16 - 12 - 2021, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
سؤال رئيس الكهنة للمسيح
كان سؤال رئيس الكهنة للمسيح عند محاكمته "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله" (مت26: 63). وكان قصد رئيس الكهنة أن يقول – نعرف أنك يسوع الذي من الناصرة، فهل أنت المسيح – المسيا المنتظر مخلص إسرائيل. وحينما أجاب المسيح بالإيجاب إعتبروه يجدف. واليهود أيضًا سألوه في الهيكل "إلى متى تعلِّق أنفسنا، إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرًا" (يو10: 24). شهادة العهد الجديد للمسيح 1. يقال عن المؤمنين بالمسيح ابن الله. "ودُعِي التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا" (أع11: 25 ، 26) وإفتخروا بلقب مسيحيين كمؤمنين بالمسيح. وهؤلاء المسيحيون آمنوا بأن يسوع الناصري هو المسيح، المسيا المنتظر، ابن الله المخلص. 2. المسيح قيل عنه:- المسيح ملك إسرائيل (مر15: 31 ، 32) / المسيح مختار الله ملك اليهود (لو23: 35 – 37). إبن الله ملك إسرائيل (مت27: 39 – 43). 3. وقال عنه زكريا الكاهن أنه "قرن خلاص .. من أعدائنا" (القرن في المجتمعات الرعوية يشير للقوة) والمعنى أن الخلاص الذي صنعه المسيح كان خلاصا قويًا، أنقذنا من الموت ومن الخطية، وأعاد لنا الفرح والمجد والحياة الأبدية (لو1: 69). وقال عنه سمعان الشيخ "عينيَّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب ..." (لو2: 25 - 32). وقال القديس بطرس "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس إسمٌ آخر تحت السماء قد أُعطِيَ بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع4: 12). 4. شهادة الملاك للعذراء مريم:- فأجاب الملاك "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). القدوس لا تقال سوى عن الله. 5. شهادة الملاك للرعاة:- قال لهم الملاك لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو2: 10 ، 11). 6. حينما سأل المجوس عن المولود ملك اليهود، نجد هيرودس يجمع رؤساء الكهنة ويسألهم "أين يولد المسيح" فالمسيح بحسب المفهوم اليهودي هو ملك اليهود (مت2: 2 ، 4). فاليهود يفهمون أن المسيح هو ملك اليهود. 7. قول أندراوس لسمعان بطرس أخيه "قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح" (يو1: 40: 41). 8. قول السامرية أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي – "أنا الذي أكلمك هو". وشهد السامريون له بأنه بالحقيقة "المسيح مخلص العالم" (يو4: 25 ، 26 ، 42). 9. قول الرب يسوع لبولس الرسول "أنا يسوع الذي أنت تضطهده" (أع9: 5). 10. قول الخصي الحبشي "أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله". وذلك حينما قال له فيلبس "إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز" (يجوز لك المعمودية) أع8: 36 ، 37). 11. قول بطرس الرسول "بإسم يسوع الناصري قم وإمشي (أع3: 6). 12. شهادة المعمدان "من له العروس فهو العريس .. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع .. الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده .. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية" (يو3: 26 – 36). 13. شهادة بطرس "أنت المسيح ابن الله الحي" (مت16 15 – 18) وكان رد المسيح أن ما قاله بطرس كان من عند الآب السماوي فهو صدق على ما قاله بطرس. 14. بولس يكرز أن المسيح هو ابن الله محققا أن هذا هو المسيح (أع9: 18 – 22 + أع18: 24 - 28). ويقول بولس الرسول عن المسيح أنه "بهاء مجده ورسم جوهره" (عب1: 3). والبهاء هو ما يظهر من المجد، كما أن الشعاع هو ما يظهر من النور. وراجع أيضًا (أع20: 28 + تى2: 10 + كو1: 16 ، 17). ويقول أيضًا أنه صورة الله غير المنظور (كو1: 15) وكلمة صورة المستخدمة هنا أتت في اليونانية بمعنى صورة طبق الأصل، صورة لها نفس الطبيعة ونفس الصفات. 15. إعلان مريم أخت لعازر:- "أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله، الآتي إلى العالم (يو11: 27). 16. شهادة بطرس:- "الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل" (أع10: 36). 17. شهادة القديسين متى ومرقس الإنجيليين عن المسيح: "يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم"(مت1: 1) و"يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). 18. شهادة القديس يوحنا الإنجيلي:- "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو1: 1) وقوله الكلمة كان عند الله تترجم والكلمة كان في حضن الله كما ترجمت في الآية 18 من نفس الإصحاح. المسيح هو اللوغوس كلمة الله الذي به كان كل شيء (هو خالق الكل) ... والكلمة صار جسدا وحل بيننا (يو1: 1 – 3 + يو1: 14 ، 18). يُفهم من هذا أن الابن مركزه في ذات الآب وهذا معنى حضن الآب. وهذه تعادل "أنا في الآب والآب فيَّ". وأيضًا "وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه. (يو20: 30 ، 31). وفي رسالته الأولى يقول "بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح (1يو4: 1 – 3). 19. شهادة توما:- "ربي وإلهي" (يو20: 28). وهذه تعني أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد، إذ رأى جروحه. وكان قول المسيح "ضع يدك في جنبي" يقصد به أن يقول لتوما "أنا بذاتي يا توما الذي صلبت بناسوتي المتحد بلاهوتي. ولاحظ دخول المسيح والأبواب مغلَّقة، وخروجه من القبر وقد إنسل من الأكفان ولم يتغير مكان الأكفان ولم تتحرك. 20. ونفهم أن تلاميذ المسيح كانت بشارتهم أن المسيح هو ابن الله يهوه المتجسد. وكلهم إستشهدوا ما عدا يوحنا الذي قبل عذابا أليما ولم ينكر، فهل كل هؤلاء إستشهدوا بسبب عقيدة هم غير مؤمنين بها، أو هم في شك من صدقها. 21. شهادة بولس الرسول عن المسيح:- "الكائن على الكل إلها مباركا" (رو9: 5). 22. ونرى أن المسيح يعطي قوة وسلطان على الشياطين (لو10: 19). والرسل رجعوا فرحين حينما خضعت لهم الشياطين بإسم يسوع. فالمسيح إذًا أعطاهم سلطان حقيقي. 23. والمسيح قبل السجود له من: *المجوس على أساس أنه الملك العظيم (مت2: 11). *والأبرص (مر1: 40). *ويايرس (مر5: 22). *وفى السفينة سجدوا له معترفين أنه ابن الله، وهو قبل السجود (مت14: 33). *وأم إبني زبدي (مت20: 20). *والمريمات سجدوا (مت28: 9). *والمولود أعمى يسأله المسيح أتؤمن؟ ويقترن سجوده بإيمانه (يو9: 38). والسيد المسيح يقول للشيطان "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10). والملاك لم يقبل سجود يوحنا له في الرؤيا (رؤ19: 10). 24. معجزات المسيح التي تثبت لاهوته:- ينتهر البحر فيهدأ البحر (مت8: 26) – يغفر الخطايا (مر2: 5) - إقامة لعازر بعد أربعة أيام من موته وقد أنتن (يو11). تحويل الماء إلى خمر (يو2) وهنا خلق الرب يسوع عنصرا جديدًا هو الكربون، فالماء مكون من عنصرين (الأكسوجين والهيدروجين). أما الخمر فمكون من (أكسوجين وهيدروجين وكربون). وخلق خبزًا وسمكًا في معجزتي بركة الخبز والسمك (مت14 ، مت15). 25. كان المسيح يربط المؤمنين به هو، فهو الطريق للآب (يو14: 6) وهو خبز الحياة، لا حياة بدونه (يو6). 26. قول الرب يسوع أنا هو الراعي الصالح (يو10: 11)، ويقول للشاب الغني "ليس صالح إلا الله وحده (مر10: 18)، والمعنى أن المسيح هو الله الصالح. ولكن يقول للشاب هل تقول لي إنني صالح لأنك تؤمن بأني الله، أو هي كلمات مجاملة وإنتفاخ كما تقولون للربيين اليهود المتكبرين (رو2: 17 – 20). فالمسيح لا يقبل هذا. ولاحظ أن المسيح لم يقل للشاب لا تدعوني صالحًا. 27. قول الرب "الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن فقد دين، لأنه لم يؤمن بإسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18) 28. اليهود فهموا من كلام المسيح أنه يعادل نفسه بالله، بالذات حين قال "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17). فمع أن اليهود يقولون ويؤمنون أنهم أولاد الله "يا الله أنت أبونا وجابلنا" (إش64: 8)، ولكنهم فهموا أن المسيح أراد أن يقول أنه ابن الله، وذلك ليس بنفس مفهومهم بل هو ابن الله المعادل لله، وأنه هو والآب واحد (يو10: 26 – 31). ففهموا أنه يساوي نفسه بالله فأرادوا رجمه. والمسيح لم يتراجع ويقول "إنتم فهمتوني غلط"، بل أصَّر على ما قاله. وهم صلبوه لأنه ألَّه نفسه وقال عن نفسه أنه ابن الله. 29. بل أن الشيطان إعترف به "آه، ما لنا ولك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا، أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 24). الشيطان رأى في تعامله مع البشر، أنبياء وقديسين كثيرين، لكنه لم يرى مثيلا للمسيح، فالمسيح بلا خطية. وهو رأى من اليهود من له موهبة إخراج شياطين، لكن لم يواجه هذا السلطان الذي لا يقاوم من قبل. بل أن الشيطان عرف أن المسيح له السلطان أن يعاقبهم "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا" (مت8: 29). 30. ونلاحظ رعب الشيطان من المسيح وأنه ينتهر الشياطين بسلطان "فلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون إنتهر الروح النجس قائلا له: أيها الروح الأخرس الأصم أنا آمرك: أخرج منه ولا تدخله أيضا" (مر9: 25). بينما أن الملاك ميخائيل في تعامله مع الشيطان قيل عنه "وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم إفتراء، بل قال: "لينتهرك الرب" (يه9). 31. قائد المئة، هذا لم يرى معجزات المسيح ولا سمع تعاليمه، لكنه تعجب من صرخة المسيح القوية بينما هو مصلوب غير قادر على التنفس، هو سمع أنهم يقولون أن المسيح يدَّعي أنه ابن الله والآن تأكد، فإعترف به أنه ابن الله (مر15: 37 - 39). فهذه الصرخة القوية لا تصدر سوى من قوة خارجية أتت إليه. هذا بالإضافة للظواهر الطبيعية الغريبة كالظلام والزلازل. 32. آخر آيات في الكتاب المقدس "يقول الشاهد بهذا، نعم أنا آتي سريعا. آمين. تعال أيها الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين". (رؤ22: 20، 21). 33. ومع أن المسيح وتلاميذه وكل هؤلاء الشهود أكدوا على ألوهيته، فالمسيح أيضًا أكد على أنه إبن الإنسان، ليشير بهذا إلى أنه إنسان كامل. ولكن كان لقب ابن الإنسان هو لقب يفهمه اليهود بصورة خاصة، وأنه يشير للمسيح الديان - الله بلاهوته الذي ظهر في ابن الإنسان، لتتعبد له كل الشعوب "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه (هذه الكلمة تعني تقديمه لنفسه ذبيحة وجاء منها كلمة قربان) قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 13 ، 14). هو الله الظاهر في الجسد |
||||
16 - 12 - 2021, 10:38 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
شهادة العهد القديم
وهناك شهادات واضحة من العهد القديم عن كل حياة المسيح منذ ولادته وحتى صلبه وقيامته وإرساله للروح القدس. ولمنع التكرار يُرجى مراجعة مقدمة سفر التكوين. بل لن يخلو سفر أو إصحاح إلا وبه إشارة للمسيح. وسنكتفي هنا بنبوة إشعياء "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا (تجسد المسيح) وتكون الرياسة (هو ملك علينا) على كتفه (صليبه الذي حمله على كتفه وبه ملك علينا) ويُدعَى إسمه عجيبًا مشيرًا إلها (لاهوت المسيح) قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا" (إش9: 6، 7). وفي هذه النبوة نرى لاهوت وناسوت السيد المسيح. وفي (ميخا5: 2) "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي (ناسوت المسيح المولود في بيت لحم) الذي يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (لاهوت المسيح الأزلي). وما رأيناه في العهد القديم نراه في العهد الجديد. فنرى لاهوت المسيح وناسوته أيضًا في إنجيل القديس يوحنا. "وكان الكلمة الله (لاهوت المسيح) .. والكلمة صار جسدا (ناسوت المسيح) وحل بيننا" (يو1: 1 ، 14) فالكلمة (اللوغوس) هو تعبير عن لاهوت المسيح الذي اتخذ له جسدا حل به بيننا. |
||||
16 - 12 - 2021, 10:39 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
المسيح تجسد ليصلب ويموت ويقوم ويتمجد فيتمجد جسدنا الإنساني فيه، ويتحقق القصد الإلهي في خلقة الإنسان
1. خلق الله آدم ليحيا للأبد في فرح ووحدة وينعكس عليه مجد الله فيتمجد. ولكن دخلت الخطية وفسد الإنسان ومات ودخلت اللعنة والموت وغيرهما. وفقد الإنسان كل ما أراده الله للإنسان من مجد وفرح. لكن كان لا يمكن أن يفشل القصد الإلهي. ولذلك تجسد الابن – المسيح - ليتحقق القصد الإلهي في خلقة الإنسان ويستعيد الإنسان ما أراده الله له منذ البدء. ويرجى مراجعة موضوع "ماذا قدم لنا المسيح بتجسده" في نهاية تفسير رسالة كولوسي. كما يرجى مراجعة موضوع "الصليب لعنة تتحول إلى بركة" في نهاية تفسير الإصحاح الثالث من رسالة غلاطية. وذلك لمنع التكرار. 2. منذ اللحظة الأولى لسقوط أبوينا الأولين كان وعد الله بالخلاص "وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسِك (المسيح يسحق الشيطان بالصليب)، وأنت تسحقين عقبه (الشيطان هو من دبَّر ألام وصلب وموت المسيح)" (تك3: 15). ورأينا في قصة إستير ومردخاي وهامان شرح تصويري لصليب المسيح الذي دبَّره الشيطان فهلك به. 3. ورأينا تصويرًا للصليب وآلام المسيح في أماكن كثيرة جدًا في العهد القديم. أمثلة على ذلك: (تقديم إسحق ذبيحة ورجوعه حيًّا/ كل ذبائح العهد القديم تشرح فكرة الفداء بالصليب. فبريء هي الذبيحة التي تصير حاملة للخطية، تموت عوضًا عن الخاطئ/ يونان في جوف الحوت ثلاث أيام وثلاث ليالٍ كان مثالا للمسيح في جوف القبر ثلاث أيام وثلاث ليالٍ. 4. ولمحبة الله اللانهائية للإنسان الذي خلقه إذ أحبه، نرى إشتياق المسيح للصليب في نبوة إشعياء "في ذلك اليوم (يوم الصليب) يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد (الصليب) لوياثان الحية الهاربة. لوياثان الحية المتحوية (الشيطان). ويقتل التنين الذي في البحر (العالم). في ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة (الكنيسة). أنا الرب حارسها. أسقيها كل لحظة. لئلا يوقع بها. أحرسها ليلا ونهارا. ليس لي غيظ. ليت عليَّ الشوك والحسك (كل نتائج الخطية) في القتال (يوم الصليب) فأهجم عليها وأحرقها معا. أو يتمسك بحصني فيصنع صلحًا معي. صلحًا يصنع معي (شهوة قلب الله التصالح مع الإنسان). في المستقبل يتأصل يعقوب. يُزهِر ويُفرِع إسرائيل، ويملأون وجه المسكونة ثمارا. (الكنيسة التي تمجد الله في كل العالم، وقال عنها بولس الرسول "إسرائيل الله" غل6: 16) (إش27: 1 – 6). وعن شهوة قلب الله للتصالح مع الإنسان يقول القديس بولس الرسول "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أي أن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة" (2كو5: 18 ، 19). 5. رأينا شهوة قلب الله هي فداء الإنسان ليخلص، وتعود له الحياة الأبدية والفرح والمجد والوحدة. وفي داخل المشورة الثالوثية يقول الوحي على لسان الابن يهوه "منذ وجوده أنا هناك (الإبن أزلي). والآن السيد الرب أرسلني وروحه (هذا عن ولادة المسيح بالجسد)" (إش48: 16). 6. تجسد المسيح بولادته من بطن العذراء مريم وهو عالمٌ بكل ما سيأتي عليه، فإرادته في خلاص البشر هي نفسها إرادة الآب وهي نفسها إرادة الروح القدس. ولكن كما خلق الابن الخليقة الأولى قام الابن بخلق الخليقة الجديدة فيه "فبه كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (أف2: 10 + 2كو5: 17 + يو1: 3) لذلك فالخليقة الجديدة ستكون عمله. 7. كان المسيح عالم بكل ألامه وصلبه وقيامته ثم صعوده وجلوسه بجسده عن يمين الآب. وكان يُعَلِّم تلاميذه بكل التفاصيل حتى لا يشكوا فيه عندما يحدث هذا. وكثيرا ما أخبرهم عن الصليب (مت17: 22 ، 23 / مت26: 1 ، 2 / يو13: 1) بل وفي (مر14: 28) يخبرهم المسيح أنه سيقوم ويسبقهم إلى الجليل. وهو يعلم تماما أنه سيعلق على الصليب ليفدي الإنسان، يعلم تمامًا أن الصليب هو رسالته، بل هو مشتاق إليه لمحبته للبشر. فنجد رب المجد يقول "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي (هنا نرى حتمية الصليب) أن يُرفع ابن الإنسان (أي يُعَلَّق على الصليب)، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 14 ، 15). "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11). "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم. (يو6: 51). وتكرار المسيح لتلاميذه على أنه سيصلب كان إشارة لحتمية الصلب. وكان تكرار إشارة المسيح لتلاميذه بحتمية الصلب تحذيرًا ليهوذا – يريد به المسيح القول بأنه سيصلب، وأنه جاء لذلك – فيا يهوذا لا تُدخِل نفسك في الموضوع لئلا تهلك. اليهود والرومان سيشتركوا في الصليب مع الشيطان فإبعد عن طريقهم أنت. 8. رأينا في (إش27: 1 – 6) شهوة قلب المسيح للصليب. وكانت فرحة قلب الآب بعودة أبنائه إلى حضنه واضحة يوم معمودية المسيح إذ قال "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". فنحن نعود لحضن الآب في شخص إبنه. وفرحة الآب كانت هي نفسها فرحة الإبن، ولنرى قول بولس الرسول "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، إحتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله" (عب12: 2). فإرادة الآب هي نفسها إرادة الإبن، وهي خلاص البشر "الله يريد أن جميع الناس يخلصون" (1تى2: 4). 9. ونرى إشتياق المسيح للصليب فيما حدث يوم الخميس ليلًا: فبينما كان المسيح يكلم التلاميذ في العلية ويقول "كما أوصاني الآب هكذا أفعل" إذ به يقوم قائلا "قوموا ننطلق من ههنا" (يو14: 31) فهو يعرف أن يهوذا والجند قد اقتربوا من بستان جثسيماني. وأيضًا في بستان جثسيماني قال بعد صلاته ثلاث مرات "ناموا الآن وإستريحوا، هوذا الساعة قد اقتربت، وإبن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة. قوموا ننطلق. هوذا الذي يسلمني قد اقترب" (مت26: 45). فنرى في كلا المرتين أن المسيح كان متعجلا متشوقا لإتمام مهمته في خلاص البشر، هو يبادر بالذهاب لمن أتوا للقبض عليه. 10. ألام المسيح لا يمكن لبشر أن يتخيلها، فنحن خطاة بالطبيعة، لكن المسيح قدوس بلا خطية. هو لم يولد كباقي البشر وارثا للخطية، إنما أخذ من بطن العذراء جسدا بدون زرع بشر ليشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها (عب4: 15). الابن إحتاج لجسد بشري ليتمم به الفداء، فإتخذ لاهوته جسدًا من بطن العذراء. وولادة المسيح بهذه الطريقة المعجزية أدت لأنه لم يرث الخطية الجدية. لذلك قال "من منكم يبكتني على خطية" (يو8: 46). وبيلاطس ومن حاكموا المسيح لم يجدوا فيه علة واحدة (أع13: 28). وقال عنه بولس الرسول "الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21). والمسيح قال عن نفسه "رئيس هذا العالم (الشيطان) يأتي (كان الشيطان يأتي لكل إنسان ساعة موته ليأخذه معه إلى الهاوية أي الجحيم) وليس له فيَّ شيء" (فالمسيح لم يكن مديونًا له إذ لم يقبل منه أي خطية) (يو14: 30). وصار هذا القدوس البار حاملا لكل خطايا العالم. بل وهو الحي الذي لا يموت، مات وكان الميت بحكم العهد القديم يعتبر نجسًا، ومن يلمسه يتنجس. "وجعل مع الأشرار قبره ... على أنه لم يصنع ظلما ولم يوجد في فمه غش" (إش53: 9). طبعا هذا بالإضافة للألام الجسدية والنفسية من هَرَب كل تلاميذه وخيانة يهوذا وكثيرين ممن كان يجول يصنع لهم خيرًا. 11. ومع معرفة المسيح بالألام التي ستقع عليه، نرى إصراره على الصليب "وحين تمت الأيام لإرتفاعه ثَبَّتَ وجهه لينطلق إلى أورشليم" (لو9: 51). فالمسيح حين اقتربت ساعة إرتفاعه على الصليب. وهذه الساعة هو الذي حددها منذ الأزل فهو ضابط الكل، أنه ثبت وجهه تجاه أورشليم. وبدأ يسير تجاه أورشليم بلا تردد، وهو عالمٌ أنه سيتألم ويموت في أورشليم وذلك ليفدي البشرية. والمسيح نفسه شرح فكرة الفداء إذ قال عن موته أنه هو "حبة الحنطة التي تموت في الأرض لتأتي بثمر كثير" (يو12: 24 - 33). 12. حاول اليهود مرارًا أن يقتلوا الرب يسوع (لو4: 29 ، 30 + يو10: 31). ولكنه كان يمر بينهم ولم يستطيعوا أن يمسوه بأذى. فهو الذي يحدد متى يصلب "لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو10: 17 ، 18). كان على المسيح أن يتمم تعليمه ثم يُسَلِّم نفسه للموت. لذلك قيل "فطلبوا أن يمسكوه، ولم يلق أحد يدًا عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد" (يو7: 30 + يو8: 20). 13. المسيح لم يحدد فقط أنه سيصلب بل سيتألم (مت16: 21). وحدَّد نوع الألام "وأخذ الإثني عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان. لأنه يُسَلَّم إلى الأمم (الرومان) ويُستهزأ به ويشتم ويتفل عليه. ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" (لو18: 31 – 33). بل هو كان يعلم أن مريم لن تجد الوقت الكافي لتكفينه، إذ كان يوم الصلب هو الجمعة مساء. وفي السبت لا يوجد بيع وشراء. فسمح لمريم أن تكفنه "فقال يسوع، أتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته" (يو12: 7). 14. وأيضا حدَّد مكان صلبه وأنه سيكون في أورشليم إذ قال "لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم" (لو13: 33). وهو يعلم أن أورشليم هي قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها (لو13: 34). ومع أنه يعلم الساعة والمكان ووحشية اليهود ونيتهم في قتله ذهب إلى أورشليم. 15. قال البعض أن المسيح في صلاته في بستان جثسيماني كرر قوله ثلاث مرات "يا أبتاه إن شئت أن تعبر عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا كإرادتي بل إرادتك". وقالوا أن المسيح بهذا أراد أن يتراجع عن الصليب! فهل كان المسيح يريد فعلا أن لا يصلب؟! رأينا إشتياق المسيح لتلك الساعة، وهو يعلم أن هدف تجسده هو موت الصليب وأن هذه هي رسالته لخلاص البشر. وهو الذي قال عنها "الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول؟ أيها الآب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة. أيها الآب مَجِّد اسمك!». فجاء صوت من السماء:«مجدت، وأمجد أيضًا" (يو12: 27 ، 28). ونفهم من هذا أن صلاة المسيح في بستان جثسيماني كانت مناجاة بين الابن وأبيه السماوي، أراد أن تكون مسموعة للتلاميذ أعلانا لمحبته لنا بل وللبشر جميعًا. والتي بسببها سيدفع ثمنا غاليا هو سفك دمه على الصليب. هو أراد إعلان محبته اللانهائية بإعلان مدى الآلام التي سيعانيها من أجل كل البشر. هذه الصلاة تناظر قوله على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني"؟ والمقصود من كلا الصلاتين أن المسيح أراد أن يظهر لنا وللبشرية كلها أن هذه هي الطريقة الوحيدة لخلاص الإنسان، وإخراجه من دائرة الخطية والموت. ولكن كان ذلك بثمن غالٍ جدًا. وهذا يظهر تماما بشاعة الخطية. أما طلبه من تلاميذه أن يصلوا، فكان هذا لأنه عالم بما سيحدث له في الساعات القادمة، وأن التلاميذ سيضطربون ويتزعزع إيمانهم، فأرادهم أن يصلوا لتسندهم الصلاة في ضعفهم فيتشددوا. وقوله أيها الآب مجِّد إسمك يشير لأن المسيح قد قرر ولن يتراجع عن الصليب. فبالصليب يحدث الصلح بين الله والإنسان، وبهذا يتمجد الآب بعودة أبنائه إلى حضنه. إذًا قول المسيح مجِّد إسمك كان به يطلب الصليب ليتمجد الآب بخلاص أولاده الذين أحبهم. 16. المسيح لو أراد كان في إمكانه أن يهرب من البستان أو لا يذهب للبستان أصلا، أو يهرب حين سقط الجند على وجوههم. أو يدافع عن نفسه أمام رئيس الكهنة أو أمام بيلاطس. إلا أنه لم يهرب ولم يدافع عن نفسه. فهو أتى لهذه الساعة وهو تشوق لهذه الساعة كما رأينا. 17. وفي سقوط الجند في بستان جثسيماني عندما قال "أنا هو" كان بهذا يعلن لاهوته. والمعنى أنكم لا سلطان لكم عليَّ، وأنا قادر أن أفنيكم بإثني عشر جيش من الملائكة (مت26: 47)، لكني لهذه الساعة أتيت بإرادتي. وحينما قال "أنا هو" في المرة الثانية قال لهم عن تلاميذه "دعوا هؤلاء يذهبون" (يو18: 8) وبهذا أعلن الهدف من الصليب والفداء، فهو أتى ليخلص البشر ممن يؤمنوا به، وليس لكي يهلكوا. 18. بل كان رأى المسيح أن من يعوقه عن الصليب هو الشيطان (مت16: 23). 19. هل كان اليهود يفهمون معنى الفداء؟ لقد سبق الله وأعد أذهانهم لقبول فكر الفداء بأن جعلهم يقدمون ذبائح بريئة عندما يخطئون. وقال لهم الله أنه الفادي "هكذا يقول الرب فاديكم قدوس إسرائيل" (إش43: 14). وكانوا ينتظرون مجيء المسيا الفادي، ولكننا نرى أن الفكرة قد تشوهت لديهم فانتظروا من يفديهم من الرومان ويعطيهم مجدا عالميا. وأنظر لتعليق تلميذي عمواس "ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك" (لو24: 21). 20. ولكن لنسمع قول يوحنا المعمدان المملوء من الروح القدس حين قال عن المسيح "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). والحمل يُقَدَّم ذبيحة للفداء. _____ |
||||
16 - 12 - 2021, 10:41 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
مجهود رائع ربنا يفرح قلبك |
||||
17 - 12 - 2021, 11:35 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
رووووووووووعة ربنا يفرح قلبك |
||||
18 - 12 - 2021, 11:42 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القمص أنطونيوس فكري مَنْ هو المسيح
شكرا جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تفسير القمص أنطونيوس فكري رو26:8 |
- القمص أنطونيوس فكري ميلاد السيد المسيح |
سر كرامة الزواج القمص أنطونيوس فكري |
المسيح في حياة الأنبا أنطونيوس القمص تادرس يعقوب ملطى |
سر الزيجة - القس أنطونيوس فكري |