![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
4- المميز الرابع لشخص الفادي هو أن يكون ملكا لنفسه حتى يستطيع أن يقدم نفسه فداء لغيره :
إن المخلوق هو بطبيعة الحال ملك لخالقه , وبالتالي فهو لا يستطيع أن يتصرف في نفسه كما يشاء لأنه لا يملك نفسه , وكل بشر دب على هذه الأرض هو أحد خلائق الله , فنحن اذاً نحتاج إلى فاد غير مخلوق ليكون ملكا لنفسه , ويقدم نفسه لفداء البشرية التي ضلت سواء السبيل لكن كيف يمكن أن يكون المرء إنساناً وغير مخلوق في وقت واحد ؟ وأين هو الشخص الإنساني الذي لم يخلق كسائر الناس ليكون ملكا لنفسه وله سلطان أن يضع نفسه عن البشر أجمعين ؟ إننا لا نجد في التاريخ شخصاً تنطبق عليه هذه المميزات سوى شخص المسيح , فهو مولود ولكنه غير مخلوق , لأنه لم يأت بطريق التناسل الطبيعي , وهو في ذات الوقت الله خالق كل الأشياء بكلمة قدرته !! وقد يعترض معترض بالقول : إن مجيء الله في صورة إنسان يجعل من الله حادثاً , والحادث مخلوق وليس خالقاً !! لكن هذا المعترض ينسى أن الله ظهر في صورة شتى لأنبياء القدم , ومع ذلك فلم يعتبر ظهوره لهم حادثاً !! فقد ظهر الله لموسى في عليقة خر 4:3 وظهر لمنوح والد شمشون في صورة رجل قض 22:13 وظهر كذلك لإبراهيم تك 18 ولم يقل أحد يومئذ أن الله صار حادثاً , لأنه جلت قدرته قادر على كل شيء , وفي استطاعته أن يتجسد في صورة بشر وأن يكون في ذات الوقت مالئاً للكون كله , وهذا ما قاله السيد له المجد في حديثه مع نيقوديموس ((ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء الذي هو في السماء)) يو 13:3 فبينما كان يتحدث مع نيقوديموس على أرض فلسطين قال له انه أيضاً في السماء , وليس في تجسد الله أي أهدار لكرامته , بل على العكس إن تجسده يثير الحب في قلوب مخلوقاته , سيما عندما يدركون أنه تجسد في سبيل فدائهم , وإظهار حب قلبه لهم |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وعلى هذا فان المسيح الكريم قد تميز بهذا المميز الجليل , فقال عن نفسه ((ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً)) يو 18:10 , أجل انه له المجد , قد قدم نفسه طوعاً واختياراً , لأنه يملكها , وليس لأحد آخر سلطان عليه ليأخذها منه , وكان الحب هو دافعه لتقديم نفسه لأجل البشر , ولذا فقد هتف له بولس قائلا ((ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي)) غلا 20:2 , ووضعه مثالا للمحبة المضحية أمام المؤمنين في أفسس إذ قال لهم ((اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة)) اف 2:5 وحض الرجال على محبة زوجاتهم فأعطاهم المسيح كمثال لهذا الحب قائلا ((أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها)) أفسس 25:5 , وتحدث لأهل غلاطية عن غرض تضحية المسيح بالكلمات ((يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير)) غلا 3:1 و 4 , وسجل لتلميذه تيموثاوس هذه العبارات ((لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع)) 1 تي 5:2 و6 فأوضح بهذا أن المسيح قد قدم نفسه فدية لأجل خلاص الناس بدافع محبته لهم و ((ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه)) يو 13:15.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 5- المميز الخامس لشخص الفادي هو أن يكون عارفا بمقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله :
إن إحساس الإنسان بثقل الخطية على ضميره يدفعه إلى التساؤل كيف ينال الغفران ؟ فيضم صوته إلى صوت النبي ميخا حين قال ((بم أتقدم إلى الرب وأنحني للإله العلي ؟ هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة , هل يسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت ؟ هل أعطى بكرى عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي ؟)) ميخا 6:6 و7 وفي تساؤله هذا يشعر يقيناً أن خطاياه أثقل من أن تغفر بهذه الذبائح , والتقدمات , فيقول مع داود وهو يحس بوطأة خطاياه ((لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها بمحرقة لا ترضى)) 16:51 وإذا كان هذا هو شعور الإنسان الساقط بإزاء الخطية , فأي إساءة عظمى أحدثتها الخطية في قلب الله القدوس؟ إن عدم إدراك الإنسان لمقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية لله , يدفعه للاعتقاد بأن في مقدوره أن يخلص بأعماله الصالحة !! لكن الخطية خاطئة جداً , فهي اهانة بالغة في حق الله , وعصيان سافر لوصاياه , وتمرد عن تعمد وسبق إصرار لمشيئة العليا , وعدم اكتراث بإحساسات قلبه !! ويقيناً أن الأعمال الصالحة لا تستطيع أن تزيل الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله حتى إننا نقرأ الكلمات ((فحزن الرب أنه عمل الإنسان وتأسف في قلبه)) تك 6:6. ومعرفة الله القدوس بحقيقة الخطية جعلته يحكم عليها حكماً صريحاً واضحاً ((النفس التي تخطئ هي تموت)) حز 4:18. (فالخطية عقابها الموت في حكم عدالة الله) فأي شيء في هذا الوجود يعادل الموت ؟ هل يمكن أن نعتبر بناء مستشفى أو التبرع لملجأ للأيتام , أو الصوم أسبوعاً أو شهراً أو سنة , أو دفع الزكاة , أو الصلاة , وسيلة لإلغاء حكم الموت الذي وضعه الله ضد الخطية ؟ يقيناً : لا , لأن هذه الأعمال الصالحة لا تساوي ((الموت)) في مقاييس العدالة الحقيقية !! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() والواقع أن الأعمال الصالحة حينما تؤدى بقصد الخلاص من عقاب الخطية , تعتبر اهانة كبرى لذات الله , إذ أنها دليل على اعتقاد من يقوم بها بأن في قدرته إزالة الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله عن طريق عمل الصالحات , وتأدية بعض الفرائض والصلوات , وكأنه وهو يقوم بهذه الأعمال يعبر تعبيراً لا إرادياً عن شعوره بأنه غير مرضي عند الله , وبأن الله غاضب عليه , وبأن الوسيلة لنوال رضاه هي أن يقدم شيئا من الحسنات حتى يمحو سيئاته وخطاياه وكأن قلب الله لا يتحرك بالحنان , إلا بأعمال الإنسان !! وياله من فكر شرير مهين!!
وينقض الكتاب المقدس بكلا عهديه مبدأ الخلاص بالأعمال الصالحة من أساسه فيقول أليهو أحد أصحاب أيوب ((إن كنت باراً فماذا أعطيته أو ماذا يأخذ من يدك لرجل مثلك شرك ولابن آدم برك)) أيوب 7:35 ,8 ويقول أشعياء النبي ((قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة ] أي ثوب قذر [ كل أعمال برنا)) اش 6:64 ويقول بولس الرسول ((الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب)) غلا 16:2 , 21 ويؤكد هذا الحق في رسالته إلى رومية قائلا : ((أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً)) رو 4:4 , 5 , وها نحن نقرأ في إنجيل لوقا عن ذلك الفريسي الذي اتكل على أعمال بره , وكان يصوم مرتين في الأسبوع ويدفع عشور كل ما يقتنيه , ويسلك سلوكا أعلى من سلوك الأشرار في زمانه , ونجد أن الرب قد حكم عليه بالدينونة لأنه اتكل على أعماله الصالحة , وجعلها موضوعاً لفخره في حضرة الله , وطريقاً لنوال عفوه ورضاه , مع أن ((أجرة الخطية هي موت)) وجميع أعمالنا الصالحة لا يمكن أن تعادل الموت أو تساويه |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وليس معنى ذلك أن الأعمال الصالحة لا قيمة لها في مكانها , لكن معناه أنها تعتبر اهانة لله سبحانه وتعالى إذا عملناها لنوال عفوه ورضاه , لأن عفوه لا يمكن الحصول عليه بها , إذ أن حكمه الواضح أن ((النفس التي تخطئ هي تموت)) ولا سبيل للنجاة من هذا الحكم إلا بالفداء الذي بيسوع المسيح لأنه التدبير الوحيد الذي به يكون الله ((باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع)) رو 26:3 ومع هذا فان الأعمال الصالحة تعتبر تعبيراً جميلا عن إحساسنا بمحبة الله لنا , إذا صدرت عن قلب يعرف فضله عليه , ويشعر بحبه الغامر الذي ظهر على الصليب
ولقد أدرك داود أن كل عمل صالح ينبغي أن يقدم لله على اعتبار أنه تعبير عن الإحساس بمحبته وجوده , لأنه صاحب كل شيء في الوجود ((للرب الأرض وملؤها المسكونة وكل الساكنين فيها)) مز 1:24 فهو صاحب المال , والصحة , والحياة , ولذا فقد قال بعد أن قدم لإلهه مبلغاً ضخماً من المال لبناء هيكله ((ولكن من أنا ومن هو شعبي حتى نستطيع أن ننتدب هكذا لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك أيها الرب إلهنا كل هذه الثروة التي هيأناها لنبني بيتاً لاسم قدسك إنما هي من يدك ولك الكل)) 1 أخبار 14:29 و16 , وعلى هذا فإننا نستطيع القول بأن الأعمال الصالحة هي تعبير عن شكرنا لله , وإدراكنا لمحبته العظمى التي ظهرت في الصليب كما يقول بولس الرسول : ((لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد لأننا نحن عمله مخلوقين ف المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها)) أفسس 8:2 -10 واذاً ففي مقدورنا أن نقرر بأن أعمالنا , وصلاحنا , وذبائحنا , وعطايانا , كل هذه لا تستطيع أن تغطي الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله ! فمن ذا الذي يستطيع أن يدرك مدى هذه الإساءة حتى يقدر أن يوفي عقابها ؟ , يجيبنا بولس الرسول قائلا : ((هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله)) 1 كو 11:2 , أجل ! فحتى الملائكة وهم أقرب مخلوقات الله إليه لا يدركون حقيقة الإحساسات الموجودة في قلب الله عز وجل , وعلى هذا فلن نجد شخصاً يستطيع إدراك مقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله الرقيق القدوس إلا الله ذاته , وقد قلنا انه من المميزات الضرورية لشخص الفادي شخصاً يتجسد الله فيه ليقدر أن يعوض التعويض اللازم عن ما يحس به الله بإزاء شناعة الخطية , وفي المسيح نرى الله متجسداً كما يقول بولس الرسول ((عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد)) 1 تي 16:3 وعلى هذا فقد جاء المسيح بادراك كلي لتأثيرات الخطية على قلب الله جل وعلا , ودفع الأجرة كاملة , فكان هو حمل الله الذي وضع عليه إثم جميعنا , والذي رفع خطية العالم , وفي سبيل ذلك , تحمل الحزن الشديد , وترك معلقاً على الصليب بين السماء والأرض تكتنفه قوات الظلام , وحجب الآب وجهه عنه , ليشرب كأس عقاب الخطية حتى الموت |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 6- المميز السادس لشخص الفادي هو أن يكون ذا قدرة فائقة حتى يستطيع احتمال عقاب خطايا البشرية كلها :
كان العقاب الذي حكم به الله على آدم أبي البشر يتركز في ((اللعنة)) ((ملعونة الأرض بسببك)) , والتعب ((بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك)) , والشوك ((شوكا وحسكا تنبت لك)) والعرق والجهاد ((بعرق وجهك تأكل خبزاً)) وأخيراً الموت ((حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك من تراب والى تراب تعود)) تك 17:3 -19 , وكان لابد أن يكون الشخص الذي يقوم بعملية الفداء , قادراً على احتمال هذا العقاب , لا لأجل خطية آدم وحده بل لأجل خطايا البشرية كلها فأين هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يحتمل عقاب خطية نفسه حتى يكون في مقدوره أن يحتمل عقاب خطايا البشرية !! لقد أحس داود بثقل خطاياه فصرخ قائلا ((آثامي قد طمت فوق رأسي كحمل ثقيل أثقل مما احتمل)) مز 4:38 , وصرخ قايين وهو يشعر بعظم خطيته قائلا ((ذنبي أعظم من أن يحتمل)) تك 13:4 اذاً أين هو صاحب القدرة ليحتمل عقاب خطايا البشرية وأوزارها التي أنقضت ظهرها؟ يقيناً أن هذا الشخص هو المسيح الكريم الذي قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين أنه ((حامل كل الأشياء بكلمة قدرته)) , ومع هذا كله فقد رضى طائعاً أن يحمل في جسده عقاب خطايانا حتى وصفه أشعياء قائلا ((كان منظره كذا مفسداً أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه)) اش 13:52و14 و 3:53-7 لقد احتمل رب المجد عقاب خطية آدم , بل عقاب خطايا الأجيال المتعاقبة منذ آدم إلى اليوم الأخير , ذلك لأن الله في وجوده المطلق , ومعرفته المطلقة , عنده الماضي والحاضر والمستقبل في لوح مفتوح ولا فرق عنده بين زمان وزمان , وبهذه المعرفة المطلقة وضع خطايا البشرية على المسيح بديل البشرية , ويالها من خطايا قذرة , سوداء , كريهة شنيعة , وضعت كلها في حزمة واحدة على ذلك الحمل البريء , حتى أنه صار ((خطية)) لأجلنا , وانصب على شخصه الكريم غضب الله العادل البار القدوس ومن يتتبع قصة الصليب يلاحظ أن المسيح قد احتمل حكم الخطية بكل محتوياته , فاحتمل ((اللعنة)) لأنه مات على الصليب ومكتوب ((ملعون كل من علق على خشبة)) واحتمل ((التعب والعرق)) فنقرأ عنه وهو في بستان جثسيماني أنه ((إذ كان ف جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض)) لو 44:22 , واحتمل وخز الشوك في جبينه الكريم إذ ((ضفر العسكر إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه)) يو 2:19 , ثم شرب كأس الموت بعد أن أتم خلاص الإنسان إذ ((قال قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح)) يو 30:19 احتمل كل هذا في جسده بقدرة فائقة , لأنه كان الإنسان الكامل , الذي جاء ليفدي الإنسان الساقط ويحمل عقاب خطايا البشر الآثمين |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 7- المميز السابع لشخص الفادي هو أن يكون قادراً على خلق طبيعة جديدة في البشر تجعلهم أهلا للاقتراب من محضر الله القدوس :
إن الفداء الحقيقي لا يتم إلا بخلق طبيعة جديدة في الخاطئ , ليستطيع بها الاقتراب إلى الله , لأنه عندئذ يكون في توافق تام مع إلهه !! ومن ذا الذي يستطيع أن يعطي للإنسان الذي يكره الله طبيعة جديدة تحب الله , وأن يكسو عريه الروحي , وأن يعيده إلى حضرة خالقه وقد اكتسى برداء جديد ؟ إن الله وحده هو القادر على خلقة الطبيعة الجديدة في الإنسان , ولأن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه , لذلك فالمسيح يقدر أن يغير طبيعة الإنسان وهذا ما قاله بولس الرسول ((اذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً)) 2 كو 17:5 ويقيناً أن المسيح قد غير طبيعة كل خاطئ آمن به , والتجأ إليه , فغير حياة السامرية النجسة وجعل منها امرأة قديسة , وغير حياة زكا الطماع محب المال , وجعله إنساناً جديداً يضحي بالمال في سبيل حبه لله , وغير حياة مريم المجدلية التي كان جسدها مسكناً للشياطين , فجعلها رسولة الرسل , وبشيرة البشرين !! ومازال يسوع المسيح يغير بقوة دم الصليب حياة الكثيرين , ويلبسهم رداء نقياً بهياً من نسيج بره الكامل , وفدائه العظيم فهل رأينا الأسباب التي توضح لنا ضرورة أن يكون الفادي إنساناً والهاً في وقت واحد , إننا إذا وضعنا هذه الحقيقة في أذهاننا سهل علينا جداً أن نفسر الكلمات السبع التي نطق بها السيد المسيح وهو على الصليب فهو بحق دمه المسفوك , وكرئيس الكهنة الأعظم يصلي لأجل صالبيه وقاتليه قائلا ((يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون)) لو 34:23 , فيرينا أن الذين سفكوا دمه نالوا الغفران بذات الدم |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وهو بحق هذا الدم أيضاً يلتفت إلى اللص الذي قال له ((أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك)) لو 42:23 فيمنحه رجاء بساماً ويرد على إيمانه بلا هوتة رداً يصادق على هذا الإيمان فيقول له ((الحق أقو ل لك انك اليوم تكون معي في الفردوس)) لو 43:23 وهو في إنسانيته الكاملة الرقيقة يهتم بشؤون أمه القديسة المتألمة ويطلب من يوحنا أن يرعاها قائلا لها ((ياامرأة هوذا ابنك)) ثم يقول ليوحنا ((هوذا أمك)) يو 26:19 و27 وهو بذات هذه الإنسانية التي مثل بها البشرية , احتمل عقاب الله المنصب على الخطية , ولأنه صار ((خطية)) لأجلنا حجب الله وجهه عنه لأن عينيه أطهر من أن تنظرا الخطية , وعندئذ صرخ المسيح الإنسان , ممثل الإنسانية وهو في عمق آلامه , ليظهر للبشر فظاعة خطاياهم , وموقف الله العادل من هذه الخطايا قائلا ((الهي الهي لماذا تركتني)) مت 46:27 ولا يفوتنا أن نذكر أنه قبل أن ينطق المسيح بهذه الكلمة التي أعلنت عظم آلامه , وشدة سخط الله على الخطية حدث حادث خارق إذ أظلمت الشمس في الظهيرة مت 45:27 وظلت في ظلامها ثلاث ساعات كاملة , وأثبت رجال الفلك أن هذا الظلام لم يكن كسوفاً حدث في الشمس لأن الصلب وقع يوم جمعة في زمان عيد فصح اليهود , تلك حقيقة تاريخية , وعليه فقد كان القمر بدراً كاملاً إذ ذاك طبقاً للنظام الديني المقرر عند اليهود في تعيين يوم العيد. إذ كانوا يحسبون السنين في ذلك العهد بالشهور القمرية ويوجبون في الوقت نفسه أن يكون الفصح في تاريخ يتفق وبعض مواعيد السنة الشمسية فلا يكون بعيداً عن ميعاد الاعتدال الربيعي ليتمكنوا أيضاً أن يقدموا بواكير الغلات لله طبقاً لما هو مقرر في التوراة ولأجل ذلك كان من المقرر أن يكون الفصح عند اكتمال بدر نيسان القمري وهو يتفق في بعضه وشهر أبريل الشمسي , وهم لشدة حرصهم على ذلك تدقيقاً في ما يوجبه الناموس كانوا يضيفون من حين إلى آخر شهراً إلى السنة القمرية يكون الثالث عشر فيها فيسمونه ((وآذار)) بواو العطف , أي آذار الثاني , لأن شهر آذار القمري كان يليه مباشرة شهر نيسان وهو شهر عيد الفصح , فيحصلون بذلك الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية ] وهو 11 يوماً تقريباً [ ويردون الفصح إلى التاريخ الذي يتفق والاعتدال الربيعي ويتمكنون فيه من تقديم البواكير
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وعلى ذلك يتضح أن القمر كان في يوم الصلب بدراً كاملاً فيستحيل بموجب النواميس الطبيعية حدوث كسوف إذ ذاك لأن الكسوف لا يمكن حدوثه إلا في فترة المحاق عند نهاية الشهر القمري إذ يكون القمر والحالة هذه ما بين الأرض والشمس في الفلك فإذا كانت عند ذاك مراكز كرات هذه الأجرام الثلاثة على خط مستقيم واحد ] في حالة معينة من بعد القمر عن الأرض [ حدث الكسوف التام الذي ترافقه الظلمة عند احتجاب قرص الشمس تماماً , وعلى هذا فحدوث الظلام في يوم الصلب لا يمكن أن يكون إلا من خوارق الطبيعة بقدرة إلهية , لكي تتم نبوة عاموس القائلة ((ويكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب أني أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور)) عا 9:7
لماذا حدث هذا ؟ ليعلن الله غضبه على الخطية التي شوهت أجمل مخلوقاته وهو الإنسان , والتي عذبت وصلبت ابنه الوحيد على الصليب !! ونتقدم الآن من مشهد الصلب المؤلم لنسمع الكلمة الخامسة التي نطق بها يسوع المصلوب قائلا ((أنا عطشا)) يو 28:19 وهذه الكلمة ترينا إنسانية يسوع الكاملة المتألمة , لقد نزف دمه وفي الدم كمية كبيرة من الماء , ولذا فقد أحس بالعطش المحرق , وهو خالق الأنهار وقال ((أنا عطشان)) ولكن هل كانت هذه الكلمة آخر كلماته ؟ كلا !! فقد نطق بكلمة سادسة , قائلا ((قد أكمل)) وهكذا أعلن أن تدبير الفداء قد تم في كمال لا يشوبه نقص , فكل النبوات القديمة الخاصة بمسيا المنتظر قد أكملت , وكل مطاليب الناموس قد أكملت , وكل الآلام التي كان على المسيح أن يتحملها نتيجة خطايا البشر قد أكملت , وكل رمز في العهد القديم قد أكمل , وكل ما كلفته به محبته للبشر قد أكمل , وكل انتظارات الناس فيه قد أكملت , وكل برنامج رسالته قد أكمل , وكل حكم أصدرته عدالة الله قد أكمل أجل !! لقد أكمل المسيح المصلوب كل شيء وليس على الخطاة إلا أن يقبلوا بإيمان وثقة بركات هذا العمل الكامل التام أخيراً اختتم المسيح المصلوب كلماته , صارخاً بصوت عظيم ((يا أبتاه في يديك أستودع روحي)) لو 46:23 وهكذا تمت كلمته القائلة ((لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً)) يو 18:10 |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقد تألم المسيح آلاماً مبرحة على الصليب في جسده ونفسه , وطمت عليه كل التيارات واللجج , ولكن يجب أن نفهم أن هذه الآلام لم تقع على اللاهوت بل على الناسوت أي على ما هو بشري في المسيح , إذ أن اللاهوت لا يتأثر بما يؤثر في جسد البشر وهو وحده الذي له عدم الموت , ولذلك فنحن نقرر أن التجسد لم ينقص اللاهوت ولا جزأه , ولا خلطه , ولا أثر فيه بأي حال , أو من أي وجه كما أن أشعة الشمس لا تتأثر بالمكان الذي تضيئه على الإطلاق !!
وقد أكد بطرس في كتاباته أن يسوع المسيح حمل خطايانا في جسده على الصليب فقال ((فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية)) 1 بط 1:4 ((فان المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الآثمة لكي يقربنا إلى الله مماتاً في الجسد ولكن محيياً في الروح)) 1 بط 18:3 ((الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة)) 1 بط 24:2 وهذا هو ما علم به بولس أيضاً قائلا ((فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد)) رو 3:8 ولكن هل معنى هذا أن الآب لم يشعر بآلام الابن ؟ لقد كانت آلام الابن كفارية لأجل الخطية , ولكننا إذ نفكر في مشاعر الآب الحنون , نحس بأن القلم يتوقف في خشوع , فذاك الذي لما رأى شر الإنسان ((حزن وتأسف قلبه)) , وذاك الذي قيل عنه في سفر اشعياء ((في كل ضيقهم تضايق)) اش 9:63 هل يمكن أنه لم يحس بآلام ابن مسرته وهو على الصليب ؟! يقيناً أن الثالوث الأقدس قد اشترك في عملية الفداء , فالآب أحب العالم حتى بذل الابن , والابن قد رضى طائعاً أن يقوم بعمل الفداء , والروح القدس قد اشترك في تقديم ذبيحة الصليب وأعلن مجد هذا الفداء العجيب وكما نقرأ ((لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية)) يو 16:3 , كذلك نقرأ ((أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة)) أفسس 2:5 ونقرأ أيضاً ((فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي)) عب 14:9 وهكذا نرى الثالوث الأقدس مشتركا في عمل الفداء العظيم فهل يمكن أن يرى الإنسان المفدي كل هذه الحقائق , ولا يرفع صوته مرنماً ومردداً : 1- خلني قرب الصليب حيث سال المجرى من دم الفادي الحبيب داء نفسي يبرا في الصليب في الصليب راحتي بل فخري في حياتي وكذا عند ذاك الفجر 2- قد محا عند الصليب دم ربي إثمي وعن القلب الكئيب زال كل الهم 3- قد رأينا في الصليب قوة الرحمان إذ بدا أمر عجيب فدية للجاني 4- من قضى فوق الصليب ذاك جل القصد سأراه عن قريب آتياً بالمجد |
||||
![]() |
![]() |
|