منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 06 - 2014, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

الهرطقة دائمًا هي محاولة توفيقيّة وتجميليّة لبيع الفكرة المتناغمة مع روح العصر، ولكن كلمات المسيح حادّة كالسيف فالباب الضيِّق لا يمكن أن يتّسع يومًا والطريق المتهالك لن تبنى على جانبيه ناطحات سحاب الرخاء والرّاحة.
لا يفهم من هذا أن المسيحيّة كارزة بألمٍ مجرّد، كلاّ، بل بالحري بنعمة وإن عبر أشواكٍ من ألم، فمن يحب يتحمّل من أجل محبوبه وعورة الطريق. كذلك المسيحيّة ليست هي ديانة الصليب، كلاّ، فهي ديانة الصليب / القيامة.. القبر / النور.. الموت / الحياة. الكرازة بالألم المجرّد يُسْقِط في فخ إنجيل الإماتة المانيّة، والكرازة بالراحة المطلقة دونما صليب يدفع بالعقل نحو إنجيل الرخاء.
كما إنّ المسيح مصلوب / قائم.. مائت / حي.. هكذا المسيحي مصلوب / قائم , مائت / حي ولكن بذاك الذي عبّد الطريق بذبيحة نفسه ليكرّس لنا مكانًا وموطنًا عند الله الآب.
إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

لاهوت الرخاء وَلَيِّ الحقائق والمبادئ الكتابيّة


تبدأ الفكرة كما اضطلعت على بعض ملامحها في كتابات بعضهم في ربط البركة الإلهيّة بالحالة الزمنيّة للمؤمن المسيحي، مدعية أنه لا يمكن أن يكون المسيحي مؤمنًا حقًا ويحيا في ألمٍ ومرضٍ وحاجة وفاقة!!!
إلاّ أنّ ميلاد المخلِّص يطلعنا على أوّل بذرة يزرعها في رحم إيماننا؛ فلقد وُلد السيّد ملك الكون والخليقة وربّها العلي في مزودٍ من خشبٍ متهرّأ يشاركه الرقاد حيوانات عجماء. لماذا؟؟؟ لأن المذود مبدأ إلهي؛ فالمسيح جاء ليلاشي الطبقيّة وليعلن أن شركته في فقر البشر إن هو إلا شركته فقر كلّ بشريٍّ آمن به وسار وراءه ليهبه سلامًا وفرحًا قلبيًّا وإن استمر الفقر ينشب مخالبه في وجدانه الإنساني.
حينما تقدّمت مريم ويوسف إلى الهيكل لتقدّم عن تطهيرها كانت تقدمتها كتلك التي للفقراء؛ زوجي حمام / فرخي حمام، فمبدأ المزود الفقير مازال مستمرًا في بيت الربّ..
هرب إلى مصر من بطش ملكٍ عاتٍ باحث عن الصولجان وإن على جثث الأطفال الصغار.. عاش في مصر كاللاجئين مرتحلاً من مكان إلى مكان دون سكنٍ دائم أو راحة للعائلة المقدّسة..
عاش نجارًا حرفيًّا يحيا كفاف العيش، لم يسكن يومًا قصرًا منيفًا ولا امتطى جوادًا ملكيًّا ولا ارتدى ثيابًا مذهبّة ولا تطيّب برياحين الولاة. ظلّ يحيا الكفاف لم يتخطّاه يومًا قط. علّم أنه ليس له أين يسند رأسه، فإن كان له نصيبٌ من المال لأمّن مكانًا مناسبًا أينما حلّ، له ولأتباعه ليرتاحوا من عناء الطرقات الوعرة ما بين أقاصي اليهوديّة والجليل والسامرة. طالب أحدهم أن يترك ماله ليتبعه!! ألم يكن ممكنًا له أن يؤكِّد على نفع المال إن وضع في مكانه الصحيح، ولكنه يحرّر أتباعه أولاً من عبوديّة المادّة حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع المادّة إن ملأت خزائنهم.
لم يشترى طعامًا للجموع ولكنّه تضرّع من أجلهم حتى يأكلوا من يد الله، ليشير إلى العناية الإلهية وقت الحاجة لا ليؤصِّل لغنى ينسكب على المُصلِّي. كان يعلم أنّ الطعام قادر أن يجتذب جموع لذا كان حريصًا أن يكون مشبعًا لقلوب البشر أولاً لا بطونهم حتى يكون أتباعه بني الملكوت لا حفنة من الجياع إلى خبز ومأوى.
وكما جاء في مذود ليرسِّخ مبدأ مشاركة الفقير في فقره، مات على صليبٍ ليعلن أنّ المسيحي مصلوب إلى نهاية أيامه؛ والمسيحيّة بجملتها بتعبير المطران جورج خضر “مصلوبيّة”، تحمل الصليب وإن كان وجهه مرضًا أو جوعًا أو عريًا أو فقرًا...
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

فالمسيح المولود فقيرًا والهارب كلاجئٍ والعامل كحرفيٍّ بسيط والمائت كمصلوبٍ ملعونٍ بحكم الشريعة يدّعون أنّه دعا إلى الغنى ورفاهة العيش؟!!!
بعد قيامته أطلق الكنيسة والتي كانت ترزح تحت سيف الاضطهاد ولازالت لا لأنها لم تنل بركة من الآب بل بالحري لأنه متجهة نحو الله الآب في يسوع المسيح.
لم يكن لبطرس ويوحنّا مالاً ولا فضّة ولا ذهب بل اسم الخلاص المحيي؛ هذا ما قدّماه للمفلوج. ولم يكن الشفاء سوى العلامة الإلهيّة على حضور يسوع كربٍّ فيه ملء قوّة الله؛ فالمعجزة في العهد الجديد كانت تأكيدًا على لاهوت أو إشارة إلى لاهوت. فالأجساد التي مآلها الفناء لن تكون مركز كرازة الإنجيل ولكن الكرازة ستجعل من بعض آيات الشفاء علامة لغير المؤمن حتى يصرخ أنّ المسيح ربٌّ لمجد الله الآب.
كان بولس نفسه يحمل شوكة في جسده طوال حيّاته تضرّع من أجلها ولكن طلبته لم تقبل فقد كانت النعمة هي العطيّة الإلهيّة والتي تنسكب بوفرة على قلبٍ قابل للألم كذبيحة طاعة لمشيئة الله.
لم يتورّع القديس بولس أن يؤكّد أنّه فقير بالجسد ولكنه يغني كثيرين، أفلم يكن أهلاً للبركة التي تغنيه بالجسد هو شخصيًّا؟!!! ولكن الغنى موطنه الروح التي تسحب الجسد والنفس إلى بلدة الله وهناك تستعلن المشيئة الإلهيّة لأحداث العالم وخطوبه التي تحيّر النفس وتجعلها تدور في دائرة الـ“لماذا؟؟” عوضًا عن الـ“أمين”.
ومن يطالع تاريخ الكنيسة الأولى يجد أنّ الاضطهاد كان سمت واضح لها. أفلم تكن خاضعة لمخلِّصها فكان الألم عقوبته لها؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

جناح الهيكل الملطّخ بدماء يعقوب أخي الربّ، وطرقات أورشليم الملطّخة بدماء إستفانوس، وكذلك أرضيّة مجمع اليهود الملطّخة بدماء الرسل المجلودين، كلّها تصرخ أنّهم كانوا يقدمون ذبائح حبٍّ وشكر لم يحسبوا أنفسوا مؤهّلين لها؛ فالألم لا يصير ألمًا لتابعي يسوع بل أملاً في عناق حار طوال الأبد.
ألم يلتقي تلاميذ يسوع مسيحهم ملطّخين بالدماء ما عدا يوحنّا؛ أكانوا تحت وطأة انتقام إلهي؟!!
إنّ الحبّ إن لم يصر ذبائحي فلا يستحق أن يُدعى حبًّا.
وماذا عن سراديب روما التي استوطنها مسيحيو روما في جوعٍ وعطش وعري وملاحقة من قبل السلطات طوال عقود، أكانت غضبًا يحجب البركة أم بركة تحمل النعمة؟!!
ألم يعلن المسيح صراحة: “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ” (يو 16: 20)
هذا التصريح يقوض دعاوى الرخاء المزعوم فنحن لسنا في تناغم مع قيم العالم؛ لأن أفراح العالم ليست أفراحنا، وأفراحنا ليست سوى شوكة لمنطق العالم العقيم. سنحزن ولكن هذا الحزن سيتحوّل إلى فرح وقيامة وسكنى دائمة.. على هذا الرجاء يحيا المسيحي..
ويطالعنا القديس يعقوب بتصريحٍ لا يحمل مواربة، إذ يكتب “اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟” (يع 2: 5). من تلك الكلمات تتضّح المقاربة ما بين غنىً وفقر؛ فالفقر فيما للعالم من متع وقنيةٍ بينما الغنى هنا في الإيمان. إذًا فإن إمكانيّة تحقُّق معادلة الفقير فيما للعالم / الغني فيما لله تقوِّض الدعوى أيضًا بربط البركة ببحبوحة العيش.
جاءت كلمة الفقراء في اليونانيّة: πτωχός (بحسب Friberg Lexicon) وهي تعني من يعتمد على آخرين من أجل الدعم one dependent on others for support. هذا الفقير فيما للعالم لم يختاره الله ليصبح غنيًّا فيما للعالم، لم يقل الرسول هذا، ولكن ليصير غنيًّا πλουσίους في الإيمان ἐν πίστει ؛ فحيثما يكون الكنز هناك القلب يكون كما تحدّث المسيح من قبل. كنز المسيحي مرتكز في الأبديّة وإليها يتطلّع قلب المسيحي ويتحرّك. وحينما يغتني المسيحي بإيمانٍ حيٍّ يتأهل ليرث ملكًا معدًّا في المسيح عن يمين الآب.
لهذا نصلي مسبحين الله قائلين (تسبحة نصف الليل / أبصالية الأربعاء):
إن كنا معوزين من أمول هذا العالم
وليس لنا شيء لكي نعطيه صدقة.
فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن
الاسم الحلو المملوء مجدًا الذي لربنا يسوع المسيح.
إذا ما لازمناه في إنساننا الداخلي
فهو يجعلنا أغنياء حتى نعطي آخرين
ويكتب القديس كليمندس السكندري في كتابه المربّي (2. 3. 38)، فيقول: “إنّ الثراء غير المنضبط هو معقل للشرّ، والذين تتعلّق أعينهم به ويشتهونه لن يدخلوا أبدًا ملكوت السماوات لأنّهم يسمحون لأنفسهم بأن تلوَّث بما للعالم إذ يحيون بافتخارٍ وترفٍ.. الغنى الحقيقي هو الفقر في الرغبات، والنُبل الحقيقي ليس في الثراء ولكن ما يأتي من ازدرائه..”
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

ويقدّم لنا القديس بولس نفس المقاربة ما بين الفقر والغنى حينما يقول: “كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ” (2كو 6: 10). هنا يضع لنا فقرًا في مقابل الغنَى، عدم ملكية وفي نفس الوقت امتلاك كلّ شيْ πάντα κατέχοντες!!! (امتلاك الكلّ)..
ويبدو من الكلمات أنه كيف يكون فقيرًا ويغني كثيرين إن كان يتحدّث عن فقر مادي وغنى مادي في نفس الوقت؟؟؟ هل حُرم القديس بولس من البركة، وفي نفس الوقت أُعطي القدرة لكي يهبها لآخرين؟!! فلو كان الأمر هكذا تكون هناك إمكانيّة لنوال البركة وأنت فقير تمامًا كبولس، الأمر الذي يجتث دعاوى ضرورة ارتباط البركة بالغنى. ولكن الكلمات لها مفهوم آخر غير تلك الرؤى السطحيّة التلفيقيّة لخدمة أغراض دعائيّة ماديّة لا تؤهِّل لملكوت ابن الله.
ولو كانت الكلمات هنا عن غنى مادي وملكية مادّية فإن كلمة نملك كلّ شيء تبدو محيّرة للغاية!! فهل نحن مدعوون كمسيحيين لنملك كلّ شيء مادي في العالم، أين ومتى تحقّق ذلك مع أي مسيحي في أي عصرٍ؟!!
الكلمات تقول لنا إن المسيح جاء ليدعو من يراهم الناس بلا إمكانيات ليهبهم إمكانيات فائقة حتى يكون المجد النهائي مقدّمًا لله. ألم يحارب مع جدعون بثلاثمائة رجل فقط وانتصر جدعون فكان المجد ليهوه العليّ؛ فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ وَلَغُوا أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ. وَأَمَّا سَائِرُ الشَّعْبِ فَلْيَذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ» (قض 7: 7)
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

هذا ما يريده الله أن يدرك الإنسان أنه غناه ومعارفه وملكاته لن تؤهِّله لنوال الروح واتّباع السيّد إلى مائدته المعدّة، بل بالحري طرح كلّ معرفة وغنى وقدرات خاصّة ومواهب تحت أقدامه والاعتراف بالفقر أمام عظم الدعوة، وقتها يهب الروح لعون الإنسان ولدفعه لإتمام أعمال بحسب مشيئة الله دونما افتخار العمل ودونما خمول استنادًا على نعمة فوقيّة.
عند القديس أغسطينوس “كلّ شي” تعني: “الحياة الدائمة في العالم الآتي” (الرسالة 157 إلى هيلاريوس Hilarius).
مع المسيح نحن نملك كلّ شيء؛ فالروح يفحص كلّ شيء حتى أعمق الله.. والروحي يحكم في كل شيء ولا يحكم فيه من أحد كما كتب القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس وفي الإصحاح الثاني.
أين إنجيل الرخاء والرّاحة من كلمات القديس بولس: “إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ. وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ.” (1كو4: 11-13). إنّ الكلمة المحوريّة في هذا الحديث هي: “إلى هذه الساعة Αχρι τῆς ἄρτι ὥρας” فهل كان القديس بولس مرفوضًا من الله لذا كان يجوع ويعطش ويلكم ويعرى بل ويصير كأقذار العالم ووسخ كلّ شيءٍ!!!
ليس هذا فقط بل في رسالته الثانية إلى الكورنثيين يضع حجر زاوية لرسوليّته وتكريسه بحسب مشيئة الله مستندًا على ما ناله من الألم بل وما يحيا يوميًّا من آلامات من أجل نشر كلمة الله عبر البلدان المختلفة، إذ يكتب: “أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ. فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ. فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ. فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ. فِي الْمِيتَاتِ مِرَاراً كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ. مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ. لَيْلاً وَنَهَار اًقَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي. بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ.” (2كو 11: 23-27).
كيف يستقيم التعب والأخطار والجوع والعطش والصوم والبرد والعري والضرب والرجم والجلد وانكسار السفينة، على مفهوم إنجيل الرخاء المنحول؟!!!
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

ويعلّق القديس مكاريوس الكبير على تلك الأتعاب الرسوليّة فيقول: “لقد كُتِب هذا في الحقيقة لكي نتشبّه بهم نحن أيضًا، لذلك فعندما تُهانون ويُفتَرى عليكم أو تُضرَبون فعليكم أن تضعوا في قلوبكم أنكم قد اكتسبتم فوائد عظيمة، وأنكم صرتم شركاء ورفقاء للرسل والشهداء القديسين وأنه عليكم أن تنتظروا ما هو أردأ لكي تربحوا أكثر. وهذا هو الذي لأجله ينبغي على المسيحيين أن يُثابروا لكي يُعتَرَف بهم كتلاميذ لأولئك الذين اشتهروا بذلك”.
وفي نفس السياق يؤكِّد القديس بطرس غير مرّةٍ على الألم الذي يقود للمجد فيقول:” لأَنَّ هَذَا فَضْلٌ إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ يَحْتَمِلُ أَحْزَاناً مُتَأَلِّماً بِالظُّلْمِ. لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهَذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ.” (1بط2: 19 - 20).
ويؤكِّد القديس بطرس على مبدأ الشركة في آلام المسيح كأنه بديهة مسيحيّة، لذا يدعو الكنيسة ألاّ تتعجّب إن طالتها نيران الاضطهاد وكأنّه أمرٌ غريب عن المشيئة الإلهيّة. فالألم إن كان من أجل الخير ومختومًا بختم الخضوع للمسيح كسيّد أوحد ونبع أوحد للمسيرة الإنسانيّة نحو الله، يكون ألم المجد ويتحوّل إلى بهجة فائقة وإشراقة مجد فائق الحسن يوم استعلان يسوع المسيح؛” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى (التجربة) الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضاً مُبْتَهِجِينَ. إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ.” (1بط4: 12-16)
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

وفي سفر الرؤيا نجد يوحنّا يرسم بقلمه المشهد السمائي الذي رآه، فيقول:
“هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتُوا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا فِي دَمِ الْحَمَلِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ وَيَخْدِمُونَهُ نَهَاراً وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ. لأَنَّ الْحَمَلَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ” (رؤ7: 14-17).
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2014, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

ما هي الضيقة العظيمةτῆς θλίψεως τῆς μεγάλης (الضيقة هنا بحسب الكلمة اليوناني تشير إلى الانضغاط والمعاناة والألم بل وأحيانًا الإحباط distress) إن كانت حياة أبناء الله رخاءً ورغدًا في العيش؟؟ وكيف نفهم” لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ” إن كانوا شباعى في العالم؟!!! لماذا هذا الإعلان بعدم وجود الجوع والعطش في الأبديّة إن لم تكن تلك إشكاليّة لأولاد الله في العالم؟؟!! كثير من علامات الاستفهام والتعجُّب تظهر أن من يقرون تلك المفاهيم لم يكلّفوا أنفسهم عناء قراءة الإنجيل بخضوع لمنطق الثالوث، لا منطق العالم الموضوع في الشرير.
وأخيرًا يناجينا القديس يوحنّا الذهبي الفم، قائلاً:
فلنتخل عن محبّة الثروة
بل ولنخمد رغبتنا فيها
حتى نستطيع أن نضرم بداخلنا الرغبة فيما هو أبدي
إنها الغلبة التي دعانا المسيح لها..
قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ.
فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ
وَلَكِنْ ثِقُوا:
أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
(يو 16: 33)
_____
الحواشي والمراجع :


(1) Robert Tilton, God’s Word about Prosperity (Dallas, TX: Word of Faith Publications, 1983
__________________
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنجيل الرخاء والصحة والثروة
الإيمان يلد الرجاء
الإيمان العامـل بالمحبة فى إنجيل متى
يدل إنجيل شفاء الأعمى منذ مولده طريق الإيمان
خلفية موبايل وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا فى الرجاء بقوة الروح القدس


الساعة الآن 05:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024