رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة للامتلاء والشبع نحن في حاجة ماسة هذة الأيام إلى حياة الشبع الروحي والامتلاء والفيض، في عصر يزداد فيه غلاء الأسعار، ونسبة التضخم، والقحط الروحي، وعدم الشبع؛ رغم أن الكثيرين يموتون من أمراض سببها عدم العدالة وسوء التوزيع، فمنهم من يموت بسبب أمراض يسببها الأكل والتخمة، وآخرون يموتون بسبب الجوع!! وكلا الفريقين يظل جوعان للشبع الحقيقي ولا يجده، يبحث عن السعادة وكأنها سراب نركض نحوه فيهرب منا. وعندما نرى الكثيرين يلهثون وراء الغنى المادي بشتَّى الأساليب المتاحة، حتى ولو بالغش والتهرب والسرقة، وعندما نرى البعض يبحث عن اللذة في الأكل والشراب والدنس والخطيئة، وحينما يتقاتل الكثيرون ويبيعوا ايمانهم ومبادئهم سعيًا وراء سلطة لا تدوم أو منصب يورِّث الهموم، وعندما نرى البعض يختالون علي الأرض بكبرياء، ويتعاملون مع الآخرين بصلف وجفاء- نبحث عن السبب نجدهم يبحثون عن حياة الشبع والامتلاء والسعادة، وإن بعدت عن كل هؤلاء. فالسعادة الحقيقية ليست في امتلاك كل هذه الأشياء، بل في سيادتك علي نفسك، وأن تضبط ذاتك، وتشبع بالله ومعرفته والاتحاد به، وأن تمتلئ بروح القداسة والوداعة والعفة، وأن تمتلك الأشياء لا أن تمتلكك. العالم يغرينا ويقول- لاسيما في الأعياد: كلوا، واشربوا، واشتروا، واستمتعوا. ونحن نقول: ازهدوا، واتركوا؛ فقيمة الإنسان في ذاته وسعادته، يجدها في المحبة الباذلة، لا في الأخذ والامتلاك. إن هناك كثير من الأنواع من الشبع والامتلاء، مثل الامتلاء من الأمور الروحية أو المادية، أو الامتداد في العلاقات الاجتماعية أو في المعرفة الثقافية، أو الغنى المادي. وعندما نقول أن هذا الشخص "مليان"، إننا نقصد أنه شخصية لديها الثراء الفكري والعاطفي والروحي أو المادي. واحساس الفرد بقيمته، والقناعة بما لدينا، عامل هام في احساسنا بالامتلاء، مع عدم الاكتفاء، لاسيما في المجال الروحي والفكري والاجتماعي.. نحن نحتاج للإمتداد إلي فوق نحو الله، وأفقيًا نحو الناس، وإلى العمق نحو الإنسان الداخلي. |
|