26 - 09 - 2018, 05:02 PM
|
رقم المشاركة : ( 11 )
|
† Admin Woman †
|
رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
عزيز القارئ أن تولَّد في داخلك – في أي وقت – حس غامر عميق يوجهك نحو الله
وأردت أن تتبعه فعلاً بكل شوق قلبك، فاعرف الطريق الذي رسمه ووضعه كالتدبير، ولا تنظر للناس وتعتنق أفكارهم وتسير ورائهم[20]، ولا تعتمد على عمل ذراعك بقدرتك وتتكل على معرفتك وقراءاتك[21] وتظن أن هذا يُرضي الله، فالله لن يرضى عنك وعني إلا فقط في المسيح يسوع برنا وخلاصنا وشفائنا وحياتنا وقيامتنا الحقيقية كلنا، فلا تحاول أن تدخل لله عن أي طريق آخر غير إيمانك بشخص المسيح[22] متكلاً على برّه[23] الخاص وعمل قدرته فيك[24] ليجعلك خليقة جديدة[25] ويدخلك إلى حضن الآب فيه وحده حسب استحقاقه هوَّ لا أنت، لأنه قام وصعد بقدرته ليجلس بجسم بشريتنا عن يمين العظمة في الأعالي، لأن هذا هو مكانه الطبيعي، لكن الجديد أنه أخذ طبيعتي وطبيعتك ليُجلسنا معه باستحقاقه (الشخصي) هوَّ، لذلك فأن عمله لا يحتاجني ويحتاجك لكي يَكْمُّل، لأنه كامل بسبب طبيعته هوَّ، لأن هو الذي قال قد أُكمل متمماً التدبير[26]، فلا تظن أنك ستزيد شيئاً أو تنتقص شيئاً مهما ما فعلت أو صنعت، لأنه هو الذي تمم كل شيء وحده ولم يكن معه أحد قط لأنه مكتوب: قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد[27]، لذلك فأنه لا يوجد شريك له (على وجه الإطلاق) في عمل الخلاص.
فالله هو وحده الذي يفتقدنا[28] بمحبته الأبدية[29] التي أحبنا بها[30]،
ويشدنا سراً بفعل جذبه الإلهي نحو الابن الوحيد[31]، فحينما نذهب إليه لا يُخرجنا – بالطبع – خارجاً[32]، بل يغسلنا ويطهرنا بفعل عمل دمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح[33]، لأننا حينما نلتقيه نرتمي عليه كما نحن معترفين بخطايانا بكل تواضع قلب، وبكونه أمين وعادل (بار) فأنه يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم[34]، لأنه ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً[35]، لذلك فأنه قال في النبوة: وأُطهرهم من كل إثمهم الذي أخطأوا به إليَّ، واغفر كل ذنوبهم التي أخطأوا بها إليَّ والتي عصوا بها (عن قصد) عليَّ[36]، لذلك قال الرسول: فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب، يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي[37]
|
|
|
|
26 - 09 - 2018, 05:03 PM
|
رقم المشاركة : ( 15 )
|
† Admin Woman †
|
رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
فهذا هو الإيمان الحي وحده الذي يُرضي الله،
وهذه هي صورة الصلاة الحقيقية التي ينبغي أن نُصليها في مخادعنا واجتماعاتنا، فنحن نسجد للبكر الذي دخل إلى العالم، ونتقدم في يقين الإيمان متمسكين بإقرار الرجاء الحي لأن لنا ثقة أننا ننال رحمة ونجد نعمة وفيرة وعوناً في حينه يأتي إلينا من عند أبي الأنوار طبيعياً كأبناء له في المسيح، لأننا لا نأخذ باسم إنسان تقي، ولكننا ننال كل شيء على حساب الابن الوحيد، الله اللوغوس اللابس جسم بشريتنا، لكي ننال بواسطته كل شيء بدون كيل، بل بفيض يفوق كل توقعاتنا الطبيعية، لذلك مكتوب، ويا لروعة المكتوب لنا بإعلان إلهي واضح من فم شخص إلهنا ورأسنا الحي:
فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً «فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ»، لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْياً وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا»[61]
فيا لتعاسة الإنسان المسيحي الذي لا يعرف نفسه ولا لمن هو منتسب،
ولا يعي انه صار جنساً مختاراً من أهل بيت الله، أمه مقدسة وكهنوت ملوكي لا يزول، له الوعد بالحياة الأبدية، لأنها مضمونة بسبب تجسد الكلمة وجلوسه عن يمين العظمة في الأعالي بجسم بشريتنا، لأن كل من آمن بالابن الوحيد لو مات فسيحيا ولو كان حياً لن يموت إلى الأبد، ليتنا نُدرك طبيعتنا الجديدة في المسيح، لأن عدم درايتنا وعدم إدراكنا بقوة النعمة التي نحن فيها مقيمون، هو الذي يجعلنا نخيب في صلواتنا بل وحياتنا الروحية كلها، بل ونمرض وننحرف عن التعليم المستقيم حسب إنجيل خلاصنا.
_________________
[1] (خروج 33: 20)
[2] (يوحنا 14: 6)
[3] لأنكم كنتم قبلاً ظُلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور (أفسس 5: 8)
[4] لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى (نُعاين) نوراً (مزمور 36: 9)
[5] وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام (2كورنثوس 5: 15)
[6] ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف... نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كورنثوس 3: 18)
[7] لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله (كولوسي 3: 3)
[8] (رومية 8: 2)
[9] فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً (يوحنا 8: 36)
[10] وهذا نادى ذاك وقال: قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود مجده ملء كل الأرض (أشعياء 6: 3)
[11] (متى 5: 48؛ 1بطرس 1: 16)
[12] (حزقيال 16: 8؛ رؤيا 3: 18)
[13] (يوحنا 10: 1، 2؛ 7(
[14] طبعاً يوجد لصوص في الطريق (كثيرين) لم يعينهم الرب ولم يوافق على خدمتهم، لكن لهم شكل الخدام الأمناء أصحاب الغيرة الصالحة، ولهم صورة الآباء القديسين، لكنهم غاشين كلمة الله، ويتفوهون بالأكاذيب حسب مسرتهم لا مسرة اللهوإرادته، واحياناً ينطقون بالكذب لأنهم ضالين عن الحق، ويظنون في أنفسهم ما ليس فيها.
[15] (يوحنا 6: 37)
[16] (حزقيال 34: 12)
[17] (لوقا 1: 68، 78؛ 7: 16)
[18] (يوحنا 6: 44)
[19] (عبرانيين 2: 10، 13)
[20] أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله! لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم (1يوحنا 4: 1)
[21] طبعاً القراءة مهمة ولازم تقرأ ما يبني حياتك ويوجه قلبك ويشعله برغبة الشركة مع الله
[22] لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله (أفسس 2: 8)
[23] لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن برّ الله فيه (2كورنثوس 5: 21)
[24] مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته. (أفسس 1: 18، 19)
[25] إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً (2كورنثوس 5: 17)
[26] انا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته (يوحنا 17: 4)
[27] (أشعياء 63: 3)
[28] مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه (لوقا 1: 68)
[29] تراءى لي الرب من بعيد ومحبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة (أرميا 31: 3)
[30] الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها (أفسس 2: 4)
[31] لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني وأنا أُقيمه في اليوم الأخير (يوحنا 6: 44)
[32] كل ما يُعطيني الآب فإليَّ يُقبِّل، ومن يُقبِّل إليَّ لا أخرجهُ خارجاً (يوحنا 6: 37)
[33] (1بطرس 1: 19)
[34] (1يوحنا 1: 9)
[35] (عبرانيين 9: 12)
[36] (أرميا 33: 8)
[37] (عبرانيين 9: 14)
[38] إلى المدعوين المقدسين في الله الآب والمحفوظين ليسوع المسيح (يهوذا 1: 1)
[39] (تيطس 2: 14؛ أفسس 2: 10)
[40] الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية (2تيموثاوس 1: 9)
[41] أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يوحنا 15: 5)
[42] قال لها يسوع أنا هوَّ القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا (يوحنا 11: 25)
[43] برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق (رومية 3: 22)
[44] الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته (أفسس 1: 11)
[45] مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمَّة (رؤيا 5: 9)
[46] (يوحنا 16: 23 – 28)
[47] وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه أن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا، وأن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه (1يوحنا 5: 14، 15)
[48] أفسس 2: 18
[49] (2بطرس 1: 4)
[50] والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءً نعمة وحقاً (يوحنا 1: 14)
[51] ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله (مرقس 16: 19)
[52] ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه. لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا. حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية (تيطس 3: 4 – 7)
[53] فبالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البرّ سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح (رومية 5: 17)
[54] وانما أن كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يُعير فسيعطى له. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب. رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه (يعقوب 1: 5 – 8)
[55] (أعمال 4: 29 – 31)
[56] (عبرانيين 1: 6)
[57] (رؤيا 10: 5)
[58] (عبرانيين 10: 19 – 23)
[59] (عبرانيين 4: 14 – 16)
[60] (أنظر يوحنا 16: 23 – 28)
[61] (لوقا 11: 13، أفسس 4: 8)
|
|
|
|
26 - 09 - 2018, 05:09 PM
|
رقم المشاركة : ( 17 )
|
† Admin Woman †
|
رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
لأنه كيف تتم توبة بلا إيمان صادق حقيقي، فنداء القديس يوحنا المعمدان واضح فيه الإشارة الواضحة إلى الإيمان، بالرغم من أنها مستترة في الكلام، لأن التوبة هنا مُسببة، (النداء) توبوا لأنه (أي بسبب أنه) قد اقترب ملكوت السماوات، فهذا هو سبب التوبة ليحدث إعداد سليم، صحيح، لطريق الرب، لأن لو لم يؤمنوا أن ملكوت الله اقترب كيف يتقدموا للتوبة ويعتمدوا من يوحنا!!، فلو لم يصدقوا كرازته باقتراب ملكوت الله وآمنوا فلماذا إذاً اعتمدوا معمودية التوبة!، فالتوبة يسبقها الإيمان بالضرورة.
فالإنسان لكي يبدأ المسيرة الحقيقية في الطريق المستقيم ويستقبل ملكوت الله لا بُدَّ (حتماً ومن الضروري واللازم) أن يُهيأ قلبه بالتوبة (خ¼خµد„خ±خ½خ؟خ*د‰)،
والتوبة هنا تُفيد أولاً معرفة التشويه الحاصل الذي أصاب النفس بعلل وأمراض كثيرة تسببت في شلل طاقتها الروحية، وذلك من جراء الخطايا والذنوب التي أدخلتها في حالة خبرة من جهة الإثم الذي ثقل آذانها عن سماع الصوت الإلهي، وعطل مسيرتها الصحيحة نحو الله، وعوَّقها عن حياة التقوى، وأعماها عن أن ترى قوة محبة وخلاص الله وتدبيره الفائق من نحوها، حتى أنها طُرحت على فراش الهوان في منتهى التعب وقسوة المرض المؤدي للتعب الشاق وتحطيم النفس ومن ثمَّ الموت، لأن أن لم نعي بشاعة الخطية وفعلها المُدمر لنفوسنا ونهرب منها ونتوب عنها فوراً بلا أدنى تأخير، فأننا لن نستطيع أن نتحرك نحو الله ولو خطوة واحدة ولو كانت صغيرة جداً، لأن الخطية كالنار الحارقة الملتهبة التي حين تشتعل في المكان تمتد إلى كل ما هو حولها وتأكل كل شيء سواء رخيص أو غالي وثمين، فهي تدمره كُلياً، وفي شدة اشتعالها وامتدادها فهي تُدخن دخان أسود يشوش الرؤيا ويعمي البصيرة ويخنق كل من يقترب ويقتله، فالخطية مثل النار المتقدة السعير المشتعلة في القش، تطرح الكثيرين جرحى ولا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم عملها بالتدمير الشامل، وتترك – في النهاية – النفس قفراً وخراباً، وربما حتى الأطلال لا يبقى لها أي أثر.
|
|
|
|
26 - 09 - 2018, 05:10 PM
|
رقم المشاركة : ( 19 )
|
† Admin Woman †
|
رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
عزيزي القارئ، ابتعد تماماً عن اللغو الحادث لتبرير بعض الخطايا كأنها شيء طبيعي في صميم تكوين الإنسان،
لأن هذا كلام شرّ خدَّاع باطل، سيفسد حياتك كلها، بل ويقضي حتى على إنسانيتك، وأعلم يقيناً أنه بدون الوعي بمشكلة الخطية الحقيقية ومعرفة خطورتها، فمن المستحيل أن نبدأ حياة صحيحة وسليمة مع الله من الأساس، بل وعلى الإطلاق، لأن التدبير الإلهي قصد أن يُزيل الحاجز[17] الذي منع الإنسان من رؤيته والجلوس في حضرته، وهو الموت الذي كان نتيجة حتمية للخطية، لأن الرب مات من أجل خطايانا وأُقيم من أجل تبريرنا[18]، فبذلك الوعي وحده تُظهر النفس ندمها وتأسفها على أزمنة الشرّ التي عاشتها في الفساد، وتُدير لها ظهرها، وتبدأ تتوسل (بيقين ثقة الإيمان) لخالقها – بتواضع وانسحاق – أن يرحمها ويُعطيها مسيرة جديدة ماسكاً بيديها ويقودها حسب مسرة مشيئته، مجدداً للذهن، مُصححاً الوضع، ويرد إليها عقلها، حتى تستطيع أن تضع قراراً تلتزم به وهو أن تهرب من الخطية بأي شكل أو صورة وفوراً، لا تتعايش معها، أو تقبلها تحت أي مبدأ أو حجة، ولا حتى تتواجه معها أبداً، لأنها كرهتها وأبغضتها إذ عرفت ظُلمتها وقسوة الموت الذي تحمله في باطنها، فرفضتها بإصرار وبكل ما فيها من قوة، وبذلك فقط يتم تهيئة القلب وتمهيده لزرع ملكوت الله داخلياً.
ولكن علينا أن نُدرك أنه إلى الآن،
أي عند تتميم هذه الخطوة فهي تعتبر – واقعياً – لم تبدأ المسيرة بعد، ولكن في هذه الخطوة المهمة قد حدث تمهيد ضروري للغاية لكي يُستعلن الله للنفس مُنقذ ومُخلِّص الحياة من الفساد، لأن الفلاح قبل أن يزرع الحقل فأنه يُهيئ الأرض بفأسه أولاً، منتزعاً منها كل ما هو ضار وغير نافع لكي يستطيع أن يزرع زرعه الجديد، لينمو نمواً صحيحاً، ويأتي بالثمر المطلوب في أوانه، لأن بدون هذا التمهيد، فأنه لو تم وضع البذور بعناية فائقة وترتيب مُذهل، فأنها ستنمو إلى حين ثم تختنق وتموت بسبب ما يُحيط بها من اوشاك واعشاب ضارة.
|
|
|
|
26 - 09 - 2018, 05:10 PM
|
رقم المشاركة : ( 20 )
|
† Admin Woman †
|
رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
لذلك فأن الخطوة الأولية (الضرورية والمهمة) وحدها لا تكفي على الإطلاق،
لأنها بداية طريق التوبة، ولا يوجد فيها ثمر، أي أعمال صالحة تتفق مع روح الوصية، ولا قداسة في السيرة حسب قصد الله، وذلك لأنها تعجز تماماً عن أن تصنع برّ الله، فأصبح من الضروري أن نرى مجد الرب وعِظَّمْ خلاصه، لنُقدم توبة من نوع آخر جديد غير توبة تهيئة القلب – بالهروب الكبير من الخطية وأزمنة الجهل – لرؤية بشارة الحياة الجديدة، لأن توبة التمهيد تختلف عن توبة بداية إعلان ملكوت الله وزرعة في القلب، لذلك مكتوب على نحو ترتيب آخر كالتالي، ونبدأها من إنجيل مرقس الرسول لأنه رسخ البداية ونكملها من إنجيل متى:
+ بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله. كما هو مكتوب في الأنبياء: "ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة"، الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات.[19]
فالبداية وعند ظهور يوحنا المعمدان كانت تمهيد لما هو آتٍ، لأنه بدء إنجيل يسوع المسيح
أي تمهيد لظهور آخر جديد واقتراب ملكوت الله، أي استعلان النور وإشراقه على النفس[20]، التي حينما تراه تتوب توبة من نوع آخر جديد ومختلف تمام الاختلاف واسمه [توبة التبعية]، لذلك بعد نداء الرب عن التوبة مباشرةً نجد دعوة التلاميذ للسير وراءه، فالدعوة "هلمَّ ورائي واتبعني" تأتي بعد نداء التوبة وليس قبله أبداً، لأنه من المستحيل تأتي الدعوة (هلم ورائي – اتبعني) إلا بعد نداء التوبة: [وإذ كان يسوع ماشياً عند بحر الجليل أبصر أخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس أخاه، يلقيان شبكة في البحر فأنهما كانا صيادين. فقال لهما: هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه. ثم اجتاز من هناك فرأى أخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه في السفينة مع زبدي أبيهما يُصلحان شباكهما فدعاهما. فللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه.[21]]
|
|
|
|
الساعة الآن 10:13 AM
|