28 - 06 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بذل الذات قربانا حيا
فواجبنا نحن أيضاً أن نتخذ مثل هذا الموقف فنظهر به الإيمان الحق: الإيمان بأن الله إنما يفعل فينا ومن خلالنا كما فعل من خلال العذراء، علماً بأن العذراء مريم قد جددت إلى النهاية ذاتها وتفانيها بسلام وسخاء إلى أن جاز السيف في نفسها. أي أنها قبلت باستمرار أن يكون ابنها لها وفي الوقت نفسه ليس لها: هذا هو “الاقتناء” بحسب الله. فالمسيح لنا ولكنه ليس ملكاً لنا: فلا نرغبن في الامتلاك بل في الافتقار على منوال العذراء التي لم ينجم “خصبها” الفائق الطبيعة إلا عن انسلاخها عن ذاتها، ذلك الانسلاخ الناتج عن حب قد فاق وتجاوز كل حب. إنها مثال ومصدر إلهام للكاهن حقاً.
|
||||
28 - 06 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بذل الذات قربانا حيا
3-عبد بطال
إن فرح الكاهن في خدمته هو في الأساس على منوال التناقض الإنجيلي: فنحن عبيد الله أي أننا الأولون في مجال الخدمة والتواضع والتفاني، ولكن فرحنا هو بالضبط في أن نكون عبيداً بطالين. إن الله يحتاج إلينا لكي يتمم قصده الخلاصي، لكي يعبُر حبه المحيي من خلالنا إلى الناس. ولكنه هو الذي يتمم قصده، أما نحن فلا فضل لنا في ذلك: “… متى فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا” (لو17: 7-10). إن كرامة الكاهن هي أن يمحي “بتشديد الميم” أمام الرب حتى يستعلن الرب ويتجلى فيه، فيصبح “ظهوراً” لله. ولذلك يستطيع أن يكون أكثر الناس حرية، إذ لا يعود يفكر بنفسه ولا يمتلك ذاته بل في كل ما يفعل يعلم أن هناك “آخر” يفعل. وعندئذ يبلغ إلى ملء الفرح، الذي هو بداية الفرح الأبدي. إن من يحس بعدم منفعته وعدم جدواه بالذات يستطيع إن يكون متّحداً بالله. إن مثل هذا سيفهم منذ الآن وجه التناقض الآخر في إنجيل لوقا12: 37: “طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم سجدهم ساهرين. الحق أقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم”. فالوليمة السماوية تبدأ منذ الآن.. إن فكرة بداهة عدم منفعتنا يجب أن تحيي حياتنا الكهنوتية كلها إلى جانب حبنا لله وحبه المحيي لنا. يجب أن نفهم أننا إنما نحمل الرب، إن كلاً منا يحمل الرب، وإننا شركاء ومعاونون له في عمله، وذلك على منوال خبرة بولس الرسول الفريدة التي أوردها في1 كو3: 5-9: “فمن هو بولس ومن هو أُبلس، بل خادمان آمنتم بواسطتهما.. أنا غرست وإبليس سقى لكن الله كان ينمي…”. علينا إذن أن نفهم أخيراً أن الله نفسه بالنتيجة يعطي ذاته في سر الكهنوت، يوزَع “بفتح الزين”، ينسكب من خلالنا حتى يُعرف “بضم الياء” ويشرك الناس به منذ الآن كمقدمة حية للأبدية. فهذا هو سر الكنيسة… دير القديس جرجس الحرف |
||||
|