19 - 07 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
أهمية الاستماع إلى كلمة الله أيتها النفس المباركة، بأي طريقة تستمعي إلى الكلمات المكتوبة في هذا الإنجيل! وإلى أي حد تشهدين لكل إنسان بهذه الكلمات، وبأن اسمه سوف يكتب في سفر الحياة، كما جاء في:" (لو 10: 20، رؤ 3: 5، 13: 8، 21: 27)، وأنه سوف يكون في المرتبة الثالثة مع الملائكة. ولو أنه قد تخلى بنفسه عن ما سمعه من قراءات علنية وعن الصلاة بالمزامير فلا تستمع له. وأنت إذا لم تكن وحدك في الصلاة، بل كان اجتماعك مع واحد أو اثنين من الرهبان، فإن المسيح يقول لك: "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي. فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20). ولا تجعل التفكير في النساء يبعدك عن الله، بل تمسك بالشجاعة وكن رجلًا. لأنه في ملكوت السموات ليس ذكر ولا أنثى، بل المختارين الذين أرضوه من الرجال والنساءواقبل بكرامة السيدة التي تدعى أرملة، والبعيدة عن التصرفات الصبيانية، لأن القديس بولس قال: "ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهى تواظب الطلبات والصلوات ليلًا ونهارًا. وأما المتنعمة فقد ماتت وهى حية. فأوصى بهذا لكي يكن بلا لوم. وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن. لتكتتب أرملة ان لم يكن عمرها أقل من ستين سنة امرأة رجل واحد مشهودًا لها في أعمال صالحة. وأن تكن ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين اتبعت كل عمل صالح. أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن. ولهن دينونة لأنهن رفضن الأيمان الأول" (1تى 5: 5-12). |
||||
19 - 07 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
مواصفات الزى الرهباني | بعض الأعمال النسكية وأنت، لا تسلك سلوكًا صبيانيًا، ولا تستمع للشبان، بل استمع لدعوة الشيخ المسن، حتى تأخذ قيمة المسن. وثيابك الأساسية لا تكن ثمينة للغاية، ورداؤك الخارجي ليكن أسود اللون، ولا تضيف له صبغة الألوان، واجعله يغطى الجسم والأظافر، والأكمام تغطى الأذرع إلى أصابع اليدين، وتغطى شعر الرأس المنسدل بغطاء من وبر، وتربط الشعر المنسدل برباط يغطيك إلى الأكتاف، حتى إذا ما تقابلت مع أي شخص يكون الوجه مغطى، وتشير له من تحت البرقع، ولا ترفعه من على وجهك لأي إنسان، إذا لم تكن منفردًا مع إلهك. وعندما تقف للصلاة فقم بخلع الحذاء من قدميك. ولأن الرداء مقدس، فلا تتعرى من ثيابك في الليل أو النهار بل تجعله يستر جسدك. ولا تجعل امرأة تنظر إلى جسدك عاريًا البتة، بدون أي ضرورة، وأيضًا لا تجعلها تنظر إليك وأنت تكشف جسدك. وحتى تكون عفيفًا لله، فيجب أن يكون جسدك طاهرًا ومكرسًا كهيكل الله. ولا ينبغي أن يكون هيكل الله مكشوفًا لأي أحد. ولا تذهب إلى الحمام العمومي بدون اضطرار حقيقي، ولا تغمر جسدك كله في الماء مطلقًا، لأنه مقدس للرب الإله، فلا تدنس جسدك بأباطيل عالمية، بل أغسل وجهك فقط ويديك ورجليك. وعندما تغسل وجهك فلا تغسله بيديك الاثنتين، ولا تغسله بالصابون ولا بأي من الأشياء المشابهة، لأن العالميون يفعلون هذا، بل اغسله بالماء النقي فقط. ولا تؤذى الأغنام بمظهرك وشكلك، ولا تبصق البتة على الأماكن المزروعة. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
نصائح في المرض وعن صلاة الأجبية ولا تدهن جسدك بالعطر الثمين، ولا تجعل على ثيابك أطياب ثمينة. وإن صار جسدك أكثر ضعفًا أو مرضًا فاستعمل خمرًا قليلًا لأنه مفيد للمعدة (1تى 5: 23). وإذا لم يتسبب أحد في تعرضك للمعاناة أو الظلم، فاسعي إليها من نفسك، ولا تعطى فرصة للكلام مع الناس، لأنه من خلال هذا النسك نفسه سوف تحدث المعاناة. وحتى إن قال لك البعض: اهتم بنفسك كي تشفى بسرعة، وساعتها أكمل قانونك. استمر أنت كل أيام حياتك في الأصوام والصلوات وعمل الخير والصدقات. فمطوب هو من يسمع هذا الكلام ويعمل به. لا يبرح كلام الله من فمك في الليل والنهار (يش 1: 8). فإن الله يعمل فيك من خلال التأمل في كل الكتب الإلهية. تمسك بمكانك في التسبيح، وتعلم من المزامير. ومع إشراقة الشمس يحذرك الكتاب من الفتور بعد إتمام طقس الساعة الثالثة، لأن هذه الساعة تأتى بك إلى خشبة الصليب. وبالمثل تمم الساعة السادسة بصلواتها ومزاميرها مع التضرع والبكاء لأنه في هذه الساعة صُلب ابن الله على الصليب. وأيضًا في الساعة التاسعة تمم التسابيح والذكصولوجيات مع التضرع بدموع إلى الله والاعتراف بآثامك، لأنه في هذه الساعة أسلم السيد الروح على الصليب. وبعد أن تتم الساعة التاسعة كُل خبزك مع تقديم الشكر لله الذي رتب لك هذه المائدة قائلًا: مبارك الله الذي رحمنا وأطعمنا في شبابنا "الذي يعطى خبزًا لكل بشر" (مز 136: 25)، فإن تتميم كل هذا يمنح قلوبنا فرحًا وسرورًا "فالله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء تزدادون في كل عمل صالح" (2كو 9: 8)، في المسيح يسوع ربنا، الذي يليق به المجد والقوة وكرامة العبادة مع الروح القدس إلى أبد الآبدين، آمين. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
أهمية الصلاة قبل الأكل وحينما تجلس على المائدة، وتبدأ في كسر الخبز، فارشم عليه بإشارة الصليب ثلاث مرات، وصلى شاكرًا هكذا: نشكرك يا أبانا من أجل قيامتك المقدسة، التي أظهرتها لنا بواسطة ابنك يسوع، وبارك على هذا الخبز الموضوع على هذه المائدة الذي نجتمع حوله، واجعله يجمعنا مع كنيستك في ملكوتك في نهاية هذه الأرض، لأن لك القوة والمجد إلى أبد الآبدين آمين. وبعد هذه الصلاة والأكل بسرور من الخبز المكسور، قل في الختام، كما جاء في الصلاة المكتوبة "مبارك الله الذي أطعمنا وأقام لنا هذه المائدة". ثم عبر عن التزامك، واترك المائدة سريعًا، واجلس لأخذ المشورة من الأب. وإذا كان حاضرًا معك على المائدة اثنين من الرهبان أو ثلاثة، فقدموا الشكر وصلوا معًا على الخبز. وحينما تجلس إلى المائدة، لا تجتمع للصلاة مع غير المؤمنين، ولا تجلس مطلقًا لتأكل خبزك مع امرأة، وأيضًا لا تجلس لتأكل خبزك مع نساء مهملين ومسرفين في الضحك بدون اضطرار، لأنك أنت مقدس في الرب إلهك، وأكلك وشربك مقدسًا بواسطة الصلوات والقراءات المقدسة التي تقدسه. الرهبان يأكلون معك بخشوع ومهابة للهفلا تأكل مع نساء متكبرين في زهو، ولا تحتفظ مطلقًا بصداقة امرأة متفاخرة. لأنه قال في الكتاب الإلهي "من لمس القبر لصق به، ومن عاشر المتكبر يتشبه به" (يشوع بن سيراخ 13: 1). وإذا جلست معك على المائدة امرأة غنية، فعرفها بامرأة فقيرة وادعوها للأكل، ولا تخجل من الغنية. ولا تجعل محبتك لمجد الناس أكثر من محبتك لمجد الله، لأن الله مع المساكين والمزدرى بهم. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
بخصوص العذارى صورة تلوين للقديسة صوفيا وبناتها العذارى الشهيدات بيستس ، وهلبيس، وأغابى النفس المباركة تحفظ هذه التعاليم. من غير المفيد أن ترافق العذراء الصغيرة (الحدث) من هي أصغر منها، إلا في عمل الخير والصلاح، وإلا في حالة أن ترفض أن تسمع من الأخرى، وأيضًا إذا لم تخرج عن الصواب مع الأخرى. بل إن الأحدث أو الأصغر تكون تحت إرشاد واحدة مسنة وصالحة. لأن المسنة لن تنساق وراء رغبات الأصغر. واأسفاه على العذراء التي لا تخضع للقوانين، لأنها تكون مثل السفينة التي بلا مرشد، وقليل من التشامخ لا يجعلها تحتفظ بدليل، وتجعل الأمواج تقذف بها من هذا الطريق إلى هناك، إلى أن تصطدم بصخرة، وتهلك سريعًا. هكذا تكون أي عذراء لا تملك أي شيء من التقوى. العذراء المطوبة تكون تحت قانون لأنها بهذا تكون مثل شجرة مثمرة في الفردوس، والكرام يظهر نقاوتها إلى الأغصان الصغيرة، ويرويها، ويزيل الأعشاب الضارة من حولها. ويمنحها في الوقت المناسب ثمرًا غاليًا عوضًا عن تمسكها بهذه الأتعاب. ولتحرصي على عمل التمجيد على مائدة الطعام لكي يكون طعامك وشرابك مقدسًا. وعندما تقومين من على المائدة تقدمين الشكر ثلاث مرات قائلة: "حنان ورحيم هو الرب. أعطى خائفيه طعامًا" (مز 111: 4، 5). المجد للآب والابن والروح القدس من الآن وكل أوان وإلى الأبد. وبعد هذا التمجيد تكملين صلاتك قائلة: "يا الله الضابط الكل، وربنا يسوع المسيح، الذي اسمه فوق كل اسم. نشكرك ونسبحك، لأنك جعلتنا مستحقين أن ننال من خيراتك الصالحة لغذاء أجسادنا. نتضرع إليك ونطلب معونتك يا رب، لكي تمنحنا الطعام السماوي، وتعطينا أن نخاف ونرتعد من اسمك المكرم المخوف، ولا تجعلنا نرفض وصاياك، ولا نتجاهل التعليم من وصاياك التي توضع في قلوبنا، قدس أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا، بابنك الحبيب يسوع المسيح ربنا، الذي يليق بك معه المجد والقوة والكرامة والسجود إلى أبد الآبدين آمين. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
إكرام الله يكون بالكلام والعمل إن أكثر الأناس العالميين حمقى جدًا، وكأن الحياة تطعمهم بالجهل. فإنهم يقومون مبكرًا يبحثون عن ما يشتهونه، وما يملكونه لكي ينقضوا عليه ويملأوا بطونهم بالخزي. هؤلاء لم يختبروا تمجيد الله على المائدة. وبولس اللاهوتي يقول عن هؤلاء: "هم أعداء صليب المسيح. الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات. فإن سيرتنا نحن هي في السموات" (فى 3: 18-20). وهؤلاء يكونون أكثر قساوة من الأفاعي والحيات، لأن الحيوانات والأفاعي تعرف أن الله خالقها وتقدم الحمد له، والبشر الذين خلقهم الله على مثاله أكثر قساوة ولم يقدروا خلقته لهمبل يشكرونه بأفواههم وينكرونه بأعمالهم: "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون.. ولكن الإيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 19، 20). لأنه ما الفائدة من اعتراف الإنسان بالله، وهم يجحدونه بأعمالهم الشريرة؟ وكيف تتمسك بالاعتراف بالسيد، وأنت لا تخضع له؟ العبيد يعرفون الأسياد في الأسواق ويكرمونهم، ونحن نخطئ في إكرام الرب، ليس بالكلام فقط بل بالعمل أيضًا. وربنا يسوع المسيح نفسه، يشهد في الإنجيل قائلًا: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات" (مت 7: 21)، وأيضًا: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا" (خر 20: 7). وأيضًا قال لنا: "ليتجنب الإثم كل من يسمى اسم يسوع" (2تى 2: 19). فهل ترغب أنت في المعرفة، بأن الحيوانات والأفاعي تعرف الله وتمجده؟ استمع إلى نصائح الروح القدس في التماجيد (الأفاعي وكل الحيوانات تسبح الرب). إنهم حقًا يمجدونه، ويأتمرون بأمره. وهؤلاء ليسوا فقط الذين يمجدون الله، بل تمجده كل الخليقة الظاهرة والخفية ويشكرونه باستمرار. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
بركة صلاة الساعة الثانية عشر وأنت، يا عبد الله، سواء في القيام أو الجلوس، بل سواء في عمل أي شيء، في الأكل، سواء وأنت ذاهب إلى فراشك وقبل النوم، أو عند قيامك، لا تتنازل عن تسبيح الله بشفتيك. الآذان المباركة توافق على هذا الكلام. وعندما تدخل إلى صلاة الساعة الثانية عشر أكملها، والأعظم كثيرًا أن تشترك فيها مع الرهبان الذين لهم نفس روحك. وإن لم تكن مع آخرين، فأكملها وحدك، فإن الله يكون حاضرًا ويسمعك. ومن الخير والصالح أن تسكب الدموع في حضور الله. وتذكر عند الساعة الثانية عشر، إننا فيها نتبع ربنا إلى الجحيم، ونتذكر أن الجحيم ارتعد منه، وانطق بالكلمات اللائقة: منْ هو الذي له السلطان والعظمة والقوة حتى يهبط إلى الجحيم؟ منْ هو الذي سحق أبواب الجحيم وكسر المتاريس الصلبة النحاسية (مز 107: 16)؟ ومنْ هو الذي نزل بنفسه وقهر الموت وجعله بلا سلطان؟ ومنْ هو الذي فك القيود بسلطانه؟ ومنْ هو الذي نقض الموت عنى بموت نفسه؟ |
||||
19 - 07 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
موهبة الدموع وبسبب خطايانا التي صنعناها، فإننا نطلب معونة الرب بدموع في الليل في هذه الساعة الثانية عشر. يا لعظمة فضيلة الدموع، فإنها تؤدى إلى غلبة عظيمة، فبواسطة الدموع تمحى خطايا كثيرة وأعمال مخالفة كثيرة. فهي تشهد لي كما جاء في الإنجيل المقدس. فعندما سلم المخلص لليهود، أقسم بطرس ثلاث مرات وأنكره قبل صياح الديك. ولكن الرب التفت ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس وصية الرب، حيث قال له: "قبل صياح الديك. تنكرني ثلاث مرات" (مت 26: 34)، وأيضًا "فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرًا" (مت 26: 75). انظروا إلى الشفاء بالدموع، تأمل وانظر نتيجة المخالفة. ما هو أردأ من هذا الشر، لأنه ثلاث مرات يحلف وينكر سيده بنفسه، إنها مخالفة كبيرة تحتاج إلى الدموع. وأنظر إلى عظم تمسكنا بقوة بالدموع. هذه النصيحة مكتوبة لكي نتبعها نحن كل يوم، ونكتسبها طوال حياتنا. كثيرون لا يمتلكون موهبة الدموع، ولكن من لهم الفكر السامي، ومن يهملون الأرضيات، ومن لهم بصيرة في الجسد لا يهملون موهبة الدموع، فكثيرين لا يتطلعون البتة إلى ما في العالم، وكثيرون يبكون بصوت عال على الذين يهتمون بالأرض، فإن دموع الحزن تُمنح لمثل هؤلاء فقط. لأن هؤلاء يحتفظون بنقاوة الفكر ويتمتعون بالبصيرة، لأنهم وهم موجودين على الأرض يبصرون العذابات في الجحيم، والآلام الشديدة في الأبدية، التي يُجازى بها الخطاة، ويرون النار الأبدية والظلمة الخارجية والبكاء وصرير الأسنان في الجحيم. ويبصرون أيضًا النعم السماوية التي يمنحها الله للقديسين ويرون الأكاليل والأمجاد والثياب الملوكية المعدة للقديسين، ويرون المخادع التي تمتلئ نورًا، والنعم التي يعبر عنها في الحياة الأبدية. وماذا بعد ذلك لم يقال؟ إنه ما هو أكثر من كل العجب، لأن الاحتفاظ بفكر طاهر وآذان نقية عن الله في داخلهم، كيف لا يشاؤون البكاء والنحيب مع كل هذا الذي يرونه؟ إنه يبكى ويحزن لكي يعتق وينقذ من الدينونة الرهيبة، وأيضًا يبكى ويطلب صلوات القديسين لكي يكون مستحقًا لهذه الخيرات السمائية. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
أهمية الجهاد الإكليل السماوي وبسبب الاضطهادات التي عانى منها القديسون في هذا العالم، فقد عرفوا ما هي الخيرات التي سوف يرثونها. ولذلك من يتمسك بالراحة في هذا العالم فلن يكون له رجاء في الراحة الأبدية. لأن ملكوت السموات لن يكون للمستريحين في هذا المكان، بل لأولئك الذين يعيشون بضيقات كثيرة وتمزقهم المحن في هذه الحياة. وهم لم يأخذوا هذه النعمة لأنهم مختارين، بل اكتسبوها بجِهادات عظيمة وعرق جعلتهم أهلًا لها. ولم يبالوا في أنفسهم بمقدار الجهاد ههنا، ومن أجل أن ينضموا إلى السماء، نسوا آلامهم وأوجاعهم، وبقدر آلامهم في هذا العالم الباطل وهبت لهم راحة عظيمة لا يعبر عنها. ما قولك أيها الإنسان؟ ها قد ظهر أمامك طريقان، الحياة والموت، أيهما تريد أن تسلك! وأيضًا النار والماء، أيهما تريد أن تمد إليه يدك! بخصوص ما هو لك من مقتنيات في الحياة، وأيضًا بخصوص ما تتمناه، سيأخذه الموت. الموت هو العالم، والحياة هي البر، العالم بعيد جدًا عن البر، بقدر بُعد الموت عن الحياة. ومن يسلك في العالم، في الموت يسلك ويتحول بعيدًا عن الله، بحسب ما كتب في الكتاب الإلهي. ومن يسلك بالبر فهو يسلك في الحياة، ولن يلفه الموت مطلقًا. لأنه ليس موت للأبرار بل انتقال. والرجل البار ينتقل من هذا العالم إلى موضع الراحة الأبدية، وكما يحمى أي واحد من الداخلين، هكذا القديسون يخرجون من ضيقات هذه الحياة إلى الخيرات المعدة لهم "ما لم تره عين. ولم تسمع أذن. ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو 2: 9). أما الخطاة فإنهم يشقون هنا بالشر، وهناك أيضًا بالنار المعدة لهم.على مثل هؤلاء أن يبكوا مرتين، لأنهم هنا يكونون في ضيق، وهناك لن يكونوا في رحب. من أجل هذا قال الكتاب الإلهي: "من يتبع الشر فإلى موته" (أم 11: 19) لأن ضيقاته تكون من كل جهة، هناك آلام وهنا شدة ومحن. والإنسان الذي لم يتعب في ضيق شديد في هذه الحياة، فقيرًا أو غنيًا، عبدًا أو حرًا، خاطئ أم بار، الكل عليهم نفس الجهاد، فعند اللقاء بالكل سوف يحدث، للخاطئ وللبار، بحسب ما كان عليه في هذا العالم. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تعليم عن البتولية أو عن النسك
بين الخاطئ والبار فرقًا في الأبدية هناك لن يكون هكذا، بل أمر آخر ونظام مختلف. لأن جهاد البار في هذا العالم شيء، والخاطئ شيء آخر. لأن البار في جهاده لم يشبع البطن، ولم يهتم بالعالم في أعماله مطلقًا، ولم يفكر في لباس الجسد، بل كان يجاهد الليل والنهار باحثًا عن الله، ومرات كثيرة لم يشبع من النوم، ولم يسر نفسه بالخبز والماء، وقد تاه في البرية القفرة، وأرهق جسده بأتعاب كثيرة، لكي ينال الإكليل الذي لا يفنى المحفوظ له. أما الخاطئ فلم يتعب بضيقات شديدة من أجل البر، بل كان تعبه لأجل هذا العالم البائس الشقي، وبسبب النساء بل لم يكتفِ بكل هذا، بل قضى وقته في الحسد والشر. فهؤلاء لم يتعرفوا على الأناس المهتمين، بل صاروا عميانًا بانشغالهم بأمورهم الدنيوية، وبالتفكير الكثير في العالميات، وتاهوا، ورتبوا لأنفسهم جنديًا بلا شفقة (أي الملاك الذي يأخذ نفوس البشر)، ولم يندهشوا من منظره، ولم ينالوا نعمة البتة. نفوسهم انقادت في الحياة بملائكة قاسية، وقد قبلوا أن يسلبوهم من الله. ولأنهم حمقى فقد عملوا بتعب شديد في هذا العالم الأرضي، وبسبب هذا وصلوا إلى هلاكهم الروحي. |
||||
|