06 - 06 - 2015, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
3- حياة التخشع المستمرة والدموع + قيل عنه: انه اذا جلس يضفر الخوص كان يأخذ خرقة ويضعها علي ركبته لينشف بها الدموع التي كانت تتساقط من عينيه. وفي زمان الحر كان يرطب الخوص بدموعه وهو يضفر من أجل ذلك كان شعر جفونه يتساقط من كثرة البكاء. + قيل عنه أيضاً: انه في كل بكرة وعشية كان يحاسب نفسه ويقول: (ماذا عملنا مما يحب الله، وماذا عملنا مما لا يحب الله)، وهكذا كان يفتقد حياته بالتوبة. + وكان يقول كل الأوقاتتأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله). |
||||
06 - 06 - 2015, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
4- تقشفه: (أ) الأكل بقدر: + قال عنه دانيال أحد تلاميذه: ان مؤونته في السنة كان تليس قمح واذا جئنا الي عنده كنا نأكل منها. + وقيل عنه أيضاً: أنه عندما كان يسمع أن الفواكه نضجت علي الأشجار كان يطلب من الأخوة أن يحضروا له بعضاً منها، اذ اعتاد يأكل مرة واحدة في السنة كل نوع من أنواع الفواكه حتي يقدم التمجيد لله. |
||||
06 - 06 - 2015, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
(ب) التعري من الترف: وما كان يجدد ماء الخوص الا دفعة واحدة في السنة فكلما نقص الماء أضاف اليه قليلاً منه وهكذا صارت له رائحة كريهة جداً ونتن لا يطاق وكان يعمل الضفيرة ويخيط الي ست ساعات يومياً. وحدث أن زاره الأب مقاريوس الاسكندري. فلما اشتم قال لهيا أبانا أرسانيوس لم لا تغير هذا الماء لانه قد أنتن؟ فأجابه أنبا أرسانيوس قائلاًالحق أني لا أستطيع ان أطيقها. لكني أكلف نفسي باحتمال هذه الروائح الكريهة وذلك عوض الروائح الزكية التي تلذذت بها في العالم). فلما سمع الأخوة الموجودون ذلك انتفعوا. (ج) عمل اليدين: + ذكر عن أنبا أرسانيوس أنه من يوم أخذ الاسكيم لم يبق في قلايته أكثر من حاجته بل كان يتصدق بالباقي للجميع. وكان قد تعلم ضفر الخوص من الرهبان، وكان يضفر القفف والمراوح وغيرها ويبيع ويأكل منه ويشتري خوص الضفائر ويتصدق بما يبقي. وهكذا كان عمله دائماً . |
||||
06 - 06 - 2015, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
اتضاع القديس وانكاره ذاته + جئ الي الاسقيط مرة بقليل من التين فاقتسمها الرهبان فيما بينهم ولأجل أنه شئ ضئيل استحوا أن يرسلوا له منه شيئاً قليلاً وذلك لجلالة منزله. فلما سمع الشيخ أمتنع عن المجئ الي الكنيسة وقالأفرزتموني من الأخوة ولم تعطوني من البركة التي أرسلها الله كأني لست أهلاً لان آخذ منها، ولوجه آخر نسيتموني بسبب كبريائي) فلما سمعت الجماعة انتفعوا من اتضاع الشيخ وانطلق القس وأتاه بنصيب من التين ففرح وجميعهم سبحوا الله وجاء معهم الي المجمع. + قيل عن أنبا أرسانيوس وتادرس الفرمي أنهما كانا مبغضين للسبح الباطل جدا أكثر من غيرهم من الناس. أما أنبا أرسانيوس فلم يكن يلتقي بالناس كيفما اتفق. واما تادرس فانه وان كان يلتقي بهم لكنه كان يجوز بسرعة كالرمح. + مرض الانبا أرسانيوس مرة واحتاج الي شئ قيمته خبزة واحدة. واذ لم يكن له ما يشتري به، أخذ من انسان صدقة وقالأشكرك يا الهي يا من أهلتني لأن أقبل الصدقة من أجل اسمك). |
||||
06 - 06 - 2015, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
+ وحدث وهو في الاسقط أن مرض فمض القسيس وجاء به الي الكنيسة ووضعه علي فراشر صغير ووضع تحت رأسه وسادة من جلد الغنم، فلما جاء بعض الشيوخ ليتفقدوه ورأوا الفراش والوسادة قالوا: أهذا هو أرسانيوس المتكئ علي هذا الفراش..؟! فما كان من القسيس الا أن اختلي بأحدهم قائلاً: ماذا كان عملك في بلدتك قبل ان تترهب؟ قال: راعياً. قال له: وكيف كان تدبيرك في عيشتك؟ أجابه: تدبير المشقة والتعب. والآن كيف حالك في قلايتك فاجابه: بكل ارتياح أفضل مما كنت في العالم. فقال له القسيس: ألا تعلم ان أنبا أرسانيوس هذا كان في العالم أبا لملوك. وكان له ألف غلام من أصحاب المناطق الموشاة بالذهب وأطواق اللؤلؤ.. وكان له عبيد وخدم يقومون بخدمته وهو جالس علي الكرسي الملوكية وتحته البرفير والحرير الخالص الملون. فأما أنت فقد كنت راعياً ولم يكن لك في العالم ما هو لك الآن من النياح، أما هذا فليس له شئ من النعيم الذي كان له في العالم. فالآن أنت مرتاح أما هو فمتعب. فلما سمع الشيخ ذلك ندم وصنع مطانية قائلاً: اغفر لي يا أبي فقد أخطأت. بالحقيقة هذا هو الراهب لانه أتي الي الاتضاع واما أنا فقد أتيت الي نياح وانصرف منتفعاً. + قال أنبا دانيال عن أنبا أرسانيوس أنه بتمسكه بالسكون كان يمتنع عن الكلام في تفسير الكتاب المقدس بالرغم من قدرته علي ذلك، اذا رغب. كما انه لم يكن ليكتب حرفاً واحداً بسرعة. |
||||
06 - 06 - 2015, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
محبته للوحدة وتجلده فيها قيل ان قلايته كانت علي بعد اثنين وثلاثين ميلاً. وما كان يأتي بسرعة وكان آخرون يهتمون به. فلما خرب الاسقيط خرج باكياً وقال: أهلك العالم رومية: وأضاع الرهبان الاسقيط. لماذا يهرب من الناس: سأل الأب مقاريوس أنبا أرسانيوس مرة قائلاً: (لماذا تهرب منا يا أبتاه؟) فأجابه الشيخ قائلاًالله يعلم أني أحبكم، ولكني لا أستطيع أن أكون مع الله ومع الناس لأن ألوف الملائكة والربوات العلوية لهم ارادة واحدة، أما الناس فلهم أرادات كثيرة، وهكذا لا أستطيع أن أترك الله وأصير مع الناس). |
||||
06 - 06 - 2015, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
الخروج الي الدير ثم الي الوحدة: + سأل الاخوة: (.. لماذا اعتبر الشيوخ أنبا أرسانيوس في خروجه من العالم الي الدير ثم خروجه من المجمع الي الوحدة مثالا سجلوه في الكتب؟) هنا رد أحد الشيوخذلك لأن أنبا أرسانيوس قد أخرجه الله الي الدير – ثم أخرجه الي الوحدة. ولأننا واثقون ان هاتين الدعوتين كانتا حسب ارادة الله فحق للشيوخ ان يأخذوا قانونهم من حياة رجل الله هذا). وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين الندائين فقال: سأل بعض الأخوة أحد الشيوخ القديسينفسر لنا الندائين اللذين سمعهما أنبا أرسانيوس). ما معني ما قيل له في النداء الأول.(فر واهرب من الناس وأنت تحيا). وما معني ما قيل له في النداء الثانياهرب، احفظ السكون، عش حياة التأمل في السكون لأن هذه هي الأمور الرئيسية التي تحفظ الانسان من الخطية؟). |
||||
06 - 06 - 2015, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
أجاب الشيخ: ان النداء (فر واهرب من الناس وأنت تحيا) معناه ان أردت أن تخلص من الموت الكامن في الخطية، وان تحيا الحياة الكاملة التي في الصلاح أترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك، وأرحل الي البرية (أي الصحاري والجبال الي الرجال القديسين واتبع معهم وصاياي وانت تحيا حياة النعمة. والمقصود من: (اهرب، الزم السكون، عش حياة التأمل في السكون). انك لما كنت في العالم وكنت مسوقاً بمشاغل الأمور التي في العالم جعلتك تخرج منه وأرسلتك للسكني مع الرهبان، حتي بعد فترة قصيرة من السكني في مجمع الرهبان يمكنك أن تسمو باتباع وصاياي بانطلاق، وللتأمل في السكون. والآن اذ قد تدربت التدريب الكافي في النداء الأول تستطيع أن تهرب من الدير (مجمع الاخوة) وتدخل الي الوحدة في قلايتك، تماماً كما انطلقت من العالم ودخلت الدير. أما معني (احفظ السكون وعش حياة التأمل في السكون) فهو: انك اذ قد دخلت الي الوحدة في قلايتك فلا تعط للزائرين فرصة المجئ اليك والتحدث معهم بلا ضرورة الا في الأمور التي تتعلق بسمو الروح، فاذا فعلت هذا فسوف تجني ثمار الجلوس في السكون والتامل، لأنه بالنظر وبالسمع وبالحديث مع الزائرين الذين يأتون اليك فقوة الأفكار التي تطيش فيها تنقلك بعيداً فتشتت تأملاتك وسكونك، ولكن لا تظن أن مجرد ترك الأخوة في الدير أو عدم قبول زائرين في قلايتك يكون كافياً ليجعل عقلك هادئاً أو يمكنك من التأمل في الله واصلاح ذاتك ما لم تحترس بالأكثر الا تشغل عقلك بهم بأية طريقة حينما يكونون بعيدين عنك.. فان الراهب عندما يتذكر أي انسان انما يتذكره مرتبطاً ببعض الميول أي بميول الاشتياق أو الغضب أو المجد الباطل، فان حدث أن العقل جال في أمور عادية فانه ما لم يقطعها عنه لا بد أن يتجه تفكيره بالضرورة الي الذكريات المتصلة ببعض هذه الأمور. |
||||
06 - 06 - 2015, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
وهكذا الحال مع المبتدئ في حياة التأمل في السكون اذا ما تذكر النساء فانه يسقط في شهوة الزنا. واذا ما تذكر الرجال يسقط في الغضب بالفكر. ويحاججهم ويؤنبهم ويدينهم أو يطلب منهم تكريماً له ثم يميل الي الحياة السلبية. وكذلك لما سألوا أنبا مقاريوس: ما هو الطريق السليم للمبتدئ في قلايته؟.. قاللا يتذكرن الراهب في قلايته انساناً فانه لا ينتفع شيئاً من اجهاد أفكاره في المناقشات مع الناس وعليه أن يعتني بضبط أفكاره في الخفاء من محاججتهم وهذا ما قصد بنداءأهرب، الزم السكون والتأمل الصامت). |
||||
06 - 06 - 2015, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
أرسانيوس والأب البطريرك: + أتي ذات يوم البابا ثاؤفيلس البطريرك ومعه والي البلاد الي أنبا أرسانيوس وسألوه كلمة فسكت قليلاُ ثم قال لهمان قلت لكم شيئاً فهل تحفظونه؟) فلما ضمن له البابا البطريرك أمر حفظه قال لهمأينما سمعتم بأرساني فلا تدنوا منه). + وحدث أيضا مرة ان اشتهي البابا البطريرك ان يراه، فأرسل اليه يستأذنه ان كان يفتح له فأجاب: ان جئت فتحت لك. وان فتحت لك فلن استطيع أن أغلق في وجه أحد. وان أنا فتحت لكل الناس فلن أستطيع الاقامة ها هنا). فلما سمع الأب البطريرك هذا الكلام: (ان مضينا اليه فكأننا نطرده: فالأفضل الا نمضي اليه). |
||||
|