![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() - هنا أسألك أن تدعني أكمل حديثي. فإنكم لا تستطيعون أن تفهموني. وقد يبدو لك ما أقوله مدعاة للإستغراب لأننا لا ندرك الحياة النسكية. - أيها الشيخ، إني لفي لهفة إلى المعرفة. فأسألك بإسم يسوع المسيح أن تعلّمني. فقد وجدتُ الآن مبتغاي وأودّ ألاّ أظل في الحرمان. قلْ لي... قلتُ هذا وقد شعرتُ بما يعترضه من صعوبة. فماذا كان يمكن أن يقول لنا نحن الذين لنا ملابس جلدية للمنطق؟ - لن أقول لكم أموراً كثيرة. وسأكتفي ببعضها...تُسمع أصوات وضحك، ومشادات كلامية عنيفة خارج القلاية..كأنّ المكان مزدحم بالناس. وما ذلك إلاَّ ليصرف الشيطان انتباه المجاهد عن ((الصلاة)). وكثيراً ما يقترب منه فيشعر برعب رهيب ويستحوذ على نفسه وجسده ألم شديد لا يقاس بما يصيب المرء من خوف في حضور المجرمين. لأنّ الجحيم بكامله يقترب منه. ويتخذ الشيطان أشكال حيوانات متنوعة لكي يخيفه. وفي سيرة القديس سابا نجد الشيطان يتشكّل في صورة أفعى أو عقرب أو أسد الخ...((وبينما كان جالساً على الأرض في منتصف الليل كان الشيطان يتشكّل أمامه في صور الأفاعي والعقارب محاولاً إرهابه. ويظهر له الشيطان أحياناً أخرى بشكل أسد مرعب يهدّده بالإفتراس. ويظهر الأبالسة في ظروف أخرى وهم يحملون بأيديهم ناراً ويهدّدون المجاهد بالحرق)). وقد ذكر القديس سمعان حادثاً مماثلاً فقال: ((كانوا واقفين بعيداً عني ويحاولون أن يخيفوني، ويحملون ناراً بأيديهم ويهددوني بالحرق. وكانوا يصرخون بأصوات عالية وهم يحدثون قرقعات...)). ويحدث أيضاً أنّ الناسك يشعر بيدين تستعدان لخنقه فيما يكون جالساً على مقعد وهو يردد((صلاة)) يسوع، فتقبضان على عنقه بشدة لتمنعاه من متابعة((الصلاة)). فإذا به يشرع فيها قائلاً: يا رب..ويصعب عليه الإنتقال إلى ذكر إسم((يسوع)) الخلاصي. فيتمتم ببطء-: ي...س..و....ع...وما يكاد أن يكمل حروف هذا الإسم الكريم بعد جهد حتى يختفي الشيطان. ويأتي إليّ رهبان أديرة مختلفة ويذكرون لي أنّ الشيطان يشنّ عليهم هجمات جماعية ليخيفهم ويرعبهم، وعلى وجه التحديد فيما يستعدون لصلاة السهرانية(الأغربينا). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() - ماذا تقصد بالهجمات الجماعية؟ - إنه يهاجم في الوقت عينه راهبين أو خمسة أو عشرة ويحاول خنقهم أو إحداث أي ضرر لهم. وقد حصل أنَّ راهباً حلَّ به رعب شديد، فهرب من القلاية ووقف مذعوراً أمام قلاية الشيخ المرشد ينتظر نهوضه من النوم. لهذا لا يستطيع الناس العالميون أن يفهموا ما لصلاة الأغربينا من قيمة. فإنها تحرق الشيطان الخبيث وتسحقه. أما هو فيعمل كلّ ما وسعه لكي لا يتمّ ذلك لأنه يعلم أنّ ممارسة الصلوات طول الليل تضربه ضربة قاصمة. والشيطان يوحي بأفكار إلى صحفيين وسواهم لكي يحولوا دون تحقيق هذه الصلوات. لهذا أرجوا منكم أن لا تهملوا إقامة سهرانيات كثيرة في الأبرشبة التي تؤدّون فيها خدمتكم الكهنوتية، فإنهم وسيلة ناجعة لمقاومة الشيطان. - نحن، أيها الشيخ، خطأة إلى حد أننا لم نعد نشعر بهذه الهجمات التي يشنّها الشيطان علينا. وطالما أنه يعتبرنا له وقد أمعنّا كثيراً في الخطيئة، فلمَ يهاجمنا..؟ - أتسمح لي بأن أسدي إليك نصيحة؟ - بالتأكيد، ولستُ لأسمح لكم بذلك وحسب بل إني أتوسّل إليكم أيضاً... - لا تقولوا هذه الفكرة: إنكم خطأة وإنّ الشيطان لا يهاجم شخصياً، لأنها فكرة مُضِلَّة قد يستغلّها الشيطان ضدكم. - كيف؟ - إن قلتَ إنك غير مستحق بسبب الخطيئة قد يستغل الشيطان ذلك فيها جمك شخصياً لأنه يسمع ما تقول. فإذا قمتَ بعمل صالح أو بممارسة إحدى الفضائل قد ينتهز هذه الناسبة للظهور لكي يثير لك معناه أنك ذو شأن، ويوسوس لك بالكبرياء وحب المجد الفارغ... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنحنيتُ بسرعة بدون أن يحس بي جيداً، وقبضتُ على يده وقبلتُها بمحبة واحترام، تقديراً مني لما يتحلّى به من حكمة روحية إكتسبها بعد المجاهدة طوال سنين... واستأنف الشيخ حديثه قائلاً: إنّ الشيطان كثيراً ما يظهر للمجاهد ويكلّمه ويتحدّاه لكي يجرّه إلى محادثته، فيتّهمه تارة، ويمدحه طوراً ويهزأ به حيناً، ويفسّر له بعض الحوادث تفسيراً خاطئاً حيناً آخر. الخ..أما عديمو الخبرة في هذا الجهاد الروحي فإنهم يشرعون في محادثة الشيطان، ويردّون على أسئلته وإهاناته. لكنّ هذا ضلال، وبخاصة عند المبتدئين( من المريدين) لأنّ عديمي الخبرة في مثل هذه الأحوال يصابون بالهزيمة، حتى ولو بدا لهم أنّ الشيطان قد ولّى أمام معارضتهم. وتخلّف هذه المحادثة في نفوسهم إضطراباً وخوفاً. وإذا تذكّروا بعد زمن ها المشهد وما جرى فيه من حديث مع الشيطان إعترتهم قلقلة واضصراب. وينصح الآباء القديسون أولئك الذين تنقصهم القدرات اللازمة ولا تتوفّر فيهم شروط الأهلية الواجبة ..بأن لا يردّوا على الشيطان. وأن يواجهوه بعدم الإكتراث ويحتقروه. ويجب أن يقفوا منه هذا الموقف في حرب الهواجس أيضاً. فالمطلوب إذا هو احتقار الشيطان وفي الوقت عينه الإصرار على مواصلة((صلاة يسوع)). وبعد برهة صمت إستأنف قائلاً: - يلزم في كلّ هذه التجارب أن نصرّ على مواصلة((الصلاة))،وأن نكون إجمالاً في هذه حال صلاة.وعندما نقول حال صلاة فإنما نقصد بها صوماً هادفاً وسهراً للصلاة (أغربينا) ومشقّة جسدية، وصمتاً. وكل هذه يجب أن تتمّ في مناخ الطاعة. وأن نحققها مقرونة ببركات مرشدنا الروحي. قلتُ: لَمِ ترتبط الرياضة الجسدية(أي الصوم والسهر والصمت والمطانيات) بالصلاة ارتباط وثيقاً إلى هذا الحد، وتُعتبر حال صلاة؟ - إنّ الجسد يشارك في عمل الصلاة. وبما أنه هو أيضاً ينال النعمة الإلهية لذلك يجب أن يجاهد. وعدا هذا، فإننا بالرياضات والآلام ننشى الشروط االلازمة لنوال النعمة الإلهية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() والقديس غريغوريوس بالاماس يذكر حالة سر الكهنوت لكي يؤيّد هذه الحقيقة. فيقول إنّ النعمة الإلهية تنتقل إلى الشماس(المرشح) أو إلى الكاهن أوإلى الأسقف، في سر الكهنوت((ليس بطريق الصلاة التي تتلى بالذهن وحسب بل أيضاً عن طريق الجسد الذي يشترك بواسطة اللمس)). ويقصد بذلك أنّ رئيس الكهنة لا يكتفي بالصلاة من أجل أن تحلّ النعمة الإلهية المحيية وإنما يضع يده أيضاً على رأس المتقدّم للشرطونية(الرسامة). وهذا عينه يحدث في ((صلاة يسوع)). فلا يكفي أن نردّد الصلاة بالذهن لكي ننال النعمة وإنما يجب أن يشترك الجسد أيضاً لأنّ الإنسان مؤلف من نفس وجسد والجسد يجب أن يخلص أيضاً،ولذا فإننا باستنادنا إلى الآباء نستطيع أن نؤكد أنّ من يرفض مبدأ الصلاة: الورع والدموع، الوجع والتنهد والصمت، ينكر كيان الصلاة نفسه.وأكرّر القول إنّ كل هذه يجب أن تتمّ ببركات مرشدنا الروحي لكي لا يستغلَّها الشيطان. حدّثت نفسي..((إنّ هذه المجاهدة عسيرة ..)) ووجّهتُ الكلام إلى الشيخ قائلاً: إنّ عمل الصلاة كما شرحتموه لي صعب. وطالما أننا معرّضون لهجمات ضارية إلى هذا الحد من جانب العدو، وتصدمنا أمواج الشرير العاتية حاملة إلينا شرور مملكته الشيطانية، فكيف يقوى المرء على مقاومتها؟ |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
"هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله |
سلطة يسوع ومجابهته لسلطة الشر |
من حيل الشيطان ج4 |
من حيل الشيطان ج1 |
من حيل الشيطان ج7 |