01 - 07 - 2016, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
يكون كل شيء قابل للإدراك من قِبَل الحواس قابلاً أيضاً للتخيل ويقع داخل مجال القدرة التخيلية، وبالتالي يأتي الخيال والتخيل إلى الوجود، بحسب قول القديس يوحنا الدمشقي. كما يخبرنا الآباء، هذا الخيال يشبه القشور التي تغطي النوس وتمنعه من معاينة الله بوضوح. لكي يصل النوس لمعاينة الله ينبغي عليه أن يتخلص من هذه القشور وأن يقف أمام الله في نقاوة. تكون القدرة التخيلية مرتبطة بالخيال والتخيل في لغة الآباء القديسين، وهم عندما يكتبون أنه ينبغي علينا أن نتطهر من الخيال والتخيل فإنهم يعنون أنه ينبغي علينا أيضاً أن نطهر القدرة التخيلية. بتعبير آخر، ينبغي علينا أن نجعل قدرة النفس التخيلية غير فعالة. لقد عاين القديسون الله واختبروه بواسطة النوس النقي الخاص بهم، وليس من خلال قدرتهم على التخيل، وهذا هو السبب الذي يجعل الأطباء النفسيين غير قادرين على تفسير كتابات القديسين ولا كل الرؤى المقدسة الخاصة بهم من منظور نفسي.
تختلف القدرة التخيلية، التي هي قدرة طبيعية للنفس، عن التخيل والخيال الذي هو وظيفة هذه القدرة. ينصحنا التقليد النسكي برمته ألا نحاول أن نتخيل الله. ينبغي علينا بدلاً من ذلك أن نجاهد لكي نطهر قدرة النفس التخيلية، ولكي نحرر أنفسنا من الخيال الملعون. ينبغي على النوس عندما يصلي أن يبقى “بلا شكل” و“خالياً من التخيل“، بحيث نستطيع أن نحفظ أنفسنا من تكوين صور لله. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
3- الخيال والتخيل كظاهرة لحالة الإنسان الساقطة
منذ السقوط صارت قدرة الإنسان التخيلية جامحة وامتلأت من الخيالات. بخلاف الإنسان، الشيطان أيضاً لديه خيال. هذا هو بالضبط السبب الذي يجعل الخيال والتخيل موصلين فعالين للطاقة الشيطانية، ويجعل الشيطان يستعملهما لإيقاع الناس في الفخ. الخيال والتخيل هما الجسر بين الإنسان والشياطين الذي يعبره الشياطين لكي يضايقوه. يكتب كاليستوس وأغناطيوس الكسانثوبولس قائلين: “الخيال، الذي يأخذ أشكالاً عديدة مثل ديدالوس الأسطوري، والذي له العديد من الرؤوس مثل الأخطبوط، يقول عنه القديسون أنه يعمل كجسر للشياطين. هؤلاء القتلة المدمرون يمضون ذهاباً وإياباً على الجسر، مشتركين مع النفس ومختلطين معها بطريقة ما، ويجعلونها عشاً للدبابير ومسكناً للأفكار العقيمة الشهوانية…”. بتعبير آخر، الخيال هو جسر تعبر عليه الشياطين لكي تتصل بالنفس وتختلط بها وتجعل الإنسان مرتعاً للأفكار العقيمة والشهوانية. بحسب القديس مكسيموس، الخيال والتخيل وكل الصور التي يقدمانها هي قشور تعمي بصر النفس. إن أياً من تكون لديه هذه القشور يكون غير قادر على معاينة الله أو على أن يقتنع بالتعليم عن الله والأمور الإلهية. الانطباعات والأفكار المتولدة من الخيال “هي في الواقع قشور تعمي بصر النفس النقي وتسد الطريق للوصول لكلمة الحق الطاهرة“ |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
تمنع هذه القشور التي تغطي النفس وصولها للحقيقة ولمعرفة إرادة الله. هذا هو السبب الذي يجعل القديس مكسيموس المعترف يعلِّم أنه عندما يتخلص النوس من الأفكار والصور الناتجة عن الخيالات “فإن كلمة الحق تُعلَن له بوضوح، معطية إياه مبادئ المعرفة الحقيقية“. يستطيع الشخص أن يصبح لاهوتياً حقيقياً لا غش فيه فقط عندما يتحرر من الخيالات والتخيلات. وإلا فإنه قد يتكلم عن الله تحت تأثير الشياطين، حيث أن الشياطين سوف تقدم أفكاراً عن الله وحقائق الإيمان الأخرى من خلال خياله.يقول الآباء أنه ينبغي على المرء أن يتخلص من هذه القشور التي تعمي بصر النفس النقي، ويقولون أيضاً أن القديسين يتكلمون عن الله “مثل الصيادين” (مثل الرسل) وليس “مثل أرسطو“. علم اللاهوت الخاص بهم يأتي من قلب نقي، وليس من قدرتهم على استعمال المنطق (القديس غريغوريوس اللاهوتي).
على الرغم من أنه لا يوجد سوى قدرة واحدة على التخيل، إلا أن لها ثلاثة فروع، وذلك بحسب كاليستوس وأغناطيوس الزانسوبولس. الفرع الأول هو القدرة على تصوير الأفكار، أي جعلها قابلة للإدراك، بمعنى تحويل الأفكار والمفاهيم إلى صور قابلة للإدراك. الفرع الثاني هو القدرة على تمثيل الأشياء “من البقايا المتبقية“، أي القدرة على استدعاء الأفكار الناتجة عن النوع الأول من التخيل والإبقاء عليه. الثالث “يتكون من اللذة والصور المتخيلة التي للأشياء التي تبدو جيدة أو سيئة ظاهرياً“، أي كل اللذة والحزن الناتجين عن وجود هذه الصور التي تقدمها الحواس لقدرة النفس على التخيل. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
بالتالي تكون أجزاء التخيل الثلاثة هي: أولاً، القدرة على تخيل وتجميع صورة؛ ثانياً، الإبقاء على الفكرة وصورتها داخل قدرة النفس التخيلية واستعادتها؛ ثالثاً، اللذة أو الحزن الناتجين عن الأفكار التي تبدو جيدة أو رديئة داخل قدرة النفس التخيلية.
حيث أن التخيل هو وظيفة طبيعية في الكيانات البشرية الساقطة والخيالات هي قشور تظلم رؤية النفس النقية منذ السقوط، يكون النوس في حالته الطبيعية عندما يتخلص من كل أشكال الخيال والتخيل. كما يعلِّم القديس هيزيخيوس القس قائلاً: “عندما لا توجد خيالات ولا تصورات في القلب، يكون النوس في حالته” ويكون مستعداً للتوجه ناحية أي رؤية روحية مبهجة ترضي الله. كلما يكون الشخص أكثر مرضاً من الناحية الروحية، كلما كان مغلوباً من كل نوع من الخيال والتخيل. كلما كان الشخص أكثر صحة من الناحية الروحية، كلما كان أكثر تحرراً من الخيالات والتخيلات. حتى ما يشار إليه اليوم على أنه مشاكل نفسية هي مشاكل تنتج عن الخيالات وتبقى في نفوسنا بسببها. كلما تحررنا من ضغط الخيالات كلما تعافينا من المشاكل النفسية المختلفة. هذا هو السبب الذي جعل القديس يوحنا كاسيان يكتب أن علامة اكتساب فضيلة القداسة والعفة هي أن نفسه لا تلقي بالاً بالمرة للخيال أو التخيل حتى وقت النوم. “إنه يغفل هذه الصور التي ينتجها الخيال الدنس خلال النوم“. بالطبع ليست خطيئة أن يرى المرء أحلاماً مزعجة أثناء النوم، ولكنها “علامة على أن النفس مريضة وأنها لم تتحرر من الهوى“. إنها تثبت أن النفس مريضة ولم تتحرر بعد من الهوى. هذا هو السبب، كما يعلِّم القديس يوحنا كاسيان، الذي يجعل الخيالات الدنسة التي تظهر في الأحلام أثناء النوم علامة على كسل ومرض نفوسنا. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
هذا هو السياق الذي يجب أن نفهم في إطاره أي شيء نكتبه عن الخيال وعن التحرر من طغيانه وتأثيره. عندما نكتب أن التخيل هو ظاهرة في الإنسان الساقط وأنه ينبغي علينا أن نتحرر من القدرة التخيلية أيضاً، فإنا نعني أن قدرتنا التخيلية ينبغي أن تصبح غير فعالة. ينبغي علينا أن نتخلص تماماً من الخيال والتخيل، بحيث يصبح نوسنا “بلا صورة“، “بلا شكل“،“وخالياً من الخيال“. هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول للاتحاد بالله واكتساب الشركة معه.
ليس للخيال والتخيل أي مكان بالمرة في معرفة الله النقية. معرفة الله تتجاوز كل فكرة ومفهوم. إنه معاينة الله التي يصل إليها النوس المتحرر من الخيال. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
4- أربعة أنواع من الخيال
كما ذكرنا من قبل، من الواضح من تعليم الآباء القديسين أن المسار إلى الاتحاد بالله لابد وأن يمر خلال تطهير القلب والتحرر من الخيال، عندما تتحرر القدرة التخيلية من الصور والانطباعات. يحلل القديس غريغوريوس بالاماس المسار الكامل لهذه الرحلة في إحدى عظاته عن دخول والدة الإله الهيكل، التي يصف فيها كيفية وصول والدة الإله للاتحاد بالله. لقد تعلمنا في هذه النقطة أن القديسين تحدثوا عن الله بدون خيال أو تخيل، وأن علم اللاهوت النقي ليس له أية علاقة بالتخيل. يوجد داخل الكنيسة مسيحيون في مراحل مختلفة من النمو. يكون البعض في مرحلة طفولة، والآخرون في مرحلة الصبا الروحي، ويكون الآخرون بالغين روحياً. بالتالي يكون جهاد كل مسيحي مختلفاً. ينبغي علينا أن نحذر من الاعتماد على الخيال أو التخيل، لأن هذا ليس هو أساس الحياة الروحية، ولكنه شيء يشوهها. سوف نستند الآن إلى تعليم أب روحي معاصر هو الأرشمندريت صوفرونيوس، الذي كان خبيراً في المسائل الروحية وكان شاهداً حياً على طريقة الحياة تلك. إنه يكتب في موضوع الخيال قائلاً: “إن عالم الإرادة والتخيل الإنساني هو عالم السراب. إنه أمر مشترك بين الإنسان والملائكة الساقطين، وبالتالي يكون التخيل عادة موصل للطاقة الشيطانية. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
مثل هذه الصور الشيطانية والصور المستحضرة من قِبَل الإنسان قد تؤثر على الناس، أو تغيرهم، أو تحولهم، لكن يوجد أمر وحيد لا يمكن تجنبه وهو أن كل صورة، سواء كانت مخلوقة من قِبَل الإنسان نفسه أو مقترحة من قِبَل الشياطين، ومقبولة من قِبَل النفس، سوف تشوه الصورة الروحية للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. هذا “الخلق” في ذروة نموه يقود إلى تأليه الخليقة، الذي هو تأكيد للمبدأ الإلهي الموجود في لب طبيعة الإنسان. هذا هو السبب الذي يجعل الدين الطبيعي، أي دين العقل الإنساني، قد يكتسب بشكل قاطع خاصية وحدة الوجود.
كل من الصور الشيطانية والصور المستحضرة من قِبَل الإنسان قد تكتسب قوة كبيرة جداً، ليس لأنها حقيقية بكل معنى الكلمة مثل القوة الإلهية التي تتأتى من لا شيء، لكن بمقدار ما تتشكل الإرادة الإنسانية وتتبلور بواسطة مثل هذه الصور. لكن الرب يحرر ذاك الذي يتوب عن تأرجح الهوى والتخيل، وبالتالي إذ يتحرر المسيحي يسخر من قوة التخيلات“. إنه لا يشير هنا إلى ما يسمى في هذه الأيام التخيل والذي هو حالة غير طبيعية، ولكن إلى الخيال نفسه وإلى كل صورة تخيلية ينظر إليها المرء على أنها ذات معنى. يذكر الأرشمندريت صوفرونيوس ساخاروف، من بين أشياء أخرى، أنه يوجد أربعة أنواع من التخيل. النوع الأول “مرتبط بأهواء الجسد الكبرى“. الذي يكون في هذه الحالة قابلاً بشكل مستمر للصور والخيالات المرتبطة بأهواء الجسد. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
النوع الثاني من التخيل هو أحلام اليقظة. هذا النوع من التخيل يرتبط بصور من العالم الحقيقي. “قد يتخيل رجل فقير أنه إمبراطور، أو نبي، أو عالم عظيم“.
النوع الثالث يرتبط بالإبداع الفني والثقافي. “التفكير المتمعن في حل لمشكلة ما، الذي يكون حلاً تقنياً، يُعمِل التخيل مع الذاكرة. هذا النوع من النشاط الذهني له معنى كبير في الثقافة الإنسانية، وهو ضروري للتطور الإنساني“. النوع الرابع من التخيل من الممكن تسميته الإبداع اللاهوتي. “عندما يحاول الذهن اختراق سر الوجود وفهم العالم الإلهي.مثل هذه المحاولات لابد وأن تتضمن على التخيل، الذي يميل الكثيرون إلى إعطائه المسمى الأسمى الذي هو الإبداع اللاهوتي“. إنه يسترسل في تحليل إلى أي مدى يتسبب نمو الخيال والتخيل في شر لحياة الإنسان الروحية وحالته العامة من جهة، ومن جهة أخرى كيف يعيش الناسك حياته الروحية بدون التعبير عن الخيال أو التخيل أو تفعيله. يجاهد المسيحيون بشدة، خصوصاً الرهبان، في البداية لكي يتحرروا من النوع الأول من التخيل (الخيالات الخاصة بالأهواء الجسدية الرئيسية)، ثم بعد ذلك لكي يتحرروا من الأنواع الثلاثة الأخرى. إنهم يمتنعون عن كل تخمين وأحلام يقظة، فهم يتجنبون التأمل في أمور أو مفاهيم عن الله. لا يمكن لأحد أن يكتسب صلاة النوس في القلب ومعرفة الله بواسطة القدرة التخيلية. إن تطهير القدرة التخيلية بتوبة عميقة هو وحده الذي يجلب معرفة الله الحقيقية. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
إنه أمر مهم للمسيحيين الذين يعيشون في المجتمع أن يتخلصوا من النوع الأول من الخيال (الأهواء الجسدية). ينبغي عليهم أن يتجنبوا بكل قوتهم أحلام اليقظة، التي هي مصدر العديد من المشاكل النفسية، وأن يضعوا حداً للنوع الثالث من التخيل المشار إليه على أنه إبداع فني أو ثقافي. ينبغي عليهم عندما يحاولون فعل شيء أن يفعلوه على الأغلب بواسطة النقل مثلما يفعل الرهبان عندما يرسمون الأيقونات. ينبغي عليهم أيضاً أن يحاولوا تجنب النشاط الذهني المتعلق بالله. إلا أنهم يستطيعون استعمال تعليم الآباء القديسين عن الله. لا ينبغي عليهم إعطاء آرائهم الشخصية، لكن ينبغي عليهم أن يضعوا تعليم الآباء القديسين عن الله وعن كل ما له علاقة بالحياة الروحية في المقام الأول. ينبغي عليهم أيضاً عندما يصلون أن يقف النوس عند عبارات الصلاة ومعناها، ولا ينبغي عليه أن يتخيل صوراً ومشاهد.
إنه أمر مهم جداً أن قراءة الأعمال الأدبية تنمي وتثير قدرة النفس على التخيل، على حين أن قراءة أعمال الآباء القديسين تصلب قدرتنا التخيلية. يظهر ذلك أن الآباء القديسين يتحدثون بدون خيال أو تخيل، حيث أنهم اكتسبوا حياة روحية. أحد طرق التخلص من الخيال والتخيل هو من خلال قراءة مصحوبة بالصلاة لتعاليم وعظات الآباء القديسين المتنوعة. على الرغم من ذلك، لا يكون وجود الخيال والتخيل في أولئك المبتدئين في الحياة الروحية علامة على الضلالة. إلا أنه لو بقي في حياتهم الروحية لوقت طويل، فإنه يتسبب في العديد من الاضطرابات النفسية. |
||||
01 - 07 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية
5- مظاهر الخيال والتخيل
من المهم تقصي الطريقة التي يظهر بها الخيال والتخيل، وكيف يعبران عن نفسهما، وكيف يتكونان. يعني ذلك إلقاء النظر على العوامل التي تثير قدرة النفس التخيلية. تلعب الحواس دوراً رئيسياً في نمو الخيالات. في أغلب الأحيان يكون التخيل هو استرجاع الصور التي تجلبها لنا الحواس.هذه هي صور تأتي من واقع مدرك. يعلِّم القديس مكسيموس أنه عندما يقاد الجسد نحو الرغبات والملذات بواسطة الحواس، فإن النوس المنحرف “يذعن ويخضع لخيالاته واندفاعاته الشهوانية“. بالتالي عندما يحفَز الجسد بواسطة الحواس، فإن النوس يستجيب للخيالات والتخيلات. إننا نرى شيئاً ما، ونرغب فيه، ونشعر باللذة، وتُخلَق الصورة الخيالية. بالمثل، تثير ذاكرة الشخص، أو الشيء أو الموضوع الخيال. علي حين يعمل النوس المنحرف بهذه الطريقة، فإن النوس الصالح “يمارس ضبط النفس ويمتنع عن الخيالات الشهوانية“. يعلِّم أيضاً القديس مكسيموس قائلاً: “إننا نحمل معنا الخيالات الشهوانية التي للأمور التي اختبرناها“. عندما نختبر أموراً متعددة، وعندما نكتسب هوى من نحو شخص ما أو شيء ما، فإنه من الطبيعي أن تكون لدينا خيالات شهوانية وتصورات نحملها معنا. بالإضافة إلى ذلك، يكتب القديس غريغوريوس بالاماس أن القدرة التخيلية للنفس تستقبل البصمات أو الصور من الحواس. “هذه القدرة، وليست الحواس نفسها، هي التي تفصل تماماً الصور الموجودة داخلهم عن أجسادهم“. ليست الحواس هي الملومة، لكن من خلال الحواس تنطبع “الأشياء التي سُمعت، والتي تم تذوقها، والتي تم شمها، والتي لمُست”على قدرة النفس التخيلية وتصبح مرئية. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوّة التخيّل |
المسيح هو الحياة، لأنه هو مصدر الحياة الروحية |
الحياة الروحية |
الحياة الروحية |
الحياة الروحية |