07 - 07 - 2012, 03:42 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
قائد حربي تحدّثنا في العدد السابق عن الجندي. ولكثرة الجنود في الجيش كان لا بد أن يوجد قوّاد. في المستويات الأولى كان من الممكن أن يكون القائد على عدد محدود من الجنود، ولهذا اشتهر اللقب ”قائد المئة“ في العهد الجديد. ونذكر منهم أفاضل مثل: قائد المئة صاحب الإيمان العظيم في قدرة ومحبة الرب والذي مدحه الرب نفسه (متى 8)، وقائد المئة الذي كان عند الصليب والذي شهد عن الرب: «حقا كان هذا ابن الله» (متى 27: 54)، وكرنيليوس الذي شهد عنه الكتاب أنه كان بارًا يتقي الله وبشّره بطرس (أعمال 10). ثم إذ نعلو في مستوى القيادة إلى قمّته نجد «رئيس الجيش». وفي الكتاب المقدس نقرأ عن الكثير من رؤساء الجيوش، منهم الأتقياء والأشرار. وطبعًا كلنا يذكر نعمان السرياني رئيس الجيش الذي كان، مع ما يملكه من ميزات، أبرص؛ وكيف نال الشفاء وتغيّرت حياته عندما أطاع كلام الله الذي أرسله له على فم أليشع النبي. وواحد من أشهر القادة الحربيين في شعب الله كان يشوع، الذي قاد معركة انتصار شعب الله على عماليق في البرية (خروج 17)، والذي أوقف الله الشمس في كبد السماء من أجله حتى تتم له النصرة (يشوع 10). وكذلك قاد يشوع، ذلك القائد المنتصر، الشعب في حروبه لامتلاك الأرض. وهو في انتصاراته صورة بسيطة للقائد المنتصر الحقيقي ”يسوع“. ذلك العظيم الذي استطاع وحده أن يهزم كل الأعداء. لقد غلب إبليس يوم جاء يجرّبه على الجبل (متى 4)، والنصرة الأعظم كانت في الصليب يوم «جرّد الرياسات والسلاطين (إبليس وجنوده) اشهرهم جهارًا (فضحهم وأعلن هزيمتهم) ظافرًا بهم» (كولوسي 2: 15). وحتى الموت، الذي هو آخر عدو يُبطَل (1كورنثوس 15: 26)، فقد غلبه المسيح بالقيامة. والأمر العظيم أن نصرة المسيح، بكل جوانبها، حُسِبَت للمؤمنين به، فالذي بالموت قهر إبليس أعتق المؤمنين به (عبرانيين 2: 14، 15)، والذي استطاع أن يعيش منتصرًا على الأرض، هو الآن في السماء قائدنا المنتصر. فارفع رأسك أخي المؤمن، سائرًا خلفه، مرنِّمًا هذه الأنشودة العذبة «ولكن شكرًا للّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين» (2كورنثوس 2: 14). عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:45 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الجندي في الكتاب المقدس تُطلَق كلمة «جندي» على كل من يشارك في الجيش، من الصغير للكبير· وتُستعمل تعبيرات ودرجات متعدِّدة للحديث عن أفراد الجيش في كلمة الله لتدلِّل على عملهم أو قوتهم؛ مثل: عسكري (أعمال 12: 6؛ 23: 23)، حامل السلاح (1صموئيل14: 6)، فارس (1ملوك10: 26)، جبار بأس (1صموئيل 14: 52) للكناية عن القوة في الحرب، قائد المئة (أعمال 27: 1)، وكيل على رجال الحرب، رئيس الجند (2ملوك25: 19؛ إرميا 52: 25)، قواد الجند (لوقا 22: 4؛ أعمال 4: 1؛ 5: 26)، رئيس الجيش (2ملوك5: 1)· وكان سن المتجندين في العهد القديم من العشرين إلى الخمسين (عدد1: 3؛ 2: 26)، وتجمّعهم يسمى الكتيبة (أعمال27: 1)· وكان الجنود يستخدمون أدوات عدّة منها: القوس والدرع (إرميا 51: 3)، الخوذة والرمح (إرميا46: 4)، السيف والخيل (هوشع1: 7)، مركبات الحديد التي تجرها الخيل (يشوع17: 18؛ 2صموئيل8: 4؛ ميخا5: 10)، الأبواق (عدد10: 9؛ 2صموئيل2: 28)، وغيرها· ومن الأمثلة الحلوة للجنود نرى: قائد المئة الذي مدح الرب إيمانه (متى8: 10)، والذي كان عند الصليب (مرقس 15: 39)، وكرنيليوس (أعمال 10: 1)· ومن الأمثلة السيئة للجنود: الجندي الذي شكَّك في كلام الله ونال عقابه (2ملوك7: 2-19)، والجند الذين تعاملوا مع الرب باحتقار واستهزاء وقت أحداث الصليب (لوقا23؛ يوحنا18؛19)· والكلام عن الجندي في الكتاب يعني أن نتكلم عن ربع الكتاب تقريبًا· لذا نكتفي هنا بالإشارة إلى المعنى الروحي للجندية، وهو الذي يخصّنا الآن (2كورنثوس10: 3-5)· فالرسول بولس يحرِّض الشاب تيموثاوس بالقول «فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» وألا «يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ» (2تيموثاوس2: 3-5؛ انظر فيلبي 2: 25؛ فليمون 1: 2)· ومن الصفات الهام وجودها في الجندي الصالح: الطاعة والخضوع (متى8: 9؛ لوقا 7: 8)، الرجولة (خروج17: 9)، كثرة الأفعال وليس الأقول، كبناياهو بن يهوياداع، لا يهاب ولا يختلق الأعذار (2صموئيل 23: 20)، التقوى (أعمال10: 7)· أما الصفات المرفوضة فيه فهي مثل: الخوف (تثنية20: 8)، الاهتمام بأمور العالم (تثنية20: 5-7)، الارتشاء (متى28: 12) ومن حق الجندي الصالح أن يهتف دائمًا «شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ» (2كورنثوس2: 14-16). عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:52 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
النجّار النجّار هو من يعمل بتصنيع الخشب، ليحوِّل الشجر إلى أثاثات ومعدّات نافعة للاستعمال· ولم تكن من المهن المرموقة في زمن الكتاب، ولا تناولتها الألسنة بالاحترام إذ لم تكن تتطلب الكثير من المهارات· على أنها مهنة غالية جدًا في عين كل المؤمنين، إذ تشرّفت بانتسابها إلى ربنا الكريم في حياته؛ فقد قيل عنه «ابْنَ النَّجَّارِ» (متى13: 55)، وأيضًا «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ؟» (مرقس6: 3)· لكن مع اتضاعه هنا ورضاه بهذه المهنة البسيطة، إلا إننا نؤمن أنه أعظم من مجرَّد نجار، فهو «الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16)· وما أروعه؛ ذاك الذي بدأ حياته بين الخشب في دكان يوسف نجار الناصرة، وفي شبابه كم عَمِلَ من أخشاب نفعت الناس أثق في إتقانها؛ إلا أن أروع ما عمله بالخشب كان يوم أنهى حياته على خشبة معلَّقًا ليفتديني ويفتديك (غلاطية3: 13؛ فيلبي2: 8)· لك السجود يا ربنا المعبود! ونوح أول من يُذكر عنه أنه عمل بالنجارة، يوم قال له الله «اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ» معطيًا إياه كل مواصفاته (تكوين6: 14-16)، «فبنى فُلكًا لخلاص بيته» (عبرانيين11: 7)· وأول ما يجب أن نهتم بفعله، وهو لا يتطلب إمكانيات، هو أن نحتمي في فلك النجاة: ربنا يسوع· فهل فعلت؟! إن كان لا فاسرع· كانت النجارة إحدى مهارات بصلئيل بن أوري الذي استخدمه الرب في عمل خيمة الاجتماع (خروج31: 2-5)· كما شارك النجارون بكثرة في بناء بيت الرب وترميمه (2ملوك22: 6؛ 2أخبار24: 12؛ عزرا 3: 7)· وبيت الله، في العهد الجديد، هو الكنيسة، أي جماعة المؤمنين· لذا فعلينا ألا ندّخر جهدًا في سبيل كل ما يبني المؤمنين ويكرم المسيح في وسطهم· كذلك قام النجارون ببناء بيت داود، مكان راحته (2صموئيل5: 11؛ 1أخبار14: 1)· ونحن أيضًا يجب أن نعمل، بالقليل الذي نملكه، على أن تكون قلوبنا وحياتنا مكان راحة للرب يسوع، داود الحقيقي· لكن التحذير يأتي من أن النجارين أيضًا شاركوا في صُنع الأصنام (إشعياء44: 13؛ 41: 6-7)· فلنحذر، فإمكانياتنا البسيطة في يدي الرب يمكن أن تفعل الكثير مما يمجِّده؛ لكن ما يمكن أن نخدم به الرب قد يتحول في أيدينا نحن إلى ما يبعدنا عنه ويجعلنا نكسر قلبه· دعونا نلاحظ كيف نستخدم ما بين أيد· عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:57 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
العطار العطّار في الكتاب المقدس هو الشخص الذي يقوم بصناعة العطور والأطياب من خلاصات النباتات المتنوعة، مستخدمًا في ذلك أدوات متعددة، للعصر وللطحن وللخلط· ثم بعد إنتاج العِطر كان يوضع في أوانٍ محكمة الغلق أو مغلقة تمامًا، غالبًا ما يُطلق عليها "قوارير" ومفردها "قارورة" (متى 26: 7)· أول ما ذُكر العطَّار كان بالارتباط بصنع دُهن المسحة الذي كان تُمسح به خيمة الاجتماع (خروج 30: 25)، وكذا بصنع البخور العَطِر (خروج30: 35)· والاثنان معًا يكلِّمانا عن كمال المسيح وحياته الرائعة بكل تفاصيلها· ثم يأتي الذِكر التالي للعطارين في 2أخبار16: 14 في مراسم دفن آسا الملك والتي عُملت له كإكرام· من الفكرين معًا يمكننا أن نرى أن صنعة العطّار هي أن يعمل فينا لنظهر صفات المسيح وكماله وذلك رغبة في إكرام الله وتمجيده· والوحيد الذي يمكنه أن يكون عطّارًا يصنع ذلك في حياتنا هو إلهنا القدير· لكن التحذير الخطير الذي لا بد وأن نستمع إليه بخصوص العطّار والعطارة، هو ما قاله الحكيم: «اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ وَيُخَمِّرُ طِيبَ الْعَطَّارِ» (جامعة 10: 1)· وهو هنا يحذِّرنا، كمؤمنين، أننا قد نفلح في حياتنا الروحية، ونحرز تقدمًا، ويبدأ طيب العطار يظهر فينا؛ لكن إذا سمحنا لبعض الأمور التي قد تبدو صغيرة، لكنها في الواقع مرتبطة بالموت، أن تدخل حياتنا؛ فستفسد كل جمال في حياتنا· قد يكون الذباب الميت عبارة عن علاقات غير سليمة، أو صداقات تؤثر تأثيرًا سلبيًا في حياتنا· وقد يكون بعض كلمات يقول عنها الكتاب إنها «رديّة» نسمح لأفواهنا أن تقولها، أو نكات نتناقلها عن الأشرار· وقد يكون مشاهدات مختلفة من التلفاز أو الأفلام والمسرحيات، والتشدّق بكلماتها، فما بالك بالمشاهدات الشريرة· أو ربما أحقاد في القلب، وخصومات مع الآخرين، عنف في التعامل، وتمرد على الوالدين، خرق للقوانين··· الخ· هيا صلِّ معي أن يكشف الرب لعينيك الذباب الميت الذي في حياتك، والذي يُفسد الطيب الحلو الذي يريد الله أن يصنعه· هيا اطلب منه بقلب صادق، وبرغبة خالصة، أن يخلِّصك من كل هذا الذباب الميت؛ فيفوح عطر المسيح من حياتك، ويا نعم مثل هذه الحياة! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:58 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الصائغ هو من يعمل في مجال تشغيل وتشكيل المعادن النفيسة (الذهب والفضة)· عند استخراج المعدن النفيس من الأرض يكون مختلطًا بشوائب مختلفة تسمى الزغل (أمثال25: 4؛ إشعياء1: 25)، مما يُلزم الصائغ بإجراء عملية أولية للتنقية تُسمّى التمحيص (أيوب28: 1)· والإناء الذي يوضع فيها المعادن أثناء هذه العملية يسمى البوطة (أمثال17: 3)· وتتم عملية التنقية هذه بإدخال المعدن إلى الكور (الفرن) حتى يصل إلى درجة التوهج، ثم يُلقى في الماء، ونتيجة لذلك تأخذ الشوائب موقعها على السطح، ومن ثم تُستخدم المبارد لإزالتها· تُكرر هذه العملية عدة مرات، وكلما زاد تكرارها زادت نقاوة المعدن، والذي يسمى عندئذ ذهب (أو فضة) مصفى (1أخبار28: 18؛ 29: 4؛ رؤيا3: 18)· وإن كان المعدن من الصنف الرديء فلم يستجب لعملية التنقية كان يسمى فضة مرفوضة (إرميا6: 30)· وعلى مثال عملية التمحيص هذه ينقي الرب المؤمنين بالضيق والتجارب أحيانًا «لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بطرس1: 7؛ انظر أيضًا إشعياء48: 10؛ زكريا13: 9)· فيصرخ المؤمن أحيانًا «لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ· مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ··· دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ» لكنه لا بد وأن يترنم في النهاية، إذ يختبر روعة النقاوة التي يوجدها الله فيه «ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ» (مزمور66: 10-12)· وهنا دعني أنقل لك ملاحظة مؤمنة تقية عند زيارتها لصائغ يعمل في تنقية الفضة، وهي تتذكر قول الكتاب عن الرب «فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ» (ملاخي3: 3)· قالت إن الصائغ يكرِّر العملية ثم ينظر في قطعة الفضة وهو جالس في هدوء، ويقرِّر أن عملية التنقية قد تمت عندما يستطيع أن يرى صورته على سطح الفضة· وهكذا ينقينا الرب أكثر حتى نُظهر صورته، وما أروعها صورة! ثم بعد عملية التنقية، كان الصائغ يصنع الشكل النهائي لعمله: مسبوكًا (هوشع13: 2)، أي بوضعه في النار مع استخدام قوالب خاصة· أو بالخراطة (خروج25: 18)، أي تشكيله باستخدام آلات حادة· أو بالتغشية (خروج 25: 11؛ 1ملوك6: 20)، أي بجعله طبقة رقيقة فوق مادة أخرى· أو بمده كصفائح أو خيوط تدخل في تطريز الملابس (خروج28: 6؛ 39: 3)· ويُذكر أن أول مَن نعرفه في الكتاب المقدس كصائغ، هو بصلئيل بن أوري، الذي انتخبه الرب للعمل في تنفيذ خيمة الاجتماع (خروج31: 2-5)· كما كان للصائغين دور عظيم في ترميم سور المدينة المقدسة أيام نحميا (نحميا 3: 8 ، 32)· لكن بكل أسف، نرى مع الوقت أن الصائغين أصبحوا يعملون في صناعة الأصنام (قضاة17: 4؛ إشعياء40: 19؛ 46: 6؛ إرميا10: 14؛ 51: 17)؛ حتى أن آخر صائغ نقرأ عنه هو «ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس» (أعمال 19: 24)· لنحذر، فقد ننحدر إلى أدنى دركٍ بأمور كانت تستخدم لمجد الله! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:04 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الحاصد هو من يقوم بجمع ثمر ما تم زرعه. والموسم الذي يعمل فيه يسمى الحصاد. وموسم الحصاد هو موسم فرح (إشعياء9: 3)؛ فمن ذهب بالبكاء تاعبًا وهو يزرع، لا بد أن يعود في يوم الحصاد فرِحًا وهو يحمل حزم الزرع الذي حصده (مزمور126: 5، 6). لكن ليس للكل هو يوم فرح، فمن يسيء في زرعه لا بد وأن يستاء من حصاده «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ» (هوشع8: 7). ويحذّرنا الكتاب بكل وضوح «الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا»؛ فاحذر من أن تزرع مثل هذا الزرع من أهواء وشهوات، بل ليتم فيك القول «وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً» (غلاطية6: 8). ويبقى المبدأ الساري المفعول أبدًا «مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ» (2كورنثوس9: 6)، فلنعيه ولنكن أسخياء في كل ما نعمله للرب. ويعلمنا الكتاب أنه إن جاء يوم نحصد فيه بركة لشيء زرعناه، علينا أن نشارك آخرين فيه أيضًا، ولا سيما من له احتياج (لاويين19: 9؛ تثنية24: 19). والحصاد كذلك يتكلم عن الفرصة المواتية، كزمن الشباب الذي أنت فيه الآن. اسمع مدح الحكيم للنملة «وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أَكْلَهَا» (أمثال6: 8)، كما يحذرنا أيضًا «مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ ابْنٌ عَاقِلٌ وَمَنْ يَنَامُ فِي الْحَصَادِ فَهُوَ ابْنٌ مُخْزٍ» (أمثال10: 5). فكن ابنًا عاقلاً واذخر في شبابك كل ما يمكنك روحيً. أخيرًا، يمكننا من مثل الزوان والحنطة (متى13: 24-43) أن نرى الحصاد مشيرًا إلى انتهاء صبر وأناة الله وانصباب غضبه على الأشرار. فهل تقتادك أناة الله ولطفه اليوم إلى التوبه؟ أم تتهاون فتذخر بذلك لنفسك غضبًا في يوم الغضب؟ (رومية2: 4، 5)؛ فيأتي اليوم الذي فيه تصرخ «مَضَى الْحَصَادُ انْتَهَى الصَّيْفُ وَنَحْنُ لَمْ نَخْلُصْ!» (إرميا8: 20). عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:05 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الكرام هو الذي يعمل في الكروم، أي حقول العنب· وأول من سُجِّل عنه أنه عمل في الكروم كان هو نوح، وبالأسف فسرعان ما نقرأ أنه «شرب من الخمر فسكر وتعرّى» (تكوين9: 20 ،21)· والكرمة فيها حلاوة تسبِّب الفرح لله والناس (قضاة9: 13)، وفي الكتاب المقدس نراها صورة للشهادة لله على الأرض والإعلان عنه· وفي العهد القديم كانت الكرمة، أي الشهادة لله، هي شعبه الأرضي (إشعياء 5: 7؛ مزمور 80: 8 ،14)؛ لكن بكل أسف فشلوا في ذلك تمامًا حتى نسمع الرب قائلاً «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟ لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبًا، صنع عنبًا رديئًا؟!» (اقرأ إشعياء 5: 1-7؛ 24: 7)· بل ونقرأ عن ما فعله قادة هذا الشعب بابن الله في المثل الذي رواه بفمه الكريم (متى21: 33-41؛ مرقس12: 1-9؛ لوقا20: 9-16)· لكننا نتعلم شيئًا جديدًا ورائعًا من أقوال ربنا يسوع في يوحنا 15 إذ نسمعه يقول «أنا الكرمة الحقيقية»؛ فقد صار هو الشهادة الكاملة لله· وتأمل هذا الامتياز الرائع «وأنتم الاغصان»؛ فالمؤمنون الحقيقيون هم الذين يحملون ثمار الرب يسوع للعالم· ودعونا لا ننسى باقي ما قاله الرب «كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيّ··· الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير· لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»· أما عن دور الله الآب في هذا الأمر فيقول الرب «وأبي الكرَّام» فإن «كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه» وينزعه هنا تعني ينزعه من الشهادة، اذكر لوط؛ هل كان يمكن أن يشهد لله؟ طبعًا لا· لكن «كل ما يأتي بثمر ينقّيه ليأتي بثمر أكثر»، فالمؤمن المثمر محل اهتمام الآب لينقيه حتى يتزايد ثمره لمجد الله (انظر الطِلبة في نشيد2: 15)· فأي نوع أنت من الأغصان يا أخي المؤمن؟ اسمع تحريض الرب لنا «بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي»· وأخيرًا تجدر كلمة تحذير من قول الرب «إن كان أحد لا يثبت فيَّ يُطرح خارجًا كالغصن (لاحظ "ك" التشبيه) فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق»· فكم من المرائين الذين يتظاهرون بمظهر المؤمنين ويتصرفون ظاهريًا مثلهم دون تغيير حقيقي في القلب· فاحذر أن تكون من المخادعين المخدوعين فالله لا يُخدع! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:31 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الفاعل ما زلنا نتحدّث عن مهن ترتبط بالزراعة، ونتحدث اليوم عن الفاعل (جمعها فعلة). وعمل الفاعل في الحقل غير محدد؛ فتارة تجده يساعد في حرث، ومرة ينقي الزرع من الآفات والحشائش الضارة، وأخرى يقلّب الأرض، وفي النهاية يشارك في جمع المحصول. ويرتبط عمل الفاعل أساسًا بالتعب، ويُفهم ذلك من أصل الفعل الذي اشتُقت منه الكلمة، فهو بعينه المستعمل في أماكن أخرى بمعنى «تعب» (مثلاً رؤيا2: 2؛ أفسس4: 28؛ 1تسالونيكي1: 3؛ 2: 9). والمدلول الروحي لهذه المهنة يحدّثنا عن خدمة الرب، الخدمة التاعبة المضحية، المستعدة لعمل أي شيء لمجد المسيح. فتجد مَن، مِن أجل الرب، يتعب في نشر كلمته بالتجول هنا وهناك. وآخر يجتهد في تدريس فصل لمدارس الأحد. وثالث يجوب بلاد ليوزِّع كتب ومطبوعات روحية. وتالٍ يتعب في ترتيب مكان الاجتماع أو نقل هذا أو ذاك لتتميم الخدمة. وغيرهم يعمل أعمالاً في الخفاء لا تنظرها العين. ومنهم من يعمل هذه في مرة وتلك في مرة أخرى. الكل يتعب بسرور إكرامًا للسيد الذي سبق وأحبّنا وتعب من أجلن. ومن أشهر الآيات عن الفعلة، قول الرب بفمه الكريم: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (متى9: 37، 38). فهل نتمم طلب الرب هذا فنصلي باستمرار من أجل أن يرسل الرب مَن يُتمم عمله الكثير. ولا شك أن المؤمن الذي يهتم بالصلاة من أجل خدمة الرب وخدامه سيستخدمه الرب في عمل ما لخدمته وإكرامه. على أننا نقرأ في متى20: 1-16 مثلاً قاله الرب أيضًا عن الفعلة، ومنه نتعلم خطورة أن يخدم واحد الرب طلبًا لأجرة أو مقابل (كأن ينجحه الرب أو يعطيه عطايا أرضية أو... أو...)، بل ينبغي أن نخدمه حبًّا فيه، واثقين في نعمته التي تعطينا لا ما نستحق بل أكثر كثيرً. إنه الذي قرّر وكرّر القول «لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ» (لوقا10: 7؛ 1تيموثاوس5: 18؛ متى10: 10)، والذي أكد الكتاب عنه أن «اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ» (عبرانيين6: 10). عزيزي المؤمن، هل تتعب من أجل الرب؟! أم في ماذا تستثمر جهدك وشبابك؟! هل أنت على استعداد دائمًا أن تذرف العرق من أجل من أحبك فسفك الدم؟! هل تقضي حياتك لمن جاد من أجلك بحياته؟! فلنسمع التحريض في النهاية «إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا ... مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (1كورنثوس15: 58). عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:32 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الحراث هو عملية تقليب الأرض الزراعية لتجهيزها لاستقبال البذور. ويسمى أيضًا "فلاحة" (تكوين45: 6) و"شق الأرض" (إشعياء28: 24). وليتمم الحراث غرضه يستعمل المحراث، وهو الذي ما زال يُستعمل إلى الآن في بلاد كثيرة، وإن اختلفت أشكاله بعض الشيء. والمحراث، في أشهر صوره، عبارة عن آلة بسيطة تتكون من قطعة شجر عرضها يصل إلى مترين وقطرها قرابة 15 سم، مثبت بها عدة قطع حديدية حادة تُسمى أتلام؛ ويُجرّ المحراث غالبًا باستخدام الثيران (أيوب1: 14). ويتم الحرث بعد هطول الأمطار أول موسم الزراعة. والحرث مهمة شاقة، لذا يقول الحكيم «اَلْكَسْلاَنُ لاَ يَحْرُثُ بِسَبَبِ الشِّتَاءِ» فتكون النتيجة الحتمية «فَيَسْتَعْطِي فِي الْحَصَادِ وَلاَ يُعْطَى» (أمثال20: 4)؛ فلن تصلح زراعة ليس قبلها حرثًا! وفي المقابل فإنه «فِي حَرْثِ الْفُقَرَاءِ طَعَامٌ كَثِيرٌ وَيُوجَدُ هَالِكٌ مِنْ عَدَمِ الْحَقِّ» (أمثال13: 23). والتطبيق الروحي يعلّمنا أن نبذل الجهد في تحصيل كلمة الله (حتى وإن كنا فقراء في المواهب والمعرفة الروحية)؛ فذلك سينتج لنا الكثير من الفوائد الروحية، وإلا فسنجني المتاعب من عدم معرفة الحق الإلهي. وتبعية الرب تُشبَّه بالحرث، تتطلب التعب وترك كل شيء؛ فيوم جاء واحد قائلاً للرب: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي»، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ» (لوقا9: 61 ، 62). فلنتسلح بنية التعب لمجد الله. هكذا كان أليشع بن شافاط (1ملوك19: 19) الذي نراه في أول مشهد له يحرث أرضه، لكن بمتابعة قصة حياته نراه يتعب لمجد الله ناسيًا كل شيء. على أن التعب في تبعية وخدمة الرب لا يذهب هباءً منثورًا، بل إن المبدأ الإلهي «يَجِبُ أَنَّ الْحَرَّاثَ الَّذِي يَتْعَبُ يَشْتَرِكُ هُوَ أَوَّلاً فِي الأَثْمَارِ» (2تيموثاوس 2: 6)، فمن يتعب من أجل السيد سيرتاح قلبه إذ يشارك في ثمر تعبه هنا على الأرض، ثم يسعد إلى الأبد بمكافأة الرب له. وقبل أن أختم لا أنسى أن أشير إلى نبوة على لسان ربنا المعبود إذ يقول «عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الْحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ» (مزمور129: 3). لقد جُلد الرب يسوع يومًا بمنتهى الوحشية، في بداية آلامه الكثيرة لأجلي ولأجلك، راضيًا احتمل الألم وحمل العار (إشعياء50: 6)؛ أ فلا يستحق أن نتعب من أجله؟! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:34 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الزارع (1) الزراعة واحدة من أهم وأشهر مهن الكتاب المقدس. وهي أول مهنة كُلِّف بها الإنسان منذ كان في الجنة وبعد أن طُرد منها (تكوين2: 15؛ 3: 23). بل أن الله شرّفها بأن كان أول من قيل عنه أنه غرس، وما أروع ما غرس «وَغَرَسَ الرَّب الإلَهُ جَنَةً فِي عَدْنٍ» (تكوين2: 8). ونظرًا لأهمية الزراعة في زمن كتابة الكتاب المقدس، وكذلك لاتساع مجالاتها نجد مسميات عديدة يتسمى بها العاملون بالزراعة (في مراحلها المختلفة) من ضمنها: الزارع (متى13: 3)، الفلاح (1أخبار26: 10؛ يعقوب5: 7)، عامل الأرض (تكوين4: 2)؛ الفاعل وجمعها فعلة (متى9: 37)، الحارث أو الحرَّاث (عاموس9: 13، 2تيموثاوس2: 6)، الكرّام (متى21: 33)، الحاصد وجمعها الحصّادين (يوحنا4: 36؛ راعوث2: 6)، البستاني (يوحنا20: 15)، الغارس والساقي (1كورنثوس3: 4). وسنتكلم عن بعضها في مرات متتالية إن أذن الرب. ولنبدأ بأكثر هذه المسميّات شهرة وهو مُسمّى شرّفه الرب بأن نسبه لنفسه إذ قال: «اَلزارعُ الزرْعَ الجَيدَ هُوَ ابْنُ الإنْسَانِ» (متى13: 37). ولعل أول ما يجب أن نذكره هنا هو المثل الذي بدأه الرب يسوع بالقول «هُوَذا الزارعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ» (اقرأ المثل في متى 13: 3-9؛ وتفسيره في 18-23). في هذا المثل نرى الزارع خارجًا يحمل بيده مبذر الزرع، (مزمور126: 6)، وباختصار تقابل مع 4 نوعيات من التربة تتكلم عن طرق استقبال القلب لكلمة الله: 1- الطريق: وهي ممرات وسط الحقل تصلّبت من جرّاء دوسها بالأقدام فما عادت تستقبل البذار أصلاً. وعن هذا يقول المسيح «يَسْمَعُ... وَلاَ يَفْهَمُ، فيَأتِي الشريرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ». احذر حين تسمع أو تقرأ كلمة الله لئلا يخطف الشرير الكلمة منك فلا تفهم رسالة الله لك. 2- الأرض المحجرة: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَحَالاً يَقبَلُهَا بفَرَحٍ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أصْلٌ فِي ذاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فإذا حَدَثَ ضِيقٌ أو اضْطِهَادٌ مِنْ أجلِ الْكَلِمَة فحَالاً يَعْثرُ». تذكر أن عمل الله الحقيقي يبقى في القلب. 3- وسط الشوك: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة، وَهَمُّ هَذا الْعَالَم وَغُرُورُ الْغِنَى يَخنُقانِ الْكَلِمَة فَيَصِيرُ بلاَ ثمَرٍ». ما الذي يخنق تأثير كلمة الله في .. 4- الأرض الجيدة: «َهُوَ الذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الذِي يَأتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». أصلي أن تكون من هذا النوع الرائع، وأن يكون ثمرك كثيرًا لمجد الله. .................................................. .................................................. .............................................. الزارع (2) الكلام عن الزارع والزرع في الكتاب المقدس كثير، ومليء بالدروس المفيدة. وهاك القليل من كثير. فالزرع يعلِّمنا الاجتهاد، يقول الحكيم «فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ؛ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو:هَذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً» (جامعة 11:6). مبدأ سارِ المفعول في كل دروب الحياة:اعمل باجتهاد، صباحًا ومساءً، فلا بد أن تجني ثمرً.وما أحلى أن نطبِّق هذا بالأولى على أمورنا الروحية، فنهتم بكل ما ينمي حياتنا الروحية، ونبذل كل الجهد في خدمة السيد. وعلى من يريد أن يزرع ألا يتلمس الأعذار والحجج للكسل لأن «مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ» (جامعة 11:4). فالذي ينتظر أن تكون الريح (أي الظروف) مواتية، حتى يبدأ عمله لن يبدأ في الغالب، ولن يحصد بالتالي.وعلينا ألا ننسى للحظة أن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مزمور 126:5)، وفي كل ما نفعله للرب لا بأس بقطرة عرق أو دمعة ألم إن كان سيعقبها فرح غزير وأبدي. كما نتعلم مبدأً هامًا من الزراعة، حين يوصي الناموس بالقول «لا تَزْرَعْ حَقْلكَ صِنْفَيْنِ... لا تَحْرُثْ عَلى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعا» (تثنية22:9 ، 10). والمعنى هنا يمكن بسهولة أن نقرنه بقول الرسول بولس «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ»؛ فراقب صداقاتك وعلاقاتك يا صديق «لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ » (2كورنثوس6:14 ، 15). ثم يأتي القول الأشهر والأهم حين يقول الكتاب «لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً» (غلاطية 6:7). وهل يحتاج إلى تعليق؟! اعلم أن كل ما تفعله هو زرعة ستجني ثمارها بعد زمن، وإن كان طويلاً. فإن زرعت مثلاً درسًا للكتاب، سيثمر معرفة أعمق لله، أما إن زرعت شهوة فستُنبت خطية تمرمر حياتك إذ تدفع ثمنها غاليً. فلا تزرع إلا ما تحب أن تجني ثمره. واسمع النصيحة «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ.احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هوشع 10:12). عصام خليل |
||||
|