المعمودية والتغطيس الثلاثي:
بعد الدهن بالزيت يأخذ الكاهن الموعوظ ويعمّده بالتغطيس الثلاثي قائلاً: “يعمَّد عبد الله.. على اسم الآب والابن والروح القدس”.
يقول بولس الرسول: “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك في جدة الحياة. لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته”(رومية6: 3-5). فنحن إذاً عندما ننزل تحت الماء نموت مع يسوع، ندفن الإنسان العتيق فينا، المجبول بالخطيئة، لنقوم معه متجددين بالروح القدس. نُدفن مع يسوع بنزولنا تحت الماء، ونقوم بخروجنا منها. لهذا نغطس ثلاثاً رمزاً لدفن يسوع الثلاثي الأيام. يقول القديس كيرللس الأورشليمي عن التغطيس: “المعمودية ليست تنقية من الخطايا ونعمة للتبني فقط، ولكن أيضاً صورة لآلام المسيح”. المعمودية هي موت أنانيتنا وكبريائنا وهذا هو الموت” على شبه موت المسيح”.
الكنيسة الأولى وعت ارتباط المعمودية بموت وقيامة المسيح لذلك كانت معمودية الموعوظين (المستعدين للدخول في الإيمان المسيحي) تتم فقط ليلة عيد الفصح. فالفصح هو العبور من العبودية إلى الحرية، من الظلمة إلى النور، من الموت إلى الحياة، ومن القهر إلى الملكوت، والمعمودية هي الفصح الشخصي ننال حرية أبناء الله ونرث الحياة الأبدية في الملكوت حيث النور الأزلي.