منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 09 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

بريسيلا وجان لويس

التطورات العلمية الحديثة في مجال الإنسال (الإنجاب الاصطناعي) لا تقدم أكثر من حل جزئي لمسألة الخصوبة أو بالأحرى "انعدام الخصوبة" المنجبة. أكثر ما هنالك أنها تقترح مسكّنات. ولقد بدأنا نعي شيئاً فشيئاً أن هذا التقدم العلمي بالذات يفتح الباب أمام انحرافات خطيرة متعلقة من الناحية الأخلاقية، ليس لنا نحن المسيحيين فقط بل لعدد متزايد من غير المسيحيين كذلك. أمام الفراغ القانوني المحيط بهذه المسألة، لنتذكر "الأمهات الحاضنات" و "الأطفال الأدوية" ومطالب مثليي الجنس. لقد بدأت الأحزاب السياسية تتحرك في سبيل "تشريع" المسألة، وأصبح "الحق في الولد" يبرز في الساحة في سبيل سد الفراغ ومعالجة الألم الذي يسببه غياب الولد. هذا الألم الحقيقي فعلاً والعلاجات التي يقترحها العلم لا يمكن أن تتركنا لا مبالين تجاهه.

لقد عانينا هذا الألم، بريسيلا وأنا، نتيجة عقم ثانوي حدث بعد إخفاقات متكررة في الحمل. لم يلتئم جرحنا وألمنا إلا عندما وعينا أن الرب يدعونا لنكون "خصبَين" بطريقة أخرى وفي مجالات أخرى. ولكن قد يعترض أزواج لا أولاد لهم بقولهم "كان لكم فرح "تدليل" الأولاد الذين حصلتم عليهم بينما نحن..." لهم كامل الحق فآلامنا لا يمكن مقارنتها.

مع ذلك فهذه الظروف سمحت لنا بأن نفهم بأن الإنجاب الجسدي لا يسمح لنا بالاقتصاد بالخصوبة الروحية. لا تشكل هذه الخصوبة الروحية بديلاً عن الخصوبة الأولى. نحن نعتقد أن رسالتنا في الخلق لا يمكن أن تقتصر على التكاثر وإعمار الأرض. لقد وعينا أن الآب الخالق يدعونا منذ التكوين إلى الخصوبة الروحية وإيلاء أبناء الله في الإيمان والرجاء والمحبة.

غرمنا على الالتفات إلى الآخرين، "فخرجنا من ذاتنا" متجهين نحو "الأفضل"، نحو "غير المتوقع" من الله. لقد جعلنا هذا الانفتاح نحو ما هو مفاجئ جاهزين لما ينتظره الله منا.


  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

لنرجع قليلاً إلى الأولاد الذين استقبلناهم كعلامة عن خصوبة الحب. الأزواج مدعوون للتعاون مع الله الخالق والآب. والطريقة التي يتّحدون بها مصدر قوة خاصة لهم. حين يقدّم كل من الزوجين ذاته في الفعل الزواجي، يجدان ذاتهما وتتوضح لكل منهما هويته الخاصة، المذكرة أو المؤنثة، كما يتشكل كيانهما الوالدي. وحين يكونان قريبين من الفعل الإلهي يختبران فيه خطوطه المميزة وهي القدرة والخلق والمجانية، ويتجلى الله فيهما كالمعلم والرب لكل ما هو مخلوق. كل شيء خاضع لعمله الخلاق فالعالم كله عجينة بين يديه هو "الخزّاف". "الحياة البشرية مقدسة لأن فيها منذ البدء عمل الله الخلاق". كذلك الأمر بالنسبة للعلاقة الزوجية وثمرة الحمل البشرية "يا رب اختبرتني فعرفتني. عرفت قعودي وقيامي، وتبنّيت أفكاري من بعيد. أنت تراقب سفري وإقامتي، وتعرف جميع طرقي" (مز 139: 1-3). يلمس الزوجان عن قرب، عمل الله هذا، ويترجَم وعيهم هذا الحضور بالاعتراف بالجميل والاكتشاف الجديد دائماً وفعل الشكر. إن تذوق حضور الله هذا في حميمية الذات وفي حميمية علاقة الزوجين هو تعبير فريد عن الخصوبة البشرية. فإذا جاء الولد تكون الهبة مضاعفة إذ إن هذا الكائن الجديد هو "هبة تتدفق من الهبة". الولد هو شخص – هبة يحصل من عطاء والديه ومن هبة الوجود التي يقدمها له الله "لا أحد يأتي إلى العالم دون أن يكون الله قد أراده مباشرة". تتضاعف قوة هذا التأكيد المجمعي حين يعي الأهل مسؤوليتهم وحين "تتفق" رغبتهم الحرة في استقبال الولد مع إرادة الله. في بعض الأحيان، لا يكون هذا "التطابق" كاملاً بل قد يكون تحدّياً حقيقياً للحب البشري. بيد أن كل ولد في طور التشكل في رحم أمه يفصح عن وجه وحيد لمحبة الله وعمله. الولد الجنين معهود به إلى إنسانيتنا منذ الحمل به، فإذا كان وجوده، المجروح أحياناً، يدخل في وجودنا فذلك ليقول لنا: "أحبّوني بما أنا عليه". يشير الحمل بالولد إلى غيرية جديدة فهو يبيّن أن الحب ليس ثنائياً فقط بل متعدد دائماً. وهذه الخصوبة تعيدنا إلى الطريقة التي أحب بها الله كل إنسان باسمه، الصغير والكبير، المجروح والسليم. وقدوم الولد لا يشير إلى نجاح تقنية معينة أو فعل بشري بل إلى مجانية حب الله الذي نلمسه في جسد الإنسان والذي يحافظ على الحرية الشخصية في جسد كل منا.

  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

إذا كان الولد هبة فسيغمرنا بـ "الإضافة" التي يشكّلها. ولا يمكن تسخير لا حضوره ولا غيابه لسعادة البالغين. الحب الزوجي الخصب مدعو في أغلب الأحيان إلى ترشيد رغباته. يكون الولد أحياناً ساحة من ساحات صراع الحب. ويجب التخلي عن الحلم بالولد الكامل للوصول إلى الاعتراف بالولد الحقيقي، فتصنّف صفاته ومهاراته في خلاف ما يظهر، وتكمن كامل المهمة التربوية، وهي ثمرة الحب الزوجي المدهشة، ضمن هذا الأفق. لنقارن هذه المهمة بعمل "الزارع" الذي يرمي بذاره بسخاء في الأرض التي أوكلت إليه. فالتربية هي أن يأتمن المربي كلامه للشخص الآخر الذي يستقبل هذا الكلام فيتوطد فيه ويحيا به وبذلك يجد هو أيضاً السعادة. الحصاد ليس "آلياً"، وخصوبة أقوالنا ومثالنا واستقامتنا وقيمنا تحتاج إلى وقت كي تصبح "ظاهرة" وليس فقط "لتكتسب جذوراً" بل لكي تنمو كذلك في قلب أولادنا. ومن المناسب أن نجعل أفعالنا تطابق أقوالنا، إذ هناك دائماً فجوة بين القول والفعل، فأن نبقى يقظين لحقيقة حياتنا أمر ضروري كي تنتقل البشرى السعيدة من جيل إلى جيل. لا أحد كاملاً إلا أن الشهادة لحقيقة الحب أمر ممكن حتى وخاصة إن تجاوزنا هذا الحب. يمكننا الشهادة دائماً للطريقة التي يحبنا الله بها من خلال المغفرة والحياة الممنوحة والهبات المتلقاة. لا يرى الأولاد الكمال في أهلهم مدة طويلة إلا أنهم يبقون متأثرين دائماً باستقامة شهادتهم. هكذا يجعلنا زمن التربية "نسافر" بين وصية الرب الإيجابية: "أكرم أباك وأمك" ووصية القديس بولس المفيدة جداً: "أيها الآباء، لا تثيروا غضب أبنائكم".
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

بريسيلا وجان لويس

بالفعل، كم من مرة لاحظنا أن ما زرعناه، عن وعي أو لا وعي، في التربية التي قدمناها لبناتنا قد ظهرت بعد سنوات حين تزوجن وأصبحن بدورهن أمهات. لقد اعتقدنا في وقت من الأوقات أن البذار قد ضاع وأهدر ولم يكن خصباً وها فجأة نجده قد أعطى ثماراً. هذه الملاحظة تشجعنا لنأمل عودة ظهور القيم المسيحية التي أردنا نقلها والتي نعتقد أنها جوهرية في حياتنا. فإذا لم يعد أولادنا يؤمنون أو لا يؤمنوا البتة، وإذا لم يعودوا يمارسون الصلاة أو لا يمارسوها البتة، فمن غير المجدي أن نقتل البذار أو النبتة الصغيرة التي برعمت إذ إننا بذلك نجازف باقتلاعها. لندع الرب يعتني بإنمائها حسب إيقاعه. كانت أمي تقول: "الصبر والوقت الطويل". إن توقيت الله لا يشبه توقيت البشر! قال لنا الكاردينال دانيلز في يوم من الأيام: "فكّروا بالجدول الذي يختفي في مغارة ويغيب عن نظرنا فلا نعرف إلى أين ذهب، إلا أننا نعلم شيئاً واحداً هو أنه سيخرج من جديد من مكان ما من المغارة ليتابع مسيره نحو البحر. أين؟ متى؟ نحن نجهل ذلك". منذ ذلك الوقت، كثيراً ما يقوّي هذا القول رجاءنا.



أن يكون المرء خصباً هو أن يصبر كالزمن وأن يدع الزمن يكشف له، بنعمة الرب، كامل سعة "بذاره". لا يمكن تقييم خصوبة الزوجين بنفس المعايير المستخدمة لتقييم مؤسسة صغيرة، فالعائلة تتعمق حتى حين توهن القوى وتنمو السريرة (حالة ما هو داخلي) من خلال ذكريات حياة طويلة يسكنها الألم أحياناً، ويدنو الأجل. حين تتناقص الحيوية، "لا نغلق المؤسسة" بل على العكس من ذلك يستدعي الأمر بذل طاقات جديدة في خريف الحب والحياة الثنائية. في كل سن، يتبادل الزوجان العون ويتحملان أحدهما الآخر ويهبان ذاتيهما واحدهما إلى الآخر ويشهدان لشعلةٍ تدفئهما. الألم مكان للخصوبة نشعر فيه بوجود النعمة بحميمية أكثر وبقوة أكبر، كما يمكن للإعاقة والمرض والشيخوخة أن تفتح باباً أمام الرجاء اللامتناهي، ورحيل أحد الشريكين يجعل الآخر يائساً وممزقاً إلا أن الوقت يكون قد حان لإظهار الخصوبة التي توحّد بين السماء والأرض.

  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

5- هبة من الرب

قال يسوع للسامرية بالقرب من بئر يعقوب: "لو كنت تعرفين عطاء الله". كل تاريخ الشعب العبري يشهد لحب الله له، هذا الحب "الحنون والغيور". والعهود العديدة المعقودة، كان الله الأمين في حبه هو الذي أرادها دائماً وعرضها. يُرمز إلى هذه العهود بالعلاقة الزوجية بين الله وشعبه، خاصة عبر بشارة النبي هوشع وحياته. كذلك يبين التاريخ المقدس الوارد في العهد القديم الصعوبات التي تعترض الإنسان كي يظل أميناً للهبة المقدمة. يستدعي خلق الإنسان وخطيئته عملاً خلاصياً، فيا يسوع المخلص أنقذ الحب. إنه في الحقيقة يعطي كل إنسان القدرة على الحب، وهذه البشرى الحسنة موجهة إلى الجميع، وهذه الأوقات "الجديدة" هي أوقاتنا فكل شيء قد تغيّر مع المسيح. المسيح، ابن الله، هو هبة الآب إلى البشرية، وبتجسّده اتّحد بكل إنسان، وهذا من أكثر الأحداث مصيرية في تاريخنا البشري. يقول القديس يوحنا: جاء إلى أهل بيته. ومنذ ذلك الحين، تغيّرت حياتنا، فالله أصبح حاضراً فيها بطريقة خاصة. بيسوع اتّحد الله الثالوث بالبشرية جمعاء فأصبح قريباً من كل إنسان، في الماضي والحاضر والمستقبل. وهو في محبته للكنيسة كما يفعل ذلك منذ قرون وقرون وفي كل لحظة، يدوّن في تاريخ البشرية حداثة هذا الحب الخلاصي. والأسرار هي خيوط ضوء تشهد أحياناً في ظلماتنا أن العطاء أمر حقيقي. نحن نعيش من حضور ابن الله فأفعالنا وأقوالنا هي له وهي منه وهي لأجله. تعبّر البنية الأسرارية (بنية متماسكة وعضوية للحياة المسيحية التي حوّلها المسيح) عن حضور جديد لله، ونحن نختبرها بشكل ملموس وخاص في سر الزواج.



  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

بريسيلا وجان لويس

نحن نشعر بذلك جيداً في حياتنا كزوجين. إن غاب العطاء انعدم الحب. الحب أمين فهو عطاء نهائي، والحب لا يسترجع ما وهبه. يقول تعبير شعبي: "العطاء يعني العطاء النهائي والاسترجاع يعني السرقة". إلا أننا نرى أن العطاء بين الزوجين أكثر قوة من العطاء الوارد في المثل الشعبي. إن عطاء الزوجين المسيحيين، عطاءنا المتبادل، من بريسيلا إلى جان لويس ومن جان لويس إلى بريسيلا، أقوى من اتحادنا الجسدي بل أقوى بكثير. إنها هدية من الله، وهذه النعمة لم نطلبها يوم التزامنا الواحد تجاه الآخر منذ 34 سنة وحسب، بل نطلبها اليوم كذلك وجميع أيام حياتنا.



هذه "الإضافة" التي تأتينا من الله يمكن أن يعبر عنها بطرق مختلفة. وما يختص منها بالسر هو أن المسيح يهبنا أن يقدم أحدنا ذاته إلى الآخر بشكل حقيقي. وككل أمر على الأرض، الحب كذلك قد خلّصه المسيح. بروحه القدوس، حرّر المسيح في كل منا قوى المحبة ففتح في قلوبنا دروباً. إذا تجاوزنا الإغواء المتبادل، الحب هو "الرغبة في تقديم الذات إلى الآخر كما هو وطلب الخير له". تسكن قلوبنا الكثير من المخاوف، والكثير من الجروحات محفورة في عقولنا وأجسادنا. المسيح لا يلغي كل شيء وإن شفا، إلا أنه يجدّد ويقوّي القدرة على الحب لدى من يرغب الالتزام في الزواج.

بشكل أعمق، لا يكون التقاء الخطيبين ثمرة الصدفة بل ثمرة العناية الإلهية، أي الله الذي يرعى تاريخنا، وهي حاضرة في لقاءاتنا وتوقظ حرياتنا بشكل ودي. لا يتخذ المرء "زوجة" أو "زوجاً" بالقوة أو حسب التقاليد الاجتماعية ولكنه يدرك بالنعمة أن الآخر هبة من الله، وأنه أعطي لنا ليكون رفيق دربنا في هذه الحياة. إنه بالنسبة إلينا "وجه" يمثل المسيح بشكل خاص، والمسيح وروحه القدوس هو الذي يوجد قوة الحب هذه ويدعمها وينعشها. تبرز خصوصية الزواج المسيحي في الوعي أن الآخر لا يخصني ولن يكون تابعاً لي أبداً بشكل مطلق. القرين هو "علامة" عن الآخر، عن الله. الله يعطيني "علامة" من خلال الشخص الذي يضعه في طريقي والذي أستطيع أن أقول له "نعم" بأمانة وبدون تحفظ.

  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

أ- الله يعطينا أن نعطي

أن أثق بالله يعني أن أضع حياتي بين يديه: القرارات واللقاءات والأحداث المختلفة. يسمح الروح القدس للمسيحي أن يفسّر وقائع الحياة ويبيّن له من حين إلى آخر عمل الله الجليّ. وكما يشير المزمور فالله "موجود في كل آن وفي كل مكان" فلا شيء يخفى عن معرفته حتى لو احترم حريتنا إلى أقصى الحدود: "من ورائي ومن قدامي يحيط بي، وتجعل عليّ يدك. معرفتك هذه ما أعجبها. هي أسمى من إدراكي. أين أذهب وروحك هناك؟ وأين أهرب من وجهك؟ إن تسلّقت السماء فأنت فيها، وإن نزلت إلى عالم الأموات فأنت هناك. إن اتخذت أجنحة السحر وسكنتُ في أقاصي اليمّ، فهناك أيضاً يدك تهديني ويمينك تمسكني". (المزمور 139: 5-10). اهتمام الله هذا هو عناية "مُحبّة" لكل من مخلوقاته، وهذه الحماسة التي تدفعنا نحو الآخر لاكتشافه وخدمته ومحبته إنما مصدرها أعماق قلبنا.

والمسيح يشهد بطريقته لهذه الحماسة المتجهة نحو الجميع. وبدون أن يكون المرء متزوجاً، يبيّن لنا أن الحب غيريّ (يفضّل حاجات الآخرين على حاجاته الخاصة) أي منفتح وقابل لتقديم ذاته إلى "الغير". وإذا كان الطريق الأقصر من الإنسان نحو ذاته يمر بلقاء الآخر فلأن الله أراد الأمر كذلك وذكّرنا به في المسيح. حين نقدّم حياتنا نجدها، ويقول الرب: من يفقد حياته لأجلي يربحها. هذا الخروج من الذات نحو الآخر يجد أساسه في المسيح، فأن ننقذ العالم لأجل المسيح يعني أن نتيح لكل شخص إمكانية تقديم ذاته حتى النهاية في جميع القرارات المتخذة وجميع العلاقات المعيشة. والرجل والمرأة ليسا وحيدين حين يقدّمان ذاتهما الواحد إلى الآخر فالله في صميم عملهما.

  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

ب- الله يهب ذاته في فعل تقدمة ذواتنا

الرب حاضر في صميم الأحداث وخاصة في الأفعال الحرة التي يقوم بها الرجال والنساء ذوو الإرادة الطيبة. وفي القبول الزواجي يقوم الرب بخطوة إضافية مع الزوجين فيقول هو أيضاً "نعم". إنه يلتزم في قلب حرياتنا البشرية و "معها" ولصالحها. وهو بالذات يهب ذاته ليحبّ الزوجين بما هما عليه، وليحبّ كل قرين بالصورة التي هو عليها وتاريخ العائلة كله بالصورة التي يتحقق فيها. هذه الخطوة الإضافية إنما هي قرار إلهي ملموس يخص تاريخ هذين الزوجين ونتلقاه بدورنا من خلال الإيمان بالكنيسة. نحن شهود لذلك في ليتورجيا الزواج وسنكون شهوداً أقل علانية أحياناً في مختلف مراحل الحياة الزوجية والعائلية. الله يسكن في قلب حياة الزوجين أكثر مما نتصور أحياناً، فإذا انتقل الزوجان إلى مسكن جديد، جاء ليسكن معهما مع احترامه الحرية البشرية. إنه فعلاً "عمانوئيل" الله معنا، وفي وجوده ضمان وقوة وتثبيت وتطلّب وحقيقة للعلاقة المتبادلة بين الزوجين.

  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

ج- الله يرافقنا في هبة ذاته المستمرة إلى كنيسته

المسيح هو العطاء المتجسد، وهو ليس إلا عطاء فوجوده على الأرض وعلاقته بأعضاء الكنيسة يعبّر عنه بهذه الكلمة "هبة الذات". فيها نكتشف الحب ومنها تعيش في كل لحظة الكنيسة أي الشعب الذي أبرم معه الله "العهد الجديد والأبدي". هذه "الهبة" دائمة بحيث إن روح يسوع بالذات هي التي تظهرها وتغمر الكنيسة بها.

يعني التشبه بالمسيح واتّباعه ومحبته الدخول في منطق العطاء هذا. إنها مهمة مستحيلة بدون النعمة التي يقدمها لنا. إن حياة الكنيسة قوة وحيوية لأنها ترتبط بشكل دائم بربها، ويقول أشعيا عن ذلك: "زوجكِ وخالقكِ". وهكذا يحب المسبح الكنيسة إلى درجة أنه يقدم ذاته لها كعريس شاب، عريس أمين ومتنبه، عريس لطيف وحنون، عريس شجاع وقوي، عريس صبور وخدوم. الرباط الموجود بين المسيح وكنيسته لا يمكن حلّه: "سأكون معكم حتى نهاية العالم"، وكما يقول القديس بولس: "هذا السر عظيم، وأعني به سر المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 32)، فمن يحب المسيح يحب عروسه الكنيسة والعكس صحيح.

بواسطة سر الزواج، يضع المسيح العروسين الجديدين في مركز علاقته الزوجية بكنيسته، ويكون الزوجان في مركز النعم المتبادلة ومركز الحب الذي يتقاسمه المسيح مع كنيسته. وأكثر من ذلك، كما في كل قصة عائلية، يدعى الزوجان إلى الشهادة لرباط الحب هذا، وهما يقدمان صورة عن هذه العلاقة في جسديهما بالذات. هذا "السر" العظيم صار ظاهراً وحاضراً في تاريخ البشرية وفي جميع أرجاء الأرض بفضل ملايين الأزواج المسيحيين الذين يحبّون بعضهم بعضاً "في الرب". وهم يقدمون بواسطة هذا الحب الأسراري علامة إلى الآخرين. إنهم يقولون، كل بلغته وعبر تاريخه، إن الله مستمر في محبة شعبه بشكل ملموس ودائم. ويكون الأزواج، وقد أشركتهم النعمة في رباط المسيح بالكنيسة، علامة مميزة لمحبة الله لجميع البشر وفي جميع الأوقات.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 09 - 2014, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

بريسيلا وجان لويس

إننا بهذا الشكل نعي ضعفنا الذاتي وخياناتنا لمخطط الله لنا ولكياننا الزوجي. في الوقت ذاته نتألم إذ نرى الزواج يفقد "معناه" في مجتمعنا المعاصر، وكثيراً ما يتم ذلك حتى لدى القريبين منا. نحن بحاجة إلى حب الله الخلاصي هذا.

أين أنت يا رب؟ لماذا تخلّيت عنا؟ تعال يا رب لمعونتنا ولمعونة "الزوجين والزواج". إن كانت إرادتك تتحقق في رؤيتنا نشهد لحبك الإنسانية، أعطنا النعمة، أعطنا القوة، قوة روحك القدوس، فالزرع يتأخر نموه ونحن محبطون. أعطنا أن نتعرّف العلامات التي يدعونا روحك القدوس من خلالها إلى الشهادة! ساعدنا يا رب أن نلبّي رسالة "الأزواج المسيحيون في الكنيسة وفي عالم اليوم" كما ذكرتنا بذلك رابطتنا غداة التجمع الدولي في سانتياغو (إسبانيا) العام 2000.



6- سمفونية أسرارية

ليس السر حركة معزولة ومحددة لا تاريخ أونتائج لاحقة لها، فجميع الأسرار تتعلق بنهر النعم الدفّاق الذي أجراه الله في كنيسته لأجل البشرية. ينمو الزواج ويزدهر ويعطي ثماراً في الحديقة الأسرارية التي يقدمها الله لنا، وهو مرتبط بأسرار التلقين المسيحي. إنه سر رسالة. بمعنى آخر، في تناغم الفرح والتسبيح الذي يمكننا الإصغاء إليه بقوة الروح القدس كما يمكننا المشاركة به، يكون الزواج وقتاً مميزاً في هذه السمفونية. إنه يشهد لحضور الحب الإلهي في الحب الزوجي والوالدي. لنصغِ إلى الموسيقا التي تعزفها هذه الأسرار الواحد مع الآخر والواحد لأجل الآخر.

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فـي الـزواج المسـيحي يقول


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024