![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 7- الذين كتبوا الأسفار المقدَّسة هم رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس، ولم يذكر أحد منهم غير الحقيقة، فالحكم بإبادة الأمم هو حكم إلهي، وقد إختار الله شعبه ليكون أداة لتنفيذ الحكم ليتعلَّم الدرس ولا يفعل الشر مثل هؤلاء فيتعرَّض لما تعرضوا له، ولذلك فقول ناجح المعموري بأن هذه الحروب كانت تعبير عن إرادة يشوع والكاتب جعلها رغبة لله، قول غير صحيح، ولا يجد له سندًا قط في الكتاب المقدَّس كله، فكل ما دُوّن في الكتاب هو صادق وأمين وصحيح، والكاتب لم يغير الحقيقة ولم يحد عنها قط، بل أن الأمر واضح وضوح الشمس، فإن الله يحذر ويحذر ويحذر ثم يُعاقب. 8- لماذا ينكر ناجح المعموري وغيره وعد الله لبني إسرائيل بأرض كنعان، مع أن القرآن قد أقرَّ هذه الحقيقة، ولكن هذه هي عادة النُقَّاد الأحادي النظرة فلا ينظرون إلاَّ في اتجاه واحد وهو الهجوم على الكتاب المقدَّس، حتى أنهم لا يدركون كثيرًا فيما هم يهاجمون الكتاب المقدَّس، فأنهم يهاجمون ما يدينون به بحكم عقيدتهم، فالله بسابق علمه كان يعلم ما ستؤول إليه شعوب كنعان من فساد، فوعد الله شعبه بامتلاك أراضيهم، وهذه حقيقة يعترف بها الجميع، يهود ومسيحيون ومسلمون: |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() - جاء في سورة إبراهيم " وقال الذين كفروا لرُسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن من ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعبد" (سورة إبراهيم 13، 14). - وجاء في سورة الأعراف " قال موسى لقومه أستعينوا بالله واصبروا أن الأرض لله يوُرِثها من يشأ من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أُوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون" (سورة الأعراف 128، 129). - وجاء في سورة المائدة " ياقوم أدخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى فيها قومًا جبارين وإنَّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإنَّا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فأنكم غالبون فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنَّا لن ندخلها أبدًا ماداموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا هنا قاعدون" (المائدة 21 - 24) فجاء الحكم الإلهي عليهم كما في التوراة " قال أنها محرَّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض" (سورة المائدة 26). فهل تظن أيها الناقد أن بني إسرائيل سيمتلكون الأرض من أصحابها بطريقة وديَّة وحبيَّة دون صراع وحروب وقتال؟!!.. وهل تظن أيها الناقد أن أصحاب الأرض الكنعانيين سيتركون أرضهم لبني إسرائيل بنفس راضية وقلوب مطمئنة؟! وإن قلت أن هذا لا يدخل في نطاق المعقول. إذًا أنت لا تقر القرآن عندما أشار بطريقة غير مباشرة لهذا الصراع وتلك الحروب لكيما يمتلك بنو إسرائيل الأرض تنفيذًا للمشيئة الإلهيَّة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثانيًا: الشر يأكل نفسه:
1- الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، كامل في رحمته وكامل في عدله، هو محب وحنون وشفوق وهو أيضًا قاضٍ عادل يجازي كل واحد بحسب أعماله ومخوف هو الوقوع في يديه. الله يطيل أناته جدًا جدًا ولكن لابد أن يقتصَّ من الأشرار، فذلك من مقتضيات عدله، فهو يُمهِل ولا يُهمِل، يطيل أناته ولكن لكل تصرف حسابه.. تصوَّر لو أن القضاة في مدينة كبيرة ميَّعوا الأمور وغلَّبوا الرحمة على العدل، فكفوا عن توقيع أية عقوبات على المخالفين واللصوص والمجرمين وتجار المخدرات، تُرى هل تَرى هذه المدينة أمنًا ولا أمانًا؟! هل يأمن سكانها على أنفسهم وعلى أسرهم وعلى ممتلكاتهم..؟! قطعًا لا، بل ستسود شريعة الغاب، حتى يعود القضاة إلى قاعدة العدل والإستقامة، وإما ستضمحل هذه المدينة العظيمة وتزول. 2- توغَّلت شعوب كنعان في الشر، حتى صعدت شرورها إلى عنان السماء، وأطال الله آناته عليها كثيرًا كثيرًا ولمئات السنين، وقد أخبر الله إبراهيم بأن نسله سيتغرب لمدة أربعمائة عام.. لماذا؟ " لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملًا" (تك 15: 16) ومرت أربعمائة سنة وشر هذه الشعوب في تصاعد مستمر لا يقف عند حد، فقدموا أطفالهم ذبائح بشرية للإله مُولك والإلهة عشتاروت، ومارست كاهنات المعابد الزنا والعهارة كطقس من طقوس العبادة الدنسة، وتوغَّلوا في السحر والعرافة والاتصال بالأرواح الشريرة، فكان لابد أن يسري عليهم الحكم الإلهي " لا تدَع ساحرة تعيش" (خر 22: 18).. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وجاء يشوع يحمل سيف العدل الإلهي، جاء يحمل الأمر الإلهي " حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف.. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها" (يش 6: 21، 24) ونفذ يشوع وشعبه الأمر الإلهي " ضربوا كل نفس بها بحد السيف. حرّموهم. ولم تبقَ نسمة. وأحرق حاصور بالنار. فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف. حرَّموهم كما أمر موسى عبد الرب" (يش 11: 11، 12).. حقًا ما أبشع هذه الصورة؟! سيف ودماء.. حريق ونار.. خراب ودمار.. سيف لا يفرق بين رجل وامرأة، شيخ وطفل.. سيف تسلط على الناس والحيوان.. أريحا تحترق بكل من فيها وبكل ما فيها، حتى الثوب الشنعاري الذي أراد أن يفلت من الحريق، إجتذب معه من أمسك به مع أولاده ومواشيه واحترق الجميع.. عاي تحترق بكل ما فيها.. حاصور رأس ممالك الشمال تحترق.. ألسنة اللهب ترتفع هنا وهناك، وليس من يخمدها، لأن الموت ساد وتسلط، وأصبح سيد الموقف وماتت الحياة.. ما أرعب هذا المنظر..؟! وهنا لابد أن نشير لأمرين؟ أ - هذه جزئية من الصورة وليست كل الصورة: فأريد أن أضع بجوار أريحا وعاي وحاصور المدن الثلاث التي أحرقها يشوع، مياه الطوفان التي فاضت، لا لتطفئ تلك الحرائق المشتعلة، إنما لتقضي على الحياة في العالم، كل العالم، حتى أنه لم يعد هناك كائن حي على وجه البسيطة (باستثناء نوح وأسرته) لا إنسان ولا حيوان ولا حتى طير في السماء، فقد أكتسح الطوفان كل شيء.. حروب يشوع كانت قاصرة على منطقة صغيرة من العالم، ومن قُتل وأُبيد عدد قليل، فكان التركيز على الجيوش والملوك، أما الشعوب فظلت قائمة تنمو وتمتد، وتعود فتسيطر على الأرض وتحكم قبضتها على شعب الله. أما الطوفان فقد نجح في إعادة الأرض إلى حالتها الأولى مغمورة بالمياه، كجنين في بطن أمه، وكأن الله لم يفصل بعد اليابسة عن الماء.. أليس ما خلَّفه الطوفان لهو أقسى مئات المرات من حروب يشوع؟! ولا أحد يقدر أن ينكر هذا الحدث، لا اليهودي لأن جاء ذكره بالتفصيل في التوراة، ولا المسيحي لأن جاء ذكره في الكتاب بعهديه، ولا المسلم لأن القرآن أقرّه في سوُّر القمر 11، 12، والأعراف 64، ويونس 63، والعنكبوت 140. إلخ وليست أديان التوحيد فقط التي ذكرت ذاك الحدث المآسوي، إنما العلم أيضًا يحكي لنا قصة الطوفان الشامل، ولم يحتج ولم يعترض أحد من النُقَّاد.. فلماذا يعترضون على حروب يشوع؟! وأريد أيضًا أن أضع بجوار أريحا وعاي وحاصور، تلك النيران التي إنحدرت من السماء، ربما كانت حجارة ملتهبة لبركان ثائر، فقلبت سدوم وعمورة بكل من فيهما، وبكل ما فيهما، ولا أحد يقدر أن يُنكر حقيقة الحدث، فقد جاء ذكره في الكتاب المقدَّس بعهديه، وذكره القرآن في سوُّر هود 182، والعنكبوت 34، والأعراف 840. ولا يحتج على العدل الإلهي، ولا يدافع عن هؤلاء الأشرار الذين أرادوا إغتصاب الملاكين، إلاَّ محبو الرذيلة. ب- من الذي صنع هذه الصورة؟.. لم يصنع هذه الصورة الله ولا الملائكة، إنما هي من صنع الإنسان الذي توَّغل في الشر.. إنها صورة بشاعة الخطية.. صورة الشر يأكل نفسه.. الشر صورة مياه الطوفان.. صورة نار سدوم.. صورة سيف يشوع.. الحروب والأوبئة والكوارث. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عجبًا.. ما بال النُقَّاد يصرفون الكاميرات عن مسرح الجريمة ويركزونها على لحظات القصاص؟! ما بالهم يصرفون الأنظار عن الظلم والقسوة، الشر والفساد، الانحطاط الخُلقي، الاتصال بالأرواح الشريرة، عبادات الأصنام والأوثان وخلف كل وثن شيطان، تقديم الأطفال ذبائح للأصنام، تلك الظلمة التي صنعها الإنسان فلفَّته وطوته وغشَت حياته.. يصرفون الأنظار عن كل هذا ويركزونها على لحظات القصاص ووفاء العدل الإلهي؟! تصوَّروا يا أصدقائي مجموعة من الأشقياء المتشردين المجرمين هجموا على بيوت المسالمين، فأصابوا من أصابوا، وأغتصبوا من أغتصبوا، وذبحوا من ذبحوا، وأحرقوا ما أحرقوا، وعندما عُلقوا على المشانق جاء من يلطم الخدود ويزرف الدموع السخينة، ويتهم القضاء بالقسوة وعدم الرحمة، وهل كان في قلوب هؤلاء المجرمين رحمة ..؟! إن هؤلاء النُقَّاد يركزون الكاميرات والمشاعر والأحاسيس على لحظات الإعدام، ويغضون الأبصار عن مسرح الجريمة تمامًا.. تُرى هل هؤلاء النُقَّاد على حق، أم يجب أن نحذرهم ولا نُسوّق لبضائعهم الفاسدة؟.. إننا نتمسك بالعهد القديم ونحب إله العهد القديم لأنه هو الله العادل الرحيم، ولن نرفض يشوع رجل الله الذي كان رمزًا ليسوع حتى في إسمه. 3- وصلت شعوب كنعان إلى مرحلة اللاعودة، ولم يكن هناك أي رجاء لتوبة هذه الشعوب، ولو كان لديها أدنى استعداد للتوبة لأرسل الله إليها يونانًا (أي يونان) لينقذها من الهلاك والدمار، ولو في إحدى هذه المدن عشرة أبرار لنجت من الهلاك والدمار.. أه لو كان لأريحا قلب راحاب ما كانت أحترقت بالكامل، إنما وصلت هذه الشعوب إلى مرحلة اللاعودة، وأستنفذت المراحم الإلهيَّة، وكان لابد أن يجوز فيها سيف العدل الإلهي وتُحرَّم، وإن كانت نغمة التحريم (الإبادة الشاملة) ذات وقع ثقيل على الأذن المسيحية التي تعودت على الصفح والمغفرة (مت 5: 43 - 48)، لكننا لا نستطيع قط أن نبطل القانون الخالد أن ما يزرعه الإنسان لابد أن يحصده. ويقول " ف. ب. ماير": "هنالك عدة أسباب تبين لماذا كان يجب أن يطرد الله الشعوب السبعة التي سكنت كنعان. وأهم هذه الأسباب ذلك الذي نتبينه من الحديث الرائع الذي دار بين الرب وإبراهيم، أب الجنس المختار، قبل ذلك بأربعة أجيال، ألاَّ وهو أن ذنب الأموريين الآن قد كمل (تك 15: 16). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أما أولًا فإن شعوب كنعان قد سلَّموا أنفسهم لأحط أنواع الرذيلة. بعد أن ذكر موسى بعض الرجاسات التي لا يليق ذكرها بين شعب الله المُختار، تحدث إليه، نيابة عن الله قائلًا {بكل هذه لا تتنجسوا لأنه بكل هذه قد تنجَّس الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم. فتنجست الأرض فاجتزى ذنبها منها فتقذف الأرض سكانها} (لا 18: 24، 25). فهلاك الشعب بسيف إسرائيل لم يكن إلاَّ تعجيل النتائج الطبيعية لرذائلهم القبيحة، والأسباب التي أستلزمت طوفان المياه أستلزمت هذا الطوفان من الدماء. وإذ كانت كنعان بؤرة فساد لم يكن ممكنًا إلاَّ أن تنفث سمومها في كل العالم لو لم تجز وسطها النيران المتأججة. أما ثانيًا فإن الكنعانيين أنحدروا إلى هوة الاعتقاد بمخاطبة الأرواح Spiritualism وأتصلوا بشياطين الهواء، الأمر الذي كان مُحرَّمًا تحريمًا باتًا. قبيل دخول إسرائيل أرض كنعان قال لهم موسى {لا يوجد فيك من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جانًا أو تابعه ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك} (تث 18: 10 - 13).. قال " بمبر " Pember: {كل هذه الأمور تعتبر تعديًّا لحدود الإنسانية التي وضعها الخالق. وهذه الفوضى غير الشرعية تجر في أثرها قصاصها المباشر، علاوة على الدينونة العتيدة. لأن جسدنا قصد به أن يكون حصنًا ليقينا شر الشياطين} إذًا فعندما يحطم الإنسان هذا السياج المنيع فأنه يفتح ثغرة للاتصال بالأرواح الساقطة المحيطة، ويعرض نفسه لغضب الله الشديد"(24). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 4- إستشرى شر هذه الشعوب مثل السرطان، وصاروا مصدر خطر على العالم كله، فكان لابد من إستئصالهم، كما يُستأصل العضو المُصاب بالسرطان لكيما ينجو الجسد كله، وهل الطبيب الذي يستأصل عضوًا يُهدّد الجسم يصير مُجرمًا؟!!.. لقد أراد الله أن يقتني له شعبًا مقدَّسًا، ومن خلال هذا الشعب يصير الخلاص للعالم كله ولذلك أوصاهم قائلًا " وتماثيل آلهتهم تحرقون بالنار. لا تشته فضة ولا ذهبًا مما عليها لتأخذ لك لئلاَّ تُصاد به لأنه رجس عند الرب إلهك. ولا تدخل رجسًا إلى بيتك لئلا تكون محرَّمًا مثله. تستقبحه وتكرهه لأنه محرَّم" (تث 7: 25، 26).. ولذلك كان من الضروري القضاء على هذه الشعوب، حتى لا تكون مصدر عدوى لشعب الله، ولكيما يهيئ الله البيئة الصالحة النقية لذلك الشعب فلا يسلك في الخطية وشرور الأمم، ولا يحل عليه الغضب الإلهي " لكي لا يعلموكم أن تعملوا جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم" (تث 20: 18) فأنه " بسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك" (تث 18: 12). وجاء في " التفسير التطبيقي": "لماذا طلب الله من بني إسرائيل أن يُدمّروا كل شخص وكل شيء في أريحا؟ لقد كان الله يوقع دينونة صارمة على شر الكنعانيين0 وهذه هي الدينونة، أو هذا التحريم، كانت تستلزم عادة تدمير كل شيء (تث 12: 2، 3، 13: 12 - 18) فبسبب ممارساتهم الشريرة ووثنيتهم كان الكنعانيون حصنًا للتمرد على الله، فكان لابد من إزالة هذا التهديد للحياة القويمة، لأنه إذا لم يستبعد، فلابد أن يسري في بني إسرائيل كما يسري السرطان"(25). ويقول " القمص مكسيموس وصفي": "ووسط هذه المعبودات الوثنية وذلك الانحلال الخُلقي الذي ساد على شعوب الأرض أمر الله يشوع بضرورة تطهير الأرض وأن يُبيد هذه الشعوب وأن يحرق مدنها بالنار بسبب ما وصلت إليه من الفساد حيث إنتهت إلى نقطة اللاعودة ولا يمكن إصلاحها وقد صارت خطرًا على الشعب الإسرائيلي بسبب صنوف التوحش والرذيلة التي سادت عبادتها، وبعد أن قضى الشعب أربعين سنة في البرية يتدرب على القداسة والسير مع الله، كان لابد أن يقضي الله أولًا على هذه الشعوب حتى يسكن شعبه النقي أرضًا نقية بعيدًا عن الاختلاط بسكان الأرض المنحلين والأشرار"(26). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بل أن الخلاص من هذه الشعوب التي إستشرت في الشر كان خير للبشرية ككل.. لماذا؟.. لأن هذه الشعوب عاشت في منطقة إستراتيجية، ونقلت شرورها للعالم كله من خلال التجار والمسافرين، حتى صارت الأرض كلها مُهددة بالهلاك، ويقول " القمص تادرس يعقوب": "ما حدث لم يكن لصالح شعب إسرائيل وحده، وإنما في الحقيقة هو لصالح البشرية عامة، فإن هذه المنطقة كانت مركزًا هامًا للتجارة، وكان التجار يحملون في أسفارهم مع معاملاتهم التجارية الفساد وكأنه " الموت الأسود " ليتحرك في كل اتجاه العالم المعروف حينذاك. لقد أراد الرب أن يعطي البشرية درسًا، وأن يحمي العالم من هذا الوباء. هذا ومن جانب آخر إذ كان الله يعد الشعب اليهودي ليكون خميرة للعالم في الشهادة له، أمر بإبادة كل فساد حولهم حتى ينشأوا في جو نقي"(27). 5- يقول البعض: أن الله حر في خلائقه، فهو الذي وهب الحياة وهو الذي يستردها، سواء بطريقة عادية أو بكارثة طبيعية، ولكن ما يزعجنا ويقضُّ مضاجعنا أن يقود يشوع حملات الإبادة؟.. ويتجاهل مثل هؤلاء النُقَّاد أن يشوع لم يتصرف من ذاته، إنما كان ينفذ الأوامر الإلهيَّة، وقد كان من الممكن أن يقضي الله على هذه الشعوب بواسطة كارثة عالمية سواء زلزال أو بركان أو وباء.. ولكن شاءت حكمته الإلهيَّة أن يختار شعبه ليكون الأداة لتنفيذ العدل الإلهي، وذلك لكي يتعلَّم الدرس، ويوقن أن نهاية الشر الهلاك والخراب والموت والدمار والنار والحريق، وشدَّد الله على شعبه وحذرهم حتى لا يخالطوا هؤلاء الأمم ولا يصاهروهم لئلا يشتركوا في خطاياهم ويلاقوا نفس المصير وتلفظهم الأرض " مثل عمل أرض مصر.. لا تعملوا.. ومثل عمل أرض كنعان.. لا تعملوا.. وحسب فرائضهم لا تسلكوا.. بكل هذه لا تتنجسوا. لأنه بكل هذه قد تنجَّس الشعوب التي أنا طاردهم من أمامكم. فتنجست الأرض. فاجُتزئ ذنبها منها. فتقذف الأرض سكانها.. فلا تقذفكم الأرض بتنجيسكم إياها كما قذفت الشعوب من قبلكم" (لا 18: 1 - 18) (راجع خر 23: 32، 33، لا 20: 22 - 26، تث 9: 1 - 5، 18: 9 - 13، 29: 23 - 28، 31: 16، 17، يش 23: 15، 16، حك 12: 1 - 23). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ويقول " ف. ب. ماير": "لنذكر بأن الإسرائيلين كانوا منفذي العدل الإلهي أُرسلوا لينفذوا الحكم الذي تستحقه رجاسات كنعان، هنالك كرسي لدينونة الأمم كما لدينونة الأفراد. هذا الكرسي ينتصب في هذه الحياة، وعلى وجه هذه الأرض، وهذه الدينونة تقوم والديان القدير يحرص على أن أحكامه ينبغي أن تُنفذ. وله وكلاء كثيرون جيوش الفرس لتنفيذ حكمه على بابل، الوندال التوتوتيون على روما، القوقاز الروسيون على نابليون، كما كان إسرائيل منفذي الحكم على الأموريين الذين كان أثمهم قد كمل وقتئذاك، ويهدد بأن ينفث سموم عدواه في كل العالم"(28). وللأسف الشديد فإن الشعب القاسي الرقبة لم يتعلم الدرس، فتعرَّض للعقوبات الشديدة، فمثلًا عقب عبادة العجل الذهبي قُتل منهم ثلاثة آلاف رجل (خر 32: 27، 28)، وعندما قدم ناداب وأبيهو ابني هارون نار غريبة خرجت نار وأكلتهما (لا 10: 1، 2) وقورح وداثان وأبيرام الطامعون في الكهنوت خرجت نار الرب وأحرقت بعضهم، وخسفت الأرض بالباقين (عد 26: 32، 33)، وعندما زنى الشعب مع بنات موآب فتق الوباء بأربعة وعشرين ألفًا منهم (عد 27: 9)، وكاد الله أكثر من مرة أن يفني الشعب كله في صحراء سيناء بسبب كثرة شروره (خر 32: 9، 10، عد 14: 11، 12، 26 - 29، 16: 20، 41 - 45)، وحكم الله بالموت على جميع الرجال الخارجين من أرض مصر الذين يزيد عمرهم عن عشرين عامًا (باستثناء يشوع وكالب بسبب تذمرهم (عد 32: 13) وحكم الله على أية مدينة إسرائيلية تعبد آلهة أخرى " ضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف. وتحرَّمها بكل ما فيها مع بهائهما بحد السيف.. وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة.. لا تُبنى بعد" (تث 13: 15، 16) وسفر القضاه خير شاهد على تأديبات الله لشعبه، وأخيرًا سلبت الأرض منهم وهدمت ديارهم وأُغتصبت ممتلكاتهم وعمل فيهم سيف التنكيل وسيقوا إلى أرض السبي (2 مل 17: 5 - 23، 2 مل 25). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ويقول " القس صموئيل يوسف": "ويتساءل المرء في حيرة عند قراءته للحروب بين إسرائيل والشعوب الوثنية المجاورة لها في ذلك الوقت. هل يأمر الله الإسرائيليين بقتل الشعوب الوثنية المجاورة لها؟ وكيف يتعقل المرء ذلك؟ ويجيب بعض العلماء: من قراءة الأسفار المقدَّسة بنعم. أن الله أمر بذلك للتطهير والتنقية. فقد استخدم الله إسرائيل كأداة عقاب لهذه الأمم الوثنية0 كما أن الرب عاقب سدوم وعمورة أيام إبراهيم بالكبريت والنار الذي أمطره على الشعب من السماء دون أن يستخدم الوسائل البشرية (تك 19: 24) وبالمثل عاقب الرب الإله شعب إسرائيل لعناده وقساوة قلبه وإفتكاره أنه سيد الشعوب، وهو الشعب الذي إختاره الرب لذاته دون سائر الشعوب، فعاقبهم الرب بواسطة الشعوب الوثنية، التي كانت أداة غضب الله على إسرائيل، وذلك بواسطة آشور وبابل، وبقاء إسرائيل هناك في السبي سبعين عامًا (أر 25: 12)"(29). ويكفي أن نذكر جانب مما حلَّ باليهود بعد صلبهم للسيد المسيح، فقد أحاطت القوات الرومانية بأورشليم وحاصرتها سنة 70م، وعندما عاند اليهود وقاوموا ورفضوا تسليم المدينة أقتحمتها القوات الرومانية وأرتكبوا مذابح رهيبة وهدموا الهيكل مفخرة اليهود حتى أنهم لم يتركوا حجر على حجر، وعملوا في اليهود قتلًا وتنكيلًا وصلبًا، فهلك منهم مئات الألوف، وأنتشرت الصلبان فوق التلال المحيطة بأورشليم كغابة كثيفة من الصلبان التي حملت الأجساد العارية يومًا بعد يوم، حتى أنه لم يعد هناك خشبًا في أورشليم لصنع المزيد من الصلبان، وقال يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن عقوبة الصلب أُوقفت بسبب ندرة الأخشاب التي أستخدمت في صنع الصلبان والمتاريس والسلالم للصعود للتلال، فقد وصل عدد المصلوبين يوميًا إلى خمسمائة شخص (راجع دكتور جورج حبيب - الصلب والصليب حقيقة أم خرافة ص 32) وتحقَّقت حرفيًا نبؤة السيد المسيح " لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ إبتداء العالم إلى الآن ولن يكون" (مت 24: 21). |
||||
![]() |
![]() |
|