبنا مزدوجة.]

+ وُضع علينا أن نعمل (من أجل الضروريّات) لكن لا نقلق.
القدّيس جيروم

+ لا يُطلب الخبز خلال قلق الروح بل تعب الجسد. والذين يجاهدون حسنًا ينالونه بوفرة كمكافأة لعملهم، ويُنزع عن الكسلان كعقوبة من الله.
القدّيس يوحنا الذهبي الفم

في الوقت الذي فيه يُعلن السيّد ما تفعله محبّة المال في الإنسان، حيث تسحبه من خلاصه وتربكه في الأمور الزمنيّة الباطلة، يوضّح مدى رعايته هو بالإنسان ليس فقط بروحه وجسده، أو حتى أكله وشربه وملبسه، وإنما يهتم حتى بطيور السماء وزنابق الحقل التي خلقها لأجل الإنسان، حقًا ربّما تبدو الطيور ليست بضروريّة لنا وأيضًا زنابق الحقل، لكن الله الذي خلق العالم كلّه لخدمتنا يهتم بأموره كلها. وإذ أراد السيّد أن يسحبنا تمامًا من حياة القلق التي تخلقها محبّة المال، تساءل إن كان أحد منّا يقدر أن يزيد على قامته ذارعًا واحدًا؟

"انظروا إلى طيور السماء.

أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن،

وأبوكم السماوي يقوتها.

ألستم أنتم بالأحرى أفضل منها؟!

ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدًا؟

ولماذا تهتمّون باللباس؟

تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب ولا تحصد،

ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.

فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غدًا في التنّور يلبسه الله هكذا،

أفليس بالأحرى يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟

فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟

فإن هذه كلها تطلبها الأمم،

لأن أباكم السماوي يُعلّم أنكم تحتاجون إلى هذه كله" [26-33].

+ إن كان الله يهتم بهذه الأمور التي خُلقت اهتمامًا عظيمًا، فكم بالأكثر يهتم بنا؟! إن كان يهتم هكذا بالعبيد فكم بالأكثر بالسيد؟!
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ إن كنّا لا نقدر أن نعمل بسبب مرض ما أو بسبب الانشغال فإنه يقوتنا كما يقوت الطيور التي لا تعمل. لكن إن كان يمكننا العمل يلزمنا ألا نُجرِّب الله، لأن ما نستطيع أن نعمله إنّما نعمله خلال عطيّته. حياتنا على الأرض هي عطيّته، إذ يهبنا الإمكانيّة للحياة
القدّيس أغسطينوس


إن كان الله يُطعم الطيور ويقدّم القوت اليومي للعصافير ولا يترك الخليقة التي لا تدرك الإلهيّات في عوز إلى مشرب أو مأكل، فهل يمكنه أن يترك إنسانًا مسيحيًا أو خادمًا للرب معتازًا إلى شيء؟ إيليّا عالته الغربان في البرّيّة، ودانيال أُعد له لحم من السماء وهو في الجب، فهل تخشى الاحتياج إلى طعام؟

+ إنك تخشى َفقدان ممتلكاتك عندما تبدأ أن تعطي بسخاء، ولا تعلم أيها البائس أنك فيما تخاف على ممتلكات عائلتك تفقد الحياة نفسها والخلاص. بينما تقلق لئلا تنقص ثروتك لا تُدرك أنك أنت نفسك تنقص!... بينما تخشى أن تفقد ميراثك لأجل نفسك إذا بك تفقد نفسك لأجل ميراثك!
القدّيس كبريانوس


+ إن كانت الطيور بلا تفكير أو اهتمام والتي توجد اليوم ولا تكون غدًا يعولها الله بعنايته كم بالأحرى يهتم بالبشر الذين وعدهم بالأبديّة؟!
القدّيس جيروم


+ الله هو الذي ينمّي أجسادكم كل يوم وأنتم لا تُدركون. فإن كانت عناية الله تعمل فيكم يوميًا، فكيف تتوقّف عن إشباع احتياجكم؟ إن كنتم لا تستطيعون بالتفكير أن تضيفوا جزءًا صغيرًا إلى جسدكم فهل تقدرون بالتفكير أن تهتمّوا بالجسد كله؟
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ الزنابق تمثّل جمال الملائكة السمائيّين البهي، الذين ألبسهم الله بهاء مجده، إنهم لم يتعبوا ولا غزلوا، إذ تقبّلوا من البدء ما هم عليه دائمًا. وإذ في القيامة يصير الناس كالملائكة أراد أن نترجّى جمال الثوب السماوي، فنكون كالملائكة في البهاء.
القدّيس هيلاري

+ الرهبان على وجه الخصوص هم طيور من هذا النوع، ليس لهم مخازن ولا خزائن لكن لهم رب المؤن والمخازن، المسيح نفسه!... ليس لهم غنى الشيطان (محبّة الغنى) بل فقر المسيح. ماذا يقول الشيطان؟ "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9). أمّا المسيح فماذا يقول لتابعيه؟ من لا يبيع كل ما له ويعطي الفقراء لا يقدر أن يكون تلميذًا. الشيطان يعد بمملكة وغنى ليحطّم الحياة، والرب يعد بالفقر لكي يحفظ الحياة!

القدّيس جيروم
يختم السيّد حديثه عن العبادة الحرّة التي لا يأسرها محبّة المال، فيعيش الإنسان في كمال الحرّية متّكئًا على الله لا المال، موضّحًا ضرورة الحياة بلا قلق، إذ يقول: "لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تُزاد لكم؛ فلا تهتمّوا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه؛ يكفي اليوم شرّه" [33-34].

+ ملكوت الله وبرّه هو الخبز الذي نسعى إليه، والذي نقصده من كل أعمالنا. ولكننا إذ نخدم في هذه الحياة كجنود راغبين في ملكوت السماوات نحتاج إلى الضروريّات اللازمة للحياة، لذلك قال الرب: "هذه كلها تزاد لكم"، "ولكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره".

فبقوله كلمة "أولاً" أشار إلى طلبنا هذه الأشياء، ولكننا لا نطلبها أولاً، لا من جهة الزمن بل حسب الأهمّية، فملكوت الله نطلبه كخير نسعى نحوه، أمّا الضروريّات فنطلبها كضرورة نحتاج إليها لتحقيق الخير الذي نسعى نحوه.
القدّيس أغسطينوس


يرى القدّيس جيروم في القول: "لا تهتمّوا بالغد" دون قوله "تهتمّوا باليوم" تشجيع للعمل والجهاد الآن بغير تواكل، إذ يقول: [قد يسمح لنا أن نهتم بالحاضر ذاك الذي يمنعنا من التفكير في المستقبل، حيث يقول الرسول: "عاملون ليلاً ونهارًا كي لا نثقل على أحدٍ منكم" (1 تس 2: 9).]

وفي قوله "يكفي اليوم شرّه" لا يعني بالشرّ الخطيّة، وإنما بمعنى "التعب"، فلا نهتم بما سنتعبه غدًا، إنّما يكفي أن نتعب اليوم ونجاهد، وكأن الله وهو يمنعنا من القلق يحثّنا على الجهاد.
+ + +
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025