منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 06 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

الرؤيا الثانية: عن دينوكراتس



كتاب الشهيدة بربتوا
الشهيدة بربتوا على اليسار ترتدي ملابس الأمراء وبجانبها البقرة وعلى يمينها الشهيدة فيليسـيتاس
وبعد أيام بينما كنا كلّنا واقفين نصلي، فجأة نطقت بصوتٍ عالٍ اسم دينوكراتس Dinocrates، واندهشت للغاية إذ أنه لم يخطر على بالي قطّ حتى هذه اللحظة، وإذ بي أشعر بحزن من أجله بسبب ما اعتراه، وفي الحال رأيت وكأنما أعطيت الفرصة والتزام التضرُّع من أجله، فابتدأت أُصلِّي بحرارة عنه وبكيت كثيرًا لدى السيّد الرب، وفي مساء اليوم عينه رأيت دينوكراتس قادمًا من مكان مُظلِم، يحيطه الظلام من كل جهة، وهو في حُمى وملتهب عطشًا، ووجهه شاحب ومكمّد، والجرح الذي في وجهه الذي مات به لا يزال كما هو. ودينوكراتس هو أخي بالجسد الذي كان قد مات وهو بالغ من العمر سبع سنوات بغرغرينا شديدة في الوجه جعلتنا كلنا نمتلئ وجعًا عليه.
ولمّا بدأت صلاتي، كانت تفصلني عنه هوّة سحيقة، فكان عسيرًا على كل منّا أن يأتي للآخَر، وكان بالقُرب منه فسقيّة مملوءة ماءً ولكن حافتها كانت أعلى من رأس دينوكراتس، فلمَّا وقف على أصابع رجليه لكي يشرب لم يستطِع، فحزنت لأن الفسقية كانت مملوءة ماءً، وبالرغم من ذلك لم يتمكّن من الشرب منها.
واستيقظت فعلمت أن الولد في ضيقة عظيمة، غير أنّي كنت واثقة أني قادرة على إنقاذه من ضيقته. فصلّيت من أجل أن يرحمه الله ويُعطهِ راحة.
وبعد أيام ابتدأ "بيودينس" رئيس أركان الجيش المتولِّي شئون السجن أن يُقدِّم لنا شيئًا كثيرًا من الإكرام عندما أحسّ بنوع القوة العظيمة التي كانت فينا، وصرّح لكثيرين بزيارتنا قاصدًا الترويح عن أنفسنا.
ولمَّا اقترب يوم الاستعراض زارني أبي في السجن، وكان مُعيًى من الهم، وابتدأ ينتف شعر لحيته ويرميه على الأرض، وألقى بنفسه على الأرض ووجهه في التراب، وأخذ يلعن سنين حياته ويقول كلامًا صعبًا نكّد به على الدنيا كلّها من حولنا، فتأسفت جدًا في نفسي على عدم سعادة شيخوخته.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

حسم المعركة والفوز بالانتصار

كتاب الشهيدة بربتوا
ورأيت وإذا رَجُل قد دخل الساحة، عظيم للغاية ومتسربل بثوب قرمزي، وفي رجليه حذاء من ذهب، وفي يده قصبة، وبالأخرى غُصن أخضر به تفاح من ذهب، ونادى مثل حَكَم قائلًا: "إذا غلبها الجبار يقتلها بسيفه، وإذا غلبته فلها هذا الغُصن والتفاح الذهب" وانتحى جانباً.
فاقترب نحوي الجبار، أمّا أنا فأقدمت عليه وضربته بقبضة يدي، فبادلني الضرب وحاول أن يمسك رجلي، أمّا أنا فطفقت أضرب وجهه بكعبي رجليَّ وأحسست أني أرتفع في الهواء، فأصبحت فوقه أضربه وكأني لست على الأرض.
ولكي لا تطول المعركة، أخذت أضربه بكلتا يدي ولمَّا قبضت على رأسه ودفعته سقط على وجهه، فأسرعت ودست على رأسه. فبدأ الشعب يهتف لي، أمّا معاونيّ فكانوا ينشدون بالمزامير، وتقدّمت إلى الحَكَم وتسلّمت الغصن ذا التفاح، وأعطاني إياه قائلًا: "سلام لك يا بُنيَّتي" فخرجت بانتصار صوب الباب وكان مكتوبًا عليه: "باب الحياة". ولمَّا استيقظت، علمت أني قادمة في الحقيقة ليس لمصارعة وحوش، وإنما لمصارعة الشيطان. ولكني كنت واثقة إني مُنتصرة ... هذا كتبته قبل يوم الاستعراض.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

موكب المنتصرين ورؤية ساتورس

كتاب الشهيدة بربتوا
" مَنْ يغلِبُ فسأُعطِيهِ أن يَجْلِسَ معي في عَرشِي" (رؤ 3 : 21).
لم تنتهِ إعلانات التعزية لموكب الشهداء بل أن ساتورس قد أعلن الرب له رؤيا عجيبة. وقد كتب هذه الكلمات:
وبينما نحن نتألّم شعَرنا أننا محمولون بأربعة ملائكة والذين كانوا يحملوننا كأنهم لا يلمسونا وكنا نتّجه ناحية الشرق. وكنا نصعد في طريق مائل، وفي الوقت الذي ابتعدنا فيه قليلًا عن الأرض أحاطنا نور وهّاج. فقلت لبربتوا التي كانت بالقرب منِّي: "يا أختي ها هو ما وعدنا به المُخلِّص، نحن نحصل عليه الآن، وبينما كان الملائكة يحملوننا وجدنا أنفسنا في حديقة فسيحة مليئة بكل أنواع الورود والزهور والأشجار العالية التي أوراقها دائمة الاخضرار. ثم فجأة أحاط بنا أربعة ملائكة آخرين وهم يهتفون: هؤلاء هم... هؤلاء هم... ثم أنزلتنا الملائكة لكي يكون لنا نزهة جميلة في الحديقة الفسيحة الهادئة. ثم تقابلنا مع "تيوكندوس وسوتيربيوس وأرثاكي" الذين تم حرقهم أحياء. والحبيب سيكونديوس، فقد دعاه الرب للرحيل مُبكّرًا بينما كان لا يزال في السجن بسبب إيمانه الصحيح فسألتهم عن بقية الشهداء، فقالوا: "تعالوا أولًا نقدِّم الإكرام الواجب لمُخلِّصنا الصالح، فاقتربنا من موضع حيث كانت الجدران تبدو وكأنها مبنيّة من الندى ثم طلب منا الأربعة ملائكة ارتداء الزّي الأبيض: "مَنْ يغلبُ فذلك سيَلْبَس ثيابًا بيضاً" (رؤ 3: 5)، ثم دخلنا ورأينا نورًا كثيفًا وسمعنا أصواتًا تغني في صوت واحد دون توقُّف وهى تقول: "قدوس، قدوس، قدوس" ورأينا في الوسط مثل رَجُل جالس شعره أبيض كالثلج ومع ذلك وجهه كوجه شاب في مقتبل العمر، ولم نستطِع رؤية قدميْه وعلى يمينه ويساره كان يجلس أربعة وعشرون كاهنًا جلوسًا على كراسي من ذهب وخلفه كان يجلس العديد من الناس.
وقفنا أمام العرش ونحن في شدة الانبهار ثم حملنا الأربعة ملائكة وذهبنا لنقبّل الذي كان جالسًا فوضع يده على وجوهنا.
أمّا نحن فقد تعرّفنا على العديد من الإخوة والشهداء، أمّا الغذاء كان عبارة عن عِطر طيب فشبعنا واستيقظت وأنا في قمّة الفرح الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

فيليسيتاس والاستشهاد

* فيليسيتاس والاستشهاد:

لمَّا كانت حُبلى وهى في شهرها الثامن، عندما قُبِض عليها، كانت كلّما اقترب يوم الاستعراض تزداد حزنًا بسبب خوفها الشديد لئلاّ يتعطّل استشهادها بسبب كونها حامل. لأن القانون الروماني يحرّم عقوبة النساء إذا كُنَّ حوامل. وكانت تخشى أن يُسفَك دمها في مناسبة أخرى ربما تكون فيها من فعلة الشر. وكان الشهداء زملاؤها في قلق عميق عليها.

كتاب الشهيدة بربتوا
ر
لا يريدون أن يتركوا وراءهم رفيقة صالحة سارت كل الطريق معهم على نفس الرجاء. فاجتمعوا معًا وأخذوا يبكون بصلاة منسكبة أمام السيّد الرب يوميْن كامليْن من أجلها قبل الاستعراض. وقد حدث بعد صلاتهم مباشرة أن أحسّت فيليسيتاس بوجع المخاض ينقلب عليها. ولأن الولادة في الشهر الثامن أمر خطر لذلك عانت فيليسيتاس آلام مُبرحة، وعندما قالت لها القابلة باستهزاء: أنت تتألمين الآن هكذا، فماذا أنتِ فاعلة عندما يلقونك للوحوش؟ تحاملت على نفسها وأجابتها بهذا القول: "أنا أتألم اليوم، أمّا غدًا فالمسيح الذي فيَّ هو الذي يتألم عني، اليوم قوة الطبيعة تقاومني، أمّا غدًا فنعمة اللَّه تهبني النُّصرة على ما أُعِدّ لي من عذاب" لأني اشتقت أن أتألم من أجله، (وقد وضعت طفلة فأخذتها في الحال أخت مُحبَّة كانت واقفة وتبنَّتها لنفسها).
كتاب الشهيدة بربتوا
إذلال وشجاعة:

لقد دأب رئيس الحراس المسئول عن حراسة الشهداء حينما كانوا في السجن أن يُعاملهم بأشدّ قوة وعنف بلا رحمة. لأن بعض الناس قالوا لرئيس الحراس: "إن المقبوض عليهم بتهمة الإيمان بالمسيح يستعملون السحر". ولكن بربتوا الشجاعة وجّهت إليه كلامًا شديدًا قائلةً: "نحن المحكوم علينا من قِبَل قيصر وسنقوم بمصارعة الوحوش بمناسبة عيد ميلاد ابنته (چيتا Gita)، فلماذا لا تعطينا بعض المعاملة الحسنة؟ أليس من صالحك أن نظهر في حالة جيدة؟
فعند سماعه هذا التظلم ارتبك وأحمرّ وجهه من الخجل فأعطى أوامر بأن يعاملوا المسجونين معاملة لينة ويسمحوا لنا بالزيارة وتقديم الخدمات، أمّا الحارس بيودنيس فكان قد دَخَل إلى الإيمان.
كتاب الشهيدة بربتوا
عشاء عيد الحرية:

في اليوم السابق للاستعراض مباشرة بينما كانوا يقيمون الاحتفال بالعشاء الأخير الذي كان يسمّونه الشهداء: (عشاء عيد الحرية). ولم يكن عيدًا بالمفهوم المعتاد إنما كانت مائدة محبّة، كانوا يتحدثون مع الناس الذين تجمّعوا حولهم بقوة وعزيمة ليحذِّروهم من دينونة الله موبّخين فضولهم ومُعلنين سعادة نصيبهم في قبول الآلام (من أجل الرب). وكان ساتيوروس يقول لهم: "إن غدًا لن يُفرحكم فسوف ترون فيه ما لا تشتهون، نحن نبدو أصدقاءكم اليوم أمّا غدًا فستظنوننا أعداءً فانظروا إلى وجوهنا الآن حتى تتعرّفوا علينا باكر". فخجل الواقفون وانفضوا عنهم وكثير منهم أعلن إيمانه.
ولمَّا أشرق فجر انتصارهم، حملوهم من السجن إلى ساحة الملعب، فكانوا مُتهلِّلين كأنهم في طريقهم إلى السماء وعلى وجوههم مِسحة النعمة وفرحتها. وكانت بربتوا تتبعهم بخطوات خفيفة مُشرقة كعروس كاملة للمسيح وكحبيبة لله، تَغضّ الطرف بحياء النعمة إزاء حملقة الجماهير في وجهها، إنما بروح عالية ...
أمّا فيليسيتاس فكانت مُبتهجة إذ وضعت بسلام، فصار لها مُشتهاها أن تُلقى للوحوش.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

شجاعة وقوة | شهوات الاستشهاد
كتاب الشهيدة بربتوا



شجاعة وقوة:

عندما أشرفوا على الباب أمروهم أن يرتدوا الملابس المُخصَّصة (إمعانًا في الاستخفاف بهم) فالرجال يرتدون زي كهنة "ساتورن"، والنساء يرتدين زي مكرّسات "سيريس"، فانبرت لهم بربتوا النبيلة وقاومت هذا الأمر بإصرار حتى النهاية وقالت: "نحن أتينا إلى هذا الاستعراض بمحض إرادتنا حتى لا تُهان حريتنا، وقد جعلنا حياتنا رهن هذه الحرية فلن نعمل هذا العمل وهذا شرطنا معكم"، وهكذا انصاعت عدم العدالة تحت وطأة شجاعة العدالة، فأمر الضابط المكلّف أن يسمح لهم بدخول الساحة بملابسهم العادية كما هم.
فدخلت بربتوا أولًا وهى تنشد مزمور الغلبة، وكأنها تطأ رأس الجبار، ومن ورائها ريفوكاتوس وساتورنينوس وساتيوروس ينذرون المتهكمين عليهم بقصاص الله، ولمّا أشرفوا على منصّة هيلاريان، قالوا له في وجهه: "أنت تحكم علينا اليوم، والله سيدينك". فاستثارت تحدياتهم هياج الجماهير، فهتفوا يطالبون بتعذيبهم بالسياط قبل إلقائهم للوحوش، فكان رد الفعل عند الشهداء مزيدًا من الفرح والتهليل، إذ كسبوا بهذا نصيبًا آخَر في آلام الرب.
كتاب الشهيدة بربتوا
شهوات الشهداء:

وكأنما الذي قال: "اسألوا تعطوا" قد سمع إلى اشتياق قلوبهم، وأجاب مطلبهم، فمنحهم أن يموتوا كل واحد بالطريقة التي كان يشتهيها.
لأنهم بينما كانوا يتسامرون فيما بينهم عن آمالهم في طريقة استشهادهم قال ساتورنينوس: إنه يود لو يطوف على كل الوحوش، طمعًا في أن يلبس إكليلًا أفضل، وهذا ما تم له بالفعل، ففي بداية العرض أخرجوا عليه النمر الأسود، وهو أشرس الوحوش، ولكن النمر جفل منه وأبى منازلته، وأخيرًا حظى بلطمات هارسة من الدّب جعل جسده يتناثر على الرصيف...
أمّا ساتوروس إذ كان يكره الدّب اشتهى أن ينطلق بعضة واحدة من النمر، فلمَّا أطلقوا عليه الخنزير البرّي المتوحّش هجم الخنزير على مروّض الوحوش وافترسه، أمّا ساتوروس فلم يُصَبْ، فجرّوه. ولمَّا أعادوا تقديمه إلى الدّب رفض الدب أن يتحرّك من مكانه... وهكذا خرج ساتوروس لثاني مرّة دون أن يُصاب.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

شهيدات عفيفات حتى وقت استشهادهن

كتاب الشهيدة بربتوا
أمّا بربتوا ورفيقاتها فقد أعدّ لهن الشيطان بقرة أنثى متوحِّشة مجنونة أبقاها العدو لهُنّ، فحينما طرحوا النساء إليها، وهُنَّ عرايا ملفوفات في شباك، ارتاع الجمهور من المنظر إذ رأوا سيّدة صغيرة لا تناسب الموقف وامرأة تساقط اللبن من ثدييها، فصرخ كل الشعب من هول المنظر، وحينئذ اضطر المسئولون أن يسحبوا النساء جميعًا ويغطوهن كلٍّ برداء يستر
جسدهن ثم ألقوهن للوحوش، وكانت بربتوا أول من ضربتها البقرة فألقتها على جنبها ومزّقت رداءها، فتساندت الشهيدة وحاولت أن تضم أطراف الرداء المُمزّق لتستر نفسها فكانت في موتها لا تقل اهتمامًا بعفتها من حياتها (ويورد المؤرخ "شاف
"Schaff هذه اللمحة في قصة بربتوا دليلًا على محبة المسيحيين الأوائل للعفة والطهارة وتعلّقهم بها).
وأشارت إلى الواقفين تطلب دبوسًا وأصلحت شعرها، وكأنما عروس المسيح لا ينبغي أن تستشهد وهى غير مهندمة، أو حتى لا يُظَن بها أنها تنوح في ساعة الغلبة والمجد.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

الصراع

كتاب الشهيدة بربتوا
ثم تساندت بربتوا حتى وقفت على قدميها والتفتت تطلب فيليسيتاس التي كانت قد صرعتها البقرة المتوحشة حتى رضضت جسدها، ولكن بمساعدة بربتوا تحاملت على نفسها حتى وقفت، فوقفتا الاثنتان معًا تتساندان على بعضهما. وقد أعانهما قليلًا الموعوظ روستيكوس الذي كان واقفًا بجوارهما، ولمّا أفاقت بربتوا إذ كانت في حالة غيبوبة روحية بدأت تنظر حولها وتسأل: "أين البقرة ومتى يدفعوننا إليها؟"، وعندما أخبروها أنها قد صارعت البقرة فعلًا، لم تصدِّق، لولا أنها أحست بجسدها المُمزّق وملابسها الملطّخة بالدم. وحينئذ نادت أخاها وقالت له: "اثبتوا في الإيمان وأحبوا بعضكم بعضًا ولا تجزعوا من آلامنا".
أمّا ساتوروس فوقف يستحث بيودينس رئيس السجن قائلًا: "ها إن كل ما توقعته قد حدث فلم يقبل أي وحش أن يؤذيني، ولكي تصدقني فأنا سأذهب بنفسي إلى النمر، وسترى أنه بعضة واحدة ينتهي كل شيء".
وقبل نهاية العرض بلحظة أطلقوا النمر وإذا به يهجم على ساتوروس ويعضّه عضة واحدة، فسقط مُضرجًا بدمائه، والشعب يهتف: "طوبى لك، طوبى لك". نعم طوباهم بالحقيقة.
وفي نزعه كان يهتف برئيس السجن بيودينس -وهو مسيحي- "وداعًا احفظ إيماني وذكراي عندك، ولا تدع تعذيبي يُعرقِل إيمانك بل ليته يُشدِّدك". وطلب خاتم بيودينس وغمسه في دمه الطاهر وألقاه له (كميراث إيمان) وحملوه مغشيًا عليه إلى المكان المُعدّ للإنهاء على جميعهم بحد السيف!
وقد طلب الجمهور أن يكون ذلك المكان مكشوفًا ليشتركوا مع المذبوحين برؤيا العين حتى يستطيعوا أن يُقدِّموا لهم النظرة الأخيرة، وقد قام الشهداء جميعًا في الوسط تلبية لرغبة الجماهير، ووقفوا أمامهم وقبّلوا بعضهم حتى يكملوا شهادتهم بطقس "الصلح" (ما يسبق رفع الذبيحة في القداس الإلهي).
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

وأخيرًا الشهادة

كتاب الشهيدة بربتوا
وبدون أي حركة، تقدّم الجميع الواحد تلو الآخر وفي هدوء وصَمت تقبّلوا السيف على رقابهم، ولكن ساتوروس كان أول من تقبّل حد السيف، وفي صمت عظيم أسلم الروح كما سبق وتنبأت له بربتوا في الرؤيا: أنه سيكون أول من يتسلّق السُّلم، ووقف هناك في أعلى السُّلم ينتظر بربتوا.
وقد تميّزت بربتوا بجزء أوفر من الآلام إذ ضربها السيف في مكان العَظمة، فصرخت، وأشارت بيدها إلى الجلاد -الذي كانت ترتعش يده بالسيف- إلى مكان الذبح في رقبتها. يا لقوة هذه الشهيدة كيف وهى في بشاعة هذه الآلام تستطيع أن تشير للسيّاف على مكان الذبح.
حقًا قد كانت بربتوا امرأة عظيمة، وليس عبثًا كان يرتعب منها الشيطان حتى أنها لم تمت إلاّ حينما شاءت وكيفما شاءت.
يا للشهداء الشجعان السعداء...
يا للمدعوين والمختارين حقًا لشركة المجد مع ربنا يسوع المسيح...
أمّا كل مَنْ يُريد أن يُعظَّم ويُكرَّم ويَعبد السيد المسيح، فعليه أن يُخبِّر بهذه الأمثلة، فهي ليست أقل مجدًا من الذي حدث قديمًا، حتى بهذه الأمثلة الجديدة 205 م.، فنحن يمكننا أن نشهد للحق الواحد الذي في الروح القُدُس الذي يعمل حتى الآن مع الآب الله القادر على كل شيء ومع ابنه يسوع المسيح ربنا الذي له المجد والقوة بلا قياس إلى الأبد. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

صلوات

صلاة:


يا ربي يسوع المسيح بقوّة صليبك المُحيي ونعمتك، أعطني نُصرة على ذاتي وشهواتي كما أعطيت القديسة بربتوا، اكشف لي يا رب حقيقة هذا العالم الكاذب، وأعطني أن أعرفك حقًا وأشبع بك، فأدوس على كل إغراءات العالم وشهواته. آمين.
كتاب الشهيدة بربتوا
"انظروا إِلى نهاية سيرتهِم فتمثلوا بإِيمانهِم" (عب 13: 7)


كتاب الشهيدة بربتوا
* الشهيدة بربتوا ضحّت بأغلى شيء وهو طفلها حُبًّا في الرب يسوع.
وأنت هل تضحِّي بشهواتك و... من أجل مَنْ ضحَّى بنفسه من أجلك؟
* القديسة بربتوا تركت مجد أسرتها وأهلها من أجل الرب يسوع. وأنت ماذا تترك من أجله؟
* القديسة بربتوا في وسط آلامها وقبل استشهادها كانت تطلب وتقول: "اثبتوا في الإيمان، أحبّوا بعضكم". وأنت ماذا تطلب؟
* الشهيدة بربتوا حافظت على عفّتها حتى أثناء استشهادها.
فهل أنت كذلك؟
كتاب الشهيدة بربتوا
صلاة:


"لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال ربُّ الجنود" (زك 4 : 6).
ربي يسوع المسيح...
يا مَنْ قلت: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو 15: 5).
حقًا يا ربي لقد حاولت مرارًا كثيرة أن أتخلص من ضعفاتي وأنتصر عليها بقوتي فكان الفشل ذريعًا والسقوط أكثر.
ربي ... يا مَنْ أعطيت القديسة بربتوا هذه القوة والمعونة الجبارة لا أن تسيطر على مشاعرها وعواطفها المقدسة كأم وابنة وأخت، بل أن تذبحها وتقدمها لك ذبيحة حب،فقد ذبحت قلبها فعلًا بيديها قبل أن يذبحوا جسدها، عندما فضَّلت أن تطيع وصيتك: "من ترك بيوتًا أو إخوةً أو أخواتٍ أو أبًا أو أمًا أو امرأةً أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي، يأخذ مئة ضعفٍ ويرثُ الحياةَ الأبديةَ" (متى 19: 29).
ربي ...
أعطني نُصرة على ذاتي المتمرِّدة العاصية التي تريد تدميري.
أعطني من روحك الوديع الهادئ نفسًا منسحقة تعرف حقيقتها الترابية وتكف عن العجرفة والكبرياء.
أعطني نفسًا تعشق القداسة والطهارة والعفّة.
اكشف لي يا رب حقيقة هذا العالم الزائل، لأعلم أنه سراب.
اكشف لي يا رب الأقنعة المزيفة التي يريد العالم إغرائي بها.
اكشف لي يا رب حقيقة كل شهوة أرضية لأعرف وأدرك أنها آبار مُشقّقة لا تضبط ماء، تؤدّي للجوع والعطش أكثر.
ربي ... اشبعني أنت بك لكي أدوس على كل إغراءات العالم، لكي أقول مع القديس أغسطينوس: "جَلَست على قمّة العالم حينما أصبحت لا أخاف شيئًا ولا أشتهي شيئاً".
ربي ... إني أصرخ من أعماق قلبي مع القديس بولس الرسول: "ويحي أنا الإنسان الشقيُّ! من يُنقذُني من جسد هذا الموت؟" (رومية 7: 24).
لكن يا ربي يسوع قوّتك ونعمتك التي عملت مع هذه القديسة تعمل معي وتنقذني من ضعفاتي، وتعطيني نُصرة عليها ... نعم يا رب أعطِ لنفسي المائتة قيامة.
أعطني قلبًا ناريًا مُلتهبًا بحبك.


كتاب الشهيدة بربتوا
أعطني أن أتمتع وأذوق محبتك وأبوّتك لكي أثق فيك مثل هذه القديسة التي كانت تعرفك حقًا، عندما سألها أخوها: "اسألي الرب إن كنتِ هتتألمي أو تخرجي من السجن" فردت عليه بثقة: إن غدًا أُعطيك الجواب، وفعلًا تم وردّت عليه.
أعطني يا رب هذه الحياة الحقيقية معك.
أعطني أن أحبك مثلما تحبّني، أُحبك حقًا لذاتك، لطبيعتك السامية؛ لأنك حقًّا يا ربي تستحق أكثر من ذلك.
أعطني يا رب أن أُحبّك حُبّ الابن لأبيه، والعروس لحبيبها، وليس حُبّ العبد لسيِّده المُرتبط بالعطايا المادية.
أعطني قلبًا مثل قلبك ..
أعطني محبةً لا تفزع من هول الآلام والتجارب، بل تراها سلم يساعدني على الوصول إليك.
أعطني محبة تُسكرني فلا أدري كيف عضدتني قدرتك فعبرت كل الآلام ... فأنت من تحملني وتحملها عني..
أعطني أن أحقِّق هدفك من وجودي وهو أن أُمجد اسمك وأعيش وصيتك. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 06 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهيدة بربتوا

تعليق وتأملات

تعليق

يا إخوة إن بربتوا الشهيدة كانت تَعتبر مسيحيتها شيئًا غير مُنفصلٍ عنها، شيئًا تعيشه وتحيا به، فلم يستطِع أبوها أن يزحزح إيمانها أو عزيمتها، مع أن إيمان بربتوا كان حديث العهد، فقد تعمّدت بعد القبض عليها وقبل استشهادها بأيام قليلة، ولكن كان الإيمان بالمسيح عند بربتوا قد بلغ معياره الصحيح، ومعياره الصحيح دائمًا هو قبول الاستشهاد.
كتاب الشهيدة بربتوا

كتاب الشهيدة بربتوا
يا إخوة افتحوا آذانكم لصوت الروح القُدُس الذي تكلّم في قلب بربتوا بعد عمادها فقد قال لها: "منذ الآن لا تهتمي للحياة بل للموت" وهو نفس صوت السيد الذي قال لنا: "من أراد أن يُخلّص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي يجدها"... وما معنى هذا؟... معناه أن سعينا الكثير لتوفير الراحة والأمان والاطمئنان للحياة الجسدية يشقينا ويفسدنا، أمّا اهتمامنا الروحي بإماتة شهواتنا واحتمال آلام وضيق الحياة من أجل يسوع المسيح يُخلِّصنا ويسعدنا...
كتاب الشهيدة بربتوا
يا إخوة بربتوا سلّمت رضيعها لتذهب وتستشهد، لم تشفق على أمومتها. لقد قدّمت بربتوا عاطفة الأمومة وذبحتها على مذبح الإيمان والشهادة، هذا أقصى تعبير عن سموّ الإيمان فوق الجسد، ونُصرة الروح على العاطفة،يهوذا باع المسيح بثلاثين من الفضة، وبربتوا باعت نفسها وجسدها ودمها وروحها وابنها وأسرتها لتشتري رضى المسيح وحُبه... انظر أنت إلى أي الطريقين تنتمي؟
كتاب الشهيدة بربتوا
يا إخوة إن رؤية بربتوا صادقة، فالآلام التي نعانيها في هذا الدهر وكل تعذيب الأشرار وأوجاع الجسد هي من حسد العدو وهى في حقيقتها مصارعة مع قوات الجحيم التي تجاهد ضدنا لنيأس حتى يُنتزع إكليلنا، فاثبتوا ولا ترتاعوا وإله السلام يسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا.
كتاب الشهيدة بربتوا
يا إخوة عجبي على فيليسيتاس العبدة التي ضارعت سيّدتها في إيمانها وشجاعتها وعزمها وتصميمها، أنا مُنذهل من التي اشتهت أن تلد سريعًا لتتفرّغ للاستشهاد، أبهذا المقدار صار الاستشهاد أعظم من البنين والبنات؟ والموت من أجل المسيح بالعذاب والتمزيق أسعد من حَمل الأطفال على الصدور؟! آه يا يسوع يا لك من إله عجيب تستطيع أن تسلب القلوب والعواطف حتى قلوب الأمهات المرضعات!
كتاب الشهيدة بربتوا
يا إخوة أنظرتم كيف تقدّم هؤلاء الشهداء للوحوش بمزامير الفرح، والنعمة على وجوههم مُشرقة، وخطواتهم خفيفة ثابتة؟ ثم أنظرتم كيف بعد آلام وتمزيق الوحوش وقفوا صامتين هادئين ينتظرون دورهم في الذبح؟ أتريدون أن تعرفوا ما هو سرُّ ثباتهم؟ هو محبتهم للمسيح حُبًّا أقوى من الموت.
_____
(1)من قصة استشهاد مؤثرة إصدار دير أبو مقار.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قصة صوتية عن حياة الشهيدة بربتوا وصديقتها الشهيدة (فيليسيتى) فليسيتاس
قصة الشهيدة بربتوا وصديقتها الشهيدة فليسيتاس - بصوت البابا شنودة الثالث
تمثال يصور الشهيدة بربتوا تنظر إلى السماء وتمسك بيدها الشهيدة فيليسـيتاس
الشهيدة بربتوا
بربتوا الشهيدة


الساعة الآن 09:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025