03 - 03 - 2021, 03:41 PM
|
رقم المشاركة : ( 11 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
قول يوحنا المعمدان
يو 1: 35-36 "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه, فنظر يسوع ماشياً فقال: هوذا حمل الله".
يبدو أن المصدر الحقيقي لهذا الوصف هو المكان الذي يشغله الحمل في الذبائح حسب الشريعة إذ كان يقدم "خروف حولي"[1](أي حمل ابن سنة) للمحرقة اليومية صباحاً ومساءً (عدد 28: 3-10). ولم يكن هذا بالأمر الغريب على يوحنا المعمدان الذي ولد في أسرة كهنوتية ... كما أن حمل الفصح كانت له أهمية بالغة في ذهن اليهودي المتعبد، وحيث أن الفصح كان قريباً, فلعل يوحنا كان يشير إلى حمل الفصح.
إن أهمية العبارة بالنظر إلى الذبائح تبدو أكثر احتمالاً من مجرد مقارنة صفات الرب يسوع بوداعة الحمل ورقته, كما يبدو ذلك أيضاً في كلام الأنبياء الذي يتضمن في حقيقته ما هو أكثر من مجرد الإشارة إلى هذه الصفات. ويبدو أيضاً أن هذا هو المفهوم الذي استقر في أذهان الرسل,كما نرى في رسائل الرسول بولس "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7. والرسول بطرس "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء, بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب. ولا دنس دم المسيح, معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم, ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" 1بط 1: 18-20. وترد الإشارة إلى الحمل في سفر الرؤيا 27 مرة, وقد رأى المفسرون في كلمات يوحنا أنه كان يشير إلى إش 53: 7, أو حمل الفصح, أو ذبيحة الخطية.
ولم يكن يوحنا ليستخدم كلمة "حمل" دون الإشارة إلى قوة الذبيحة الكفارية, فلا بد أنه كان في ذهن المعمدان مضمون الكفارة, وبخاصة عندما نسترجع عبارات إشعيا[2], فعندما يقول يوحنا المعمدان عن المسيح "إن حمل الله" فهو بذلك يخبر عن موته الكفاري على الصليب. وهو بذلك يؤكد أن المصلوب هو المسيح وليس شخصاً آخر.
(5) لقد كان تقديم الحمل كذبيحة في العهد القديم رمزاً للمسيح, وحمل الفصح هو رمز للمسيح فصحنا الذي ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7.
(6) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص165-166.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:42 PM
|
رقم المشاركة : ( 12 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
شهادة المسيح
سبق لنا دراسة هذا الموضوع في كتب سابقة[1] وكما أوضحنا فيها. فلقد شهد المسيح لحقيقة موته الفدائي على الصليب (مت 20: 18, 19, 28, يو 3: 14-17, يو 6: 15) وقد أخبر تلاميذه عن موته عديداً من المرات (مت 16: 21, مت 17: 9, 22, مت 20: 17-19) بل لقد أكد المسيح موته على الصليب وليس بأي وسيلة أخرى رغم أن عقوبة الصلب لم تكن عقوبة يهودية (يو 3: 14, يو12: 32-33). ليس هذا فقط بل أن المسيح أعلن ساعة موته (لو 7: 6-9, لو 13: 1). فنحن هنا أمام احتمالين: أ-إما أن المسيح قد أعلن كل هذا وقد تم حرفياً بالقبض عليه وصلبه. ب-أو أن المسيح قد أعلن كل هذا ولم يتم وفي هذا يكون المسيح غير صادق في إعلاناته وهذا بالطبع محال, وبالتالي يكون المسيح قد أعلن عن موته الفدائي وكيفية هذا الموت على الصليب فلا بد أن يكون المصلوب هو المسيح وليس أي شخص سواه. ولقد أكد المسيح حقيقة موته هو وليس آخر بعد قيامته من الموت لتلميذي عماوس (لو 24: 35-37) وفي حديثه أيضاً مع تلاميذه (لو 24: 44-46). جـ-قيامة المسيح من الموت وظهوراته المختلفة لمريم المجدلية (مر 16 :9), وللنسوة الراجعات من عند القبر (مت 28: 19-24), ولبطرس (لو 24: 34), ولتلميذي عماوس (لو 24: 13-33) وللتلاميذ ( يو 20: 19-24, 26, 29), وللتلاميذ أيضاً على بحيرة طبرية ( يو 21: 1-32). وليعقوب (1كو 15: 17) ولأكثر من خمسمائة أخ (1كو 15: 17). هذه الظهورات تؤكد أن الذي صلب هو المسيح وليس آخر, لأنه لو كان شخصا آخر لما قام من الموت ولما ظهر لتلاميذه ولكن لأنه المسيح الذي سبق وتنبأ بقيامته, فقد تمم نبوته وقام وظهر لهم.
(7) أنظر:
أ-موت المسيح حقيقة أم افتراء. ص61-67.
ب-موت أم إغماء. ص38-43.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:43 PM
|
رقم المشاركة : ( 13 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
أحداث القبض على المصلوب
إذ نسجل هنا حادثة القبض على المصلوب, نجد من خلال أقواله وأعماله أوضح البراهين على أن هذا الشخص هو المسيح, وليس أي شخص آخر (مت 26: 45-56) بعد صلاة المسيح في جثسيماني " جاء إلى تلاميذه وقال لهم: ناموا الآن واستريحوا. هوذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة, قوموا ننطلق.هوذا الذي يسلمني قد اقترب. وفيما هو يتكلم إذ يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلاً: الذي أقبله هو هو . أمسكوه. فللوقت تقدم إلى يسوع وقال: السلام يا سيدي, وقبله فقال له يسوع: يا صاحب لماذا جئت؟. حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه. وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون, أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. فكيف تكتمل الكتب؟ أنه هكذا ينبغي أن يكون في تلك الساعة قال يسوع للجموع: كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني, كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني. وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء. حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا" (مر 14: 41-50, لو 22: 46-53, يو 18: 1-11).
وفي لو 22: 51 " فأجاب يسوع وقال دعوا إلى هذا ولمس أذنه وأبرأها".
وفي يو 18: 7-11 "فسألهم أيضاً من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي قاله إن الذي أعطيتني لم أهلك منهم أحداً, ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد, الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها".
من النصوص السابقة نرى:
1-إن المسيح يعلن أن ساعته قد اقتربت, وأنه سوف يسلم إلى أيدي الخطاة, ويعلن أن الذي سوف يسلم هو ابن الإنسان[1], وهو لقب المسيح المفضل لنفسه, و هذه نبوة من المسيح أن المصلوب هو نفسه,ولا يمكن أن يكون المسيح كاذباً.
2-عندما قبض عليه, واستل بطرس سيفه, قال له: رد سيفك إلى الغمد، وهذا برهان على أنه هو المسيح الذي كانت دعوته تحض على محبة الأعداء وعدم مقاومة العنف بالعنف. ولو أنه شخص آخر غير المسيح، ووجد من يدافع عنه ويمنع أعداءه من القبض عليه فهل كان ينهره ويحذره ويمنعه من الدفاع عنه؟ بالطبع كلا.
3-قوله لبطرس: أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. وهذا يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح الذي تحدث كثيراً عن الله كأبيه. وهل لو كان هذا المقبوض عليه هو يهوذا, والذي يقف الآن موقف الخيانة يستطيع أن يقول عن الله أنه أبوه.
4-قوله لبطرس أيضاً: "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها" يو 18: 11. وهذا هو نفس القول الذي قاله المسيح في صلاته في البستان قبل مجيء الجنود للقبض عليه. مما يؤكد أن المقبوض عليه هو ذات الشخص أي المسيح.
5-قوله للذين أتوا للقبض عليه: "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني" وهذا برهان على أنه المسيح. فكم من المرات كان في الهيكل محاوراً ومعلماً وشافياً لمرضاهم (مت 13: 54, لو 4: 16, يو 7: 18, يو 8: 2, يو 10: 22-23). فهل غير المسيح كان لهم معلماً بهتوا من تعليمه "لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 7: 29). وهل لو كان المقبوض عليه أي شخص آخر (يهوذا أو واحد من التلاميذ) كان يستطيع أن يقول مثل هذا القول؟
6-قوله للذين أتوا للقبض عليه "إني أنا هو, فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8). فهو هنا لم يهتم بنفسه, لأن كان عارفاً أن ساعته قد أتت, وأراد أن ينقذ تلاميذه من يد الأعداء, وليتم ما سبق وتنبأ به في يو 17: 12. " الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك". وهو بذلك يقصد تلاميذه, فهل يستطيع آخر أن يقول مثل هذا القول؟ أنه المسيح فقط الذي اهتم بالآخرين حتى في وقت محنته, وهو الذي أعطاه الآب هؤلاء التلاميذ.
7-بعد أن ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة بسيفه فقطع أذنه, قال المسيح: دعوا إلي هذا ولمس أذنه وأبرأها. لو 22: 51. وهذا عمل لا يقدر عليه سوى المسيح فهو صاحب المعجزات, الذي شفى مرضى وأقام موتى. وهنا نتساءل هل لو كان هذا الشخص هو يهوذا أكان يستطيع أن يقوم بهذا العمل المعجزي؟ مما يؤكد أن هذا الشخص لا يمكن أن يكون إلا المسيح.
إن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح, وأنه لم يهرب أو يرفع حتى تم القبض عليه.
ثم تأتي بعد ذلك أقواله أثناء المحاكمة وعلى الصليب لتؤكد هذه الحقيقة أيضاً.
- أثار البعض اعتراضاً بأن المسيح قبض عليه في ظلام الليل مما يؤدي إلى الالتباس وإمكانية القبض على شخص آخر.
وهذا بالطبع غير صحيح لما يلي:
1-المسيح شخصية معروفة. وقد قال للذين أتوا للقبض عليه "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني. كل يوم كنت أجلس معكم في الهيكل ولم تمسكوني" مت 26: 55. فالمسيح الذي صنع المعجزات وأطعم الآلاف الذين سمعوه في وعظه والذي كان كثيراً في الهيكل معلماً, لا يمكن أن يكون شخصية نكرة غير معروفة حتى يحدث الالتباس ويتم القبض على شبيه له.
2-إن يهوذا أيضاً شخصية معروفة على الأقل للكهنة وللجنود الذين قادهم للقبض على المسيح فحدوث الالتباس والخلط والخطأ أمر مستحيل.
3-هذه الليلة, هي ليلة الفصح ويحتفل بها في منتصف شهر نيسان (شهر قمري) أي أن البدر في كامل إضاءته. وإذا فرضنا أنهم قد جاؤوا في وقت متأخر فالكتاب يوضح أنهم "جاؤوا إلى هناك بمشاعل ومصابيح" أي أن دعوى القبض عليه في ليلة مظلمة وأن هناك احتمال للقبض على آخر, ادعاء غير صحيح بالمرة فإن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح.
(8) "أما عبارة ابن الإنسان فتعبير اختص به عيسى (ع)" د.فؤاد حسنين علي. التوراة الهيروغليفية. دار الكتاب العربي. ص179.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:45 PM
|
رقم المشاركة : ( 14 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
شهود العيان
"تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة" مت 18: 16. وأيضاً 2كو 13: 1.
وفي إثباتنا لحقيقة أن المصلوب هو المسيح نقدم عدة شهود لحوادث الصلب المختلفة من ساعة القبض على المصلوب حتى بعد قيامته من الموت:
أ-شهود العيان أثناء القبض على المسيح:
كان التلاميذ مع المسيح في البستان عندما جاء الجنود للقبض عليه (مت 26: 45-50) وقدم المسيح نفسه للجنود طالباً منهم أن يدعوا تلاميذه يذهبون (يو 18: 8-9). ونرى في المشهد بطرس يستل سيفه ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة (يو 18: 10)
فالتلاميذ الذين سجلوا لنا فيما بعد في الأناجيل والرسائل كانوا شهود عيان لعملية القبض على المسيح. فكيف نشكك في شهادة شهود العيان ونصدق أقوالاً تقال بغير دليل. ونجد في المشهد أيضاً يهوذا, التلميذ الخائن يقود شرذمة من الجنود للقبض على المسيح, ولست أدري كيف تحول المرشد والدليل إلى شخص مقبوض عليه,إنه لشيء مستحيل أن يخطئ الجنود فيقبضون على يهوذا بدلاً من المسيح.
ب-شهود العيان أثناء المحاكمة:
1-التلاميذ: بعد القبض على المسيح اقتادوه إلى دار رئيس الكهنة, وقد ذهب إلى هنا تلميذ كان محبوباً ومقرباً لدى المسيح وهو يوحنا وكان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو 18: 15). وأيضاً بطرس وقد تبعه من بعيد. فوجودهما يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح.
وقد قال يوحنا "الذي رأيناه بعيوننا,الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1:1) وقد نظر المسيح إلى بطرس بعد أن أنكره نظرة عتاب فخرج إلى الخارج وبكى بكاء مراً (مت 26: 75). فلو أن المقبوض عليه كان شخصاً غير المسيح, ما الذي يدفع بطرس إلى البكاء, وهل عندما التقت العيون, لم يكن في إمكان بطرس أن يتعرف على هذا الشخص لو لم يكن هو المسيح. ولا سيما أن يهوذا شخص معروف لديه.
وهل لم يكن لدى يوحنا التلميذ المحبوب والذي كان قريباً جداً منه قدرة على تمييز شخصه.
2-رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ: كان المسيح في الهيكل, عديداً من المرات محاوراً ومعلماً وموبخاً. وهذا يؤكد أنه كان شخصية معروفة لدى الكثيرين منهم, وحيث أن المسيح قد حوكم لفترة طويلة أمامهم فلو أن هذا الشخص لم يكن المسيح لأمكنهم اكتشاف ذلك بسهولة.
3-الشهود الذين شهدوا عليه زوراً: عند محاكمة المسيح "تقدم شاهدا زور وقالا: هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه" (مت 26: 60-61).
ومما لاشك فيه أن هذين الشاهدين قد سمعا يسوع في الهيكل عندما تفوه بهذا القول ولكنهما شوَّها هذا القول وقدماه بما يخدم الاتهام المطلوب. ورغم هذا فقد عرفا المسيح وسمعاه, فإذا لم يكن هو الماثل أمامهما, لكانا قد عرفاه.
جـ-شهود عيان لأحداث ما قبل الصلب:
بعد المحاكمة الدينية أمام حنان وقيافا والسنهدريم, ثم المحاكمة المدنية أمام بيلاطس, صدر الحكم بصلب المسيح, وهناك عدة أمور قد حدثت منها نستطيع أن نعرف شخص المصلوب:
أ-طبقاً لقانون الجزاء الروماني كان المصلوب يحمل آلة عذابه وموته, ويُطاف به وهو حامل صليبه في شوارع المدينة ليكون عبرة للآخرين[1]. وقد أخذوا المسيح ومضوا به "فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة .... حيث صلبوه... وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب وكان مكتوب يسوع الناصري ملك اليهود. فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود, لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة. وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية" يو 19: 17-20.
من هنا نرى أن المسيح, وهو حامل صليبه إلى خارج المدينة (عب 13: 12) رآه الكثيرون ومن المؤكد أن بعضهم قد عرفه وتعرف عليه, ثم أن المكان الذي صلب فيه كان قريباً من المدينة, فهل عميت عيون الجميع فلم يعرفوا هل هذا يسوع المسيح أم يهوذا الاسخريوطي؟
ب-النسوة الباكيات على المصلوب:
وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنَّ يلطمن أيضاً وينحن عليه, فالتفت يسوع وقال: يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن... لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو 23: 27, 28, 30).
- تبع يسوع –وهو حامل صليبه- جمهور كثير من الشعب والنساء, فهل في كل هذا الجمهور لم يوجد شخص يستطيع أن يعرف هل هذا هو المسيح أم شخص غيره؟
-وعندما تحدث إلى النسوة[2], هل لم يستطع الجمهور أن يميز صوته الذي قد سمع كثيراً من خلال عظاته وتعاليمه؟ وأعتقد أن يسوع كان له صوت مميز بدليل أن مريم المجدلية لم تتعرف عليه عند قيامته, ولكن عندما خاطبها يا مريم, عرفته من صوته (يو 20: 16).
-ما قاله الشخص المصلوب هنا هو نبوة عن خراب أورشليم بعد أربعين سنة وكما كان الرومان آلة بيد اليهود لموت المسيح (العود الرطب), سيكون الرومان انفسهم أيضاً آلة بيد الله للانتقام وإحراق العود اليابس (اليهود).
د-شهود الصلب:
كان عند الصليب أحباء المسيح وأعداؤه, وهم شهود عيان لما حدث.
أ-تلاميذه وأحباؤه: "كانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية, فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً, قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ: هوذا أمك ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" (يو 19: 25-27).
فإذا جاز الخطأ والاشتباه على الغرباء, فهل يجوز على الأقارب والأحباء؟ هل يجوز الخطأ على العذراء مريم, فلا تتعرف على ابنها؟ أعتقد أن هذا مستحيل, ويوحنا وقد كلمه المصلوب وأسلمه أمه, يسجل لنا كشاهد عيان لموت المسيح على الصليب, وهذا القول "والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (يو 19: 35).
ب-شهود عيان آخرون للصليب:
1-الكهنة والكتبة والمارة والمجدفون:
"كان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رأسهم قائلين: ياناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلص آخرين أما نفسه فلا يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 39-42, وأيضاً مر 15: 29-31, لو 23: 35-37). فهل لم يتصادف أن يكون بين هؤلاء شخص واحد يستطيع أن يتعرف على المصلوب إذا لم يكن هو المسيح؟
2-قائد المئة والذين معه من الجنود:
هل لم يكن أحد منهم بالمسيح عارفاً, إن قائد المئة عندما رأى ما رافق الصليب من أحداث, ارتبطت بشخص المسيح قال: "حقاً كان هذا ابن الله" متى 27: 54.
- ثم إن رفض المصلوب أن يشرب المخدر يؤكد أنه هو المسيح.
"ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى موضع الجمجمة, أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ولما ذاقه لم يرد أن يشرب" متى 27: 33-34.
"كانت العادة عند اليهود, كما كانت عند سائر الشعوب القديمة, أن يعطى المحكوم عليه بالموت شراباً مخدراً, يلطف من ألمه, ذلك هو الشراب الذي ذكره متى, أن المسيح ذاق ولم يرد أن يشرب, لأنه أخذ على نفسه أن يشرب الكأس التي أرادها له الآب لتكون الفداء"[3].
ويصور جيم بيشوب هذا الموقف بأسلوبه الرائع قائلاً: "وقبل أن تبدأ عملية الصلب, اخترقت جماعة من النسوة اللاتي ينتمين لهيئة الإسعاف والرحمة, وهن يحملن إبريقاً من رحيق مخدر وبضع كؤوس. ولقد كانت هذه هي إحدى عمليات الرحمة, التي يسمح بها الرومان لأولئك الذين على وشك الموت .... واتجهت جماعة النسوة إلى الأسير الأوسط, يسوع وصببن الخمر له في الكأس, ونظر السيد بتقدير إلى عواطف أولئك النبيلات, وإلى دموعهن السائلة, وإلى عمل الرحمة الذي يتقدمن به, ولكنه هز رأسه ولم يشأ أن يذوق شيئاً, لقد فضل أن يتجرع كأس الألم حتى الثمالة, دون أن يخفف ذرة من أثرها المرير"[4] فالمصلوب لم يشرب لأنه المسيح, ولو كان يهوذا أو آخر لشرب وطلب المزيد ليشرب ليخفف من آلامه.
هـ-شهود العيان لعملية الدفن:
بعد موت المسيح تقدم يوسف الرامي وطلب جسد المسيح لتكفينه ودفنه (مر 15: 42-43) وكانت الشريعة الرومانية تبيح أن تعطى أجساد المحكوم عليهم لمن يطلبها ليقوم بدفنها وأخذ يوسف الرامي ونيقوديمس جسد يسوع ولفاه في أكفان مع أطياب وحنوط وتم دفن الجسد في قبر يوسف الرامي (مت 27: 57-61, مر 15: 42-47, لو 23: 50-56, يو 19: 38-42) فهل هذان أيضاً عميت عيونهما فلم يفرقا بين المسيح ويهوذا أم أنهما اشتركا في الخدعة وقاما بتكفين جسد يهوذا على أنه هو المسيح, إن الصفات التي ذكرت عنهما في الكتاب تجعلهما بمنأى عن هذه الشبهات. فيوسف الرامي, تلميذ ليسوع (مت 27: 57) وهو مشير شريف (مر 15: 43) كان رجلاً صالحاً باراً (لو 23: 50), أما نيقوديمس فهو فريسي رئيس لليهود ومعلم إسرائيل (يو 3: 1, 10).
- ولقد سجل أحدهم لاعتراض التالي على شهود العيان لعملية الدفن:
"يوسف الرامي كان يؤمن بالمسيح سراً (يو 19: 38). ومن ذلك نعلم أنه ما كان يعرف المسيح معرفة جدية, تمكنه من اكتشاف الحقيقة وخصوصاً بعد الموت, فإن هيئة الميت تختلف قليلاً عما كانت وقت الحياة ولا سيما بعد عذاب الصليب. أما نيقوديمس الذي ساعد يوسف في عملية الدفن (يو 19: 39) فقد قابل المسيح مرة واحدة في الليل (يو 3: 1-13). ومعرفته به قليلة جداً. وكانت ليلاً منذ ثلاث سنين تقريباً...فالشخصان الدافنان للمصلوب لم يكونا يعرفانه حق المعرفة. لذلك اعتقدا أنه المسيح"[5]
التعليق:
1-بالنسبة ليوسف الرامي فإنه كان تلميذاً للمسيح في السر, والإيمان في السر لا يعني عدم معرفة المسيح جيداً ولكن هو إخفاء هذا الإيمان وعدم إعلانه لأسباب خاصة (الخوف من اليهود).
2-وبالنسبة لنيقوديمس فكون أن الكتاب لم يذكر أنه قابل المسيح مرة ثانية وثالثة, فهذا لا ينفي حدوث لقاءات أخرى, وكونه قابل المسيح مرة واحدة فهذا لا يعني أن معرفته به قليلة, لأن من الممكن عملياً أن ترى شخصاً مرة واحدة ولا تمحى صورته من الذاكرة. ثم أن المسيح كان مرات عديدة في الهيكل معلماً (لو 14: 15, 19: 47, 21: 37-38) وقد قال بنفسه للذين جاؤوا للقبض عليه "كنت معكم كل يوم في الهيكل" لو 22: 53, وهذا يؤكد أنهما ربما كانا يريان يسوع كثيراً في الهيكل. أي أنهما يعرفانه حق المعرفة وقد قاما بعملية التكفين, أي نظرا يسوع عن قرب وتأكدا أنه هو. مما يؤكد أن الشخص الذي مات على الصليب هو المسيح.
و-شهود العيان لظهورات المسيح بعد القيامة من الموت:
لو كان المصلوب هو يهوذا أو أي شخص آخر, لم يكن هناك قيامة من الموت إلا يوم البعث والحساب, ولكن لأن المصلوب هو المسيح الذي سبق وأعلن لتلاميذه مرات أنه سوف يصلب وفي اليوم الثالث يقوم (مت 16: 21, 17: 9, 20: 17-19, يو 2: 18-20). فقد قام من الموت (مت 28: 6-7, مر 16: 6, لو 24: 7, يو 20: 9) وقد شهد لحقيقة قيامته كثيرون[6]. فقيامة المصلوب من الموت وظهوره لشهود عيان كثيرين يعرفونه جيد المعرفة يؤكد أن المصلوب هو المسيح.
إن شهادة شهود العيان من أقوى البراهين على أن المصلوب هو المسيح, وقد كان لنا في مراحل القبض والمحاكمة والصلب والقيامة شهود كثيرون, ولكن كما هي العادة عند غير المؤمنين بصلب المسيح التشكيك في أوضح البراهين. وما نستطيع أن نقوله: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
(9) يسوع المسيح. حياته ورسالته وشخصيته. الياس نجمة. ص360-361.
(10) كانت في أورشليم هيئة من السيدات النبيلات, وظيفتها القيام بأعمال الرحمة, وإغاثة المنكوبين, فهن يقدمن الهدايا للفقيرات, ويقمن بعيادة المرضى, ويواسين المصابين, ويسكبن الدموع مع الحزانى الباكين. ولقد كان من بين المتفرجين, جماعات من أولئك النسوة وحينما مر السيد أمامهن, بمظهره الذي يفتت الأكباد, انفجرن جميعاً في البكاء بصوت عالٍ ... وتوقف يسوع عن السير ونظر إليهن, نظرة عطف وقال: "يا بنات أورشليم.." (لو 23: 28-31). إن يسوع بالرغم من سحابة الألم التي تطغى عليه, ما زال هو النبي العظيم الذي يحتفظ بإنذاراته. ساعة بساعة اليوم الذي صلب فيه المسيح. ص24.
(11) يسوع المسيح. الياس نجمة. ص362.
(12) ساعة بساعة اليوم الذي مات فيه المسيح. ص247-248.
(13) عقيدة الصلب والفداء. ص65-70, 98.
(14) سبق أن درسنا هذا بالتفصيل في كتاب "قيامة المسيح حقيقة أم خدعة"
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:48 PM
|
رقم المشاركة : ( 15 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
أقوال المصلوب
من خلال الأناجيل الأربعة نجد أن المصلوب قد تفوه بسبعة أقوال وهو على الصليب, ويرى المفسرون أنها في الغالب قيلت على النسق التالي:
أ-قبل الظلمة:
1-طلبة لأجل أعدائه: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لو 23: 24.
2-قوله للص: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" لو 23: 43.
3-قوله للعذراء مريم: "يا امرأة هوذا ابنك" ثم ليوحنا "هوذا أمك" يو 19: 26-27.
ب-أثناء الظلمة:
4-صرخته إلى الآب: "إلهي إلهي لماذا تركتني" مت 27: 46, مر 15: 34.
جـ-بعد الظلمة:
5-قوله: "أنا عطشان" يو 19: 28.
6-قوله: "قد أكمل" يو 19: 30.
7-قوله للآب: "في يديك أستودع روحي" لو 23: 46.
وإذ نفحص هذه الكلمات نرى فيها أدلة واضحة على أن المصلوب هو المسيح:
1-الكلمة الأولى: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لو 23: 34.
هنا نرى أن المصلوب وهو في قمة الألم الجسماني. ومع ذلك لم يطلب لصالبيه الغفران فقط, وإنما التمس لهم عذراً... إنه لم يصب عليهم اللعنات, ولم يطلب النقمة منهم, بل أيضاً لم يصمت ويأخذ منهم موقفاً سلبياً, وإنما كان حبه إيجابياً من ناحيتهم, فطلب لهم المغفرة وقدم عنهم عذراً, مدافعاً عنهم أمام الآب السماوي, معلناً أن خطيئتهم هي مجرد جهل. قد تستطيع أن تغفر لإنسان أتعبك, أما أن يلفق إنسان حولك تهماً,ويحكم عليك ظلماً ويثير عليك الشعب والحكام, ويهزأ بك ويجلدك, ويعلقك على صليب, ويدق المسامير في يديك وقدميك, ثم بعد ذلك ... وأنت في عمق الألم, تستطيع أن تغفر له وتصلي لأجله وتدافع عنه. فهذا يحتاج إلى حب فوق الطاقة وفوق العادة[1].
فهل لو كان المصلوب أي شخص آخر غير المسيح يستطيع أن يفعل مثل هذا؟ إنها طبيعة المسيح هي التي أملت عليه هذا القول وجعلته ينسى آلامه الرهيبة ويتشفع من أجلهم وهو بذلك قدم مثالاً عملياً لتنفيذ وصاياه, فقد قال من قبل "أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (مت 5: 44) فالمسيح هنا ينفذ بنفسه ما سبق أن أوصى به, وهذا يؤكد أن المصلوب هو المسيح.
2-الكلمة الثانية: عندما قال اللص للمسيح "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" لو 23: 42-43.
في هذه العبارة نرى:
أ-اللص يكتشف أن المصلوب معه ليس شخصاً عادياً, بل هو المسيح مصلوباً بلا خطية. كيف عرف ذلك؟ لسنا ندري. هل عرف ذلك من شفاعته لصالبيه, أو من ملامحه ونظراته, أو لعل المسيح نظر إليه نظرة خاصة أعلنت له هذا. لسنا ندري ولكنه على أية حال أدرك حقيقة شخصية المسيح وعمله الخلاصي. فطلب منه أن يذكره في ملكوته وملكوته هنا يشير إلى مجده الملكي, عندما يذهب إلى عرشه ومملكته في العالم الآخر.
ب-المصلوب بقوله للص: "اليوم تكون معي في الفردوس" فهو يعلن:
ثقته في النهاية وهو هنا يعده بأنه سوف يدخل معه الفردوس في نفس اليوم, وكلمة الفردوس هنا تشير إلى مقر المباركين في العالم الآتي (2كو 1: 3, رؤ 2: 7)[2]. وقول المصلوب للص بأنه سيكون معه في الفردوس, يعني غفران خطاياه, وهنا يمارس المسيح سلطانه الإلهي في مغفرة الخطايا.
فلو كان المصلوب هو يهوذا أو أي شخص آخر:
-فمن أين جاءه اليقين في دخول الفردوس؟ وهو خائن قد باع سيده.
-كيف له أن يعد شخصاً آخر بدخول الفردوس؟ وهو لا يملك هذا لنفسه.
-من أين له سلطان مغفرة الخطايا حتى يتمكن اللص من دخول الفردوس؟ هذا يؤكد لنا أن المصلوب هو المسيح, لأنه واثق من النهاية, واستجاب لطلب اللص عندما عرف حقيقته ودعاه "يا رب" وفي الحال غفر خطاياه ووعده بأنه سيكون معه في الفردوس في نفس اليوم.
3-الكلمة الثالثة: عندما أوشك المسيح أن يفارق الحياة وهو على الصليب, أدار بصره فرأى أمه العذراء مريم وبدأ يفكر في الأيام الحزينة التي تنتظرها, ورأى بجوارها يوحنا تلميذه الذي يحبه فنظر إلى أمه مشيراً إلى يوحنا وقال: "هوذا ابنك", ثم نظر إلى يوحنا تلميذه مشيراً إلى أمه وقال: "هوذا أمك" (يو 19: 26-27).
وهاتان العبارتان تؤكدان أن المصلوب هو المسيح:
-لأنه من المؤكد أن العذراء مريم, لو كان المصلوب هو شخصاً آخر غير المسيح, لعرفت ذلك من شكله وصوته, حيث أنها كانت على مسافة قريبة جداً حتى تسمع هذا الكلام, وإذا أخطأ كل الناس في معرفة المسيح, فلا يمكن أن تخطئ العذراء في معرفة ابنها. وإلا فقل على كل عواطف الأمومة السلام.
-لو كان المصلوب هو أي شخص آخر غير المسيح, لأمكن ليوحنا تلميذه المحبوب اكتشاف ذلك.
-إذا كان المصلوب هو يهوذا, فما الداعي لأن يستودع العذراء مريم لدى يوحنا ويقول لها هوذا ابنك وهو يعلم أن المسيح ابنها مازال حياً.
فالكلمة الثالثة تؤكد صحة دعوانا أن المصلوب هو المسيح.
4-الكلمة الرابعة: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" مت 27: 46.
5-الكلمة الخامسة: "أنا عطشان" يو 19: 30.
سوف نناقشهما بالتفصيل فيما بعد.
6-الكلمة السادسة: "قد أكمل" يو 19: 30.
قبل موته مباشرة, صرخ المسيح بصوت عظيم قائلاً: " قد أكمل".
"إن كلمة قد أكمل في الأصل اليوناني كلمة واحدة (تيتلستاي Tetelestai) وهي تعني صرخة المنتصر, هي هتاف من أتم عمله, ومن فاز في المعركة, صرخة رجل خرج من الظلام إلى مجد الضياء وأمسك بالتاج. وهكذا مات يسوع منتصراً وصيحة الفائز على شفتيه. إنه لم يهمس بها بانكسار من يجتاز وادي الهزيمة, لقد هتف بها بفرحة من كسب الانتصار"[3].
لقد أكمل المسيح هنا عمل الفداء والكفارة.
فلو كان المصلوب أي شخص آخر؟ فلماذا يقول قد أكمل, وما هو الشيء الذي أكمله؟ ومن أين له الفرح والانتصار وهو يوشك أن يفارق الحياة بميتة شنيعة؟
7-الكلمة السابعة والأخيرة: قال المسيح: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" ثم نكس رأسه وأسلم الروح.
وفي هذا النص نرى:
أ-قول المصلوب "يا أبتاه" وهنا يرد المسيح على الذين كانوا يتحدونه قائلين: "إن كنت ابن الله انزل من على الصليب". فأثبت أنه ابن الله, ولكنه لم ينزل من على الصليب وإنما رفع الصليب إلى علو السماء.
ب-إن هذه العبارة تعبر عن الثقة, حيث يستودع المسيح المصلوب روحه في يد الآب.
جـ-نكس رأسه: في الأصل أسند رأسه, كمتعب, يسند رأسه على وسادة بعد رحلة شاقة مرة, إن المعركة بالنسبة ليسوع قد انتهت بالانتصار واختبر راحة من أكمل واجبه وأدى رسالته[4].
د-أسلم الروح: ليست هي العبارة المعتادة أن تقال عن موت إنسان ... فهي توضح أن في موت المسيح كان هناك أمر غير عادي على الإطلاق[5]. فهي تشير إلى فعل إرادي تم من المسيح أي أن "موته لم يكن نتيجة طبيعية أو إعياء, بل عملاً طواعياً, وبذلك كان فريداً. وقبل أن يصبح أي سبب طبيعي مميتاً. وفي اللحظة التي اختارها هو أسلم روحه, حتى أن بيلاطس تعجب أنه هكذا مات سريعاً (مر14)"[6].
فهل ينطبق هذا على يهوذا؟ هل يستطيع يهوذا في ذلك الموقف أن يخاطب الله يا أبتاه؟ وهل له من السلطان أن يسلم روحه في الوقت الذي يشاء. إنه المسيح الذي قال عن نفسه: "ليس أحد يأخذها مني, بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً" يو 10: 18.
فكلمات المصلوب إعلان وبرهان لا يقبل الشك أو التأويل أنه هو المسيح.
(15) كلمات السيد المسيح على الصليب. البابا شنودة الثالث. ص9, 10, 14.
(16) التفسير الحديث: إنجيل لوقا. القس ليون موريس. ترجمة نيكلس نسيم. دار الثقافة. ص351-352.
(17) شرح إنجيل متى. د.وليم باركلي. تعريب. د.القس فايز فارس. ج2. ص385 وشرح بشارة يوحنا. تعريب. د.عزت ذكي. ص57-58.
(18) شرح يوحنا. ج2. ص508.
(19) شرح إنجيل لوقا. القس لين. ص353.
(20) تفسير الكتاب المقدس. جماعة من اللاهوتيين برئاسة د.فرنسس دافدسن ج5. ص164.
*لقد سبق للمؤلف وقدم دراسة تفصيلية حول هذه الأدلة في كتاب "موت أم إغماء"
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:50 PM
|
رقم المشاركة : ( 16 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
الأدلة التاريخية وبعض الشهادات المؤيدة لصلب المسيح
1-المؤرخون الرومان واليونان مثل تاسيتوس في حولياته, ولوسيان في كتابه "موت بريجرينوس" شهدوا لموت المسيح على الصليب. وأيضاً شهادة الإمبراطور تراجان والفيلسوف الأبيقوري كلسوس. 2-المؤرخون اليهود, مثل يوسيفوس والتلمود وحاخامات اليهود شهدوا لحقيقة موت المسيح. 3-مؤرخو وآباء الكنيسة المسيحية في القرون الأولى أجمعوا على هذه الحقيقة. 4-قانون الإيمان المسيحي الذي وضعه 318 أسقفاً من جميع أنحاء العالم في سنة 325م جاء فيه "يسوع المسيح تأنس وصلب عنا في عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر, وقام من الأموات في اليوم الثالث, كما في الكتب المقدسة" وهنا سوف نقدم بعض الشهادات لحقيقة صلب المسيح. أ-ابن الراوندي[1]: "قال إن النبي دفع في وجه ملتين عظيمتين متساويتين اتفقنا على صحة قتل المسيح وصلبه فكذبهما وإن كان سائغاً أن يبطل ذلك الجمهور العظيم المتكاثر العدد وينسبها إلى الإفك والزور كان رد الشرذمة القليلة من نقلة هذه الأخبار عنه أمكن وأجوز"[2] وقد رد صاحب المجالس المؤيدة عليه. "موضوع كلام المتكلم في كون المسيح (ع) بشراً يأكل الطعام. في مضماره وجوب الموت والقتل عليه, وجميع ما يعرض للصور البشرية, قال القائل أم لم يقل. وفي مضمار قول القائل أنه كان إلهاًًًً نفى الموت والقتل عنه, قال القائل أم لم يقل. وقوله سبحانه "وما قتلوه وما صلبوه" إخبار عن حقيقة حاله أنه عند الله سبحانه حي مرزوق يوافق ذلك قوله في موضع "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" (سورة 3: 169). وهو كما قدمنا ذكره إخبار عن حقيقة حالهم دون مجازها والعقلاء يطلقون القول على العالم الفاضل العاقل أنه حي وإن كان ميتاً وعلى البليد الجاهل أنه ميتاً وإن كان حياً" (المجالس المؤيدية. ص79). ب-السهروردي[3] لما تكلم السهروردي في كتابه " التنقيحات في التواتر وشروطه في أصول الفتنة" تعرضت له قضية الصليب. فقال: "لو لم يصلب عيسى لم يبق على المحسوسات اعتماد"[4]. جـ-إخوان الصفا وهم "جماعة دينية, ذات صبغة شيعية متطرفة, وربما كانت إسماعيلية على وجه أصح, ظهرت في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). اتخذت البصرة مقراً لها. وأطلقوا على أنفسهم "إخوان الصفا" لأن غاية مقاصدهم كانت السعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة. وجهودهم في التهذيب النظري أنتجت سلسلة من الرسائل, وقد جمعت هذه الرسائل ونشرت في القرن العاشر وهي تبلغ 51 أو 52 رسالة"[5].وقد جاء في أحد رسائلهم (الرسالة 44): "كان من سنة المسيح التنقل كل يوم من قرية إلى قرية من قرى فلسطين ومن مدينة إلى مدينة من ديار بني إسرائيل, يداوي الناس ويعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلى ملكوت السموات, ويرغبهم فيها, ويزهدهم في الدنيا, ويبين لهم غرورها وأمانيها, وهو مطلوب من ملك بني إسرائيل وغوغائهم. وبينما هو في محفل من الناس, هجم عليه ليؤخذ, فتجنب من بين الناس فلا يقدر عليه ولا يعرف له خبر, حتى يسمع بخبره من قرية إلى أخرى, فيطلب هناك. وذلك دأبه ودأبهم ثلاثين شهراً. فلما أراد الله تعالى أن يتوفاه إليه ويرفعه إليه, اجتمع معه حواريوه في بيت المقدس في غرفة واحدة مع أصحابه وقال: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم, وأنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة ناسوتي, وآخذ عليكم عهداً وميثاقاً, فمن قبل وصيتي وأوفى بعهدي, كان معي غداً, ومن لم يقبل وصيتي, فلست منه في شيء. فقالوا له: ما هي؟ قال: اذهبوا إلى ملوك الأطراف وبلغوهم مني ما ألقيت إليكم وادعوهم إلى ما دعوتكم إليه, ولا تخافوهم ولا تهابوهم, فإني إذا فارقت ناسوتي, فإني واقف في الهواء عن يمنة عرش أبي وأبيكم,وأنا معكم حيث ما ذهبتم, ومؤيدكم بالنصر والتأييد بإذن أبي, اذهبوا إليهم وادعوهم بالرفق, وداووهم وأمروا بالمعروف, وانهوا عن المنكر, ما لم تقتلوا أو تصلبوا أو تنفوا من الأرض. فقالوا: ما تصديق ما تأمرنا به؟ قال: أنا أول من يفعل ذلك وخرج من الغد وظهر للناس, وجعل يدعوهم ويعظهم, حتى أخذ وحمل إلى ملك بني إسرائيل, فأمر بصلبه, فصلب ناسوته وسمرت يداه على خشبتي الصليب, وبقي مصلوباً من ضحوة النهار إلى العصر, وطلب الماء فسُقي الخل, وطعن بالحربة, ثم دفن مكان الخشبة, ووكل بالقبر أربعون نفراً, وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه. فلما رأوا ذلك منه أيقنوا وعلموا أنه لم يأمرهم بشيء يخالفهم فيه, ثم اجتمعوا بعد ذلك بثلاثة أيام في الموضع الذي وعدهم أن يتراءى لهم فيه. فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه وبينهم, وفشا الخبر في بني إسرائيل أن المسيح لم يقتل, فنبش القبر فلم يوجد الناسوت"[6]. *شهادات أخرى 1-في مقالة تحت عنوان "الرسالة قبل الأخيرة لياسر عرفات" كتب د.سعد الدين إبراهيم "العالم كله يعرف أنهم متعطشون إلى دمائك, ويريدون أن يصلبوك, كما صلبوا المسيح, ويبتغون بذلك أن يصلبوا أمة بأسرها"[7]. 2-وهو يبث همومه لعصفور وقف على نافذة زنزانته, كتب الأستاذ مصطفى أمين: "لعل العصفور يطل في عيني ليرى أعماقي, ليرى مسيحاً مصلوباً بلا خطية, مشنوقاً بلا جريمة, معلقاً على مقصلة بغير ذنب"[8]. 3-كتب د.حسين فوزي النجار: "وضاق اليهود بالمسيح فوصموه بالكذب, وأنه تابع (بعزبول) الشيطان يدين بأمره ويتلقى المعجزة والوحي منه, ثم ائتمروا به حتى صلبوه"[9]
(21) ابن الرواندي: أبو الحسين أحمد بن يحيى بن اسحق الرواندي, عاش في القرن الثالث الهجري. كتب كتاب "فضيحة المعتزلة" وكان تحليلاً نقدياً لمذهب المعتزلة من وجهة نظر الشيعة الرافضة, وجواباً على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" وقد وصلتنا محتويات هذا الكتاب في الرد الذي عمله ابن الخياط. "الانتصار في الرد على ابن الرواندي" ط1 سنة 1925 للمستشرق هـ.س.نيبرج. مكتبة الخانجي. ط3 سنة 1988 "الانتصار والرد على الرواندي الملحد" تقديم ومراجعة محمد حجازي. مكتبة الثقافة الدينية.
(22) مقالة تحت عنوان "ابن الرواندي لباول كروس. ترجمة د.عبد الرحمن بدوي في كتابه "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" ط2. سينا للنشر. سنة 1993. ص107-108. نقلاً عن ص78 من المجالس المؤيدية. المجلس العشرون بعد المائة".
-المجالس المؤيدية: للمؤيد في الدين هبة الله ابن أبي عمران الشيرازي الإسماعيلي, داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله. ولد في شيراز ثم رحل إلى مصر حيث أظهر نشاطاً عقلياً وسياسياً كبيراً في حوالي سنة 470هـ ثم توفي. وأهم كتبه "مجالسة" التي تبلغ ثمانية مجلدات, تحتوي على ثمانمائة مجلس. وهو عبارة عن محاضرات ألقاها في دار العلم بالقاهرة.
-وبمثل ما يقول ابن الرواندي (إنكار التوتر والأجماع) يقمل محمد بن زكريا الرازي فيلسوف وطبيب وكيميائي مشهور "إن القرآن يخالف ما عليه اليهود والنصارى من قتل المسيح, لأن اليهود والنصارى يقولون أن المسيح قتل وصلب والقرآن ينطق بأنه لم يقتل ولم يصلب وأن الله رفعه إليه" نقلاً عن "إعلام النبوة" لأبي حاتم في رده على أبو زكريا الرازي.
من تاريخ الإلحاد في الإسلام. هامش ص143.
(23) السهروردي: هو أبو الفتوح يحيى بن حبش أميرك. ولقبه هو: شهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول بحلب. ولد بسهرورد بين سنتي 1150-1151م بتلك القرية القريبة من زنجان من أعمال أذربيجان بالعراق العجمي, وعندما استقر بحلب حقد عليه الفقهاء, وتآمروا به حتى تم قتله بواسطة الملك الظاهر. في يوليو سنة 1191, وعمره ثمان وثلاثين سنة. له حوالي 48 مؤلف أشهرها "حكمة الاستشراق" دائرة المعارف الإسلامية. مجلد12. ط دار المعرف بيروت. تعليق د.مصطفى حلمي. ص300-301.
(24) الانتصارات الإسلامية في علم مقارنة الأديان. للشيخ نجم الدين البغدادي الطوفي تحقيق أحمد حجازي السقا. ط1. سنة 1983. ص101.
(25) دائرة المعارف الإسلامية. ط دار الشعب, مجلد2. ص452-454.
(26) رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء. مجلد4. دار صادر بيروت. لبنان ص30-31.
(27) جريدة الجمهورية. الخميس 8 يوليو سنة 1982. د.سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية. ومؤسس مركز ابن خلدون للدراسات.
(28) سنة ثالثة سجن. للأستاذ مصطفى أمين. صحفي ومؤسس جريدة أخبار اليوم القاهرية.
(29) أرض الميعاد. ط1. سنة 1959. مكتبة الأنجلو. ص15.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:52 PM
|
رقم المشاركة : ( 17 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
نبوات سفر المزامير بنجاة المسيح من الموت
الرد على دعوى عدم صلب المسيح
لماذا يرفض البعض قضية موت المسيح على الصليب ويحاولون أن يوجدوا براهين لهذا الرفض من خلال نصوص الكتاب المقدس؟
نجد الإجابة فيما كتبه د.محمد كامل حسين:
"التعمق في بحث الحقائق الأبدية يدلنا على مواضع اتفاق بين الأديان يخفيها اختلاف التعبير، ويدلنا كذلك على مواضع اختلاف أعمق مما يبدو لأول وهلة، من ذلك الخلاف بين المسلمين والمسيحيين قي أمر المسيح، هل صلب حقاً أو شبه للناس أنهم قتلوه؟ والخلاف واضح، ولكنه لو كان خلافاً على حدث تاريخي لهان الأمر، والناس يختلفون في أمر الأحداث دون أن يثير فيهم هذا الخلاف شقاقاً كبيراً.
وحقيقة الخلاف أن المسيحيين يؤمنون بالتكفير والفداء، وأصل ذلك أن يستشهد بريء طاهر فيحمل عن الناس خطاياهم. هذا هو لب العقيدة المسيحية. ومغزاها العميق حين يتحدثون عن الصلب. والمسلمون لا يروقهم الفداء ولا يؤمنون بالتكفير عن الذنوب بما يقع على غير المذنب وعندنا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا نستطيع أن نتطهر بما لا نؤمن به. هذا هو المغزى العميق لما نشعر به من إنكار للصلب"[1] وفي الصفحات التالية سوف نناقش الأدلة التي يثيرها البعض على أن المصلوب ليس هو المسيح بل يهوذا أو أي شخص آخر اعتماداً على نصوص الكتاب القدس.
1- نبوات سفر المزامير بنجاة المسيح من الموت:
كتب أحدهم: "إن نبوات العهد القديم هي معيار صحيح للكشف عن الحقيقة بين صلب المسيح كما يعتقد المسيحيون، وتخليص الله له ورفعه كما يعتقد المسلمون، وهي معيار صحيح ومقبول عند المسيحيين، ولا يقبل من المسلمين في أصول البحث رفضه. والتركيز على النبوات الواردة في سفر المزامير، باعتباره يتضمن أغلب النبوات الواردة عن المسيح هو أمر ملحوظ بصفة عامة في كتابات المسيحيين.
ولهذه الأهمية البالغة لسفر المزامير بالنسبة للنبوات عن المسيح عند المسيحيين خاصة بالنسبة للنبوات عن صلبه، فإنه لزاماً علينا أن نجعل من سفر المزامير عماد بحثنا في هذا الشأن"[2] ثم قام الكاتب بدراسة مزامير 2، 4، 7، 9، 16، 18، 20، 21، 22، 27، 34، 35، 37، 41، 55، 57، 69، 91، 109، 118، 132 وخرج منها بنتيجة واحدة: وهي عدم صلب المسيح وصلب يهوذا.
وكتب آخر تحت عنوان: تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من القتل:
"إن دراسة موضوع تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من القتل تكفيه دراسة واحد أو أكثر من المزامير ولم نقصد بدراستنا لأربعة عشر مزموراً إلا مزيداً من التأكيد واليقين والمزامير المستخدمة تربو على الخمسين." ثم يختم الفصل بـ " الخلاص من المزامير" الخلاصة أن تنبؤات المزامير بالأحداث التي يتعرض لها المسيح تشمل سبعة عناصر، نذكرها بما يشهد لها من تلك المزامير.
1-يتآمر الرؤساء (الكهنوت اليهودي) على المسيح لقتله والتخلص منه.
مز 2: 2-3، مز 31: 13، مز 7: 17، مز 17: 11.
2-يستخدم المتآمرون عميلاً من تلاميذ المسيح هو ذلك الشرير الخائن
مز 41: 9، مز 55: 12-14، مز 37: 12، 32.
3-حين يستشعر المسيح الخطر، فإنه يفزع ويرتاع وتقرب به المحنة من حافة اليأس فيصرخ إلى الله طالباً النجاة وحفظ نفسه من القتل.
مز 55: 5-6، مز 6: 2-5، مز 9: 13، مز 13: 3، مز 27: 9، مز 40: 6، مز 30: 9-10، مز 27: 7، 12، مز 35: 24-25.
4-يدعو المسيح على تلميذه الخائن بالهلاك.
مز 109: 6-16، مز 17: 13، مز 55: 9، 3.
5-يستجيب الله دعاء المسيح لنفسه بالنجاة فتفشل المؤامرة ويحفظ الله عليه حياته.
مز 41: 1-2، مز 33: 10-11، مز 9: 3-5، مز 56: 13، مز 20: 6، مز 21: 8، 11، مز 118: 5-8، مز 21: 4.
6-كما يستجيب الله دعاء المسيح على التلميذ الخائن، فتنقلب عليه مؤامراته، ويتجرع ذات الكأس التي شارك في تجهيزها لمعلمه. مز 7: 13-16، مز 57: 6، مز 6: 16، مز 37: 15.
7-وتكون وسيلة نجاح المسيح من القتل أمراً عجباً، إذ يرفعه الله إلى السماء فلا يمسه السوء. مز 91: 11-14، مز 57: 2-3، مز 27: 5، مز 31: 8، 2.
تلك هي الحقيقة من المزامير وهي الحقيقة التي يجدها كل من يقرأ في المزامير واضحة كل الوضوح لا لبس فيها ولا غموض. حقاً نقول: لقد تنبأت المزامير بنجاة المسيح من القتل والصلب وتنبأت بهلاك يهوذا. هلاكاً وسيلته "آلة الموت" أو بالأحرى خشبة الصلب[3].
التعليق:
نحن نتفق مع كاتبنا أن نبوات العهد القديم هي معيار صحيح للكشف عن الحقيقة بين صلب المسيح أو عدم صلبه.
ولقد سبق لنا دراسة نبوات العهد القديم التي تؤكد موت المسيح وأوضحنا كيف نفهم ونفسر هذه النبوات. ونضيف هنا الملاحظات التالية:
1-لم يكن عمل الأنبياء الرئيسي التكهن بأحداث سوف تحدث في المستقبل البعيد بالنسبة لزمنهم. والتعامل مع الأسفار النبوية بهذه الطريقة (أي الرجوع إليها فقط من أجل التنبؤات) هو نوع من الانتقائية.
2-نبوات العهد القديم عن المسيا تقل عن 2% من مجموع النبوات.
3-بعدنا عن تاريخ كتابة هذه النبوات يزيد من تعقيد فهمنا للأسفار النبوية حقاً، وبطبيعة الحال نجد نحن القراء المعاصرين أن فهم كلمة الله في وقتنا الحاضر، كما تكلم بها الأنبياء. أصعب مما وجده بنو إسرائيل الذين سمعوا النبوات مباشرة، فالأمور الواضحة عندهم مبهمة عندنا. ولكوننا بعيدين جداً عن الحياة الثقافية والتاريخية والدينية لشعب إسرائيل. فكثيراً ما يصعب علينا إدراك ما كانوا يشيرون إليه ولماذا؟
4-فيما يتعلق بسفر المزامير، عند تفسير أي نص يجب مراعاة ما يلي:
أ-إن سفر المزامير هو مجموعة من الصلوات والترانيم العبرية ذات الوحي الإلهي، وهي كلمات موجهة إلى الله، فهي ليست توصيات أو أوامر، أو قصص توضح التعاليم. فليس المقصود منها إذن أن تعلمنا العقيدة أو المسلك الأدبي بالدرجة الأولى.
ب-المزامير كتبت على هيئة شعر باللغة العبرية، والشعر العبري بطبيعته كان موجهاً، إذا جاز التعبير، لمخاطبة العقل بواسطة القلب، أي أن اللغة المستخدمة عاطفية عن قصد، لذلك على المرء أن يحذر المبالغة في الشرح الاستدلالي للمزامير، وذلك ببحثه عن معنى خاص لكل كلمة أو جملة.
جـ-المفردات الشعرية هي مجاز مقصود، لذلك علينا أن نحرص على البحث عن القصد من المجاز، مع مراعاة عدم المغالاة من جهة المجازات أو أخذها بالمعنى الحرفي[4].
د-المزامير ليست كلها نبوات عن المسيح، حتى كان يجوز الظن أن كل آية فيها تتحدث عن المسيح.
هـ-لا يمكن فهم معنى كل آية إلا بربطها بالآيات السابقة واللاحقة لها ولذلك يجب أن لا ندرس الآية مستقلة عن هذه أو تلك.
و-بعض الآيات الواردة في سفر المزامير عن الظروف التي اجتاز فيها المسيح، سجلت عندما كان قائلوها يجتازون في ظروف مشابهة من بعض الوجوه، للظروف التي اجتاز فيها ولذلك فهذه الآيات يراد بها التعبير إما عن أمور حدثت فعلاً لقائليها، أو أمور تنبأوا بها عن المسيح، والقرينة هي التي تحدد من هو المراد.
ز-إن الاصطلاح "مسيح الرب" لا يراد به المسيح وحده، حتى كان يجوز القول إن أي آية ورد بها هذا الاصطلاح يقصد به شخصه، بل يراد كل إنسان مسح (أو بالحري عين تعييناً رسمياً) في إحدى الوظائف الرسمية. فداود النبي الذي كتب الشطر الأكبر من المزامير يدعى "مسيح الرب" 2 صم 1: 32.[5]
ح-يجب أن ندرس الظروف التاريخية والخلفية لكل مزمور وذلك عن طريق:
1-دراسة مضمون المزمور بتمعن.
2-دراسة عنوان المزمور.
وإن كان مضمون المزمور وعنوانه لا يساعدان المفسر على تفهم خلفية المزمور والظروف التي كتب فيها ودوافع الكتابة، فالأحسن الاعتراف بعدم معرفة معاني هذا المزمور بدلاً من أن يحاول المفسر أن يتعسف في تفسيره ويضع في المزمور أشياء لم يقصدها كاتبها الأصلي، ولم يفهمها القارئ في عصره[6].
ط-هناك بعض المزامير التي يطلق عليها مزامير المسيا.
والمسيا: كلمة عبرية تعني "الممسوح" أي المسيح، وكان يطلق في العهد القديم على ملوك يهوذا (مز 89: 38، 51) الذين كانوا يتولون مناصبهم بعد مسحهم بالدهن المقدس ( 1صم 10: 10، 16: 13). وكانت تشير بأكثر تحديد إلى الابن الأكبر لداود ملك إسرائيل الآتي، ومخلصهم في المستقبل(مز 2: 2).
كما يصف سفر المزامير الأنبياء أيضاً بأنهم (مسحاء) "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 105: 15، 1مل 19: 16). كما كان كهنة بني إسرائيل يمسحون ليكهنوا للرب، أما عبد الرب الذي يذكره إشعيا (إش 61: 1) الممسوح نبياً، فكان يجمع في نفسه أيضاً الرياسة الكهنوتية، مع السلطان الملوكي (إش 49: 7، 53: 12).
ولما كان يسوع المسيح قد أعلن أنه هو المسيح "المسيا" إلى جانب عمله كخادم وملك (لو 22: 37، يو 4: 25-26). فمن الأفضل أن نقول إن "مزامير المسيا" هي التي تنبأت عن جوانب من شخصية يسوع وعمله.
ويرى البعض أن المزامير المقطوع بأنها مسيانية، هي ثلاثة عشر مزموراً، يمكن تصنيفها على أساس الشكل أو حسب المضمون:
-فعلى أساس الشكل تقسم إلى ثلاثة أقسام، بناء على الإشارة إلى المسيا: سواء في صيغة المتكلم، أو صيغة المخاطب أو صيغة الغائب.
-أما على أساس المضمون، فيمكن أن نصنفها حسب الوظائف الثلاث للمسيح. كنبي وككاهن وكملك.
1-المزامير الملكية: وهي سبعة مز 2، 8، 45، 72، 89، 110، 132.
2-مزامير الآلام: وهي ستة مز 16، 22، 40، 69، 102، 109.
3-المزامير النبوية: وهي أجزاء من المزامير السابقة[7].
أي أن المزامير التي تتنبأ عن المسيح 13 مزمور فقط لا غير وليس 50 مزموراً وكون أن مزموراً منها يتنبأ عن المسيح، فهذا لا يعني أن كل آيات المزمور هي نبوة عن المسيح.
-ثم إن هناك شيئاً هاماً وهو أن المزامير يمكن تقسيمها إلى مجموعات تتبع كل مجموعة نمطاً ثابتاً، متى فهمناه عرفنا أن تطبيق كثير من المزامير –كما يراها كتابنا- في نجاة المسيح من الموت هو خطأ، لأن هذا هو نظام المزمور.
"من الممكن تصنيف المزامير تحت سبعة أنواع مختلفة، وهناك أحياناً تداخل بين تلك وتلك:
أ-مزامير المراثي: تشكل مزامير المراثي الجانب الأكبر من سفر المزامير فعددها يربو على الستين مزموراً وهي:
1-مراثي فردية: مثل مزمور 3، 22، 31، 39، 57، 71، 120، 139، 142 وهي تساعد الشخص على التعبير للرب عن الصراعات أو الجهاد أو خيبة الأمل.
2-المراثي الجماعية: مثل مز 12، 44، 80، 94، 127. وهي تؤدي نفس الغرض لكن لمجموعة من الناس، وليس للفرد الواحد.
بقيام الدارسين بمقارنة مزامير المراثي، استطاعوا أن يفرزوا ستة عناصر تظهر بطريقة أو بأخرى في كل تلك المزامير، إليك هذه العناصر بحسب ترتيبها الأكثر تكراراً:
1-العنوان: يقوم الكاتب بتحديد هوية من كتب المزمور لأجله، وهو بطبيعة الحال، الرب.
2-الشكوى: يقوم المرنم أو كاتب المزمور بتقديم شكواه بكل صدق وفاعلية، ذاكراً طبيعة المشكلة والسبب الذي استدعى تدخل الله.
3-الاتكال: يقوم المرنم مباشرة بالتعبير عن الاتكال على الله.
4-الإنقاذ: يتوسل المرنم إلى الله أن ينقذه من الحالة الموصوفة في الشكوى.
5-اليقين: يعبر المرنم عن يقينه من أن الله سيقوم بالإنقاذ.
6-التسبيح: يقوم المرنم بالتسبيح شاكراً الله ومعطياً إياه المجد والكرامة من أجل بركات الماضي والحاضر والمستقبل.
ب-مزامير الحمد: هذه المزامير عبرت للرب عن الفرح لحدوث أمر طيب أو لسير الأحوال بشكل حسن، أو لتقديم الشكر لله عل أمانته وحمايته وخيراته. وهي:
أ-مزامير حمد فردية: مز 18، 30، 32، 40، 66، 92، 116، 118، 138.
ب-مزامير حمد جماعية: مز 65، 67، 75، 107، 124، 136. وعناصرها كما يلي:
1-المقدمة: يتم هنا تلخيص شهادة المرنم لمعونة الله التي عملها.
2-المحنة: يتم وصف الحالة التي تدخل الله فيها للإنقاذ.
3-الالتماس: يكرر المرنم الالتماس الذي قدمه لله.
4-الإنقاذ: يتم وصف الإنقاذ الذي قام به الله.
5-الشهادة: يتم تسبيح الله على رحمته.
مثل: مز 138.
أي أن مزامير الحمد، تركز على التغني بمراحم الله السابقة. فمزمور الحمد عادة يشكر الله على ما صنعه. وترتيب هذه العناصر يمكن أن يتغير بشكل كبير.
جـ-مزامير التسبيح:
تركز هذه المزامير على تسبيح الله على شخصه وعلى عظمته، وعلى جوده لكل الأرض، مثل:
-تسبيح الله كخالق الأكوان: مز 8، 19، 104، 148.
-تسبيح الله لكونه المدافع عن بني إسرائيل والمعطي لهم الخيرات: مز 66، 100، 111، 114، 149.
-تسبيح الله كالسيد على التاريخ: مز 33، 103، 113، 117، 145-147.
د-مزامير تاريخ الخلاص:
تستعرض أعمال الله الخلاصية لبني إسرائيل، وخاصة إنقاذه لهم من العبودية في مصر مثل مز 78، 105، 106، 135، 136.
هـ-مزامير الحكمة:
وهي تمتدح فضائل الحكمة والحياة بموجبها مثل مز 36، 37، 49، 73، 112، 127، 128، 133.
و-مزامير الاتكال:
وهي تركز على حقيقة أنه يمكن الاتكال على الله والثقة به مثل مز 11، 16، 23، 27، 62، 93، 91، 121، 125، 131.
ز-مزامير الاحتفالات:
1-صلوات تجديد العهد: مز 50، 81.
2-المزامير الملكية: مز 2، 18، 20، 41، 45، 72، 101، 110، 144.
3-مزامير التتويج: مز 24، 29، 47، 93، 95-99.
4-أناشيد مدينة أورشليم: مز 46، 48، 76، 84، 87، 122[8].
متى طبقنا القواعد السابقة على أي مزمور استخدمه الكتاب لإثبات نجاة المسيح من الموت نرى أن في هذه التفسيرات اعتساف وأن الافتراضات والاستنتاجات التي قالوا بها بعيدة جداً عن الحقيقة وأن محاولة إثبات عدم موت المسيح من خلال سفر المزامير محاولة فاشلة، وفي كثير من الأحيان هي افتراءات كاذبة.
ولنا عودة لدراسة هذا الموضوع إن شاء الله.
(1)الوادي المقدس. د.محمد كامل حسين. دار المعارف. سنة 1968. ص 138-139 وانظر أيضاً: مع المسيح في الأناجيل الأربعة. فتحي عثمان. ط2. سنة 1966. ص 434-435 وسوف نناقش هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب قادم "لماذا الصليب؟"
(2) دعوة الحق. المستشار منصور حسين. ص 37-117.
(3) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 215-270.
(4)القيمة الكاملة: غوردون في، ودوجلاس ستورت. دار الكتاب المقدس. سنة 1994. ص 201-205.
(5) قضية الصليب: عوض سمعان. ص 87-89.
(6) علم التفسير: د.فهيم عزيز. ط1 سنة 1986. دار الثقافة. ص 347.
(7) دائرة المعارف الكتابية. جـ4. ص 247.
(8) القيمة الكاملة. ص 201-210.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:54 PM
|
رقم المشاركة : ( 18 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
بشارة الملاك بأن المسيح ملك
لو 1: 30-33 "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية."
كتب عبد الرحمن سليم البغدادي: "عندما بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بميلاد المسيح قال لها بأن الله يجلس ولدها على كرسي داود ويملك على بيت داود إلى الأبد، ولا شك أن قول جبرائيل حق ووعد الله صدق. فلو قلنا إن المهان المصلوب هو المسيح، للزم منه بطلان تلك البشارة الصادقة، وهو محال، فبالضرورة يثبت أن المهان المصلوب ليس هو ذات المسيح.. فالقول بأن المسيح هلك وما ملك يقضي السخرية والكذب من الرسل والبداء من المرسل والكل محال"[1].
التعليق:
1-يقول الكاتب: "القول بأن المسيح هلك وما ملك يقضي السخرية والكذب من الرسل والبداء من المرسل والكل محال". وأقول إن القول برفع المسيح حياً إلى السماء دون أن يملك يقضي بمثل هذا وهذا أيضاً محال.
2-يقول أيضاً "إن قول جبرائيل حق، ووعد الله صدق.. وأن تلك البشارة صادقة" وطبعاً هذا ينطبق على كل الوعد وليس على جزء منه. ومن هذا الوعد "أن المسيح يكون عظيماً وابن العلي يدعى" فهل يصدق المؤلف هذا؟ أما أنه لا يعرف ما المقصود بـ"ابن العلي"؟ أما أنه يأخذ من النص ما يفيد غرضه ويترك الباقي.
"ويليق بنا أن نوضح بكلمات موجزة المعنى المراد بابن العلي أو ابن الله، أنه:
-لم يقصد بها ولادة طبيعية ذاتية من الله، وإلا قيل فيها "ولد الله".
-ولم يقصد بها ما يقال عادة عن المؤمنين جميعاً أنهم "أبناء الله" لأن نسبة المسيح لله هي غير نسبة المؤمنين عامة.
-ولم يقصد بها تفرقة في المقام من حيث الكبر والصغر، ولا في الأزلية ولا في الجوهر لكنها:
1-تعبير يكشف عن عمق المحبة السرية التي بين المسيح والله.
2-ويراد بها إظهار المسيح لنا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا.
3-ويراد بها إظهار التشابه والتماثل في الذات وفي الصفات وفي الجوهر.. المسيح هو بهاء مجد الله ورسم جوهره. وقال هو عن نفسه "من رآني فقد رأى الآب" "وأنا والآب واحد"[2]. فهل يؤمن أن هذا قول حق، ووعد صدق، وبشارة صادقة.
*ومن النص نرى أن المسيح سوف يأتي:
أ-ويكون عظيماً.
ب-ابن العلي يدعى.
جـ-يملك على بيت يعقوب إلى الأبد.
وإذا كانت هذه هي محتويات النبوة، لصح هذا الاتهام، ولكن النبوة تقول "ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية".
فالملك هنا أبدي لا نهاية له. وهذا يدل على أن هذا الملك لا يمكن أن يكون أرضياً محددأً بل هو ملك روحي، أو بالأحرى هو ملكوت الله. "وتم هذا الوعد بيسوع المسيح إذ "رفعه الله بيمينه رئيساً ومخلصاً" (أع 5: 31). فهو يملك إلى الأبد سائداً على قلوب شعبه ومملكته هي المملكة الوحيدة التي لا تنقرض، لأن المسيح لا يضطر إلى ترك مملكته بالموت كملوك البشر".
ولقد أوضح يسوع هذا الأمر أثناء محاكمته أمام بيلاطس، فعندما "دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا يسوع وقال له: أنت ملك اليهود. أجابه يسوع: أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني. أجاب بيلاطس: ألعلي أنا يهودي. أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلى ماذا فعلت؟ أجاب يسوع. مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا. فقال له بيلاطس: أفأنت إذاً ملك؟ أجاب يسوع: أنت تقول أني ملك" (يو 18: 33-37) فعندما سأل بيلاطس المسيح: أنت ملك اليهود، فإنه كان يعني: هل يمكن أن تكون ملكاً وأنت ضعيف وديع مهان مشكو عليك كجان. وعندما أجابه المسيح. أمن ذاتك تقول هذا أم أن آخرون قالوا لك عني؟ فإنه قصد أن يبين لبيلاطس مراده بلفظة "ملك" قبل أن يجاوبه على سؤاله. فكأن المسيح يريد أن يقول له: إن أردت بالملك ما يعنيه الرومانيون به، أي هل أنا ملك أرضي كقيصر؟ قلت لا. ولكن إن أردت بالملك ما يعنيه اليهود في نبواتهم. فالجواب: نعم، واليهود عرفوا أن المسيح ادعى أنه ملك روحي، وأرادوا أن يفهم بيلاطس أنه ادعى كونه ملكاً أرضياً.
ثم قال المسيح: مملكتي ليست من هذا العالم، ومعنى هذا نعم أني ملك، ولكن مملكتي ليست أرضية مستندة على جيوش وأسلحة مادية، وليست لغاية دنيوية، ولا مستندة على وسائط عالمية، ولا قائمة بقوة إجبارية، ولا مقاومة منها لمملكة قيصر، ولا غيرها من ممالك الأرض.. إن أصل مملكتي روحي من السماء، وهي تسود على ضمائر الناس وقلوبهم طوعاً واختياراً، وسلطتها سلطة روحية، ويقوم انتصارها بانتشار الحق. هذه المملكة أسست على موت المسيح، ويسودها روح المسيح، وشريعتها إرادة الله وغايتها مجد الله وخلاص الناس وسعادتهم الأبدية.
وقد ذكر المسيح أمراً واحداً إثباتاً لكون مملكته ليست من هذا العالم وهو أنه لم يأذن لأحد من الكثيرين الذين تبعوه أن يحامي عنه وسلم نفسه بلا معارضة إلى من قبضوا عليه.
أي أن مملكة المسيح ليست مملكة سياسية أرضية يسود فيها المسيح لفترة حتى يقال كيف أن المسيح هلك وما ملك؟ ولكنها مملكة روحية يسود فيها المسيح المقام إلى الأبد. وبالتالي فالاستناد إلى هذا النص لإثبات عدم صلب المسيح وصلب أي شخص آخر هو رمية من غير رام.
(9)الفارق بين المخلوق والخالق. عبد الرحمن سليم البغدادي. تحقيق د.أحمد حجازي. ط2. سنة 1987. ص 471 وانظر:
أ-المنتخب الجليل من تخجيل من حرف الإنجيل. ص 314-315.
ب-الرد على النصارى. لأبي البقاء صالح بن الحسن الجعفري. تحقيق د.محمد محمد حسانين. مكتبة وهبة. ط1. سنة 1988. ص 75.
(10) شرح بشارة لوقا. د.القس إبراهيم سعيد. ص 21-22.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:55 PM
|
رقم المشاركة : ( 19 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
أقوال الرسول بولس
1-في غلاطية: أنتم الذين رسم يسوع بينكم مصلوباً.
2-في رومية: الله الذي أرسل ابنه في شبه جسد الخطية.. نحن بشبه موته.. قد صرنا متحدين معه بشبه موته.
يستفاد من مجموع الأقوال السابقة بأن الصلب والقتل ليسا بحقيقيين، وأن المسيح لم يصلب ولم يقتل، وإنما ذلك مجاز عن الشبه والمصلوب رسم هيكله لا ذات حقيقته"[1].
التعليق:
إذ نعرف المعنى والتفسير الصحيح لهذه النصوص الكتابية، نجد أنها لا تعني ما ذهب إليه الكاتب بالمرة.
1-غل 3: 1-2 "أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق و أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً".
إن الرسول بولس في هذا الإصحاح وما يليه يتحدث عن غفران الخطايا، هل هو بأعمال الناموس أم بموت المسيح الفدائي، ويذكر الغلاطيين بحقيقة موت المسيح، وأن الأمم غير ملزمين بالختان اليهودي أو حفظ الناموس، وأن خلاصهم هو بالإيمان بموت المسيح ويستعمل تعبيراً ينم عن سخطه المتسم بالدهشة، ويتهم الغلاطيين بالغباء، ويستعمل مرتين كلمة "حمقى" ويسألهم عمن "رقاهم" لأن تشويههم الحالي للإنجيل يتنافى تماماً مع ما سمعوه من بولس وبرنابا. لذلك ذكرهم بكرازته حين كان معهم، حيث قام جهاراً برسم يسوع المسيح قدام عيونهم باعتباره أنه صلب من أجلهم، فكيف استطاعوا أن يتصوروا بعد أن بدؤوا حياتهم المسيحية بالإيمان بالمسيح المصلوب، أنهم يحتاجون إلى متابعتها بإنجازهم الخاص؟ ويستخدم الرسول بولس فعل "بروغرافو" وهو يعني عادة كتب سابقاً، كما قد كتبت (أف 3: 3). لكن "غرافو" يمكن أن يعني أحياناً يرسم أو يصور. ويمكن أن تعني البادئة pro "قدام" في المكان. قدام عيونكم.. وهكذا فإن بولس يشبه كرازته بلوحة زيتية ضخمة أو بلوحة إعلان تعرض إعلاناً على الملأ، أما موضوع لوحته الزيتية أو لوحة إعلانه، فكان يسوع المسيح على الصليب، بالطبع لم تكن لوحة زيتية بالمعنى الحرفي، فالصورة رسمت بالكلمات، لكنها كانت مرئية وحيوية في مخاطبتها للمخيلة حتى أن لوحة الإعلان عرضت قدام عيونكم"[2].
ويؤكد نفس هذا التفسير القس غبريال رزق الله:
"الكلمة "رسم" هي ترجمة لكلمة يونانية، مركبة من مقطعين، "برو"، و"اغرافي" المقطع الأول: "برو" يحمل معنى "زمن مضى". والمقطع الثاني: "اغرافي" يحمل معنى "بروز واضح بالكتاب أو الرسم أو النقش".
وقد وردت هذه الكلمة "بروغرافي" أيضاً في أقوال الرسول بولس مترجمة "سبق فكتب كتباً لأجل تعليمنا" (رو 15: 4). وحيث أن ما يكتب وما يرسم وما ينقش هو بالطبيعة شكل بارز واضح وجلي أمام العيون، لذلك تكون الكلمة:
رسم: بمعنى أن ما سبق أن أعلنه الرسول من التعليم، لا في صورة فوتوغرافية، ولا في شكل كاريكاتيري، ولا رسماً بآلة، ولا نقشاً فنياً في حجارة، بل هو تعلم شفوي ووعظ سماعي. عن طريق الكرازة "بإنجيل المسيح" بصورة بارزة تميزها العقول وتستوضحها الأفكار، فترسم في الأذهان وتعلق بها.
أما التعليم الذي رسم بالصورة التي وصفت سابقاً بين أولئك الغلاطيين فهو:
"يسوع المسيح.. مصلوباً" هذا هو التعليم الذي سبق الرسول فرسمه أمام عيون الغلاطيين بلا تحفظ، وهو الموضوع الذي اتخذه شعاراً له في كرازته وتعليمه.. وكانت كرازته تعليماً بارزاً واضحاً جلياً، يمكن أن يقال معه أن رسم في مخيلتهم ونقش في عقولهم أمام أبصارهم صورة بارزة للمسيح المصلوب"[3].
إن كاتب رسالة غلاطية هو الرسول بولس وهو يؤكد في رسائله حقيقة موت المسيح وقيامته ولا يمكن أن يناقض الرسول نفسه، بل في نفس الرسالة نجد الكثير من الآيات التي تؤكد حقيقة موت المسيح:
غل 1: 1 "بولس رسول لا من الناس ولا بإنسان، بل بيسوع المسيح والله الآب الذي أقامه من الأموات".
غل 1: 3-4 "نعمة لكم وسلام من الله الآب ومن ربنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير".
غل 2: 20-21 "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في. فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان. إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي.. لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح مات بلا سبب".
غل 6: 14 "أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح".
-أما النص الثاني الذي استخدمه الكاتب. فهو ما جاء في رو 6: 5 "لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير بقيامته".
رو 8: 3 "أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد".
أعتقد أن سبب سوء الفهم هنا –إذا افترضنا حسن النية- هو عدم وضوح الترجمة العربية (ترجمة فانديك). ولقد أوضحت الترجمة العربية الجديدة[4]المعنى المقصود.
رو 6: 5 "فإذا كنا قد اتحدنا به في موت يشبه موته، فكذلك نتحد به في قيامته".
رو 8: 3 "أرسل الله ابنه في جسد يشبه جسدنا الخاطئ كفارة للخطيئة، فحكم على الخطية في الجسد".
وبالرجوع إلى رسالة رومية نجد الكثير من النصوص التي توضح وتؤكد موت المسيح على الصليب ليس بشبه جسد وليس بشبيه آخر، منها:
رو 5: 8، 10 "الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا .. صولحنا مع الله بموت ابنه".
رو 8: 34 "من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً".
وأيضاً (رو 1: 4، 3: 24-25، 4: 25، 5: 6-10، 6: 4-10، 8: 32-34، 14: 15).
بهذا يتضح لنا أن النصوص السابقة لا علاقة لها البتة بعدم موت المسيح، بل أن النصين يؤكدان أن المسيح هو الذي مات وقام.
(27) الفارق بين المخلوق والخالق. ص 474.
(28) صليب المسيح. جون ستوت. ص 398-399.
(29) شرح الرسالة إلى غلاطية د.القس غبريال رزق الله. ص 224-225.
(30) الترجمة العربية الجديدة. ط1. سنة 1978. دار الكتاب المقدس. بيروت وأيضاً الترجمة الكاثوليكية للعهد الجديد. ط4. المطبعة الكاثوليكية. بيروت لبنان.
|
|
|
|
03 - 03 - 2021, 03:57 PM
|
رقم المشاركة : ( 20 )
|
† Admin Woman †
|
رد: من هو المصلوب
المسيح يصلب لأن المصلوب ملعون
"شهدت التوراة أن المصلوب ملعون من الله، وذلك بقولها "لأن المعلق ملعون من الله" تث 21: 23. ومن الغريب أن المسيحيين يدعون أن المسيح هو الله. فهل يلعن الله نفسه؟ واللعن كما هو معروف هو الطرد من رحمة الله. و حيث أنه غير جائز أن يكون المسيح ملعوناً، فالمعلق لا شك سواه"[1]. التعليق: تث 21: 22 "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة. فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً". "في الشريعة اليهودية من يعلق على الصليب،كان يقتل أولاً رجماً بالحجارة أو بأي طريقة أخرى حسب نصوص الشريعة أو حكم القضاة، ثم تعلق جثته على عمود من الخشب أو على شجرة أو صليب تشهيراً بذنبه، ولكي يراه الكثيرون فيعتبرون. وقد قضت الشريعة أن الذي يقتل وتعلق جثته تنزل من على الخشبة في نفس اليوم الذي علق فيه وتدفن وذلك "لأن المعلق ملعون من الله" أي واقع تحت غضبه ومحروم من بركته لأنه كسر ناموسه وتعدى عليه بعمله الفظيع الذي استحق عليه لا الموت فقط، بل التشهير أيضاً"[2]أي أن: 1-اللعنة ليست لأن الشخص معلق على الخشبة، ولكن لأنه كسر الوصية فتم فيه حكم الموت حسب الشريعة ثم علق على الخشبة. 2-كون المسيح قد علق على خشبة الصليب، فهذا لا يعني أنه ملعون. ولكننا نؤمن أن "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع" غل 3: 13-14. فكيف صار المسيح لعنة من أجلنا؟ المسيح قد افتدانا: بمعنى أنه دفع فدية ليستردنا من اللعنة الناتجة عن فشلنا في تتميم وصايا الناموس، وذلك بأن صار لعنة لأجلنا، والصيرورة هنا لا يمكن أن تكون فعلاً طبيعياً، يتم بتغيير في طبيعة الإنسان، لأن الوحي المقدس يشهد عن المسيح منزهاً إياه عن أي تغيير في طبيعته، فيعبر عنه الرسول بقوله عنه "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس[3]بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" عب 7: 26. فهو تقدس اسمه وعلا: القدوس الذي قال عنه الملاك المبشر بولادته للعذراء المباركة "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" لو 1: 35. وقد كانت شهادة الرسول بطرس عنه بالوحي الإلهي: "الذي لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر، الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل" 1بط 2: 22-23. ولكنه صار لعنة على قياس قول الرسول: " لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية" 2كو 5: 21. بمقتضى النص النبوي "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" إش 53: 6 ... هذا هو مبدأ النيابة العام الذي يعامل به الخالق القدوس جميع أبناء الجنس البشري. لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة: هنا يبين الرسول كيف صار المسيح لعنة؟ أولاً: بالنسبة لحكم الناموس (تث 21: 22-23). ثانياً: بالنسبة لتنفيذ الحكم فيه ووقوعه عليه. هكذا تم الأمر وعلق المسيح على خشبة إتماماً لما تنبأ به عن نفسه "مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت" يو 12: 13، 18: 32، حيث قال " كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان" يو 3: 14. وبين ذلك لليهود في قوله: "متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو" يو 18: 28. "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع" يو 12: 32. هذا الارتفاع الذي يشير إليه المسيح هو التعليق على الخشبة. كما عبر عنه الرسول بطرس "قتلوه معلقين إياه على خشبة" أع 1: 38-39. وأوضحه الرسول بولس قائلاً: " ولما تمموا كل ما كتب عنه، أنزلوه عن الخشبة التي علقوه عليها"[4]أع 13: 29. فالمسيح قد حمل خطايانا، ومات فداء عنا، تحمل اللعنة، لكي تتحقق لنا البركة، وقد فعل ذلك حباً وطواعية باختياره. "إن ما بدا لناقدي المسيح أمراً مخزياً،بل بغيضاً، رآه أتباعه أمراً مجيداً للغاية ... إلا أن أعداء الإنجيل لم يشاركوا هذه النظرة، ولا يشاركون فيها وليس ثمة شرخ بين الإيمان وعدم الإيمان أعظم من الشرخ القائم بينهما من حيث موقف كل منهما تجاه الصليب. فحيث يرى الإيمان مجداً، لا يرى عدم الإيمان سوى الخزي، إن ما بدا لليونانيين جهالة، ويظل كذلك في نظر المفكرين العصريين الواثقين بحكمتهم، إنما هو حكمة في نظر الله، وما يظل عثرة في نظر الواثقين ببرهم الذاتي، كيهود القرن الأول، قد ثبت أنه قوة الله المخلصة (1كو 1: 18-25)[5]إن عثرة الصليب كانت وما زالت قائمة وكل ما يثار من اعتراضات هو بسببها ولكن ما يحسبه الآخرون جهالة هو في نظر الله قوة وخلاص. "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" 1كو 1: 18. -"لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" 1كو 1: 22-23.
(31) المسيح بين الحقائق والأوهام. ص 174.
وانظر 1-المسيح قادم. ص 48-49.
2-دعوة الحق. ص 128.
(32) تفسير سفر التثنية. نجيب جرجس. ط1. سنة 1985. ص 264.
(33) قدوس: الكلمة الأصلية المستعملة هنا هي "أوسيوس" وفيها معنى تقوى الله والكمال في كل ما يتعلق به, لا من باب التقديس الشرعي الخارجي, بل من باب القداسة الإيجابية العملية الداخلية "شرح الرسالة للعبرانيين. د.القس غبريال رزق الله. ط1. سنة 1984. ص 322.
(34) شرح رسالة غلاطية. د.القس غبريال رزق الله. ص 256-261.
(35) صليب المسيح. جون ستوت. ص 44.
|
|
|
|
الساعة الآن 03:50 PM
|