أما الردّ على هذه الادعاءات فيمكن أن يتمّ على النحو التالي:
-يتعذّر تبرير الإجهاض تبريراً خلقيا، لأنه خرق لحق الجنين في الحياة. فمن حق كل كائن بشري، مولودا ًأكان أم جنيناً، أن يحيا حياته بملئها، بحيث تأخذ الطبيعة الإنسانية مجراها من دون أن يبيدها أحد أو يزيلها عن الوجود.
– الإجهاض ثورة على عمل الله وتدبيره الخلاصي للعالم والبشرية. وهذا ما يعرف بالكفر بالخالق blasphemia creatoris ولما كان الإنسان خلقة الله، يبرز إلى الوجود بالمشيئة الإلهية، ويُتمّ حياته بتدبير من خالقه، فالجنين هو خلقة الله في رحم المرأة، ووديعة تسلم إلى الأهل للحفاظ عليها. الإنجاب هو كالخلق، بل هو مشاركة فيه. ولذلك لا سلطان للبشر على نسمة الحياة، فكلّ ما يُطلب منا هو أن نصونها ونعززها.
– علينا أن نحسب الجنين قريبنا. فكما يجب أن نحبّ القريب كأنفسنا ونُعنى به هكذا يجب أن تكون مسئوليتنا مفعمة بالحب تجاه الأجنة، ومكللة بنكران الذات والتضحية.
– تحريم القتل هو القاسم المشترك بين المعتقدات الخلقية والدينية المتعددة. الإجهاض هو قتل الجنين سواء اكتمل أم لم يكتمل. إحلال السلام في المجتمع يتطلب نزع كل أنواع العنف والكره والعدواة تجاه كل كائن حي، بما في ذلك الطفل غير المولود. عندما نقاوم الإجهاض نحرر الأجنة من العنف الممارس ضدهم ونحرر ألام من العنف الممارس ضد جسدها.
– الحرية ليست مبرراً لارتكاب الإثم، بل إنها الوسيلة التي نتحرر بها من الإثم. الادعاء الذي يقول بالحرية الشخصية يجب ألا يكون بديلاً عن انقيادنا للمشيئة الإلهية. قديما، أعطت القوانين الرومانية السلطة للأب أن يقتل أفراد أسرته، وعلى هذا النحو يحاول التيار المعاصر أن يعطي هذا الحق للام وحدها. وفي الحالتين هناك ضلال وسوء استعمال للحرية الشخصية.
– العدالة تتطلب الدفاع عن حقوق المستضعفين، والفقراء والأبرياء. ولذلك تحتاج الأجنة المستضعفة إلى من يزود عنها ويدافع عن حقوقها.
– احترام الحياة الإنسانية واجب علينا لانّ كل بشر، مولودا أكان أم غير مولود، هو مخلوق على صورة الله. الحياة الإنسانية سيرورة نحو الخالق مستمرة. والجنين يملك تلك القوة التي إن سمحنا لها أن تكتمل بلغت التشبه بالله .
– القانون المدني يجب أن يوافق القانون الإلهي. ولذلك على القانون الخلقي أن يمنع قتل الأجنة، لأنه قتل للإنسان الحي.
بناء عليه، يجب أن نضع حدّا لهذه المجزرة الصامتة، وأن يسعى المؤمنون بالحياة البشرية أن يصوغوا التزامهم الاجتماعي والقانوني، وأن يرفعوا أصواتهم بالأصالة عن الأجنة الحية.
[1] الجمهورية 5
[2] السياسة 7، 41
[3] القوانين الخاصة 3، 108-109
[4] تعليم الرسل 2: 2
[5] برنابا 19: 5
[6] توسل إلى المسيحيين 35
[7] المنافحة 9
[8] القانون 8، الشرع الكنيسي ص 887
[9] رومية 4
[10] تفسيره للرسالة إلى أهل رومية 24
[11] الشرع الكنسي، ص 138
[12] الشرع الكنسي، ص 603
الأب ميشال نجم