منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 04 - 2021, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

رحلة الصعود:
" ها نحن صاعدون إلى أورشليم وإبن الإنسان يسّلم إلى رؤساء الكهنة" (مر ١٠ :٣٢-٣٤..(
تبدأ الرحلة بدخول الرب أورشليم يوم أحد الشعانين. وهذا اليوم كان موافقًا ١٠ نيسان وهو اليوم الذي تدخل
فيه الخراف أورشليم لتبقى "تحت الحفظ" حتى الفصح (١٤ نيسان). وكأن الرب يسوع الملك دخل مع الحملان
ليحمل خطايا العالم ، ليبقى تحت الحفظ حتى يصير لنا فصحًا يوم ١٤ نيسان.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 04 - 2021, 06:56 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

قوة شد الصليب:
وفي الساعة الأولى من يوم الثلاثاء يحدثنا الإنجيل عن قول الرب: "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق"
(يو ٨ :٢٣ .(فالصعود سببه أن الرب من فوق وجاء إلى العالم لينقذنا من شره، ويرتفع بنا إلى فوق.
وللرب المصلوب جاذبية في شد أولاده إلى فوق تفوق كل قوى شد العالم وإغراءاته وشهواته وآماله "وأنا إن
ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع" (يو ١٢ :٣٢ .(فرحلة الصعود شاقة ولكن قوة جاذبية الصليب ليست
فقط تحررنا من رباطات العالم، بل هي تجذبنا فنجرى (نش ١ .(ويجرى معنا الآخرون آمين.
فالرحلة صعود مع الرب إلى أعلى درجات البذل، إلى أعلى درجات الحب... إلى أعلى درجات
الإحتمال، إلى أعلى درجات الوداعة حتى أنه سلّم نفسه للكهنة الذين سيقومون بذبحه و يقدمونه من حيث لا
يدرون ذبيحة عن العالم كله.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 04 - 2021, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

إنها رحلة آلام:
"ينبغي أن يتألم إبن الإنسان". إن كلمة "ينبغي" تكشف لنا سر آلام ربنا (مر 8 : 31 )
فالألم ليس نتيجة لسلوك الرب فقط ومعارضة العالم له، ولكن الألم ينبغي أن يكون بالنسبة للمسيح
لأنه جاء ليخدم فكل من يخدم وكل من يحب وكل من يعيش للآخرين ينبغي أن يتألم. إنها ليست آلام آتية من
خارج فقط، بل هي من طبيعة حبه للبشرية وللخدمة وللبذل. فالأم ينبغي أن تتألم من أجل إبنها وهو لم يزل
جنينًا في بطنها حتى يكبر ويتزوج...، والفلاح الذي يزرع يجب أن ينقب ويحرث الأرض. وهكذا فالرب
، يسوع أحبنا - ونحن خطاة- فلا بد أن يحمل أجرة خطيتنا- أي ينبغي أن يتألم
.
من أجل ذلك يا أخوتي الخدام ونحن نسير وراء يسوع الخادم في رحلة الصعود بالآخرين ينبغي أن
نتألم. ولنتذكر جميعًا أن الألم ليس عقابًا بل هبة لمن يحب ويخدم ويصعد إلى طريق لمجد مع المسيح.
يتبع ...
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2021, 11:56 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

إنها رحلة إلى عرس:
" أخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه ويوم فرح
قلبه"(نش ٣ :١١ .(
والكنيسة يوم الثلاثاء تقرأ مثل العذارى الحكيمات في انتظار العريس، ومثل عرس إبن الملك... هذا
السر يجعل النفوس التابعة ليسوع والصاعدة معه تتأكد أنها مدعوة لعرس، ولويمة على ذبيحة الصليب
والخلاص... وهكذا الفكر في وسط رحلة الآلام يجعلنا نفرح. إنه أمر عجيب يا أخوتي- إنها رحلة آلام
ولكنها حفلة زفاف الكنيسة العروس لعريسها الذي ينتظرها على الصليب.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2021, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 15 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

الإيمان ضرورة قصوى في الرحلة:
فرحلة الصعود مصحوبة بالآلام، من أجل ذلك لابد أن يكون لنا قدراً من الإيمان الذي به نعبر
"ساعة وسلطان الظلمة" (لو ٢٢ :٥٣ .(لذلك قديمًا لم يقدر الشعب أن يدخل كنعان لعدم الإيمان (عب ٣ :١٩ .(
لأجل ذلك كلم الرب التلاميذ عن الإيمان- إنه إن ساوى حبة الخردل فإنه يمكن الإنسان من نقل جبل. وتحقيقًا
عمليًا لكلام الرب لعن شجرة التين (يوم الاثنين).
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2021, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

إيمان مع أعمال:
لعن الرب التينة لأن لها أوراق وليس فيها ثمر. إنها حياة مظهرية، عبادة طقسية، وأصوم وإعتراف
وتناول... إلخ وبلا ثمر!! بقدر ما أعطانا االله من وسائط نعمة بقدر ما يجب علينا أن نثمر في الكنيسة "محبة-
فرح- سلام- طول أناة- لطف- صلاح- إيمان وداعة- تعفف" (غل ٥ :٢٢ ،٢٣.(
وشجرة التين أيضًا رمز للأمة اليهودية المورقة بلا ثمر فلعنها الرب. ربي يسوع: أعط أن تكون
الكنيسة مملوءة بالثمر لئلا تقع تحت دينونة واعطنا يا ربي الإيمان الحي المصحوب بالأعمال.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2021, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

-إيمان بالصليب والحرية:
ينبغي أن يكون لنا إيمان بأن الصليب المهان هو طريق الحياة الجديدة، طريق المجد والنصرة الموصـل
إلى القيامة.
ينبغي أن يكون لنا إيمان بأن آلام في الطريق هبة وليس عقاباً.
كذلك ينبغي على الذين يسيرون وراء يسوع في الطريق الصاعد، عليهم أن يكونوا قد وقعوا في منطقـة
جاذبية الصليب، فذاقوا الحرية وأحبوها. الإيمان بالحرية التي وهبها لنا المسيح "إن حرركم الإبن بالحقيقة
تكونون أحرارا" (يو ٨ :٣٦.(
إنه شرط أساسي للسير وراء المسيح- حرية من الذات- وشهواتها- وكراماتها- حرية من سلطان
العالم- والمال- والخبز... والحرية تجعل خطواتنا وراء المسيح قوية وثابتة، وتكسب حركتنا خفة وفرحًا.
الحرية قد وهبت لنا بالميلاد الثاني، فلننعم بها ونسعد بها ولا نسمح لقوة في الوجود أن تسلبنا حريتنا في
المسيح يسوع.

يتبع ..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 04 - 2021, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

السهر ضرورة حتمية في الرحلة:

السهر للمحافظة على النعم التي نلناها في المسيح.
السهر لأن عدونا يجول ملتمسًا من يبتلعه، ولا ينام.
السهر في الجهاد في السير وراء المسيح المصلوب والإحتمال بفرخ.
السهر على الأعمال الصالحة: الصلاة- المحبة- الإيمان.
وربنا يسوع في هذا الأسبوع ذكر لنا عدة أمثلة في نهاية كل منها يقول اسهروا لأنكم لا تعلمون
اليوم ولا الساعة.

محبة المسيح يجب أن تكون هدف كل خدمة:
في يوم الأربعاء- قبل الفصح بيومين سكبت المرأة الطيب على رأس المخلص، واحتج يهوذا لهذا
الأتلاف (مر ١٤ :٤ ؛ يو ١٢ :٤ .(وأمر االله أنه حيثما يكرز بالإنجيل يذكر ما فعلله هذه المرأة. الرب يسوع
يريد أن تكون محبتنا له هدف كل عمل وكل خدمة، حتى خدمة العطاء فهي من أجل المسيح "ما فعلتموه بأحد
أخوتى الأصاغر فبي قد فعلتم" (مت ٢٥ :٤٠.(
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 04 - 2021, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

خميس العهد
الله يقدم لنا ذاته ليجتاز معنا ساعة سلطان الظلمة


في هذا اليوم يقترب بنا الرب إلى نهاية الرحلة، فيقدم لنا أقصى درجات حبه: يقدم لنا جسده
المكسور، وعرقه، ودمه، ودموعه، وصلواته، وسهره، وغسله لأرجلنا...
إن أحداث هذه الليلة مزيج من حب االله العميق جدًا للإنسان مع حزنه الشديد حتى الموت من أجل خطايانا. إن
حب المسيح لنا في هذه الليلة وصل إلى أعلى درجاته فتحول إلى شهوة أن يكسر ذاته ويطعم تلاميذه... حتى
ذلك التلميذ الخائن!!!

العشاء الرباني:
أعطى الرب الإنسان كثيرًا والآن يعطيه ذاته.
تحول العطاء في هذه الليلة إلى شهوة في قلب ربنا محبة لنا "شهوة اشتهيت آن آكل هذا الفصح معكـم"
.(ظ،ظ¥ :ظ¢ظ¢ لو(
كأن الرب يقول لنا: "لا يكفي أموت لأجلكم وأخلصكم، بل أكثر من ذلك أن أكون لكم طعامًا فتحيوا بي-
وأضمن لكم الحياة "جسدي هو الحياة" وهو عربون الميراث الأبدي والذي يأكلنى يثبت في ،يحيا بي،وأنا
أقيمه في اليوم الأخير" (يو ظ¦ :ظ¥ظ¤.(
لم يكتف الرب أن يكون الصليب منبعا للشفاء والغفران والخلاص بل أراد أن يكون جسده لنا طعامًا- لك
المجد يارب!!

وقبل العشاء غسل أرجل تلاميذه:
يا أحبائي لسنا اليوم واقفين عند أقدام الصليب متأملين فيه، لكن نحن الآن مندهشين من الوقف عند
أرجلنا ليغسلها. إن التأمل عند أقدام الرب أمر سهل يقبله الإنسان العادي، أما التأمل في الرب الواقف تحت
قدمي أنا أمر عجيب لا يقبله الإنسان العادي إن لم يعط نعمة الإنسحاق العميق جداً أمام الرب.
يا للعجب الرب اليوم عند قدمي... في خدمتي، يغسل وسخ رجلي !!! إنـه يجبرنـي علـى الإتضـاع
والإنسحاق... هذا السر عظيم، إنه سر الإتضاع، ومَن لا يقبل الرب على هذه الصورة فليس له نصـيب
معه- مثلما قال لبطرس!!!
والرب يغسل أرجلنا فقط. أولاً ليعلمنا شدة الإتضاع وأن نصنع ذلك بعضنا لبعض (يو ظ،ظ£ :ظ،ظ¥.(
الأمر الثاني لأن مَن اغتسل مرة لا يحتاج إلاَّ إلى غسل قدميه (يو ظ،ظ£ :ظ،ظ* ،(أي أن الذي اعتمد يكفيه دموع
التوبة ليجد يسوع دائمًا تحت قدميه يغسل أوساخه. إن يسوع حبيبنا يتمم لنا هذا السر دائمًا (التوبة وغسل
الأرجل) على باب الكنيسة في النفوس التائبة الداخلة فيها.


وأعطى يهوذا اللقمة وتمجد إبن الإنسان:
لقد تمجد المسيح بعد أن أعطى اللقمة ليهوذا (يو ظ،ظ£ :ظ£ظ* ،ظ£ظ، ،(لأنه أي مجد لمحبة االله أعظم من
إعطائه اللقمة للتلميذ الخائن؟!. قال يسوع الآن تمجد إبن الإنسان إنه لم يتمجد فقط على الصليب وفي القيامة
بل عندما غسل أرجل التلميذ الخائن وأطعمه بيده الطاهرة. فالمجد الحقيقي هو أن نتمم رسالة المحبة إلى
النهاية.
والعجيب أنه عندما أعطاه الرب اللقمة دخله الشيطان. وهذا يؤكد لنا أن هذا الجسد خطير في فعله:
فهو مصدر حياة للقلوب المؤمنة، ومصدر هلاك للقلوب الخائنة.
والعجيب أن الحنان الفائق من الرب لم يغير قلب يهوذا، لأن قلبه كان قد تحجر بحب المال. ألم تقل
لنا الكنيسة في بداية الصوم- في أول الرحلة أن لا نعبد ربين االله والمال؟... هذه هي النتيجة المؤسفة لدخول
محبة المال للقلب.

  رد مع اقتباس
قديم 29 - 04 - 2021, 01:01 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,203

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

وقدم الرب لنا صلاة- وأمامه كأس خطايانا:
وهذه الكأس لا يمكن وصفها- فهي كأس الموت... كأس نجاسات العالم التي سيشربها الرب القدوس
الطاهر، إنها كأس إثم جميعنا، إنها كأس كبريائنا القاتل يحمله الحمل الوديع... من أجل هذه الكأس صلى
يسوع. صلى من أجلنا ليجتاز بنا ساعة سلطان الظلمة (لو 22 : 53) .(لقد وصلت الخيانة لأقصى درجاتها،
والخوف ملأ قلب بطرس، والتهور دفعه لإستعمال السيف وارتكاب جريمة شروع في قتل، ومرقس هرب،
وبطرس أنكر وسب ولعن. وانتصر الشر وقبض العسكر على الرب الإله، وهاج الشيطان لأن هذه هي
ساعتهم وسلطان الظلمة. ماذا صنع الرب في وسط هذا البحر الهائج من الأزمات والإضطرابات؟. إنه صلى
وأمرنا أن نصلى لنجتاز ساعة سلطان الظلمة ولا نقع في تجربة. نصلى فكل شيء سينتهي لخير الجميع-
الرب يرجونا أن نصلى لكي لا ندخل في تجربة ونجتاز ساعة الظلمة.

ونزل العرق كقطرات دم:
كشف لنا الرب أن الصلاة جهاد حتى الدم، وهذه الصلاة كانت لحساب التلاميذ وللكنيسة عبر
الأجيال "صليت لأجلكم" بينما نحن نيام، المسيح يجاهد حتى الدم في الصلاة لأجلنا، خوفًا علينا من الشيطان
الذي يغربلنا كالحنطة.
إن الكنيسة لن تنال انتصاراتها على الشيطان رئيس هذا العالم إلاَّ بالصلاة... بالعرق والدم. إن
الكنيسة شبابها ورجالها لن يجتازوا "ساعة سلطان الظلمة" إلاَّ عن طريق صلوات جثسيماني.
من أجل الخدام يسوع عرق وبذل دم... إن الكنيسة خدمت بعرق القديسين ودم الشهداء هؤلاء الذين
رووا الأرض بدموعهم وسهروا من أجلها، وهذا هو سر عظمة كنيستنا إنها معجونة بالدمع والدم، وسيظل
المسيح الجاثي في جثسيماني مائلاً أمام عيني كل خادم محب للكنيسة، لقد قدم الرب لنا جسده، ودمه وعرقه،
ودمه، وصلواته، وسهره...
وعلمنا أن نقول لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك:
إنها أعمق صلاة في وسط شدة التجارب وهي انطباق مشيئتنا لمشيئة الآب، إنهما ليسا مشيئتان بل
مشيئة واحدة هي مشيئة الآب. إن كنيستنا تؤمن بوحدة المشيئة.
إن البعض يعتقد من هذه الصلاة وجود مشيئتين للمسيح، والحقيقة لا. بل إن المسيح جاء ليطابق
مشيئة الكنيسة "جسده" على مشيئة الآب فتصبح واحدة- وتسليم المشيئة للآب مبنى علما أساس:
1، -محبة االله لنا للمنتهي.
2 -قدرة االله اللانهائية على الخلاص.
3 -اهتمام االله بنا لأن عينيه لا تغفلان عنا لحظة واحدة.
من أجل هذا نسلّم الرب حياتنا ونقول: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك"، مع أن الكأس مازال قائمًا
أمامنا، فالصلاة مع تسليم المشيئة لا يرفعا الكأس عنا بل يجعلا ملاكًا من السماء يأتي ليقوينا.

كان يصلى بأكثر اشتياق:
إن الصلاة والعرق والدم... قدمه الرب بأكثر اشتياق. هذا إحساس الذي يحمل المسئولية إلى
النهاية... إلى الدم. ليست الصلاة أمامه عبئًا بل أشواقاً وشهوة...

أما الإنسان بطرس:
1، -نام وقت الصلاة- واستيقظ ليضرب بالسيف:
إن الذين ينامون وقت الجهاد القانوني في الصلاة يتعرضون لأخطاء ومخالفات ضد وصايا الإنجيل-
نتيجة لإنفعالهم ولغضبهم وهكذا يتصرف الإنسان تصرفاً عالمياً يهمل الصلاة- فيدخل التجربة وحده-
فيضرب بالسيف، ويسقط في أخطاء جسيمة.
2 -ضرب بالسيف وأنكر أمام جارية:
قطع أذن عبد رئيس الكهنة. وبسرعة أصلح الرب يسوع الخطأ الذي صنعه بطرس (الإنسان)
وأرجع الأذن لحالها. وإلاَّ لتطور الأمر للإنتقام من بطرس. إن السيف هو جهد بطرس الذاتي- ولكن الرب قد
نصحه أن يصلى لكي يقف معه ولا ينكره، ولكن إيمان بطرس ضعيف لدرجة الإنكار والسب واللعن- يارب
ارحم.
إن القوة في المسيحية ليست قوة السيف ولكنها قوة الإيمان والصلاة. إن قوة السيف تنهار أمام
الجارية، أما قوة الإيمان فتعبر التجربة بالصلاة.
3 -نظر إليه يسوع :
وفي وسط الإهانات الكثيرة للرب، لم يفكر يسوع في ذاته ولكن في بطرس الذي أنكر. وهكذا ينشغل
االله بنا في وقت التجربة- وعندما نفشل في الخروج منها لا يسعفنا إلاَّ نظرة الرب يسوع المملوءة حنانًا
وعطفًا وقوة. إن الخروج من التجربة مستحيل بقدرة بطرس، ولكن بعد نظرة الرب أصبح الخروج سهلاً جدًا
بنعمته.
إن حنان الرب ونظرته المملوءة حباً وشفقة تدفعنا أن نبكي بكاء مرًا (لو 22 : 62)،(ونتوب لنعود
إلى أحضان الرب مرة أخرى.

أحداث الصلب يوم الجمعة العظيمة- راجعها في كتاب "مع المسيح صلبت".

عن كتاب الرحلة من اورشليم للجلجثة
للقمص بيشوى كامل

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التوبة هي باب الرحمة المفتوح لطالبيه ، ومن هذا الباب تدخل إلى الرحمة الإلهية
لنتطلع إذًا إلي الرحمة، لكن إلي تلك الرحمة التي في السماء
السلام لك يا ام الرحمة.. يا أم الله ياحنونة يا كنز الرحمة والمعونة
القصد الإلهي من الرحلة من أورشليم إلى الجلجثة
يا اورشليم يا اورشليم يا قاتله الانبياء !!!


الساعة الآن 09:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025