منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 07 - 2016, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

• الكنيسة جسد المسيح وشركة القدّيسين
هذا هو السرُّ الذي نحتفل به دائمًا في القدّاس الإلهيّ، سيّما في فترة ما قبل العنصرة، بعد أن انتصر المسيح مرّةً إلى الأبد. لقد أعتقَنا ابنُ الله المتأنِّس من الموت بقيامته، وأكثر من ذلك، رَفعَ جسدَ الإنسان إلى كرامةِ الجلوس عن يمين الآب معَه، فوق الملائكة وسائرِ القوّات السماويّة. في المسيح يسوع، تتألّهُ طبيعتُنا البشريّة بأسرها. إلاّ أنّ هذه العطيّة الممنوحة للطبيعة التي اتّخذها كلمةُ الله لم يُمكِن أن تبقى عطيّة عامّة غير شخصيّة. وَجَبَ أن يتحقّق سرّ الخلاص في كلّ شخص، وأن يقبله الإنسان طوعًا في ذاته. ولكي يسنح لنا المسيح أن نشترك في إتمام هذا السّرّ، أرسل الروح القدس على رُسُلِه المجتمعين في وحدة المحبة، فحوّل الروحُ هذه الجماعة البشريّة إلى كنيسة، هي جسدُه السّرّيّ. المسيح حاضرٌ إذًا، هنا والآن، بنعمة الروح القدس، ولكن من خلال جسده “المتعدّد الأقانيم” . كُلٌّ منّا أصبح عضوًا كاملاً في هذا الجسد يومَ عمادته، وهو عضو فريد لا غنى عنه، ولكنّه لا يحيا إلاّ ضمن الجسد الكامل وبه.
“5وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ… وَلكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ… وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا” (1كور12: 5،7، 11-12).
في سرّ الكنيسة الكبير هذا، يبقى كلٌّ منّا ما هو، ولكنّه يتصوّر بصورة المسيح بنعمة المعموديّة، يُطعَّم به، إن جازَ التعبير، وبقدر ما يتعاون مع النّعمة، ينمو فيه المسيح حتّى يتجلّى فيه بملئه.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

وجسد المسيح هذا الذي نؤلِّفُه ليس مجرّد واقع اجتماعيّ لمسيحيّين يجتمعون من أجل الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ، إنّما لهذه الجماعة بُعدٌ عموديّ ، يشمُلُ العالم العلويّ. فالكنيسة جسد المسيح هي أيضًا شركة القدّيسين.
في أحد أقدم النّصوص المسيحيّة، “راعي هرماس”، وصفٌ رمزيٌّ للكنيسة كامرأة مُسنّة، وتأكيد أنّ الله “خلق العالم من أجل الكنيسة” ، ليتمّ فيها تألّه الإنسان. ويقول القدّيس غريغوريوس بالاماس إنّ الكنيسة هي “شرِكة – أو جماعة- التألُّه”.
إنّ الكنيسة هي “شركة القدّيسين”. هذا التعبير خاصّ بأحد اللاهوتيّين الغربيّين، وقد دخل في دستور الإيمان اللاتينيّ، دون الأرثوذكسيّ، غير أنّه يعبّر عن نظرة أرثوذكسيّة للكنيسة. فنحن لا نكتفي في الكنيسة بفرح التَّلاقي، ولكنّنا “مواطنو القدّيسين” (أفسس2: 19)، ونشعر أنّنا نساكنُهُم في ملكوت الله الحاضر منذ الآن في تاريخ البشريّة.
إن كُنتُ أحيا في شركةٍ والعالم العلويّ، وأُسْهِمُ فيه منذ الآن، فهذا يعني أنّ حياتي ليست لي، ولكنّها حياة جسد المسيح بكامله، وأنا مسؤول عنه. إذا عرفنا أن ننظر بعيون الإيمان المتجلّيّة، يمكننا أن نرى القدّيسين حاضرين في نشاطات الكنيسة كلّها، سواءٌ من خلال إيقوناتهم، أو باستدعاء أسمائهم، أو بتذكاراتهم السّنويّة، أو في أسمائهم التي نُطلقها على الأولاد، وعلى القُرى، وعلى الأشياء، طلبًا لشفاعتهم. يستحيل على المرء أن يكون مسيحيًّا أرثوذكسيًّا من غير أن يكون في شركة “القدّيسين جميعًا”، كما يقول القدّيس يوستينوس بوبوفيتش (†1979).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

إذًا لستُ أنا لوحدي، منغلقًا على فرديّتي، مَنفيًّا في عالم سيقودني حتمًا إلى الموت والنّسيان. بل بانتمائي إلى شركة أعضاء الكنيسة الظافرة كلّهم، أكتسب كرامةً أبديّة. من خلال شركتي بالقدّيسين، أشترك في الحياة الأبديّة التي سبقوا وورثوها، أشترك في الملكوت حيث يعيشون مع المسيح. إذا فَهِمْنا هذا، تتغيّر نظرتنا كلّها إلى الحياة، ولا ننظر إلى شيئ كأنّه سخيفٌ أو عابرٌ، بل يصبح كلّ عمل وكلّ لقاء ممتلئًا من هذه الحياة الإلهيّة، هذه “الحياة الأكثر وفرةً”.
منذ أوّل عهدهم، وعى المسيحيّون شركتهم هذه مع القدّيسين، فسُمّوا “قدّيسين” لأنّهم مدعوّون إلى القداسة في جملة سلوكهم (1كور1: 2). نحن ندعو بعضنا بعضًا “إخوة”، من غير تكلّف عاطفيّ، لأنّنا أضحينا أبناء الآب السماويّ الواحد بالروح القدس مع المسيح، الذي “هُوَ بِكْرٌ بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ” (رو8: 9).
“لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي” (متى12: 50).
إنّ دم المسيح الجاري فينا يصير “الإسمنت” الذي يربط هذه الأخوّة الإلهيّة، أخوّة نختبرها في سائر نشاطاتنا المشترَكة التي يجب أن تتّصف بميزة إلهيّة إنسانيّة، ولو خارج القدّاس الإلهيّ، حتى تنقل إلينا الحياة السماويّة.
في الكنيسة، ليست علاقاتنا بشريّةً أخويّةً فحسب، تظهر من خلال التعاون والمحبّة -وقد باتا نادرَين في المجتمع العلمانيّ حيث تَحكُمُ المَصالح الشَّخصيّة-، إنّما أضحتْ هذه العلاقاتُ مَراقيَ تَصعدُ بي شخصيًّا إلى الله. إنّها مملوءةٌ من طاقات التألُّه التي تَؤولُ بي إلى “القداسة” بدَوري، من خلال اختبار الروح القدس اختبارًا حيًّا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

منذ العهد القديم والربُّ يقول “كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس” (لاوي11: 44). قد يبدو الاقتداء بقداسة الله هذا مستحيلاً، مُناقضًا، وربّما مُعثِرًا، تمامًا لأنّ كلمة “قداسة” تعني “ما هو مفروز”، ما لا يمكن مشاركتُه. رغم ذلك، فمنذ العهد القديم، جعلت هذه القداسة نفسَها قابلة للمشاركة، من خلال وصايا الناموس المُعلَنَة لموسى على جبل سيناء، ومن خلال الطقوس اليهوديّة والرّموز. تلك، ولو أتَتْ مَنقوصة، هيّأَتْ شعبَ الله المختار، صورة الكنيسة، للشَّرِكَة الكاملة بين الله والإنسان في شخص الإله الإنسان، وهذه الشَّرِكة تغدو في مُتَناوَلِنا بنعمة الروح القدس.
أن نحيا مسيحيًّا يعني بالتالي أن نستجيب لنداء المسيح ونتبعه في صعوده للسَّماء، ليصير كلٌّ منّا إلهًا بمشاركة مواهب الروح القدس. ويذهب الآباء أبعد من ذلك، فيعلّمون أنّ الإنسان مدعوٌّ ليصير كلّيًّا كما هو الله، أي أن يشاركه الأبديّة والخلود، والأزليّة، لا بالطبيعة، بل بالمشاركة. “مُّتَّحِدًا كلُّه بالله كُلِّه، في تداخل تامّ، وصائرًا كلّ ما هو لله، ما عدا المساواة بالجوهر، ومتلقِّيًا الله كلًّه بدلاً عن ذاته”.

هذا هو البُعد الهائل الذي نحن مدعوّون إليه في الأتّون المُتَّقِد، أتّون الكنيسة، الذي سيحوّل حديدَ الطبيعة الإنسانيّة إلى حديد محمّى مُتَّقِد بنار الأُلوهة، من خلال الأسرار الإلهيّة والفضائل المقدّسة، ولكن من غير أن تفقد هذه الطبيعة خصائصها.
كيف أصير قدّيسًا؟
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

كيف نبلغ هذه الحالة، فنصير قدّيسين؟ الأمر سهل: يكفي أن نؤمن بأنّه ممكن، وأن نتبع الطريق التي رسَمَها السالِفون، فنسيرَ في خطى تراث القداسة في الكنيسة، وهو خبرة الروح القدس تتناقلها الأجيال.
لم يكن القدّيسون كائنات غريبة من كوكب آخر، بل بشرًا مثلنا، شَغَفَهم عشقُ الله
par l’amour de Dieu touchés ، والاقتداء بالمسيح. فقرّروا أن يضحّوا بكلّ ما لديهم من أجل الانصراف إلى هذا الحبّ، من غير أن يتنازلوا لقِيَم هذا العالم الزّائلة. إنّهم أناسٌ عَزَموا على اتّباع الحَمَل حتّى موتِه على الصليب، من أجل أن يختبروا قيامته وحياته الإلهيّة.
الطريق إلى القداسة تبدأ بأن نَعي بُطلان ما يمكن أن يُوَفِّره لنا العالم، وأن نُدرك حالة انفصالنا عن الله. و”التوبة” هي الرغبة في التغيير، في أن نعطي معنىً لحياتنا.
أن نحيا كتلاميذ للمسيح في عالم بعيد عن الدّين، يعني أوّلاً ألاّ نخجل باختلافنا عن الآخرين، وأن نعترف بإيماننا من غير تَردُّد عند الحاجة، ولو تعرّضنا لهُزء الآخرين. “”طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ … وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي” (متى5: 11).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

الاعتراف بالإيمان عمليًّا في حياتنا اليوميّة يتضمّن أيضًا رفضَ المساومات لروح العالم والخطيئة. من أجل ذلك علينا أوّلاً أن نعرف المبادئ الخُلُقيّة والرّوحيّة للكنيسة لكي نستطيع أن نُمَيِّز ما لا يوافق هويّتنا المسيحيّة في المجتمع المحيط بنا. فمعظم أبناء عصرنا يتجرّعون من غير تمييز كلّ ما يُعرَض عليهم في الإعلام، من غير أن يُدركوا ما فيه من المعاني المضادّة للمسيحيّة كُلَّ التضادّ، إلى حدّ التجديف أحيانًا.
من الأماكن والممارسات ما لا يتماشى مع إيماننا، ومنها “الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ” التي ” تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ” (1كور15: 33). يجب ألاّ نخجل من قطع تلك العلاقات. هذا الجهاد أيضًا إعتراف بالإيمان.
فلنتحرّر من الأصنام التي صنعها الفرعون الجديد، أي الإعلام. فالمسيح يدعونا إلى الحرّيّة الحقيقيّة. ومهما يتحتّم علينا تعاطي التِّكنولوجيا، فعلاقتنا بوسائل الإعلام والتواصل ينبغي أن تنتظم وفق مبدأ الحاجة، لا المُتعة، ولا الكسل. فالصوم عن المعلومات أهمّ من الصوم عن الطعام.

الرّوحانيّة والأخلاق
ينطوي العيش في الكنيسة إذًا على مشاركة سرّ التألّه هذا، سرّ التقديس. فكلُّ تحجيم لأَبعاد المسيحيّة إلى مستوى الخُلُقيّات البَحْتَة هو انحراف. المسيحيّة ليست ديانةً، بل هي الذَّهاب إلى أقصى الحدود، هي ثورة جذريّة، هي النار التي جاء الربّ ليلقيها على الأرض (لو12: 49). ومَن شَعَرَ بهذه النار في قلبه يصير مجنونًا من أجل الله، لا ليهدم نواميس المجتمع، بل ليكمّلها ويسمو عليها.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

أن يكون المرء مسيحيًّا، يعني أن يقتني رُقيًّا خُلُقيًّا لا يسمح له بإبرام الصَّفقات مع سفاهة الحياة الدّنيويّة وما فيها من ابتذال، ولكن من غير أن يعادي المجتمع.
إنّ مَناقبيّة الكنيسة في موضوع الجنس بشكل خاصّ ليست من باب العَقليّة الضيّقة البالية، بل هي شرط الحياة التي يتحكّم بها فعلاً العشق الإلهيّ. وهي تساعد على الخروج من الذات لنحبّ الآخر ونحترمه على أساس أنّه شخصٌ على صورة الله، وترفض النَّرجسيّة التي يدعو إليها مجتمعٌ غارقٌ في الجنس حتى الإفراط، لأنّ هذه لا تؤدّي إلاّ إلى السّأم والعزلة.
التحرُّر الجنسيّ المزعوم لا يَنتُجُ عنه إلاّ وقوع الإنسان في حلقة مُفرَغَة لتعاقُب اللّذّة فالشَّهوة. كلُّ تلذّذ جَسديّ يولِّدُ فيه شهوة جديدة ويُغلِق عليه في الموت.
من صفات الشباب المسيحيّ الشَّجاعةُ ورفضُ المساومة إزاء روح العالم. لا ينبغي الجزع والخوف، بل التصدّي بثبات لإغراءات الدُّنيا. فهروب الشابّ من أمام التجربة ليس علامة جُبن بل عنوان مَجده. وعلينا اتّخاذ بأس الشّباب من الشّهداء مثالاً.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

-القدّيسة بلاندين Blandine من ليون Lyon (25 تمّوز)
خادمة صبيّة، أظهرَت من الثبات إزاء التّعذيبات ما أفقد المُعَذِّبين صبرَهم. كفاها أن تقول “أنا مسيحيّة، ونحن لا نأتي أيّ عمل قبيح”، حتّى لا تعود تشعر بالعذابات.
…علّقوها على عمود، وعرضوها على الوحوش، فلم تتوقّف عن الصلاة عاليًا لتشدّد عزم إخوتها في الجهاد. رأوا فيها الربَّ نفسه، الذي صلِبَ لخلاصنا، فازدادوا يقينًا بأنّ كلّ مَن يتعذَّبُ من أجل مجد المسيح، يعيش أبدًّا في شركة الله الحيّ. في ذلك اليوم، لم يجرؤ أيٌّ من الوحوش ويمسّ بلاندين بأذى. كانت نحيفة، ضعيفة، محتقَرة، فتسربلت المسيح، المجاهد العظيم، الذي خوّلها أن تغلب العدوّ…
في اليوم الأخير، تلقّت نصيبَ رفاقها من العذابات، وقد جاء دورها آخرهم جميعًا. بعد الجلد، والوحوش، والنار، حبسوها في شبكة ليتركوها ضحيَّةَ أحد الثيران. رفستها البهيمة عاليًا مرارًا، أمّا هي، فلم تشعر بما يحدث لها، لأنّها واصلت حديثها إلى المسيح، وكلّها مأخوذة برجائها في الخيرات المستقبلة. فانتهى الأمر بهم إلى ذبحها، هي أيضًا. واعترف الوثنيّون مُكرَهين أنّهم لم يشهدوا في حياتهم امرأة تكابد عندهم عذابات بهذا المقدار وبهذه الوحشيّة.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

-بَربَتوا Perpétue القرطاجيّة (1شباط)
كانت في الثانية والعشرين، في صفّ الموعوظين. سألت الجند حينما أوقفوها أن يسمحوا لها بالاحتفاظ بابنها الرضيع. في الزنزانة الخانقة حيث احتجزوها، مع مسيحيّين آخرين، رأت في الرؤيا سلَّمًا تصعد إلى السماء، وأدوات التعذيب معلّقة في جوانبها. أمّا هي ، فانطلقت، وداست التنّين الذي في كعب السُّلَّم، لتصل إلى القمّة بقفزة واحدة، حيث استقبلها مصفٌّ من الشهداء يلبس البياض. ولمّا سمعت حكم القاضي، هتفت: ” الحمد لله! كنت دائمًا فرحة مَرِحة. والآن فرحتي تزداد!”
أمّا فيليسيتاس (Félicité) الحامل في شهرها الثامن، فندبَت حظَّها لأنّ موعد إعدامها تأجّل بسبب وضعها الخاصّ. وبفضل صلاة الشّهداء، سهّل الله أنّ تنتابها آلام المخاض قبل الألعاب بثلاثة أيّام. ولمّا رآها أحد الحرّاس تتأوّه، سخر منها، واعدً إيّاها بآلامٍ أفظع بما لا يُقاس. فأجابته القدّيسة: “الآن، أنا التي تتألّم، أمّا حينذاك، فسيأتلّم شخصٌ آخر من أجلي، لأنّي سأتألّم من أجله!” ثمّ ولَدَت فتاةً أودَعَتْها امرأةً مسيحيّة، وأخذت تستعدّ لجهادها الأخير…
طرحوا “بَربَتوا” أمام بقرة هائجة، فرمتها هذه في الهواء برفسة، ولمّا وقعت على كُليَتيها، سرعان ما أنزلت فستانها الممزّق، ملتفتةً إلى الحشمة أكثر من انتباهها إلى الألم. وربطت ضفائر شعرها المنحلّة، لئلاّ تبدو كالمرأة في الحداد، فيما هي وارثةٌ المجد. ثمّ ذهبت إلى فيليسيتاس لتساعدها على النّهوض. فلمّا شاهد الجمهور شرف خُلْقِهما وجمال طلعتهما، هدأ قليلاً، وأُخرِجَت الشّهيدتان من الحلبة.
…ساعة تنفيذ الإعدام، بعد أن قبّلت رفاقها قبلة السلام، أخطأ السّيّاف وأصابها بين ضلوعها، فصرخت. ثمّ أمسكت يد الجنديّ المرتجفة، وصوّبت السَّيف نحو عُنُقها…
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2016, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القداسة: هل هي ممكنة في عصرنا؟

-أوريستوس (13 كانون الأوّل)
مُجنَّد حديث العهد في الجيش الرومانيّ المتمركز في الكبادوك أيّام حملة الاضطهاد التي شنّها ذيوكليسيانوس. أثناء التّمرينات، فيما همّ برمي الحربة، ظهر الصليب الذّهبيّ المعلَّق في رقبته. ولدى استجواب الدوق ليسياس، الذي اعتقل لتوّه إفستراتيوس ورفقته، اعترف بأنّه مسيحيّ منذ نعومة أظفاره… فسُلِّمَ للمحكمة والتعذيب معهم في سبسطية. ولمّا صدر أمرٌ بإلقائه على سرير حديديّ محمّى بالنار، تملّكه خوفٌ طبيعيّ كإنسان، فتردّد قليلاً. ولكنّ إفستراتيوس شجّعه، فأسرع الشّاب بحماسة، قائلاً: “يا ربّ، في يديك أستودع روحي!”
-شهداء جدد من أيّام العثمانيّين
هؤلاء أجبِروا على إنكار المسيح في حداثتهم، تحت ضغظ الأتراك، ثمّ أدركوا فداحة خطإهم، وسلكوا في التوبة وحياة النسك، ممّا أثار في نفسهم رغبة الاقتداء بآلام المسيح. فهيّجوا الحكّام المسلمين، دائسين العمامة التي ترمز إلى انتمائهم للإسلام، وتوجّهوا إلى منصّة الإعدام وهم يحيّون المسيحيّن مسرورين، كمن يذهب إلى العرس (مثلاً: القديس لوقا من ميتيلين- 23آذار).

*****
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دُعي روح القداسة لأنه يقدم القداسة للكل
قداسة البابا تواضروس الثاني “حياة القداسة و القداسة للكل فكيف تكون”
ملكوت المسيح ملكوت محبة وسلام وامان وحياة ابدية
ملكوت الله | ملكوت السموات | ملكوت السماء | ملكوت ربنا
ملكوت الله | ملكوت السموات | ملكوت السماء | ملكوت ربنا


الساعة الآن 03:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024