منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 07 - 2012, 07:28 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة




ذهب مرةً أبونا أنبا شنودة إلى مدينة إخميم لكي يعاقب إنسانًا وثنيًا بسبب المظالم التي يعذب بها المساكين. ولما وجده وبّخه وظل يهددّه بالشرور التي يزمع الله أن يجلبها على رأسه، فلطم هذا الرجل الكافر أبانا على وجهه. وفي تلك اللحظة عينها جاء شخصٌ كان يسير في شوارع المدينة، ويوحي منظره بأنه ملكٌ عظيمٌ، وأمسك بشعر الرجل الوثني ولطمه على وجهه، ثم ظل يجرّه في المدينة كلها، وكان يتبعه جمهور كبير، حتى وصل إلى النهر فألقاه في الماء، ثم غطس كلاهما ولم يرهما أحدٌ بعد ذلك إطلاقًا. وكل من رأى ذلك قال: "هذه هي قوة الله التي أرسلها لكي ينتقم سريعًا من هذا الوثني الكافر بسبب المظالم العديدة التي جلبها علينا". وهكذا مجدوا الله الذي يُجري المعجزات على أيدي مختاريه





ومرةً أخرى ذهب أبونا القديس إلى قرية "بليويت"
، وذلك لكي يحطم الأصنام الموجودة هناك. ولما علم الوثنيون بذلك حفروا في المكان المؤدّي إلى قريتهم حفرةً وضعوا فيها بعض سوائل سحرية مجهّزة حسب كتبهم
لأنهم أرادوا أن يعيقوه في الطريق. فامتطى أبونا جحشه، ولما وصل إلى المكان الذي أُخفيت فيه تلك السوائل، وقف الجحش وحفر بظلفه حتى ظهرت تلك السوائل، فقال أبي لخادمه: "التقطها حتى يمكنك أن تعلّقها حول رقابهم". وكان الخادم يضرب الجحش قائلاً: "تحرك"، ولكن أبي كان يقول له: "دعه لأنه يعرف ما يفعله"! ثم قال لخادمه: "خذ الأواني واحفظها في يدك حتى ندخل القرية لكي نعلّقها حول رقابهم". ولما دخل القرية رآه الوثنيون ومعه الأواني السحرية التي كانت في يدي خادمه، فهربوا في الحال واختفوا، ودخل أبي إلى هيكلهم وحطم الأصنام مهشمًا إياها الواحد فوق الآخر





يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:31 AM   رقم المشاركة : ( 12 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة





كان في أحد الأيام عيدٌ تذكاري في الدير لآبائنا القديسين. فجاء إلى الدير بعض الزائرين وطلبوا من أبي أنبا شنودة القليل من عصير العنب فأعطاهم، ثم طلبوا أشياء أخرى فأعطاهم بسرور، ثم كرروا طلباتهم بدون اكتفاء فأعطاهم أيضًا. فتعجب الذين كانوا جالسين معه من سخائه وسألوه: "لو أنهم ظلوا يطلبون فستظل تعطيهم"؟ فقال لهم: "نعم، ولكنهم سيذهبون بعد أن يأكلوا ويشربوا من الأشياء التي هنا فقط، لأنهم ليس لهم رجاء في حياة أخرى




كان إنسان وثني اسمه "جيسيوس"، وقد اعتاد أن يجدف على المسيح ويقول عنه كلامًا نجسًا بحماقة وشر أثيم. ولما علم أبونا البار بذلك لعنه قائلاً: "إن لسانه سيكون مربوطًا بإصبع قدمه الكبير في جهنم". وهذا هو ما حدث بالفعل، فبعد موته شهد أبي لنا قائلاً: "لقد رأيته في جهنم ورأيتُ لسانه مربوطًا بإصبع قدمه الكبير وهو يُعذَّب بلا رحمة بسبب كفره





قيل إن أنبا شنودة كان ممتلئًا بالمحبة نحو الجميع حتى التفّ حوله الكثير من العلمانيين ليسمعوا عظاته رغم أنه كان كثير الاختلاء بالله في مغارته. وتتضح محبته وبذله وقلبه الأبوي من القصة الآتية:


حدث مرةً أن قبيلة "بليميس"
جاءت نحو الشمال وسلبت بعض المدن وأسرت الناس والدواب، ثم رحلوا جنوبًا بكل غنائمهم وعسكروا في ولاية "بسوي". ثم أراد أبي أنبا شنودة أن يذهب إليهم لأجل الذين أسروهم، ولما عبر النهر نحو الشرق قابله بعض منهم ورفعوا عليه حرابهم لكي يقتلوه، وللحال يبست أيديهم وتخشبت وثبتت منبسطة بطولها بدون أي قابلية للثني، فظلوا يصرخون بانزعاج شديد. وقد حدث نفس الشيء لبقية هؤلاء الناس حتى وصل أبي إلى كرسي ملكهم. ولما تحقق ملكهم من أنهم لن يتغلبوا على القوة التي كانت مع أبي،


قام وسجد أمامه قائلاً: "أتوسل إليك أن تستعيد صحة أيادي هؤلاء الناس". فلما رشم أبي علامة الصليب عليهم استعادت أياديهم صحتها في الحال! ثم وعده الملك بهدايا، ولكنه لم يأخذها بل قال له: "أعطوني البشر وخذوا الغنائم لأنفسكم". فأعطاه الملك إياهم بلا ثمن، فعبر بهم إلى الضفة الغربية من النيل وجاء بهم وهو فرحٌ إلى الدير الأبيض حيث استضافهم ثلاثة شهور كاملة. وكانوا رجالاً ونساءً وأطفالاً، فقسّم رهبانه إلى جماعات واضعًا على كل جماعة عملاً، فاهتم سبعة رهبان أطباء بالجرحى وسهروا على رعايتهم، واهتم غيرهم بالشيوخ والأطفال ... وهكذا.
وفي تلك الفترة التي قضوها في الدير مات منهم 94 شخصًا ودُفنوا في الدير، بينما وُلد لهم 52 طفلاً. وقد استهلكوا في تلك المدة 85 ألف أردب قمح من مخازن الدير عدا العدس والزيت والبقول والأغنام والتوابل. ثم أمدّهم أبي بنفقات سفرهم والضروريات وصرفهم بسلام إلى بيوتهم وهم يمجدون الله ويعترفون بفضل القديس النبي أنبا شنودة


. وهكذا كان هؤلاء الرهبان يعملون بنظام وغيرة تحت رعاية رئيسهم المتفاني في خدمة الجميع والساهر على نهضة الرهبنة. وهكذا تُظهر لنا هذه القصة بأن أنبا شنودة كان ملجأً لمواطنيه وقت الشدّة




حدث مرةً عندما اجتمع الإخوة للصلاة في الكنيسة في المساء، أن جاء خلفهم شخصٌ كان يلبس رداءً ملكيًا ومظهره جميلٌ جدًا، وبمجرد أن رآه أبونا القديس اقترب منه وكلّمه بكل احترام وأمسك بيده واقتاده إلى المكان الذي كان الإخوة يتلون فيه القراءات المحفوظة. وقد قاد هذا الزائر التلاوة بحلاوة ووقار عظيمين فابتهج جميع الذين سمعوه بحديثه وطريقة نطقه ومعرفته المميَّزة. ولما انتهى من التلاوة دخل إلى الهيكل واختفى. ثم تذمر بعض الإخوة قائلين: "ألم يجد أبونا واحدًا منا لكي يقود التلاوة بدلاً من هذا العلماني الذي اقتاده لكي يفعل ذلك"؟ فلما علم أبونا بتذمرهم كشف لهم السر قائلاً: "صدقوني يا إخوتي، فإن هذا الرجل هو داود النبي القديس ابن يسى، وإنه هو الذي أراد أن يقود التلاوة في كنيستكم، فها هو الرب قد أنعم علينا بذلك". فاندفع الإخوة في الحال إلى الهيكل وهم يظنون أنهم سيجدونه وينالون بركته، ولكنهم لم يجدوا أحدًا. فتعجبوا جميعًا من الطريقة التي مجّد بها الله أبانا القديس البار أنبا شنودة


أخطأ أحد الإخوة في أمر ما، فطرده أبونا أنبا شنودة من الدير حسب قوانين الدير. فظل هذا الأخ يهيم في البرية في بؤس شديد، ولكنه لما تذكر مراحم الله أعطى نفسه للتوبة قائلاً: "أيها الرب إلهي، الرؤوف والمحب للبشر الذي لا يشاء أن أحد أعمال يديه يهلك، إن كنتَ اليوم تحرك قلب أبي لكي يغفر لي ما فعلتُ ويقبلني مرةً أخرى،
فإن رجائي هو أن آتي إليك مرضيًا إياك في كل شيء"! وبمجرد أن نطق بهذا الكلام ظهر ملاك الرب واقفًا بجواره وسأله: "لماذا أنت مكتئبٌ هكذا"؟ فأجاب: "إنني يا أخي مكتئبٌ لأن أبي القديس أنبا شنودة طردني من وسط الإخوة ولا أعلم ماذا أفعل إذا يئستُ من خلاصي ومن رجائي في التوبة"!
فقال له الملاك: "إذا قبلك أبوك مرةً أخرى فهل ستُراعي العهد الذي قطعته مع الله وتأخذ على عاتقك بالكامل ما وعدتَ به"؟ فانطرح الأخ في الحال تحت قدمي الملاك وقال: "بالتأكيد يا سيدي، إذا تراءف عليَّ فإن رجائي هو أن أراعي هذه الأمور وأتممها". وكما علمنا من هذا الأخ، فإن الملاك كان مرتديًا زي راهب.


فقال له الملاك: "قم اذهب إليه وهو سيقبلك". فقال له الأخ: "لن يسمح لي البواب بالدخول". فقال له الملاك: "إنك لن تجد أحدًا على الباب، فاذهب سريعًا وستجد أباك جالسًا عند المدخل أمام باب الكنيسة وقل له: ’إن الذي كفّ الآن عن الحديث معك عن يمين المذبح يقول: أرجعني مرة أخرى‘". فتشجع الأخ وذهب إلى الدير ووجد كما قال له الملاك، وكان الأب شنودة مرتديًا جلباباً مغسولاً لأنه كان وقت تقديم الذبيحة. ولما أخبره الأخ بما سمعه من الملاك قال للأخ المسئول عن مساكن الإخوة: "أدخل الأخ لكي يمكث مع الإخوة كما كان". فتعجب الإخوة الذين لم يعرفوا عن سر ما حدث




حدث في إحدى السنين أن فيضان النيل لم يأتِ كالمعتاد، وعلم أبونا شنودة من الله السبب الخفي في ذلك، كما أنه كشف ذلك للإخوة بدموع غزيرة وقال لنا: "صلّوا لأجل ذلك، وأنا أيضًا سأذهب إلى البرية وأقضي هذا الأسبوع مصلّيًا للرب، واحترسوا ألاّ يأتي إليَّ أي أحد قط". وفي اليوم الرابع جاء دوق تلك المنطقة واستدعاني أنا ويصا الحقير تلميذ أبينا وقال لي: "أريد أن أقابل الشيخ القديس وأقدم له احتراماتي". فقلتُ له: "إنه غير موجود هنا بل ذهب إلى البرية الداخلية". فقال أيضًا: "اذهب واستدعه لي". فقال له الإخوة: "إنه قال لنا ألاّ نسمح لأحد قط أن يذهب إليه طوال هذا الأسبوع". ولكن الدوق أقسم أنه سيمكث في الدير حتى نستدعي أبانا له لكي يأخذ بركته. ولما شعرنا أننا في ضيق بسببه ذهبنا إلى حيث يمكث أبونا، ولما قرعنا بابه أجابنا بصعوبة بعد وقت طويل، ثم خرج وكان غاضبًا منا وقال: "ألم أقل لكم لا تدَعوا أحدًا يأتي إليَّ طوال هذا الأسبوع"؟ فقلنا له: "اغفر لنا يا أبانا، فقد جاء الدوق إلى الدير ومعه حرّاسه من الجنود، وهو الذي أجبرنا أن نأتي إليك".



ثم قال لنا أبونا: "أنتم تعلمون أنني قلتُ لكم إن الله أمر ألاّ يكون فيضان في هذه السنة، وقد صلّيتُ فوعدني الله الصالح الرحوم أنه في هذه السنة أيضًا سيجعل المياه تغطي وجه الأرض". ولما طلبنا منه جاء معنا إلى الدوق الذي بعد أن أخذ بركته قال له: "أتريد يا أبي أن أذهب إلى الجنوب وأشنّ حربًا على البرابرة"؟ فقال له أبي: "أريد بالتأكيد". فقال له الدوق: "فلتحل بركتك عليَّ يا أبي القديس، وأعطني إحدى مناطقك الجلدية لتكون بركةً لي". فأعطاه إياها.
ولما ذهب الدوق إلى الحرب نسيَ أن يربط المنطقة حول جسمه، فهزمه البربر وقتلوا العديد من جنوده في موقعتين. وأخيرًا رجع إلى نفسه وربط المنطقة حوله وحارب البربر للمرة الثالثة وقتلهم جميعًا! ثم رأى في رؤيا أنبا شنودة وفي يده سيف وهو يساعد في قتل البربر. ثم ذهب إلى الدير ليقدِّم الشكر لله وللقديس البار أنبا شنودة


يتبع


  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:33 AM   رقم المشاركة : ( 13 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



كان في الدير اثنان من الإخوة، أحدهما كان غيورًا متيقظًا لنفسه باهتمام، أما الثاني فقد كان متوانيًا يقضي أيامه في أمور باطلة. وحدث أن حلّ بهما المرض وذهب أبونا أنبا شنودة ليفتقدهما، فقال للأخ المتواني: "إنني أراك تقاسي وأنك تقترب من الموت، فماذا تظن في نفسك"؟ فأجاب الأخ: "صدقني يا أبي، إنني لم أتمم أيّة واحدة من وصاياك، ولا أعلم بأية طريقة يمكنني أن أبرِّر نفسي"! ثم ذهب أبونا إلى الأخ البار،
الذي لم يكن مرضه خطيرًا، وسأله: "ماذا تظن إذا افتقدك الرب، هل أنت متيقنٌ الآن أنك ستجد رحمة"؟ فأجاب قائلاً: "صدقني يا أبي القديس، إنني كنتُ غيورًا في حفظ جميع وصاياك،

ولكن إن كان الله ليس رحيمًا فلا أعلم ماذا سيحدث لي". فقال له أبي: "جيدٌ". وبعد ذلك رقد الأخ الغيور وذهب إلى الرب. أما الأخ المتواني فقد شُفيَ من مرضه، ولكنه ظل مستمرًا في توانيه، وكان أبونا حزينًا بسببه.




ثم حدث أن الإخوة بينما كانوا يفرشون ترابًا في البيدر، كان بعض الإخوة يحملون ترابًا وكان من بينهم الأخ المتواني، وكان يمشي متباطئًا ومعه مقطف التراب وهو يمزح بتكاسل ويعج بالضحك. فقام أبونا الشيخ بغضب وأمسكه وألقاه على الأرض وألقى عليه مقطف التراب
وقال له: "ألا يكفيك أنني من أجلك سلّمتُ الأخ الغيور واستعدتك أنت إلى الحياة راغبًا في توبتك؟! وها أنت لا زلت غير متنبّه لأعمالك الشائنة"!
فنهض الأخ وانطرح أمام أبينا قائلاً: "اغفر لي يا أبي".

ثم أعطى هذا الأخ نفسه للتوبة بغيرة عظيمة وتنهّدات ودموع حتى مرّ شهرٌ كامل. ثم رقد مريضًا واقترب من الموت، فذهب أبونا القديس ليفتقده ومكث بجواره حتى لفظ أنفاسه. ثم
قال أبونا للإخوة: "ها هو أخٌ قد انتقل اليوم إلى الرب بعد أن صارت حياته بلا نقيصة

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:40 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة





في أحد الأيام، جاء ربنا يسوع المسيح إلى أبينا أنبا شنودة وقال له: "إن بعض نسّاك البراري يتطلعون إلى رؤية أولادك، وها هم سيأتون إليك هذه الليلة". ثم اختفى الرب. فجمع أبونا القديس كبار الإخوة والمسئولين وقال لهم: "سيأتي بعض الرهبان إلينا هذه الليلة، فإذا جاءوا في وسطكم احذروا من أن يتكلم معهم أي واحد منكم أو من الإخوة، بل احنوا رؤوسكم لهم وخذوا بركتهم لأنهم قديسون بالحقيقة". فلما اجتمعوا في تلك الليلة لتلاوة كلام الله – وكانوا يصطلون بجوار النار لأنه كان شتاءٌ وهم يتلون ما يحفظونه عن ظهر قلب – دخل أبونا القديس وكان يمشي معه ثلاثة رهبان وهم في مجد عظيم. ولما رآهم الإخوة نهضوا جميعًا وانحنوا أمامهم ونالوا بركتهم. ثم انسحب هؤلاء القديسون وذهب معهم أبونا النبي أنبا شنودة.

وفي الصباح اجتمعنا معه وسألناه: "من كان هؤلاء المكرَّمون، يا أبانا، الذين جاءوا إلينا في الليلة السابقة؟ إننا لم نرَ مثلهم، فقد كانوا يمشون بجلال وحكمة، بملابس بهية. إنهم مختلفون عن بقية البشر، ولكنهم كانوا مثل ملائكة الله"! فأجاب أبونا قائلاً: "مجدوا الله لأجل هذه العطية التي نلناها. صدقوني، فإن هؤلاء القديسين كانوا هم يوحنا المعمدان وإيليا وأليشع النبيان. إن هؤلاء الأنبياء العظام كانوا يتطلعون إلى رؤيتكم في عملكم وطلبوا ذلك من الله، وها هو قد أرسلهم إليكم وتحقق بينكم القول: الأمور «التي تشتهي الملائكة أن تطّلع عليها» (1بط1: 12)

ذهب أبونا أنبا شنودة مرةً شمالاً إلى جبل أسيوط لكي يزور صديقه القديس النبي أنبا يوحنا المتوحد (الأسيوطي) الذي كان يُدعَى أيضًا "النجار". وكان يعيش متوحدًا في البرية حابسًا نفسه في قلاية صغيرة ويتكلم مع الذين يذهبون إليه من طاقة صغيرة. وإلى الشمال من جبل أسيوط توجد أجساد شهداء مدفونة عند الطريق، وكلما كان أبونا أنبا شنودة يمر من هذا الطريق كان يظهر له هؤلاء الشهداء ويقولون له: "مرحبًا بك أيها المحبوب من الله"! كما أنه كثيرًا ما كان يظهر له أنبياء ورسل ويُخبرونه عما يجب أن يقوله سواء لتعزية الآخرين أو لتوبيخهم.

وعندما كان معتكفًا في قلاية خارجية مصلّيًا لأجل فيضان النيل، وقد أوصى ألاّ يذهب إليه أحد، احتجنا أن نسأله في أمر ضروري، فأرسلنا الأب يوسف خادم أبينا لكي يُخبره بالأمر ويسأله عما يجب أن نفعله. ولما اقترب من قلايته سمع صوتًا بدا منه أن أبانا كان يتكلم مع بعض الناس، فخاف أن يقرع الباب.
وبعد قليل ناداه أبونا قائلاً: "تعال يا يوسف، لا تمكث خارجًا"! فدخل وأخذ بركته، فقال له أبونا: "لماذا أتيتَ إلى البرية ولم تفتح الباب وتدخل"؟ فأجاب باتضاع: "ظننتُ أن ولاةً جاءوا إليك من المدينة وأنهم كانوا يتحدثون معك، لذلك لم أدخل يا أبي". فقال له أبونا: "إن شنودة لا يتكلم مع بشر في البرية، بل مع ملائكة أو أنبياء أو رسل أو شهداء. ولكنك فقدت بركةً عظيمةً اليوم، لأن الاثني عشر رسولاً قد جاءوا ليفتقدوني وقد ذهبوا للتو. صدقني يا بُنيَّ، إنهم هم الذين كانوا يتكلمون معي الآن

عندما التأم المجمع المسكوني في أفسس لكي يحرم نسطوريوس الهرطوقي، وكان أبي النبي أنبا شنودة هناك مع القديس كيرلس (عامود الدين) رئيس أساقفة الإسكندرية، ذهب الجميع إلى الكنيسة وجلسوا، ووضعوا في وسط المجمع كرسيًا آخر ووضعوا عليه الأناجيل الأربعة. ولما دخل نسطوريوس الكافر بمظهر كله كبرياء وعدم خجل، أخذ الأناجيل الأربعة ووضعها على الأرض وجلس هو على الكرسي! فلما رأى أبي ذلك قفز سريعًا بغضب مقدس في وسط آبائنا القديسين، وأخذ الأناجيل من على الأرض وضرب نسطوريوس على صدره قائلاً: "أتريد أن ابن الله يجلس على الأرض بينما تجلس أنت على الكرسي"؟! فقال نسطوريوس لأبي: "ما شأنك أنت بهذا المجمع؟ إنك بالتأكيد لستَ أسقفًا، ولا أنت أرشيمندريت (رئيس متوحدين) ولا مسئولاً كبيرًا، بل مجرد راهب"! فقال له أبونا: "إنني أنا الذي أراد الله أن آتي إلى هنا لكي أنتهرك من أجل آثامك وأكشف أخطاء كفرك باحتقارك آلام ابن الله الوحيد التي احتملها لأجلنا لكي يخلصنا من خطايانا
. وهو الذي سينطق الآن عليك بحكم سريع"! وللحال تملّك الشيطان على نسطوريوس الكافر. وللحال قبّل البابا كيرلس أبانا أنبا شنودة، ثم أخذ البطرشيل الذي كان حول عنقه ووضعه حول عنق أنبا شنودة، ووضع عصا في يده وجعله أرشيمندريت (أي "رئيس متوحدين"، وهو اللقب الذي اشتهر به حتى الآن)، وصاح جميع الحاضرين قائلين: "مستحق مستحق مستحق أيها الأرشيمندريت

كان في الدير راهبٌ شابٌ، وكانت تعترضه أفكار طفولية شيطانية. ولأن هذه الأفكار كانت تعذّبه، فقد عزم في قلبه قائلاً: "إذا جاء والدي ليزورني فسأرجع معه إلى العالم"! فعلم أبونا البار أنبا شنودة بأفكار الأخ واستدعاه وقال له: "هل هذا حق أنه إذا جاء والدك سترجع معه إلى العالم"؟ فضحك الشاب، ثم قال له أبونا: "إنني حقًا سأرسلك إلى أبيك الحقيقي"!! ثم صرفه. ثم اعتلّ هذا الشاب وعلم أبونا بذلك، ثم طلب منه الإخوة أن يصلّي من أجله لكي يُشفَى، لأنه كان يقاسي من آلام شديدة. فقال لهم أبونا: "ما شأنكم به؟ إنه يريد أن يذهب إلى أبيه"! فلما سمع الإخوة ذلك انصرفوا. وفي سابع يوم من مرض الشاب رقد في الساعة التاسعة من النهار، فكفّنه الإخوة ودفنوه. ثم جمع أبونا الإخوة جميعًا وتحدث معهم بكلمة الله، ثم قال لهم: "صدقوني يا إخوة، فها هي اليوم نفسٌ ليس فيها أيّة شائبة قد ذهبت إلى الله، بل إنها ستذهب بدون أي عائق إلى أماكن الراحة حتى تسجد أمام قدس الأقداس". فلما سمع الإخوة ذلك مجدوا الله وأعدّوا أنفسهم لخدمة الرب بصبر وبدون انحراف





في أحد الأيام، بعد انتهاء صلاة المساء، جلس أبونا أنبا شنودة ليستريح قليلاً، فظهرت له رؤيا من عند الرب: إذ رأى أمامه رجلاً ممتلئًا كله بمجد عظيم، وتنبعث من فمه رائحة زكية قوية، وكان وجهه يشع نورًا مثل الشمس. فقال له الشيخ: "مَنْ أنت يا سيدي الذي يحيط بك هذا المجد العظيم"؟ فقال له: "أنا بولس رسول المسيح. لأنك تحب عمل المحبة وتعطي صدقات لأي واحد يطلب منك، ولأنك تحفظ جميع الوصايا بكل الطرق بسبب حبك لله، فها هو الرب قد أرسلني لك لكي أعزيك بسبب ما تفعله لأجل المساكين والمعدمين". وظل هكذا يتكلم معه حتى حان وقت اجتماع نصف الليل في الكنيسة. وحينئذ أعطاه الرسول رغيف خبز، فأخذه الشيخ ووضعه في كيسه. ثم قال له الرسول: "ضع هذا الرغيف في مخزن الخبز الذي يوزع الإخوة منه الخبز، فقد باركه قديسون كثيرون وحتى ربنا يسوع المسيح نفسه قد باركه بأن رشم عليه علامة الصليب. فتشجع وتحصّن ولا تخف! وسلام الله سيمكث ويبقى معك إلى الأبد". ثم حياه واختفى.

أفاق الشيخ القديس من الرؤيا ووجد الرغيف في كيسه، فمجد الله قائلاً: «بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه» (مز116: 12)! وعندما كان ذاهبًا إلى الكنيسة لكي يصلّي مع الإخوة عرج في طريقه على مخزن الخبز حيث وضع الرغيف الذي أخذه من الرسول سرًا دون أن يعرف أحد وأغلق الباب وذهب إلى الكنيسة، وقد رأى الإخوة وجهه مشعًا فتعجبوا! ولما تجمّع الإخوة لكي يذهب كلٌ منهم إلى عمله، جاء الأخ المسئول عن مخزن الخبز إلى الشيخ

وقال له: "يا أبي القديس، من أجل محبتك تعالَ وصلِّ لكي نفتح مخزنًا آخر لنأخذ منه ما يحتاجه الذين يأتون إلينا، فإنه لم يتبقَّ سوى القليل في المخزن الذي نأخذ منه الخبز". فامتلأ وجه الشيخ بالفرح وقال: "اذهب يا بُنيَّ، وأحضر كل ما في المخزن حتى لا يتبقّى شيء". فقال له الأخ: "اغفر لي يا أبي، فإنني لم أترك شيئًا في هذا المخزن سوى سلّة واحدة أريد منك أن تباركها". فقال له الشيخ: "أحضر هذه السلّة". فلما ذهب لكي يُحضرها لم يستطع أن يفتح باب المخزن، وذهب الإخوة معه ولم يمكنهم أن يفتحوه، فقالوا: "واضحٌ أن هذه ليست مشيئة الله أن نعطي جمهور الآتين إلينا اليوم". ولما علم أبونا بما حدث قال للإخوة: "أحضروا من خيرات الله الفائضة، وإن كانت غير كافية فسنفتح مخزنًا آخر لنأخذ منه".

ثم رشم الشيخ علامة الصليب على باب المخزن قائلاً: "أيها الرب إلهي، بقوتك وأمرك فلينفتح الباب"! فانفتح الباب في الحال، وانسكبت من داخل المخزن إلى خارجه كومة هائلة من الخبز حتى ملأت المدخل المؤدّي إليه! وهكذا أخذ جمهور الزائرين والإخوة الرهبان احتياجهم لمدة ستة شهور، وحتى اليوم (عند تدوين هذا الكلام) صار مخزن الخبز هذا يُسمّى "مخزن البركة"

كان أحد الرهبان يعمل في حديقة الخضروات واسمه "بسوتي"، وكان خيِّرًا جدًا، فقد كان يُعطي خضروات لكل مَنْ يأتي إليه ولا سيما الإخوة الساكنين في الجبل. وقد اتهمه الإخوة أمام أبينا أنبا شنودة بكرمه الزائد عن الحد قائلين: "إن بسوتي لا يترك شيئًا في حديقة خضروات الإخوة، فلا نجد نحن ولا الآتون إلينا ما نحتاجه". فقال لهم أبونا: "إن كانت الخضروات لم تفرغ من عندكم يكون هو غير مذنب، ومع ذلك، فسنذهب إليه عند الفجر ونؤنّبه، فإن وجدنا أنه تنقصنا الخضروات ننقله من العمل في الحديقة، ومع ذلك فإنه ما أعظم عمل المحبة"! ذلك لأن أبانا كان يعلم أن بسوتي مباركًا في كل ما كان يعمله.
وفي تلك الليلة، عندما انتهى أبونا من الصلاة واضطجع قليلاً ظهرت له امرأة جميلة جدًا تشعُّ كلها بنور مثل الشمس، وأخذت يد بسوتي وقالت له: "احذر من أن تكفّ عن عمل المحبة في حديقة الخضروات. هل أنت تمتلك الأرض التي تُعطي ثمرها؟ هل أنت تمتلك ماء الينبوع؟ هل أنت تمتلك قدرة الدواب التي تتعب؟ ها أنا أقول لك إن قلب ربي وابني راضٍ عنك لأنك تعطي القليل من الخضروات للإخوة ولكل من يحتاج إليها"! فلما سمع أبونا ذلك علم أنها والدة الإله. ثم اتجهت نحو الشيخ وقالت: "يا شنودة المحبوب عند ابني، ها أنا آتي إليك بهذا الذي اتهموه أمامك، فإن وجدتَ فيه أيّة خطية فأنا أعاقبه بمرض خطير".

ولما أفاق الشيخ من الرؤية دُهش مما حدث، ولما دُعيَ الجميع إلى الكنيسة دخل هو الكنيسة قبل الإخوة ورأى بسوتي البستاني واقفًا في الصلاة وكانت أصابع يديه العشرة مضيئة، فقال له: "مَنْ أنت يا مَنْ أراه هكذا"؟ فقال له: "أنا بسوتي ابنك". فقال له الشيخ: "مَنْ الذي جاء بك إلى هنا يا بُنيَّ"؟ فأجابه: "إن الذي جاء إليك في قلايتك وتحدث معك قبل استدعاء الإخوة إلى الكنيسة هو الذي جاء بي إلى هنا". فقال له الشيخ: "إنه مكتوبٌ يا بُنيَّ أن إلهك هو الله، وملكك هو رب الأرباب. إنني أعلم أن الله معك في كل ما تعمل. وسآتي إليك اليوم في البستان لكي أفتقدك، أما أنت يا بُنيَّ، فأعطِ الصدقات كما كنت تفعل حتى الآن".

وفي الساعة الثالثة من النهار ذهب إليه الشيخ سرًا في البستان ورأى بسوتي يجمع خضروات للإخوة. فأخذ بسوتي بركة أبي قائلاً: "لقد حلّت عليَّ اليوم بركةٌ عظيمةٌ يا أبي القديس لأنك جئتَ إليَّ،
فسنكون مباركين في كل ما نعمل".

وحينئذ رأى الشيخ العذراء القديسة مريم وأمامها سُلطانية ماء، ووجّهت يدي الأب بسوتي إلى السلطانية لكي يرش الماء على الخضروات وقالت للزرع: "انمُ ولا تتوقف"! ثم أعطته السلام وانصرفت بمجد عظيم. وحينئذ علم أنبا شنودة أن الأب بسوتي كان بارًا فوق العادة، وأن الرب يسوع معه في كل ما يعمله



كان القديس ينبِّه الناس إلى العادات الوثنية والجهالات التي كانت متفشية في ذلك الزمان. فقد قيل إنه بينما كان ذات يوم جالسًا مع بعض الزائرين، إذ بغراب قد وقف على حائط وصاح نحوهم، فتطلّع إليه أحد الزائرين وقال: ”أبفمك بشارةٌ يا غراب“؟ فتنهد أنبا شنودة وقال: ”يا للجهالة التي تسود على بني البشر! كيف يمكن لهذا الغراب أن يعرف هذه الأخبار السارة؟ هل الغراب هو رسول أبيك"؟ لا تضع في قلبك يا بُنيَّ هذا الأمر أن تُنصت للطائر مرةً أخرى،
إنه فقط يصرخ للرب ليُهيّئ له طعامه،
أما سمعتَ المرتل داود النبي يقول: «يعطي البهائم طعامها ولفراخ الغربان التي تدعوه» (مز147: 9)“؟ هكذا كان القديس ينبِّه الناس الذين يتفاءلون بصوت الطيور وحركات الشمس والقمر والنجوم قائلاً: ”إن هذه كلها من أثر عبادة الأوثان لأنه مكتوبٌ: «لا تتفاءلوا ولا تعيفوا ... أجعل وجهي ضد تلك النفس وأقطعها من شعبها» (لا19: 26؛ 20: 6). كما أن كثيرين يتكلون على رؤساء هذا العالم حتى لا يصيبهم شرٌ، وهم لا يعلمون أنه إذا حوّل الله وجهه عنهم لا يمكنهم أن يثبتوا ساعةً واحدة، لأنه مكتوبٌ: «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بني البشر الذين ليس عندهم خلاص، تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم، في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم. طوبى لمن إله يعقوب معينه واتكاله على الرب إلهه» (مز146: 3-5)“


جاء بعض الناس إلى أبي أنبا شنودة بناقة ومعها مولودها، وكان هذا المولود ضعيفًا جدًا لأن أمّه كانت ترفض أن تُرضعه منها. فلما رآها أبونا جاء بقليل من ماء اللقان من الكنيسة وأعطى منه للمولود فشرب. ثم وضع المولود تحت أمّه وقال: "إن كنتِ لا تقبلين مولودكِ فلماذا ولدتِه"؟ وللحال جعلته يرضع من لبنها بدون أي اضطراب، ثم أخذهما أصحابهما ورجعوا إلى بيوتهم وهم يمجدون الله ويطوِّبون أبانا القديس

كان في نواحي إخميم عاملٌ يعمل بعقد عمل سنوي، ولم يكن لأولاده خبز كافٍ. فذهب إلى أبينا أنبا شنودة وتوسل إليه أن يُعينه، ولكن أبي علم في الحال سبب مجيئه. ثم قال العامل لأبي: "يا أبي القديس تراءف عليَّ، فإنني ظللتُ أعمل منذ صباي عند واحد ثم عند آخر، ومع ذلك فإنني أنا وأولادي ليس لنا خبزٌ كافٍ، بل إننا
نعيش معوزين من يوم إلى يوم". فقال له أبي: "ربما أنك يا بُنيَّ لم تجد نوع العمل الذي يمكنك أن تعيش منه". فقال له العامل: "لا أعرف يا أبي القديس". فدخل أبونا الكنيسة وصلّى متوسلاً إلى الرب من أجله. ولما انتهى من الصلاة وجد بعض بذور قرع عسلي، فأخذها وغمرها بالماء على المذبح وأعطاها للرجل قائلاً: "خذ هذه البذور واذهب إلى مكان (حدّده له) وازرع لنفسك قرعًا عسليًا، إن هذا هو العمل الذي عيّنه الرب لك لكي تكتسب معيشتك. ولكن إذا نَمَت هذه البذور جيدًا، فإن لي نصيبٌ فيها مخصص لي مثلك". فقال الرجل: "بكل تأكيد يا أبي القديس".
ثم زرع الرجل هذا القرع وجاء إلى أبينا وقال: "لقد زرعتُ القرع، ولكن صلِّ لأجلي لكي أعمل لمدة عشرين يومًا أخرى لكي أكمل سنة حيث أعمل الآن". وبعد ذلك ذهب وعمل في زراعة القرع، ولما أعطى ثمره جاء بالبكور إلى الدير، فوزعها أبي على الإخوة. ثم صلّى على قليل من الماء وأعطاه للرجل قائلاً: "رُشّ هذا الماء على الزرع وقل له: ’إن شنودة قال: ليكن نموك طويلاً لأن لي نصيبًا فيك". ففعل الرجل ذلك، وكبر القرع وأعطى ثمرًا حلوًا وتكاثر جدًا. فباع الرجل منه واكتسب كَمًّا هائلاً من القمح والشعير وأنواع أخرى كثيرة، وهكذا اغتنى الرجل الفقير جدًا وملأ بيته من كل الخيرات حتى احتاج إلى مساعدين له لجمع الثمار. ولما أُتخم من كل الخيرات مات قرع العسل.

ثم ذهب الرجل إلى الدير وانطرح أمام أبي وقال: "يا أبي القديس، بسبب صلواتك المقدسة أنعم الله عليَّ بخيرات عظيمة، فتعالَ معي الآن لكي نقتسم عطية الرب بيننا". فذهب أبونا معه بكل بساطته ومعه غصن من سعف النخل، ورأى في بيت الرجل أهراءً مليئةً بالخبز والقمح، ثم أراد أن يختبر نيته. فقال له الرجل: "اقتسم عطية الرب بيننا، وها أنا قد أعددتُ العربات لكي تأخذ نصيبك إلى الدير".


فلما رأى أبي طبيعة إيمانه ونيته قال له: "يا بُنيَّ، إن شنودة لا يريد شيئًا، بل خذ كل هذه لنفسك لتعيش منها مع أولادك. وإنني أثق في الله أنك من اليوم لن يعوزك أي خير مرةً أخرى، ولكن كن خيِّرًا مع الجميع. وتعالَ الآن لكي تُريني القرع المزروع". وهناك وجدا أن الزرع قد مات، فلمسه أبونا بالسعف الذي معه قائلاً: "أيها القرع، أقول لك انمُ وأعط ثمرًا أكثر قليلاً لأجل هذا الرجل لكي يعيش هو وأولاده"! ثم عاد أبونا إلى الدير،
وقد ازدهر القرع مرةً أخرى وأعطى ثمرًا عظيمًا حتى اغتنى الرجل جدًا بخيرات لم يرَ مثلها آباؤه ولا أجداده، وظل يمجد الله ويعترف بفضل أبينا أنبا شنودة كل أيام حياته



يتبع




  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:45 AM   رقم المشاركة : ( 15 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



قال أنبا ويصا:
ها نحن قد أخبرناكم عن القليل من عجائب ونسكيات أبينا القديس النبي أنبا شنودة، الرسول
والبتول، الكاهن ورئيس المتوحدين، هذه التي رأيتُها بعينيَّ وسمعتُها بأذنيَّ، أنا ويصا تلميذ أبي الشيخ. لقد كان مبجَّلاً في جيله وكان «كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو» (مز92: 12)، حتى أن سمعته انتشرت في البلاد الأجنبية وملأت وجه الأرض كلها. وقد انتصر مظفَّرًا على كل قوة العدو بسبب فيض دموعه المباركة، ورسوخ حياته الملائكية وتأسيس مجمع رهبانه المقدس الذي ظلّ مشهورًا بعد انتقاله.

ولكننا فلنرجع مرةً أخرى إلى تقدُّمه الصالح فلعلنا نحصل على نعمته. فقد كان أبونا أنبا شنودة يوجِّه كل واحد، صغيرًا كان أو كبيرًا، راهبًا أو علمانيًا، بأحاديثه ورسائله المتبّلة بالملح. وكان يوصي الجميع أن يكونوا مضيافين ورحومين على الكل، وذلك حتى تظل الروح الخيِّرة والسلام والبر باقية في الدير في كل الأوقات



وقيل إنه كان يأتي إليه كبار رجال الدولة لكي يستشيروه في أمورهم الهامة، فكان يكشف لهم ما خفيَ من أسرارهم حتى اعتبروه كأحد الأنبياء العظام الذين يخاطبون الله رأسً


وكان أنبا شنودة محبًا لإنصاف المظلومين، فقد جاء إليه ذات يوم بعض الكرامين المسيحيين طالبين منه أن يُنصفهم من سيدهم الوثني الذي لم يدفع لهم أجورهم بحجة أن الكروم لم تُثمر جيدًا. فسار القديس بصحبة عدد كبير من رهبانه إلى ذلك الوثني وألزمه بدفع حقوق الكرامين، فدفعها مُكرهًا.




ثم قال أنبا ويصا: وبعد ذلك طعن أبونا في أيامه وامتلأ أيامًا صالحة مثل أبائنا البطاركة. وقد أعلن أبونا البار عدة مرات لنا جميعًا قائلاً: "لقد أنعم الرب عليَّ بطول عمر موسى أول الأنبياء، أي مائة وعشرين سنة. أما إذا أغضبتموني فسأصلّي أن يأخذني قبل أن تكتمل هذه السنين". ولما تقدّم أبونا في الأيام وبلغ نحو مائة وثماني عشرة سنة، بدأ يتوعك في اليوم الأول من شهر أبيب، وهو نفس التاريخ الذي وُلد فيه كما أخبرنا. وقد جاء إليه السيد المسيح بالليل، فقال له أبي: "يا ربي وإلهي، أطلب أليك أن تقويني لكي أنطلق إلى المجمع إذ إن البابا البطريرك أرسل يستدعيني لكي أقاوم الهراطقة الذين يجدفون على الثالوث القدوس". فأجابه السيد: "يا صفيّي شنودة، أتريد عمرًا آخر بعد هذا العمر الطويل ولك أكثر من مائة سنة منذ أن صرتَ راهبًا؟ إن تمام السابع من شهر أبيب هو يوم مقدس، فهلم إلى مكان الراحة لكي تتنيح إلى الأبد"!




وحينئذ قال لي أنا ويصا تلميذه: "أريد قليلاً من الخضروات المسلوقة". فجئتُ له سريعًا ببعض منها، ثم قال لي: "ضعها على السطح حتى أطلبها". ففعلتُ ذلك. وفي اليوم الثالث من مرضه قال لي: "أحضر لي تلك الخضروات المسلوقة". فأحضرتها، ولما فتح فاه وجد أنها منتنة مثل الرمّة، فقال في نفسه: "لقد اشتهيتِ هذا يا نفسي، فكُليه"!

ثم قال لي: "ألْقِها خارجًا"، ولم يذقها ... ومنذ ذلك اليوم بدأ المرض يشتدّ عليه حتى جاء اليوم السادس من أبيب، ثم استدعى كبار إخوة الدير وقال لنا: "يا أبنائي الأحباء،
لقد طلبتُ أن تأتوا جميعًا لأن هذه هي حقًا مشيئة الرب أن يأخذني من هذا المسكن الوقتي ويفصل روحي من جسدي البائس".

فألقينا بأنفسنا عليه وبكينا بشدة وقلنا له: "هل ستذهب يا أبانا وتتركنا يتامى؟ فأين سنجد أبًا مثلك لكي يعلِّمنا ويملأنا بكل أنواع الغذاء الإلهي والبشري؟ لقد ملأتَ العالم كله بوصاياك المقدسة وكلامك المملوء حكمة الذي أنعم به الله عليك، وكل تنظيماتك وتعاليمك الرسولية قد ملأت العالم كله".

فقال لنا: "احفظوا وصاياي التي وضعتُها لكم، واحترسوا من أن تتجاهلوا التنظيمات التي علّمتُها لكم من الرب: المحبة الأخوية والرحمة وإضافة المحتاجين والغرباء، ولا تجعلوا هذه كلها تكفّ (أو تتوقف) في الأديرة المقدسة، اقبلوها كلها من أجل محبة المسيح لكي تأتي إليكم ملائكة الله وتسكن معكم. لا تتهاونوا في العبادة والصلوات والأصوام، بل واظبوا عليها بمثابرة في كل الأوقات لكي تكونوا رفقاء للمسيح، وبحفظكم لها لن يعوزكم أي خير سواء هنا أو في العالم الآتي. واسمعوا من أبيكم ويصا لأنه هو الذي يكون لكم أبًا وراعيًا"!


ثم صار مرضه أيضًا إلى حال أردأ، وكنا جميعًا نبكي من أجله بحزن قلوبنا. وفي صباح اليوم السابع من أبيب كان يتألم في مرضه بشدّة. وفي الساعة السادسة من النهار قلتُ له: "كيف حالك الآن يا أبي"؟ فقال لي: "ويلٌ لي لأن الطريق طويل، حتى متى عليَّ أن أنتظر حتى أذهب إلى الله؟ توجد مرعبات وسلاطين قوية على الطريق، ويلٌ لي حتى أتقابل مع الرب"! ثم صار صامتًا في غيبوبة نحو نصف ساعة.


وفجأةً صاح قائلاً: "من أجل محبتكم، يا آبائي القديسين، باركوني، تعالوا واجلسوا أمامي بحسب رتبكم". ثم قال أيضًا: "ها هم البطاركة قد جاءوا مع الأنبياء، ها هم الرسل مع رؤساء الأساقفة، ها هم رؤساء المتوحدين قد جاءوا مع جميع القديسين". ثم قال أيضًا: "أبي أنبا بيشوي، أبي أنبا أنطونيوس، أبي أنبا باخوميوس، خذوا يدي لكي أنهض وأسجد لذاك الذي تحبه نفسي، لأنه ها هو قد جاء لأجلي مع ملائكته"! وفي تلك اللحظة فاح أريج رائحة قوية، وحينئذ سلّم روحه بين يدي الرب في اليوم السابع من شهر أبيب.




ثم دوّت أصواتٌ في الدير، فقد سمعنا أصواتًا حلوة تصيح فوق جسده المقدس وهي تنطق بتسابيح ومزامير وألحان روحانية خورسًا بعد خورس، فقد كانوا يقولون: "سلامٌ لك يا شنودة ولتقابُلك مع الله. اليوم تفرح السماء معك، أنت يا من لم تسمح للشيطان أن يظهر في أي واحد من أديرتك. سلامٌ لك يا شنودة حبيب الله ومحبوب المسيح وأخو جميع القديسين.


إننا جميعًا نفرح معك، أنت الذي أكملتَ التهذيب وحفظتَ الإيمان، ويا من نلت إكليلاً مضيئًا. ها هي أبواب السماء قد فُتحت لك بفرح لكي تدخل منها".



ولما سمعنا هذا كله غطينا جسده المقدس ووضعناه في صندوق ودفنّاه. ثم جلسنا نبكي بقلوب حزينة من أجله لأننا فقدنا معلِّما عظيمًا صالحًا. ثم مجدنا الله وقدمنا الشكر للرب ملكنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس المحيي الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين




يتبع




  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:47 AM   رقم المشاركة : ( 16 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة


صلاة خاصة بالقديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين :



+ المجد للآب والابن والروح القدس، ثالوث في وحدانية ووحدانية في ثالوث.
+ اللهم نجني لكي لا أخطئ إليك اليوم بشكل من الأشكال سواء بالقول أو الفعل أو الفكر.
+ اللهم اغفر لي أنا الخاطئ، فإني لا أستحق أن أرفع عيني إليك يا رب، لأني أخزى من كثرة خطاياي.
+ اللهم لا تحسب عليَّ آثامي، بل اصنع معي رحمةً في ملكوتك.
+ اللهم إني أتضرع إليك وأسألك من أجل نفسي وجسدي البائسين أن تهب لي أن أصنع إرادتك لترشدني برحمتك. أيها الرب الإله اغفر لي خطاياي واستر آثامي، ونجني من غضبك ورجزك.
+ اللهم ماذا أقول حينما أحضر بين يديك؟ وبمَ أتزكّى حينما تحاكمني؟ يا يسوع المسيح دبّرني، استرني من الأهوال، ونجّني من لجّة أمواج الشيطان، ضع سلامك واسمك القدوس عليَّ أيها الساكن في السموات، ولتشملني رحمتك وتسترني.
+ اللهم لا تسلّمني ليد العدو، فإني ألقيتُ كل اهتمامي عليك أيها المسيح ابن الله.
+ اللهم إذا ملتُ إلى الشر فلا تتركني ولا تدعني أسير مع شهواتي الرديئة، ولا تدع تبكيتي ليوم دينونتك العظيمة، ولا تقضِ عليَّ كاستحقاق خطاياي، بل استر عريي أمام منبرك المرهوب.
+ اللهم طهرني لكي لا يوجد في نفسي دنس بين يديك. أيها الإله محب البشر حصِّن نفسي بدمك الكريم واضبط نفسي من الخطية فأعيش في مخافتك، أيقظني من سنة الغفلة التي تنتج من نبع الخطية الرديء الطعم، واحفظني من الضلالة والزلل بشفتيَّ، واجعل ملاكك الطاهر يطرد عني كل تجديف فيجد روحك القدوس مكانًا فيَّ.
+ أيها الصالح أعطني سبيلاً أن أهرب من عثرات الضلالة لكي تسبحك نفسي وروحي كل أيام حياتي.
+ اللهم استجب لي ككثرة رحمتك واقبل بين يديك صلاتي وابتهالي.
+ اللهم نجني لكي لا أخطئ إليك وأعطني سبيلاً أن أصنع مشيئتك، ولا تنـزع نعمتك عني ولا تبعد عني معونتك. أعن ضعفي على الشرير وجنوده وتابعي هواه، وطهِّر قلبي ولساني وجميع حواسي. وانزع مني القلب الحجري وأنعم عليَّ بقلب منسحق لأتضرع أمامك. لا تفحص خطاياي أو تبحث عنها بل امحها كلها.
+ اللهم لا ترفضني بما أنك دعوتني، فإني عاجزٌ بسبب خطاياي، بل ارحمني يا مَنْ له سلطان الرحمة، فلا أقلق في وقت شدّتي المخوفة.
+ اللهم اجعلني مستحقًا أن أباركك كل الأوقات وإلى النفس الأخير. ثبِّت كلماتك المقدسة في قلبي ونفسي واجعلني مستحقًا لقولك الذي وعدتَ به محبيك.
+ اللهم لا تطلبني وأنت غاضبٌ، وكن لي معينًا في زمان شدّتي، ولا تُخف وجهك عني عند وقوفي أمامك.
+ اللهم لا تطرحني عن يسارك لأنني عصيتك. هب لي ثباتًا وصبرًا، واجعلني مستحقًا لطهرك فإنك قدوس.
+ اللهم قدِّس قلبي أمامك ليكون هيكلاً لروحك القدوس، ونجني من جميع فخاخ الشرير. دبِّر سيرتي كما يرضيك.
+ اللهم تراءف عليَّ واسمع صلاتي واستجب لتضرُّعي. لتستقم صلاتي أمامك كرائحة بخور طيبة بين يديك.
+ اللهم لا تحاكم عبدك فإنه لا يتزكّى أمامك أحد.
+ اللهم إن تفوّهتُ بهذه الاعترافات بين يديك تفضل بعظيم رحمتك وارحمني واستجب لي، وطهرني من جميع خطايا إبليس، فإن لك الملك والقوة والمجد والعظمة والسلطان والكرامة والخلاص الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين




يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:48 AM   رقم المشاركة : ( 17 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



صلاة أخرى للقديس:


يا الله رب الفضائل الرحوم، أنت الذي تعرف ما نحتاج إليه قبل أن نطلبه، الذي بدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا. افتح قلب كل نفس بشرية ترجوك لكي تعرف خطأ هذا الروح النجس الشيطان الذي سقط من السماء مثل البرق حسب كلمتك الحق. أعطنا قوة معرفة ألاعيبه الماكرة لكي ندوسه بأقدامنا وندوس أيضًا كل قوته، لأنك على الصليب صيّرته ضعيفًا ورفضته وجعلته مثل جثة يابسة للذين يفكرون ولا يستصعبون الازدراء به وبكل شروره والضحك على عدم قدرته التي كسرتها فيه.
أعن خرافك أيها الراعي المبارك يسوع المخلِّص واحفظها من هذا الملاك الذي أصبح حيوانًا مفترسًا وجعل من جمع من الأرواح التابعة له أشكال حيوانات متوحشة، ولم يكفه جميع الذين لم يعرفوك حتى يشبع من خسارتهم، ولكنه يتجاسر أيضًا ضد الذين لا يعرفون إلهًا آخر سواك أيها المسيح الإله الذي لا يوجد إله غيرك. إنك لم تتكلم في الخفاء ولا في مكان مختبئ ومظلم. إنك أنت الرب الذي ينطق بالعدل ويتكلم الحق، ولا يوجد غيرك إله عادل ومخلِّص. أنت الذي تتكلم في الذين هم لك. أنت الذي تثبِّت الذين يحبونك بتعليمك الكامل، وفوق كل شيء بيمينك الحقيقية حتى لا يتنجسوا بأشكال أو تقاليد عبّاد الأوثان والعادات الشيطانية. هب لهم أن يتطهروا ويغتسلوا من الأوزار كليةً طالما أن الوقت وقت الغفران، ولم يأتِ بعد وقت يمتنع فيه الغفران. آميـن




يتبع


  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:52 AM   رقم المشاركة : ( 18 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

عظات لأبينا القديس أنبا شنودة

عظة عن السلوك بحكمة في هذا الزمان

بسم الله. من قول للقديس العظيم أنبا شنودة بركاته تكون معنا، وبركات جميع القديسين تحل علينا وعلى هذا الشعب لنحيا وتخلص نفوسنا جميعًا، آمين.
1- ما أحسن اللحظات التي تنطلق فيها السفينة للسفر، وما أجمل اللحظات التي فيها ترسو على ميناء السلامة، أما الغرق فهو رديء!
2- ومعنى قولي هذا أنه ما أحسن الانطلاق إلى بيعة الله، وما أجمل الصوم، وما أجود الوقت الذي يمتنع فيه الرجل عن زوجته! كذلك صالحةٌ هي جميع الأمور اللازمة والضرورية، أي الاشتغال في الفلاحة (وغيرها)، كما أنه حسنٌ هو الأكل وحسنٌ هو الزواج، وحسنٌ هو جميع ما نحتاج إليه، أما الزنى فهو رديء. كذلك عدم الإمساك وخديعة المقتنيات (الزائدة عن الحاجة) وكل هذه الأمور.
هذا أقوله خاصةً للعلمانيين (الساكنين في العالم) الذين يمارسون الزيجة العفيفة، وليس للرهبان الذين حملوا صليبهم وتبعوا مخلِّصهم كوصية الإنجيل وأحبوا الطهارة كملائكة النور لكي يصيروا معهم أيضًا في ملكوت أبيهم.
3 - حسن أيضًا هو التسلُّق على الجبل العالي في أي وقت وفي كل يوم للحصول على الرزق وجمع الخيرات، وطيب جدًا هو الوصول إلى مداخله بعد كشف مسالكه ومنعطفاته حتى يدرك الإنسان مقاصده. ولكن ما أردأ السقطة من فوق مرتفعاته حيث يترضض الجسم كله!
4 – معنى ذلك أنه ما أحسن الالتجاء إلى الله في كل وقت متضرعين إليه أن يحفظنا من الشرير في كل مكان نوجد فيه في هذا الزمان، ويؤهلنا للراحة في الموضع الذي سنرحل إليه. ثم ما أحسن الكدّ في الأعمال الجسدانية والعناية بها من أجل القوت والكسوة ومحبة الغرباء، ومن أجل تقديم القرابين والصعائد التي نقدّمها لله عن أنفسنا. أما السقوط عن هذا السبيل والترضُّض بالخطيئة فهو رديء!
5 - ما أحسن الليل بعد أن نستريح فيه، والنهار أفضل لأنه إذا أشرقت شمسه تأوي جميع الوحوش وترقد في جحورها، ويخرج الإنسان إلى عمله وصناعته حتى المساء.


6 - أما تفسير هذا الكلام، فهو أنه لما أشرقت شمس البر - أي لما جاء المسيح إلى العالم - اجتمعت الشياطين ورقدت في كهوفها التي هي قلوب الجاحدين لله. أما خروج الإنسان إلى عمله وصناعته حتى المساء، فمعناه انطلاق الإنسان العابد في خدمة الله وانشغاله بالخير والصلاح حتى وقت شيخوخته وإلى أن يمضي إلى المسيح!
7 - والصناعات وأشغال الناس الجسدانية ليست واحدة، بل إنها كثيرة ومتعددة. هكذا أيضًا الأعمال الروحانية، فصناعتها والاشتغال بأمورها ليست واحدة بل متعددة وكثيرة. هكذا أيضًا في الروحيات، فالصناعة بها والاشتغال بأمورها ليست واحدة بل متعددة وكثيرة، فكثيرون اختاروا البتولية، وآخرون طهر المضجع (أي الزواج الحسن)، والبعض حملوا صليبهم وتبعوا الرب (أي الرهبنة)، وآخرون اختاروا الرحمة والتوزيع من كل غنى هذه الدنيا، والبعض تخصصوا للصلاة والزهد، وآخرون كرّسوا أنفسهم لكل عمل صالح.
8 - كما نجد أن كثيرين يعاتبون النائمين إن لم يقوموا في الوقت اللائق قائلين لهم: ”ها إن الشمس قد أشرقت وأنتم نيام“؟ فما يقولونه هو الصواب! أفلا ينبغي علينا نحن أيضًا بالأكثر أن نقول هكذا إن المسيح قد جاء إلى العالم ونحن لا نزال نخطئ ولم نتُب؟ ولا سيما بالأكثر أن هذا هو الزمان (الوحيد) الذي ينبغي أن ننتبه فيه من غفلة النوم.
9 - إن كنا في هذا الزمان نعمل الرذيلة، فما هو الزمان الذي نقتني فيه الفضيلة؟ أتُرى في الزمان الذي سيكون مخصصًا للنحيب والبكاء في أماكن الظلمة (التي نُطرَح فيها) لأجل نجاساتنا وعثراتنا التي جعلناها في رهبانيتنا بعدم تقوى وقلة خشية من جهة الكلام الذي يدينوننا به؟
10 - لقد قيل: «لا نجعل عثرةً واحدةً في شيء لئلاّ يُهين أحدٌ خدمتنا» (2كو6: 3)، وهوذا قد استهان بنا كثيرون واحتقروا خدمتنا وطقسنا وأسماءنا وأيضًا إسكيمنا وحسبوها كلا شيء، فصرنا ضُحكةً وهُزءًا عند أعداء المسيح.
11 - فإن كان اللوم والعقاب يكون على الذين يسكرون ويتغافلون بالليل؛ فماذا يكون مقدار الحكم الواجب على النيام بالنهار؟ ومعنى قولي هذا أنه إذا كان العصاة الذين عميت قلوبهم عن معرفة الله وشرائعه قد حُتم بالقضاء عليهم؛ فكم بالحري يكون القضاء والدينونة الواجبة على الذين يخطئون بعد أن عرفوا يقينًا أنه لا إله إلاّ الرب يسوع؟


12 - ويا ليت الغفلة والسُكر كانا يقتصران على الذين ينامون ويسكرون بالليل، فإن هذا يكون خيرًا عظيمًا لكل المسكونة، ولَصارت الأرض مثل الفردوس الذي غرسه الرب الإله الضابط الكل منذ تأسيس العالم؛ إلاّ أن الذين ينامون ويسكرون بالنهار كثيرون!
13 - لذلك تحل بنا البلايا مرّات كثيرة، وتدركنا الآلام والشدائد على ممر الزمان.
14 - ولكن لا زال يوجد بين الناس مَنْ يُجهد ذاته في عمل الصلاح، ومَنْ يقوم للصلاة والتسبيح لله في ظلمة الليل، كما يوجد أيضًا مَنْ يرتكب المعاصي في نور النهار كالزناة وأبناء الغضب.
15 - وها قد سبق أن عرّفناكم ما هو النوم وما هو النهار وما هو الليل.
16 - يوجد أناس جرائمهم وذنوبهم مشهورة في هذه الدنيا، هؤلاء تسبقهم أعمالهم السيئة إلى الحكم قبل مماتهم، ويوجد أناس تتبعهم ذنوبهم عند مماتهم حيث تدركهم المشقة بشدّة. فالذنوب التابعة هي التي تظن أنت أن أحدًا من الناس لا يعرف أنك فعلتها، ولكنها جميعًا تقف في وجهك يوم الدين إزاء حكم الله العظيم، وجميع أعمال المكر التي تمارسها على اختلاف أنواعها سوف تُعلَن وتُشهَر يوم يدين الله سرائر الناس ويكشف خفايا الظلمة.
17 - فالآن تُبْ أيها الإنسان الذي تعصى ربك. هل تظن أنه يعفو عنك؟ كلاّ لن يعفو عنك إذا لم تتُب.
18 - هذا حسب ما قاله النبي العتيق إذ يُنذرنا ونحن لا ندري. أما تأويل ذلك فهو أننا نرتكب ذنوبًا عديدة ونحن غافلون عنها وكأنها ليست ذنوبًا، مع أن مثل تلك الذنوب (التي ارتُكبت سرًّا) هي أعظم وزرًا. لأن الذنوب التي نرتكبها خُلسةً ترصدها عين الله الناظرة إليها، لأننا نتجاهلها ولا نحسبها ذنوبًا فنتوب عنها. مع أن ذنوبنا التي تُشهَر بين الناس، إذ يكون الناس قد تحققوا منها، نحسبها ذنوبًا ونخجل منها، أَفليس هذا هو سلوك المرائين الذين يدركهم الحزن إذا انفضحت أعمالهم بين الناس ولا يختشوا أو يخافوا من وجه يسوع؟! فليكن معلومًا على كل حال أن كل مَنْ كانت قلوبهم بالذنوب راضيةً، فهؤلاء ليس لهم إله إلاّ الناس (الذين يخافونهم)!
19 - فماذا نظن إن كنا لا نتوب عن المعاصي والذنوب؟ مَنْ نرتجي؟ أو مَنْ ننتظر؟ أو مَنْ سيتنبّأ لنا (من جديد)، أو مَنْ ذا الذي سينذرنا أو يسلِّم ذاته عنا ويموت لأجلنا؟
20 - أننتظر نبيًا آخر أو رسولاً؟ أو أن ابن الله يأتي حتى يعلِّم الناس أو يسفك دمه عنهم؟
21 - لقد قُضيَ حتمًا أن جميع القديسين سيأتون بصحبة يسوع ملكهم، ولكن لكي يستقصوا عن تعاذيبهم وآلامهم ودمائهم وعن كل ما صُنع بهم ويسألوننا عن ثمارها فينا من أعمال، فلا يوجد لدينا إلاّ ما نستحق عليه المقت والإهانة. 22 - كذلك حينما تحدّث النبي عن التي ولدت الأولاد الكثيرين كيف صارت بغير بنين وغابت عنها الشمس في منتصف النهار، فنحن لا نجد منفعةً لنا من ذلك إذا فسرناه على مجمع اليهود وحدهم من حيث أن الله كان حالاً بينهم وشرائعه كانت بأيديهم ثم كفروا بها. لأنهم إن لم يكن لهم الابن الرب يسوع، فليس لهم الله الآب. وكانوا يتقلبون لأسباب كثيرة ولم يريدوا أن ينقادوا لطاعة الآب الضابط الكل لكي يعمل معهم خيرًا.
23 - لكن تأويل المعنى هو أن النفس التي كانت بكرًا زمانًا وقائمةً في الصلاح والبر وتمارس الفضائل، ثم إن هي سقطت وتنجست ومارست الرذائل تغيب عنها الشمس في منتصف النهار، أي الرأي والمعرفة، وتختفي منها الحكمة والصواب حتى تيأس وتتعرّى من صبرها.
24 - وأما معنى العاقر التي ولدت سبعة بنين، فهي كنيسة الأمم التي صارت كرمل البحر وكنجوم السماء بحبها ليسوع. أما الكثيرة الأولاد التي ضعفت فهي مجمع اليهود الذين ضعفوا في الإيمان بعد المحبة الكثيرة التي عاشوها في الله حينما خرج منهم الآباء والأنبياء والرسل والقضاة والصديقون، أما الآن فقد أقفرت.
25 - وهي التي قيل عنها إن ابنة صهيون تصير كالراقوبة (الناطور أي الحارس) في الكرم وكالعريش في المقثأة ("خيال المآتة" وسط المزروعات لتخويف الطيور). كما قيل عنها إنها أشبهت في ظلمتها نهاية الليل، كما قال عنها الله: إنني من أجل آثامكم طلّقتُ أمّكم. كما شبّهها بالأرض التي كانت مثمرة فصارت سبخة من أجل رذائل الشياطين الحالّة فيها.
26 - هذه هي النفس التي كانت سابقًا غير مثمرة، ثم تفاضلت في الأعمال الصالحة، والتي كانت متفاضلة في الأعمال الصالحة لم تقتنع بضعفها في عمل الصلاح، فارتدّت إلى عمل الرذائل وأكملت جميع الأعمال غير الصالحة.
27 - والذي قيل عن أورشليم عندما عصت ربها: إنني أسوق شعبها إلى السبي والجلاء حتى تصير مسكنًا للتنانين. وتأويل هذا هو أن النفس الملازمة لخطاياها ولا تشاء أن تتوب، فهذه يقول عنها الرب: أنا أسلِّمها لشدائد كثيرة وضيقات حتى تصير مسكنًا للشياطين.

28 - ثم أيضًا كثيرةٌ هي الأقوال والأعمال الباهرة التي صنعها الرب، التي اشتهى أنبياء كثيرون وملوك وأبرار أن يروها أو يسمعوها فلم يروا ولا سمعوا، كما قال الرب في الإنجيل. أما نحن فقد تحققنا منها وميّزناها، ولكننا تهاونّا بكل ما صنعه ربنا.
29 - فهل مثل هذه الأقوال والأعمال التي سمعناها تزيدنا عصيانًا ولا تجعلنا نكفّ عن الخطيئة؟ حاشا. ورغم ذلك فلا يستطيع أحد أن يُكابر ويقول إنني ما رأيتُ ولا سمعتُ وإلاّ كنتُ قد نذرتُ ذاتي منذ طفولتي أن أصون هيكل الله فيَّ ولا أدنّسه وأحفظ بيته وأتجنب الظلم وجميع رذائل إبليس.
30 - أما أنا فأقول إنه طالما أن الإنسان يحرس جسده وقلبه طاهرين من أجل الله، فكل ما هو صالح يصير من نصيبه.
31 - ثم علينا أن نتعظ إذا سمعنا أن النحل لا يصنع خيره ولا يستأمنه في أي وعاء كان، بل لا بدّ أن يهيِّئ له وعاءً خاصًا (أي قرص الشمع). فكم بالحري المسيح وروحه القدوس لا يصنع الخير في الإنسان وفي روحه إلاّ إذا وجده مستعدًا لوصاياه بكل الطهر والنقاوة.
32 - ثم إن النحل – هذه الحشرة الطائرة اللطيفة - يقوم بعمل آخر، إذ إنه يعرف كيف يبني لنفسه بيتًا (فهو يجمع حبيبات الشمع الدقيقة من على ساق وأوراق النباتات ويعجنها ويعمل بها القرص الذي يجمع فيه عسله). فكيف تسأل أنت عن كيفية تجسُّد الكلمة في أحشاء العذراء الطاهرة القديسة مريم؟ فهو وحده العالم كيف كان تأنُّسه فيها وهو الإله القادر على كل شيء، ولا يمكننا نحن أن نعرف جميع أمور الرب على جليّتها، لأن كثيرين سقطوا في التجديف بسبب اختلاط الأمور عندهم فخاب سعيهم وصاروا في بلبلة.
33 - كن أنت مؤمنًا طاهرًا، وإذا مضيتَ إليه فستشاهد مجد لاهوته وجزيل نعمته وفضله.
34 - فإذا كنتَ تستلطف الأشياء التي تشاهدها هنا على الأرض؛ فكم بالأكثر تكون الأمور التي ستشاهدها في السموات أكثر استلطافًا؟ وإن كنتَ تتعجب من عظمة المدن المصنوعة والمزخرفة بالأيدي بكل ما فيها من روعة؛ فكم يكون تعجُّبك إذا شاهدتَ أورشليم السمائية وجمال زينتها وجميع ما فيها من أعمال مصنوعة بيد الله الحي؟
35 - لأنه مهما قلتَ ومهما خطر ببالك أنك إنسان ضعيف ومريض وجسدك ثقيل؛ فإنك إذا أجهدتَ ذاتك تكون عديل الملائكة ولن تنقص عنهم في شيء، حيث إنك تسبحه وتمجّده دائمًا على جميع إحساناته، لأنك تكون في منـزلتهم عند الله وتصير مثلهم وتسبّحه معهم!

36 - لأنه حينئذ لا يكون ثقل جسم ولا ضعف ولا سُقم ولا خطية بعد، لأنك تقوم بجسد روحاني حيث لا زوان في الأرض فيما بعد ولا عين تنبع من بئر، أي لا خطيئة تنبع من القلب لتقف ضدّك، ولا شهوة طبيعية تُلهب الجسد، ولا عين تقع على حُسن امرأة لأجل الشهوة، ولا فكر رديء ضد أحد، حيث لا يوجد هناك بعد ذكر وأنثى ولا عبد وحرّ ولا سلطان لأحد على آخر، إذ يكون الرجال والنساء على حال واحد في ملكوت المسيح، ولا معصية ولا شهوة ولا شيطان يُغوي أحدًا كما أغوى آدم وحواء في الفردوس، إذ كانا في الجسد النفساني فكانت لهما أُذن طائعة للكلام الرديء المؤدّي إلى العصيان وعين مشتهية لثمار الشجرة التي نهاهما الله عن أن يأكلا منها.
37 - فمَنْ كانت عنده الخطية لا تزال حلوة وأحلى من الطاعة، فذلك الإنسان، بعيبه هذا، لا يكون أهلاً لله ولا لخيراته.
38 - إذا كان رب البيت جليل القدر، فإنه يأبى أن يدخل منـزلاً إذا لم يسبقه أولاً مَنْ ينظِّفه من القذارة. أو أنه كيف يدخله إن كان قد هدمه الأعداء؟ أو كيف ينسجم فيه وبداخله عبدٌ أحمق؟
39 - معنى قولي هذا هو أنه إذا كان الرب يسوع، بعد جهد عظيم، يحلّ في إنسان ذي همّة يعكف على طهارة قلبه كل يوم من الأفكار النجسة والهواجس السقيمة؛ فكيف يحلّ أو يسكن بأي حال في جسد إنسان قد نجّس جسده أو في الذين أفسدت الأرواح النجسة أجسامهم بالخطية وخرّبتها فأصبحت نفوسهم جاهلةً أيضًا ورديئة؟
40 - أو كيف تبرّر ذاتك إذا تملّكَتْ الخطيئة على جسدك؟ ثم كيف بجسدك هذا تمجّد الله هذا الذي فداك بدمه الذكي؟!
41 - وإن كان الذين يتعبّدون لبطونهم هم مرذولون، وقد رذلهم الرسول أولاً وأخيرًا قائلاً إن أصل القضية التي حلّت علينا هو الأكل والشرب، وقائلاً عن آخرين أيضًا إنهم بطون بطّالة شرهون منهمكون في اللذّات. فبناءً عليه كيف لا تُلام أنت إن كنتَ مستَعبَدًا للشياطين متعبّدًا لأفعالهم؟
42 - ليس الاحتفاظ بالطهارة والبتولية فرضًا على الملائكة المقدسين، لأنهم أطهار بطبيعتهم؛ وإنما كل ما هو حق وكل عمل لأجل العفة وكل عمل صالح ولأجل الطهارة وكل تسبيح وكل فضيلة وكل كرامة، هذه كلها مفروضة على الإنسان لكي تهذِّبه على الأرض.

43 - أما النجاسات والغواية والضلال والفسق وكل تعدٍّ، فلا توجد إلاّ في الأبالسة. وكل مَنْ يقبل نجاستهم وينشغل بها يصير متشبِّهًا بهم، وكذلك مَنْ يعمل أعمال الملائكة يصير متشبِّهًا بهم.
44 - وإن كان السُكارى بالخمر يتعرضون لكل ملامة من الكتب المقدسة، مع أن الخمر ذاته مباحٌ من الله إن تناول منه الإنسان بقدر وكفاية وليس للسُكر قط؛ فكم تكون المذمّة لمن يسكر وتختلّ حياته بخطايا إبليس؟ أَليس هؤلاء هم الذين قيل عنهم إنهم سُكارى بغير خمر؟!
45 - يوجد بين الناس مَنْ يتحسّر ويتأسف عندما يسمع الرسول يقول إن ملكوت الله ليس أكلاً وشربًا، ولكن الله خلق الأكل والشرب للناس ليأخذوا منه بدون شره وانهماك في اللذّات. ولكن كيف تفلت أنت من الرجز وأنت مخدوع عندما تأكل من مائدة الشياطين وتشرب من كأسهم (في حفلات الترفيه والسَمَر واللهو)، ثم تطلب أن تدخل الملكوت؟ فما هو الذي على مائدتهم إلاّ أنها عامرة بطعام الموت وشراب الهلاك. ويا للعجب، فإن الذين يلتئمون حولها كثيرون جدًا حتى إنه لا يوجد فيها مقعدٌ فارغ!
46 - إنهم لا يتناولون ما عليها فقط كبقية الناس؛ بل يتخاطفون ما عليها بنهم وبدون قناعة. وعهدنا بمن يأكلون من مائدة مليئة بالخيرات أن يكتفوا ويشبعوا إذا امتلأت بطونهم، أما الذين يتناولون من مائدة الشياطين فلا يكتفون ولا يشبعون ولا يودّون أن يفارقوا هذه المائدة أبدًا!
47 - فإن كان أحد من المسيحيين الذين نُعتوا باسم يسوع لا يحب أن يكفّ عن الطعام الذي على مائدة أولئك ويشارك الذين يتناولون منها، فخليقٌ به أن يوصف بما شبهتهم به كلمة الله: أنهم كلاب مسعورة ووحوش ضارية تأكل من الجيف المنتنة!
48 - ومن ذا الذي لا يقول: فلتفرح السماوات ولتتهلل الأرض، آمين يكون، بفرح الروح القدس الناطق في الأنبياء وسائر أصفياء الله!
49 – والمجد للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس المحيي بالكمال والمساوي، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
يا إله أبينا القديس أنبا شنودة تحنن علينا واغفر لنا خطايانا الكثيرة.


يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:55 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

من عظات أنبا شنودة عن التوبة

العظة الأولى



«ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة» (حز33: 11).

تعساءٌ هم الذين يعيشون بينكم ولم يتغرّبوا بعد عن صداقة قوات الظلمة ويشتركون في أعمال الظلمة. طوبى للذين لم يتخلّوا عن صداقتهم لملائكة النور، وقد وطّدوا علاقتهم بهم، فيشتركون في أعمالهم النورانية ويسلكون كأبناء النور. إنهم يثمرون ثمار النور في كل عمل صالح بالعدل والحق.


«زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم» (1بط4: 3). لقد حان الوقت بالتأكيد لكي نستحي من شعرنا الأبيض ونكفّ عن عمل ما لا يجب عمله. لقد أصبح أولادكم الصغار شيوخًا في المعرفة، والفتيات الصغيرات أصبحن سيدات ناضجات في الفكر، فكم بالحري شيوخكم المسنّون وسيداتكم المسنّات! فإن كان البعض منكم ليست لديهم حتى الآن المعرفة أو العزيمة لكي يبتعدوا عن الباطل، فإننا نبدو كحيوانات غير مستحقين لشيء. لقد حاد الكثيرون عن أعمالهم الشريرة دون أن نتعلّم نحن أن ننأى عن شرورنا، لأننا في الحقيقة لا نخاف الله.


«أيها الفريسي الأعمى نقِّ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضًا نقيًا» (مت23: 26). قال السيد المسيح إنكم تظهرون من الخارج رجالاً صالحين لكن داخلكم مملوءًا غشًّا وخبثًا. فمن ذا الذي يستطيع أن يصف الدنس الذي بداخل الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة الذين لم يؤمنوا في ذلك الزمان بالمسيح؟ هل أفادتهم طهارتهم الخارجية شيئًا؟ هل كانت عبادتهم نافعة؟ أو ماذا ربحوا من صلبهم لسيدهم؟ إنهم خدّام غير مستحقين. كيف تظل عبادتهم وعبادة أبنائهم بعدهم مرفوضة وكل ما تبقّى منها حتى الآن؟ هؤلاء الذين سقط الدم عليهم ولن يُرفَع عنهم بتوالي الأجيال إلى الأبد.


كل هرطوقي مجدِّف، وكل مَنْ يمدح الذين يرتكبون هذه الآثام ويقولون بها يُحزن الذي أوصانا قائلاً: «تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء» (لو12: 1). أمثال هؤلاء موجودون في الكنيسة وهذا ليس بعجيب، فالعصافير أيضًا كثيرًا ما توجد بها. وإن كان الهراطقة يبسطون أيديهم أو يرفعونها بغش كما لو كانوا يصلّون؛ فالعصافير تفعل ذلك مرارًا كثيرةً حينما تبسط أجنحتها.


أتقدرون أن تقاوموا الشيطان أيها غير الأمناء إن لم يكن لكم درع الإيمان؟ فبه تستطيعون أن تطفئوا سهامه. الويل لكم إن كنتم لا تدخلون الكنيسة أو إن كنتم لا تتناولون جسد ودم السيد. والويل لكم إن كنتم تدخلونها وتتناولون من السر المقدس ولكم قلبان، لأن أعمالكم كلها تكون باطلةً وغير مثمرة،
وقد قال الكتاب: «باطلٌ هو لكم التبكير» لكي تفعلوا ماذا؟ تنهضون لتعبدوا
أو تصلّوا إلى آلهة ليست بآلهة؟ ومَنْ من الذين يصلّون من أجل أن يُخرجكم الله من خطئكم لا يحزن عليكم إذا كنتم تقومون مبكرين باطلاً أو تعبدون باطلاً؟ ماذا تكسبون إن كنتم تغشون قلوبكم حتى لا تؤمنوا بالله الذي جبلنا على صورته ومثاله؟


توجد طيور كثيرة لكن النحلة أفضلها. جيدٌ بالتأكيد أن نحب النحل لأنه يعطي تعبه للجميع، وجيدٌ أيضًا أن نحب الصديقين لأنهم يُسرّون الله بكل أعمالهم الصالحة، وهم أيضًا يريحون أحشاء جميع القديسين في السموات.


جيدٌ أن يعتني الناس بالنحلة ويسهروا عليها ويقضوا على الحشرات الأخرى التي تحاربها، وجيدٌ أن يعتني الملائكة بالمسيحيين الحقيقيين ويسهروا عليهم ويضربوا العدو الذي يحاربهم ويؤذوه.
جيدٌ أن يحب الناس النحلة لأنها تُعطي شهدًا حلوًا من السماء بقوة السيد، وجيدٌ أيضًا أن يحب الملائكة المسيحي لأنه يقبل في نفسه الندى الحلو النازل من السماء الذي هو أحلى من كل عسل: كلمة الله والإيمان والسلام والمحبة ورجاء كل خير. وإن كان النحل الصغير يضع خيره في أي وعاء يجده مهيَّأً له، فكم بالحري السيد المسيح يضع الخير في الإنسان الذي يجده مستعدًا لوصاياه بكل الطهر والنقاء.


أيها الإنسان، أتريد أن تعلم ما في قرارة نفس من كان غير أمين ذا نفس مضطربة ومملوءًا من الأرواح النجسة؟ راقب مغارات الضبعة ومغارات كل الحيوانات المفترسة وانظر كم هي مملوءةً بالعظام من كل نوع ... بهذا تقفون على أسباب خزيكم. إنني أخاطبكم يا مَنْ تدخلون الكنيسة برياء خوفًا من الناس، لأنه من أجلكم قد قيل: «ملعونٌ من يعمل عمل الرب برخاء (أي بيد مرتخية)» (إر48: 10).


يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 07:57 AM   رقم المشاركة : ( 20 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثانية
«هوذا زوبعة الرب تخرج بغضب، نوءٌ جارفٌ، على رأس الأشرار يثور» (إر30: 23).
لقد حلّت الكارثة على الذين لم يتفكّروا في أن الإنسان هو هيكل لله. إذن، فماذا يحدث لمن ينجسونه رغم أنهم سمعوا وعلموا أن الإنسان ما هو إلاّ جسدٌ واحدٌ في المسيح (1كو12: 27)، وأيضًا أننا نحن أعضاء جسمه (أف5: 30). كما قيل إن كل واحد منا عضو فيه، فنحن وزملاؤنا أعضاء، وأنت تقول لأحد أعضائك: يا ابني، ويا أخي، وتقول المرأة لقريبتها: يا أختي، وتقول الأُمّ لابنتها: أنت ابنتي؛ فلماذا لا تخجلون أن تخطئوا ضد أنفسكم؟ ألا تخافون؟
أما تستحون أمام المسيح أن تجعلوا من أعضائه أعضاء زانية بينما أن أعضاءه هي أعضاؤك؟ كيف لا تخجلون من أن تجعلوا أعضاء أولادكم وبناتكم وإخوتكم أعضاء خطيئة (انظر رو1: 26و27). لقد قلتُ وأقول أيضًا إنه من الكفر أن نجعل الإنسان يكشف ما ليس له أن يكشفه وأشدّ منه حينما يقول: لا يوجد مَنْ يعرف.
يوجد إخوة يكرهون التعليم في حين أنه يوجد مَنْ يحبونه. مَنْ يكره التعليم هو مَنْ يكره أولاً مصدره، لأنه مَنْ ذا الذي يحب التعليم ولا يحب أولاً مَنْ يعلِّمه إياه؟
إن الدينونة معلَنة وأيضًا المجازاة والانتقام. لأنه مثل إنسان يرى حجرًا تدحرج من مكان مرتفع، فإذا وجد أناسًا جالسين في مكان سفلي يصرخ بكل قوته: ابتعدوا ولا تقفوا هناك! فمَنْ يسمع يخلص ومَنْ لا يسمع يسحقه الحجر الذي يسقط عليه. وهكذا، فإن اللعنة المذكورة في الكتاب وسُخط الرب وغضبه تدرك كلها كل إنسان يتغافل عن هذه الأمور لأنه لم يُصغ لصوت الله!
الذين يدنسون الهياكل المقدسة ويحتقرونها يستحقون العقوبات، ومن أين لهم أن ينجوا من لعنة وغضب سخط الله؟! إنهم يُسلَّمون إلى أمكنة شهواتهم ومساكن الشياطين. فكأن امرأة ظهرت أمام زوجها كصانعة خير ولكنها فعلت الشرور، وبدلاً من أن تتزكّى في ذلك المكان دنست نفسها. أتُرى المرأة تختفي من زوجها أو الولد يختفي من أبيه أو الإنسان يختفي من جاره؟ فلو كنتِ أيتها النفس الممقوتة تختفين من الذي خلقك، أو إذا اطلع أحدٌ على نجاستك فكيف تتصرفين؟ هل تجتهدين في شيء آخر سوى تكذيب ذاتك؟ لأنك تصبحين ذاتًا واحدةً مع الشر كما هو مكتوب: «كذب الظلم لذاته» (مز27: 12الترجمة القبطية).
فبدلاً من أن يمتلئ أمثال هؤلاء من روح مخافة الرب كما هو مكتوب، امتلأوا من روح الوقاحة والنفاق. والرب يسوع لا يفعل معهم شيئًا إلاّ أن يمحو اسمهم وذكرهم من بين الناس الذين يسكنون معهم حين يشاهد بيته قد فقد طهارته، لأنه إذا وجد أناسًا قد جعلوا أماكن الله غريبةً بسبب إثمهم؛ فإن آخرين أيضًا قد غمرهم بنعمته بسبب براءتهم. وهو لا يهمل أماكنه بسبب وجود الأعداء، وذلك بسبب الصديقين الساكنين فيها ولو كان الأعداء مختلطين بهم.
حقًا إن اللعنة تحلّ على الرجل والمرأة أيضًا عندما يقولان إننا لبسنا المسيح (غل3: 27) وقد لبسنا درع الإيمان (1تس5: 8)، وهم منغمسون في الأمور الممقوتة، ولا يهربون أبدًا مما قاله النبي في محاربة المرائين في كل زمان، فهو يشجبهم بقوله: «إنهم أضلّوا شعبي ... واحدٌ منهم يبني حائطًا وها هم يملّطونه (أي يبيّضونه) بالطفال ... إنه يسقط» (حز13: 1و11). معروفٌ هو هذا البناء ومعروفٌ أيضًا هذا التبييض أنه يعني الذين يرتكبون الخطايا بافتخار. إنهم يتفقون مع الذي يُبغضه الله حين يقول إن الحائط يستقيم قائمًا، ولكن الله قال إنه يسقط. قال للذين يبيّضون إنه يسقط بعكس ما قالوه هم. فقد قال: «أهدم الحائط الذي ملّطتموه بالطفال وألصقه بالأرض وينكشف أساسه فيسقط» (حز13: 14). إنه يسقط ليس على ذاته فحسب؛ بل على الذين بيّضوه أيضًا، كبيت يهبط على بيوت أخرى فينجم عن ذلك هبوطها ويعمّ الخراب على الكل!
أين الآن تبييضك أيها الحائط وما هي منفعة الذين بيّضوك؟ انظروا عطب الأرض والمثالب التي انهالت على الفلاحين الذين حرثوها حين تركوا الزوان وسط القمح حيث قال: «دعوهما ينميان كلاهما معًا إلى (وقت) الحصاد» (مت13: 30).

يتبع



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة وإكليل | القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين
صور القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
سيرة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين - صوت
القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
موضوع متكامل عن الانبا شنودة رئيس المتوحدين


الساعة الآن 01:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025