04 - 12 - 2021, 02:24 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
العلامة ترتليان (سنة 160 م.):
ذَكَر أن يوم الأحد كان يُحفظ بسرور تذكارًا لقيامـة مخلصنا، وأن يـوم الجمعة كـان يوم صوم وصلاة حتى الساعة التاسعة (3 ب. ظ) تذكارًا لآلام وموت المسيح (راجع د. طلعت عبده حنين ـ صليب الجلجثة ص 12) كما يحدّثنا ترتليان عن التقليد المتوازن في استخدام علامة الصليب فيقول: "في كل خطوة نقدم عليها أو أي حركة نقوم بها في دخولنا وخروجنا عندما نلبس ملابسنا، عندما نستحم، عندما نجلس لنأكل، عندما نوقد المصابيح، وعندما نخلد إلى الفراش، وفي كل أعمالنا اليومية علينا أن نرشم الصليب على أنفسنا، وبخصوص هذه القوانين إن كنتم تصممون على استشهادات من الأسفار المقدَّسة تُثبتها فلن تجدوا شيئًا. فالتقليد يقوم لكم بمثابة المصدر الوحيد الذي انحدرت منـه هذه الوصايا إليكم، كما تقوم العادة السارية كموثّق لهذه الشهادة، والإيمان كالشاهد"(80). يوليوس أفريكانوس (160 – 240م): يقول "وحينئذٍ نرفع أيدينا ونرشم جبهتنا بعلامة الصليب"(81). الأنبا أنطونيوس: جاء إليه بعض الحكماء اليونانيون وطلبوا منه أن يشرح لهم سبب الإيمان بالمسيح، وحاولوا أن يحاجوه بصدد الكرازة بالصليب قاصدين الاستهزاء، فوقف أنطونيوس وأشفق على جهلهم ثم خاطبهم بواسطة مترجم قائلًا: "إن ما اخترناه هو الاعتراف بالصليب علامة الشجاعة واحتقار الموت، أما أنتم فقد أخترتم شهوات الخلاعة. أيهما أفضل حمل الصليب وقت الجهاد.. دون مخافة المـوت مهما أتى في أي وضع من أوضاعه، أم الالتجاء إلى آلهة الأحجار، ما الذي وُجِد في الصليب حتى يستحق الهُزء؟ بل الصليب هو علامة الغلبة والنصرة على الأعداء، في كل وقت إذا حملناه بالإيمان" (من سيرة الأنبا أنطونيوس بقلم أثناسيوس الرسولي)(82). وقد قدَّم الأنبا أنطونيوس بعض المرضى المعذبين من الأرواح النجسة إلى بعض الفلاسفة والهراطقة قائلًا لهم: "هل تستطيعون تطهيرهم بالحجج أو بأي سحر تختارون داعين أصنامكم؟ وإلاَّ فكفوا عن منازعتنا إن عجزتم، عندئذٍ ترون صليب المسيح" قال هـذا ودعا المسيح ورشم المرضى ثلاث مرات بعلامة الصليب، وفي الحال قام الرجال أصحاء وعقولهم سليمة وقدّموا الشكر للرب في نفس اللحظة (حياة الصلاة الأرثوذكسية طبعة ثانية سنة 1969 ص 675). كما قال الأنبا أنطونيوس: "إن الشياطين توجّه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، فأرسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة، ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم. أما أنتم فتحصّنوا بعلامة الصليب، وحيث وُجِدت إشارة الصليب ضعف السحر وتلاشت قوة العِرافة". |
||||
04 - 12 - 2021, 02:25 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أثناسيوس الرسولي (296 – 373م):
تحدّث باستفاضة عن موت المسيح المحيي على خشبة الصليب وقيامته من خلال رسائله، ومن خلال كتابه "تجسُّد الكلمة" وبقية كتبه الثمينة، فيرد على اليهود الذين يسخرون من الصليب موضحًا قوة الصليب التي حطّمت عبادة الأصنام فيقول: "يسخر اليهود بلسان مشحون شرًا وغشًا ويضحكون علينا جهرًا لأننا نؤمن ونعترف دائمًا ونعلن إيماننا بالصليب، إننا نحس بالأسف الكثير لحماقتهم لأن هؤلاء الذين يسخرون من الصليب هم حقًا عميان، لأنهم لا يرون قوة الصليب العظيم التي ملأت العالم كله.. بالأحرى يؤمنون به أنه بواسطته كان خلاص العالم، أنه لم يكن من أجل هلاك بل من أجل خلاص، وقوة الصليب واضحة إذ بدخوله إلى العالم تلاشت الوثنية وعبادة الأصنام وهربت كل شعوذة أمام علامة الصليب، ولم يبق سوى المسيح الذي نحن نمجده"(83). وقال عن قوة الصليب: "أعطانا السيد المسيح إلهنا الصليب سلاحًا نافذًا ينفذ في النار والهواء والماء والأرض، ولا يحجبه شيء أو يعترض قوته عارض. فهو قوة اللَّه التي لا تقاوَم، تهرب من صورته الشياطين حينما يُرسَم به عليها. الصليب هو قوة المسيح للخلاص والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رسمه ليعينوا الملتجئ إليه. ولا تحصل تخلية لمن حَمل الصليب إلاَّ للذي ضعفت أمانته فيه"(84).. "مَن يريد أن يختبر هذا عمليًا فليأت وينظر كيف تُبطَل خداع الشياطين والعرافة الكاذبة، وعجائب السحر، بمجرّد رشم الصليب، والشياطين تلوذ بالفرار"(85). والآن هيا بنا يا صديقي لنتذوّق حلاوة كلام القديس أثناسيوس عن الصليب والقيامة من خلال مقتطفات بسيطة من كتابه تجسُّد الكلمة، فقد أوضح أن الموت غُلِب بصليب المسيح، حتى إن البشر الضعفاء بطبيعتهم أصبحوا لا يخشون هذا الموت بل يتهافتون عليه من أجل محبتهم في الملك المسيح، فقال: "فقديمًا قبل المجيء الإلهي للمُخلّص، كان الموت مرعبًا حتى بالنسبة للقديسين، وكان الجميع ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا. أما الآن، بعد أن أقام المُخلِّص جسده، لم يعد الموت مخيفًا لأن جميع الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كأنه لا شيء، بل بالحـري يُفضّلون أن يموتـوا على أن ينكروا إيمانهم بالمسيح" (تجسُّد الكلمة 27: 2)(86). "فإن كان الموت يُداس بالإيمان بالمسيح وبعلامة الصليب، فلا بد أن يكون واضحًا أمام محكمة الحق، أنه ليس أحد آخَر سوى المسيح نفسه له الغلبة والنصرة على الموت وهو الذي أفقده كل قوته. وإن كان الموت مرعبًا وقويًا فيما سبق، والآن بعد مجيء المُخلّص وموت جسده وقيامته فإن الموت يُحتَقر، فلا بد أن يكون واضحًا أن السيد المسيح نفسه الذي صعد على الصليب هو الذي أباد الموت وغلبه. لأنه كما أن الشمس تشرق بعد الليل، وتستنير بها الأرض كلها فلا يكون هناك شك بالمرة في أن الشمس هي التي نشرت نورها في كل مكان، وهي التي بدَّدت الظلام وأنارت كل الأشياء، هكذا أيضًا إن كان الموت قد أُحتقر ووُطئ تحت الأقدام منذ الظهور الخلاصي للمُخلّص في الجسد وموته على الصليب، فيبقى أن يكون واضحًا تمامًا أن المُخلّص نفسه الذي ظهر في الجسد هو الذي أباد الموت، وهو الذي يُظهر علامات النصرة على الموت في تلاميذه كل يوم. لأنه عندما يرى الإنسان أن البشر الضعفاء بطبيعتهم يسرعون إلى الموت ويتهافتون عليه ولا يخشون فساده ولا ينزعجون من مواراتهم في القبر، بل يتحدون الموت بحماس، ولا يجزعون من التعذيب، بل بالعكس فإنهم من أجل المسيح يندفعون نحو الموت بحماس مفضلينه على الحياة هنا، أو عندما يشاهد الإنسان بنفسه الرجال والنساء والأطفال يندفعون ويقفزون إلى الموت لأجل الإيمان بالمسيح، فمن يكون غبيًا بهذا القدر أو من يكون متشككًا أو عديم العقل حتى أنه لا يُدرك ولا يفهم أن المسيح الذي يشهد له هؤلاء الناس هو نفسه الذي يهب ويعطي كل واحد منهم النصرة على الموت؟ إذ أنه يجعل الموت ضعيفًا أمام كل مـن يتمسّك بإيمـان المسيح، ويحمل علامـة الصليب" (تجسد الكلمة 29: 1 ـ 4)(87). "ومَن يُرد أن يمتحن أقوالنا السابقة بطريقة عملية فدعه ـ في وجود خداع الشياطين وضلالات المنجمين وأعاجيب السحر ـ يستعمل علامة الصليب التي يسخرون منهـا، وينطـق فقط بِاسم المسيح، فيرى كيف تهرب الشياطين من اسمـه، ويُبطَل التنجيـم، ويتلاشى كـل سحـر وعرافـة" (تجسد الكلمة 48: 3)(88). أما الذين يعترفون بموت المسيح وينكرون قيامته فيرد عليهم القديس أثناسيوس قائلًا: "لأنه إن كان المُخلّص يعمل الآن بقوة بين البشر.. فهل لا يزال يوجد من يتطرّق الشك إلى ذهنه أن المُخلّص قد أتم القيامة وأن المسيح حيّ أو بالأحرى أنه هو نفسه الحياة؟ وهل يمكن لشخص ميت أن ينخس ضمائر الآخَرين حتى يجعلهم يرفضون نواميس آبائهم الموروثة، ويخضعون لتعاليم المسيح؟.. كيف استطاع أن يوقف أعمال الأحياء حتى يكفّ الزاني عن الزنا، والقاتل عن القتل، والظالم عن الظلم، ويصير الكافر تقيًّا؟ ولو أنه لم يقم بل لا يزال ميتًا، فكيف يستطيع أن يطرد ويطارد ويحطم تلك الآلهة الكاذبة التي يدَّعي غير المؤمنين أنها حيَّة؟ وأيضًا كيـف يستطيع أن يطرد الأرواح الشريرة التي يعبدونها" (تجسُّد الكلمة 30: 4، 5)(89). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:26 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
كيرلس الأورشليمي (315 – 386م):
يقول في عظته سنة 346 داخل كنيسة القيامة: "لقد صُلِب المسيح حقًا ونحن إن كنا ننكر ذلك فها هي الجلجثة تناقضني، تلك التي نحن مجتمعون فيها الآن، وها هي خشبة الصليب أيضًا تناقضني، هذه هي التي تُوزع منها في كل أنحاء العالم"(90). كما يقول: "فلا تخزى إذًا أن تعترف بالمسيح مصلوبًا، بل ليت إشارة الصليب تكون ختمًا نصنعه بشجاعة بأصابعنا على جبهتنا وعلى كل شيء، على الخبز وعلى كأس الشرب، وفي مجيئنا وذهابنا. قبل نومنا وعند يقظتنا، وفي الطريق إلى البيت"(91). ويقول أيضًا: "فلنكرّم الصليب المقدَّس الذي أُعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان. الصليب علامة الرب وخاتمه الذي صار الخلاص لآدم وذريته من أسر أبليس عدونا. الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة إيماننا.. بالصليب غلب قسطنطين الملك البار أعداءه وارتفع شأنه لما أظهر الرب له علامة الصليب مضيئة في السماء قائلًا له: "بهذه العلامة تغلب أعداءك"، فغلب، وصار الصليب قوة الملوك وعزاءهم ونصرتهم. يضعونه فوق تيجانهم لكي يباركهم ويؤيدهم وينصرهم"(92). غريغوريوس أسقف نيصص (329 – 389م): يقول "فالصليب عن طريق شكله الذي يمتد إلى الأربع جهات، ومن مركزه الذي يربط الكل معًا، حيث تخرج أربعة عوارض واضحة، ففي ذلك درسًا عن المسيح الذي في ساعة موته أحتمله باسطًا نفسه على الصليب حيث خطة اللَّه في الخلاص، لأنه هو نفسه الذي يجمع العالم كله ويربطه بتوافق إلى وحدة كاملة"(93). vأمبروسيوس (339 – 397م): قال "وعلينا حينما نستيقظ أن نشكر المسيح ونبدأ بتتميم أعمالنا اليومية بقوة الصليب"(94). الشهيد كبريانوس: يقول "تحصّنوا وسلّموا أنفسكم بكل جرأة برشم علامة الصليب على جباهكم"(95). إيرونيموس (341 ـ 420م): يقول "إن الصليب هو تلمذة للمسيح المصلوب، عندما أتحدّث عن الصليب فأنا لا أفكّر في مجرّد الخشبة، بل أفكّر في المغزى الأعمق للصليب، فالصليب صار معروفًا للعالم كله من أقصى العالم في الغرب وحتى الهند، ويأتي بعد ذلك مفهوم الصليب في الإنجيل {ومَن لا يَحْمِلُ صليبَهُ ويأتي ورائي فلا يَقْدِر أن يكون لي تلميذًا} (لو 14: 27) والمسيح سبقنا وحمل الصليب وتألّم من أجلنا، فإذا كان إنسان لا يقبل حمل الصليب فكيف يقدر أن يكون تلميذًا للمسيح؟"(96). باسيليوس الكبير: تحدّث عن علامة الصليب كنوع من التقليد المتوارث فيقول: "بخصوص المعتقدات والممارسات المحفوظة في الكنيسة والمُسلَّمة عمومًا، بعضها استلمناه كتابة، وبعضها الآخَر تسلّمناه كما وصلنا، في سر حسب تقليد الرسل، وكلا هذين التسليمين لهما نفس القوة فيما يختص بالدين.. وعلى سبيل المثال للنوع الثاني فلنأخذ المَثل الأول والعام، فمن الذي علّمنا كتابةً أن نرسم بعلامـة الصليـب؟ أو ما هي الكتابة التي علّمتنا أن نتجه في الصلاة ناحية الشرق"(97). القديس مكاريوس الكبير: يقول "يجدر بك أن تحمل الصليب مع مَن حمله، وتتألم مع من تألم، حتى تتمجَّد أيضًا مع مَن تمجَّد.. لأنه لا بد للعروس أن تتألم مع العريس، لكي تصير شريكة للعريس ووارثة معه، فإنه لا يُسمَح لأحد أن يدخل مدينة القديسين ويستريح ويملك مع الملك نفسه إلى أبد الدهور ما لم يتألم ويسلك الطريق الوعر الضيق الكرب"(98). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:27 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
مار أفرام السرياني:
يقول "بدلًا أن تحمل سلاحًا أو شيئًا يحميك أحمل الصليب وأطبع صورته على أعضائك وقلبك. وأرسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضًا. ارسمه في كل مناسبة. في دخولك وخروجك، في جلوسك وقيامتك، في نومك وعملك، ارسمه بِاسم الآب والابن والروح القدس"(99). وقال أيضًا عن رسم علامة الصليب "إننا نرسمه على أبوابنا وجباهنا وصدورنا ونتسلّح به لأنه كالسيف القاطع به اُفتتح الفردوس"(100). يوحنا الذهبي الفم (347 – 407م): يقول للذين يخجلون من علامة الصليب: "لا تخجل يا أخي من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعة والبركات، وفيه نحيا مخلوقين خِلقة جديدة في المسيح.. البسه وافتخر به كتاج"(101).. "لا تخجل بهذه البركة العظيمة أي الصليب، حتى لا يخجل منك السيد المسيح حينما يأتي في مجده أو تظهر علامة الصليب أمامه، وضياؤه أقوى من أشعة الشمس ذاتها.. لقد خلَّص الصليب العالم وهداه للإيمان.. بدَّد الخطأ وأعاد الحق. حوَّل الأرض إلى سماء، وحوَّل البشر إلى ملائكة. بسببه لا نخشى الشياطين بل نحتقرهم، ولم يصبح الموت موتًا بل رقادًا"(102).. "لا يخجل أي إنسان من علامة الصليب الجديرة بالاحترام، فبواسطته صار خلاصنا الذي يعتبر أعظم جميع الأعمال، والذي بواسطته نلنا حياتنا وما زلنا موجودين حتى الآن. فنحن نريد أن نحمل صليب المسيح بالأرجح مثل تاج، لأن بواسطة الصليب تحقّق سلامنا الكامل مع اللَّه. ففي كل مرة تتم ولادة جديدة للإنسان (بسر المعمودية) لا بد من وجـود الصليب، وكلمـا ننال غذاؤنا السري (فـي سـر الأفخارستيا) يكون ذلك بالصليب، وأيضًا عنـد تكريس شخص ما (بسر الكهنوت) يتـم بالصليب، وهكـذا بواسطـة الصليب تتـم كـل الأعمال (الأسرار الأخرى)"(103). ويقول عن قوة الصليب: "إن كان الصليب هو الحكمة الحقيقية والقوة الحقيقية فلنبكِ على الذين صار الصليب عندهم جهالة لأنهم من الهالكين. فهم لم يتعرّفوا على قوة الصليب بعد ولا على عقاقيره التي تشفيهم، لأن هذه الأمور تحتاج أولًا إلى الإيمان. إن قوة الصليب لا يعبّر عنها.. المسيح بموته حل رباطات الموت.. لم يستطع العدو أن يمسكه في الموت. كيف يمكن لمسامير الصليب أن تقيّده؟ لقد شفى الرب البشرية بالصليب وأعادها إلى نفسه! فلو بدا أن الصليب أمرًا معثرًا فهو في الواقع قد صار للمؤمنين قوة جاذبة إلى الرب الذي أظهر منتهى حبه بصليبه لأجل خلاص الجميع"(104). أما عن انتشار علامة الصليب، فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم "وصارت علامة الصليب تُرسَم على ملابسهم وعلى تيجان الملوك، وتُرسَم في الصلوات، وعلى المائدة المقدَّسة يرتفع الصليب، وفي كل مكان في أرجاء العالم يضيء الصليب بأكثر مما تضيء الشمس" (105).. "إن علامة الصليب التي كان الناس يفزعون منها قبلًا صار كل واحد يتنافس عليها حتى صارت في كل مكان بين الحكام والعامة. بين الرجال والنساء. بين المتزوجين وغيـر المتزوجين. بين الأسرى والأحرار. الجميع يضعونها في كل موضع كريم ومكرَّم ويحملونها يوميًا وكأنها منقوشة على جباههم كما على عمود. نراها على المائدة المقدَّسة وفي رسامة الكهنة. ونراها متألقة فوق جسد المسيح في العشاء السري، وفي كل مكان يمكن للإنسان أن يلاحظه. يُحتفى به في البيوت وفي الأسواق، في الصحاري وفي الطرق العالية فوق الجبال، في شقوق الأرض، فوق التلال وفوق البحر، في السفن وفي الجزر، في العربات، في الثياب، فوق الآنية الذهب والفضة.. في الحرب والسلم، نهارًا وليلًا، في تجمعات النساك، وهكذا يتنافس الجميع في البحث عن هذه الهبة العجيبة والنعمة التي لا يُعبَر عنها"(106). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:28 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أُغسطينوس (354 – 430م):
يقول أُغسطينوس "وهؤلاء الذين يعظوا عن المسيح المصلوب عليه أن يختبروا أولًا المسيح المصلوب في حياتهم، لأن من يتبع المصلوب عليه أن يصلب جسد العالم ويقمعه عن كل الشهوات الرديئة"(107) وقال أيضًا: "من أجل هذا فالرب نفسه يُثبّت قوة الصليب على جبهتنا حتى إن العلامة التي كانت للخزي تصير للافتخار"(108). يوحنا من كرونستادت (1829 – 1908م): قال "إن الإهمال في تأدية رسم الصليب أمر ربما ندان عليه، فإن رسم الصليب اعتراف بيسوع المسيح مصلوبًا، وإيمان بالآلام التي عاناها فوق الصليب. أنه اعتراف وذكرى لعمل الرب ومكتوب في إرميا (48: 10) "مَلْعُون مَن يَعْمَل عمل الرّب برخاوة"(109). وقال أيضًا: "إن في إشارة الصليب كل روح الإيمان المسيحي: فيه اعتراف بالثالوث الآب والابن والروح القدس. فيه اعتراف بوحدانية اللَّه كإله واحد. فيه اعتراف بتجسُّد الابن وحلوله في بطن العذراء. فيه اعتراف بقوة عملية الفداء التي تمّت على الصليب بانتقالنا من الشمال إلى اليمين. إذًا فيليق بنا أن يكون رسمنا للصليب فيه حرارة الإيمان"(110). مارا ابن سيرابيون: كتب مار وهو في السجن إلى ابنه سيرابيون يشجعه لطلب الحكمة موضحًا له إن الذين اضطهدوا الحكماء وقتلوهم نالوا جزاء عملهم، فقال: "أية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم؟ لقد زالت مملكتهم بعد ذلك.. لم يمت الملك الحكيم للأبد فقد عاش في التعاليم التي أعطاها"(111). هانز رودي وبر: قال "لقد صُلِب يسوع الناصري زمن بيلاطس البنطي. هذه حقيقة لا يمكن أن يشكّ فيها أحد، إلاَّ إذا تجاهل عن عمد كل الروايات الكتابية وغير الكتابية التي وصلت إلينا"(112). دال فورمان: وكان محاميًا في ولاية واشنجتون، ومؤلّف كتاب "اصلبه.. نظرة محامي إلى محاكمة يسوع"، يقول: "إني أؤمن أن هذه الحقائق الممثلة في المحاكمة والصلب وموت يسوع واضحة وثابتة وأبعد ما تكون عن الشكوك.. إن تعاليم المسيح قد غيرَّت وجه العالم في 2000 سنة، لا يمر يوم واحد لم يظهر فيه نفوذ وتأثير هذا المعلم المُتجوّل الذي نشأ في الناصرة. وكمحامي في قضايا محاكمات قد تدرّبت أن أكون عقلانيًا. الشك في الأدلة والنقد دائمًا في تفكيري. إني أعتقد أن أي شخص مزيف أو نصّاب، أقصد مسيحًا مزيفًا فمن الصعوبة البالغة عليه أن يشكّل مثل عمق التأثير هذا من أجل خير المجتمع"(113). سير لسلي هيرسون: وكان رئيسًا للعدالة في ويلز الجنوبية الجديدة بأستراليا يقول: "دع أي قارئ موضوعي يضع جنبًا إلى جنب (روايات) الأناجيل الأربعة، ويضيف لها حكايات سفر الأعمال الخاصة بالرسل، فسيصعق إذ أن أي قاض إعتاد تقييم الأدلة والشواهد بدقة، سيرتطم بحقيقة بارزة واحدة وهي هذه، بينما يوجد تنوُّع في التفاصيل أو الصيغ أو التعبير أو القصص، ولكن يبرز أسفل كل هذا، فإن المادة ووزن القصص تُثبت بشكل قاطع صحتها"(114). هربرت كاستيل: الذي عمل كمحافظ لمدينة كرتاج ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية، وأحيل إلى التقاعد سنة 1989 كتب عن القيامة يقول: "لا يعوزنا أن نأخذ قفزة يعوزها التفكير السليم، إن اللَّه منحنا كل الأدلة والأحداث أن المسيحية صدق وحق"(115). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:28 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أحداث تاريخية مرتبطة بالصليب:
ظهر الصليب للملك قسطنطين نهارًا، وهو مزمع أن يواجه مكسيميانوس ومعه جيشًا يبلغ تعداده نحو مائتي ألف جندي، وتحت علامة الصليب ظهرت كتابة "بهذا تغلب" وعندما لم يفهم قسطنطين معنى هذه العبارة سأل الجندي "أوساغنيوس" فعرَّفه أنها علامة السيد المسيح، وفي حلم الليل رأى قسطنطين السيد المسيح له المجد، وقد أوصاه أن يضع هذه العلامة على أعلام جيشه، فصنع قسطنطين هكذا، وانتصر على مكسيميانوس الذي فرَّ هاربًا، وأثناء عبوره على نهر التيبر سَقط بـه وهلك هو وعدد كبير من جنوده. أما قسطنطين فدخل روما ظافرًا، وأصدر منشور التسامح الديني، واعتبر أهل روما أن الصليب هو مُخلّص مدينتهم، ومَدَح شعرائهم الصليب. في سنة 351 أيام الملك قسطنديوس بن قسطنطين الكبير ونحو الساعة التاسعة صباحًا ظهر صليب كبير في سماء أورشليم بنور أقوى من نور الشمس، وممتد من جبل الجلجثة إلى جبل الزيتون، فآمن كثيرون بالمسيحية، وكتب القديس كيرلس الأورشليمي إلى الملك قسطنديوس يقول له إن فـي أيـام أبيك السعيد الذّكر ظهر صليب من نجوم وسط السماء، وفي أيامك ظهر الصليب أيضًا ملتحفًا بنور يفوق نور الشمس، ثم أوصاه أن لا يتبع بدعة أريوس (السنكسار يوم 12 بشنس). في القرن الثامن طفت مياه البحر الأبيض على الدلتا فأغرقتها، فحزن الملك "حسان بن عتاهية" لأن هذا الإقليم كان يدر عليه أموالًا كثيرة، فطلب من البطريرك أن يرد الماء كما كان، فأقام البطريرك صلاة القداس في بيعـة سمنود فـي حضور الملك، وكان معه رجلًا قديسًا يُدعى "التفاحي"، وخرج البطريرك ومَن معه رافعين الصليب وهم يستمطرون مراحم السماء صارخين قائلين: "كيرياليسون" فأخذ الماء يهرب من أمامهم حتى وصلوا إلى الزعفرانة، فضربوا الخيام للملك بجوار كنيسة القديسة دميانه وبقية الشهيدات، فأمر الملك بناءً على طلب البطريرك بتجديد هذه البيعة (السنكسار ـ 12 بشنس) وهذه المعجزة تذكّرنا بمعجزة نقل جبل المقطّم أيام البابا ابرآم ابن زرعة والقديس سمعان الخراز. كان الشاعر التعلبي أبو مالك غياث المسيحي محبوبًا من أمراء بني أمية، ومقربًا جدًا من الخليفة عبد الملك بن مروان حتى كـان يدخل إليه بدون استئذان منه، ودُعيَ التعلبي بـ "ذو الصليب" وذلك لأن الصليب الذهب كان يتدّلى من عنقه على صدره ولم يفارقه قط.. أيام الحاكم بأمر اللَّه أمر كل المسيحيين بأن يلبس كل منهم صليبًا ثقيلًا، وتخفَّى ودخل بيت إنسان مسيحي يعمل على النول، ورغم إن الباب كان مغلقًا إلاَّ أنه لم يشأ أن يخلع عنه هذا الصليب الثقيل محبة في الصليب، ولما اكتشف الحاكم بأمر اللَّه محبة المسيحيين للصليب رفع عنهم هذه العقوبة. في أيام الولاة المسلمين المتسامحين مثل الأخشيد، والأفضل ابن أمير الجيوش، والمعز لدين اللَّه، كان المسيحيون يحملون الصلبان في أعياد الغطاس والنيروز والشعانين وخميس العهد، ويطوفون بها الشوارع بلا عائق، وقال المقريزي أن الحكومة كانت توزّع في عيد النيروز أربعة آلاف دينار، وخمسة عشر ألف درهم، وكانت دار السك تُخرج في خميس العهد خمسمائة دينارًا ذهبيًا وعشرة آلاف خروبة، بالإضافة إلى توزيع الحلل الفاخرة والمأكولات الشهية والفواكه الموسمية على الأهالي احتفالًا بهذه المناسبات السعيدة، وقيل عن ليلة عيد الغطاس أن مئات الألوف كانوا يخرجون هذه الليلة إلى النيل، وقد أضيئت الشوارع بالسرج والكثيرون يحملون الشموع والصلبان. "وكان الأخشيد محمد بن طفح في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة (الروضة) الراكبة على النيل، والنيل يطيف بها، وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع. وقد حضر النيل في تلك الليلة مئات الألوف من الناس من المسلمين والنصارى منهم في الزوارق ومنهم في الدور الدائبة على النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشرب وآلات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعَزف. وهي أحسن ليلة تكون بمصر وأكملها سرورًا"(116). اجتاز الخليفة المأمون بالدير الأعلى في خروجه من دمشق فأقام أيامًا، جاء فيها عيد الشعانين فخرج الرهبان والقسوس بالمجامر والصلبان فاستحسن الخليفة ذلك ولم يستاء. كان بقيرة الرشيدي الذي لُقّب بصاحب الصليب يتولى منصبًا حكوميًا أيام الحاكم بأمر اللَّه، وعندما اشتد الاضطهاد على المسيحيين، حمل بقيرة صليبًا ضخمًا وسار به إلى قصر الحاكم ووقف مقابل القصر، فأمر بسجنه، ولكنه بعد فترة أفرج عنه، وأوصى أن لا يتعرّض له أحد. في سنة 1235م في عهد الملك الكامل وعند رسامة داود بن لقلق بطريركًا بِاسم البابا كيرلس الثالث خرج في موكب من كنيسة الملاك ميخائيل برأس الخلق إلى كنيسة المعلَّقة، وضم الموكب المسيحيين والمسلمين واليهود، ورفع المسيحيون فيه الصلبان، وكان الكهنة والشمامسة يسيرون في صفوف منتظمة ينشدون التسابيح، وركب الأراخنة الخيل، وسار أمامهم رجل من حاشية السلطان ينادي قائلًا: "يا داود إنا جعلناك خليفـة في الأرض فأحكم بين الناس بالعدل"(117). في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين اللَّه كان في مصر أميرًا أرمنيًا يُدعى "بهرام" وهو شقيق بطريرك الأرمن، وعند موته خرج الأقباط يشيعونه في مشهد رهيب وهم يرفعون الصلبان وينشدون الألحان الجنائزيـة، وكـان الحاكـم يسير معهم وكثير مـن غير المسيحيين أيضًا"(118). في 25 مارس سنة 1844م عند تشييع جنازة الشهيد سيدهم بشاي في دمياط رفع الأقباط الصلبان، وسار رجال الاكليروس في الموكب، وظل هذا التقليد معمولًا به في الأراضي المصرية إلى أن أصدر قداسة البابا كيرلس السادس في 20 برموده سنة 1677ش الموافق 28 أبريل 1961م بيانًا بابويًا منع فيه رجال الاكليروس من السير في الشوارع لتشييع الجنازات حفاظًا على أوقاتهم، وحماية لهم مما كانوا يتعرَّضون له أحيانًا من مضايقات، ويكتفي باستقبالهم الجثمان للصلاة عليه في الكنيسة. في برية الأساس بنقادة توجد كنيسة الصليب من القرن الرابع الميلادي وتحوي أربعة مذاهب على شكل صليب. |
||||
04 - 12 - 2021, 02:29 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
الأدلة الطبية على صلب المسيح وموته:
ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟ ج: هناك أدلة طبية قاطعة تؤكد لنا موت السيد المسيح بالصليب، وأهم هذه الأدلة ما يلي: 1ـ في بستان جثسيماني كانت قطرات العرق تتقاطر مثل قطرات الـدم، وهذه ظاهرة طبية نادرًا ما تحدث وتُسمى Hemohidrosis of Hematidrosis وتنتج من حالة التوتر النفسي الشديد فيحدث نزيفًا داخل الغدد العرقية، فيصير العـرق بنيًا أو محمرًا (مقالة "رؤية طبيّة لموت المسيح" نشرت في مجلة J. A. M. A الأمريكية في 21 / 3 /1986م)(126). 2ـ كانت الجلدات كفيلة بالقضاء على السيد المسيح، فقد جُلِد بالسوط الروماني "Plagrim" المكوَّن من ثلاثة سيور جلدية ينتهي كل منها ببكرتين من العظم أو الرصاص، وقام بعملية الجَلد جنديان رومانيان، أحدهما طويل القامة والآخَر قصير القامة، وكان الاثنان في حالة تحدي، فانهالت الجَلدات القاسية على ظهر السيد المسيح ومقعدته وساقيه، فتهرأ جسده وأحدثت الكرات جروح غائرة، فتغطّى جسده بالدماء، ثم ألبسوه ثوبًا أرجوانيًا (مر 15: 17) ثم بعد أن استهزأوا به نزعوا عنه الثوب (مر 15: 20) مما تسبب في تفتيح الجروح ثانية وأحدثت آلامًا فوق الطاقة. 3ـ كُلّل السيد المسيح بطاقية من الأشواك، وضُرِب على رأسه مما تسبب في انغراس الأشواك في رأس وجبين مُخلّصنا الصالح، مما تسبب في نزيف، والذي أُصيب من قبل في وجهه أو رأسه يعرف كمية النزيف التي يتعرّض لها نتيجة أية إصابة في هذه المنطقة. 4ـ وصل السيد المسيح إلى مرحلة حرجة من الإنهاك بعد السهر طوال الليل في المحاكمات، وبعد ما جاز فيه من استهزاء وضرب وبصاق وجلدات وحمل عارضة الصليب على منكبيه الطاهرتين والتي بلغ وزنها نحو 45 كجم، فلم يقوَ على مواصلة السير، وسقط أكثر من مرة وهو في طريقه من دار الولاية إلى جبل الجلجثة، وتعرَّض لإصابات بالغة في الوجه والركبة، ووصل إلى الحد الذي سخَّر فيه الرومان سمعان القيرواني ليحمل الصليب عوضًا عنه. 5ـ طرح الجنود السيد المسيح على الأرض مما تسبب في تفتيح الجروح الناتجة عن الجلدات لثالث مرة، واخترقت المسامير يديه ورجليه، وكان طول كل منها 13 ـ 18 سم والمقطع العرضي للمسمار ليس دائريًا لكنه مربعًا طول ضلعه 1 سم مما يحدث احتكاك أكثر.. اخترق المسمار يد المخلص بين عظام الرسغ Carpal bone وعظام الكُعبرة Radius bone مخترقًا أربطة المفصل Flexor Retinaculum مصيبًا الأغشية المحيطة بتلك العظام مما أدى إلى آلام رهيبة، ولو اخترق المسمار العصب الأوسط Median Nerve فإنه ينتُج عنه شلل جزء من عضلات اليد، ونتيجة لنقص كميات الدم، وتقلُّص العضلات، تتخذ أصابع السيد شكل المخلب Clow Like Rand أما مسمار القدم فقد مرَّ بين عظام المشط Metatarsas bone وأصاب الأغشية المحيطة بها مخترقًا العصب الشظوي، ومرَّ بين السلميات الثانية والثالثة مباشرة تحت ما يسمى "مفصل ليسفرانك" مسببًا آلامًا رهيبة، ويعاني المصلوب من صعوبة التنفس، فلكيما يتنفس المصلوب يحاول رفع نفسه فيضغط على قدميه ويشد يديه مما يتسبب في آلام رهيبة تتكرَّر مع كل حركة تنفس، فترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم مما يؤدي إلى تقلص العضلات وحدوث انقباضات تشنجية مما يؤدي إلى صعوبة التنفس ثم الاختناق Asphyxia (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 74 ـ 76). 6ـ يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدَّس أن: "النزيف الداخلي الحاد الذي تعرَّض له السيد المسيح نتج عن أن كمية الدم الباقية في الدورة الدموية كانت بسيطة جدًا، لذلك احتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود، ولكي يعمل بسرعة كان القلب نفسه كعضلة يحتاج لكمية أكبر من الدم، ولكن الشرايين التاجية التي تغذي القلب لم يكن في إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم نتيجة للنزيف. فإذا كانت سرعة ضربات القلب في الإنسان الطبيعي هي سبعين نبضة في الدقيقة ففي حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة، وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جدًا في الجزء الأيمن ويؤدي ذلك إلى الوفاة"(127). 7ـ تعرَّض السيد المسيح على الصليب للطعن بالحربة، وهزأ البعض من هذه الحربة فقال إن فعل "طعن" الوارد في الإنجيل في الأصل اليوناني يفيد أن الجرح الناتج لم يكن غائرًا، فإن الحربة نفذت في الجلد والشحم وبعض العضلات فقط، ونزول الدماء من جُرح الحربة دليل على الحياة، فهذا دليل على أن السيد المسيح لم يمت على الصليب، والأمر العجيب أن البعض قال أن غزة الرمح أعادت الدورة الدموية للعمل وأنقذت المسيح من الموت، فيقول أحمد ديدات: "يعمل اللَّه مشيئته بطريقة لا نعرفها. يبث في روع الجنود أن الضحية قد "مات بالفعل" كي لا يقطعوا ساقيه، ولكنه في نفس الوقت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح (للتأكد من الوفاة) في جنبه و.. "للوقت خرج دم وماء" (يو 19: 34). من أفضال اللَّه سبحانه وتعالى أن الجسم الإنساني عندما لا يتحمَّل الألم والتعب أكثر من طاقته فإنه يدخل عالم اللاشعور. لكن انعدام الحركة والتعب ووضع الجسم بشكل مغاير لطبيعته ولراحته على الصليب، كل ذلك جعل الدورة الدموية تبطئ، وغزّة الرمح إنما جاءت لتنقذ، وبخروج شيء من الدم استطاعت الدورة الدموية أن تستعيد مسارها وعملها وإيقاعها، وتؤكد لنا دائرة معارف الإنجيل تحت "مادة الصليب" بالعمود رقم 960 أن "يسوع كان حيًّا عندما وُجِّه إليه الرمح "وهذا أيضًا يؤكد قول يوحنا فيما يتعلّق "بالماء والدم" وإنهما انبعثا على الفور إذ أنه يقول: "وعلى الفور: أو في الحال" مما يعد دليلًا مؤكدًا أن يسوع كان حيًّا"(128). والحقيقة أن طعنة الحربة كانت كافية للقضاء على إنسان في ملء صحته فكم وكم مع إنسان مصلوب؟ لقد كانت الحربة نافذة وقاتلة والدليل على ذلك ما يلي: أ ـ طعن الجندي الروماني السيد المسيح بالحربة الرومانية "لانسيا" Lancia وهي عبارة عن رمح طويل له طرف على شكل ورقة الشجر بطرف مدبب يزداد سُمكًا مع الاتجاه لجذع الحربة فيحدث جرحًا غائرًا بيضاوي لا يقل عن 4,6 × 1,1 سم وقد صُمّمت هذه الحربة بهدف القتل وليس بهدف الجرح فقط، فحتى لو افترض البعض أن السيد المسيح كان حيًّا عند الضرب بالحربة فلذلك جرى من الجنب الدم والماء، فإننا نقول له: وما رأيك بعد الطعن بالحربة؟ إن كانت هذه الحربة قادرة على إماتة الإنسان الذي في كمال صحته، فكم وكم مع إنسان مصلوب مُنهك مثل شخص السيد المسيح له المجد؟! ويقول الأستاذ ناجي ونيس الشماس الإكليريكي: "وعجبي يا سيد ديدات! أنها اللا معقوليات ذاتها يا رجل، إلى أي العقول أنت تتكلَّم؟ ومَن تريده أن يصدق خيالك العبقري هذا؟ فهل لكي ينقذ اللَّه يسوع من الموت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح في جنبه؟ أنه كلام غير مقبول ولا معقول لأن اللَّه لو شاء إنقاذ يسوع كما تدّعي لفعل ذلك قبل الصليب. فلماذا سمح بصلبه؟"(129). ب ـ فعل "طعن" الذي استخدمه الإنجيل يدل على أنه يحدث جرح غائر، وقد تُرجم إلى الإنجليزية بثلاثة معان ج ـ لو لم يكن السيد المسيح قد مات فعلًا فكيف نزل الماء من مكان الجرح؟ لو كان حيًّا لنزف منه دم فقط، ولأنساب الدم مع كل نبضة من نبضات القلب، ولكن الذي حدث أن الدم خرج أولًا من الترسيب (التجلّط) الذي حدث. ثم أعقبه سائل البلازما الشفاف الذي دعاه يوحنا ماء، وهذا السائل لا يخرج من جسم إنسان حي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. د ـ يقول د. "صموئيل هفتن" أستاذ الفسيولوجيا من جامعة دبلن: "عندما طعن الجندي جنب المسيح كان قد مات، وخروج الدم والماء قد يكون ظاهرة طبيعية قابلة للتفسير، أو أنه معجزة. ويبدو في رواية يوحنا أنه لو لم تكن هذه معجزة فإنها على الأقل ليست ظاهرة عادية، ويظهر هذا من تعليق يوحنا على هذا بأنه كان شاهد عيان صادق للرواية. ومن ملاحظاتي على الإنسان والحيوان في معمل التجارب وجدت النتائج التالية: عندما يُطعن الجسد في الجانب الأيسر بعد الوفاة بسكين كبيرة في حجم حربة الجندي الروماني، فإن النتائج التالية يمكن أن تحدث: 1ـ أن لا يخرج شيء إلاَّ قطرات قليلة من الدم. 2ـ سيل من الدم فقط يخرج من الجرح. 3ـ دفق من الماء فقط تتبعه قطرات قليلة من الدم. وفي هذه الحالات الثلاث تغلب الحالة الأولى. أما الحالة الثانية فتحدث في حالات الموت غرقًا أو بتسمم الأستركنين.. ويمكن البرهنة على أنها الحالة العادية للشخص المصلوب. أما الحالة الثالثة فتحدث في حالة الموت بذات الجنب أو التهاب التامور أو تمزُّق القلب. وهناك حالتان لم تسجلا في كتب (إلاَّ في إنجيل يوحنا) ولم يكن من حظي أن ألتقي بهما: 1ـ سيل غزير من الماء يتبعه سيل غزير من الدم.. 2ـ سيل غزير من الدم يتبعه سيل غزير من الماء.. ويُحدث الصلب احتقان الرئتين بالدم كما في حالة الغرق أو التسمم بالأستركنين، وتحدث الحالة الرابعة للمصلوب الذي كان يعاني قبل الصليب من حالة انسكاب رئوي. أما الحالة الخامسة فتظهر في المصلوب الذي يموت على الصليب نتيجة انفجار أو تمزّق في القلب. ودراسة تاريخ الأيام الأخيرة من حياة المسيح، تُظهر أنه لم يكن مصابًا بحالة انسكاب رئوي قبل الصلب، وعلى هذا لا يبقى أمامنا إلاَّ احتمال خروج الدم والماء من جنب المسيح بسبب الصلب وتمزق القلب أو انفجاره، وأعتقد أن هذا الفرض الأخير هو الصحيح، ويتفق معي فيه الدكتور وليم سيراود: (Frederick Cook Commenttary on the Holy Bible, John Murruy) (130). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:30 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟
ثانيًا: الأدلة الأثرية على صلب المسيح وموته: : الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟ ج: أي نعم. إن الآثار لا تكذب ولا يتطرّق إليها الشك، وأي نعم أيضًا إن هناك آثارًا تشهد لصلب السيد المسيح وموته وقيامته، ومن أهم هذه الآثار ما يلي: 1ـ خشبة الصليب المقدَّسة. 2ـ إكليل الشوك والمسامير. 3ـ صورة الحكم على المسيح. 4ـ القبر المقدَّس. 5ـ سراديب روما. 6ـ الفن الكنسي والآثار المختلفة. 7ـ النقود الأثرية. 8 ـ كفن المسيح. |
||||
04 - 12 - 2021, 02:31 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
1ـ خشبة الصليب المقدَّسة:
تم اكتشاف خشبة الصليب المقدَّسة بواسطة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وكانت هيلانة ابنة كاهن قرية "فجي" ببلاد السريان، وعندما كان "قسطنطنيوس كلاروس" في طريقه إلى بلاد فارس رآها وأُعجب بها، فخطبها من أبيها وتزوّج بها في مدينة الرها في النصف الثاني من القرن الثالث، وأنجب منها ابنه فلاديوس، وأليريوس أورلينون المعروف بالإمبراطور قسطنطين الكبير، وقد كرَّمها ابنها قسطنطين هذا، فأنعم عليها بلقب الملكة، وسمح لها بالتصرُّف في الخزائن الملكيَّة، فأجذلت العطاء للفقراء والمحتاجين، وأفرجت عن كثير من الأبرياء الذين احتضنتهم سجون روما، وأعادت الكثيرين من المنفى إلى بلادهم، ورغم أنها الملكة إلاَّ أنها كانت تواظب على الصلوات الطقسية بالكنيسة في خشوع وهي ترتدي ثياب بسيطة محتشمة، وكانت تختلط بجماهير الشعب الذي أحبها وأخلص لها (راجع مجدي سلامة ـ الصليب وتساؤلات الأحفاد ص 25). وقد رأت الملكة هيلانة رؤيا تحثها على الذهاب إلى أورشليم للكشف عن صليب ربنا يسوع المسيح والقبر المقدَّس، وكان عمرها حينذاك سبعون عامًا، فجاءت إلى أورشليم بصحبة ثلاثة آلاف من الجنود كما ذكر ذلك المؤرخ يوسابيوس القيصري، والتقت بأسقف أورشليم القديس مكاريوس البالغ من العمر نحو ثمانين عامًا، وظلت تسأل عن مكان قبر المسيح، ورفض اليهود إرشادها، وكان هناك رجلًا يهوديًا طاعنًا في السن يُدعى "يهوذا" خبيرًا بأحداث وتواريخ المدينة، وعندما ضيقت عليه أخبرها بمكان القبر تحت معبد فينوس، فأمرت الملكة هيلانة بهدم المعبد وإزالة الأنقاض والأتربة التي كانت تشبه الهضبة، وفي شهر مايو سنة 326م تم اكتشاف القبر المقدَّس، ووُجِد داخله ثلاثة صلبان، مع اللافتة التي كانت مُعلَّقة على صليب المسيح "يسوع الناصري ملك اليهود" باللغات الثلاث العبرانية واليونانية والرومانية أي اللاتينية، وللآن نرى صور الصلبوت عليها لافتة مكتوب عليها I. N. R. I وهي الحروف الأولى من كلمات:Jeusus Nozarenus Rex Jadaeorum علمًا بأن حرف J لا يُستخدم في اللاتينية ولذلك اُستبدل بحرف I، وهذه اللافتة ما زالت محفوظة في روما محاطة بقالب من الطوب مقاسه 32 × 21 سم، ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "أنه حينما وُجِدت الصلبان الثلاثة ملقاة معًا لم يكن صليب الرب مجهولًا إذ وُجِد كما هو في الوسط وعليه العنوان"(119). وأشار القديس مكاريوس بوضع الصلبان الثلاثة على ميت كان محمولًا ليُدفن، وذلك للتأكُّد من صليب المسيح، فأوقفوا النعش، ووضعوا عليه الصليب الأول ثم الثاني فلم يقم، ولمّا وضعوا عليه الصليب الثالث قام الميت في الحال، فتأكد الجميع أنه صليب ربنا يسوع فكرَّموه جدًا، ولفُّوه بالحرير، ووضعوه في تابوت من الفضة محلّى بالذهب، وكان طول القائم الرأسي للصليب 8’4 م، وطول القائم العرضي يتراوح بين 3’2 ـ 6’2م، وأمرت الملكة هيلانة ببناء كنيستين أحدهما فوق القبر المقدَّس وهي كنيسة القيامة، والأخرى فوق مغارة بيت لحم وهي كنيسة المهد، وأرسلت الملكة هيلانة إلى البابا أثناسيوس الرسولي ليدشّن كنيسة القيامة، فذهب إلى أورشليم ودشّنها سنة 328م ومعه بطريرك أنطاكية، واحتفلوا بخشبة الصليب المجيد، ورتبت كنيستنا القبطية يوم 17 توت كل عام للاحتفال باكتشاف خشبة الصليب. وقد أرسلت الملكة هيلانة جزءًا من خشبة الصليب إلى ابنها قسطنطين في روما، وظلت هذه القطعة من الصليب المقدَّس في روما، وفي سنة 1144م بُنيت لها بازليكا الصليب المقدَّس في الفاتيكان، وجُدّدت بشكلهـا الحالية سنة 1743م في عهد البابا بندكت الرابع عشر، وهذا الجزء من خشبة الصليب ما زال موجودًا بها حتى الآن (The Vatican. P, 442). ويذكر القديس كيرلس الأورشليمي أنهم كانوا يوزعون من خشبة الصليب المقدَّسة على الأمراء والعظماء الذين كانوا يزورون أورشليم، وكانوا يضعون بعض القطع في صلبان من الذهب والماس، فأكبر قطعة وُضِعت في صليب ذهب يُعرَف بصليب أورشليم، والتي تليها وُضِعت في صليب من الماس يُدعى صليب القسطنطينية، وفي سنة 885 م أهدى البابا مارينوس بابا روما الملك ألفريد جزءًا من الصليب، وفي رسالة من غريغوريوس أسقف روما سنة 599م إلى ريتشارد ملك أسبانيا أخبره بأنه أرسل إليه صليبًا بداخله قطعة من خشبة الصليب المقدَّسة، وفي رسالة أخرى إلى ملكة لمباروتر يخبرها بأنه أرسل إليها جزءًا من خشبة الصليب داخل صليب من الفضة (كنيسة العذراء محرم بك ـ عيد الصليب المجيد ص 19). وفي سنة 1975م نُقِلت قطعتان صغيرتان من فرنسا إلى المقر البابوي بالقاهرة ومطرانية دمياط. ثم وصلت أجزاء أخرى إلى كنيسة السيدة العذراء محرم بك إسكندرية، وكنيسة العذراء والملاك غبريـال بحي بشر إسكندرية، كما يوجد جزء من خشبة الصليب أيضًا في الكاتدرائية التي اشترتها مطرانية بورسعيد من الكنيسة الكاثوليكية. |
||||
04 - 12 - 2021, 02:31 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
ومن المؤرخين والقديسين الذين ذكروا حادثة اكتشاف خشبة الصليب:
أ ـ المؤرخ يوسابيوس القيصري (265 ـ 340م) الذي ذكر بأن الملك قسطنطين قد أزال تمثال جوبتر وتمثال فينوس في عهد القديس مكاريوس أسقف أورشليم. ب ـ القديس أمبروسيوس أسقف ميلان (339 ـ 397 م) ذكر حادثة اكتشاف خشبة الصليب بواسطة الملكة البارّة هيلانة في عظته التي ألقاها في تذكار عيد الصليب سنة 395م في وجود الأمبراطور هونوريوس. ج ـ القديس كيرلس الأورشليمي (315 ـ 386 م) تحدّث كثيرًا عن خشبة الصليب في عظاته سنة 348م، فيقول في إحدى عظاته "لقد صُلِب المسيح حقًا، ونحن وإن كنا نُنكر ذلك فهذه هي الجلجثة تناقضني التي نحن مجتمعون حولها الآن، وها هي خشبة الصليب أيضًا تناقضني التي نُوزِع منها على كل العالم.. وخشبة الصليب تشهد للمسيح تلك التي نراها حتى اليوم بيننا، وقد ملأت كل العالم بواسطة المؤمنين الذين أخذوا قطعًا منها إلى بلادهم"(120). كما ذكر القديس كيرلس الأورشليمي تكريم خشبة الصليب الذي يحدث في أورشليم باكر يوم الجمعة العظيمة حيث يجتمع الأسقف والاكليروس والمؤمنون في كنيسة الصليب التي بناها الملك قسطنطين بالقرب من الجلجثة. كما يذكر في كتابه "مواعظ في التعليم المسيحي" أن أساقفة أورشليم كانوا يوزعون من عود الصليب المقدَّس على أعيان الزائرين حتى إن الدنيا امتلأت من أجزاء منه في زمن قليل، ومع ذلك لم ينتقص منه شيء وذلك بسبب النشوء والنمو بواسطة القوة التي اتخذها من جسد الرب يسوع الإلهي الذي عُلّق عليه، وعندما اعترض "جون كالفن" قائلًا بأن أجزاء الصليب التي وُزِعت في العالم لو جُمعت تملأ سفينة كبيرة ردَّ عليه اللاهوتيون الكاثوليك بروما وقالوا: إن دم المسيح الذي سُفِك على خشبة الصليب أعطاها نوعًا من النشوء الطبيعي، فرغم ما يُؤخذ منها لا تنقص (راجع القس شاروبيم إبراهيم ـ تاريخ خشبة الصليب ص 26). د ـ القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية (347 ـ 407 م) تحدّث عن قصة اكتشاف الصليب المقدَّس وقال: "حيث أن خشبة الصليب دُفِنت ولم يهتم أحد أن يأخذها بسبب الخوف من المضايقة"، وشهد لعظمة الصليب فقال إن كثيرين في أيامه يلبسون سلاسل ذهبية تحتوي على أجزاء من خشبة الصليب. هـ ـ القديس بولنيوس الأسقف (353 ـ 431م) من نولا بفرنسا وقد أرسل خطابًا للمؤرخ الكنسي سالبيسيوس وأرسل معه قطعة من خشبة الصليب المقدَّس. و ـ المؤرخ الكنسي سقراط (380 ـ 450 م) يحكي قصة اكتشاف الصليب بواسطة الملكة هيلانة، ويخبرنا أنها أرسلت قطعة من خشبة الصليب إلى القصر الإمبراطوري. ز ـ المؤرخ الكنسي ثيودوريت (393 ـ 458 م) ذكر إن الملكة هيلانة وجدت خشبة الصليب المقدَّسة، وأيضًا وجدت المسامير التي سُمِّر بها جسد مُخلّصنا الصالح، فأخذتها بإكرام وأرسلتها لابنها الملك قسطنطين ففرح بها، وثبّت إحداها فـي خوذته الملكية التي كان يضعها على رأسه أثناء المعارك الحربية. ح ـ الراهبة الإسبانية "إيجيريا" التي زارت أورشليم في أواخر القرن الرابع ذكرت الصلوات التي تقام أمام خشبة الصليب المقدَّس في كنيسة القيامة. وقد ذكر الإمام ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء طبعة سنة 1981م ص 530، 539 قصة اكتشاف الصليـب على الملكة هيلانة، وإن كان يستبعد حدوثها. وقد ظلت خشبة الصليب المقدَّس في التابوت الفضي في كنيسة القيامة حتى سنة 614م، وعندما نشبت الحرب بين الروم والفُرس، انتصر الفرس بقيادة ملكهم "كسرى" Chosraes فنهبوا الكنائس، وعندما دخل أحد أمراء فارس إلى كنيسة القيامة فرأى خشبة الصليب موضوعة في تابوت من الفضة مُحلّى بالذهب ويسطع منه ضوءًا رائعًا، فمد يده يمسك بها فخرجت نارًا وأحرقت أصابعه، وعندما سأل عن سر هذه الخشبة أعلمه المسيحيون أنها خشبة الصليب المقدَّس، ولا يقدر على لمسها إلاَّ الإنسان المسيحي، فأخبر الملك واحتالوا على اثنين من الشمامسة فحملوا التابوت وذهبوا معهم إلى بلادهم فارس، وفي حديقة القصر حفروا حفرة ووضعوا فيها التابوت وهالوا التراب عليه، وذبحوا الشماسين لئلا يفشيان السر، وقد شاهدت هذه الحادثة فتاة مسيحية ابنة كاهن وكانت من ضمن سبايا الفُرس، وأيضًا سُبيَ زخارياس بطريرك أورشليم، وظلت خشبة الصليب مدفونة في ذلك المكان نحو خمسة عشر عامًا. وفي سنة 629م خاض الإمبراطور "هرقل" ملك الروم الحرب ضد الفرس، وانتصر عليهم ودخل بلادهم، واسترد التابوت الفضة وبه خشبة الصليب المقدَّس بعد أن أرشدته إليه الفتاة ابنة الكاهن، فعاد به إلى كنيسة القيامة، وفي احتفال عظيم حَمل هرقل الصليب على كتفه وهو يرتدي حلّته الملوكية متوشحًا بالوشاح الإمبراطوري وعلى رأسه تاجه الذهبي المرصَّع بالأحجار الكريمة وأراد أن يدخل به إلى كنيسة القيامة إلاَّ أن الصليب ثقل عليه جدًا فلم يقوَ على السير به، فقال له أحد الآباء الكهنة المختبرين: "اذكر يا سيدي الملك أن مولاك دخل هذا المكان حاملًا الصليب وعلى هامته المقدَّسة إكليل الشوك" فخلع الإمبراطور تاجه والوشاح الإمبراطوري، ودخل للكنيسة حافي القدمين حاملًا خشبة الصليب المقدَّس في سهولة ويسـر، ووضعها في مغارة الصليب، والشعب مع الإكليروس يرتلون "خلّص شعبك. بارك ميراثك. امنح ملوكنا المؤمنين الغلبة على البربر بقوة صليبك..". وظلت خشبة الصليب في كنيسة القيامة بأورشليم نحو خمس سنوات، وفي سنة 634 م. نُقِل التابوت وبه خشبة الصليب إلى كنيسة هاجيا صوفيا في القسطنطينية(1) خوفًا من وقوعه مرة أخرى في أيدي الفُرس، وفي سنة 670 م. سجّل "أركلنوس" مشاهدته لخشبة الصليب في كنيسة آجيا صوفيا، وبعد هذا التاريخ لا أحد يعلم أين ذهب التابوت بخشبة الصليب. |
||||
|