18 - 07 - 2014, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
تأملاتها في مثل الزارع 23-" ويجب من أجل هذه المحبة أن نكون حارين بالروح، وأيضًا تبلغ كل واحدة منا إلى التمييز الذي هو أعظم شيء نقبله. واللاتي يندفعن في الكلام يرتدون للخلف". وقد قالت سينكليتيكي لهن: "لا نهمل المثل الذي جاء في الإنجيل عن الإثمار ثلاثين وستين ومئة (مت 13: 8، 9، 23). وأن تكون المئة هي تعهدنا الذي يجب أن نصل إليه، وذلك يكون بالاندفاع في تنفيذ الطقوس بانضباط وعفة. والذين يحيون بتعقل واعتدال يثمرون ثلاثين، ثم يرتقون إلى الأعلى (أي ستون ومئة)، لأن التقدم والنمو بتدرج أكثر فائدة. ونقائصنا تدفعنا بالأكثر إلى المجازفة. والنظر إلى ما هو أشر وأردأ فينا لا يوقف قوتنا الضعيفة، بل يدفعها للدخول إلى العمق، ويجعل النفس تتحمل الموت. لهذا فإن بعض الضعف في تمييز رسالة البتولية التي تحملونها يعثر أفكاركم، مثل إشاعتكم للأخطاء التي تسمعون عنها، والكلام عن الآخرين هو من الشيطان، أما السلوك بتعقل واعتدال يجعلنا جديرين بـ300 ضعف، ويحفظ النفس ببساطة من كل ما هو قديم وبالى، . ولتعرف النفس أن هذا هو هدف العدو. ولأن التحرر من النقائص الكثيرة يقود النفس إلى الراحة، مثل هروب الجندي من العقاب، لأن النفس التي لا تتغير أثناء الحرب تستحق العفو، وتحصل على الخلاص من العقوبة. وينبغي كما قلت سابقًا أن نتخطى الاحتياجات الكثيرة، كما علمنا الرسول أنه يجب أن: "أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فى 3: 14). وينبغي حينما نقوم بعمل ثمر المئة فلا نحصر أنفسنا فيها، لأن الرقم ليس هو نهاية البذل، لأنه قال: "كذلك أنتم أيضًا إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون. لأننا عملنا ما كان يجب علينا" (لو 17: 10)". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
كلماتها عن ضرورة السهر وحفظ اللسان 24- " ينبغي علينا نحن الذين طلبنا مرات ومرات أن ندخل في عهد مع الله، أن نتمسك بالتعقل والاعتدال إلى النهاية. لأن الذين يسلكون بالانضباط وهم يفكرون في الأمور الدنيوية فإنهم يموتون بحماقتهم، لأنهم بفعل الخطية يفقدون كل بصيرة وفهم. مثل الذين يمارسون أعمال غير لائقة وضحك زائد بغير ترتيب أو بدون مناسبة. ولكن بالأحرى علينا نحن أن نترك هذه الأعمال وننمو في الفضائل ونقتنى النظرة البسيطة المتضعة تجاه الأمور الباطلة، لأن الكتاب المقدس قال: "لتنظر عيناك إلى قدامك وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا" (أم 4: 25). وذلك بأن نمنع اللسان من أن يخطئ بمثل هذه الخطايا. لأن اللسان الذي ينطق بالتسابيح، محظور عليه أن يأتي بهذه الأعمال المخلة، وإلا أنه يكون يصلى فقط بالكلام ولا ينصت للمعاني". 25- "يجب أن نتجنب هذا الضعف في تسبيحاتنا التي نقدمها باستمرار. وذلك يكون عن طريق التمييز والفهم، حتى لا نكون مثل الذين هدفهم السرقة والنهب. لأنه كيف نمتلك القوة ولا نجعل قلوبنا مملوءة سوادًا بدون أن نفتح الشبابيك لكي نطرد الدخان إلى خارج. فيجب أن نتقرب بالصلاة والطلب وأن نتسابق لكي نصل إلى الساحة. وإذا اعتبرنا أن احتمال الأخوة صعب، ونتعجب من تجرد الآباء، فكم هي كثيرة الأضرار التي سوف نراها في الساحة وغير لائقة بحياة التجرد، فإننا بالحقيقة نكون غير مدربين على العمل بالكلام الذي نسمعه! فلنبتعد عن هذه الأمور البغيضة التي تصادفنا وتقترب منا مثل الوباء". 26- "في كل وقت نسكت اللسان في بيوتنا، ونحرص على ألا نخطئ، ونتمسك بالثقة، وأيضًا نحرص على السهر واليقظة، كما قال الكتاب: "اسهروا" (مت 24: 42)؟ بقدر ما نجمع أفكارنا بذكاء وحنكة بقدر ما نكون منضبطين باعتدال وتعقل في أنفسنا،"الذي يزيد علمًا يزيد حزنًا" (جا 1: 18). والمجاهدين بقدر نموهم بقدر ما يتمسكون بالجهادات أكثر. وكلما اختبروا الارتفاع بأفكارهم إلى أعلى كلما قل اهتمامهم بالأمور الحاضرة. وكيف يكون الانتصار على عبادة الأوثان في العالم سهلًا؟ عن طريق سرعتك في فهم العدو، وحينما تتخيلين نفسك راقدة في حفرة في الأرض. وأيضًا استعمالك للمزمار يزيل عنك الحرب. وحينما أسهم بجهد في قراءة العظات القديمة في آخر الليل. ويجب ألا أتوافق مع الخيالات، لأنه مكتوب: "إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لأن الهدوء يسكن خطايا عظيمة" (جا 10: 4)، لأن الانسجام مع ذلك المتسلط يعادل الزنا بالأمور الدنيوية، لأنه قال: "الأقوياء يتسلطون على المسئولين" (حكمة سليمان 6: 6). فإن هذا الروح المتسلط يجلب روح الزنا، لأن رأس مال العدو هو في الشرور التي يدمر بها النفس. والطوباوي أيوب يتكلم بحزن عن الشيطان، ويقول: "ها هي قوته في متنيه وشدته في عضل بطنه" (أى 40: 16)". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
نصائحها للعذارى بخصوص شيطان الزنا 27- " وكم من المرات يحاول الشيطان بطرق متنوعة أن يثير الناس محبي التكريس بشوكة الزنا. وكم من المرات يندفع ويهجم على الأخت المحبة ويؤذيها داخليًا بالأمراض الصعبة. وأيضًا يثير الأناس الذين يهربون من كل أفراح ومباهج الحياة عن طريق أخت في الإيمان تعودت على أكل اللحم، أو الراهبات الذين يأكلون بصوت عالي. والذين يمتنعون عن الفرار من السلوك بروح الزنا في أنفسهم، فإنه يخدعهن كأنه يشاركهن في مخافة الله، ومن أجل ذلك يتزين العدو بطرق مختلفة ويدفعهن للهروب من البيت. ويشير إلى حبة الحنطة (النفس الأمينة) لكي تقع تحت مكيدته. وأظن أن الرب قال مثل هذا الكلام: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (مت 17: 15). 28- فماذا نفعل حيال هذا؟ "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16)، فلنكن ماهرين في مواجهة المكائد التي يثيرها بالكلام، فكونوا حكماء كالحيات كما قال الرب لكي لا نجهل هجمات إبليس علينا. ولنميز بأسرع ما يمكن أعماله المشابهة. والنفس النقية تظهر عجائب بالعمل الطاهر. وإن كان بالحقيقة أن كل عمل صالح للهروب من العدو يجعله أكثر قسوة. كيف نهرب من عدم الفهم؟ يجب علينا أن ننال البصيرة تجاه هذا العدو العنيف جدًا، ونحتمي بالنسكيات الأساسية، لأنه قال: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه" (1بط 5: 8)، "وإنكم تحتاجون إلى طعام قوى" (عب 5: 12). فمن الضروري أن نكون دائمًا ساهرين ويقظين، وذلك عن طريق الأعمال النسكية، وضبط الأفكار الباطنية، وبالأكثر السهر بالليل، وباستخدام المزمار في كل يوم. 29- وما هو الضروري للجهاد في الوقت الحالي؟ إنه تكرار المعاناة في النسك والصلوات النقية. وبهذا نصير قادرين على صد كل الأفكار المهلكة. ومن الضروري التخلي عن استخدام المقتنيات الشخصية والتي تزعج النفس في الوقت الحاضر، ونرفض الأفكار المكروهة التي تهاجمنا بغتة، ولا نخضع لغير المناسب منها. وإذا وجدت نفسك في أماكن مبهرجة، فلتتصرفي بحكمة، وتغاضى بعينيك في الحال عن النظر لهذه الأصنام، وابتعدي عن الجسديات الحالية، وامتنعي عن الضحك، وثبتي النظر على أي شيء آخر بعيدًا عن المناظر الصعبة، وتفكري في أي شيء آخر تشتاقين إليه، لأن التفكر في الأشياء الصالحة يرفع الفكر بقوة بعيدًا عن ضلال الأمور التافهة العقيمة،لأن الذي كرس نفسه يذبح أي شيء من المثيرات الباطلة المختلفة، لأن الله بالفعل يعطى المخلوقات ما تحتاجه من كساء. وبمثل هذه الأفكار تهرب الشرور النجسة المحتملة، تمامًا مثل من يمسك بمسمار ويضرب به الشيطان. وإنه من الضروري أن يتعب الجسد حتى يتخلص من كل حب شهواني لكي يستنير، وباختصار أن الذي يخاطر بهذا الجسد المائت يجعل هذا الميت نفسه يستنير من الداخل، كما هو مكتوب: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16). لأن من له كل سلطان على البطن يتمسك بأكثر قوة تجاه لذات البطن". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
نصائحها للعذارى عن ضرورة عدم القنية 31- "وقالت أيضًا: من الضروري أن نتهذب بالآلام، وبالصوم، وبالنوم على الأرض، وبالاشتراك في أشياء أخرى كثيرة، وبهذا نستمر في الفضيلة. والذين لا يدفعون أنفسهم للعمل بهذا الكلام ويجرون نحو جمع المقتنيات فإنهم يسيرون في اتجاه الخسارة، وعمومًا سيندمون على هذا الخطأ". 32- "والتي تستمتع بالممتلكات في معيشتها بأي وسيلة، فعليها أولًا أن تتقن عدم الشفقة على نفسها من جهة شهوة البطن وذلك بالطعام القليل، لأنها بذلك تتنقى روحيًا بسهولة وتقوى على التخلص من أي ممتلكات دنيوية لنفسها. وأعتقد أن القسوة على النفس تأتى بالخبرة، وليست المهارة هي الوسيلة لذلك. ولكن كيف أن عدم رفض الخسارة في البداية يذهب القوة والقدرة مرة ثانية؟ بسبب ذلك تكلم المخلص مع الرجل الغنى ونصحه بأن يترك كل مقتنياته ولا يحتفظ بها، حينما سأله عن ما هي أعمال الناموس التي يجب أن يعملها لكي يرث الحياة الأبدية (مت 19: 16- 22). وقد احتمل الرب سؤاله كمعلم صالح وأجابه بما يجب أن يتعلمه لكي يرث الحياة، وببساطة يبدو أن هذا الرجل الغنى كان من الناموسيين ولأنه كان ذا أموال كثيرة مضى حزينًا. ولكننا نحن الآن أكثر كمالًا بما نسمعه ونتعلمه، إذ قال له: "إن أردت أن تكون كاملًا. اذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالى اتبعني" (مت 19: 21). وأعتقد أن الرجل الغنى ربما لم يسأله عن الأعمال التي يتعهد بها، وأن عدم القنية لم يشبعه أو يرضيه". 33- "وقالت أن عدم القنية بالحقيقة تصيركن صالحين ومخلصين. وكل الذين يعملون على أن يخسروا الكثير وهم صابرين كأمر من الرب، فإنهم يسبحون الله بطهارة. لأن الوحي الإلهي قال: "أعين الكل تترجى وأنت تعطيهم طعامهم في حينه" (مز 145: 15)". 34- "وأيضًا خلاف ذلك، الذين يعملون من أجل المنفعة العظيمة، لا يتمسكون بكنز أرضى، لكي يكونوا مزينين في ملكوت السموات،وداود قال في تسبحته بوضوح تام: "صرت كبهيم عندك" (مز 73: 22). لأن الحيوانات تعمل من نفسها من أجل توفير طعامها، ونحن هكذا مثلهم حينما نختار عدم القنية ولا نفكر في استخدام المال، بل بعمل الجسد نحصل على الطعام يوم بيوم. وبنفس الإيمان هذا نتمسك بالمنفعة، لأن الرب قال: "أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها" (مت 6: 26). فلنتشجع ونثق بهذه الكلمات، لأن الرب هو الذي قال هذا الكلام بوضوح: "لا تهتموا لحياتكم" (مت 6: 25)". 35- "والعدو يستسلم بالأكثر أمام الذين يتمسكون بعدم القنية، لأنه بماذا يؤذى من لا يملك شيء! ونحن نكون أعظم في مواجهة سائر التجارب حينما نتخلى عن المقتنيات. وماذا نعمل لكي نتمسك بعدم القنية؟ لا نحتفظ بأي شيء. لدينا قطعة أرض؟ لا نحتفظ بها. نملك حيوانات؟ لا نتمسك بها. هل أتعلق بأي شيء محبوب جدًا؟ أنا قلت أن الفرح في البعد عن كل هذه الأشياء المحبوبة. فإن عدم القنية كنز غالى جدًا للنفس، والأكثر من هذا هو عقوبة للعدو". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:18 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
حديثها عن أضرار محبة المال وضرورة إخفاء المواهب 36- "وحقًا العجب في هذا، إنه بقدر ما يتفاخر الإنسان بالفضيلة (أو المعجزة) بقدر ما يكون في شر رديء وفى حالة مذرية بمحبة المال. فبالحقيقة تكلم بولس الرسول بكلام إلهي قائلًا:"لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1تى 6: 26). لأن شهوة الغنى، والحلف كذبًا، والسرقة، والجشع، والزنا، والحسد، وبغضة الإخوة، والنزاعات، والطمع، والبخل، وعبادة الأوثان والتي يتفرع منها الرياء والتملق والسخرية، كل هذه الأشياء تأتى من محبة المال، لذلك سماها الرسول بعدل أم الشرور. والله لا يعاقب أحدًا على مثل هذه الأشياء، بل هذه الأشياء نفسها هي التي تهدم لهم بيوتهم. لأن الجشع يقودهم للشر، ولا يكون لهم قصد أو هدف آخر، لذلك لا شفاء لهم من جروحهم، ولا يقنع بشهوة قليلة بل يطمع في ثروة أعظم وأكبر، فالذي معه مائة قطعة ذهب يصارع من أجل أن يحصل على الألف، ويصبر على ذلك بعدم خبرة، لكي يكون ناجحًا ماديًا. لذلك نحن لا نقتنى أي شيء نهائيًا، بل نقبل حزن الفقر كل حين. فمحبة المال تثمر باستمرار غيرة وحسد وتفسد ما عند البعض من قنية، والحسد والغيرة من الذين يمتلكون شيئًا، يطفئ البيت قبل أن نتكلم عن الجيران. وهكذا أفسدت الحية حواء بشرور أخرى". 37- "الغنى العظيم والحقيقي، هو في قوتنا وقدرتنا على المثابرة واحتمال الآلام، أما الذين يطلبون المال فإن سفينة حياتهم ستقع في أمور يستعصى الإبراء منها في هذا العالم الباطل. ويظلوا يعانون من تحطم السفينة ويكثرون من الحديث عن وسائل للمحاولة للخروج من هذه المحن، ويتحدثون عن وقوعهم في أيدي لصوص البلد، ويضطرون إلى احتمال سائر الرياح الشديدة التي تعصف بهم. وكثيرًا ما يتجنبون مساكن الفقراء بحجة أنهم يغيرون منهم ويحسدونهم. أما نحن فلا تخدعنا مثل هذه المخاطر، بل نتشجع من أجل الفائدة والمنفعة الحقيقية،وإذا كان البعض منا كانوا ناجحين ماديًا من قبل فإننا نمدحهم جدًا، ونظهرهم للناس (أي نظهر حجم تخليهم عن مقتنياتهم)، وأحيانًا كثيرة لا نتكلم عن قصتهم لأننا نعتقد أن العدو سوف يسرق منهم شرارة الخير الذي فيهم. وكثيرًا ما نستفيد نحن بالأكثر من تحررهم من مقتنياتهم، فلا نهتم بالوقت الحاضر لأنه لن يطول بنا. نحن لا نتحدث عن ما نمتلكه ولا نبتغى أي قنية، ولا نتعلل بالفقر ولا نبكى بصوت عالي على الأغنياء أنفسهم. لأنه من الخير أن نعمل دون أن نظهر هذا العمل، لأن الإظهار له عقابه، لأنه قال: "الذي يظنه له يؤخذ منه" (لو 8: 18)". 38- " فمن الضروري أن نسرع بكل جدية واجتهاد لنوال الفائدة والمنفعة. والذين يخبرون بنجاحاتهم فإنهم يجربون بنقائصهم وعيوبهم. ونحن حينما نسلك في الخفاء فلكي لا نستمع إلى كلام الملامة من البعيدين عن الله، بل بالأحرى نكون في سهر ويقظة كثيرة. والذين يسلكون بالفضيلة بعقل فإن عثراتهم القليلة تكون بلا ضرر، ويعلنون رفضهم لمجد الناس. وبالفعل الأعمال الصالحة التي نخفيها تؤدى بنا إلى طمأنينة النفس وثباتها. لذلك فإن من يشعر أنه محتاج أن يكشف كنزه الداخلى ويظهر الفضيلة علانية فإنه يهلك نفسه. مثل من يفصل العسل عن الشهد قدام النار، هكذا النفس تخسر بشدة وتفرغ من التمييز". 39- "وعلى العكس من هذا أيضًا، فإذا انفصل العسل بالحرارة، فإنه عندما يبرد فإنه سوف يكون أكثر تماسكًا. وإذا بطل المديح والثناء على النفس، فإن كل التعييرات والمحن تقود النفس إلى الفضيلة العظيمة، لذلك قال: "تهللوا" (مت 5: 12)، وقال أيضًا: "افرحوا" (مز 4: 2)، "وطوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين" (مت 5: 11)، وفى موضع آخر قال: "في الضيق رحبت لي" (مز 4: 2)، "وأنظر إلى عار نفسي وحزني" (مز 119: 153 وأيضًا كلمات مقدسة لا تحصى في الكتاب المقدس، تتأمل فيها النفس وهى سائرة في طريق الملكوت". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
كلماتها عن الحزن المفيد والحزن الضار 40-" الحزن له فوائد، وأيضًا أحيانًا كثيرة يتلف النفس. الحزن على الخطايا الداخلية التي نصنعها بجهل، مفيد، إذ يجعلني لا أرتد عن غايتي، ويبلغ بي إلى الصلاح الكامل، هذا بالنسبة للحزن الحقيقي الصالح. ولكن يوجد حزن آخر يضعه العدو أمامنا ويذكرنا به، ويجعله ينمو في داخلنا. وهذا الحزن يلقى بالنفس في حماقة تامة من فتور المشاعر، واللامبالاة تجاه ذكر الدينونة والعقاب. فينبغي علينا تجاه هذا أن نصلى بالروح وبجهاد، وخاصة صلوات الأبصلمودية". 41- "فعلينا أن نكون مهتمين بأمور صالحة، ولا يجب أن نحيا بلا أي مبالاة في الحياة، لأنه قال في الكتاب المقدس: "كل الرأس مريض وكل القلب سقيم" (أش 1: 5). وفى كلمة الروح القدس المكتوبة هذه دعوة للابتعاد عن الأمور الدنيوية في الحياة. فهو يتكلم بالرموز حينما يقول "كل الرأس مريض"، لأن الرأس هي التي تقود الإنسان كله، ويقول سفر الجامعة "الحكيم عيناه في رأسه. أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا 2: 14)، فإن الإنسان ينظر من خلال فكره إلى ما يريد أن يبلغ إليه. وأقول أنه عن طريق الألم والمعاناة تنبت براعم الفضائل الجديدة، فننجح بواسطة الآلام. والحزن في القلب يشير إلى السلوكيات والعادات السيئة التي تسكن فينا. والغضب والحزن في القلب يجعل البعض منا لا يسبح حينما نكون في محنة، والبعض الآخر يريدون أن يذوبوا ويحملوا أعباء ثقيلة محزنة لكي يعيش الآخرون. إنهم أغنياء في عواطفهم، وعن طريق هؤلاء نحفظ نحن في الوقت الحاضر بسبب عدم استسلامهم للنوم". 42-" ونحن لا ننساق مع الأفكار ونتحدث عنها، حتى نكون مطمئنين وبلا قلق في العالم، فليكون اجتماعنا معًا بالأحرى من أجل الجهاد والتعب. وعمومًا يوجد أناس كثيرة أبغضت العالم، لأنهم بالمخاطرة والجهاد الصعب والمعاناة وآلام الشهوة ولدوا البنين، وأطعموهم باللبن، ومرضوا هم حينما مرض أطفالهم، وصبروا إلى النهاية في الجهاد والتعب ولم يأخذوا شيئًا. لأن الجسد يضعف حينما يحمل جنينًا، ويكون معرض لأمراض سيئة، وبالأمس قتلت الخيانة أولادهم. آلام الولادة تضعفهم ولا تجعلهم مثمرين، والذين حرموا من البنين ذابوا من التعيير والإهانة. وعندما نفهم هذا لا ننخدع من العدو ونتراخى، بل نسلك باطمئنان وبلا قلق في الحياة". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
نصائحها بأهمية توجيه النظر إلى السمائيات "وأيضًا كلامكم غير مناسب للانضباط. لأنه ليس كل ما تتكلمون به يأتي بثمر، ويعطل اشتياق المتوحدين لحياة الوحدة. لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وليس كل الكلام مفيد ويساعد الناس، كما قال: "لا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة" (مت 9: 17). وخلاف ذلك، إن الذين يحضرون الولائم، يعرفون منظرها ويأكلون باستمتاع ومتمرسين في التذوق. أما الذين يعملون البر في العالم فلهم قوة وسلطان. وكما أن بعض الأحياء يكونون عطاشي ويعيشون على أرض جافة، والبعض الآخر على أرض بها ماء، وبعض منهم يحلق ويطير، هكذا البشر فيهم من يعيش الحياة في وسط العالم كأنهم عطشى، ويوجد آخرون يمعنون النظر فيما هو عال وسام مثل الطيور، وآخرون يخفون خطاياهم مثل الأرض المبللة بالماء مثل الأسماك، لأنه قال: "غرقت في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيل غمرني" (مز 69: 2)، مثل هؤلاء البشر يعيشون بالطبيعة، أما نحن فنحلق مثل النسور نحو سمو أعلى وأكثر، ونهتف بصوت عال: "على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس" (مز 91: 13). فالسلطان الذي أعطى في القديم هو سلطاننا الآن أيضًا. وذلك السلطان لنا حينما تقودنا أعمالنا بوعي وفهم المخلص إلى". 44- "وبقدر ما نرفع رؤوسنا إلى العلاء بقدر ما الله أيضًا يوقف التجارب والمحن التي تكيد لنفوسنا. وما هو أعظم من أن يكون جهادنا من أجل غايات مقدسة وصالحة بحيث تضع نهاية لحسد إبليس وغيرته. وما الذي يأخذه البشر حينما يدفنون كنوزهم في الأرض ولا تتاح لهم فرصة استعمالها؟ وما سوف ينالونه إذا قاوموا المسرات الأرضية ونهلوا أكثر بغيرة وحماس من ملكوت السموات!". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
تعليمها عن ضرورة الجهاد من أجل ضبط الفكر 45- "يجب أن نتحصن من كل جهة من حروب العدو. وكما أن الرياح الخارجية تضعف الذين يقودون السفينة وتجعل تعبهم باطلًا، هكذا النفس أيضًا فهي مثل السفينة، فإن التيارات الخارجية الشديدة تجعلها تصبر على طحنها من الداخل حتى لا تغرق في البحر. ونحن بالعقل لا نملك إلا أن نحفظ أنفسنا من أن نموت بالخطايا، ونميت أفكارنا الباطنية. ويجب أن نسهر بعناية ونراقب بدقة السهام الخارجية الموجهة إلى أرواحنا، وأن نقتلع الأفكار الدنسة من داخلنا، ونعكف على ذلك باستمرار، وفى كل حين نكون يقظين وساهرين على أفكارنا. وحتى إن كانت الموجات الخارجية عاتية على السفينة وعالية، فإنه في مرات كثيرة يكون الخلاص أكثر قربًا. والبحارون يتوقفون أحيانًا عن العمل وينامون في البحر، ومرات أخرى يواجهون الموت في أنفسهم. "بصبركم تقتنون أنفسكم" (لو 21: 19). 46- ينبغي أن نعمل بجهد شديد تجاه نزوات الأفكار. لأن العدو يرغب في أن يدمر النفس من الداخل، ويبدأ عمله بهدم أساس البيت نفسه فيسقط السقف، ويقاوم النفس بكل الطرق ويدخل إليها من خلال النوافذ، ويقيد رب الأسرة أولًا بكل قوة. وتوجد بيوت مبنية من القش، وأخرى لها سقف من الإيمان، هؤلاء هم أصحاب البصيرة النافذة. العدو يحارب بطرق متنوعة، لذلك يجب أن تكون لنا بصيرة ثاقبة إذا أردنا الخلاص. ولا يجب أن نكون مطمئنين ههنا، لأنه قال في الكتاب المقدس: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو 10: 12). 47- وفى إبحارنا غموض، لأن حياتنا المكرسة هي بحر، كما قال داود المرنم: "كل تياراتك ولججك طمت علىٌ" (مز 42: 7). وأيضًا يوجد في البحر صخور وأحجار، ومملوء أفاعي، وأيضًا بعض الهدوء والسكون. ونحن لنا نصيب من سكون البحر حينما نبحر ونحن ممسكين بخشبة الصليب. بينما يكون الذين في العالم في خطر، أما نحن فنبحر كل يوم حيث يقودنا ويهدينا شمس البر، ويقودنا أيضًا في ظلمة الجهل. ومرات كثيرة يعبر أحد منا بوقت عاصف أو بجهل، فعليه أن يكون يقظًا وسهرانًا ويصرخ لكي يقوده الرب بنفسه. وأحيانًا في أوقات الهدوء نتهاون، فنغرق في العمق ونبتعد عن دفة ربنا يسوع المسيح. 48- احترسي وثابري لكي لا تسقطي. لأن من يسقط مرة تحسب عليه أفكاره في وقت القيامة، فلتحتمي بالمثابرة حتى لا تسقطي،ولأن الخطايا متعددة ومتنوعة فإن الذين يسقطون يتجردون من المثابرة، ويجدوا أنفسهم غير بعيدين عن أي إساءة أو ضرر. لا تقللي من قيمة مقاومة السقوط، وأيضًا لا تخافي منه، لأن السقوط لا يفسد النفس ولا يمضى بها إلى حفرة عميقة. لأنه من المحتمل أن الصراخ عن عجز أو ضعف وطلب المعونة والسند يمنع من الوقوع في الحفرة، لأن البار قال: "لا يغمرني سيل المياه. ولا يبتلعني العمق. ولا تطبق الهاوية علىٌ فاها" (مز 69: 16). أرى أنه ينبغي ألا تسقط نفسك إلى حد الموت بسبب الاستمرار في السقوط، حتى لا تصيري وجبة للأفاعي. من يسقط عليه أن يحمى بابه (أي يضبط أفكاره)، لأنه متكاسل بحق ويزعم ويؤكد أنه ينطق بترانيم إلهية. "أنر عينيَّ لئلا أنام نوم الموت" (مز 13: 4). فلنسهر ونكون يقظين دائمًا بسبب زئير الأسود". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
نصيحتها بأن الاتضاع وعدم التهاون يحمى من السقوط "وهذا الحديث يتحقق بالاتضاع وعدم التعالي. ولكي ينجو أحد من السقوط فعليه أن يرجع ويتوب ويئن من أجل الخلاص. وأرى أنك مثابرة من نفسك، لأن التزامك بمخافة الله مضاعفة، والتي لا تجعلك ترجعين إلى ما هو قديم، ولا تحتقرين العدو الذي يسعى لجر قدميك إلى الماضي. لأن عدونا يجر وراءه شياطين كثيرة، وينظر إلى النفس الكسولة لكي يفوز بها ويسقطها في حفرة، وقد يرتئي بها لكي تكون متحمسة وجادة في تحمل ألم النسك، وفجأة يدفعها بقوة نحو الضعف الخفي، الذي هو الكبرياء، وبهذه الطريقة يهلك حياة الرجال أنفسهم، وذلك هو سلاحه الأخير المؤذى على رؤوس الكل. فالعدو ينبذ البشر الأقوياء الذين يسعون إلى الطهارة والنقاء، فيأتي بحروب شديدة وعنيفة بعد أن يخسر قفزاته المفاجئة الأضعف، وفى ذلك الحين يصرخ بتوعد بالقتال مصوبًا ما كل سيوفه القوية على النفوس. إبليس بعد خسارته الأولى في صيد النفس، ساعتها يستعمل سيفه الأخير، ألا وهو الكبرياء والغرور. هي فخاخه الأولى؟ واضح أنها الشراهة، ومحبة اللذة، والزنا. وهذه الأرواح الشريرة تصيب الذين هم في سن الشباب. ويتبع هذه الضعفات محبة المال والجشع والبخل. والنفس المجاهدة حينما تتعرض لهذه الآلام فإنها تقهرها وتسيطر عليها وتتحكم في شهوة البطن وتهرب منها بالقداسة، واحتقار المال، وحينئذ تقطع كل ميل للشر وإثارة ما هو خفي في النفس ومنافي للأخلاق. إن مقاومة إبليس وهجومه العنيف ضد الأخوات غير لائق، قاسى ومميت هذا العدو المهلك. ومرات كثيرة يجتمعون معًا ليطرحوا النفس في الظلمة، وإثارته للزنا في النفس يسبب الموت، وفهم حركاته مجهولة من الكثيرين. لكن بالصوم نتفوق عليه، وبزيادة الفضائل برجولة نواجه كثرة أعداده.وما أخطأ به أحد تجاه البعض فليتحمل الإهمال، ويتغاضى عن الترفع على الآخرين. والذي يخضع للسرقة يخطئ بالفكر، ولا يستفيد من عمله هذا، وأيضًا لا يقوى على قول "لك وحدك أخطأت" (مز 51: 4)، و"ارحمني" (مز 51: 1)، ولا تتاح له الفرصة ليقول: "أعترف لك يا رب بكل قلبي" (مز 9: 1)، بل كأنه يقول: "أصعد إلى السموات أرفع كرسي" (أش 14: 13)، وهذه الحركات تقوده إلى المتكأ الأول، وما زال يطلب نعمة الشفاء. لذلك النفس التي تعيش بترف تفسد وتخسر وتهلك وجرحها صعب شفاؤه. 50- ماذا يجب أن نعمل مع هذه الأفكار الآن؟ يجب أن نسعى باستمرار ونهتم ونحن في العالم بالسماويات. الطوباوي داود صرخ قائلًا: "أما أنا فدودة لا إنسان" (مز 22: 6)، وفى مكان آخر يقول: "أنا أيضًا من الطين تقرصت" (أى 33: 6). وبالحقيقة استمعي إلى كلام أشعياء الذي قال: "كثوب عدة كل أعمال برنا" (أش 64: 6). وإذا تسللت هذه الأفكار إليك في وحدتك، فانضمي إلى حياة الشركة مع الأخوات، والتزمي بالطعام اليومي مرة ثانية، واخضعي للتدريبات السامية حتى تتخلصي من آلام الشهوة هذه، واقبلي التوبيخ واللوم المتزايد جدًا من الأخوات الذين في نفس عمرك، واشتركي في كل العبادات الكنسية، وبذلك لن تتعرضين للعظمة إطلاقًا. واجعلي قصص حياة القديسين المميزة جدًا قريبة منك، واشتركي في آلامهم الكثيرة من خلال النسك في أيام العمر القصيرة، وتفكري في عظمة الفضائل التي تعتقدين أنك تحتاجين إليها. 51- ومن تتغلب على مرض الكبرياء هذا بعمل شرير آخر، فإن هذا يعتبر معصية، لأن ذلك ضد الطاعة والخضوع، وبذلك تتضاءل قوة النفس وتزداد في القذارة، لأنه قال أن الطاعة تتطلب: "أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1). 52- ويجب أن نتطهر من أي حائل يمنعنا من السمو في حينه. ويجب أن نسبح ونتعجب أيضًا في الوقت المحدد، لأنه إذا وجد الكسل والتهاون طريقه إلى النفس، فإنه حقًا يفقدها الحس تجاه أي نمو نحو الصلاح والخير. ومن هي التي تنسجم مع تلك التسابيح، وإذا عملت قليلًا من أجل أي شيء صالح ومفيد، تتعجب وتعتبره عملًا عظيمًا، من أجل مخافة الله التي تملأها. والإفراط في أمور فوق مستوى البشر يعتبر من الخطايا أيضًا، وليس أقل من خطايا اللسان. لأن إبليس يتوق أن يتغذى بالكل، ويحاول أن يخفى الخطايا السالفة عن النشطاء والمجتهدين، لأنه يتمنى أن يزداد الكبرياء فيهم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما النفوس السامية فهي تعمل شيء آخر، وذلك بأن تجعل خطاياها أمام عينيها دائمًا. لأنه من يطرح نفسه في الزنا ويتوقع العفو في المستقبل! والعدو قد يحتال عليك بطريقة أخرى، ويقول لك فرصة خلاصك مستحيلة، وقد يواسى النفوس المترنحة، وبمثل هذه الأشياء يتكلم مع النفوس المترددة. راحاب التي كانت زانية ولكنها داخليًا كانت مملوءة بالإيمان، وبولس الذي كان مضطهدًا للكنيسة قد صار مختارًا، ومتى الذي كان عشارًا دعى رسولًا، واللص السارق الذي صلب مع المسيح صار أول الذين دخلوا من باب الفردوس. لا شيء يمنع النعمة عن أي إنسان أخطأ بجهل، وبالنظر إلى كل هؤلاء فإنه من الواضح أنه لا ينبغي على النفس قطع الرجاء عن ذاتها. 53- ولذلك يجب أن نهيئ الوسيلة لمثل هذه النفوس، ويجب أن نعمل على شفاء الذين يقعون في الكبرياء. ويجب أن أؤكد على شيء، وهو ما الذي يحفظ الغرائز الطبيعية فينا بلا ثورة؟ عدم أكل اللحم، وآخرون يرون ولا أكل السمك أيضًا، وعدم شرب الخمر، والاستمرار في ذلك، وآخرين لا يأكلون بالزيت إطلاقًا. وبينما يصوم البعض إلى المساء، فإن آخرون يظلوا صائمين يومين أو ثلاثة. وأيضًا البعض لا يهتمون بالاستحمام كثيرًا، وكثيرين لا يستخدمون هذه الأشياء حتى في آلامهم الجسدية. وتندهشين في داخلك لأن البعض ينامون في خندق عميق، أو على سرير من الشعر، وآخرون ينامون باستمرار على الأرض. وإذا فعلوا هذا لا يتعاظمون إطلاقًا، لأن البعض يسمو فوق كل هذه الأشياء وينامون على الحجر حتى لا يعطوا فرصة لأهواء الغرائز أن تتحرك، وآخرون يعلقون أنفسهم بالسقف طول الليل، وهم يقومون بأعمال النسك هذه طوال حياتهم، ولا يفكرون في العظمة والارتفاع لأن الأرواح الشريرة تكثر عليهم عندما يقومون بمثل هذه الأعمال. فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يحضرون في الولائم، ولا ينامون، ويرحلون إلى أماكن موحشة، ويسكنون في مغارات، ولا يقيمون اعتبار لكل هذه الأعمال الكثيرة. 54- وهكذا استطاعوا الشفاء من مثل هذه الأفكار. وتخلوا عن الكلام بكبرياء واستعاضوا عن ذلك بقبول المعاناة والألم. وبهذه الطريقة أطفأوا نار الغريزة المميتة وازدادوا حرارة في الروح. وهكذا بقوة عظيمة استطاعوا أن يمنعوا الخطية في الليل باختيارهم بعمل نسكيات شديدة بكثرة، وتخلصوا من الإهمال بالعمل الصالح. وعندما تنطفئ الغرائز فينا فإن الروح القدس يدفعنا إلى الأمور السماوية. لأن النسك المتزايد يبطل الكبرياء بحزم، مثلما يكسر السيف الحجر، وينقطع الحديد بسندان الحداد. وكلما اقتربت النفس من الانضباط والاحتماء بالنسك إلى أقصى حد، فإن حرارة الكبرياء تتوارى في مكان مظلم، لأن ختان النفس بالروحيات الكثيرة يجعل البراعم الصغيرة (في الروح) تنمو بقوة. 55- ولكي يكف الواحد عن الخطأ فعليه أن يغصب نفسه ويسبق برفع أفكاره إلى السماويات، أما النفس البعيدة جدًا تجد نفسها ساقطة على الأرض. وكما أن الذين يحرثون الأرض يجدوا طعامهم، وإن الذين يلاحظون النبتة الصغيرة ويروونها بالماء بوفرة ويرعونها دائمًا يكونون مستحقين النمو والازدياد. والذين يلاحظون النبتة الصغيرة مبكرًا، فإنهم ينقون أنفسهم روحيًا بوفرة مسبقًا، لأن الإقبال على الاستعداد مسبقًا بطيب خاطر يجعل الحصاد ينمو وينضج. وكما أن بعض أطباء الأطفال المرضى يطعمونهم كثيرًا حتى يقدروا على السير، فإن البعض الآخر يبقونهم بلا طعام لكي يحمونهم. 56- وواضح أن الأناس الأشرار الذين لهم مكانة عالية يقعون في الكبرياء، ولكنهم يتظاهرون بالاتضاع، لأنه صعب على بعض أصحاب الأملاك أن يسلكوا بالاتضاع، لأنهم إذا لم يكونوا في مجد من الخارج فلن يتمكنوا من الاحتفاظ بالثروة. والتي تسلك بالاتضاع، وتتحلى بكل الفضائل، ولا تظهر لعدو الخير ما هي فيه، فهي إنسانة عظيمة. وبفهمها الراسخ تتسربل بالنصيحة التي قالها لنا الرسول بخصوص هذه الأمور: "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين. أما المتواضعين فيعطيهم نعمة" (1بط 5: 5). وإذا حرصت على التعلم والصوم والرحمة فإنها تنال الفهم وتكون منضبطة، وأيضًا يساعدها ذلك لكي لا ينكسر جدار بيتها. فارتبطي بالفضائل، كل الفضائل الملائمة، وذلك يتحقق بالاتضاع. وانظروا للثلاثة فتية القديسين وهم يسبحون في وسط الأتون، ولنحتفظ في الذاكرة بكل فضائل القديسين الآخرين، ولنحصى لهم التسابيح التي قدموها باتضاع، وممارستهم لضبط النفس في الأكل، وعدم الغضب في أماكن الاجتماع. وكما أنه من المستحيل أن تبنى السفينة بمسامير ضعيفة، فإنه من المستحيل الخلاص بدون اتضاع. 57- لأن الرب المخلص الذي عمل الصلاح للبشر بتدبير إلهي كامل قد تسربل بالتواضع، لأنه قال: "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29) هل نفهم كلامه ونتعلم منه جيدًا!! اجعلي اتضاع الصالحين أمامك. الحديث عن الاتضاع يعطى بصيرة وفهم، ليس في السلوك فقط بل من داخل الإنسان أيضًا، فلا يتكلم بألغاز لأن السلوك الذي في الخارج يتبع ما في الداخل. وأيضًا إذا عملت كل وصايا الرب وخضوعك لأوامره من البداية، فلا تنخدعي بالكبرياء، لأنه قال: "إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو 17: 10). 58- إن الاتضاع الكامل يكون عن طريق قبول الإهانات والتوبيخ، وقبول الآلام والمحن حتى لو استمعت لها من جاهل أو أحمق، فقير أو معدم، ضعيف ولا يعتد به. بواسطة هذه الأشياء ينشط الاتضاع. سمع المسيح الإهانات وتحمل الآلام عن الكل، فالسامريون قالوا له بك شيطان (مت 12: 34)، وهو حمل صورة عبد، وضرب على وجهه (مت 26: 76)، وتحمل جراحات قاسية. 59- فيجب علينا أن نتذكر ما فعله السيد المسيح فقد فعله باتضاعه. أما الذين يعتنون بالشكل الخارجي ويتظاهرون بالاتضاع فهم منافقون، ومتمسكون بالمجد الخارجي، ويمكن أن تعرفونهم من ثمارهم (مت 12: 33). لأنهم متكبرون ووقحون بزيادة، وغير صابرين، وكلامهم فيه سم الأفاعي". |
||||
18 - 07 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
حديثها عن ضرورة الجهاد من اجل اقتناء النار الإلهية "والمجتمعات هنا من أجل هذا الكلام لهم فرح عظيم وقوة وسينالون الخيرات بغير مكيال. وأيضًا الطوباوية سينكليتيكي تكلمت معهم، قائلة: الجهاد الكثير والتعب من البداية يقربهم من الله، لذلك فهم ينعمون بفرح لا يعبر عنه. والذين يتمنون أن يضرموا نار المحبة الأولى في نفوسهم فليطلبوا ذلك وليتضرعوا بدموع، لأنه قال: "إلهنا نار آكلة" (عب 12: 29). فيجب علينا أن نضرم النار الإلهية في داخلنا بالجهاد والدموع، لأن الرب بذاته قال: "جئت لألقى نارًا على الأرض" (لو 12: 29). والبعض الذين لهم اهتمام ضعيف فقد طالهم الدخان، وبالأحرى من تجد نفسها تسلك بضعف وثقل فهم في الأمور الإلهية فإن النار لن تضطرم فيها إلا بالصبر وطول الأناة على ما يحدث من خارجهم". |
||||
|